لم أكن دميمة يوماً 2..بقلم \شيماء علي
الفصل الخامسون …عيد زواج
سارت بأعجاب تتفحص ذالك المنزل الخشبي المطل علي البحر والذي يشبه الكوخ في حجمه !!..
والذي قد زين أيضا بالإضاءة الخافتة المبهجة ..
تقدمت وهي تتفحص المكان حتي وقع تظرها علي طاولة دائرية عليها أصناف متنوعه من الطعام ويتوسطه قالب حلوي مصمم بعناية !!..
عقدت حاجبيها وإستدارت له مستفهمة :-
-آآ أيه ده ؟!
وليه جايبني هنا ؟!..
تقدم منها قائل بدهشة :-
-أعتبر إنك ناسيه مثلاااا ؟!..
-ناسيه أيه ؟!..
تنهد بصوت مسموع ثم أحاط خصرها قائل :-
-أبدأ ياستي بس كل الحكاية إن النهاردة عيد جوازنا !!..
زفرت بضيق وضربت جبهتها بخفه فكيف نست ذالك ؟!..
جاسم متابعا :-
ومكنش ينفع اليوم ده يعدي كده من غير مانبقي مع بعض !!..
عضت علي شفتيها بحرج متمتمة :-
-مش عارفة آآ أقولك أيه ،بس معرفش ازاي نسيت والله ..
جاسم وهو يضيق عيناه :-
-واديني طلعت أجدع منك وأفتكرت !!..
رفعت إحدي حاجبيها قائلة بلهجة ذات معني :-
-بس غريبه يعني أفتكرت حاجه تخصنا وسط مشغلك الكتير دي ..
إلتوي ثغره بتهكم وهتف بضيق :-
-هي دي الكلمة الحلوة اللي المفروض تقوليهالي في يوم زي ده ؟!..
ثم تابع وهو يفك حجابها ويلقيه أرضا :-
-عموما عايزك تعتبري إن النهاردة عهد صلح مابينا يعني ياريت ننسي كل اللي فات بقرفه ونبتدي من جديد !!…
ثم ذم شفتيه للامام وأردف بهدوء وهو يشير للمكان بعينيه :-
-يعني تقدري تعتبريه إعتذار بسيط علي اللي حصل مني !!
أبتسمت إبتسامة ساخره متهكمة قائلة وهي تهز رأسها بفهم :-
-يعني عايزني اعتبر احتفال النهاردة أعتزار بدل كلمة معلش أو أسف اللي كنت مستنيها منك!!..
-بس أنت مقولتهاش لأني ماينفعش تقولهالي
لانك خايف علي كبريائك أحسن يتهز من كلمة
زي دي مش كده ؟!..
أظلمت عيناه وتحولت ملامحه للجمود التام فهي أصرت علي أفساد تلك الليلة بحديثها اللاذع !!..
لاحظت “رقية ” نظراته الحاده والتي كادت تفتك بها فأسرعت بالحديث وهي تعبث بأزرار قميصه :-
-طب خلاص !! مش هقلبها نكد ولاهبوظ الليلة علينا !!..
- ومش هكسفك وهقبل إن ده يكون أعتذارك يكفيني إنك حاسس من جواك إنك غلطت فيا وجيت عليا اووي !!
لم يجبيها وظل يرمقها بغضب فهزت هي رأسها بخفه لينسدل شعرها بإنسيابية علي ظهرها !!..
لم تختفي الإبتسامة من علي وجهها ثم أبتعدت عنه قليلا لتقوم بتشغيل موسيقي رومانتيكية هادئة !!..
ثم دنت منه بخطوات بطيئة وهي تحرك شعرها بإنوثة ثم أقتربت منه وحاوطت عنقه وهي تتمايل بخفة فمد يده رويدا رويدا حتي حاوط خصرها ….
……………………………
-بعد مرور بضعة من الوقت !!..
-أمام المياه الصافية !!..
وبينما هما جالسان علي الأرضية المحاطة بالشموع !!
..
أسندت رأسها علي كتفه قائلة :-
-عارف ياجاسم الستات دوول هبل وغلابه أووي !!..
عقد مابين حاجبيها لتتابع هي :-
-يعني تكسبهم بإبتسامة وتصالحهم بكلمة حلوة كلمة حلوة كفيلة تنسيهم كل حاجه !!..
ثم ذمت شفتيها بضيق وأرفت :-
-زيي كده يعني لحظة حلوة مابينا نستني كل حاجة أنت عملتها !!..
زفر بضيق وهتف بضجر :-
-هو أنتي حالفه لتنكدي علينا النهاردة مش معقول كده يارقية بقيت أحس إنك أنتي والنكد أخوات !!..
أبعدت رأسها عن كتفه وتسألت بخفوت :-
-هو أنا معنديش كرامة ياجاسم ؟!..
أغمض عيناه وفتحهمهما مجددا قائل بنفاذ صبر :-
-أيه اللي خلاكي تقولي كده ؟!.
تنهدت بصوت مسموع لتتابع بعدها بضيق :-
-عشان برجعلك وبسامحك بعد كل اللي بتعمله فيااا !!..
أمسك يدها ونظر في عينيها مباشرة :-
-إن جيتي للحق أنتي هبله .ومش هبله معناها إني بشتمك !! لاهبله عشان مش عارفه إني كرامتك من كرامتي وإن عمري ماهجي عليها !!!.
رقية بإختناق :-
-بس أنت جيت عليا وجيت عليا أووي وانا فعلا هبلة لأني مصممة أسند عليك في الوقت اللي بتميل فيه بيا ..
وبنبرة شبه باكية أردفت :-
-جاااااسم أنا مش عايزة أكرهك أرجوك أرجوك اوعي تعمل فيا حاجه تانية كفياني منك وجع !!
-تكرهيني للدرجة دي ؟! ..
-أيوة أكرهك اومال أنت فاكر أيه عارف ياجاسم المشكله مش في إنك بتغلط المشكلة إنك بقيت تستحلي الغلط ده ،ده آآآ أنت حتي آآآ
كادت أن تتكلم فوضع إصبعه علي شفتيه ليمنعها ثم تابع :-
-أنا مش عايز أي كلام النهاردة ولا عايز حتي عتاب من النهاردة هنبدأ من جديد يعني اللي كل فات صفحة وهتتقطع !!..
ثم أبعد يده لتهمس بعدها بخيبة أمل :-
-مستكر عليا الكلمتين اللي بفك بيهم معاك ،وكمان مش عاوزني أعاتبك !!
جز علي أسنانه بغضب وجاهد ليبدو هادئا حتي لايفسد الليلة أكثر :-
-ماهو انتي مابتقوليش كلمتين لااا ده انتي بيطلع منك دبش وانا مش هعرف اتحكم في رد فعلي ساعتها وانااا مش عايز أزعلك اويحصل بينا تاتش في يوم زي ده !!…
فتحت فمها لتتحدث فتابع هو سريعا :-
-بقولك أيه ياحبيتي .أنتي مأكلتيش جاتوه انا هدخل أجبلك جاتوه !!..
نهض علي الفور ليتركها مصدومة مكانها !!
نهضت هي الأخري وأمسكت به قائلة بإستياء :-
-جاتوووه ايه ده اللي أنت رايح تجبهولي ده بس ؟!..
جاسم بنبرة غيظ :-
-اهو تتلهي في الاكل يمكن تسكتي شويه !!..
انكمشت ملامحها بحزن ثم عقدت ساعديها أمام صدرها بتذمر :-
-خلاص هتكتم ومش هتكلم وخليني كده لحد ماطق أو يحصلي حاجه !!..
ثم أشاحت بوجهها للناحية الأخري .فأبتسم هو ومسح علي خصلات بشعره ثم أداره وجهها قائلا :-
-هو أنا صحيح عايزك تستكي لكن مايرضنيش برضه تطقي أو يحصلك حاجه !!..
رقية بإندفاع :-
-ياسلام علي إساس اني فارقه معاك ما أنت عاوز تكتمني ومش عاوز ت آآآ..
لم تكمل عباراتها حيث إبتلع باقي جملتها داخل فمه وهو يقبلها بغيظ أتصدمت لوهلة وبدأت تدفعه ليبعد عنها فأبتعد وهتف بين أنفاسه اللاهثه :-
-كل جملة هتخرج منك هيبقي قصادها بوسه !!..
ثم تابع بخبث :-
-ولو أتكلمتي كتير هقول إنك بتتلككي عشان عاوزة تتباسي !!..
أنفرج فمها بدهشة وعدم إستعياب فألقي عليها نظرة منتصره ماكره:-
-يالا ياحبيبتي عايزك ترغي علي أد ماتقدري !!..
اغتاظت منه ومن تصرفاته وكادت الحروف أن تخطأ وتنفلت من لسانها فلحقت نفسها سريعا ووضعت يدها علي فمها !!..
………………….
دقيقة ،إثنان ،ثالثه ……نصف ساعه كاملة مرت عليهما دون أن تتفوه بكلمة لم يعلم أن تهديده سوف يأتي بهذه النتيجة !!..
فزفر بضيق قائل :-
-هو أنا جايبك من المستشفي وعاملك إحتفال عشان تسمعيني سكوتك ؟!..
ثم تابع بملامح متهكمة :-
-وبعدين أنا قولتلك ماترغيش ماقولتليش أقطعي الصوتي خالص كده !!..
لم يتلقي منها جوابا فتابع بخبث :-
-وبعدين كل ده عشان قولتلك هبوسك اومال لو كنت قولتلك إني آآآآآآ
فنظر لجسدها وهو يعض علي شفتيه برغبة فأثار غضبها وجعلها تصيح بوجه شديد الأحمرار :-
-آآآ أنت آآ قليل الأدب !!..
أبتسم بمكر وهو يضيق عيناه :-
-طب ولما أجي أبوسك دلوقتي الوضع هيبقي أيه ؟!..
وضعت يدها سريعا علي فمها فأقترب منها وأزاح يدها وسط أعتراضها ودفاعها :-
-أنا مش عارف إنتي عامله كله ده ليه ماكنتش بوسه دي أومال لو مكونتش جوزك يعني !!
-طب خلاص أتكلمي بس ماترغيش معنديش إستعداد اصدع !!..
لما تتجاوب معه فقرر اللعب علي فضولها فالأنثي كائن فضولي درجة أولي !!..
-فأردف بمكر :-
-طب مش عايزة تشوفي الهدية اللي جبتهالك !!..
أنتبهت جميع حواسها وبالاخص فضولها :-
-هااا !!..
إبتسم علي نجاح خطته ثم هتف بجدية :-
-طب غمضي عينك !!..
ترددت في بداية الأمر ولكن في الأخير إنصاعت ورا فضولها وأغمضت عيناها ليخرج قلادة ذهبية ويضع خصلات شعرها جانبا ليستطع من تعليقها في عنقها !!
كانت قلادة ذهبية تحمل أسمها ففتحت عينياها وتحسست القلادة قائلة بفرحة :-
-الله جميلة اووووي !!..
ثم نظرت له بحرج:-
-أنا أسفه إني مفتكرتش اليوم ده وأسفه إني مجبتلكش هدية !!..
جاسم وهو يمسك يدها ليقبلها :-
-وانا مش عاوز حاجه غيرك وغير إنك تكوني جمبي !!..
وبينما هو يمسك يدها تسائل وهو يضيق عيناه:-
-قوليلي بقي مش حاسه إن إيدك ناقصه حاجه ؟!..
قالها وهو يمرر علي إصبعها الخالي !!
فكرت قليلا ثم هتفت بضيق بعدما علمت مراده :-
-الدبله !!..
-ماهي أتسرقت في الحادثة لما آآآآآآ…
لما تكمل حديثها بينما وجدته يخرجها من جيب بنطاله ليضعها في أصبعها !!..
تفحصت بدهشة وهي تردد بعدم تصديق :-
-آآ دي الدبلة بتاعتي !!..
أومأ برأسه وهو يبتسم :-
-والتليفون بتاعك برضه معايا جوه !!.
رقية بفرحة غارمة وهي تتفرس في أصبعها :-
-أهم حاجه الدبلة ده أنا كنت حاسه إني صابعي هو اللي ناقص مش هي !!
ولكنها قطبت مابين حاجبيها :-
-بس صحيج رجعتهم أزاي وهما مسروقين ؟!..
-هما مسكوا اللي عملوا كده ؟! ..
أرتبك وهو يحاول خلق حديث ليقنعها :-
-أبدا كل الحكاية اني حد لقاهم وجابهم القسم .شكلهم اختلفوا أومعرفوش يتصرفوا فيهم !!..
لم تقتنع بحديثه وقد نمي بداخلها الشك فهو يخفي عنها شيئا !!..
فلاش باك ..
“إيه اللي جابك يابن الراواي ”
إستدار جاسم لها وهتف بسخريه :-
-أيه مش هترحبي بيا ؟! ده انا حتي ضيفك ؟!
تمارا بنبرة جامدة :-
-مفيش ضيوف بتيجي من غير ميعاد !!..
قبل أن يتحدث جاسم سبقه شخص أخر !!..
“إنت مش ضيف إنت صاحب بيت ياجاسم بيه ..
هتف بها “رفعت النجدي “والد تمارا الذي انضم إليهما بكرسيه المتحرك !!..
تنحنح جاسم ثم هتف بخشونه :-
-رفعت بيه !..بعتذر إني لو كنت جيت من غير ميعاد ..
رفعت :-
-تيجي في أي وقت يابني ده بيتك !!..
إبتسم جاسم مجاملا :-
-تسلم يارفعت بيه !!..
ثم تابع بلهجة جادة :-
-وعموما أنا مش هطول عليكم ..
ثم نقل بصره إلي تمارا وأردف :-
-بس أنا ليا أمانه عند بنتك وجاي أخدها ..
حلت تمارا عقدة يدها قائلة بعدم فهم مصطنع :-
-أمانة أيه دي اللي عندي ؟!..
جاسم بصرامة :-
-حاجة مراتي اللي عندك قعدت عندك كتير وماظنش أنها تلزمك في حاجه !!..
تمارا وهي تشيح بوجهها للناحية الأخري :-
-أنا معرفش إنت بتتكلم عن أيه ؟!..
-تمااااار ..
صرخ بها والدها بإنفعال ثم تابع بصرامة :-
-اطلعي هاتي للراجل حاجة مراته اللي معاكي !!
تمارا بأعتراض:-
-لو سمحت يابابا انااا ااااا ..
رفعت مقاطعا بحزم:-
-سمعتي أنا قولت أيه ؟! اطلعي هاتي الحاجه
-أظن جه الوقت عشان ترجعيها لإصحابها !!
وزعت تمارا نظرها بين والدها وبين جاسم الذي أبتسم بشماته وتشفي فكتمت غضبها وغيظها وصعدت الدرج لكي تتجنب الصدام مع والدها !!
تقدم جاسم من والدها الجالس علي كرسيه وهتف بصوت رجولي :-
-لتاني مرة بعتذر عن حضوري بالشكل ده ومن غير ميعاد !!..
تنهد رفعت النجدي قائل :-
-ملهوش لزوم الأعتزار يابني أنت صاحب حق !!..
ثم تابع بلهجة ذات معني :-
-أينعم إنت خدت حقك مننا وكنت هتخسرنا ملايين وتمسح أسمنا من السوق لكن مقدرش الومك لأني بنتي هي اللي بدأت !! …
-وانا اهو يابني بعتذرلك بالنيابه عنها !!!..
جاسم بلهجة جادة :-
-أنت أكبر من إنك تعتذرلي يارفعت بيه وتاري مش مع حضرتك واللي حصل مع مراتي أكبر من أي أعتذار !! …
هز رفعت رأسه ببطء ثم صمت ولم يتفوه بكلمة !!..
هبطت تمارا الدرج وهي تمسك بيدها ظرف كبير الحجم ثم أعطته لجاسم الذي فتحه ثم هتف ببرود :-
-أتمني ماتكونيش إستخدامتي الحاجات دي ،لاني مراتي مابتحبش حد يشاركها حاجاتها !!..
ثم إبتسم بإستفزاز قاصد إهانتها :-
-وغير كده بتقرف !!..
أتسعت عيناها بصدمه ورفعت يدها لتصفعه ولكنه كان الأسرع بالإمساك بها ..فجز علي أسنانه بغضب :-
-قسما بالله لولا إني عامل إحترام لأبوكي لكنت قطعتلك إيدك دي قبل ماتفكري ترفعيها عليا !!..
ثم ترك يدها بقوة والقي عليها نظر غاضبة ورحل لتصرخ وهي تراقب طيفه الذي يختفي رويدا رويدا:-
-هندمك ياجاسسسسسم هخليك تدفع تمن كل كلمة قولتها ليا هعرفك مين هي تمارا النجدي !!..
أصبح صدرها يعلو ويعبط من فرط العصبية ثم التفتت لوالدها :
-ليه يابابا كده ؟! ليه مطردتهوش ؟! إستقبلته ليه ؟! أنت ناسي اللي عمله فيا..
رمقها بنظرة حادة :-
-أنتي اللي عملتي في نفسك كده ! يوم مابصيتي لحاجة غيرك ويوم ماكنتي هتموتي روح ملهاش ذنب بسبب غيرتك أحمدي ربنا انها جات علي أد كده ده لو واحد غيره كان خد روحك !!..
ثم تابع بضيق :-
– إذا كان علي الخساير المادية مقدور عليها هنعرف نعوضها لكن أنتي يابنتي أنا معنديش غيرك !!..
فحرك كرسيه وأقترب منها وأردف بنبرة دافئة :-
-أنسي ياتمارا .أنسي ياحبيبتي وارجعي تمارا بتاعة زمان .تمارا اللي ماتهزمهاش شوية مشاعر هبله سميتها حب !!.
-أنتي غاليه يابنتي فمترخصيش نفسك !!..
شعرت بالأختناق وكأن الأكسجين نفذ من المكان كادت أن تضعف وتبكي ولكن القوة التي بداخلها رفضت ذالك !!..
….
أومأت برأسها إيجابا رغم عدم إقتناعها :-
-طب كويس إن الدبلة رجعت !!..
لم يتركها لأفكارها فأقترب منها حد التلاصق وهمس بحرارة :-
-طب بمناسبة إن النهاردة عيد جوازنا وبمناسبه الترينج الأزرق اللي أنت لبساه ده مش هنحتفل بقا؟!..
جزت علي أسنانها بغيظ بسبب سخريته من ملابسها فهو الذي أخذها عنوة من المشفي دون ان يمنحها مهلة لتبدل ملابسها !! ..
فغمز لها :-
-ماتيجي ندخل جوه عاوزة أقولك كلمة سر ؟!..
رقية بدون أكتراث :-
-قول هنا محدش في المكان غيرنا !!..
حك طرف ذقنه بتفمكير وعلي حين غره حملها علي يده ليدلف بها إلي الداخل !!..
ركلت بقدمها وهي تصيح :-
-نزلني أنت هتعمل أيه ؟! ..
جاسم بحنق وهو يسير بها للداخل :-
-هعمل أيه ؟! ده أنا بقولك النهاردة عيد جوازنا هو انا بقولك أنه عيد العمال !!..
………………..
خرجت من الغرفه مرتديه قميصه الأبيض الذي كشف عن ساقييها الرشاقتين فننظرت حولها تبحث عنه فوجدته يقف في المطبخ عقدت حاجبيها بتعجب وسارت نحوه وهي تجمع خصلاتها علي أحدي كتفيها ..
وقفت أمامه متسألة بتعجب :-
-بتعمل أيه ياجاسم ؟!..
قبلها من وجنتيها قائل بعتاب مزيف :-
-صباح الخير الأول ..
أبتسمت بهدوء هاتفه :-
– ..
أعاد خصلاتها المتناثرة خلف أذنها وهتف بصوت جاد :-
-نمتي كويس النهاردة ؟! ..
أومأت برأسها إيجابا قائلة بخجل وهي تخفض رأسها :-
-تقريبا دي الليلة الوحيدة اللي نمت فيها كويس من ساعة ماجيت هنا !!..
أبتسم وهو يجذبها من ظهرها لتلتصق به ثم طالعها برغبه وهو ينظر لفمها الوردي فأنحني برأسه ليقبلها ولكن دفعته بيدها في صدره العاري حيث كان يرتدي بنطال قماشي فقط !!..
فأبتعدت عنه وهي تتمتم بإرتباك جلي :-
-آآآ مقولتيش كنت آآ بتعمل أيه !!..
حااولت ان تداري أرتباكها وتبدو طبيعية فأتجهت نحو الموقد قائلة دون النظر إليه :-
-كنت عاوز قهوة.. أعملك ؟..
أغمض عيناه وتنهد بصوت مسموع ثم فتح البراد وأخرج منه طبق يحتوي علي أصناف عديدة من الجبن :-
-أبدا ياستي كنت بجهزلك فطار !!..
رفعت حاجباها بدهشه معلقه :-
-فطار مرة واحدة كده ؟!..
جاسم وهو يسير نحوها :-
-أه فطار مالك كده !!.
رفعت كتفيها لاعلي هاتفه بمشاكسه :-
-مستغربه الصراحه !! أصلك مابتعرفش تعمل فنجان قهوة عاوزاني أديك الامان ازاي بس في حكاية الفطار دي !!..
فتابعت بلهجة مرحه :-
-انا مقدرة ياحبيبي إنك عاوز تبقي رومانسي بس ملهوش لزوم حكاية الفطار ده !!
وإنخفضت نبرته وهي تردد بحذر :-
-وملهوش لزوم يعني أقضي اليوم في المستفشي مهونش عليك يعني !!..
أبتسم وهو يسكب العصير في كأس زجاجي ثم وضعه بجوار الطعام علي الطاولة الدائرية المتواجدة بالمطبخ :-
-طب تعالي كلي وبعدين أبقي علقي براحتك ..
سارت بتوجس وهي تتمتم :-
-ربنا يستر !!..
جلست علي الطاولة وجلس هو في الجهة المقابلة لها فألقت نظرة متفحصة علي الطعام وقد لاحظت شئ جعلها تعقد حاجبيها معا وهي تشير بإصبعه :-
-جاسم هو إيه الأسود ده اللي مع البيض ؟!..
نظر للطبق الذي تشير عليه ثم أجابها ببساطة :-
-ده بيض بالبسطرمة ياحبيتي أنا عارف إنك بتحبيه !!..
التوي ثغرها بتهكم :-
-هو انا صحيح بحبه بس مابحبش البسطرمة محروقة يعني !!..
طالعها بتعجب وهو يوزع نظراتها بينها وبين الطبق فتابعت هي :-
-أنت حرقت البسطرمة ياجاسم !!..
دقق ألنظر في الطبق ليذم شفتيه ثم هتف بعدها وهو يقربه منها ا:-
-طب خلاص كلي البيض بس !!
زفرت بضيق واضح ثم بدأت في تناول بعض اللقيمات ليظهر الإشمئزاز علي وجهها قبل أن تبتلعه وفجأة بصقت مافي فمها علي الأرض هاتفه :-
-أيه ده حاطط طن ملح في الأكل ؟!..
ثم تناولت المنشفة الصغيرة لتجفف فمها ..فتحدث هو :-
-هو صحيح انا كنت حاسس إني الملح زاد مني شويه !!..
رقية بنزق :-
-شويه ؟! قول شويتين .تالته .أربعه .خمسه عشرة!..
أبتسم رغما عنه ثم أبعد الطبق من أمامها ووضع أخر :-
-طب خلاص بلاش بيض مقلي كلي مسلوق !!..
تنهدت بصوت مسموع وهي تمني نفسها فقد جاعت وبشدة فتناولت بيضتين وخبتطهما معا وليتها لم تفعل !!
فقد سأل منهما صفراهما نتيجة عدم السوي الجيد !!..
عضت علي شفتيها بغيظ وأبعدت الطعام من أمامها كان يراقبهها منذ البداية فتصنع الجدية :-
أيه ياحبيتي مش هتكملي أكل ؟!..
كتمت غيظها وتصنعت الإبتسامة :-
-لا ياحبيبي أصل أنا أكتشفت إني مش جعانه دلوقتي ومش ناوية أجوع خالص !!..
ثم أمسكت بكأس العصير وأرتشفت منه :-
-أنا هشرب عصير أحسن !!
ثم تمتم بينها وبين نفسها :-
-دي الحاجه الوحيدة المضمون علي السفرة دي !!
عقد حاجبيه متسائل ببراءة :-
-أوعي يكون الأكل مش عجبك ؟!..
أجابته سريعا وهي تردد كالمغبية :-
-أطلاقا يعني بجد مش عارفة أقولك يعني بصراحه آآآآ هو آآ تسلم إيدك والله!!..
وهي تردف بنعومة :-
-هي صحيح حركة رومانسية منك وانا مقدرة ده اووي والله بس آآآ يعني كان ليا عندك طلب صغير ؟!..
هز رأسه مستفهما لتبتلع ريقها وهي تبتسم إبتسامة بلهاء :-
-ياريت ماتكررهاش تاني !!..
رمقها مطولا دون رد فعل ثم نظر للطعام وعاود النظر إليها لينفجر الأثنان في الضحك !!..
….يتبع