لم أكن دميمة يوماً 2..بقلم \شيماء علي

الفصل الرابع والعشرون.. الجزء الأول”الدنجوان”
“عندما الطبع يغلب التطبع”..
عاد الي مزرعته بعد عراك مع نضال فأصبته لكمه خفيفة في وجهه لم يتفض إلا بتدخل بعض العمال وقد جلب أشياء رقية معه ورحل ، ترجل من سيارته وأخذ حقيبتها وقبل أن يدلف للداخل سمع صوت “أم مهجة” ينادي عليه إلتفت لها، لتقترب هي وإبنتها منه وهي تحمل صينية طعام مغطاة بغطاء حريري قائلة بإبتسامة :-
-أنا عرفت إن الست هانم مراتك هناا، فقولت مايصحش مادوقش أكلي!!..
جاسم بإبتسامة مجاملة :-
-ماكانش ليه لزوم تعبناكي معانا..
ام مهجة بود :-
-تعب إيه بس ده كله من خيرك!!..
فتابعت بجدية وهي تشير بعينها :-
-أنا هحط الاكل جوه هنا علي الترابيزة عشان الست هانم تبقي تاكل براحتها!!..
أومأ جاسم برأسه إيجاباً لتدلف هي وتترك إبنتها التي اقتربت من جاسم ثم لاحظت الكدمة فهتفت بهلع :-
-ايه ده حصلك أيه!!..
جاسم بضيق :-
-عملت حادثة وانا جاي..
اقتربت منه أكثر حتي مدت يدها لتلمس تلك الكدمة، ظلت تتأمله عن قرب تتأمل ملامحه الجذابة لم تشعر بنفسها إلا وهي تمسح شفتيها بلسانها وتقترب من شفتيه لتقبله، لم يكن نهاية المشهد ولكن انتهي المشهد بالقبلة عند رقية في الإعلي التي كانت خلف الستار وبالصدفة رأت هذا، اتسعت عينها بصدمة وهي تضع يدها علي فمها وتهرول للداخل، الحقيقة لم تقبله حيث دفعها هو قائل بغضب :-
-لحد ما أمشي مش عايز أشوف خلقتك قدامي!!..
شعرت بجفاف حلقها هي لاتعلم لماذا فعلت هذا وكأنها تخدرت أمامه فلمعت عينها بالدموع قائلة بتلعثم :-
-أنا آإ اسفه معرفش ازاي عملت كده والله!!..
رمقها بجمود قائل :-
-امشي من قدامى دلوقتي!!..
وقبل أن يدلف أمسكت يده قائلة برجاء :-
-ابوس ايديك متقولش حاجة لابويا، ده ممكن يموتني فيها!!..
جاسم بحده :-
-لولا إن أمك وابوكي ليهم معزة عندي انا كنت اتصرفت معاكي تصرف مش هايعجبك… إمشي.
وضعت يدها على فمها وركضت إلي منزلهما الصغير..
خرجت والدتها وهي تقطب حاجبيها بتعجب :-
-اومال البت مهجة راحت فين؟!..
زفر بضيق مسموع ثم دلف بصمت، لينظر الي الطعام لثواني ثم احضر وكشف غطاء الطعام ليجد كل ماتشتهيه النفس من “بط وفراخ ومكرونة بشاميل ورقاق” نظر بإعجاب ثم وضع عينة من كل صنف في الطبق الذي احضره بإستثناء البط فهو يعلم انها لاتحب أكله، وضع شوكة ومعلقة ثم صعد للأعلى لها…
كانت تأخذ وضع الجنين فقد زادة حالتها سوء بعدما رأت تلك المشهد..إنتفخت عينها من كثرة البكاء فهي لاتكف ولاتمل سمعت صوت المفتاح فتصنعت النوم سريعاً هاربه من مواجهته.. دلف وهو يحمل طبق الطعام ويحمل الدمية التى إخذتها معها عند نضال فقد جلبها لها، راها متسطحة بهذا الشكل فرق قلبه عليها، فهي كما تركها بالملاءة تنهد بحزن ووضع الطبق علي الكومود وجلس هو علي ركبتيه بجوار الفرأش ووضع الدمية بجوارها وهو يبتسم واقترب هامساً وهو يملس على شعرها :-
-آآ رقية!! ح آآحبيبي!!..
إخترقت أذنها كلمة “حبيبي” وودت أن تفتح عينها وتصرخ بوجه اي حب هذا!!!
فتحت عينها ببطء لتسقط الدمعتين المحجوزتين في عينها علي وجنتيها، إعتدلت وهي تدمع بعينها المنتفخة الحمراء حتي الملاءة طبع الدموع عليها.. أشاحت بوجهها بعيداً ليتحدث بجدية وهو يشير للطعام بعدما قست تعابير وجهه:-
-كُلي يله بقاا!!..
لم تجيبه بل كانت تدمع بصمت..
عاد الي حالة الجمود ونهض قائل :-
-الأكل اهو موجود لما الجوع يقرصك هتاكلي..
ثم وقف أمام الفرأش ليخلع سترته ويلقيها علي الفرأش ثم يفك اساور قميصه فدق قلبها بهلع فظنت انه سيقوم بفعلته للمرة الثالثة فتراجعت علي الفرأش وسحبت عليها اللحاف وهي تهز رأسها بنفي ودموعها تسيل بغزارة قائلة بإنين منخفض :-
-ا آآ لا لا لا..
سمع إنينها ليستدير بملامح جامدة ليجدها علي تلك الحالة، كما يؤلمه قلبه عليها ولكن هو بدأ مشوار وعليه بأكماله، فابتسم بخبث قائل :-
-ايه انتي اخدتي على الموضوع ولا أيه!!..
ثم نظر أمامه قائل بجمود :-
-متخافيش مش كل شوية مش هلمسك!!!
أنهى جملته وتابع خلع ملابسه، وبينما هي في حالة الهلع لمحت دميتها فقطبت مابين حاجبيها بتعجب وهي تزحف لتلتقطها وزعت نظرها وبين الدمية وبينه لتلاحظ أثر اللكمة في وجهه، تباً فقد ذهب إلى نضال كما قال لها، وجدت نفسها تقسي ملامحها وتلقي الدمية بعنف وهي تبكي بقوة..
رمقها بغضب ليقترب منها ويصيح بها :-
-بطلي عيااااااط!!
رفضت الصمت وتعالي صوت بكائها فقررت أن تعاقبه مثلما يعاقبها، فإنسابت العبرات بشدة ثم راحت في سبات عميق ..
-بعد مرور يومين شحب لونها واصبح مائل للاصفرار كما فقدت بعض من وزنها بسبب قلة تناول الطعام، لاحظ هو التغير البادي عليها فإقترب منها قائل بنبرة قلقة رغم قسوتها :-
-ماآآلك ؟!!..
نظرت له بإعياء فجلس بجوارها علي الفراش وقد تمكن القلق منه، لم تتحمل ألم معدتها شعور بالغثيان يروادها كل ثانية، قاومت كثيرا ولكن لم تنجح، وبينما هو بجواره تفاجئت بنفسها تتقيئ لتفرغ مافي معدتها ، وليتها لم تفعل ذلك!! فقد تقيأت دون قصد على بنطال جاسم، فتسبب فأتساخ الأطراف الأخيرة، إرتجفت بشكل ملحوظ عندما رأت الغضب ينبعث من عينها، فظهر عليها الهلع وهي تلتقط المناشف الورقية وانحنت لتنطف بنطاله قبل أن يعاقبها فقد أصبح العقاب هوايته الفترة الأخيرة، وقبل إن تبدأ كانت يده ترفعها من الإرضية بقوة، نظرت له برهبة قائلة بنبرة مذعورة متقطعة :-
-ه هنضفه، آإ هنضفه والله آآ كان غصب عني!!..
عندما وجد الخوف بادي عليها بهذا الشكل لعن نفسه الف مرة ودون وعي لم يشعر بنفسه الا وهو يجذبها داخل أحضانها ويربت علي ظهرها بحنان فقد اشتاق العاشق فطبع الحنية غلبت طابع القسوة ، بكت بشدة وهي في احضانه شهقت بقوة ثم تحدثت من بين شهقاتها وهي تبتلع ريقها قائلة :-
-فاكر آآ لما جيت عشان تحميني من اخوك، دلوقتي انا آآ بقولك أحميني آإ منك!!..
ثم ردد بنبرة باكية :-
-آآ أحميني آآ منك!!..

error: