لم أكن دميمة يوماً 2..بقلم \شيماء علي

الفصل الواحد والأربعون…

-في قسم الشرطة..

ضرب الضابط على مكتبة بقوه وصاح :-
-أنت هتستعبط يالا فاكر نفسك هتضحك عليا بالكلمتين دوول ..

محمود بنبرة صادقة :-
-والله يا افندم ده اللي حصل أحنا كنا راجعين من نقله كنا بنوصلها ولقيناها مرميه علي الارض وهي غرقانه في دمها ولما قربت منها لقيتها فيها الروح
قمت ودتها المستشفى !!..

أومأ الضابط برأسه وتابع مستهزء :-
-ولما هو كده هربت وسبتها ليه يا أبو قلب حنين!!
.
محمود مدافعاً عن حاله :-
-كنت خايف ياباشا احسن اروح في الرجلين وأنا عملت اللي عليا!!..

ثم تابع بتهكم :-
-وبعدين ياباشا لو أنا اللي ضربتها هشيلها وأوديها للمستشفى قاصد يعني أودي نفسي في داهية ، ولا قلبي قلب خسايه فمستحملتش أشوفها وهي غرقانه في دمها بعد ماضربتها قمت ودتها المستشفى !!..

الضابط بحده :-
-أتكلم عدل ياروح أمك!!..

محمود بضيق :-
-ولزومه أيه الغلط ياباشا، أنا مش متهم!!..

ثم تابع بجدية :-
-وحضرتك لو مش مصدقني تقدر تسأل الإسطي اللي شغال معاه هو شاف كل حاجة وكان معايا ساعتها!!..

تنهد الضابط ثم أردف بنبرة باردة :-
-لحد مانجيب الإسطي اللي بتشتغل معاه انت هتشرفنا هنا !!..

ثم تابع بلهجة وعيد محذرة :-
-وياويلك لو كنت بتكدب!!..

ثم قام بالنداء على العسكري وأمره :-
-خده على الحجز!!..

فقام العسكرى بإصطحاب محمود بعدما اعطي تحية التمام!!..

………………..

-في المشفى الخاص!!..

مر عليه وقت ليس بالقليل وهو جالس بجوارها محتضن يدها بيده هامساً لها بكلماته التي تدل على عشقه وآسفه!!..

فأبتعد عنها قليلاً وأردف بجدية :-
-مش لازم أفضل هنا كتير، لإني مستحقش أكون جمبك غير لما أرجعلك حقك!!..

وضع قبلة مطولة علي كفها ثم نهض بعدما حرر يدها لتستقر بجوارها علي الفرأش، ألقي عليها نظرة أخيرة ثم غادر!!..

_خرج وأغلق الباب خلفه ليخلع عنه تلك الأشياء السخيفة والذي أرتداها فقط من أجل سلامتها!!..

رأته فاطمة وكادت أن تسرع نحوه ولكن سبقتها يد جيهان قائلة بنبرة حكيمة :-
-فاطمة أهدي مش كل دقيقة أفكرك اني احنا في مستشفى، وياستي أعملي اعتبار حتي لبنتك اللي بين الحيا والموت دي!!..

نظرت لها فاطمة دون أن تتفوه بكلمة ولكن كانت تشتعل غيظاً منه فوقفت مكانها علي مضض!!..

رأها هو أيضاً ولكن لم يعيرها أي أهتمام حيث ألقى تلك الأشياء جانباً ورحل!!..

……………………..

-في شقة معتز!!..

ذهبت بسمة لزيارة أهلها بينما جلس هو مرتدي بدلته العملية ولكن لم يذهب لعمله بعد!! فبالتأكيد جاسم علم بالذي أصاب رقية!! هو مرتبك مضطرب وبشدة فإذا ذهب إلى الشركة بهذا الحال فسوف ينكشف أمره!!..

زفر بضيق وعاد برأسه للوراء فأستمع لرنين جرس الباب فنهض على مضض وفتح ليتفأجي بجاسم أمامه!!..

أتسعت عيناه بذهول فحاول إخفاء إرتباكه الملحوظ وبعد دقائق نطق :-
-آآآ جاسم!!..

جاسم وهو يتقدم ويدلف للداخل قائل ببرود :-
-إيه مش هتقولي اتفضل!!

ثم تابع ببرود أكثر متناهي بعدما دلف :-
-هتعبرك قولت ده برضه بيتي وانا مش غريب مش كده ولا أيه؟!..

قال هذا ثم إلتفت قليلاً للخلف ليري معتز واقفاً كالصنم وأخيراً تحدث بإرتباك :-
-آآآ طبعاً صاحب بيت ياجاسم!!..

ثم تابع بإبتسامة مصطنعة :-
-الف حمد الله علي السلامة، كنت هاجيلك لكن بيبرس قالي إنك طلبت منه يجي لوحده؟!..

ثم إنخفضت نبرته :-
-هو انت زعلان مني ولا حاجة ياجاسم؟! ..

جاسم وقد قطب مابين حاجبيه مستهزء :-
-زعلان؟! زعلان دي تقولها يامعتز لو كنا لسه صغيرين كنت أنت تضايقني فحاجة اقوم انا أزعل!!..

فدنا منه وهو يتحدث بثبات :-
_لكن دلوقتي احنا بقينا كبار ولما تضايقني في حاجة وتضايقني اووي كمان أنا مزعلش لااا..

فأرتفعت نبرته بحده :-
-أنا أغضببببب!!.

ثم أنخفضت نبرته مرة أخرى :-
-عارف الفرق مابينهم يامعتز؟!..

رمش معتز بعيناه وكاد أن يتكلم فمنعه جاسم وتابع حديثه وهو يسير ببطء :-
-لما كنت بزعل كنت بنسي ونتصافي لكن لما أغضب تفتكر ممكن أنسى؟!..

معتز محاولاً الحديث وهو مرتبك :-
-إيه الألغاز دي وبعدين أنا ضايقت في أيه مخليك شايل مني آآإ اووي كده؟!..

وقف جاسم بجواره وأردف بجمود :-
-انت عارف كويس اووي أنت ضايقتني في أيه!!..

ثم تنهد ووضع يده في جيبه :-
-عرفت إن رقية في المستشفي؟!..

جف ريقه فجإة فأبتلعه قائلاً:-
-ااه آآ عرفت بسمة قالتلي وكنت آآ هبلغك ووو!! ..

قاطعه جاسم بإشارة من يده قائل بنبرة جامدة :-
-أنا عايز اعرف بقا رقية في المستشفي ليه؟!..

معتز بتعجب وإبتسامة مصطنعة :-.
-إيه ياجاسم هو أنت جاي تسألني أناا؟!..

رفع الأخير حاجبه وأردف :-
-أومال اسأل مين؟!..

ثم ضيق عينه مرشحاً أسماً:-
-أسأل تمارا مثلاً؟!

زاد ارتباك وتوتر معتز :-
-وتمارا آآا مالها بالموضوع!!..

جاسم بإبتسامة :-
-ليه هو انتو مش شركا في الموضوع ده؟!..

ثم تلاشت الإبتسامة من علي وجهه وصرخ به :-
-ليه يامعتز مع إني حذرتك؟!..

معتز مدافعاً عن حاله :-
-ياجاسم أسمع أنت فاهم غلط!!..

جاسم بحده :-
-لا انا مش فاهم غلط أنت وتمارا السبب في اللي حصل لرقية وانا متأكد من ده!!..

ثم أمسكه من ياقته ونهرهه بعنف :-
-عملت كده مع إني حذرتك أن حد يقربلها!!..

معتز وهو يحاول تحرير نفسه من قبضته وهو يردد :-
– انا حذرت تمارا من اللي هي بتفكر فيه لكن هى اللى ماسمعتش كلامي وكانت مصممه انها تنتقم من رقية !!..

جاسم وهو يشدد قبضته قائل بإشمئزاز :-
-وانت طبعاً كنت دلدول ليها بتنفذ كل أوامرها مش كده!!

معتز بجدية :-
-اقسملك بالله ماليا يد في اللي حصل لرقية ومنعت تمارا لكن هي اللي ماسمعتش كلامي وإتفاجئت إنها نفذت !!..

ثم تابع حديثه :-
-ده أنا حتى اضطريت اقولها اني هبعد رقية عن طريقها، والله حتي ده كان كلام عشان ماتعملش حاجة فيها!!..

جاسم بتعجب وهو عاقد حاجبيه :-
-وهي رقية عملتلها أيه عشان تبعدها عن طريقها، واي سر كرهها الأعمى ده ليها ؟!..

رمقه معتز بنظرات ذات مغزى ثم أردف :-
-يعني أنت مش عارف أنها بتحبك؟!!!..

جاسم بإستنكار :-
-بتحبني!!!

أومأ معتز برأسه وتابع بنبرة جادة للغاية :-
-اه ياجاسم بتحبك وحبك عميها لدرجة أنها مش مستحمله حد يشاركها فيك !!..
صمت جاسم لوهلة ثم جز على أسنانه بغضب وأردف بعدائية:-
– دي مشكلتها وأنا هعرف ازاي احلهلها!!
زي ماهعرف أندمها كويس علي اللي عملته مع رقية!!..

ثم حل قبضته عن معتز فأعطاه ظهره،
عدل معتز من وضعية ملابسه ثم أردف بإستعطاف :-
-المهم صدقني ياجاسم أنا فعلاً مليش ذنب في اللي حصل ده وأنا لو كنت غلطان فأنا غلطان عشان دخلت تمارا حياتك وأنا معرفش أنها بكل الشر ده ..

قاطعه جاسم بلكمة قوية في وجهه حيث إستدار له فجأة وبكل مايمتلك من شحنات غضب افرغها في معتز حيث سدد له العديد من اللكمات والصفعات المتتالية التي أطرحته أرضاً وجعلته ينزف سيول من الدماء فكان بالكاد يتنفس!!..

أما جاسم فأصبح صدره يعلو ويهبط وهو يرمقه بغضب فأنحني قليلاً قائلاً بجمود :-
-كان لازم تاخد العلقة دي من زمان، كان لازم تاخدها من ساعة ماحطيط رقية في دماغك وحلفت إنك تعكنن عليها عيشتها!! وغلطتي أني معلمتكش الإدب ساعتها لكن معلش أديني بصلح الغلط ده!!..

ثم نظر أمامه بشرود وعدائية وضيق عيناه اللتان يلمعان ببريق الإنتقام :-
-أما بقا تمارا زي ما أنت دخلتها حياتي أنا هعرف أخرجها منها ازاى!!..

ثم ألقى عليه نظرة أخيرة واعتدل في وقفته وقبل أن يرحل ركله بقدمه أسفل بطنه فتألم الأخر وبشدة!!..

…………………

دلفت يمني مع زوجها من باب المشفى فقد علمت ما أصاب رقية فأنهارت باكية كما حملت نفسها المسئولية فهي التي تركتها ترحل بمفردها!!

كانت تسير بخطوات أشبه للركض وخلفها زوجها يتأفف :-
-يعني كان لازم تجبينا علي ملأ وشنا كده ماكنا أستنينا لحد بكره!!..

يمني بنبرة باكية :-
-عايزني أعرف أنها فى المستشفى وأسكت ياجمال ده أنا قلبي كان هيتقطع عليها!!..

جمال محاولاً اللحاق بها قائلاً بضيق :-
-طب استني نسأل أي حد على مكانها !!..

فأومإت برأسها وتوقفت عن السير،فنظر هو حوله يبحث عن اي شخص يدله!! وبينما هي تلتفت حولها أيضاً لمحت فاطمة تودع إمرأة فعرفتها يمني على الفور فجذبت جوزها من ذراعه قائلة :-
-أم رقية اهي ياجمال يلا نروحلها!!..

ثم سارت مع زوجها نحو فاطمة!!..

ودعت فاطمة جيهان التي رحلت الأن وعادت لتجلس علي الأريكة الجلدية ولكنها تفاجئت بالمنتقبة التي وقفت أمامها قائلة :-
-السلام عليكم ، ازيك ياماما وأخبار رقية أيه دلوقتي معلش والله لسه عارفة النهاردة ؟!..

عقدت فاطمة مابين حاجبيها بتعجب ووقفت وهي تقول :-
-وعليكم السلام بس أنتِ مين يابنتي؟!..

يمني سريعاً:_
-أنا يمني يا ماما صاحبة رقية ووو آآآآ..
انكمشت ملامح فاطمة فجأة بغضب عندما سمعت الإسم وقاطعتها بوقاحة :-
-أهلا بوش الفقر وكمان ليك عين تيجي لحد هنا!!..

ذُهلت يمني وأنفرج فمها بدهشة :-
-هااااااااااااا.

فتابعت فاطمة بإسلوبها الفظ :-
-كان يوم أسود لما بنتي عرفتك ودخلتلك بيت جبتي أجلها واستريحتي، ماهي لو ماكنتش خطت عتبة بيتك النحس ده مكنش حصلها حاجة!!..

لم تصدق يمني أذنيها فترقرقت العبرات في عيناها وسقطت لتبلل نقابها!!!

كما غلت الدماء في عروق زوجها الذي ابعدها برفق ليكون فى مواجهة تلك المرأة فهتف بنبرة غاضبة :-
-في أي ياحجه ماتصلي على النبي كده مالك طايحه فيها ولا كأنها قتلالك قتيل!!..

فاطمة بنبرة غليظة وهي تلوح بيدها :-
-يا اخويا ولا تقتلي ولا اقتلها خدها من هنا أحنا مش ناقصين نحس وكفاية اللي حصل للبت بسببها وبسبب معرفتها الشؤم!!..

جمال بجمود :-
-والله لولا أنك ست كبيرة لكان بقالي معاكي تصرف تاني، لكن العيب مش عليكي العيب علي اللي هزت طولها وجات تعمل الواجب!!..

ثم نظر لزوجته بغضب :-
-يله قدامي!!..

وزعت يمني نظرها بينهما فسحبها هو من يدها ورحل!!..

مصصت فاطمة شفتيها قائلة بنزق :-
-عجايب!!….

………….

-في المواصلات العامة..

لم تكف يمني عن البقاء فنهرها زوجها بحده :-
-انتِ بتعيطي ليه دلوقتي كان عجبك يعني الوضع واحنا واقفين نتهزق من الست دي!!..

يمني من بين شهقاتها :-
-معذورة برضه ياجمال متاخدش على كلامها!! دي برضه ام وممكن بنتها تروح منها في اي وقت !!..

جمال بغضب :-
-دى وليه بجحه تحمد ربها اني متعصبتش عليها وفرجتها قدام الناس!!..

ثم تابع بصرامة :-
-ومن هنا ورايح مش عايزة اسمع سيرة اروح لرقية دي تاني!!..

توقفت يمني عن البكاء قائلة بإعتراض :-
-لا ياجمال أنا لازم اطمن عليها هي ملهاش ذنب!!..

جمال بجمود :-
-وأنا قولت مفيش رقية تاني يعني مفيش يايمني، مش هبقي فرحان وانا شايفك بتسمعي كلمتين بايخين من أمها!!..

كادت أن تتكلم فقاطعها بصرامة وحزم :-
-انتهى الكلام يايمني ولو عرفت إنك روحتي من ورايا هتبقى طالق!!!..

أتسعت عيناها بذهول ثم تابعت بكائها بحسره اما هو اشاح بوجهه للناحية الأخرى فهو لم يتحمل أن يمسها أحد بسوء حتي لو بكلمة!!.

………………

-في منزل جيهان..

بدلت جيهان ملابسها ثم جلست علي الأريكة تهاتف أخيها!!..

“لا يانضال الموضوع هنا متعقد اووي، رقية ياعالم هتفوق امتااا ومش عارفة كمان هتقدر تسافر ولالا، ماهي كده لازم ترتاح فترة، المهم أنت جهزت كل حاجة عندك؟! طب تمام ربنا يقومها بالسلامة وأنا اجبها واجيلك المهم أنت خلي بالك من شغلك!!..

ثم تابعت بحنان :-
-أنا عارفة أن الموضوع صعب عليك في الأول لكن انت ادها ياحبيبي، أنسي اللي فات وركز فى اللي جاى، وعايزاك تتأكد دايماً إنك عملت الصح ولا يمكن هتندم!!..

ثم صممت قليلاً لتسمع رده فأومإت برأسها وأردفت :-
-بإذن الله ياحبيبي يله لا إله إلا الله ..!!!

ثم أغلقت الهاتف وأبتسمت بسعادة فقد تبدلت حالة أخيها من اليأس إلى شعلة من الحماس تعلم أنه يضغط علي نفسه بشدة من أجل التظاهر بهذه الحالة ولكن لابأس فعليه نسيان الماضي بكل جوارحه!!..

………………

بين حقول الزرع كان عصام يسير مع زوجته الأولى محاولاً إقناعها بالعودة فوقفت قائلة بنزق :-
-أنا مارجعش ويبقا ليا ضره فى البيت ياعصام!!..

عصام بكذب :-
-ومين سمعك ياحبيبتي والله ماعايز الجوازة دى من الأساس ولا عايز واحدة تشاركك فيا لكن اعمل ايه بقا عشان اثبتلهم حسن نيتي وأنها بتفتري عليا وخلاص ياحبيبتي كلها شهور وهتتكشف قدامهم انها كدابة!!..

حنان بقلق :-
-عصام انا مابقتش مرتاحه للموضوع ده راسيني علي الحوار يا أبن الناس!!..

عصام بإنفعال :-
-أنا مش عارف اعمل أيه بجد محدش مصدقني والمفروض إني مراتي تقف جمبي وتساندني لكن للأسف اتخلت عني!!..

حنان بضيق :-
-اومال عاوزني اعمل ايه ياعصام وواحده بتقول انها حامل منك وبتتكلم بعين قوية كمان!!..

عصام وهو يشيح بوجهه :-
-بصي يابنت الناس كلها شهور والحقيقة هتبان وهتعرفي انت أد أيه ظلمتيني!!..

ثم تصنع الحزن :-
-وعلى العموم لو عاوزة تفضلي عند أهلك انا مش همنعك أنا برضه بحبك واحبلك الراحة مع إني نفسى تبقى معايا على الاقل الاقي حضن يسعني وأيد تطبطب عليا في ظروفي دي!!..

لم تنكر أنها مالت إليه فعضت علي شفتيها بحيرة ثم هتفت بخفوت :-
-متزعلش مني ياعصام بس آآآآ..

عصام وهو يؤمي برأسه:-
-براحتك ياحنان أنا مش هضغط عليكي!!..

نظرت له مطولة ثم تنهدت بضيق :-
-قولي هي الزفته دي بتنام فين؟!.

عقد مابين حاجبيه بتعجب فتابعت هي بإبتسامة بسيطة خجولة :-
-يعني بطمن أن سريري وفرشتي لسه في انتظاري ولالا !!..

تهللت أساريره وهتف بعدم تصديق :-
-آآ حنان أنتِ آآآآ..

قاطعته وهي تدنو منه واضعه إصبعها علي شفتيه :-
-بكره الصبح تعالى خدني من بيت أبويا!!..

ثم أبعدت أصبعها ليجذبها هو إليه حتي تصطدم بصدره قائلاً بشوق وهو ينظر لشفتاها :-
-هو أنا لسه هستني لبكره!!..

ثم التهم شفتيها في قبلة يبث فيها شوقه فقد أغرقها في بحوره الكاذبة فهل تنجو من الامواج!!!..

……………………….

إصطفت سيارة جاسم أمام مقر شركته ولم يترجل منها بعد حيث قام بفتح التابلوه ليخرج سلاحه نظر له مطولاً ثم ترجل من السيارة ثم وضع سلاحه في بنطاله من الخلف ثم دلف لشركته!!..

دلف لمكتبه وخلفه السكرتيرة الخاصة به :-
-حمد الله على السلامة ياجاسم بيه الشركة نورت واااا..

منعها من متابعة الحديث بإشارة من يده فشعرت بالخجل وأطرقت رأسها لأسفل!!..

كان موليها ظهره حيث أسند بيده الاثنان علي مكتبه وتحدث بجمود وهو ينظر للحائط أمامه :-
_اتصلي بمدام تمارا وبلغيها إني في اجتماع ضروري كمان ساعة!!..

السكرتيرة مستفسىرة بلهجة عملية :-
– وأبلغ باقي أعضاء مجلس الإدارة ياأفندم؟!..

غمز بعينه نافياً قائلاً بنبرة غير مريحة :-
-لا أنا عايزها هي بس، بلغي مدام تمارا وبس!!..

السكرتيرة بإيجاب :-
-حاضر يا افندم اي أوامر تانية؟!..

التف لها قائلاً بنبرة غريبة :-
-اه بعد ماتبلغيها انتِ إجازة أنتِ وكل الموظفين !!

تعجبت بشدة من أمره وتجولت بعيناها في المكان فتابع هو بلهجة جامدة :-
-اللي أنا قولتله يتنفذ بالحرف عايز الشركة فاضية قبل ساعة من دلوقتي. مفهوم!!.

أومأت برأسها سريعاً :-
-مفهوم ياأفندم!!..

ثم أستدارت لتغادر المكتب وهي شارده في أمر رب عملها فقد توجست شراً وظنت به سوء حيث تمتمت بينها وبين نفسها بنزق :-
-مكنش يبان عليه إنه بتاع الحاجات دي لا وكمان عاوز الشركة فاضية عشان ياخد راحته!!..

….. يتبع

error: