لم أكن دميمة يوماً 2..بقلم \شيماء علي

الفصل السابع والثلاثون..

-في منزل يمني…

جلست بجوارها على الأريكة وهي تمد يده بكأس الليمون قائلة بهدوء :-
-عملتلك ليمون إنما أيه هيروقلك دمك!!..

تناولت منها الكأس وأردفت بضيق :-
-مين سمعك ده أنا عايزة عصارة ليمون تروقي دمي!!..

ضحكت يمني بخفة :-
-ايه الست الوالدة بدأت المرشح ولا أيه!!..

أومأت برأسها ثم ارتشفت من كأس الليمون قائلة بضجر :-
-من أول يوم رجلي خطت فيها عتبة البيت وهي مستلماني في الرايحة والجاية من كل اللى يحبه قلبك !!..

ثم قامت بتقليد ولدتها وهي تلوح بيدها :-
-يله ياخيبه بقاا سايبه الراجل اللي هيعالجك وشغله نفسك برد السجون ده
!!..

لحد ما دماغي كانت هتفرقع قولت أما اجيلك أهو اريح دماغي شوية!!..

ربتت يمني علي فخذيها :-
-تنوري ياحببتي بيتك ومطرحك!!..

ثم تابعت بنبرة إعجاب :-
-بس انتِ طلعتِ جدعة أنك جيتِ ومسبتيش جوزك في الظروف دي!!..

اكتسي وجه رقية حزناً وهى تردف :-
-قصدك طليقي!!..

يمني وهي تلكزها في كتفها :-
-هيردك ،قلبي بيقولي أنه هيردك والله أول ماهيخرج بس أنتِ ادعي ربك!!..

رقية بتنهيدة :-
-تفتكري اللي أنا عملته صح؟!..

يمني بجدية :-
-ده الصح صح كمان، متزعليش مني لو ماكنتيش عملتي كده كنت قولت عليكي مش أصيلة ومابيطمرش فيكِ العيش والملح!!..

رقية بنبرة ساخطة :-
-ماهو أنا جيت عشان يصدرلي الوش الخشب ويقولي أمشي مش عاوزك!!..

يمني بنبرة هادئة :-
-معلش ماهو مش هيهدأ في يوم وليلة، وهو الصراحة استحمل كتير ومن حقه عليكي إن أنتِ كمان تستحمليه!!..

أردفت بنبرة حزينة:-
-عارفة يايمني انا كنت ماسكه دموعي قدامه بالعافية، قلبي كان بيتقطع وهو بيقولي امشي مش عاوزك، ماتخليتش أن هيجي اليوم اللي جاسم يرفضني فيه زي مالناس كلها بترفضني!!..

يمني وهي تربت علي كفها :-
-كل حاجة هتتصلح والله بس اوعي تيأسي!!..

ثم تابعت بنبرة ذات مغزي :-
-والست الشاطره هي اللي تعرف ازاي ترجع جوزها ليها، وانك واثقة انك شاطرة وهترجعي جوزك لحضنك تاني !!!..

رقية وهي تهز رأسها ومتنهدة بحزن عميق :-
-بس هو يخرج وماشوفش فيه حاجة وحشه وأنا اعمل عشانه المستحيل!!..

وأثناء حديثهما رن هاتفها فوضعت كأس الليمون علي الطاولة أمامها، ثم فتحت سحاب حقيبتها وأخرجت هاتفها لتجد المتصل “بيبرس” عقدت مابين حاجبيها بتعحب ثم ضغطت علي زر الايجاب ووضعت الهاتف علي أذنها :-
-الو يابيبرس، الحمد لله بخير، خير!!..

صمتت لثواني ثم بدأت الابتسامة تغزو وجهها ونهضت مرة أخري هاتفه بفرح :-
_بجد يابيبرس ،ب آآآآ بتتكلم بجد جاسم احتمال يخرج يعني!! الحمد لله الف حمد وشكر ليك يارب!!..

ثم أغلقت الهاتف وصاحت بفرح :-
-جاسم هيخرج يايمني جاسم هيخرج!!..

وقفت يمني واحتضنتها قائلة بسعادة :-
-ألف مبروك ياحبيبتي، شوفتِ ربنا كبير ازاي بقا!!.

ترقرفت الدموع في مقلتيها وهي تردد ناظره لأعلى :-
-ألف حمد وشكر ليك يارب، ألف حمد وشكر!!..

…………..

-في مكتب المحاماة..

جلس بيبرس أمام المحامي قائلاً:-
-يعني يامتر شهادة الدكتور دي تثبت براءة جاسم!!..

المحامى بجدية :-
-طبعاً لأنه من آكبر الدكاترة اللي كانت بتشتغل في المستشفي وكمان هو اللي بيسهل عملية البيع وعارف كل كبيرة وصغيرة !!

بيبرس متسائل :-
-طب اشمعنا اتكلم دلوقتي؟!

المحامى بتنهيدة :-
-كان هربان ولسه ممسوك أمبارح والحمدلله أنه مجبش سيرة جاسم في التحقيق ونفي معرفة جاسم بالموضوع أصلاً!!..

المحامي بإهتمام :-
-بس الأهم من ده كله يا اأستاذ بيبيرس لازم جاسم بيه يعملي توكيل رسمي قبل الجلسه الجاية!!..

بيبرس بضيق :-
-ماهو رافض الموضوع ده!!..

المحامي :-
-ماينفعش لازم تقنعوه الجلسة الجاية لو وجهنا الدكتور بباقي المتهمين يبقي خلاص جاسم بيه براءة!!..

أومأ بيبرس ونهض قائل بخشونة:-
-ماتقلقش يامتر في اقرب وقت التوكيل هيكون عندك!!..

المحامي :-
-اتمنى ده!!.

…………………
-في شركة الراوي…

أغلق معتز الهاتف وجلس علي مقعده أمام المكتب :-
-بيبرس بيقول لو قدرنا نقنع جاسم بالمحامي الجلسه الجاية هتبقي آخر جلسة ليه وهياخد براءة!!..

تمارا بضيق :-
-أنا مش عارفة لازمته أيه العند ده!!..

ثم تابعت مستفسرة عن أمر :-
-أنت مقدرتش تقنعه في الزيارة اللي فاتت؟!..

معتز وهو يهز رأسه بالسلب :-
-للأسف دماغه زي ماهي!!..

تمارا بجمود :-
-معتز احنا ماصدقنا إن فيه أدلة ثبتت براءة جاسم يعني لازم نتصرف!!..

صمتت لوهلة ثم أردفت :-
-أنا هاروح الزيارة الجاية!!..

معتز ساخراً وهو يضع قدم فوق الأخري :-
-ياسلام، ده علي اساس أن جاسم بيرضي بزيارتك!!..

جزت علي اسنانها بغضب فهو محق فتلك الابلة دائماً يرفض زيارتها ومع ذالك قبل زيارة الدميمة وفضلها عليها!!..

فكر معتز قليلاً ثم هتف ً :-
-انا بفكر استعين برقية هي اللي ممكن تقدر تقنع جاسم …

كادت أن تصرخ في وجهه وتعنفه ولكن سيطرت علي إنفعالاتها حيث أمسكت القلم ونظرت للملف أمامها وتصنعت اللامبالاة :-
-لو هتقدر يبقا ياريت!!..

معتز متعجباً بشدة فقد توقع أن تصيح وتثوره عليه :-
-الله، وده من أمتي بقا؟!..

تمارا ببرود دون النظر :-
-ايه مستغرب كده لييه؟!..

معتز :-
-اصلك من يومين كنتِ عاوزة تخلصي عليها إيه اللي حصل؟!..

تمارا بتنهيدة :-
-احنا في وقت يامعتز ماينفعش فيه خلافات شخصية ولو ده هيبقا في مصلحة جاسم يبقا ليه لا ا!!..

شعور بالريبة أجتاجها فهي ليست تمارا التى تتحدث أمامه نظر لها بشك!!..

فأبتسمت بشكل مثير للأستفزاز :-
-ايه مالك يامعتز خليها تروحله وبعدين نبقا نتصرف أحنا معاها!!..

ثم ضيقت عينها وأردفت :-
-وبعدين انا لسه فاكره أنك وعدتني هتحلصني منها.. مش انت لسه عند وعدك؟ !!..

معتز بتحذير :-
-تمارا جاسم الزيارة اللي فاتت كان بيحذرني من أن رقية يحصلها حاجة!!..

رفعت حاجبها :-
-افهم من كده أنك بترجع في وعدك!!..

معتز بضيق :-
-أنا مقولتش كده لكن بحذرك أنتٍ!!

نظرت له نظرات لم يفهمها فنظرت لساعتها ثم أردفت بإنزعاج :-
-الكلام عن رقية خد مننا وقت كتير!!..

ثم وضعت عيناها بالورق الذي أمامها هاتفه :-
-واحنا ورانا شغل أهم من ست رقية!!..

لم يعلم ماسر الشك الذي تسلل إليه الأن فقد تبدو اليوم غريبة عجيبة للغاية!!..

……………..

-في البناية..

أغلقت فاطمة الهاتف وهي تمتم بسخط ثم جلس على الفراش بجوار زوجها :-
-ست جيهان كلمتني بتطلب بنتك علي تليفونها ومابتردش عليها!!..

ثم تابعت بسخط :-
-الست مستنياها وأجلت سفرها عشان تسافر معاها لكن بنتك بتجري ورا اللي مايتسمي في السجون !!..

راضي بنفاذ صبر :_
-وبعدين معاكي يافاطمة مابتزهقيش!!..

فاطمة بنبرة منفعلة ساخطة :-
-لا مابزهقش عشان حال بنتك مايل ومش عاجبني تقدر تقولي إيه اللي رجعها تاني ومش كنا خلاص خالتي وخالتك اتفرقوا لخالتك تبدي اللي أسمه جاسم ده علي نفسها وعلي موضوع سفرها!!..

ولا موضوع خروجها ودخولها كل يوم ده واهي لحد دلوقتي مجاتش هي ناسيه انها واحدة مطلقة والخطوة محسوبه عليها!!..

راضي بضيق :-
-بنتك معملتش غير الأصول يافاطمة وده اللي كان لازم تعمله من زمان!!..

فاطمة بتهكم:-
-والله دلعك ده هو اللي هيبوظها وهيخليها تتفرعن عليا اكتر!!

نظر لها نظرة حادة ثم تدثر أسفل الغطاء

لوت فاطمة فمها ونهضت وأغلقت الأنوار :-
-نام يا اخويا نام وسبني أنا شايله الهم!!..

……………….

-في منزل يمني..

دلفت “يمني” إلى غرفة صغارها لتجد رقية قد غفت بجوارهما، فقد أصر الصغيران أن تظل رقية معهم ولبت هي طلبهما!!..

اقتربت يمني من رقية لتوقظها بهدوء :-
-رقية رقية!!..

فتحت عيناها واعتدلت في الفراش فأبتسمت يمني :-
-العيال هدوكي وخلوكي تنامي زيهم!!..
وضعت يدها على فمها تتثئاوب ثم أردفت بنعاس:-
-ده أنا ماحسيتش بنفسي!!

ثم تابعت بتسائل :-
-هي الساعة تجيلها كام دلوقتي؟!..

يمني بنبرة عادية :-
-الساعة دلوقتي 9..

شهقت رقية بفزع :-
-ده الوقت أتأخر اووي، كده تسبيني نايمه الوقت ده كله!!..

ثم نهضت لتعدل ملابسها فهتفت يمني بود :-
-طب ماتخليكي بايته هناا هو مش ده بيتك!!..

رقية بنبرة شبه مازحه :-
-طبعاً بيتي لكن انتِ عايزة الحرب تقوم عليا ولا أيه؟!..

ثم حملت حقيبتها قائلة بجدية :-
-أنا همشي بقا سلميلي علي الولاد أول مايصحوا!!..

يمني :-
-طب استنى البس النقاب وانزل اوصلك أو جمال يوصلك!!..

رقية بإبتسامة :-
-ملهوش لزوم أنا هاخد تاكسي من اول الشارع!!..

يمني بقلق :-
-طب ابقي خلي بالك من نفسك وطمنيني أول ماتوصلي، لا إله إلا الله !!..

رقية بإيجاب وهي ترحل :-
-.. محمد رسول الله!!.

…………………..

وقفت علي الشارع الرئيسي تنتظر مجئ سيارة وهي تنظر في ساعة هاتفها بقلق وبعد مرور الوقت اقتربت منها سيارة أجرة “تاكسي” وقفت امامها فأستقلتها بعدما أبلغته بالمكان المنشود..

أسندت رأسها علي زجاج السيارة ثم بدأت في مشاهدة صور “جاسمها” من خلال هاتفها لكي تقتل ملل الطريق!!..

لم تفارقها الإبتسامة وهي تنتقل بين صورة وأخري وبعد مرور الوقت لاحظت أن السيارة تسير في طريق معاكس لبيتها!!..

فعقدت حاجبيها وتسألت بقلق :-
-لو سمحت أنت رايح فين ده مش طريق البيت؟!..

لم يجيبها فصرخت به :-
-أنا مش بكلمك، طب أقف هنا!!..

لم تتلقى منه إجابة أيضاً فضربت بيدها بقوة علي زجاج النافذة :-
-بقولك أقف هنااااااا..

تفاجئت بالسيارة تصطف في مكان يبدو وكأنه صحراء خالي من البشر!!..

هبط السائق من السيارة فدب الخوف في اوصالها واحتضنت حقيبتها!!..

فُتح الباب الخلفي لتصدر شهقة عالية تاليها صرخة وهي ترى رجلان ضخمان يقتحمان عليها السيارة!!..

واحد منهما جذبها عنوة ليخرجها من السيارة وسط صراخها وهو يهتف بنبرة ليست طبيعية :-
تعالي ياحلوه!!..

أوقفها أمامه ثم بدأ يسدد لها الصفعات واللكمات في وجهها وهي تصرخ بقوة!!..

سألت الدماء من انفها وفمها فجاء الرجل الثاني وامسك بها من الخلف!!.

ليخرج الأول الة حادة من جيبه ثم غرزها في أحشائها أصدرت أنيناً منخفض فتركها الاخر لتسقط علي الأرضية كالجثة الهامدة !!..

اقترب واحد منهما منها وامسك يدها وأخرج من إصبعها دبلتها الدهبية والثاني اخذ هاتفها وجميع الأموال التى تحملها في حقيبتها ثم ألقاها ثم فروا هاربين تاركين خلفهما جسد ملطخ بالدماء!!..

… يتبع

error: