لم أكن دميمة يوماً 2..بقلم \شيماء علي

الفصل الرابع…. شهر عسل

نفذ جاسم وعده وأخذ رقية في جولة سياحية ياحية في تركيا تحت قيادته، كانت مناظر غريبة جميلة للغاية علي عين رقية، فقد إستمتعت كثيراً بهذه الجولة والنزهة، وتجولت في أشهر المولات لتبتاع هدايا لأسرتها وإسرة جاسم رغم معاملتهم الجافة معها ولم تخبر جاسم بأن هذه الهدايا لهم…

-في محل خاص بأشياء الأطفال..

أمسكت رقية بفستان قصير منقوش عليه رسومات كرتونية شهيرة عقدت حاجبيها بتعجب قائلة وهي تستدير لجاسم :-
-تفتكر هنجيب بنوته ؟؟..

إبتسم جاسم وهو يمسح علي شعره قائل :-
-معرفش، اللي يجيبه ربنا حلو..

إبتسمت بحياء قائلة بتسائل :-
-طب أنت نفسك في أيه؟؟..

جاسم وهو يقترب من وجهها قائل :-
-أنا لو عليا عاوز بنوته بعيون عسلية، العيون اللي جابت جاسم الراوي أرض دي…

أشاحت ببصرها بعيداً عنه بحياء وهي تلقي بالفستان في العربية المتحركة ثم تحركت بها وهي تتجول ببصرها بين ملابس الأطفال الرائعة، وقفت عن ملبس خاص بالأولاد، فخطفته سريعاً وهي تنظر له بإعجاب ثم اتخذت ملامحها الجدية وهي تقول :-
-ولد!!!

ثم وضعت يدها على أحشائها قائلة بإبتسامه :-
-حاسه إن ربنا هيرزقنا بولد..

بعد مرور الوقت عاد الأثنين إلي منزلهما وهما في حالة متعبة مرهقة، وضعت رقية الأشياء الجديدة في حقيبة سفر كبيرة، ودلفت المرحاض لتنعم بحمام دافئ، وبعدما إنتهت إرتداءت منامة قطنية ومشطط شعرها لتلقي بجسدها
علي الفرأش الوثير وتضع الغطاء عليها، خرج جاسم من المرحاض فقد دلف مؤخراً ليزيل عنه تعب وإرهاق اليوم، جفف شعره بالمنشفة القطنية الصغيرة ثم ألقاها ليتقدم من الفرأش ويتسطح بجوار رقية،، عبث في خصلات شعرها قائل بتسلية :-
-شعرك ده ولا بروكا ياروكا…

كانت لم تغرق في النوم فتململت قائلة بإنزعاج :-
-بس ياجاسم عاوزة أنام..

جاسم بجدية :-
-طب قومي عاوزك في حاجة وبعدين نامي..

لوحت بيدها قائلة بعدم إهتمام :-
-بكره الصبح لما أصحي ياجاسم..

جاسم بنبرة غيظ :-
-طب معلش قومي بس!!..

إعتدلت قائلة بتأفف :-
-أيوووة يا جاسم في إيه؟!..

دنا منها ووقد حاوط ظهرها بيده قائل بهمس جوار إذنها :-
-وحشتيني أووووي…

نظرت له بسخط قائلة بتهكم :-
-يعني كل الدوشة دي وقالق منامي عشان تقولي كده!!

وضع قبلة بجانب شفتيها وإردف بعتاب مزيف :-
-بقولك وحشتيني أيه بقااا…

اصتبغت وجنتيها بالحمرة وهي تهتف بخفوت :-
-وأنت كمان…

إبتسم وهو يقترب من شفتيها رويداً رويداً لكي يلتقطهما في قبلة ولكن منعه صوت صراخها فجأة قائلة :-
-لالالا ماينفعش….

جاسم بنبرة متهكمة :-
-نعم ياختي أيه ده اللي ماينفعش إن شاء الله؟!..

رفعت كتفيها معاً قائلة بعدم إهتمام :-
-اللي بتفكر فيه مش هاينفع…

ثم وضعت يدها علي أحشائها قائلة بإبتسامه :-
-أخاف علي أبني الحمل لسه مثبتش …
جاسم بسخط :-
-لا والله هو حملك ده هيجي علي دماغي ولا أيه..

ازاحت خصلة من شعرها قائلة ببرودة :-
-والله ده اللي عندي صحة إبني بالدنيا ومافيها..

جاسم وهو يقذفها بالوسادة قائل بغيظ :-
-طب أسكتي بدل ماأسقطلك إبنك اللي أنتي فرحانه بيه ده..

ثم تابع بلهجة شبه غاضبة :-
-علي أخر الزمن حته ذبله لسه ماتكونتش تمنع جاسم الراوي….

ثم نهض من الفرأش قائلة بتذمر :-
-واديني هسبهالك إنتي وإبنك…

وقبل إن يصل إلي باب الغرفه إستدار وهو يصيح بلهجة غاضبة :-
-بكره الصبح تجهزي نفسك هنروح لدكتورة تشوف حكاية ماينفعش ده!!!

ثم تابعت سيره وهو يتمتم بضجر، صحكت رقية بشدة وهي تضع يدها علي فمها ثم تمتمت بضحك:-
-مجنوووون!!!..

وبالفعل في الصباح ذهبت مع جاسم إلي إحدي طبيبات النساء المتواجدة بتركيا، وقد صدمت جاسم وهي تؤكد عليه عدم الأقتراب من زوجته لمده ثلاث شهور يتم فيهم تثبيت الحمل، وزع جاسم نظراته المتهكمة بين الطبية ورقية التي تمنع نفسها من الضحك علي منظره، كما اعطت رقية بعض الفيتامينات لتساعدها في فترة حملها، وأكدت لهما انه لايوجد خطورة عندما تستقل الطائرة لتعود إلي مصر، الطبيبة وخرجا لتتدخل رقية في نوبة ضحك هستيري علي منظر جاسم..

عض علي شفتيه بغيظ وهو يسحبها من يدها ويجبرها على السير معه…

-في أفخم المطاعم المطلة علي البحر بتركيا…

ترتشف رقية من عصير المانجو، وهي تحاول قدر الأمكان منع نفسها من الضحك..

وضع جاسم فنجان قهوته بغيظ، وهو ينظر إلى رقية رافعاً حاجباً، رقية وهي تجاهد لمنع ضحكتها قائلة بتنحنح :-
-أحم أنا جعانة أطلبلي حاجة أكلها..

زفر جاسم بضيق قائل :-
-دي رابع مرة أطلبلك حاجة تأكليها من يوم مادخلنا وده تالت عصير تشربيه!!..

تصنعت رقية الزعل وهي تبعد كوب المانجو عنها قائلة :-
-خلاص مش عاوزة حاجة، اصلك ناسي إن بأكل ليا ولأبنك، مفروض تبقا مقدر حاجة زي دي أنا دلوقتي بقيت 2×1..

ثم تابعت بدلال :-
-وبعدين المفروض دي تبقا معاملتك ليا في شهر العسل يعني…

جاسم بإمتعاض :-
-شهر عسل!!! ماهو واضع العسل اوووي …

ثم تابع بغضب :-
-وبعدين لما أنتي عارفة إنك حامل من واحنا في مصر ماقولتيش ليه كنا أجلنا السفرية دي..

رقية بإبتسامه سعيده :-
-كنت عاوزة أعملك مفأجاة ياحبيبي..

جاسم بتسائل :-
-هو أنتي اصلاً عرفتي إمتي إنك حامل…

Flash back..

في يوم من أيام أمتحانات، وبعد الإنتهاء منه خرجت من لجنتها وهي تشعر بدوران وألم..

سارة متسائلة بقلق :-
-مالك ياروكا في أيه..

رقية بإعياء :-
-مش عارفة ياسارة، حاسه بال—-

لم تكمل جملتها حيث وضعت يدها علي فمها سريعاً وركضت إلي المرحاض لتتقيأ كل مافي معدتها، فتحت صنبور المياه ونثرت بعض القطرات علي وجهها، أخرجت مناشف ورقية من حقيبة يدها وجففت وجهها وهي تستند برأسها علي الحائط، ربتت سارة علي كتفها قائلة :-
-أحنا لازم نروح لدكتورة تشوفك…

هزت رقية رأسها بالنفي قائلة :-
-مش مستاهلة ياسارة تلاقيهم بس شوية برد..

سارة بجدية :-
-يابنتي برد ايه بس أنتي مش شايفه منظرك…

صمتت لوهلة قبل أن تتابع بإبتسامه :-
-رقية ممكن تكوني حامل!!!.

رقية بنفي :-
-تؤتؤ حامل أيه بس أنتي كمان، هو برد زي ماقولتلك..

سارة بتسائل :-
-طب قوليلي بتحسي بأيه؟ ؟

رقية بتعحب:-
-بحس بدوخه ونفسي بقت تغم عليا ومش طايقة الأكل ولا ريحتها ووو

قاطعتها سارة بصيااح :-
-مبروووووك ياروكا، والله حامل دي أعراض حمل أنا عارفة..

رقية بسخرية :-
-ياسلام وحضرتك دكتورة بقااا وانا معرفش…

سارة وهي تلوح بيدها قائلة :-
-يابنتي معروفة اي واحدة تدوخ نفسها تغم عليها تبقي حامل علي طوول المسلسلات والأفلام العربية مأكدلي كده حضرتك..

صمتت رقية قليلاً وهي تتمتم بشرود :-
-حامل!!!

وفي طريق عودتها إلي المنزل، دلفت إحدى الصيدليات لتجلب أختبار حامل حتي تتأكد وتقضي على شكوكها، عادت الي المنزل وصعدت إلي غرفته ودلفت المرحاض سريعاً وقامت بعمل الخطوات المدونة عليه من الخارج، وجلست علي حافة المغطس تمسك بالشريطة البلاستيكية تنتظر النتيجة وهي تهز ساقيها بتوتر، وبعد دقائق ظهر العلامتين لتؤكج وتثبت لها أنها سوف تصبح أم،، وضعت يدها علي فمها وهي تهز رأسها بعدم تصديق قائلة بسعادة :-
-حامل يارقية حامل…

Back..

إبتسم لا إرادياً قائل :-
-هتبقي أحلي ماما في الدنيا…

بادلته الإبتسامة وهي تسند بيدها علي الطاولة..

-في المزرعة..

ظلت حنين اليوم بأكمله في غرفته تأكل نفسها من الغيظ والغضب علي الإهانة التي تعرضت لها بدون وجه حق، رن هاتهفا معلن عن إتصال من رفيقة السوء شيري فزفرت حنين قائلة بضيق :-
-مش وقتك ياشيري دلوقتى..

فُتح الباب ودلفت هدي ووقفت امام فرأش ابنتها تتفحص قدمها :-
-ايه اللي حصل لرجلك ده؟؟..

حنين بلا مبالاة:-
-وقعت من علي الحصان…

هدي بلهجة جامدة :-
– ابقي خلي بالك بعد كده ولا خلي حد من الخدامين يبقا يروح معاكي!!..

حنين بإبتسامه مزيفة :-
-حاضر ياماما هخلي بالي بعد كده..

ثم تابعت بتسائل :-
-أنتي عاوزه حاجه؟؟..

هدي ببعض من التلعثم :-
-أأه مشيره إتصلت بالخدم في القصر، وعرفت انه اخد اللي ماتتسمي وسافر متعرفيش راحو فين؟؟..

إبتسمت حنين بسخرية قائلة :-
-هو ده اللي طلعك يعني! ؟ مش طالعه تتطمني علي بنتك!!

ثم قالت بلهجة مريرة :-
-معرفش ياماما هما سافروا فين..

هدي بحده :-
-يعني ايه ماتعرفيش راحو فين. انتي مش كنتي موجودة هناك معاهم…

صرخت حنين قائلة :-
-معرفش ياماما يعني معرفش ، حرام عليكي بقااا، انا بنتك مش مجرد اله تنفذ رغباتك..

ثم وضعت رأسها على الوسادة واجهشت في البكاء،، رق قلب هدي علي إبنتها فتقدمت وجلست بجوارها علي الفرأش وربتت علي ظهرها بحنان..

-في الجهة الأخرى..

دلف نضال الغرفة التي كانت ترقد بها حنين تفحص الغرفه بعينه وهو يخلع سترته السوداء ويلقيها علي الفرأش، وبينما هو يشمر ساعديه لمح شئ يلمع علي الفرأش قطب جبينه وهو يقترب وينحني قليلاً ليجلبه فكان عبارة عن قرط من معدن لامع ربما يخص حنين، تحولت ملامحه للجمود وهو يتخيل تلك الفتاة تعود مرة اخري بحثاً عن قرطها ا، وقد تأتي المرة مئات المرات، كور قبضة يده بقوة وخرج سريعاً من الغرفة ليقف أمام بركة متواجدة بمزرعتها وبكل قوة يلقي القرط ليسقط في قاع الماء، إبتسم بإنتصار وهو يضع يدها في جيبه فقد قطع اي أمل لعودة تلك الفتاة مرة أخرى..

-في منزل شهد..

بدلت ملابسها بملابس منزلية فضفاضة وبعد تناول الغدا مع عائلتها، دلفت سريعاً لتحبس نفسها وتصنع عزلتها بيدها في هذه الغرقة الصغيرة، أوصدت الباب خلفها وجلست على الفراش لتتفحص موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، كانت تتفحص صفحات خاص بالمشاهير، وهي تتخيل نفسها زوجة أحدهم، كانت تحفظ صورهم علي هاتفها لكي تسرح فيهم وتتخيل المعجزات والاخبار تنقل “ارتبط الفنان بفتاة ليست جميلة ومشوها ولكنه أكد أمام الكاميرات بعشق لها” أغمضت عينها لتسبح في بحور أحلامها والتي تعتبر معجزات، فتحت عينها وهي تتمتم بحزن “زمن المعجزات إنتهي” “واحلامها مجرد أحلام وردية رسمتها لنفسها”

وبينما هي تحفظ صور المشاهير وقفت عن صورة رجل اعمال شاب وسيم بكل ماتحمله الكلمه من معنى، نظرت إلي الأسم المدون أسفل الصورة وهتفت بإبتسامه :-
-جااااسم الراوي..

-في مزرعة الراوي..

جففت حنين وجهها بالمنشفة القطنية وخرجت من المرحاض وهي تعرج و تهز رأسها بحزن فوالدتها لاتهتم بها لا أحد يهتم بها سوا الجاسم الغائب الحاضر، وقفت أمام المرآة لترفع شعرها كذيل الحصان، واثناء فعلها هذا لاحظت عدم وجود قرطها الثاني في أذنها تركت شعرها لينسدل علي ظهرها مره أخرى، وهتفت بتعجب :-
-الحلق التاني فيييين؟!!!

يتبع….

error: