لم أكن دميمة يوماً 2..بقلم \شيماء علي

الفصل السادس والأربعون ..

رمشت بعينيها عدة مرات وهي تحاول أستيعاب ماقاله اللتو :-
-يعني أيه ؟؟..

نهض من علي الفرأش وجذب قميصه يرتديه هاتف :-
-يعني مطلقتكيش وانتي لسه مراتي !!..

ثم إلتفت برأسه وتنهد :-
-وعم راضي كمان عارف ده !!..

أتسعت عيناها بصدمة وحركت رأسها بعدم تصديق ثم نهضت من علي الفرأش وهي تلف الملاؤة حول جسدها :-
-يعني ايه برضه ؟! انت وابويا كنتو بتضحكو عليا بتستغفلوني يعني فهمتوني إني مطلقة وانا لسه علي ذمتك ولا ايه بالظبط؟!

نظره لها بتحذير واردف بخشونة:-
-احنا مكدبناش عليكي يارقية كل الحكاية انك ماصدقتي ده حصل وهربتي زي عوايدك ده انتي حتي مسألتيش ابوكي عن ورقة طلاقك ؟! وعموما كان مسيرك هتعرفي وأديكي عرفتي !!
رقية بإستنكار :-
-ببساطة كده ؟! انت عارف انا عيشت ايام عامله ازاي في بعدك ؟! عارف انا اتعذبت أد أيه ؟!..

ثم تابعت بنظرات زائغه :-
-طب وانا مفكرتش فيا ؟! مفكرتش رد فعلي هيبقي عامل أزاي لما أعرف ؟! ولو ما انت مطلقتنيش كنت عذبتتنا ليه من الاول ؟!..

وقد ترجمت الحدث لنفسها وأبتسمت ساخره :-
-ولا قولت ماهي كده كده مفيش حد هيتجوزها
اما أخليها كده زي البيت الوقف !!..

هتف بلهجة جامدة بعدما إرتداء ملابسه :-
-مش عايز كلام أهبل وانا مطلقتكيش عشان ماينفعش حد يتجوزك غيري..

-ولاني ماكتتش هسمح بده انتي بتاعتي وهتفضلي بتاعتي لحد أخر نفس فيااا !!..

وتابع حديثه بجدية تعني التملك التام بعدما أصبح علي بعض سنتيمترات منها :-
-ده لو ماحكمتش إني أموتك معايا ولا حد غيري ياخدك !!..

طالعته بنظرات مستنكرة ترفض القبول بالامر الواقع دون فرض عصيان :
_انت مش شايف إن دي أنانية منك ؟!..

أعاد خصلاتها المتناثرة خلف أذنها وتنهد بصوت مسموع :-
-أيوة أنانية لو انتي شايفه اني عاوزك ليا لوحدي حتي وانتي بعيدة انانية فانا أناني !!

لم تروق لها هذه الكلمات المعسولة فهتفت بغضب ودموعها قد تركت تحجرت علي وجنتيها :-
-انا مش عروسة ياجاسم هتحركها زي ما انت عاوز كان من حقي أعرف وأنت كنت ملزوم تعرفني مكنش ينفع أبدا أكتشف الموضوع ده بالصدفه !!..

أبتعد عنها واعطاها ظهره وأردف ببرود :-
-مش أنتي اللي كنتي عاوزة تتطلقي اعتبري نفسك اتطلقتي ورجعنا تاني !!..

هي بإنفعال :-
-قولتلك طلقني مقولتليش اخدعني ووهمني بكده !!..

إلتفت لها وأردف بجدية :-
-أنتي زعلانه أني مطلقتكيش بجد ؟!..

صمتت فجأة لم تعلم هل تحزن لكذبه ام تفرح لبقائه عليها !!
فأبتلعت ريقها بتوتر وأجابته بنبرة مهزوزة :-
-انا زعلانه آآ عشان آآ خبيت عليااا !!..

إبتسم بزاوية فمه مما جعلها تغتاظ وتنفعل أكثر :-
-اوعي تفتكر ان الموضوع ده هيعدي بسهوله لانك بكده بتلغي شخصيتي وانا مش هسماحلك بده أبدا !!..

جاسم بحده :-
-انا بلغي شخصيتك يارقية ؟! عشان مقدرتش اطلقك ولسه باقي عليكي رغم كل عمايلك دي تقولي اني بلغي شخصيتك !!..

ثم هدأت نبرته قليلا ليتابع :-
-أنتي تعرفي لو كنت طلقتك بجد كان هيفضلك طلقة واحدة ؟! يعني ممكن في ساعه شيطان مابينا أخسرك وللأبد !!..

رقية بضيق :-
– أنت ليه مصمم تطلعني وحشه وانت الملاك اللي مابيغلطش ليه مصمم تبقي انت الطرف الموجب اللي بيدي ويضحي وانا السالب ؟!..

زفر جاسم بقوة وأردف :-
-انتي مستكتره ساعتين يعدوا علينا من غير نكد ؟!.

هي بحده :
_ماهو طول ما انت مستهون الموضوع وشايف اني مش من حقي أزعل ده بيثبتلي أني ولاحاجه عندك !!..

فأكملت بتهكم وهي تشير بعينها إلي الفرأش :-
-يعني لو مكنش حصل بينا حاجه كأن زماني لسه علي عمايا !!..

واخيرا رمقته طويلا لتردف بجمود :-
-أنا بجد مش مسمحاك ياجاسم لأنك بجد أكدتيلي إن مليش لازمه !!.

ثم تناولت ملابسها وذهبت للمرحاض دون أن تتفوه بكلمة أخري !!..

……………
-بعد مرور فترة زمنية !!..

أغلقت الطبية دفترها ونهضت تسير نحو مكتبه فتبعتها رقية التي نهضت هي الأخري من علي الشالزلونج وسارت خلفها هاتفه بتنهيدة :-
-بقيت بحس إن الجلسه بتخلص بسرعه !!..

جلست الطبيبة النفسية علي مكتبها ومن خلف نظارتها أردفت بإبتسامه مرحه :-
-إنتي اللي بقيتي رغايه اووي !!…

ذمت شفتيها بضجر :-
-كده برضو يادكتورة ؟!.

الطبيبة بنفس الإبتسامه :-
-متزعليش أووي كده وبعدين أحنا اتحسنا وبقينا نتكلم كتير أهو ونحكي علي اللي مضايقنا احنا كون فين وبقينا فين!!..

أومأت رقية برأسها موافقة إياها :-
-فعلا بقيت برتاح جدا لما بتكلم وبحس إني كويسه لدرجة اني بستني ميعاد الجلسه بفارغ الصبر !!..

الطبيبة بإعجاب :-
-فرحانه بيكي علي فكره وفرحانه بالتقدم ده !.

إبتسمت رقية وأردفت بخفوت :-
-جاسم برضه بيقولي كده أنه فرحان بيا !!..

سألتها بجدية :-
-العلاقة بينكم رجعت طبيعية ؟!..

جلست قائلة وهي تؤمي برأسها :-
-الحمد الله كل حاجه رجعت زي الاول واحسن كمان !!..

تابعت الطبيبة :-
-يعني سامحتيه ؟!..

تنهدت بصوت مسموع :-
-علي اد ما انا كنت متغاظه منه انه خبي عليا علي اد ما انا كنت فرحانه انه لسه متمسك بيا !!..

ثم أكملت ولكن بإنفعال مرة واحدة :-
-بس ده مايمنعش إنه برضه غلطان وكان لازم يقولي ..صح ؟!..

ضحكت الطبيبة :-
-ههههه صح !!..

رقية بألم وشرود :-
-أصلك ماتعرفيش انا كنت عايشه ازاي من بعده
وايه اللي حصلي انا كنت بموت حرفيا كل يوم وكل ساعه وكمان اللي حصلي في المزرعة محدش كان بيهون عليا ده غير آآآ..

ثم عضت علي شفتيها بخجل ونطقت :-
-البرشام اللي كنت باخده !!..

الطبية بلهجة محذرة عالية :-
-أوعي يارقية تكوني لسه بتاخدي البرشام ده ده كده هيدخلك في مرحلة إدمان ؟!

هزت رأسها سريعا نافية ذالك :-
-لا والله بطلته حتي لما بيجيلي الصداع إيااه بحبس نفسي في الاوضة او بعمل أي حاجه تشغلني !!..

تنهدت الطبيبة بإرتياح :-
-كويس لان ده خطر عليكي جدااا !!..

اومأت رقية برأسها وظلت تفرك كفيها بتوتر وكأنها تريد الإفصاح عن شئ وبنظرة متفحصة من الطبية تدل علي مدي خبرتها :-
-عاوزة تقولي أيه تاني ؟!..

زفرت بصوت مسموع قائلة بضيق:-
-اصل جيهان كلمتني النهاردة تاني بخصوص نضال والعملية !!..

الطبيبة وهي عاقدة مابين حاجبيه :-
-طب وانتي ليه رافضه العملية ؟!..

رقية بجدية :-
-مش حكاية رافضة بس انا حياتي مستقرة مع جاسم دلوقتي وموضوع العملية مش في وقته خالص يعني لو لقدر الله مانجحتش انا هرجع اسوا من الاول وخصوصا اني معنديش أمل لو حتي 1% هتقوليلي ما انتي كنتي هتسافري الاول هقولك كنت مغيبه بتشعلق بأي أمل وخلاص حتي لو الامل ده معدوم !!..

ثم صمتت لوهله وتابعت بخفوت وضيق :-
-وبعدين انا خايفه من رد فعل جاسم ده مابيطيقش نضال اروح اقوله اني هسافرله ده مش بعيد يقتلني !!

الطبيبة بتنهيدة :-
-ممكن تحاولي عشان خاطر رقية وجاسم عمره ماهيعترض ولايقف في طريق سعادتك !!..

رقية بخوف :-
-خايفه اووي ومش عارفه أعمل أيه ؟! ..

الطبيبة بلهجة عمليه :-
-تعملي الصح وتتمسكي بأي خيط أمل حتي لو ضعيف والضربه اللي ماتموتوش تقوي وانا واثقة فيكي وعارفة انك هترجعي أقوي !!..

تنهدت رقية وهي تفكر في حديثها ثم رحلت بعدما أنتهت جلستها !!..

………………….
محاولة !!..

دلفت إلي مكتبه وهي حامله فنجان من القهوة أعدته له خصيصا كتمهيد لطلبها وضعته علي المكتب وأبتسمت بإرتباك :-
-مشغول ؟!..

رفع بصره من الاوراق الذي أمامه وأبتسم وهو يجذبها لتستقر علي قدميه وهمس وهو يحاوط خصرها :-
-ولو مشغولك أفضالك !!..

إبتسمت وهي تعبث في أزاره قميصه قائلة بنبره خافته :-
-نفسي تفضل حنين كده علي طول !!.

رفع حاجبه :-
-يعني أنا مش حنين علي طول ؟!..

رقية وهي تضيق عيناها ونبرة ذات مغزي أردفت :-
-أنت ولا بلاش أحسن !!..

جاسم بمشاكسه وهو يعبث في خصلات شعرها الطويل :-
-لسه برضه قلبك أسود من ناحيتي ؟!..

تصنعت التفكير وأحاطت عنقه بيدها :-
..يعني علي حسب ؟!..

عقد مابين حاجبيه :-
-يعني ايه ؟!..

رقية بتوتر :-
-يعني عاوزة أكلمك فموضوع ونفسي توافق !!..

ثم تابعت بحذر :-
-بس اوعدني انك ماتتعصبش ولا تغضب عليا !!..

جاسم بتنهيدة ونبرة جادة :-
-والله علي حسب ؟!..

رقية بتوجس بعدما أبعدت يدها عن عنقه :-
-يعني أيه ؟!..

هتف بجدية تامه :-
-يعني علي حسب الكلام ماهو انتي ماتقوليليش كلام يفور دمي وتطلبي مني اكون هادئ وماتعصبش !!..

عضت علي شفتيها بتوتر أكثر فتابعها بتفحص :-
-بس اتكلمي أنا سامعك أهو !!!..

أخذت نفس عميق وأستعدت لخوض المعركة والتي تجهل خسائرها فبدأت بالعد في ذهنها ومن بعدها بدأت تسرد علي مسامعه كل شئ !!..

…………………
يوم .اثنان.ثالثه.أربعه .خمسه !!!..

مر خمسة أيام منذ ان قصت عليه كل شئ وليتها لم تفعل ذالك فقد غضب عليها بشدة ولعن نفسه لانه تركها بين أيدي نضال يقنعها بما يشاء وذاد غضبه أكثر أنها كانت سوف تسافر دون علمه فساءت الاوضاع كثيرا وندمت رقية وتمنت لو انها صمتت ولم تبوح شئ !!..

وفي اليوم السادس قررت ان تدلف له مكتبه وتواجه وبالفعل فعلت ذالك فوجدته يقف في نافذة المكتبة موليه ظهره !!.

إبتلعت ريقها هاتفه بخفوت :-
-جاااسم ؟!..

لم تتلقي رد فتحدثت مرة أخري بنبرة مرتفعة ونادمه:-
-جاسم انا ماكنتش هسافر من وراك ولاحاجه كل الحكاية إني كنت متلخبطه وتايهه وانت كنت سايبني لوحدي متعرفش إيه اللي بيحصلي !!..
.
فأكملت :-
-متزعلش مني انا مكنتش أقصد ازعلك وبرضه ماكنتش اقدر أخبي عليك حاجه زي دي …

التفت لها وهو يرمقها بنظرات دبت الرعب بداخلها وهتف بجمود وهو يحك ذقنه :-
-لما مراتي تطلب مني تسافر عشان تتعالج عند الراجل اللي كانت قاعده عنده واللي تقريبا نسي شكل اوضة العمليات !!..

ثم بدأ يقترب منها ببطء بعدما وضع يده في جيبه قائل بنبرة ذات مغزي وهو يضيق عيناه :-
-يعني واحد بقاله سنين سايب المهنه دي واول مايقرر يرجع ليها يرجع عشانك ؟!..

قطبت مابين حاجبيها بعد فهم هاتفه :-
-تقصد آآ أيه ؟!..

وقف أمامها وأخرج يده من جيبه ليقبض علي رسغيها مرو واحدة ثم أردف بحده وأتهام واضح :-
-أيه اللي بينك وبين نضال يارقية !!..

..يتبع

error: