لم أكن دميمة يوماً 2..بقلم \شيماء علي

لم أكن دميمة يوماً 2..بقلم \شيماء علي

الفصل الأول..

بمثابة مقدمة

“قلبي وطن ليكي وماعليكي إلا حسن الإنتماء”

هبطت الطائرة أرض الأتراك، لتهبط رقية مع جاسم درج الطائرة، إبتسامة سعيدة علي وجهها وهي تنتقل بعينها في أرض العثمانيين..

أقبل عليهما رجل ببدلة سوداء أنيقة وفتح ذراعيه قائل بترحاب بلكنته الغريبة:-
-ياهلا ياهلا بجاسم الراوي..

صافح الرجل جاسم بحرارة ورحب به ترحيب حار إبتعد جاسم عنه قائل بإبتسامه :-
-أخبارك أيه ياعدنان؟؟..

عدنان بإبتسامه :-
-أنا منيح، شو أخبارك وأخبار أم الدنيا؟؟

جاسم بلهجة ودودة :-
-أم الدنيا بخير ومستنيه زيارتك..

عدنان بإيجاب بنبرة مرحة:-
-ولو تكرم عينها إن شاء الله بالقريب العاجل..

ثم إنتقل بعينه إلي رقية الصامتة . وقبل أن يتحدث جذبها جاسم من يدها قائل بنبرة جادة :-
-مراتي ياعدنان واللي جايين هنا عشانها..

عدنان وهو يؤمي برأسه بتفهم قائل بأبتسامة مجاملة :-
-ياهلا بحرم جاسم الراوي..

إبتسمت بهدوء وأخفضت رأسها أرضاً..

جاسم بإيجاز ونبرة جامدة :-
-مش يله بقااا المدام عاوزة ترتاح شويه من السفر..

عدنان وهو يشير بعينه للخارج :-
-أي اللي بدك إياه السيارة بالخارج..

سار خطوات وخلفه جاسم ورقية..جذبت رقية جاسم قائلة بهمس :-
-إيه الراجل المدبلج ده؟؟ هي المفروض دي لغة تركية يعني!!

ضحك جاسم قائل :-
-لا مش لغة تركيية، وهو مش تركي اصلاً اصله سوري بس هو بيتابع أعمالي هنااا..

أممممممم..

قالتها رقية بفهم بعد توضيح جاسم. لتضع يدها في يده مجدداً وتسير معه..

إصطفت السيارة أمام منزل متوسط المساحة وتحيط به الأشجار من جميع الجهات.ترجلت رقية من السيارة وقد ظهر الإنبهار والأعجاب علي وجهها أغلقت باب السيارة ببطء وسارت بضعة خطوات ووققت أمام المنزل وتفحصته من الخارج بعينها بإعجاب شديد..

رأقبها جاسم بحب وهو يتنهد بعمق، فقد أوفي بجزء من وعده وجعل الأبتسامة تعود إلي وجهها.. رقية أضبحت سعيدة وسوف تكمل السعادة غداً..

إلتفت جاسم إلي عدنان قائل بتحذير :-
-عايزك تأكد علي ميعاد بكره، مش عاوز أي تأجيل..

أغلق عدنان باب السيارة ودار حول السيارة قائل بمرح:-
-صرت مأكد عليِ للمرة المليون، شو صار لجاسم الراوي يازلمه؟! ..

عقد جاسم حاجبيه بتعحب،فأكمل عدنان بمداعبة:-
-جاسم الراوي صاار عاشق!!!..

تهكم وجه جاسم قليل مع إبتسامة صغيرة علي ثغره قائل بهروب :-
-أعمل اللي قولتلك عليه ياعدنان وانت ساكت، سلام..

إنهي جملته ورحل سريعاً، ليضحك عدنان ويأخذ سيارته ويرحل..

-في الداخل..

كانت رقية تتجول كالفراشة في المنزل. وهي لاتصدق نفسها انها في بلد أخرى وفي منزل كانت تشاهد مثله في المسلسلات.. أسرعت لتزيح الستار الشفاف الذي يغطي النافذة فتحت الزجاج لتستنشق هواء الخارج ..

إلتفتت إلى جاسم قائلة بسعادة :-
-البيت يجنن أوووي ياجاسم…

خلع جاسم سترته وألقاها علي المقعد واقترب منها وإحتضنها من الخلف قائل :-
-تحبي نعيش هنا علي طوول..

إستدارت كلياً وهي في أحضانه قائلة بنفي :-
-لااا أنا مش بحب الغربه..

جاسم بنبرة هامسة:-
-طب ما أنتِ في غربه من ساعة ماشوفتك،إتغربتي عن أهلك وعن كل الناس وسكنتِ قلبي..

توردت وجنتيها خجلاً قائلة بمرح مصطنع :-
-وقلبك ده إيجار ولاتمليك بقا…

جاسم بنظرة عاشقة :-
-قلبي ده ملك ليكي أنتِ، محدش غيرك ينفع يسكنه..

رقية بحياء وهي تعبث بقميصه :-
-هتفضل تحبني وتقولي كلام حلو كده لحد أمتااا

جاسم وهو يرفع وجهها بحب :-
-لحد أخر نفس فيا..

وضعت رقية يدها علي فمه لتمنعه من الحديث قائلة بفزع :-
-بعد الشر متقولش كده..

أبعدت يدها قائلة بنبرة ناعمة :-
-أنا معرفتش طعم الدنيا دي غير بيك. إنت اللي ربنا عوضني بيك صدقني انا مش عاوزة حاجه غير وجودك جمبي…

ودخلت في أحضانه أكثر قائلة بنبرة مهزوزة :-
-جاسم أنا خايفه!!..

طوال الليل لم يغمض لها جفن أخبرها جاسم بميعاد الغد والذي سوف يكون مصيري، جلست علي الفرأش بعدما إنتهت من أداء فريضتها مع زوجها، فسبح هو في سبات عميق لتجلس هي تفكر في الغد ومايحمل من سعادة أوحزن، ليت الليل يذهب سريعاً ليأتي غداً بكل مايحمله سوء دموع ام….

وكأنها تذكرت شئ فوضعت يدها علي أحشائها وخاطبت جنيها بهمس:-
-تفتكر هينفع ؟!.. هرجع زي ماكنت ولو مرجعتش هتزعل عشان ماما مش حلوة م ممكن تكرهني؟!!..

شعرت بزيادة ضربات قلبها وسخونة دموعها علي وجهها رفعت رأسها قائلة :-
-ياااااااارب..

-في اليوم التالي..

جالسة علي مقعد طبي، إضاءة مرتكزة علي وجهها أيدي الطبيب تتجول وتفحص ووجهها مع لمسات لجلدها، جاسم في حال لايحسد عليه ، إنتهي الطبيب من الكشف وقد إبتسم مجاملة لرقية نهض من مجلسه وخلع قفازه الطبي ليهس لمساعد عمله ببضع كلمات ثم يغادر الغرفة.. إلتفت المساعد لجاسم كلياً وهو يهز رأسه بأسف قائل ثم ترجم له كلمات الطبيبب في جملة يائسة :-
-معذرة ياسيدي..

يتبع….

error: