لم أكن دميمة يوماً 2..بقلم \شيماء علي

الفصل السابع…

تتلون كالحرباء.. وتلدغ كالحيه تريد الكبير وتنتقم في الصغير تلك هي الحيه صافي…

صوتها حديثها تشعل الغضب في كيان جاسم فهو يكره كل إمراة تشبه السلعه الرخيصة التي يتوافد عليها الناس لرخصها.. نهض جاسم ووسار نحوها وأمسك ذراعها قائل بغضب :-
-أنتي ازاي تتجرئي وتيجي هنااا..

رمقته من أعلي إلي أسفل قائلة ببرود :-
-انا جايه بيت جوزي ياجاسم بيه!!..

جاسم بنبرة متهكمة وساخره :-
-جوزك!! وده مين إن شاء الله، وهو اللي زيك بيتجوز اصلاً؟!..

وكأنها لاتسمع إهانتها فنطرت له بتحدي قائلة :-
-اه بيتجوزو وبيتجوزا حازم أخووك…

ضغط علي ذراعها بقوة وهو يجز علي أسنانه :-
-بقولك ايه حوارات الرقصات ال***** انا عارفها كويس ومتخشش علياا، احسلك تغوري من هنااا بدل وديني ماالبسك قضية أداب.. غووووي

ثم ترك ذراعها بقوة لتترنج قليلاً ورمقته بغضب ثم وضعت يدها في حقيبة يدها واخرجت ورقة بيضاء مطوية بعنايه ثم فتحتها ووضعتها أمام عينه قائلة بثقة :-
-أنا مش جايه ارمي بلايا عليكم انا متجوزه اخوك عرفي واهو العقد..

اختطف جاسم من بين يدها تلك الورقة، لتتسع عينه بذهول وهو يقرأ ويري اسم أخيه في اخر الورقة، إبتلع ريقه بصعوبة وعينه مثبته علي أمضاء أخيه،، عقدت صافي ساعديها امام صدرها قائل بنبرة ساخرة :-.
-أتأكدت بنفسك ياجاسم بيه..

صدمات في المكان لتقف مشيرة بإقدام ترتعش من اثر كلمات صافي فتحدثت بصدمة :-
– آآآ انتي بتقولي ايه ياست انتي!! انتي عاوزه تقنعيني إن ابني متجوز واحدة اد أمه!!..

صافي وهي تعبث بخصلات شعرها :-
-أظن أنا وريتكم الورقة اللي بيني وبين أبنكم.. وموضوع اني أد امه دي حاجة خاصة بينااا ولا أيه يا حمااااتي..

ثم تعمدت الضغط علي حروف كلمة “حماتي” “حتي تثير حنق وغضب مشيرة ..

تحدثت حنين بصدمة غير مستوعبه مايحدث الأن:-
-أيه اللي أنتي بتقوليه ده ياطنط!! حازم متجوزك أنتي…

وكان دور الصمت من نصيب رقية وهدي.. كانت رقية واقفة تضع يدها على فمها بذهول، وانتقلت ببصرها إلى زوجها الواقف فقد ألجمت لسانه الصدمة…

سارت مشيرة نحو جاسم بخطوات مرتعشة بطيئة لتسحب الورقة من أيد جاسم، أرتعشت يدها كثيراً عندما لمست تلك الورقة، قرأت مابداخله بقلب تتعالي نبضاته وتزيد من وغزاته،، رفعت وجهها من الورقة لترمق “صافي” بإستحقار ثم صاحت :-
-علي أخر الزمن إبن الراوي يتجوز رقاصة!!.

رفعت صافي حاجبيها بإستنكار ثم قالت بأبتسامة مستفزة :-
-مقبولة منك ياحماتي!!.

ثم أنتقلت ببصرها إلي رقية قائلة بإهانة ونبرة متهكمة ساخرة :-
-أظاهر إني عيلة الراوي مابتتشرفش غير بالبوابين!!.

أنهت جملتها لتستقبل صفعة جاسم تهبط علي وجنتيها بقوة، خرجت منها صرخة بسيطة وهي تضع يدها علي وجنتيها،نظر لها جاسم بعيون ينطلق من حرارة الغضب…

صاحت صافي بغضب :-
-أنت بتمد أيدك عليا تاااني، لا فوووق لنفسك آآآ…

قاطعها جاسم وهو يقترب منها قائل بجمود :-
-كويس إنك فاكره القلم الاولاني، القلم اللي اخدتيه لما كنتي في سريري وملفوفه في ملايه!!..

ثم أقترب من اذنها هامسا بنبرة تهديد :-
-أوعدك اني هندمك علي اليوم اللي فكرتي فيا.. اناااا هدمرررك..

ظهر الفزع علي وجهها وهي تقول بجمود:-
-جوزي مش هيسمحالك إنك تقرب مني، لما يطلع من المصحة هيعرف يوقفك عند حدك…

وتلقت مشيرة الصدمة التالية فتحدثت بنبرة مهزوزه، :-
– م م مصحه!! مصحه إيه دي!!…

أستغلت صافي الموقف فأقتربت من مشيرة قائلة بصياح مزيف :-
-ايوة مصحه!! مصحه إدمان اللي إبنك رمي حازم فيها، بعد ماوصي ناس عليه عشان يعلموه شم البودرة ويبقي مدمن ويعرف هو يستولي علي فلوسسسه.. لكن انا مش هسمح بكده وهدافع عن فلوسي وفلوس جوزي…

شعرت مشيرة بأن الأكسجين اختفى تماماً من الهواء وهي تقول بخفوت:-
– ب ب بودرة!!!..

جذب جاسم صافي من خصلات شعرها،ليلقيها أمام بوابة القصر قائل بصوت جهوري :_
-غوري من هنااا بدل مااخليكي تمشي علي نقاله!!..

صافي بحده :-
-ماشي ياجاسم انا همشي لكن هرجع تاني هرجع واعيش مع جوزي…

أنهت جملتها ورحلت وهي تتمتم بغضب… ليمسح جاسم علي شعره بضيق وبعد ثواني إستقل سيارته وانصرف..

في الداخل…

تنفست مشيرة بصعوبة، وهي تحرك رأسها بضياع شعرت بتراقص الرؤية امامها وتشوها، وضعت يدها علي قلبها لتتشوه الرؤية أمامها أكثر وأكثر وبعد ثواني سقطت مغشياً عليهااا، وكان اول من ركض إليها رقية…

-في إحدى مصحات الإدمان…

سار جاسم في الممر بخطوات سريعة، وعلي وجه ملامح جامدة،أرداد أن يسبق الزمن حتي يصل إلى شقيقه ، ويعلم حقيقة تلك الزيجة التي كانت في الخفاء، هدأت خطواته قليلاً عندما رأي الطبيب المعالج المسئول عن حالة شقيقه يقف بتوتر أمام غرفة ما، تقدم منه جاسم وقد سبقه سؤاله فتحدث الطبيب على عجالة :-
-أنت أتأخرت كده ليه ياجاسم بيه!!…

جاسم بنفس ملامحه الجامدة :-
-حصل أيه!!..

زفر الطبيب بضيق قائل :-
-حازم معندوش اي إرادة يبطل ومن يوم ماحضرتك جبته هنا ومحدش قادر عليه، حاول أن يهرب كتير كمان ورافض الأكل والشرب والعلاج، وبصراحه ده عكس قوانين المصحه أحنا مش بنحبس حد ومش بنجبر حد يبطل معندوهوش إرادة..

كور جاسم قبضة يده بغضب قائل :-
-هو فين؟؟..

قبل أن يتحدث الطبيب ويتفوه بالإجابة، جاءت إليه الإجابة من الداخل عندما سمع صوت صراخ أخيه، أزاح جاسم الطبيب من أمامه ودلف إلي الداخل ليقف عند الباب بذهول من حالة شقيقه المزرية، فكان يصرخ وأثنان من طاقم التمريض ذو الأجساد الضخمة محاصرينه من الجهتين، تأمل جاسم ملامح حازم الباهته الشاحبه فقد رسم السواد خطوط أسفل عينه مع شحوب لون بشرته بشده واصبح لونه أصفر للغاية كما فقد وزنه وضعف جسده، إبتلع جاسم ريقه بمرارة، ليصيح حازم بصوت مرتفع :-
-سيبوني سيبوني حرااام عليكم انا تعبان مش قادر، هامووووووت سيبوني اخرج من هنااا..

دلف خلف جاسم الطبيب المعالج وقد صااح بهما :-
-سيبوووه…

نفذ الرجلان الأوامر ليحررو حازم من حصارهم، وسارا بعيدا عنه نحو الباب، ليتحدث الطبيب موجهه حديثه إلي جاسم :-
-انا هسيبك معاه ياجاسم بيه، يتحاول تقنعه بالعلاج ،يا أما..

تنحنح وهو يردف بأسف :-
-انا اسف هضطر أخرجه من هناا…

ثم غادر الغرفة مع الرجلان واوصد عليهما الباب جيدا من الخارج..

زفر جاسم بصوت مسموع وهو يضع يده في جيب بنطاله ويتجول بالغرفة، إسرع حازم ناحية الباب وادار المقبض عده مرات لكي ينفتح ولكن دون جدوى، طرق علي الباب وهو يصيح :-
-أفتحووووو الباب ده بقااااا…

جلس جاسم علي الفراش ووضع رأسه بين يديه قائل بنبرة حزينه جادة :-
-أنت عاوز توصل لايه بالظبط؟!..

استدار حازم عندما سمع صوت شقيقه وأبتسم وهو يمني نفسه، فساار سريعاً على قدمه الحافية وجثي علي ركبتيه أمامه جاسم قائل بنبرة رجاء :-
-الله يخليك ياجاسم طلعني من هنا، ورحمة ابوك تتطلعني من هنااا انا تعبان اووي ياجاسم تعبااان….

ثم أمسك رأسه بيديه قائل بتعب :-
-دماغي هتنفجر ياجاسم ،تعبان اووي وهاموت خرجني…

رمقه جاسم بجمود قائل :-
-عاوزني اطلعك عشان تروح تشم تاني!!..

نظر اليه حازم بتوهان ثم مسح انفه بباطن كفه قائل :-
-هاا اآإ انا بس لما اطلع هشم مرة واحدة بس عشان ارتاح من الصداع اللي هيفجر دماغي ده..

ثم إردف بإبتسامه باهته :-
-اوعدك اني هرجع اتعالج هااا، وافق ياجاسم مش ابوك موصيك علياا هااا تفتكر لو كان عايش كان هيرضي يشوفني بتعذب وبموت بالبطئ كده..

جاسم بملامحه الجامدة :-
-أبوووك لو عايش مكانش هيوافق ان ابنه يكون شمام!!!

عندما لمس حازم في نبره شقيقه الإصرار وعدم التراجع، إنحني لمستوى حذاء جاسم قائل بذل ورجاء:-
-ابوووس جزمتك ياجاسم خرجني من هنا انا تعباان اوووي…

إعتدل جاسم سريعاً بكل غضب وجذب حازم من ملابسه قائل بصوت جهوري :-
-قووووووم ،قوم كده إقف على رجلك إبن الراوي عمره مايتذل كده..

وقف حازم قبالته فتابع جاسم بصرامة :-
-أنا هعرض عليك اختيارين ياحازم من غير تالت، ياتستسلم للامر الواقع وتتعالج…

ثم نظر له بتحسر قائل :-
-ياما تفضل كده لحد ماتموت وتعفن هنااا ومش هسأل عليك هسيبك كده..

ثم تركه واغلق سترته ورمقه بجمود قائل :-
-عقلك في رأسك وهتعرف تختار الصح..

ثم أشار بعينه ناحية الباب قائل بصرامة :-
-وخلي في علمك الباب ده مش هيتفتح غير في حالتين، يا أما وانت خارج انسان كويس وعاوز تبدأ من جديد، يااما وانت خارج ملفوف في كفنك وشايلينك في صندوق …

ثم رمقه بجمود واتجه نحو الباب ليطرق طرقات خفيفة لينفتح له الباب ويغادر وينغلق مرة أخري…

أمسك حازم رأسه بقوة ثم اتجه نحو الكومود وقذف ماعليها وهو يصيح :-
-انا مفيش فيا عقل عشان اختار، انا عاوز بودرة عاوز اشم عشان اعرف اعيش..

سار جاسم وخلفه الطبيب، فتحدث جاسم بجمود :-
-اخوياا يطلع من هنا بني ادم جديد مش عايز اسمع اي اعتراض يتعالج غصب عنه، حتي لو وصلت انك تربطه في السرير..

الطبيب وهو يمسح حبات العرق :-
-ب بس ياجاسم بيه مش ينفع نقسي عليه..

وقف جاسم وشرد في خطأ أمه فتنهد قائل بجدية :-
-أحياناً القسوة بتكون علاج لناس اتعودت علي الطبطبه، الازم تربط اللي طول عمره فالت..

ثم غادر المكانه بأكمله دون أن يحصل على إجابة السؤال الذي جاء من اجله، فحالة اخيه لاتسمح بالنقاش والاستفسارات..

-في عيادة أشرف..

هتفت زوجة اشرف كاميليا قائل بنزق :-
-يعني سايب البنت مع واحد غريب يا اشرف مش خايف عليها؟؟..

جلس اشرف خلف مكتية قائل بجدية :-
-نضال مش غريب ياكامليا، دي بيخاف علي ملك اكتر مني ومنك…

كاميليا بنبرة قلقه :-
-ماقولناش حاجه يا اشرف، بس انت مش بتسمع عن الحوادث اللي بتحصل للبنات الصغيرة دي..

اشرف بلهجة صادقة :-
-مش نضال صدقيني مش نضال اللي اخاف على بنتي وهي معااهو..

ثم شرد قليلا قائل بخفوت :-
-ده انا قاصد اسبها معاه خليه يلاقي نفسه اللي ضايعه منه دي، وهو معاها بني ادم تاني…

في غرفة تمتلئ بالألعاب يخرج منها صوت نغمات وموسيقي خاصة بالأطفال، وبالداخل نري نضال الصارم صاحب الملامح الجامدة يضع علي عينه وشاح صغير اسود ويلف حول نفسه قائل :-
-أنتي فين ياملك همسكك..

لتركض الصغيرة في المكان وصوت ضحكتها يغزو المكان قائلة :-
-مش هتعرف تمسكني ياعمو نضال هههههههههه…

ليبتسم في الظلام المحيط به هو يحدد مكانها عن طريق صوتها ولكن يريد الخسارة في سبيل سعادتها…

-في قصر الراوي..

وتحديداً في غرفة مشيرة، انتهي الطبيب الكشف علي مشيرة ثم تنهد بأسي وهو يفتح حقيبته ويضع ادواته بداخلها، ثم يلتفت إلى رقية التي تفرك يديها بتوتر قائل بأسف :-
-للأسف مدام مشيرة اتعرضت لجلطة!!…

… يتبع

error: