لم أكن دميمة يوماً 2..بقلم \شيماء علي

الفصل الواحد والخامسون …

أستقل سيارته وغادر بها وهو يشعر بسعادة غارمة تجتاحه وهو يتذكر حديث الطبيب عن حالة عهد التي تتحسن يوم بعد يوم ورغبتها الشديدة في العلاج تنهد بإرتياح وشكر القدر الذي جمعه بها مرة أخري ليمد يده لها وينتشلها من بؤرتها !!..

فلاش باك ..

كانت تعبث ماهي في ملابسه بميوعه وهي تصر علي طلبها الجرئ فتسمر في مكانه وهو يري طيفها لا بل يراها هي بذاتها لم يتوهم ذالك فهي أمامه بلحمها !!..

أزاح تلك الفتاة بعنف من أمامه وركض ليلحق بها وهو يرأها تسير نحو بوابة الخروج !!..

قررت الرحيل ولما عليها الانتظار هل لتراه في أحضان فتاة أخري تقوده إلي غرفة نومها !! فلذلك قررت الرحيل حتي لاتري أكثر من ذالك !!..

وأثناء سيرها تفاجئت بمن يمسك ذراعها بقوة مانعا إياها من التحرك ..تلاقت عيناهما في نظرة كانت تعبر عن الكثير من الأحاسيس المضطربه عن عتاب ،وندم ،وشوق !!..

قطعت هي هذه النظره بنبرتها الجامدة :-
-سيب أيدي !!…

وكأنه لم يسمعها :-
-أنتي رجعتي أمتا ؟! ..
-وازاي مكلمتنيش ؟!..

التوي ثغرها بإبتسامة تهكمية :-
-وانت شاغل بالك بيا ليه ؟!..

ثم نظرت نحو ماهي وهتفت بتهكم:-
-روح أشوف أنت كنت بتعمل أيه الأول !!

زفر بضيق وهو يحاول تجميع كلماته :-
-أ آآنا آآآ كنت !

قاطعته بصرامه :-
-أنا مسألتكش ولاعاوزة أعرف حاجه دي حياتك وأنت حر فيها !!..

ثم أزاحت يده بقوة وحررت ذراعها وكادت ان تسير فمنعها مرة أخري حيث وقف أمامها ليسد عليها الطريق :-
-مش هسيبك تمشي ياعهد أنا ماصدقت إن شوفتك تاني !!…

تنهدت بعمق لتقول بعدها :-
-وأديك شوفتني وبعدين ؟!..

هز رأسه وهو يزفر بضيق :-
-مش عارف !!..

فدنا منها خطوات وقد أجتاحته عاطفة قوية :-
– بس مش عايز أسيبك تاني !!..

دون قصد منها أصدرت ضحكة ساخره :-
-ما أنا قولتلي كده قبل كده ومع ذالك سبتني !!..

كاد أن يتحدث فقاطعته :-
-أنا مش بلومك ولابعاتبك اي حد مكانك كان هيعمل كده و رد فعلك أتوقعته !!..

ثم تابعت بحزن :-
-لأن مفيش راجل هيقبل علي نفسه يتجوز واحدة حد غيره لمسها !!..

حديثها أثأر غصبه فقبض علي رسغها بقوة ألمتها وقبل أن يصرخ بها لاحظ وجود كدمات في ذراعها العاري دقق النظر فيه لتتسع عيناه بصدمة :-
-أنتي رجعتي تاخدي مخدرات تاني ؟! ..

أبتلعت ريقها وأشاحت بوجهها للناحية الأخري ليصرخ بها مجددا :-
-ردي عليا ده أثر حقن مش كده ؟! ..

أجابته بصياح :-
-أيووه رجعت تاني كنت عاوزني أعمل أيه وانا لوحدي ومش معايا حد أهلي كانوا حواليا لكن مش معايا محدش فيهم مد أيده ولحقني كلهم سبوني أغرق !!..

تساقطت دموعها وقد انكمش وجهها:-.
-لسه بيحاسبوني علي غلطة مليش ذنب فيها ،أيوة أنا غلطت كتير في حياتي وأخدت جزائي بس هما اللي كانوا السبب هما اللي مكنوش جمبي هما اللي نسيو إني عندهم بنت ليها حقوق عليهم هما اللي نسيوا إني اهم من الفلوس اللي عاشوا طول عمرهم يجمعوا فيها !!…

تنهدت بألم :-
-أيوة رجعت ياحازم لأني أكتشفت وللأسف إني ده الطريق اللي اتكتبتلي وماينفعش أمشي في غيره !!..

أقبض علي ذراعيها الاثنين معا قائل بجمود :-
-عندك إستعداد تتعالجي تاني ؟! …

رمقته بتعجب دون أن تتفوه بكلمة فتابع هو حديثه :-
-هتتتعالجي ياعهد بس عندك إستعداد ؟!..

هزت رأسها بالنفي وقبل أن تنطق سبقها :-
-بحبك !!..

تطلعت في عينيه بذهول ليكمل بصدق نابع من فؤاده :-
-أيوة بحبك ياعهد ومعنديش إستعداد أخسرك مرة تانية ،هتتعالجي ياعهد عشاني ولاهم من كده عشان خاطر نفسك !!..

زاغت أنظارها في المكان ثم تحدثت بإختناق والدموعها سيول تتسابق علي وجنتيها :-
-حااازم ماينفعش !!..

هو بإنزعاج وملامح مقتضبه :-
-هو أيه ده اللي ماينفعش ؟!..
إني بحبك ولا إنك تتعالجي ؟!..

فأكمل بجدية :-
-لو علي إنك بحبك فأنا هتجوزك بس مش قبل ماتتعالجي ..قولتي أيه ؟! ..

دائم صمتها لمدة طويلة فلم تنطق بحرف واحدل فقد أكتفت بالنظر إليه !!..

قطع هو ذالك الصمت بأنه سحبها من يدها وسط إندهاشها فوقفت مكانها ولم تكمل سيرها :-
-أنت رايح بيا فين ؟!..

وقف وأجابها بنبرة حازمة :-
-لو انتي في فاكره إني بخيرك يبقي اعتبري إني بخيرك بين حبي وبس لإن علاجك إجباري عليكي مش أختيار ..

أنهي جملته وسحبها خلفه وسط إعتراضها الذي لم يكترث له فهي ستعالج يعني ستعالج حتي لو رغما عنها !!..

باك..

أبتسم بحب وهو يحرك عجلة القيادة فالعشق إذا كان داء فهو أيضا دواء !!..

………………………..

-داخل المصحة ..

كانت تسير في الرواق لتعود إلي غرفتها بعدما غادر حازم فقد التقت به هذه المره في الحديقة الملحقة بالمصحة واثناء سيرها رأت حشد من الناس جعلها تقف لتري مالسبب ؟! !!..

عدد هائل من طاقم التمريض يحتشد أمام غرفة ما وبعد دقايق يخرج أثنان من الممرضين وهم يدفعون أمامهم تروالي عليه جسد يبدو كأنه فارق الحياة !!..

أتسعت عيناها بصدمة ووضعت يدها علي فمها لتكتتم شهقاتها بعدما تعرفت علي هويته..فالمسجي أمامها الأن هو حاتم الذي سلب منها عذريتها !!..

دقائق مرت عليها كالسنين وهي متسمرة في مكانها فأخترقت إذنها جملة جعلتها تفوف من شرودها “أتسربتله جرعة زيادة أخدها فمستحملش ومااااات “..

أغمضت عيناها وفتحتها مجددا لتسيل الدموع منها بغزارة راقبت التروالي وهو يسير به حتي أختفي من أمامها فجرجرت قدميها وأكملت طريقها بصمت تام ولكن بداخلها شئ لم يصمت مطلقا بل كان يصرخ فهل من منقذ ؟!!!..

………………………

دلف والدها لها ليجدها علي حالتها الصامته الجامدة فمنذ طلقها رسمي وهي شارده تأئهه !!..

شعرت بمن يضع يده علي كتفها فإلتفتت له لتبتسم إبتسامه باهته بادلها راضي إياها:-
-عاملة أيه يارباب ؟!..

هزت رأسها وهي تردد :-
-بخير يابابا بخير !!

تنهد راضي بإشفاق علي حالتها :
-ناويه تفضلي كده كتير ؟!..

أخفضت رأسها لأسفل هاتفه بصوت مختنق :-
-ما انا كويسه أهو يابابا !!

هز رأسه معترضا علي حديثها :-
-لايابنتي انتي مش كويسه علي طول ساكته وفي دنيا غير الدنيا !!

ثم صمت لوهلة وتابع بتسائل :-
-لسه برضه مش عاوزة تقوليلي أي سبب طلاقك ؟!

رمقته بصمت والدموع ترقرقت في مقلتيها فأكمل هو :-

-أظن أنا سبتك براحتك ومارضتش أضغط عليكي عشان تتكلمي ومنعت أمك عنك وفضلت مستنيكي تيجي تحكيلي وتتكلمي لكن ماجتيش فكان لازم أجي أناا لاني لازم أعرف أيه سر طلاقك .ماهو مش سهل يابتتي إنكم تاخدوا قرار زي ده ده انتو حتي بينكم عيال ذنبهم أيه !!..

تنهدت بصوت مسموع وكأنها تخرج كل أهاتها المكتومة ثم هتفت بألم :-
-في حاجات يابابا أصعب من أنها تتحكي !!

راضي بقلق واضح :-
-ماتقلقنيش يابنتي
ده الموضوع باينه كبير ده حتي هو مش راضي يتكلم !!..

إبتسمت ساخره :-
-وانت عاوزه يتكلم يقول أيه ؟! يقولك إنه مريض أيدز !!..

وقعت الكلمة علي مسامعه كالصخره وتمتم بصدمة :-
-إيدز !!…

أومأت برأسها إيجابا وقد سالت دموعها علي وجنتيها ثم سردت له كل شئ عرفته عن خيانته عن مصدر أمواله الذي كان ينفقها عليهم أخبرته عن كل شئ لتنهار بعدها وتلقي نفسها في أحضان والدها وهي تشهق من البكاء !!..

أتسعت عيناه من الصدمة فلم يتوقع أن يصل الأمر لهذه الدرجة فتحدث بذهول :-
-لاحول الله يارب معقول وصلت بيه لكده !!

ثم تابع بلهجة غاضبة وملامح مقتضبه :-
-هي حصلت انه يصرف علي عياله فلوس جايه عن طريق زناااا ومخدرات !!..

صمت لوهله ثم تذكر ما سمعه في السابق في إحدي القنوات التلفزيونية أن ذالك المرض ينتقل بسهوله بين الأزواج عن طريق علاقتهم الححميمة !!..

فأنتفض سريعا وأمسك إبتته من كتفيها :-
– اوعي يابنتي يكون نقلك المرض ده انا سمعت قبل كده إن بيتنقل بين المتجوزين يعني ممكن تكوني اتعديتي منه !!..

لم تفكر في الأمر من قبل ولكن لما لا ؟! توقفت عن البكاء وهزت رأسها بنفي قاطع قائلة بخوف داخلي أبت أن تظهر :-
-لا يابابا انا أكيد آآآ كويسه .أكيد مفياش حاجه !!..

لم تنكر ان الخوف تسلل لداخلها فهي تحاول بث الطمأنيتة في نفسه ونفسها أولا !!..

نهض راضي من جوارها هاتف :-
-مش انتي اللي هتقولي انتي كويسه ولالا ..قومي البسي هدومك لازم نعمل تحاليل وهي اللي تعرفنا انتي كويسه ولالا …

وجدت حالها بدون تفكير تهز رأسها بالإيجاب وتنهض من الفرأش !!..

…………………………

-في إحدي الدول الأوربية ..

أنتهت من إرتداء ملابسها وبينما هي تتطلع لهيئتها في المرأه سمعت رنين هاتف زوجها فإتجهت نحوه لتجلبه لتجد المتصل نضال !!..

لم تجيب علي الإتصال ولم تغلقه أيظا فظلت ممسكه بالهاتف ولم تصدر أي رد فعل حتي جاء جاسم الذي خرج اللتو من المرحاض وإنتشله من يدها فتطلعت إليه بترقب لتجده أغلق الهاتف والقاه علي الفرأش دون أكتراث !!..

ثم سار نحو الخزانة ليخرج ملابسه فسمعها تهمس :-
-أنت مارديتش علي نضال ليه ؟!..

أجابها بدون أكتراث وهو يتفحص ملابسه :-
– أكيد كان هيتكلم بخصوص العملية ،وانك مش موجودة في المستشفي !!

إبتلعت ريقها بتوتر وسارت نحوه ببطء :-
-وهو أنت مش هترجعني المستشفي تاني ؟! ..
اختار قميص بللون الأسود وبنطال مثله ووضعهم علي الفرأش ثم إلتفت لها وهو يبتسم بمكر:-
-أيه خايفه أحسن أخطفك وماودكيش للعملية بتاعتك ؟!..

إرتبكت وهي تضع خصله من شعرها خلف إذنها فدنا منها حتي التصق بجسدها :-
-وبعدين زهقتي بسرعه كده هو احنا لحقنا نقعد مع بعض !!..

أبتسمت وهي تضع يدها علي صدره الذي يتساقط منه قطرات المياه :-
-لحقنا ؟! حرام عليك ده أحنا من أمبارح مع بعض !!..

تنهد تنهيدة حارة :-
-أعمل أيه مش بشبع منك !!..

أبتسمت بخجل ثم أسند جبهته علي جبهتها :-
-بقولك أيه رقية مانفسكيش في حتة عيل كده يملي علينا حياتنا ؟!..

تنهدت بصوت مسموع لتتابع بعدها :-
-وده سؤال طبعا نفسي !!.

إبتسم بخبث وهو يبتعد عنها قليلا ثم نظر للفرأش غامزا :-
-طب يالا !!.

شهقت بقوة وهي تلكزه في كتفه :-
-بطل قلة أدب !!..

جاسم بتهكم :-
-قلة أدب أيه بس ، حرام عليكي ده انا نفسي اشوف نسل ليا قبل ماموت !!.

رفعت كتفيها لأعلي ثم مرت من جوااره ببرود :-
-وانا مالي !!.

رفع حاجبه بإستنكار :-
-وانتي مالك ازاي يعني ؟! هو انا هتكاثر ذاتيا مع نفسي ولا ايه ؟!..

ضحكت بخفوت ثم وقفت علي مسافة قريبه منه وهتفت بنفاذ صبر :-
-جاسم ممكن تبطل قلة أدب بقا عشان انت كده بتوترني وماينفعش ابقا متوتره بالشكل ده قبل عمليتي !!

أقترب منها وهو يبتسم بخبث خفي ثم أحاط خصرها بيده قائل بعتاب مصطنع :-
-تؤتؤ أنا بوترك ؟! أوعي أكون بوترك ؟!..

كان يردد ذالك وهو يمرر يده علي منحنيات جسدها ..

ثم مد يده من أسفل كنزتها ليلامس جسدها مباشرة دون حاجز وهو يردد بخبث :-
-أوعي تقولي بوترك أزعل والله !!.

لمساته جعلت القشعريرة تدب في أوصالها وعلي حين غره أنتفضت من مكانها علي أثر قرصته لظهرها !!

أتسعت عيناها بذهول بينما هو يبتسم بتسلية علي هيئتها !!..

ثم دفعها للخلف ليحاصرها عند الخزانه وهو يحاول فك أزرار كنزتها فدفعته وتحررت من حصاره هاتفه بحنق:-
-أيه اللي أنت بتعمله ده ياجاسم !!..

ثم زفرت بضيق :-
-هو أنت بتعمل كده عشان تلهيني وتضيع عليا ميعاد العملية؟!..

ثم تابعت بملامح قلقه :-
– أنت صحيح مش ناوي ترجعني المستشفي تاني ؟!..

جاسم بجدية بالغه وهو رافع حاجبه :-
-وانتي تفتكري إني ممكن أعمل كده ؟!..

لم تجيبه بل أخفضت رأسها أرضا فهز رأسه بفعم ثم أقترب من الكومود ليجلب ساعته ثم أردف بهدوء صارم بعدما نظر فيها :-
-فاضل أكتر من 8 ساعات علي ميعاد عمليتك .يدوبك هجهز ونتحرك فورا !!..

عضت علي شفتيها بخجل وهي تدنو منه:-
-جاسم أنت زعلت مني ؟! ..

تناول بنطاله وإرتداءه وهو يهتف دون النظر إليها :-
– وانتي قولتي حاجه تزعل ؟! …

أقتربت منه حامله قميصه قائلة :-
-غصب عني ياجاسم ما أنا متوتره بسبب العملية والوضع اللي حصل وترني أكتر !!..

قبض علي رسغها بقوة وهو يهتف بحده :-
-تقومي تشك فيا بالشكل ده تفتكري إني بتعمد ألهيكي معايا ؟! ..

وبملامح غاضبه جامدة أخبرها :-
-انا لو عاوز ألهيكي او أمنعك من العملية مش هلجأ لأسلوب قذر زي ده عشان أمنعك وانتي عارفة كده كويس !!..

رقية بأسف :-
-حقك عليا انا مش عارفه قولت كده ازاي !! ..

أنتشل القميص من يدها وارتداءه ولم يغلق إزراره فرأها تجلس علي الفرأش تبكي فتنهد بصوت مسموع وراح يجلس بجوارها :-
-طب أنتي بتعيطي ليه دلوقتي ؟! …

رقية من بين بكائها :-
-عشان مصر تزعلني ومش مقدر شعوري في يوم زي ده المفروض تبقا عارف إني متلخبطه ومش عارفه أنا بقول أيه !!.

هو بإندهاش :-
-وهو المفروض دلوقتي اني أنا اللي مزعلك ؟! ..

أومأت برأسها إيجابا وهي تلقي نفسها في أحضانه :-
-أيوة مزعلني والمفروض تصالحني و تحضني كده وتقولي متزعليش !!..

ثم قبلت عنقه وهي تردد بحزن مصطنع :-
-وتبوسني كده وتقولي برضه متزعليش !!..

ووضعت علي قبله علي وجنتيه وهي تردد ذات الجملة ثم وضعت أيضا قبلة أخري علي شفتيه !!

ثم أبتعدت عنه قائلة بدلال :-
-وبعدين تسألني هااا أتصالحتي ولا لا ؟! …

إبتسم علي حركتها المجنونة التي فعلتها لإرضائه فأوما برأسه وتابع بإستفهام وهو عاقد حاجبيه :-
-يعني أنتي المفروض زعلانه وعاوزاني أصالحك !!.

أومأت برأسها إيجابا لتجده إنقض علي شفتيها يقبلهما بنهم شديدة إصطدمت في البداية ولكن في الأخير إستسلمت له وحاوطت عنقه بيدها !!..

ثم أبتعد عنها وهو يلهث ليهتف بعدها بخبث :-
-ها أتصالحتي ولا لا !!..

……………………

خلد رضيعها إلي النوم فتسللت من جواره بعدما طبعت قبلة مطولة علي جبهته !!..

خرجت لتجد والدها يتعارك مع والدتها بشأن عودتهم مرة ثانية للعاصمة !!..

-إنتي أتجننتي ولا ايه عاوزانا نرجع مصر قبل ما أخد بتاري وتار بنتي !!..

والدة شهد بإستعطاف وهي تدنو منه :-
-يا أبو شهد أحنا ملناش غيرك فمضيعش نفسك عشان كلب زي ده !!…

-ماما عندها حق يابابا ،أحنا ملناش غيرك فعشان خاطري يلاا نرجع مصر أحنا ملناش مكان هنا تاني !!..

هتفت بها شهد الذي أنضمت لهم اللتو !!..

تنهد والدها وهو يشيح بوجهه للناحية الأخري فمازال يخجل من نفسه كلما وقفت أمامه يخجل من نفسه كلما تذكر كيف شك بها وطعنها في شرفها وهي لم تكون سوي ضحية لإبن أخيه !!..

مسح علي وجهه والتفتت لها قائل بحنو :-
-عايزانا نرجع ياشهد قبل ما أخدلك حقك ؟!..

شهد وهي تزفر الهواء :-
-ربنا أخدلي حقي يابابا ،ربنا هو اللي أنتقملي !!..

والدها بلهجة غاضبه :-
-بس لسه عايش علي وش الدنيا ده لازم يتقتل وأنتقم لشرفي ومش هيهدالي بال غير لما أخد روحه بأيدي ،ده جزاتي إنه دخلته بيتي وعملته عيل من عيالي يقوم يطعني في شرفي !!…

ثم نظر أمامه والشر يتطاير من عيناه :-
-والشرف والعار مابيتغسلوش غير بالدم !!..

دنت منه شهد قائلة برجاء :-
-عشان خاطري يابابا أنا وابني دلوقتي ملناش غيرك ومحتاجينك أووي محتاجينك تبقي معانا وفي ضهرنا !!..

تحدث وهو يحتضن وجههاا بكفيه :-
-ماهو كل ده عشان خاطرك أنتي وإبنك ياشهد عايزكم تعيشوا مرفوعين الرأس وسط الخلق !!..

شهد سريعا :-
-لو عشان خاطري انا وأبني يبقا نرجع مصر نعبش بعيد عنه ونحرمه من أنه يشوفه بعد ماتنازل عنه !!..

صمت لوهله ولم يرد عليها فأكملت حديثها :-
-صدقني يابابا دي الطريقة الوحيدة اللي ننتقم بيها منه .هو دلوقتي هيحفي عشان ضفر عيل خصوصا انه اتنازل عن أبنه ده غصب عنه فعشان كده لازم نسافر ونحرق قلبه علي إبنه نخليه يتحرم من شوفته زي ماهيتحرم من الخلفه العمر كله !!..

تعجب من نبرتها الإنتقامية التي لاتليق إلا بإمراة كبيرة وليست فتاة صغيرة مثلها !!..

فابتسم وهو يجذبها لأحضانه :-
-كبرتي ياشهد كبرتي اووي !!..

هتفت بألم مرير :-
-كان لازم أكبر يابابا لازم ،خصوصا بعد مابقيت أم …

أشفق علي حالتها فقبل رأسها وهو يؤمي برأسها ببطء :-
-حاضر يابنتي هعملك اللي أنتي عاوزاه !!

تنهدت بأرتياح وكأنه هم ثقيل وانزاح من علي صدرها ستعود لمنزلها القديم ولحياتها القديم ولكن لم تعود شهد القديمة !!..

…… ……………………

-أمام المشفي ..

خرجت رباب بصحبة والدها الذي هتف يإرتياح بعدما علم نتيحة الفحوصات والتي أثبتت أن إبتته ليست حامله ذالك المرض اللعين :-
-الحمد الله يابنتي ،ده ربنا لطف بيكي !!..

أومأت برأسها إيجابا وهي تردد :-
-الحمد الله !!..

ثم تابعت بحذر :-
-بابا اوعي ماما تعرف حاجه عن سبب طلاقي أحسن تقع بلسانها قدام امه !!..

ثم تنهدت بحزن قبل أن تكمل :-
-والست مش ناقصه كفايه عليها سامر ومرضه ،دي ممكن تروح فيها لو عرفت إن إبنها الكبير ممكن يروح منها هو كمان !!..

ربت علي كفها قائل بإبتسامة هادئة :-
-متقلقيش يابتتي امك مش هتعرف حاجه !!..

وقبل ان يسيرا رن هاتفه فأخرجه ومده لإبنته لتري من المتصل فهتفت بذهول :-
-ده حمايا اللي بيتصل !!..

هز رأسه ثم هتف بجمود :-
-كويس ،إتصل في وقته !!..

رباب بهلع :-
-بابا أوعي تكون هتقوله حاجه ؟!.

لم يجيبها بل ضغط علي زر الأيجاب ووضعه علي أذنه :-
-اهلا يا ابو محمد كويس إنك اتصلت انا كنت عاوزك !!..

عقد مابين حاجبيه :-
-عرفت أيه ؟!..

إستمع لرد الطرف الاخر عبر الهاتف لتتسع عيناه بذهول وصدمة وهو يردد :-
-لاحول الله يارب لاحول الله ،حصل أمتا الكلام ده ؟!..

انقلع قلبها من مكانها وقد أستشعرت سوء قد أصاب والد أطفالها فأنتظرت حتي إنهي والدها الإتصال لتسأله بخوف داخلي :-
– محمد حصلها حاجه مش كده !!…

أغمض رأضي عيناها وهو يحرك رأسه بأسي لايعرف بما يجاوبها فصاحت والدموع قد تجمعت في مقلتيها :-
-رد عليا يابابا محمد حصله أيه ؟! …

رمقها بأسي قبل أن يهتف بحزن :-
-شدي حيلك يابنتي ،محمد تعيشي أنتي ..
-أنتحر النهاردة الصبح !!..

شهقت بقوة ووضعت يدها علي فمها وهي تهز رأسها بعدم تصديق تمنت ان يكون كابوس يلاحقها وليس واقع تعيشه الأن فبرغم كل أفعاله السيئة لم تتمني الموت له مطلقا !!..

واي موت بل إنه أسوء موت فقد مات كافرا لم يصبر علي بلائه فأبتلي نفسه بذنب لايغفر !!..

تسابقت الدموع علي وجنتيها واصبحت كقطرات المطر في ليلة شديد الشتاء !!.

ثواني معدودة وكانت الأرض تدور من أسفلها فلم تحملها قدميها ولم تشعر بنفسها إلا وهي تسقط علي الأرض مغشيا عليها !!…

……………………………..

-في غرفة العمليات …

حان الوقت ليتتهي ذلك الالام !!.
حان الوقت لتسكن تلك الأهات !!..

تمددت علي الفرأش الطبي لترتكز الإضاء علي وجهها فرمشت بعينيها عدة مرات ثم ألتفتت بوجهها نحو الباب لتجده واقف أمام الغرفه يبتسم لها بأمل وهو يحرك شفتيها هامسا “ب ح ب ك “أرارد أن يبث بداخلها الأمل أن يطمئنها يجعلعا تشعر بوجوده معها في أي حال لكي لاتربط نجاح عمليتها بفشل حياتهما فهو باقي معها مادامت هي باقية علي وجه الأرض !!…

بادلته تلك الإبتسامة قبل أن ينغلق الباب في وجه وينقطع ذالك الامل وربما إنفتح للامل باب أخر تجهله !!..

….يتبع

error: