لم أكن دميمة يوماً 2..بقلم \شيماء علي

الفصل التاسع والثلاثون…

أخذت زوجها جانباً قائلة بعدم تصديق :-
-صحيح اللي انت بتقوله ده هتجوز البت لعصام ؟!..

والد شهد بجدية :-
-أيوة مش هو ده اللي احنا عاوزينه ولا أنتِ عندك رأي تاني!!..

هزت رأسها بالنفي ولكن تابعت بنبرة خافتة :-
-أنا مش مطمنة ياخويا شكلهم ناويين للبت على نية سودا، ايه اللي يخليهم يوافقوا فجأة علي الجوازة كده !!.

ثم تذكرت شئ فقالت بغضب :-
-وبنتك قالتلي أن أمه هي اللي طلبت منها تنزل بالغسيل يعني هي كانت عايزة تسقطها!!..

أردف بصرامة :-
-اسمعي يا وليه أنا مش عويل ولا هسيب حقي بنتي أهو نضمن يكتب عليها ولو طلع اللي في بطنها أبنه مش هيكفيني فيه عمره، وبنتك هتتجوزه وهتفضل تحت عينا هنا!!..

فتنهد بأسف :-
-مقدمناش حل غير كده للأسف روحنا في أيده يا كده يا البت هتتفضح!!

والدة شهد بحسرة :-
-بنتي أتدمرت خلاص، صغيرة علي الهم ده كله!!..

هو بجمود :-
-ملهوش لزوم الكلام ده خلاص الفأس وقعت في الرأس!!..

ثم أشار بعينه :-
-روحي جهزيها عشان الناس اللي بره دي ماتحسش بحاجة!!

أومأت برأسها إيجاباً ثم رحلت لتجهيزها كما أمرها!!..

……………..
-في منزل محمود!!..

دلف من الباب ليجد والدته في انتظاره هاتفه بقلق :-
-كنت فين يامحمود أتاخرت كده ليه يابني ده النهار طلع من بدري !!..

أغلق الباب وجلس علي الأريكة التي بجواره قائلاً وهو يخلع حذائه :-
-مش هتصدقي اللي حصل معايا يامه!!..

جلست بجواره والقلق على وجهها :-
– ايه ياضنايا حصل معاك أيه؟!.

محمود بتنهيدة وبدأ يسرد عليها الذى حدث وبعدما أنتهي ضربت والدته علي صدرها بشهقة :-
-يالهووووي يامحمود كده يابني تغامر بنفسك افرض البت كانت ماتت وأنت هناك كنت هتروح فى الرجلين!!..

محمود بإنزعاج :-
-بعد الشر يامه إن شاء الله تقوم بالسلامة!!..

وبعدين يعني كنتِ عاوزاني اعمل أيه وانا شايفها فيها الروح ودي روح بني أدمة يامه يعني ربنا كان هيحاسبني لو سبتها من غير ماأساعدها!!..

ربتت على ظهره بحنو :-
-يحميك للشبابك ياحبيبي بس دنيتنا متفهمش كده والحمدلله انها جات سليمة المره بس خلي بالك مش كل مره تسلم الجره!!..

:-
-سببها على الله يامه!!..
-ونعم بالله ياحبيبي!!..

فأبتسمت هي بخبث قائلة :-
_والبت دي حلوة بقا على كده يعني تستاهل التضحية !!..

قطب مابين حاجبيه من حديثه والدته الغير مناسب :-
-جرا أيه يامه مالي أنا حلوة ولاوحشة بقولك البت كانت غارقانه في دمها!!..

تابعت بنفس النبرة الخبيثة :-
-يعني لو حلوة وربنا اداها عمر جديد ناخد زيارة ونروحلهم نعمل الواجب وهما برضه يعرفوا مين اللي أنقذ بنتهم!!..

ضرباً كفاً علي كف :-
-ياحول الله بقولك سايب البت بين الحيا والموت وأنتِ بتفكري في كده!!..

والدته وهي تلكزه :-
-ياواد مش يمكن ربنا بعتها ليك عشان نبقا حظك ونصيبك!!.

نهض من الأريكة متجهاً نحو غرفته قائل بسخط :-
-أنا آآآآ هقوم اغير وأفرد جتتي أحسن!!..

سارت خلفه ووقفت علي الباب متسائلة وهي تضيق عيناها :-
-عايزة تفهمني إنك مابصتش في وشها طول ماهي علي دراعك!!..

تنهد بحزن أرتسم علي ملامحه ثم سار ليقف أمام المراة فأمعن النظر وشرد وهي تذكر وجهها المشوه:-
-بصيت يامه وطلعتها حالها من حالي!!..

والدته بتعجب :-
-يعني أيه ؟!.

نظر لها ثم عاود النظر إلى المرأة قائل بنبرة ساخره ولكنها حزينه وهو يلامس وجهه :-
-يعني حالها نفس حالي يامه!!.

…..…………………

-في المستشفي الحكومية!!..

أبلغ الدكتور فاطمة بضرورة نقل إبنتها إلى مستشفى خاصه لكي تحظي برعاية جيدة لحالتها!!..

فاطمة من بين دموعها :-
-يادكتور متخبيش عليا بنتي حصلها حاجة وهتروح منى ولا أيه؟!..

الدكتور بضيق :-
-ياحجه أفهمي بنتك لحد دلوقتي بخير لكن لو فضلت هنا هيحصلها وهتروح منك!!..

فاطمة سريعاً ببكاء :-
-لالا هوديها مستشفى خاصة حاضر حتى لو هشيلها علي أيدي!!

الدكتور متنهداً:-
-أنا هكلملك مستشفى تجهزلها المطلوب وهخليهم يجهزوا عربية الإسعاف اللي هتنقلها.. !!.

فاطمة بإمتنان :-
-ربنا يكرمك يادكتور ومايوقعش في ضيقه أبداً!!..

أنصرف من أمامها ليفعل ما قال لها و، اما هي أسرعت إلى راضي الجالس علي المقعد بحالة متدهورة قائلة بحنو وهي تربت على كفه :-
-شد حيلك ياراضي متوقعش قلبي عليك مش هتبقا أنت والبت!!..

ثم مسحت دموعها سريعاً:-
-الدكتور كتر خيره هيساعدنا ننقلها مستشفى خاصة وهتبقي زي الفل !!..

لم يتمالك نفسه وأجهش في البكاء وهو يتممتم بضعف بكلمات غير مفهومة!!..
فبكت هى الأخرى وهي تردف بتوسل :-
-والنبي ماتعمل كده في نفسك ياراضي والله البت هتبقي كويس ماتفولش عليها انت بس وادعيلها !!..

راضي بضعف من بين بكائه :-
-آآ احميها وخليهالي يااارب!!..

وبينما الدكتور ينهي الإجراءات أقترب منه إحد الضباط :-
-صباخ الخير يادكتور!!..

الدكتور بإبتسامة :-
-أهلا أحمد باشا!!.

الضابط أحمد :_
-ايه تشخيص الحالة اللي دخلت الفجر!!..

أجابه بعملية موضعاً :-
-دي واخده طعنه في بطنها وغير كمان الكدمات والاصابات الللي في وشها يعني زي ماتقول واخده علقة موت !!..

أومأ الضابط برأسه ثم تابع متسائل :-
-ينفع أستجوبها!!.

الدكتور بنبرة جادة :-
-صعب جدا لأن البنت حالتها صعبة اووي ده أنا كمان هنقلها مستشفى خاصة!!..

الضابط بصرامة :-
-تنتقل فين لسه في محضر لازم يخلص!!.

الدكتور بضيق :-
-ماينفعش تفضل البنت بين الحيا والموت محتاجة رعاية كويسه مش متوفره هنا ولو فضلت هنا يبقي قدامها ساعات!!…

صمت قليلاً ثم تابع الضابط بتنهيدة :-
-عرفت أن في واد جبها وبعدين أختفي!!..

أومأ الدكتور برأسه :-
-فعلاً وكمان أتبرع بدم يعني مظنش ليه علاقة باللي حصلها!!..

الضابط ساخراً :-
-اومال هرب ليه لما ملوش علاقة!!..

الدكتور بإبتسامة مصطنعة :-
-والله انتو ادري اكتر مننا ياحضرة الضابط بالمواضيع دى!!..

الضابط متسائل وهو يضيق عينه :-
-أهل البنت هناا؟!..

الدكتور بهدوء وهو يشير بعينه نحوهما:-
-موجودين بس في حالة صعبة مش هيفيدوا حضرتك كتير ،حضرتك تقدر تستنى لحد مالحالة تستقر !!

أومأ برأسه وقد أشفق عليهما فقال بجدية وهو يستعد للرحيل :-
– أبقا بلغني بالمستشفى اللي هتتنقل ليها عشان المحضر!!..

الدكتور بإيجاب:-
-أوامرك يا أحمد بيه!!..

……………………..……

انتهي كتب الكتاب ورحل المأذون ومن معه فجلس الجميع في ساحة المنزل ملتزمين الصمت وشهد ممسكة بوالدتها وكأنها طوق النجاة من نظرات عصام التي تعريها!!..

نظرت والدة عصام إليهم قائلة بخبث :-
-يله ياعصام خد مراتك واطلعوا اوضتكم!!..

أرتجف جسدها بشكل ملحوظ من جملتها فتمسكت بوالدتها اكثر الذي هتفت بإندفاع :-
-تطلع فين بنتي هتفضل زي ماهي معايا في أوضتي وفي حضني!!..

تحدث والد عصام وهو مثبت النظر علي إبنه :-
-بنتك هتفضل في حضنك يا أم شهد محدش هياخدها منك ماتقلقيش!!..

ثم وزع نظره بين زوجته وابنه :-
-وانا مسئول قدامك عن سلامة بنتك لحد ماتولد والحقيقة تبان أن شاءالله!!..
تعجبت والدة شهد من تغير موقفه ولكن لم تظهر شئ فقالت بخفوت :-
-ده العشم ياسي صالح!!..

نظر عصام إلى والدته وكأنه أستمد منها شجاعته حيث قال بإندفاع :-
_ايوة بس أنا ليا حق وعاوز مراتي!!.

كاد أن يصفعه والد شهد ولكن أخيه منعه من ذالك ونظر لإبنه بتحدِ سافر :-
-من قبل ماتمضي علي عقد الجواز وأنت عارف إن مش هيبقي ليك حقوق فلم نفسك احسلك !!..

ثم نظر لأخيه قائل بهدوء :-
-روح يا اخويا طلع بنتك ومراتك خليهم يرتاحوا بنتك شكلها لسه تعبان!!..

والد شهد بغضب :-
-أنا آآآآ هاروح يا اخويا حاضر بس أنت النهاردة حوشتني عنه لكن لما تظهر الحقيقة محدش هيحوشه مني!!..

والد عصام وهو يؤمي برأسه :-
-حقك يا أخويا محدش يقدر يلومك وساعتها أنا اللي هسلمهولك بأيديا تعمل مابدالك فيه!!..

نظر والد شهد لعصام نظرات حادة ثم أستدار ليأخذ زوجته وإبنتها فتنفست الصعداء لأنها أخيراً ستنال حريتها بعيداً عن قيود نظراته!!..

……………………

تم نقل “رقية” إلى إحدى المستشفيات الخاصة التي تتمتع بخدمات طبية علي أعلي مستوي!! وصول “رقية” تم وضعها في العناية المركزة نظراً لخطورة حالتها الصحية!!..

مر يومان عليها وهي في غيبوبتها محاطه بالأجهزة الطبية والمحاليل التي تسري في وريدها!!..

فعلم الجميع ماحل بها وكانت الصدمة من نصيب معتز الذي علم ماحدث لرقية عن طريق زوجته!!

أراد أن يفتك بتمارا التي وضعته في هذا المأزق مع رفيقه!!..

فقرر الذهاب إليها لمواجهتها وهو يشتعل غيظاً وغضباً من حماقتها فقد ظنت بفعلتها هذه فازت بجاسم ولم تعلم أنها خسرت الكثير ولم تكسب سوي عداوة جاسم!!..

………………..

-في مجموعة شركات النجدي!!..

جلس معتز في مكتب تمارا يترقب وصولها علي أحر من الجمر ولكن تأخر الوقت ولم تأتي وبعد مرور الوقت إستمع صوت فتح الباب وحذائها المزعج يدوي في أرجاء المكان!!..

أقتربت منه بإبتسامة على ثغره :-
-مقولتليش يعني إنك جاي النهاردة!!..

نهض ليقف في مواجهتها قائلاً بغضب :-
-يعني أنتِ مش عارفة أنا جاي ليه؟!..

رفعت كتفيها وأردفت بنبرة باردة :-
-ده مكانك يامعتز يعني تيجي في أي وقت ومن غير سبب!!..

معتز بإنفعال:-
-يعني أنتِ مش عارفة أن رقية في المستشفي!!..

تنهدت وأستندت بيدها علي مكتبة :-
-أكيد عارفة!!..

غضب من جرأتها بهذا الشكل فصرخ بها :-
-انتِ اتجنننتِ ناسيه أني حذرتك انك تقربيلها!!.

تابعت هي الأخرى بجمود :-
-وانت ناسي إنك وعدتني بإنك هتبعدها عني لكن رجعت في كلامك وخوفت من جاسم فالمفروض متزعلش يعني انا قمت بالدور ده مكانك!!..

معتز بنبرة منفعلة أكثر :-
-كنت هبعدها لكن ماكنتش هموتها!!..

تمارا بإستفزاز :-
-ولا انا كنت عاوز اموتها!!

وتابعت ببرود متناهي :-
-كل اللي كنت عاوزاه قرصة ودن مش اكتر، تموت بقا ولا تعيش ده عمرها!!..

معتز بحده وهو يشير بإصبعه :-
-أنتِ بنفسك قولتي أنك عايزة تخلصي منها يعني كانت هدفك تموتيها!!..

عقدت ساعديها أمام صدرها وأردفت رافعه حاجبها :-
-وحتي لو كنت عاوزاها تموت لو ليها نصيب هتعيش ملهاش بقا يبقي عمرها خلص لحد هنا!!..

-أنتِ مش حاسه بالورطة اللي حطيتي نفسك فيها!!..

فكت يدها وسارت ببطء قائلة بنبرة هادئة تدل علي قساوة قلبها :-
-ولا ورطة ولا حاجة كل اللي هيبان ويظهر للناس انها حادثة سرقة عادية مش هيخطر علي بال حد إنها بفعل فاعل!!..

معتز ساخراً :-
-ده اللي هيبان لكل الناس لكن اللي هيبان لجاسم حاجة تانية!!..

ثم سار وأقترب منها هامساً بتحذير:-
-ياريت تدعي ياتمارا أن جاسم مايخرجش لأن مش من مصلحتك أنه يخرج أو يعرف اللي حصل لرقية!!..

ثم أبتعد عنها وألقى عليها نظرة أخيرة لم تفهم معناها ثم رحل!!!..

……………….

-في السجن..

كان الحوار ساخن بين جاسم وبيببرس الذي هتف بإنفعال :-
-لا ماهو انت لازم تفهمنا وجهة نظرك في إنك ماتقومش محامي!!..

جاسم بنبرة هادئة عكس الأخير :-
-أنا عارف مصلحتي كويس مش مستني حد فيكم يعرفهالي..

بيبرس بغضب :-
-لا مش عارف مصلحتك لو عارف مصلحتك مكنتش هتستهين بحياتك كده ومتحطش في أعتبارك حتي إن في ناس هيموتوا من القلق عليك!!..

جاسم مبتسم بتهكم :-
-معتز مجاش الزيارة دى، فأنت قومت بالواجب الحقيقة!!..

بيبرس محاولا السيطرة علي أعصابه :-
-جاسم لازم توكل محامي قبل الجلسة الجاية انت مش هينفع تقعد ثانية بعدها في السجن !!.

ثم تابع بسخط :-
-ولا أنت عجبتك قاعدة السجون دى!!

وضع جاسم يده خلف عنقه قائل بلا مبالاة :-
– ماتشغلش بالك انت اهم حاجة خلي بالك من حنين وحطها في عينك !!..

ثم ضيق عينه قائل بجمود :-
-اوعي تكون مستحلي رميتي في السجن دي وواخد راحتك!!..

لم يجد بيبرس مفر غير أنه يلقي الكره في ملعبه أو يفجر له القنبلة التي من العيار الثقيل فتنهد قائل بجدية للغاية :-
-جاسم انت لازم تخرج لو مش عشانك يبقي عشان خاطر رقية حتي!!..

انتبهت حواسه الخمسه وقلبه إلى الاسم وقد تسرب القلق إليه فعقد حاجبيه بتسائل :-
-وهي مالها رقية؟!..

اخذ نفساً ثم زفره ثم قرر إنهاء التردد العالق في لسانه قائل باندفاع وملامح جادة :-
-في المستشفي بين الحياة والموت!!..

أتسعت عيناه بذهول وهو يسمع حديث رفيقه أسبلت عيناه عدة مرات وقد خُيل له في هذه اللحظة طيف تمارا يبتسم بشر بالغ!! فكور قبضة يده بغضب وكأنه سيفتك بأحدهم وها قد علم لأن سر غياب “معتز” عن زيارته!!..

استغل بيبرس هذه الفرصة للعب علي الإوتار وخطة الاقناع :-
-ولحد دلوقتي مش عارفين اللي حصلها ده بسب أيه كل اللي يعرفوه انها اضربت بمطوة في بطنها ولحد دلوقتي في العناية ياعالم هتطلع عايشة ولا لا!!..

تجمدت علي أثار هذا الحديث الدماء في عروقه وبرزت بشكل ملحوظ فصوب نظراته علي نقطة في الفارغ ولمعت عيناه بيريق شر وتحدث بحزم :-
-المحامي يكون عندي بكره !!..

تنفس بيبرس الصعداء وأبتسم بإنتصار فنقطة الضعف لدى جاسم هي رقية!!..

……………………
-بعد مرور يومان..

حيث كان ميعاد الجلسة التي تم تأجيلها لهذا اليوم!!..

احتشد الاعلامين ومراسلين القنوات الفضائية كعادتهم أمام قاعة المحكمة!!..

فدلف جاسم وهو مقيد اليدين وعيناه مثبته علي تمارا ومعتز فكأنه يراسلهم عبر العيون ويتوعد لهما ولم يقطع هذه النظرات سوى القضبان الحديدية التي وقف خلفها جاسم!!..

أقترب المحامي من القضبان ليتحدث مع جاسم قبل بدء الجلسة :-
-متخافش ياجاسم بيه أنت في أيدي أمينه عايزك تثق فيت بعد ربنا، الأدلة كلها ف صفنا واحتمال كبير البراءة تبقي الجلسة دي!!!..

جاسم بلهجة حادة وجامدة وعيناه ولم يشيح عيناه عنهما :-
-مفيش حاجة اسمها احتمال، النهاردة لازم يكون اخر يوم ليا في السجن حتي لو وصلت أنك تخلق معجزة تخرجني بيها!!..

توتر المحامي ولكنه أبتسم :-
-اطمن ياجاسم بيه خير ان شاء الله!!..

ثم أستاذن عندما صدح الصوت عالياً :-
-محكمة!!..

….……………..
-في قصر الراوي..

كانت مشيرة علي أعصابها تسير ذهاباً وإياباً اما حنين كانت جالسة على الأريكة ممسكه بهاتفها في يدها!!..

حنين بهدوء :-
_بلاش تقلقي نفسك ياطنط خير ان شاء الله!!..

مشيرة بقلق صادر من ثنايا قلبها :-
-اهدي ايه بس ياحنين خايفه احسن جاسم يعند اكتر وميخليش المحامي يدافع عنه!!..

ثم نظرت إلى حنين مستفسرة :-
-متأكده أنه وافق علي المحامي فعلاً!!..
حنين بإيجاب :-
-ايوة والله بيبرس هو اللي بلغني بكده!!..

مشيرة بدعاء :-
-يارب!!..

حنين بجدية :-
_متقلقيش بيبرس هيكلمنى اول مالجلسة تخلص يطمني وكمان حازم وعد حضرتك انه هيكلمك وان شاء الله هيطمنونا!!..

أومأت مشيرة برأسها فتابع حنين بضيق :-
-مش كنا روحنا معاهم بدل التوتر ده!!..

تبسمت مشيرة قائلة بهدوء :-
-جاسم عمره ماهيرضي نشوفه وهو بلبس السجن ابني وانا عارفاه نفسه عزيزة عليه اووي!!..

نهضت حنين وأحاطت بكتفيها :-
-أن شاء الله هيخرجلنا ومش هيبعد عننا تاني!!..

………………..

-في المحكمة.

انتهت المرافعات والإستماع إلى الشهود وجاء الان النطق بالحكم فتلهف الجميع لسماع الحكم النهائي :-..
بعد الاطلاع على المستندات والإستماع إلى المرافعات وشهادة الشهود حكمت المحكمة بإجماع علي الآراء على المتهمين بالسجن المؤبد كما حكمت أيضاً ببراءة المتهم جاسم أحمد الراوي!!
… رفعت الجلسة

تنهد جاسم بإرتياح فقد نال المراد سيخرج ويقطع كل الأيادي التي طالت حبيبته مستغله غيابه!!!..

كانت تمارا أول المقتربون من القفص الحديدي لكي تباركله لحصوله علي البراءة وخلفها، معتز، بيبرس ،حازم!!..

تمارا بإبتسامة نابعه من قلبها :-
-ألف مبروووك ياجاسم!!..

رمقها جاسم بنظرات حاده فدبت القشعريرة في أوصالها

فسالها بتسلية :-
_فرحانة أني خرجت ياتمارا!!

تمارا وهى تحاول تبدو طبيعية :-
-طبعاً ياجاسم أيه السؤال ده!!..

فألقى عليها نظرة قاسية، غاضبة ،غامضة وتحدث بنبرة قاسية جامدة مثل ملامحه دون أن يرمش بعيناه :-
-انتِ الوحيدة اللي مش لازم تفرحي بخروجي وبرائتي ياتمارا ، لأن كان من مصلحتك إني أنا أفضل في السجن!!..

..يتبع..

error: