لم أكن دميمة يوماً 2..بقلم \شيماء علي

الفصل التاسع..

إمتلأ المغطس بالمياه الدافئة التي يغزوها الورود الناضجة، فمدت رقية يدها لتغلق صنبور المياه ذو اللون الذهبي، ووضعت كمية من معطر الماء برائحة الورد أيضاً،وقامت بتقليل إضاءة المرحاض لتصنع جو هادئاً يريح الأعصاب ويزيح الهموم إستعداداً لعودة زوجها من العمل، خرجت من المرحاض وعلي ثغرها إبتسامة راضية فربما كانت سوف ترتكب خطأ برحيلها عن المنزل وترك زوجها وهو يثقل علي صدره الهموم!!. وقفت أمام المرآة تتأمل هيئتها المختلفة فكانت ترتدي قميصاً أبيض اللون وتفتح بداية أزراره لتكشف عن مفاتنها كما ارتدت أيضاً جيب سوداء قصيرة وقامت بجمع شعرها كذيل حصان وتركت خصلتين ينسدلا بجوار أذنها، فهي قررت الاعتناء بزوجها اليوم وتقدم واجبها كزوجة لتخفف ألمه، فقررت اليوم تكون فتاة المساج التي سوف تترك أناملها ترتب على ظهر زوجها بحنان..

-في غرفة مشيرة..

فالسيدة هدي لاتبقي علي عزيز، بعد رفض مشيرة تناولها الطعام تأففت هدي ونهضت من مجلسها لتجذب الممرضة
ساعديها بعيداً عن أنظار مشيرة وهمست بإذنها بشئ ما، ظهر الإرتباك علي وجه الممرضة وهي تهتف بقلق:-
-بس ده ماينفعش في دوا بعد الأكل لازم تاخدوه..

هدي بصرامة :-
-أنا عاوز الراحة لينا، بدل وجع القلب ده كل يوم واحنا بنتحايل عليها عشان تاكل..

وزعت الممرضة أنظارها بين هدي ومشيرة وأومأت برأسها بتوتر، وهي تسير نحو حقيبة عملها لتخرك ماهو مطلوب وتسحب في سن الإبرة، لتتجه إلي مشيرة الباكية وتكشف عن ساعديها لتغرز الإبرة في ذراعها بحذر وتبتعد عنها أغلقت مشيرة عينها وفتحتها عدة مرات وفي المرة الإخيرة إستسلمت للنوم بفعل السائل الذي سار في جسدها..

زفرت هدي بإرتياح وهي تهتف موجهها حديثها إلي الممرضة :-
-كل مرة تعترض معاكي فيها كده خليها تنام بالطريقة دي..

أومأت الممرضة بإيجاب لتغادر هدي وبعد مرور الوقت يدلف جاسم للإطمئنان علي والدته فوجدها غارقة في نومها وقد تركت الدموع أثر على وجنتيها، تنهد وهو يقترب منها ليقبل جبهتها برفق ويدثرها جيداً بالغطاء، ثم اعتدل في وقفته قائل بجدية وهو يرمق الممرضة بملامح جادة :-
-أخبارها أيه بتأخد الدوا في ميعاده وبتأكل..

أبتلعت الممرضة ريقها وهي تهتف بتلعثم :-
– ط طبعاً يا جاسم بيه، وإن شاء الله تقوم وتبقي كويسه..

أومأ جاسم برأسه وإستدار لكي يغادر ولكنه سمع صوت الممرضة قائل بحذر :-
-متقلقش دي في عنيا ياجاسم بيه..

لم يعطيها جاسم جواباً ورحل، لتتنفس الصعداء وتجلس موضعها..

دلف غرفته ليتفأجي بتلك التي تركض نحوه وهي في ثوب جديد، عقد مابين حاجبيه بتعجب ولولا دخوله غرفة والدته لظن أنه دلف قصراً أخر، اقتربت رقية منه لتقف على أناملها وتقبل وجنتيه قائلة بحب:-
-حمد الله علي سلامتك ياحبيبي..

جاسم بنبرة متعجبة:-
-الله يسلمك..

مدت يدها لتخلع سترته وتفتح أزرار قميصه قائلة بإبتسامة :-
-أنا حضرتلك حمام هيروق أعصابك ويخليك فريش كده..

أبتسم بسخرية :-
-ومن أمتا الدلع ده بقااا..

أنتهت من فتح أزرار قميصه قائلة بعتاب :-
-أخص عليك هو أنا مش بدلعك يعني..

جذبها من يدها وادارها ليحتضنها من الخلف قائل بنبرة ذات مغزي :-
-وهو دلعك ليااا إنك عاوزة تسيبيني..

اتسعت عينها وعضت علي شفتيها بحرج دون أن تتفوه بكلمة…

جاسم بتسائل وهو يعبث في شعرها :-
-عاوزة تسيبيني ليه يارقية؟؟..

تنحنحت وهي لاتعرف بما تجيبه قائلة بتلعثم :_
-آآ أنا كنت بس – – – -..

قطعت حديثها ووضعت عينها في الأرض قائلة بخفوت:-
-عرفت إزاي؟؟..

إبتسم بخفه وهو يجاوبها :-
-مفيش حاجه بتحصل هناا مش بعرفها..

ثم ضيق عينه قائل بخبث :-
-زي ماعرفت القلم اللي علم على وش شيري كده..

إستدارت برأسها قائلة بغضب :-
-تستاهل عشان غلطت فياا..

أومأ جاسم برأسه قائل بجدية:-
-طبعاً تستاهل اللي يغلط يتعاقب وكويس إنك عرفتي كده..

صمتت مرة ثانية ليمسك كفها ويرفعه في مستوى فمه ليضع قبلة عليه قائل بنصف إبتسامة :-
-لتاني مرة هقولك يارقية دافعي عن وجودك في حياتي ماتهربيش ووجهي..

ثم انتقل بيده الإخري ليضعها على أحشائها :-
-ودافعي عشان ده، دافعي عن وجودك في حياة جاسم وابن جاسم..

ثم تنهد قائل بعمق :-
-ولاجاسم ميستاهلش إنك تحاربي عشانه!!..

لمعت عينها بالدموع وهي تجاهد للتحدث قائلة بصدق مع إبتسامة :-
-يستاهل!! ده جاسم يستاهل كل حاجه حلوه في الدنيا، الحلو كله لعينك..

أقترب منها أكثر ليحتويها في أضلاعه ويقرب شفتيه من شفتيها ليتذوق الحلو التي تقدمه له ويستحقه، ليغرق في بحرها وتسير هي مع الإمواج، فهنا يمتزج مشاعرهما في قبلة تنهي العتاب، استمرت قبلته لفترة طويلة وابتعد لحاجتهما للهواء، تحدث وهو أنفاسه سريعة قائل بإحتياج واضح في نبرته:-
– ده اكتر وقت أنا محتاجلك فيه يارقية اوعي تبعدي عني!!

إبتسمت بحب وهي على مسافة قريبة منه قائلة :-
-حاضر ياحبيبي…

ثم تحدثت علي عجالة وهي تجذبه :-
-يله بقااا خش خد شاور..

ثم نظرت في عينه قائل بدلال :-
-عشان تستعد لجلسة مساج روكا..

-في المرحاض..

ظهرت في عينه نظرة إعجاب وهو يتأمل الجو الذي صنعته من أجله، بالتأكيد هو لاينسي شقيقه ووالدته ولكنه يحتاج إلى هذا الإنتعاش، خلع ملابسه واحدة تلو الأخرى، وألقي بجسده في المياه الدافئة ليرتخي جسده وتهدي أفكاره قليلاً، وبعد مرور الوقت إنتهي وقام بلف منشفه حول خصره وخرج ليجد رقية تجلس علي الفراش وهي تهز ساقيها العاريتين وتمسك بيدها شيء مستطيل الشكل مزين بالورود وبداخله بعض أنواع مرطبات للبشرة وزيوت للمساجد، نظرت إلي الفرأش ثم غمزت له بعينها ليتوجه للفراش، وبالفعل توجه وتسطح عليه واستلقي على باطنه وعقد ساعديه وسند وجهه عليه قائل بأبتسامة :-
-يله أبدئ ياقلبي..

نهضت وهي تتمايل في خطواتها لتجلس بجواره وتقوم بوضع المرطب علي ظهره وتبدأ هي في تحريك أناملها بسهولة ويسر، لم تكن متمكنة ولكنها حاولت من أجله، رغم أنها لاتجيد كيفية المساج لايستطيع نكران شعوره بالراحة والإسترخاء أثر لمساتها…

فتحدث مداعباً وهو يدعي الضيق:-
-تؤتؤ مش عارفة تعملي مساج يارقية!!..

توقفت أناملها عن الحركة وعضت على شفتيها بغضب قائلة :-
-اه طبعآ لازم تقول كده عشان اطلع مش بعرف وتروح انت للفنادق للبنات المايصه العريانه دي!!..

إلتفت جاسم وهو يمنع نفسه من الضحك قائل وهو يتسطح علي ظهره وقد غمز بعينه وهو يشير بعينه الثانية إلي ملابس رقية العلوية الكاشفة:-
-وانا اروح اتفرج علي العريان ليه، والعريان اهو قدامي..

نظرت له نظرات نارية، ثم إغلقت أزرار قميصها سريعاً بحياء، اعتدل وهو يمد يده ليفتح ماغلقته وهو يرمقها بخبث قائل بجدية:-
– طب بذمتك حد يسيب حلاله عشان يروح يتفرج على حرام…

رمقته بصمت دون أن تتفوه بكلمة. لايعرف سر صمتها المفاجئ، فرفع حاجبيه بتفكير فابتسم وهو يجذبها مرة واحدة لتتسطح علي الفرأش ويجثي هو فوقها قائل بمكر:-
-أنا هعلمك المساج بيتعمل أزاي؟؟

رقية بنزق وهي تجاهد لإعتدال:-
– أوعي كده بس طيب!!

هز رأسه عدة مرات بالنفي قائل بتصميم :-
-لا لازم تتعلمي المساج بيتعمل أزاي..

وقبل أن تتحدث مرة ثانية مد يده أسفل قميصها وعلي ثغره إبتسامة غير مريحة، ليبدأ مرة واحدة في دغدغتها لتتعالي ضحكتها وهو يتتلوي قائلة بضحك :-
-بس ياجاسم بغير والل–

قطعت حديثها بتعالي ضحكتها مرة أخرى وهي تحاول إبعاد يده، وقد أدمعت عينها فصاحت بضحك :-
-بس ياجاسم أنا حامل بقااا..

توقف عن مايفعله وهو يضحك علي هيئتها، لايعرف مالذي بداخله يجعله يسعد لرؤيتها سعيده ضاحكة، أقترب من شفتيها مرة أخرى ليقبلها ثانياً، وقبل أن يأخذها إلي عالمه الخاص دفعته بقبضتها وهي تلملم شتات نفسها قائل بنفي :-
-لالا التلات شهور لسه مخلصوش..

عض علي شفتيه بغضب فقد نسي ذالك نظر إلي أحشائها قائل :-
-يادي التلات شهور دوول يكونش البيه اللي جوه بيحضر دكتوراه ومش عاوز إزعاج…

وضعت يدها علي فمها ضاحكة بشدة علي حديثه، ليرمقها هو بسخط، فهدأت وهي تمسك كفه بحنان قائلة بجدية :-
-هو الموضوع ده مضايقك بجد، لا ومتضايق يبقى خلاص ماشي أنا موافقة…

رمقها بجمود وهو يضغط علي يدها قائل :-
-يعني عندك أستعداد لكده..

هزت رأسها بإستسلام لرغباته، فتنهد وهو ينهض من الفرأش، لتعتدل وهي تضع يدها علي أحشائها بحرص فقد ألمتها بعض الشئ من دغدغذ جاسم، فراقبته وهو يتجه نحو غرفة الخزانة ليخرج ملابس له ثم إلتفت لها قائل بجدية :-
-وهو أنتي تفتكري إني أنا ممكن اغامر واتسبب في أذيتك أنتي واللي في بطنك عشان خاطر متعتي!!..

فركت كفيها معاً بحرج، فأبتسم إبتسامة خفيفة قائل :-
-انا مش قذر لدرجة دي يارقية ولا حيوان بتتحكم فيه شهوته،أنا عارف إنك عاوزة تخرجيني من اللي انا فيه وانا مقدر ده، بس أوعي تسعديني بألمك لأني أنا عمري ماهرضي ولاهسمح لنفسي إن اكون سعيد علي حساب وجعك!!!..

ثم نظر أمامه ليتابع ماكان يفعله، لتبتسم هي بعشق تمكن منها، أي عشق يستحقه هذا الرجل!!..

مرت الإيام وساءت حالة مشيرة فكلما تستيقظ جائعة وقبل أن تحاول التعبير بذالك تفأجئ بالإبرة التي تغرس في ساعدها ، فإصبحت تتغذي علي المحلول الطبي الذي يعلق لها أحياناً، لاتعلم لماذا تتعاقب بذلك لكونها كانت ترفض الطعام هذا لايعني انها تحرم منه.. لاتعلم أنا وراء ذالك هدي التي لاتريد الجدال معها وتقوم بإرهاق نفسها، دلفت رقية أكثر من مرة فقد قررت فعل ذالك من أجل زوجها ولكن في كل مرة تجد مشيرة نائمة مما أدى إلى تسلل القلق والشك في قلب رقية، وفي ذالك يوم دلفت رقية إلى غرفة مشيرة لتجدها نائمة كالعادة، فرمقت الممرضة بجمود :-
-هي على طول نايمة كده!!.

الممرضة بكذب :-
-أهاا هي بتأخد الدوا وبتنام.

شعرت رقية بريبة في الموقف، فنظرت إلى مشيرة قائلة بجدية :-
-ده ماينفعش إنها تفضل نايمة كتير كده..

الممرضة بنبرة الكذب :-
-دي تعليمات الدكتور، وهو ادري مني ومنك..

سمعت رقية صوت أنين منخفض يأتي من فراش مشيرة فأسرعت لها لتجدها فتحت عينها وتبتلع ريقها بصعوبة، فتحدثت رقية بإبتسامه :-
-حمد الله على سلامتك، عاوزة حاجة؟؟ ..

ظهر على وجه مشيرة الرفض لرقية، فلم تستسلم رقية وتابعت بجدية :-
-جاسم موصيني عليكي وهيفرح اووي لما تتطلبي مني حاجه وتبقي كويسة..

هزت رأسها مشيرة بالكره والرفض مرةً ثانية، تنهدت رقية مع إبتسامة :-
-أنا عارفة إنك مابتحبنيش وده حقك، بس انا هفضل هنا معاكي اطلبي مني اللي انتي عاوزاه ومش هطلب منك تعامليني كويس ولاتحبيني كفاية عليا أخدمك…

وزعت مشيرة أنظارها بتفكير، فتحدثت رقية بحماس :-
-عاوزة أيه تحبي أجبلك تأكلي..

فكرت مشيرة سريعاً فأومات برأسها عدة مرات لتبتسم رقية بسعادة وهي تسرع في خطواتها، لتتنهد الممرضة بيأس هبطت رقية إلى أسفل قائلة بصياح :-
-دادة صباح عاوز أكل طنط مشيرة؟؟

الخادمة صباح بإبتسامة :-
-من عنيا تحبي أعملها أيه تأكله..

رقية ببساطة :-
-الأكل اللي الدكتور سامح بيه وبتعملوه كل يوم..

ثم ضيقت عينه بتفكير :-
-هو انتو مش بتعملوا أكل ليها ولا أيه؟؟ ..

دلفت رقية وهي تحمل الطعام الصحي وهي ترمق الممرضة بجمود وضعت رقية الطعام علي المائدة الصغيرة، لتعتدل وهي تعقد ساعديها أمام صدرها قائلة بلهجة امر:-
-تقدري تتفضلي دلوقتي، انا اللي هاخد بالي منها وهراعيهاا..

الممرضة بتوتر:-
-بس انا المسئولة عنها ومتكلفه بكده من الدكتور والمستشفى..

رقية بجمود :-
-لا معلش أنا هطمن عليها كده اكتر..

شعرت الممرضة بالريبة والحرج فأخذت حقيبتها وغادرت لتسير رقية نحو مشيرة وتساعدها في الإعتدال بصعوبة وبعد قليل تمكنت من فعل ذلك، لتشعر مشيرة بقلة الحيلة والعجز وهي تتألم، وضعت رقية الطعام أمام وبدأت في إطعامها ببطء حتي تستطيع إبتلاعه، كان تأكل منها مشيرة بنهم شديد لشعورها القوي بالجوع وهي تقاوم لكي يدخل الطعام في فمها الأعوج ، شفقت عليها رقية وهي ترأها في هذة الحالة.. بعد انتهاء رقية من إطعامها أزاحت الطعام من أمامها وتنظف لها بجوار فمها قائلة بإبتسامة :-
-ألف صحة وهنا على قلبك..

ساعدت مشيرة علي التسطح، قائلة بحذر :-
-أنا هفضل جمبك النهاردة عشان لو عوزتي حاجة، ده بعد إذنك طبعاً..

وضعت مشيرة رأسها على الوسادة وأومأت برأسها إيجاباً، لتبتسم رقية بأمل …

-في مصحة الإدمان..

تقبل حازم فكرة العلاج أو لم يجد حلاً غير الإستسلام فتعامل مع الإمر علي طبيعته، فجلس اليوم في المطعم المخصص لطعام المرضي يتناول الطعام وسط عدد كبير من الشباب والفتيات الذي دمرهم ذالك المادة السامة، أبعد حازم عنه صحن الطعام فهو لايمتلك شهية مطلقاً فرك مقدمة رأسه بإعياء ليتفاجئ بالمقعد الذي أمامه تجلس عليه فتاة ذات شعر بني علي طريقه الكيرلي وعيون خضراء وبشرة شاحبه، هتف حازم بتعجب:-
-أنتي ميييين؟!..

وضعت الطعام في فمها قائلة بعدم إهتمام :-
-عهد اليمن!!..

ثم تابع بحنق :-
-ايوة وبتعملي أيه هناا؟؟ ..

رمقته بسخط وهي تلوح بشوكتها:-
-سؤال غبي؟! علي مااعتقد إنك جاي تتعالج من الإدمان مش بتحضر ماجيستر هناا..

حازم بغضب:-
-انا قصدي بتعملي أيه على الطرابيزة بتاعتي..

عهد ببرود :-
-زي ماأنت شايف بأكل..

ثم تابعت بتخمين:-
-مش انت اللي انتحرت من قريب..

شعر حازم بوجود خطب مااا، فتابعت بجدية وهي تترك الطعام :-
-تعرف انك زيي اكييد اهلك جابوك غصب عنك عشان كده حاولت تنتحر، بس الفرق إني أنا استجابت من غير محاولة إنتحار..

رمقها حازم بسخرية وتهكم دون أن يتفوه بكلمة..
أقتباس…

حركت شعرها بإنوثة رغم شحوب بشرتها وعينها قائلة بتنهيدة :-
-تفتكر انا ليه ماهربتش؟؟..

ظهر علي وجهه علامات الإستفهام وربما تكون علامات الغباء قائل بإندفاع :-
-عشان غبيه هتنفذي رغبتهم وتسعديهم ،وتحرمي نفسك من مزاجك!!..

تقبلت حديث الفظ قائلة بإبتسامه وهي تؤمي برأسها إيجاباً :_
-إنا ماهربتش عشان عايزة ابقاا واحدة كويسة، انا هنفذ اللي هما عاوزينوا عشان لما اعاتبهم يبقي انا الطرف اللي الموجب اللي اداهم ومحرمهمش زي ماعملوا…

رمقها بعدم اهتمام وأخذ صحن طعامه، وقبل أن يرحل أمسكت بيده وقد قامت بتغير الموضوع قائلة بإبتسامه بريئة علي ثغرها أو ربما إبتسامة مجنونة :-
-هتقوم قبل ماتعرف انا ليه اسمي عهد اليمن؟!!!..

وبعدما انتهت من جملتها، أطلق سبه في نفسه وهو يلعن هذا اليوم الذي ظهرت فيه هذه المختله العقلية!!!..

-في الملهي الليلي…

قامت صافي بتبديل بدلة الرقص الخاصة بها بعد إنتهاء فقرتها، وسارت بحذائها ذو الكعب العالي لتسند علي إحدى الطاولات قائلة بميوعة:-
-يله ياعامر بيه..

نفث عامر دخان سيجارته في الهواء وارتشف من كأسه قائل برغبة:-
-يله ياصافي!..

ثم نهض ووضع بعض الورقات النقدية علي الطاولة ليحتضنها ويسير بها إلى الخارج واستقل سيارته متجهه إلي حيث منزله..

فُتح الباب ليدلف بها ويغلقه خلفه خلع سترته وإلتفتت لها قائل بإبتسامة :-
-تحبي تأخدي كاس..

خلعت سترتها الجلدية وجلست وهي تضع ساق فوق ساق قائلة :-
-ماااشي نشرب..

إبتسم بمكر واتجه للبار ليسكب النبيذ الأحمر في كاسين ويعود لها ويجلس بجوارها تناولت منه الكأس بدلال قائلة :-
-هعيشك ليلة ولا الف ليلة وليلة النهاردة..
.
إبتسم بخبث وهو ينظر لها :-
-ده انا اللي هعيشك أجمل ليلة النهاردة..

ضحكت بميوعة وهي ترتشف الخمر وعامر يدقق النظر بها قائل :-
-أشربي ياصافي أشربي..

فرغ الكأس وشعرت بثقل في رأسها تشوهت الرؤية لديها ليسقط الكأس من يدها ويرتخي رأسها على الاريكة..

*افاقت لتجد نفسها عارية تماماً في الفرأش بحثت حولها عن عامر التي تتذكر أنها جاءت معه أمس ولكن بلا جدوى، فأعتدلت وهي تسمح ضوضاء وصراخ في الخارج وقبل أن تصدر أي رد فعل انفتح الباب عليها ليدلف ضابط وخلفه مجموعة من العساكر، إنخلع قلبها من مكانه وإتسعت عينها بذهول، رمقها الضابط بإشميئزاز قائل بلهجة أمر:-
-لفوها بالملاية وهاتوها علي البوكس..

يتبع….

error: