لم أكن دميمة يوماً 2..بقلم \شيماء علي

الفصل الثالث والأربعون..

مرت العديد من الساعات والدقائق وهو جالس معها دون أن يمل!!..

فأردفت هي بخفوت وهي تنظر للنافذة الكاشفه عن الظلام الذي يسود الخارج :-
-الوقت إتأخر هو أنت مش هتمشي؟!.

رفع حاجبه قائلاً :-
-أيه ده أنتِ بتطرديني!!.

هزت رأسها بالنفي سريعاً قائلة وهي تعض على شفتيها بحرج :-
-أصل آآآآ ماما يعني ااا

فلم تستطع تكملة جملتها فأبتسم متفهماً:-
-ماتقلقيش عم راضي عمل معانا واجب واخدها البيت!!..

قطبت حاجبيها قائلة :-
-مش عارفة بابا بيساعدك كده ليه وانت سايب بنته يعني المفروض آآآ!!..

قاطعها هامساً :-
-بيحبني ادعيلي بنته تحبني زيه كده!!.

أشاحت ببصرها بعيداً خجلاً، وأثناء جلستهم استمعا إلى طرق الباب وبعد قليل دلف ضابط وخلفه عسكرى!!..

سحبت رقية يدها بهدوء من يده، فتحدث الضابط :-
-مساء الخير!!..

نهض جاسم من مقعده وهو عاقد حاجبيه متفهماً فتابع الضابط حديثه بلهجة رسمية :-
-محتاجين بس ناخد أقوال المدام عشان المحضر!!..

أومأ جاسم برأسه متفهماً فنظر لرقية ثم عاد النظر مرة أخري إلى الضابط قائلاً بجمود :-
-اتفضل حضرتك شوف شغلك!!..

الضابط موجهاً حديثه لرقية :-
-ياريت حضرتك تحكيلنا كل حاجة!!.

أومأت برأسها إيجاباً فجلس جاسم بجواره كما كان وهو يحاول السيطرة علي أعصابه!!..

فبدأت هي تسرد علي مسامع الضابط كل شئ حدث معها بعد مغادرتها منزل يمني، تجهمت ملامح جاسم بقوة وهو ينظر إلى الفراغ ويسمع حديث رقية بالرجال الذين تعرضون لها بالضرب فتمني أن يراهم الأن لكي يعلمهم درساً قاسياً!!..

أنتهت رقية من السرد فسألها الضابط :_
-تتهمي حد باللي حصلك ده؟!..

رقية وهي تضيق عيناها :-
-معتقدش أن في حد عاوز يأذيني انا مليش عداوة مع حد!!.

الضابط بعملية :-
-يعني اللي حصل مجرد حادثة سرقة عادية؟! ..

رقية بإيجاب ونبرة مرهقه :-
-أكيد عشان هما خدوا كل حاجة معايا!!..

لاحظ جاسم شحوب وجهها والتعب البادي عليها فتحدث بجدية:-
-ياريت كفاية كده ياحضرة الظابط!!..

الضابط :-
-اسفين ياجاسم بيه بس معلش ده اخر سؤال!!.

زفر بضيق فتابع الضابط أسئلته :-
-فاكره شكلهم كويس يعني لو شوفتي حد منهم هتعرفيه !!..

شاردت قليلاً في الذى حدث وبعد برهة أومأت برأسها :-
-ايوة هعرفهم!!..

الضابط بتنهيدة :-
-علي العموم احنا قبضنا علي واحد جايز يكون منهم ولما حضرتك تخرجي بالسلامة ياريت تشرفينا عشان تتعرفي عليه!!!.

التفت جاسم إليه فجأة قائل بقوة:-
-يعني في واحد منهم تحت أيدكوا دلوقتي؟!..

الضابط بإيجاب :-
-ايوة ياجاسم بيه قبضنا عليه فى المستشفى لأنه هو اللي جابها وبعدين هرب وبعدين أتردد علي المستشفى مره تانية وفي المره دي العسكري بتاعنا قبض عليه!!..

رقية بتعجب وهي تهمس :-
-جابني المستشفي؟!!..

ظهرت معالم الغضب علي وجهه ثم كور قبضة يده قائلاً :-
-أنا جاي معاكم اشوفه!!.

رمقته رقية بتعجب أما الضابط أرتبك قليلاً قائلاً :
-آآإ طبعا ياجاسم بيه تشرف!!
………………

-في قسم الشرطة..

جلس الضابط بعدما أمر بإحضار من محمود من الحجز!!.

فنظر نحو جاسم وإردف :-
-جاسم بيه مش عاوزين تهور لحد دلوقتي مفيش حاجة ضده بشكل رسمي وااااااا..

قاطعه جاسم بجمود :-
_حضرة الظابط أنت عملت شغلك وكتر خيرك، ماتشغلش بالك بشغلي أنا بقا!!..

كاد أن يتكلم الضابط ولكن منعه حضور العسكري معه محمود الضابط للعسكري :-
-سيبه وأمشي أنت!!

نفذ العسكري الأمر وخرج فوقف محمود يوزع نظراته بين الضابط والرجل الأخر المجهول بالنسبه له والذي تدل هيئته علي ثرائه الفاحش!!..

التفت إليه جاسم بغضب ثم دقق النظر فى وجهه ولقد اعتقد أنه من المجرمين لكونه مشوه ولإول مره يسئ الظن!!..

نهض جاسم وسار ببرود نحو محمود وهو واضع يده في جيب بنطاله فوقف أمام محمود الذي شعر بالريبة!!..

رمقه جاسم بتفحص وبدون سابق إنذار سدد له اللكمات المتتالية حتي ادمي وجه محمود !!
.
نهض الضابط سريعاً ووقف حائلاً بينهما وهو يصيح :-
-جاسم بيه ماينفعش اللي بتعمله ده مش قانوني!!..

ثم ألقى نظرة خاطفة على محمود الذي ادمي وجهه وصاح :-
-ياااااعسكري!!.

حضر العسكري فأمره :-
-خد المتهم ده على الحجز!!.

جاسم صائحاً بغضب :-
-الواد ****** ده لازم يتربى وهو وكل اللي أتجرأ ومد يده على مراتي!!.

الضابط بضيق :-
-حاضر هيتربي بس مش كده ،
أهدي أنت ..

أصطحب العسكري محمود وجاسم يرمقه بنظرات قاتلة!!

وبعدما خرج نظر إلى الضابط بغضب :-
-أنا عاوزه يتربي النهاردة!!

تنهد الضابط فتابع جاسم بحزم وبلهجة أمر:-
-يتربى في الحجز النهاردة بدل ما أنزل أربيه أنا بمعرفتي!!..
………………….

حل الصباح وهي جالسة علي فرأش المرض في إنتظاره ولم يأتي!! زفرت بضيق ثم صوبت نظره على الباب في إنتظاره دخوله فى أي لحظه!!..

ففتح الباب فجأة فتبسمت بأمل ولكن تحطمت كل أمالها عندما دلفت الممرضة حامله صنية الطعام وباقة زهور!!.

الممرضة بإبتسامة :-
-صباح الخير..

رقية بأقتضاب :-

وضعت الممرضة الطعام علي الكومود ثم أعطت باقة الزهور لها :-
-الورد ده جاي عشانك!!.

مدت رقية يدها وأخذته متعجبه :-
-عشاني أناا!!..

أومأت برأسها إيجاباً ثم وضعت أمامها حامل الطعام المثبت بالفرأش لتضع عليه صنية الطعام ثم هتفت بهدوء :-
-المهم دلوقتي تفطري كويس عشان الدكتور جاي يشوفك!!..

لم تعبأ بحديثها بل أنشغلت بباقة الزهور وظلت تتفحصها حتي وجدت مرادها وهو الكارت المتواجد بالداخل!!..

جذبته بلهفة ثم أنتظرت خروج الممرضة لتقرأ المدون عليه بصوت أشبه للهمس :-
– عيناكِ لي..
ومن ابتغي فيهما حباً..
قاتلناه حتي تعود املاكنا.. حره

أضاء وجهها بإبتسامة سعيدة وهي تردد تلك الجملة حتى حفظتها في ثنايا قلبها الذي مازال وسيظل يكمن الحب لذاك الجاسم!!..

………………..
-فى فيلا ما…

كان يقام حفل نهاري بين الشباب إحتفالاً بمولد رفيقتهم التى تدعي “شاهي”..

دلف حازم يبحث بعيناه عن صاحبة الاحتفال فلمحته هي فتوقفت عن الرقص وأقبلت عليه قائلة :-
-زووما كنت مرهنه أنك جاي!!

حازم وهو يصافحها بإبتسامة :-
-وهو أنا أقدر ماحضرش عيد ميلادك!!..
ثم أخرج من جيبه علبة وردية اللون وقدمها لها :-
-كل سنة وأنتِ طيبة!!.

تناولتها قائلة بإبتسامة :-
-وانت طيب يازوما!!.

ثم قامت بفتحها لتجد قلادة ذهبية أنيقة فأردفت بإعجاب:-
– طول عمرك ذوقك يجنن merci!!

تنهد ونظر حوله ثم هتف بمرح :-
-بس أيه جو الشمس والنهار دوول اللي مش لايقين خالص علي فستانك!!

ثم غمز لها وهو ينظر لفستانها العاري!!..

ضحكت بميوعة وإردفت بجرأة :-
-بس ايه رأيك؟!..

حازم وهو يتصنع عدم الفهم :-
-رأيي في أيه؟!
قصدك رأيئ فى الحفلة تجنن طبعاً!!..

دنت منه ووكزته بخفه :-
-قصدى رأيك في الفستان!!..

ثم تابعت بخبث ووقاحه :-
-ولا تحب تطلع تعاينه فوق؟! ..

ضحك حازم بقوة وأردف :-
-لا خلاص توبنا إلى الله!!

شاهي بضيق وهي تلف يدها حول عنقه :-
-يوووه بقا متبقاش رخم أنا بقالي كتير ماشوفتكش!!.

ثم همست له وهي تعبث بملابسه :-
– وبعدين هي شاهي ماوحشتكش؟!

غريزته الذكورية تحركت اتجاهها فأبتلع ريقه وهو يتطلع لمفاتنها فأبتسمت بإنتصار وهي تري تأثيرها عليه!!..

لم يعلم أنه تسبب في ألم قلب كان يراقبه من بعيد فهي الأن تأكدت أنه لم يحبها قط بل تعود علي وجودها حينما كان بمفرده يتعالج من الإدمان فقد تعافي هو ولكن لم تتعافى هي لأنها أدمنت حبه!!…

فجرجرت أذيال خيبتها وعادت لمجلسها وجلست بجوار رفيقتها التي هتفت بضيق :-
– لا بقولك أيه ياعهد بلاش نكد انا ماصدقت اقنعتك أنك تخرجي من ساعة مارجعتي مصر!!

تنهدت تنهيدة من صميم قلبها :-
-يارتني مارجعت!!..

ثم نظرت بألم لحازم الذي يحتضن الفتاة وغارق معها!!

………………………

أرهقها الإنتظار فقد أوشكت الشمس على الرحيل وهو لم يأتي فتملك منها اليأس وزمت شفتيها للإمام قائلة بحزن :-
-كده برضه ياجاسم تنساني!!.

أنهت جملتها لتتفأجئ به يدلف من الباب فأبتسمت بفرح وكأن الروح عادت إلى جسدها!!..

جلس بجوارها متسائلاً عن حالها :-
-أخبارك ايه النهاردة؟!.

رقية بخفوت :-
-بخير الحمد الله!!..

ثم تابعت بضيق :-
-هو أنت اتأخرت عليا كده ليه؟!..

جاسم بخبث :-
-أيه ده هو أنتِ كنتِ مستنياني؟!..

أرتبكت وهي تشيح بوجهها عنه :-
-أنا آآآآ آآإإ..

أنقذها دخول الممرضة فى هذه اللحظة لتقوم بتغير المحلول فتنفست الصعداء وهو مازال يرمقها بتسلية!!..

فوقعت عيناه على صنية الطعام فقطب حاجبيه :-
-ايه ده هو أنتٍ لسه ماتغدتيش؟!..

همت أن تتحدث ولكن سبقتها الممرضة التي منذ دخولها وهي تنظر لجاسم بجرأة :-
-دي لسه مافطرتش أصلا مع إن أكدت عليها والله الصبح عشان خاطر صحتها!!
جاسم بلهجة جامدة :-
-ليه كده يارقية ينفع تفضلي الوقت ده كله من غير أكل وانتِ بتاخدي دوا؟!..

جزت رقية على اسنانها ثم نظرت للممرضة بتحدي وأمسكت كف جاسم قائلة بإبتسامة مصطنعة :-
-ما أنت عارف ياحبيبي مابعرفش احط لقمه فى بوئي طول ما أنت بعيد عني!!

شعرت الممرضة بالحرج فأنهت عملها وخرجت سريعاً فأبتسمت رقية بإنتصار وتركت كفه بعدما أثبتت ملكيتها الخاصه لحبيبها!!..

أما جاسم همس لها بعبث :_
-بتبقى حلوة اووي وأنتِ غيرانه..

رقية بتوتر :-
-ومين قالك آآآ إني غيرانه أصلاً..

ثم تابعت ببنرة مرتبكة :-
-وبعدين هو أنا هخرج أمتا من هناا؟!..

تنهد جاسم بإبتسامة ثم أردف :-
– يومين كده تكوني أتحسنتِ أكتر!!.

فضيق عينه متسائلاً :-
-مستعجلة إنك تخرجي؟!

صمتت للوهلة ثم تسألت بخفوت :-
-هو أنا لما أخرج حياتنا هتبقى عامله إزاى؟!!..

أستعددت حواسها لسماع الإجابة فصمت هو قليلاً أيضاً ليهتف بعدها بجدية :-
-حياتنا هتمشي زي ماكانت الأول!!..

رقية متسائلة بأمل :-
-يعني هتردني ؟!!..

جاسم بنبرة غير مكترثه :-
-أهم حاجة تخرجي بالسلامة ماتفكريش في حاجة تانية كله بأوانه!!..
أنكمشت ملامح وجهها وزاغت أنظارها في المكان فقد حطم أمالها !!

نظر جاسم إلى ساعته ونهض قائل بجدية وهو يغلق سترته :-
-أنا آآآآ لازم أمشي دلوقتي وهبقا أجيلك بكره !!..

وإلقي عليها نظرة أخيرة ثم رحل!!.
لتعود بظهرها للوراء وهي تمنع نفسها من البكاء بصعوبة!!..

………….
-بعد مرور يومين..

-أمام المشفى..

أستقل السيارة بجوارها بعدما وضع حقيبتها في الخلف!!.

فتحدثت بهدوء دون أن تنظر له :-
-أنا آآآآ عايزة أروح القسم!!!

قطب مابين حاجبيه فتابعت :-
-هو انت ناسي إن فى واحد ممسوك ولازم اتعرف عليه!!..

زفر جاسم بضيق :-
-لا مش ناسي بس مشوار زي ده يتأجل عادي!!.

نظرت له رقية وأردفت بجدية :-
-لا ماينفعش يتأجل ده واحد ممكن يكون ممسوك ظلم..
من فضلك نفذلي رغبتي!!..

رمقها بجمود ثم أدار القيادة وأنطلق بها نحو القسم!!..

وكانت صدمتها هناك عندما رأت محمود فتصلبت قدميها وأصبحت غير قادر علي الحركة فوقفت مآخوذها ولم تفيق إلي علي صوت الضابط الذي يتسائل :-
-ها يامدام رقية ده واحد منهم؟!.

هزت رأسها سريعاً نافيه ذالك قائلة :-
-لا مش هو!!

ثم هتفت بخفوت موجهه حديثها للمحمود :-
-هو أنت اللي ودتني المستشفي؟! .

محمود بضيق :-
-إيوه واخدت جزائي كويس!!..

شعرت بالحرج قائلة :-
-أنا آآآآ مش عارفة أقولك آآ أيه بس انا متشكره ليك أووي إنك أنقذت حياتي وجميلك ده هيفضل فى رقبتي !!!

محمود بتهكم وهو يتحسس كدماته :-
-لا ماهو جوزك رد الجميل وشكرني كويس أووي!!..

رقية بتعجب :-
-جوزي ؟!..

ثم نظرت لهيئته المرزية لتهتف بهلع :-
-هو جاسم اللى عمل فيك كده؟!..

تنهد محمود ولم يجيبها بل نظر إلى الضابط وتحدث :-
-أظن اقدر أمشي دلوقتي يابيه ولا حضرتك تحب تلبسني قضية تانية!!..

تنهد الضابط قائل :-
-لا يامحمود تقدر تتفضل!!

تحرك محمود من أمامها ومر من جوار جاسم فأمسكه من معصمه نظر محمود إلى يد جاسم وأردف :-
_أيه يابيه حضرتك عايز تاخدها حقها حتي بعد مابرائتني؟!..

لم يجيبه جاسم فقد رمقه بجمود فقط ثم وضع يده في جيب بنطاله وأخرج بعض الأموال من حافظة نقوده ووضعها في كف محمود وقبل أن يتحدث سبقه جاسم بتنهيدة:-
-اعتبرهم تعويض عن اللي حصلك!!..

محمود ساخراً وهو يعيد له الأموال :-
-وفر فلوسك يابيه وإذا كان علي التعويض فواجبك وصل ياباشا!!.

انهي حديثه ورحل ليترك جاسم يشعر بالخزي من نفسه ولكن رفض أن يظهر ذالك أمام رقية التي ترمقه بعتاب!!

…………….

أستقلت السيارة معه وصاحت :-
-ليه كده ياجاسم تضربه بالشكل ده وكمان تخليهم يضربوه فى الحجز حرام عليك بقا ده جزأته!!..

جاسم بضيق :-
-وأنا كنت هعرف منين يعني!!

رقية بنزق :-
-ماكنش لازم تتسرع وكنت أستنيت لحد ما أجي واتعرف أنا عليه!!..

جاسم بجمود :-
-خلاص خلصنا ينفع تقفلي علي الموضوع ده بقا!!

رقية بإنفعال :-
-لا مخلصناش ياجاسم اللي أنت ضربته ده أنقذ حياتي مايستاهلش يعنى يكون ده جزاته !!..

جاسم بدون وعي :-
-قولتلك كنت هعرف منين إذا كان شكله شبهه أصلاً!!..

نظرت له بألم وقد لمعت عيناها بالدموع فأشاحت بوجهها سريعاً وهي تعض على شفتيها بقوة مانعه نفسها من البكاء!!..

زفر بضيق وقد أدرك الخطأ الذي وقع بيه فوضع يده علي رأسها قائل بأسف :-
-آآآآ رقية آآآآ حبيبتي انا مكنش قصدي!!..

أزاحت يده بقوة وهتفت :-
-روحني !!.

هز رأسه بنفي :-
-لا مش هاروحك يا رقية مش هتهربي تاني!!..

مددت يدها لتفتح باب السيارة فأسرع واغلقه جيداً فإلتفت له تصيح باكيه :-
-روحني بقولك روحني!!.

جاسم صارخاً :-
-قولتلك مش هتمشي!!

ظلت تصيح به ولكن دون جدوى فلجأ للحل الوحيد الذي أمامه حيث أمسك رأسها بقوة وصدمها برأسه مما جعلها تفقد وعيها علي الفور !!..

تننهد بصوت مسموع ثم أدار السيارة وإنطلق بها لمكان لايوجد به سواهما ليكون متحكماً في ردود أفعالها عندما تستيقظ !!..

……………..
-في شقة رباب!!..

لم تصدق الذى وقع علي مسامعها الأن تمنت أن تكون داخل كابوس فالان فقط وجدت تفسيراً لتصرفاته المريبة في الأيام الماضية !!..

تهالكت على الأريكة وهي تردد بصدمة :-
-إيدز!!..

ثم أبتلعت ريقها بصعوبة قائلة بنبرة مختنقة :-
-كنت بتخوني يامحمد؟!..

تعالت شهقاته قائلاً بندم :-
-سامحيني يارباب الشيطان غواني وخلاني اعمل كده!!..

قطبت مابين حاجبيها قائلة بذهول وهي تحرك كفها في الهواء :-
-بعد ده كله تخوني طب ليه أنا عملتلك أيه ولا قصرت في أيه ده أنا مستحمله قرفك بقالي سنين واقول بكره هيتعدل واصبري يابت عشان خاطر عيالك لكن بعد ده كله يطلع ديلك نجس اووي كده!!..

محمد سريعاً :-
– والله انا عملت كده عشان خاطر عيالنا عشان أجيب فلوس أعيشكم بيها
رباب بسخرية :-
-فلوس أيه دي اللي بتيجي من النجاسه!!.

محمد وهو يخفض رأسه قائلاً بخفوت :-
-هحكيلك يارباب هحكيلك كل حاجة!!..

… يتبع

error: