لم أكن دميمة يوماً 2..بقلم \شيماء علي

الفصل الثامن والاربعون ..

أسندت برأسها علي سور الشرفة شاردة في حياتها الحالية تشعر بأنها قد وصلت بعلاقتها معه إلي حائط سد لايخترق ولايهدم !!..

فقد سئمت العيش هكذا فذالك الجحيم الذي عاهد بعدم تركها إلا وهي حطام !!..

تشعر بوغزات تؤلم قلبها كلما عاملها بقسوة وتخشي من نتيجة أفعاله وقد ذكر في القانون العلمي “لكل فعل رد فعل !!” وهي تخشي أن تصيب بالجفاء وان يتغلغل الكره بداخلها ليقضي علي كل ذرة حب تكمن له نتيجة لأفعاله !!..

شعرت بالإختناق والبكاء في أن واحد وجال بخاطرها أخر لقاء جمعها بأهلها !!..

فلاش باك..

وبينما هي منحنية تقبل يد والدها شعر هو بعبراتها الساخنه تلفخ جلده فبقلق أبوي رفع وجهها :-
-أنتي بتعيطي يارقية ؟!..
مالك فيكي أيه ؟!..

هزت رأسها بالنفي وبسبابتها مسحت تلك الدمعه العالقة :-
-مفيش يابا .انا بس زعلانه علي رباب !!..

رمقها بنظره متفحصة وأردف بعدها بجمود :-
-لا مش ده سبب عياطك
في حاجه بينك وبين جوزك ؟!..

أشاحت بوجهها للناحية الأخري قائلة بتلعثم:-
-لا يابا مفيش حاجه آآآ أحنا كويسين مع بعض !!
راضي :-
-يابنتي لو في حاجه قوليلي وانا هاروحله ووقفه عند حده !!..

إلتفت له بعينيها اللتان يضيئان بالدموع وتمنت لو أنها تملك حق الشجاعه لتصرخ في وجهه تخبره بكل شئ ..تخبره بأنه تساهل مع تلك الجاسم حتي جعل من دمية يلهو بها كما يشاء .وتخبره بأنه أخطئ عندما أشترك معه وأوهمها بالطلاق فوالداها الذي جعل منها سلعة رخيصة يتصرف بها جاسم كما شاء !!..

وفي النهاية كتمت عتابها وأحزانها في قلبها وهزت رأسها مرة ثانية بالنفي فالوضع لايسمح بالمشدات فيكفيه حزن علي شقيقتها فلم تكلفه فوق طاقته !!..

تنهد رأضي بصوت مسموع وأرف :-
-الظاهر إني مبقاش ليا لازمة أنتي بتخبي وأختك كمان بتخبي علياا !!..

رقية بضيق :-
-يابابا متقولش كده أحنا بس مش عاوزين نضايقك والا نزعجك بمشاكلنا !!

ثم تابعت :-
-وبعدين كلها يومين ورباب تهدي وهتبقا تحكيلك علي كل حاجه..

هز رأسه بصمت يأس فنهضت واتجهت نحو صغار شقيتها لتفتح مجال لحديث أخر وتحدثت بجدية دون النظر لوالدها :-
-بفكر أخد الولاد معايا بدل مارباب تطلع غلبها فيهم واهو أراعيهم وأخد بالي منهم لحد ماتهدي !!..

-هو أنتي عارفة تاخدي بالك من نفسك عشان تعرفي تاخدي بالك من العيال !!..

أردفت بها فاطمة التي خرجت اللتو من المطبخ حامله طبق فاكهه لأحفادها وضعته أمامهم وأستقامت تحادث إبنتها فأشارت إلي أحشائها قائلة بنزق :-
-طب ياختي أتشطري كده وهاتيلك حتة عيل بدل اللي سقط منك ده!!

أنكمشت ملامح رقية فوالدتها متعمدة إيذائها بالحديث الحاد فهتفت بإختناق :-
-هو انتي مابتعرفيش تطبطبي ؟! مابتعرفيش تعملي حاجه غير إنك تسميني بكلامك !! ..

فاطمة بصدمة وهي تشير لنفسها :-
-انا يارقية ؟!!.

رقية بإندفاع :-
-أيوة أنتي
حرام عليكي أرحميني أنا بنتتك مش عدواتك !!

ثم بدأت في البكاء وأردفت بتهكم من بين دموعها :-
-انا جايه وعشمانه إنك تطبطبي عليا تغلطي مره واحده في حياتك وتاخديني في حضنك وتهويني عليا شويه.. لكن طلعت بعشم نفسي !!

فجذبت حقيبتها وخرجت من السكن بل من البناية بأكملها ولم تصغي لنداءت والدها !!..

رمقها راضي بسخط وهز رأسه بأسف :-
-طول عمري كنت بقولك يافاطمة حني علي بناتك أحسن يجي اليوم اللي يكرهوكي فيه !!..

ثم تابع بخيبه أمل :-
-مسمعتيش ليا وأدي النتيجة قدامك .. أشربي بقا !!.

شعرت بسكين حاد يمزق قلبها إبتلعت ريقها الذي جف اللتو وإنسحبت بهدوء من المكان وسارت كالمغيبه وحديث إبنتها يصدح حولها !!..

…………….

فاقت من شرودها علي رنين الهاتف الأراضي فمسحت دموعها وتنهدت بصوت مسموع فهي تعلم هوية المتصل فبالتأكيد هي جيهان التي تدق عليها عشرات المرات في اليوم الواحد وهي تتهرب من تلك الإتصالات المزعجة!!…

نهضت وخرجت من الشرفة بخطوات ثقلة ثم وقفت علي مسافة قريبة من الهاتف تفرك كفيها معا لتتفأجي بيد أخري ترفع سماعة الهاتف ولم تكن تلك اليد سوا يد جاسم الذي حضر اللتو ..

“رقية انتي فين بطلبك كتير مابترديش عليا ليه ؟! أنتي لازم تيجي علي أقرب طيارة عشان نحدد ميعاد العملية في أقرب وقت “..

كان واضع السماعه علي أذنه وملامحه جامدة لاتعرف اللين ينصت لكل حرف وعيناه مثبته علي تلك الواقفة أمامه تفرك كلتا يديها معا ..

لم يستمع لتكملة المكالة فقام بإنهائها هو حيث وضع سماعة الهاتف كما كانت …

أرتبكت من نظراته ولكن لم تظهر ذالك فخلعت حجابها الذي كان يغطي شعرها أثناء وقفتها في الشرفة وسارت من جواره ليمسك هو يدها مانعا إياها من التحرك إلتفتت له ليهتف بنبرة جامدة تتشابه مع ملامحه :-
-مابترديش علي مكالماتها ليه ؟!..

رفعت إحدي حاجبيها ساخره وقد حررت يدها وعقدت ساعديها أمام صدرها :-
-ما انا قولتلك متخافش انا مش هسافر شاغل نفسك ليه أرد عليها ولالا !!..

حاول السيطرة علي اعصابه حتي لايسوء الأمر أكثر وقد نجح في ذالك وبشدة وأخبرها قائلا بصرامة :-
-عايزك تردي عليها عشان تبلغيها بقراري !!..

هزت رأسها قليلا مستفهمة :-
-واللي هو ؟!

تفحصها ليري ردود أفعالها ثم هتف بجدية تامه :-
-انك هتسافري للعملية !!..

وقبل ان يصدر منها أي رد فعل سبقها بلهجة صارمة لاتقبل العصيان :-
-بس مش نضال اللي هيكون الدكتور !!..

رغما عنها إبتسمت ساخره فإدراك هو سبب السخرية الظاهرة في إبتسامتها فسار مبتعد عنها وهو يخلع سترته :-
-أنا مش بشك فيكي كل الحكاية مش عاوز احرمك من سعادتك عايزة تسافري للعملية انا هسافرك مش ده كان طلبك ؟! واديني بنفذهولك !!

رقية بإستياء :-
-وهو أنت كده بتنفذلي طلبي ولا بتفرض عليا اللي انت عاوزة ؟!..

أردف بعدما جلس علي اï»·ريكة بإرتياح وقد رفع حاجباه للأعلي :-
-وهو طلبك كان العملية ولا نضال ؟!..

للمرة الثالثة علي التوالي تشعر بإتهام غير مباشر يوجه لها. لاتعلم هل متعمد ذالك أم هي التي تسئ الظن وفي الحالتين هي متهمه أمامه فأحتقن وجهها بالعضب وأحتدت ملامحها بشدة ..راقب هو تعبيرات وجهها بنظرات ثابته جامدة ثم خلع ساعته ونهض مرة أخري :-
-عملية وهتتعملك عشان مايجيش اليوم اللي تتهميني فيه بالتقصير او أني وقفت في طريق أملك !!..

أنهي جملته وهو علي بعد سنتيمترات منها فتحدثت هي بتحدي جامد :-
-ما أنت حاولت تعالجني أكتر من مره وفشلت أيه اللي يضملي المره دي ؟!.

عقد حاجبيه وأردف بنبرة ساخره متهكمة ولكنها حادة تعبر عن مدي غضبه وإستيائه من الأمر :-
-ياسلام ده علي إساس إن نضال معاه الفانوس السحري اللي بلمسه منه هيخليكي ولا إنجلينا جولي !!..

أظلمت عيناها فجاهدت لتبدو طبيعية أمامه وقد نجحت في ذالك حيث طالعته بنظرات جامدة لتثبت له صلابتها الخارجية ..

فتابع محذرا بسبابته حتي لاتقع في الفهم الخطأ كعادتها :-
-أنا لابتريق ولاقصدي أهانتك أنا بس بحاول أوضحلك الصورة اللي غايبه عنك…….

أومأت برأسها إيماء خفيفة وسارت ببطء وهي تزيح خصلاتها للخلف وهتفت بعد تنهيدة حارة:-
-جايز يكون كلامك صح بس علي الاقل نفذلي رغبتي وسبني أخوض التجربه دي وانا هتحمل نتيجة أختياري..

ثم إلتفت له نص إلتفاته :-
-واعتبر ان نضال زيه زي أي دكتور ياهينجح ياهيفشل !!..

جاسم بغضب مكبوت فشل في إخفائه وقد ظهر في لهجته :-
ماهو اصرارك الغريب ده علي نضال ده اللي مش هيخليني أفكر أني أوافق أصلا !!.

تحركت من مكانها هاتفه بإنفعال وقد سخطت ملامحها :-
-ماهو مش معقول إنك ترفض لمجرد إنك بتشك فيااا او غيران منه او آآآ..

لم تكمل جملتها حتي كان يقاطعها هو بصرامة تامة تثبتت ملكيته الخاصه :-
-قولتلك مابشكش .وبعدين أسمها غيران عليكي مس غيران منه هو مايخصنيش في حاجه !!..

وأكمل بملامح متهكمة للغايه ونبره حده بعض الشئ :-
-وبعدين بلاش سذاجه تضمني نضال ده منين ولاهو عشان حكالك معاناته اللي خليته يصعب عليكي وانه ياحراام اده أيه محتاج مساعدة حتي لو هيبقي علي حسب نفسك !!..

-وبعدين مفكرتيش إن أخته دي بتستغلك ؟! مسألتيش نفسك هي يهمها إنك تتعالجي ولالا ؟! بالعكس دي كل اللي يهمها أخوها عايزة أي وسيلة تخرجه من اللي هو فيه ويرجع تاني لحياته ومفيش قدامها طبعا غيرك إنتي ..

رمشت بعينيها عدة مرات وحديثه يدور في رأسها فربما يكون محق في كل حرف لفظه وربما لاااا ؟!!!!..

تنهد وهو يقترب منها ثم حاصر وجهها بكلتي يديه وأردف ببنرة دافئة لاتتناسب مع الموقف المضطرب الذي يجمعهما :-
-وانا عمري ماهقبل إن حد يستغلك أو يستغل نقطة ضعفك. انا عايزك اسعد مخلوقه علي وجه بس سعادتك دي متبقاش علي حساب إستغلالك.وانتي من ساعة ماظهرتي في حياتي وانا متكفل بيكي و كفيل إني أسعدك ..

ثم أنحني وطبع قبلة خفيفة علي وجنتيها ليخبرها بعد ذالك :-
-جهزي لاننا هنسافر في أقرب وقت !!..

ثم القي عليها نظرة أخيرة ورحل ..لأول مره تشعر بسذاجتها بالفعل فحديثه يجعلها كالمغيبة ويقنعها بما يشاء فهو أستطاع وبكل مهاراة أن يجعلها تصمد أمامه . كادت ان تعترض وتصمم علي رأيها وتتمرد عليه ولكن هو محترف في سبر أغوارها !!

……………
بعد مرور يومين ..
في إحدي البلاد الأوربية !!..

دلفت غرفتها التي جهزت خصيصا لها في تلك المشفي التي ستقيم فيها لحين تحديد موعد لإجراء عمليتها!!..

دلفت وهي مصدومة فتلك المشفي التي ستقيم بها يعمل بها نضال فقد تعرفت عليها حينما وصلت أمام أعتابها تعرفت علي الأسم والذي كانت سمعته من قبل جيهان !!..

ظلت شاردة في الأمر حتي إستمعت له :-
-دكتور مارك كلها يومين وهيكون هنا وبكره مساعدينه هيوصله !!…

أبتلعت ريقها وتسألت وهي قاطبة حاجبيه :-
-أنت جايبني هنا ليه ؟!..

رفع حاجبه بتهكم وسخرية بسبب طرح سؤال هكذا !!..

فجلست علي الفرأش قائلة بجمود :-
-انت قولت إن مش نضال اللي هيعمل العملية ومع ذالك جبتني البلد اللي موجود فيها ومش بس كده لا ده أنت كمان أختارت المستشفي اللي هو بيشتغل فيها ،أيه الحكاية ياجاسم ؟!..

أتجه نحو البراد المتواجد بجوار الفرأش وأخرج زجاجة مياه وأرتشف منها القليل ليهتف بعدها ببرود وهو يرفع كتفيه قليلا :-
-صدفة !!

تمتمتم بينها وبين نفسها :-
– صدفة ؟!..

ضيقت عيناها متسائلة بتوجس :-
-ج آآ جاسم أنت ناااوي علي أيه ؟!

وضع الزجاجة داخل البراد وأقترب منها هاتف بهدوء :-
-ممكن ماتشغليش بالك بحاجه .ويالا أرتاحي كده انتي ناسيه إنك جايه من سفر ومحتاجة راحة !!..

ثم أنحني وهمس بجوار إذنها :-
-مش هتأخر عليكي !!..

منحها إبتسامه تحمل الكثير ثم أبتعد عنها وسار نحو الباب ليغادر فنهضت هي سريعا وأمسكت بيده وهتفت بنبرة قلقة :-
-أنت رايح فين ؟!..

أعتلي ثغره إبتسامة خبيثة وهو يخبرها :-
-هخلص إجراءت المستشفي وهرجعلك !!..

إزدادت ضربات قلبها بشدة حاولت النطق بأي شئ ولكن وجدت نفسها عاجزة أبتلعت ريقها أكثر من مرة وهي مازالت تحدق به :-
-آآ اص آآ ..

تابع هو بخشونه :-
-متقلقيش كده قولتلك هرجعلك !!..

لم تطمئن نظراته توحي بالخبث وأنه جاء إلي هنا لفعل شئ تجهله هي تخشي إن يكون نضال هو هدف جاسم الذي جاء هنا من أجله !!..

أغلق الباب عليها وسار في الرواق بخطوات واثقة لم يلتفت حوله ولم يرمش بعينيه فهو حدد هدفه وسيصل إليه !!..

……………………….

شعرت بإلم أسفل أحشائها فنهضت من نومها وهي تعض علي شفتيها بقوة من شدة الوجع الذي يفتك بجسدها !!.

كلما كان يزداد الالم كانت تزداد في الضغط علي شفتيها حتي أدمت !!..

تصبب وجهها بالعرق الغزير وأصبح يتساقط كقطرات المطر ولم تستطع الصمود أكثر من ذالك حيث صرخت بألم بالغ أستيقظت والدتها علي أثره أقتربت منها علي عجالة وهتفت بقلق :-
-في أيه ياشهد ؟!..

خرجت الحروف من فمها متقطعة :-..
– و ج آآ وجع ياماما أااااااااااااااااااه ..

أقتربت منها أكثر لتجد مياه تتدفق من أسفل إبنتها فأدركت انها تعاني من ألم من المخاض فهتفت سريعا :-
-ده أنتي بتولدي ياشهد !!..

ثم أسرعت للخارج لنداء زوجها الذي عاد معها بعد ووقت قليل لينقل شهد إلي المشفي !!…

………………….. ..

في ذات الوقت كان عصام ينهي عمل قد كلفه به والده في إحدي القري المجاورة لقريتهم وبعدما أنتهي من ذالك أستقل سيارته النقالة وتحرك بها نحو قريته وبينما هو في وسط الطريق إستمع لرنين هاتفه فتناوله وقام بالرد :-
-ايوة يابوي خلاص وصلت المحصول وكله آآآ..

لم يكمل باقي جملته فقد الجمته الصدمة من حديث أبيه عبر الهاتف فتحدث بإرتباك :-
-آآآ بتولد ؟!..
آآ حاضر يابوي دقايق وهكون واقف قصادك في المستشفي !!..

أغلق الهاتف والقاه علي المقعد المجاور له وحدق أمامه بصدمه فكلها ساعات معدودة وينكشف أمره أمام الجميع فالشهور مرت عليه كالقطار ولم يستطع اللحاق بها ليقضي علي حملها كما فشلت والدته إيضا في إجهاضهاا !!..
فكل شئ سينكشف وستظهر حقيقته مسح حبات عرقه بيده وحاول التماسك والتحكم في عجلة القيادة ولكن فشل فأعصابه قد تألفت !!..

كما تشوهت الرؤية لديه ولم ينتبه للطريق أمامه وماهي إلا ثواني وكان الظلام يحيط به كليا حيث إنقلبت سيارته نتيجة إصطدامها بسيارة أخري كان تسير بأقصي سرعة !!…

…………………..

-في المشفي ..

بمجرد أن فتحت عيناها أقبلت عليها والدتها
تملس علي شعرها بحنو :-
-حمد الله علي سلامتك ياضنايا !!..

حاولت أن تعتدل ولكن شعرت بألم منعها من ذالك فحذرتها والدتها :-
-بلاش تتحركي كتير عشان انتي ولدتي قيصري ..وهما شويه ألم كلها كام يوم وهيروحوا لحالهم !!.

أومأت برأسها إيجابا دون تعليق، ثم تسألت بنبرة منبوحه :-
-فين أبني ياماما ؟!..

والدتها بإبتسامه :-
-هجبهولك ياحبيبتي حاضر !!..

أختفت قليلا ثم عادت وهي تحمل حفيدها أعطته لإبنتها ثم أردفت :-
-سمي بالله !!..

حملت شهد طفلها وقد أعتلي ثغرها إبتسامه باهته وتمتمت بخفوت :-
-بسم الله الرحمن الرحيم !!..

أخذت تتفرس في ملامحه وتراقب حركاتها .تعبيرات وجهه الملائكي فلم تستطع كبح دموعها فبكت بحرقه علي حالها بكت وهي تتذكر كيف جاء هذا الطفل وكيف وضع داخل رحمها !!..

قامت والدتها بتهدئتها قائلة :-
-مش كده ياشهد بلاش عياط يابنتي !!..

شهد من بين دموعها :-
-أبني آآ أبن حراام ياماما ؟!..

والدتها سريعا وهي تمسح دموعها :-
-لا ياحبيبتي أوعي تقولي كده أنتي ملكيش ذنب وكلها كام يوم الحقيقة تبان ويعرفوا مين أبوه بس أوعي تتقولي كده تاني ياشهد أوعي !!..

ثم تابعت :-
-واهو ربنا أخدلك حقك منه !!..

أنتبهت لحديث والدتها التي هتفت مرة واحدة :-
-عصام عمل حادثه والعربية أتقلبت بيه !!..

جحطت عيناها من شدة الصدمة ثم نظرت لطفلها الذي بدأ بالبكاء ثم تسألت بينها وبين نفسه هل نال طفلها لقب “يتيم ” في أول يوم له في الحياة !!..

تسألت وهي مازالت علي صدمتها :-
-و آآآ حصله أيه ؟!..

أجابتها بدون أكتراث وهي تحمل عنها الطفل الباكي :-
-اتنقل للمستسفي هنا وبيقولوا حالته حرجه !!.

شهد بإختناق وهي تمسك رأسها :-
-آآ طب والتحاليل ؟!..

.
– أبوكي صممم انهم ياخدوا منه العينه حتي وهو كده وإن التحاليل تتعمل اول ماولدتي واهي كلها كام يوم والنتيجة هتبان !!..

شعرت بالإرتياح فدليل برأئتها أهم من أن تفكربه أو بأي شئ يخصه !!..

…………………..
-في مصحة الإدمان ..

طرق حازم علي الباب عدة طرقات ودلف عندما أذن له ..

كانت تفف في الشرفه تسقي الورود التي زرعتها بنفسها فهي تهوي فعل ذالك منذ الصغر !!..

رمقها بحب تمني لو يأخذه ويهرب إلي أبعد مكان مكان لايوجد فيه أحد سواهما فهي العشق الذي أصاب قلبه وجسده!!..

تحدثت بإبتسامة دون إلالتفات :-
-هتفضل واقف متنح كده كتير ؟!..

إبتسم وأقترب منها هامسا من الخلف :-
-اعمل أيه في جمالك اللي بيخدرني .

أصطبغ وجهها بحمرة الخجل فوضعت إبريق المياه جانبا وإلتفتت له تسأله بإهتمام :-
-كنت فين الايام دي كلها وسايبني ؟!..

حازم بتنهيدة حاره :-
-معلش كان في شويه مشاكل في الشغل هي اللي عطلتني !!..

عهد وهي تضيق عيناها :-
-أممم وانت من أمتا ليك في الشغل ؟!..

حازم بإبتسامه ولكنه هتف بجديه :-
-من ساعه ما جاسم أتسجن ولا نسيتي !!.

أومأت برأسها ثم دنت منه متوسله بنبرة ناعمه :-
-ممكن متتأخرش عليا تأني ؟!.

سرح في عينيها وتجاهل حديثها تماما ولكن لم يتجاهل وجودها فوجودها أشبه بالحياة فإن وجدت عهد وجد حازم !!..

وكزته في صدره قائلة بخجل أنوثي :-
-بطل تبصلي كتير بقا.. بتكسفني

حازم بهيام :-
-محدش قالك قبل كده إنك بتبقي حلوة وأنتي مكسوفه ؟!..

رغم خجلها رمقته بغضب :-
-يعني أيه يعني أنا م آإ..

قاطعها وهو علي مسافه قريبه منها :-
-أنتي أحلي في الدنيا ياعهد !!..

ثم رفع كفها ليلثمه بقبلة طويلة جعلت القشعريرة تسري في جسدها فأحمر وجهها أكثر وأكثر ..

حازم وهو رافع حاجبه :-
-برضه هتتكسفي ؟! لا خلي بالك انا كده ممكن أضعف..

ضحكت علي حديثه ثم جلست معه ليسرد علي مسامعها احداث أسبوعه الذي شغله عنها !!.

..يتبع

error: