لم أكن دميمة يوماً 2..بقلم \شيماء علي

الفصل الرابع والأربعون!!. الجزء الاول

جاسم وهو يدنو منها :-
-مفيش بن في الحته اللي أنتي بتدوري فيها دي !!.

ارتجفت كل خلية في جسدها
وتحدثت بشفاة مرتعشة:-
-اومال فين ؟!..

مد يده وفتح أحد الادارج ليخرج منه علبه تحتوي علي البن الذي يفضله !!..

ثم وضعها أمام عينيها .ابتلعت ريقها بتوتر وتناولت العلبه من يديه و دفعته بخفه في صدره لتتحرر من حصاره !!..

وضع يده في جيب بنطاله وهو يبتسم علي حالتها المرتكبة!!..

أشعلت الموقد واعدت كل شئ لصنع القهوة ثم و قفت تنتظر غليانها بفارغ الصبر وهي تختلس النظر لجاسم الذي يرمقها بنظرات متفحصة جريئة !!.

فركت كفيها بتوتر بالغ وأغمضت عيناها وهي تتنهد بقوة ثم بدأت بالعد من 1 إلي 10 لكي تتخلص من حالة الأرتباك التي غزت كيانها!!..

توقفت عن العد فجأة عندما شعرت بيد تحاوط خصرها من الخلف كما شعرت بأنفاس تلفح أذنها أتسع فمها بهلع فتلك الجاسم تجاوز الحدود !!!.

فتحدثت بنبرة خرجت بصعوبة :-
-أبعد !!

جاسم وهو يتصنع عدم الفهم:-
-ما أنا بعييد أهوو !!

أستدارت بوجهها قائلة بأنفعال :-
-أنت مش واخد بالك أنك لازق فيااا ؟!..

أدار جسدها بالكامل وجذبها من ظهرها لتترتطم في صدره العريض فتابع بخبث وعيناه مثبتة علي شفتيها المرتجفة بتوتر مثير :-
-طب وكده !!..

كانت أنفاسهما تتصارع معآ نتيجة هذا القرب الشديد فهي أصبحت ملاصقة له وكأنها جزء لايتجزأ منه !!..

أبتلعت ريقها عدة مرات وهي تحاول أبعاد نظرها عن عينيه التي ترمق شفتيها برغبة !!.

وعندما اقترب ليتذوق من شهدها شهقت هي بهلع :-
-القهوووة !!..

اغمض عيناه بغضب وحررها لتغلق المقود سريعا بعدما أفسدت القهوة فزمت شفتيها بضيق هاتفه :-
-عجبك كده أهي القهوة باظت !!..

ثم اشارت بعينها نحو الباب قائلة بجدية :-
-اتفضل بقا عشان أعمل غيرها !!…

جاسم وهو مازال في مكانه :-
-طب اعملي غيرها وانا موجود !!

هزت رأسها بالنفي قائلة بأرتباك وعيناها زائغة في المكان :-
-لا مش آآآ هعرف أعمل حاجه وأنت موجود !!..
دنا منها مرة أخري وأبتسامة خبيثة أرتسمت علي ثغره وهو يحاصرها بيده :-
-طب هقعد مؤدب ومش هقل أدبي !!..

رقية بصرامة :-
-أنت شكلك رجعت في كلامك ومش عايز تشرب قهوة !!.

وكادت أن تتحرك ولكنه منعها :-
-طب خلاص هخرج اهوو !!..

عقدت ساعديها أمام صدرها وهي تشيح بوجهها للجهة الأخري منتظر خروج لكي تعد القهوة بحرية دون قيود تمنعها ونظرات تجعلها تشعر بالعري !!..

وقبل ان يغادر همس لها بجوار أذنها بغزل:-
-بس ماكنتش أعرف ان المستشفيات بتحلي اووي كده !!..

القي جملته وغادر علي الفور لتبتسم بحياء وهي تعض علي شفتيها بخجل وبينما هي تبتسم تذكرت سخطه علي المشوهين والتي هي واحدة من ضمنهم فتهجمت ملامحها وعادت للجمود مرة أخري !!..

……………

أعدت القهوة ووضعته امامه علي الطاولة الصغيرة ثم أبتعدت لتجلس في زاوية بعيدة عنه !!

فتنهد وهو يشير لها بأن تجلس علي الأريكة بجواره :-
-تعالي أقعدي يارقية !!…

رقية بجمود :-
-انا مرتاحه كده !!..

جاسم بسخرية :-
-ده علي أساس أنك كده بعيدة عني ومش هطولك !!

صمتت ولم تجيبه فتابع :-
-وبعدين بلاش تعاندي معايا !!..

ثم ضيق عيناه بتسأل :-
-أيه خايفه مثلا ؟!..

رقية بنبرة جادة :-
-وليه لاا ؟! خصوصا ان أحنا لوحدنا ومفيش اي حاجة تطمني ومتنساش انك دلوقتي واحد غريب عني !!..

جاسم بسخرية :-
-متخافيش مش هغتصبك يعني ولا هقوم أرميكي للسمك !!..

أبتسمت بمرارة :-
-لو علي الاغتصاب فأنت عملته قبل كده يعني مش جديد عليك !!..

ثم تابعت بجمود :-
وبعدين أنا مابقتش أستبعد عنك حاجة خصوصا انك بقيت رد سجون!!..

لم تعلم لماذا قالت له هكذا هل تريده يشعر بالاهانة مثلما شعرت بها تريده يتذوق من نفس الكأس هل تريد رد الصاغ صاغين لاتعلم سوا انها ارادت ان تتفوه بذلك وهي لاتعلم مالدافع !!..

لم يبدو عليه أي تأثر بل أبتسم وهتف:-
-نارك بردت دلوقتي ؟!..

رمقته بقوة قائلة بإلم :-
-الإهانه بتوجع مش كده ؟!..

تنهد قائل بجدية :-
-لو ده هيطفئ نارك وهيخليكي تأخدي حقك فأنا فعلا رد سجون !!..

فأندفعت قائلة بمرارة ونبرة ذات مغزي:-
-وانا فعلا شبهه !!..

صاح بإنفعال :-
-انتي عارفة أني ماقصدش وانها كانت ذلة لسان !!..

رقية بعدم أكتراث :-
-ولا تقصد مش فارقه كتير !!.

ثم نهضت ووقفت قائلة بتنهيدة:-
-انا عايزة أمشي من هناا ممكن ترجعني لأهلي !!.

نهض هو الأخر ووقف قبالتها قائل بحزم :-
-انتي مش هتروحي في حته !!..

ثم صاح بها بقوة :-
-وانااا أاااااهلك !!..

لم تننكر أنها فزعت من نبرة صوته فأكمل حديثه بعدما هدأت نبرته نوعا ما :-
وبعدين يارقية الدايرة عماله توسع مننا ولازم نشوفلها حل !!..

ثم تابع بضيق :-
-مش كل شوية تزعلي وتتقمصي زي العيال الصغيرة مش هنقضي حياتنا كلها في الزعل !!..

-العمر مفيهوش كتير عشان نضيعه ومش لازم واحد فينا يتسجن ولا يبقا بين الحيا والموت عشان التاني يفوق لنفسه !!.

وبنبرة متهكمة أردف :-
-ودلوقتي زعلانه مني عشان اتهمت حد ظلم طب ياست كنت غلطان ايه هتعلقيلي حبل المشنقة زعلتي وانتي مش عارفة ان لو حد لمس شعره منك انا هساوي بيه الأرض

مادام الامر وصل لعندك يبقا انا معنديش عقل أفكر بيه ولا أميز حتي فوقي بقاا انا مش ضدك !!..

رقية وقد ترقرقت العبرات في عينيها :-
-انااا عارفه أني متعبه والحياة معايا صعبة وصعبة اووي كمان بس انا كنت بعشم نفسي
إنك تستحملني بس للأسف تخليت عني !!.

جاسم وهو يرفع سبابته :-
-انا ماتخليتش عنك وانتي عارفة كده كويس انا فضلت متمسك بيكي لأخر لحظة !!..

رقية ببكاء :-
-بس قسيت علياا ياجااااسم حتي انت قسيت عليا وأنا ماكنتش حمل قسوة انا كنت بقولك أبعد ومن جوايااا بترجاك تفضل لكن ماسمعتنيش !!..

ثم تعالي صوت بكائها وهي تهتف :-
-ماسمعتنيش وطلقتني !!..

جاسم بجمود :-
-وهو ده مش كان طلبك؟!..

رقية من بين شهقاتها :-
-كنت فاكره ان هو ده الحل كنت فاكره اني لما هبعد عنك هارتاح ماكنتش اعرف أني هتعب أكتر !!..

فتابعت بتقطع :-
-وانت آآآ اللي وصلتني لكده انت اللي خوفتني منك !!.

فزاغت أنظارها وهي تتحدث بتوهه وحيره وهلع :-
-بقيت اخاف اتكلم او اتنفس أحسن تضربني وانت كنت بتفرح بكده كنت بتفرح وانت شايفني خايفه منك زي ماحصل من شويه كده كنت متعمد انك تشوفني خايفه !!..

ثم أردفت بألم مرير :-
-جاسم أنت بقيت تفرح لما تشوفني خايفه !!..

كان يستمع لها بذهول غير مصدق الأتهامات التي توجهه إليه فهو زرع الخوف بداخلها فأصبحت تخشاه وبشدة ولكن هو كان يعالجها استخدم القسوة معها لكي تتخلي عن ضعفها هو فقط كان مجرد رد فعل لأفعالها الطائشة الساذجة!!

واستمع لها تهتف بخفوت وهي تبتسم :-
بقا مصدر أماني هو اللي بيخوفني !!..

ثم تذكرت أيامها الأخيرة معه والتي كانت بداية لنهايتهما !!..

فلاش باك….

دلفت امامه وهي تتوجس شرا فهو لم يجعل الأمر يمر مرور الكرام !!

فأرتجفت في مكانها عندما أستمعت صوت إغلاق الباب والذي أغلقه خلفه بقوة ثم دلف والقي مفاتيحه علي الطاولة بغضب كادت ان تفر هاربه للداخل ولكن أسرع بالأمساك بها وقبض علي رسغها بقوة وهو يجز علي أسنانه :-
-هو انا مش قولتلك ماتتحركيش مابتسعيش الكلام ليه ؟!

أبتلعت ريقها وحاولت التحدث بخفوت:-
-طب أهدا بس وانا هفهمك اااااا..

صرخ بها :-
-ماتقوليش أهدا دي لما أقولك ماتتحركيش يبقي تسمعي الكلام ورجلك فوق رقبتك !!..

ثم تابع بغضب وهو يقبض علي رسغها أكثر :-
-انتي عايزاني أعمل فيكي أيه تاني ..
هتبقي مبسوطه وانا كل يوم بصبحك بعلقة وبمسيكي بعلقة !!

ثم تعالت صيحاته بحده واستنكار :-
-هتبقي مبسوطه وانا بعملك زي البهيمة اللي مابتمشيش غير بالضرب !!

هزت رأسها بالنفي عدة مرات وهتفت :-
-هبقي مبسوطه لو طلقتني !!..

جاسم بوعيد وعينان يتطاير منهما الشر :-
-مش قبل ماعلمك الأدب الأول !!..

..يتبع

error: