لم أكن دميمة يوماً 2..بقلم \شيماء علي
فصل إستثنائي..
كان ابن شقيقتها علي قدمها تداعبه قائلة بإبتسامة وهي تعبث في بدلته الصغيرة وهو يضحك :-
-أيه الشياكه دي هاا قولي أيه الشياكه دى ياحبيب قلب خالتو أنت..
أبتسمت رباب بحرج قائلة:-
-ماهو كله من فلوسك اللي بتبعتيها لينا كل شهر، ده انا وشي منك في آلأرض ..
رمقتها رقية بعتاب وأردفت :-
-والله ازعل منك مفيش الكلام ده بينا، وبعدين عاوزاني اعرف انك في زنقة وموقفش جمبك أومال اسمي أختك ازاي يعني!!..
ثم تابعت بتسائل :-
-وقوليلي جبتي حلق مكان اللي بعتيه ولالا؟!..
تحدثت رباب بهدوء :-
-لا لسه، اصلي لو جبت المخفي ده هيعرف أن معايا فلوس وانا شايلهم ليا وللعيال..
أومأت رقية رأسها بتفهم ثم تابعت بضجر :-
-هو لسه قاعد في البيت مابيشتغلش!!.. تنهدت رباب بحزن قائلة :-
-اهو قاعد هايروح فين يعني!!..
حزنت من أجل شقيقتها ثم دعت ربها أن يهدي زوج شقيقتها وتابعت لهوها مع الصغير حتي تفاجئت بمن يقبض على ذراعها بقوة فرفعت عينه لتقابل عينه التي تنبعث منها الشر فهتف بصرامة :-
-قومي عاوزك!!.
تعجبت رقية . فهتف رباب بتسائل :-
-في حاجة يارقية!!..
زت رأسها بعدم فهم ثم أعطت الصغير لوالدته، ونهضت وقبل أن تسير، اعترضت رباب قائلة :-
-انتي رايحة معاه فين!!.
ثم وجهت حديثها لجاسم بجمود :-
-في أيه ياجاسم بيه مش كل واحد راح لحاله عاوز منها أيه دلوقتى!!..
نظر جاسم لها نظرة نارية ثم هتف :-
-مش هاكلها هرجعها تاني!!..
ولم يعطي لها فرصة للرد فقد سحب رقية وخرج بها من القاعة كان يسير بخطوات سريعة وهي خلفه كالبهيمة حتي وصل إلى مممر في الفندق خالي من الناس ترك يدها بقوة ودفعها حتي اصطدمت في الحائط وهتف بنبرة شبه غاضبة :-
-ايه اللي أنت بتعمله ده آآآآ..
قاطعها ووضع الهاتف أمام عينها قائل بحده :-
-عايزة أعرف أيه ده!!..
نظرت للهاتف لتتسع عينها بصدمة ثم رمشت بعينها عدة مرات حتي تتأكد من الذي رأته، إبتلعت ريقها قائلة بصوت إختنق بالصدمة :-
-آآآآ أيه ده آآ يا جاسم !!..
احتدت نبرته أكثر وهتف بغضب :-
-أنا اللي بسألك ياهانم ، انتي ازاي تسمحي لحد يصورك بالمنظر ده!!..
هتفت هي بتسائل وقد تجمعت العبرات في مقلتيها:-
-مين ده اللي صورني!!..
ثم أدارت الهاتف تتفحصه قائلة بتعجب :-
-ده تليفون بسمة مين ادهولك!!..
جاسم بنبرة ساخرة :-
-كان مع البت الصغيرة جات تفرجني عليكي وانتي تعتبري عريانه!!..
عندما نطق جاسم لفظ الصغيرة شارددت لتتذكر جملة الصغيرة في مجلس التجميل “يعنى جوزك مش هيشوفك وانتي حلوه كده!! ”
تنهدت بغضب ثم هتفت وهي تدمع :-
_دي اكيد هي اللى صورتني، واكيد صورتني من غير مااعرف، أنا كنت بشعري ساعتها..
ثم بحثت في الهاتف لتجد العديد من الصور لها ومن ضمنهم صورتها بالفستان وشعرها خلفها فأدارت الهاتف نحو جاسم وهتف بنبرة باكية :-
-اهو هي شافتني كده وقالتلي انتي حلوة والله ماكنت اعرف يعني انا هرضا ليها تصورني بالمناظر اللي فاتت دي !!.. ضرب جاسم الحائط بقبضة يده قائل بغصب :-
-أنا عايز اعرف أفرضي حد غيري كان شاف الصور دي كان الوضع هيبقا ايه!!
هزت رأسها بعنف وهي تبكي وصاحت :-
-معرفش معرفش قولتلك ماكنتش أعرف !!.
ثم تابعت بغضب :-
_وبعدين انت محموق اووي كده ليه هااا!! خلاص مبقاش في حاجة تربطنا، يعني أتصور عريانة ولامتصورش انا حره ..
ضغط علي ذراعها بقوة ألمتها وهتف وهو يجز علي أسنانه :-
-ماتستفزنيش، كنتِ عاوزني اشوفك كده واسكتلك دي لو حكمت كنت قطمت رقبتك فيها ولا حد يشوفك بالمنظر ده، وانتي بالنسبالك عادي صورك دي!! ..
قررت اللعب علي الاحبال فمسحت دموعها قائلة بجمود :-
-ايوة عادي وماتشغلش بالك بياا..
كان كالقنبلة التي علي وشك الأنفجار فأوما برأسه إيجاباً قائل بنبرة تحمل شحنة من الغضب :-
-إذا كان هو عادي بقاا يبقي انا عاوز اتفرج!!
لم يكن جاسم الذي تعرفه وكأن القسوة أصبحت تتغلغل بداخله فوضع يده في جيبه وهو يرمقها بتفحص قائل بجمود :-
– يله فرجيني بقاا!!..
جحطت عينها من هول الصدمة، فالجملة سقطت علي اذنها كالصاعقة فهي تريد إستفزازه وليست محقه في حديثها .. فأخرج يده من جيبه واقترب منها قائل بخبث وهو يرفع حاجبه :-
-ايه مالك عايز اشوف اللي كان في الصور على الطبيعة..
ظلت تهز رأسها بعدم تصديق وبكل قسوة اقترب أكثر منها ومزق مقدمة فستانها وهو يهتف بقسوة حادة :-
-مش الصور عادي أنا عاوز اتفرج على علي العادي يله بقاا فرجيني!!..
مزق الفستان ليظهر جزء صغير من جسدها العلوي فابتعد لتضع يدها لعلها تخفي ماظهر، كان يتنفس بسرعة ولايعلم لماذا فعل هكذا فغيرته أعمته بشدة مسح على شعره بضيق لينظر لها يجدها تقف في الركن تمسك بيديها الاثنين موضع التمزيق وهي تبكي، فخلع سترته سريعاً واقترب ليضعها علي جسدها حاولت دفعه ولكنه أمسك يدها حتي انتهي وبينما هو يبحث بعينه في المكان لمح مرحاض في نهاية الممر فنظر لها يشير بالتحرك :-
-تعالى!!..
وكأنها تصلبت في الإرضية فلم تتحرك فزفر بغضب وجذبها عنوة وهي تتململ وتقف معترضة سار بها حتي وقف أمام المرحاض وقال بلهجة أمر :-
-خشي استني هنا لحد مااجي..
مرة ثانية لم تتحرك ظلت مصدومة من فعلته فصاح بنفاذ أمر :-
-أخلصي بقاا ،مطلعيش جناني عليكي.. إستدارت وفتحت الباب ودلفت داخل المرحاض لتبكي بحرقة أكثر..
……………
مرت دقائق كثيرة للغاية وهي جالسة في المرحاض تبكي وتشهق وهي تغلق عليها سترته لعلها تعطيها الدفء رغم جفاء صاحبها وبينما هي علي وضيعتها هكذا دخلت المرحاض عاملة في الفندق وتحمل علبة كرتونية مستطيلة الشكل فوقفت امامها قائلة :-
-حضرتك مدام رقية!!..
إنتهت لها رقية وأومات برأسها فمددت يدها بالفستان قائلة بإبتسامة :-
-جاسم بيه بعتلك الفستان ده وبيبلغك إنه في إنتظارك بره..
مدت رقية يدها التى ترتعش وتناولت العلبة وهتف بإبتسامة من بين دموعها :-
-ً..
تبسمت لها الفتاة ثم تركتها وخرجت لتفتح رقية العلبة وتوجد بداخلها ثوب شبيه لثوبها مع أختلاف التطريز.. لاحت علي ثغرها إبتسامة حزينة ومسحت دموعها ونهضت..
-في الخارج..
مسح جميع صورها من هاتف بسمة حتي تنهد بإرتياح فلم يتخيل أن يراها أحد غيره بهذه الوضعية ، ماذا لو كان معتز رأي هذه الصور علي هاتف زوجته سوف يقوم بقلع عينه التي تجرات ورأت جسد محبوبته الذي لم يستطع طرد حبها من قلبه ..
-بعد مرور الوقت خرجت بعدما إرتداءت الفستان الذي جلبه وقفت أمامه ووضعت سترته علي كتفه وقبل أن ترحل قالت له بتهكم حزين :-
-بقيت حد تانى للأسف!!
رمقها هو بحده وتحدث بجمود وهو يقرب وجهه من وجهها :-
_عايز اتخلص من لعنة عشقك!!..
أبتسمت بألم وهي تردد”لعنة عشقك” ثم رحلت من المكان بأكمله ولم تكمل حفل زفاف إبنة خالتها…
………..
بعد مرور يومين ..
-في منزل شهد..
دلفت والدتها وهي تحمل الملاءة لتجدها مسطحه علي الفرأش وكأنها ليست على قيد الحياة، فاقتربت منها قائلة بسخط :-
-انتي هتفضلي نايمه في السرير علي طول كده قومى شوفي دروسك ومدرستك!!..
تحدثت شهد بوهن :-
-سبيني ياماما أنا تعبانه!!
جلست والدتها وقد ظهر عليها القلق وتحسست جبهتها قائلة :-
-مالك فيكي أيه؟!!..
صمتت ولم تعلم بأى شئ تجاوبها تسرد لها الذي حدث ام تخترع شئ..
فتحدثت بصوت خافت :-
-ماليش بس حاسه نفسي مخنوقه اووي!!..
ثم لاحظت الملاءة التي في يد والدتها فظهر الهلع عليها ، حتي تحدثت والدتها بنبرة متهكمة وهي تضع الملاءة علي الفراش :-
-لقيتها منشوره علي الحبل، فأستغربت من امتا يعني بتغسلي فرش السرير بتاعك ..
رمقتها شهد بإنكسار وقد تجمعت العبرات في عينها فهل تخبرها أنها غسلتها حتي تزيل دماء برائتها لم فلم تستطع التحمل أكثر من ذالك فادرات وجهها الناحية لتترك العنان لعبراتها فتحدثت والدتها بإبتسامة :-
-أنا عارفة ايه اللي هيظبط نفسيتك، هنسافر البلد قريب عشان خاطر فرح عصام ابن عمك قرب وآآآآ..
قطعت الأم حديثها فجأة عندما رأت حالة ابنتها التي يرثي لها.. فقد وضعت يدها علي اذنها حتي لاتسمع أسمه وظلت ترتجف بشده، انقلع قلب والدتها ثم ادارتها بغضب وصرخت فيها :-
-انطقي يابت فيكي ايه، انطقي حصلك ايه!!..
………….
-في المزرعة..
كانت تسير في المزرعة تنهي عملها فسمعت نداء عليها فأستدارت لتجد احد العمال يلهث من الركض قائل :-
-الحمد لله انى لقيتك ياست رقية!!..
رقية بتعجب :-
-في ايه!! ..
العامل بجدية :-
-في ورق مهم في مكتب نضال بيه، وبعت مراسل معاه المفاتيح عشان اخلي مسعد يجيبه !!..
رقية بعدم فهم :-
-طب وانا ايه اللي مطلوب مني!!.
العامل وهو يتابع :-
-صبرك عليا ياست رقية انا جايلك في الكلام اهو..
مسعد خرج بره المزرعة ومش موجود ولازم اللي يدخل مكتب نضال بيه حد يكون ثقة ومفيش غيرك ينفع ياست رقية!!..
رقية بإرتباك:-
-ايوة بس انا آآآ
العامل برجاء :-
-يله ياست رقية احنا لو اتاخرنا اكتر من كده نضال بيه هيطين عيشتي انا ومسعد..
تنهدت رقية قائلة بإستسلام وهي تأخذ الملفات:-
-ماشى!!..
أبتسم العامل قائل :-
-هتلاقيهم في ملف لونه احمر!!..
أومأت برأسها ثم رحلت..
-فتحت المكتب ودلفت متجهه نحو الخزنة لتفتحها وتمد يدها تجلب الملفات بحثاً عن الملف الأحمر حتي عثرت عليه فوضعته علي المكتب وبينما هي تضع الملفات بموضعها سقط ملف ارضاً لتشهق وتجثي علي الارض سريعاً تجمعهم حتي لفت نظرها المكتوب فدققت النظر بتعجب حتي أتمت القراءة فأتسعت عينها من الذهول وهتفت بعدم تصديق وهي تبعد الورق عن عينها :-
-دكتور تجميل!!..
.. يتبع..