لم أكن دميمة يوماً 2..بقلم \شيماء علي
الفصل السادس والعشرون…
استعدت للرحيل بعدما أنتهي الدرس الديني في المسجد، فذهبت لمكان وضع الأحذية لتناول حذائها، فتحدث إمرأة من خلفها قائلة :-
-هتروحي يايمني خلاص!!..
أومأت يمني برأسها إيجاباً بإبتسامة :-
-يدوبك الحق أجهز أكل للعيال وكمان أحفظ شويه!!..
المرأة بنبرة طيبة ودودة :-
-ربنا معاكي ويقويكي ياحبيتي!! متتاخريش بكره بقاا..
يمني بهدوء :-
-بإذن الله!!..
ثم ودعتها وأنزلت نقابها علي وجهها وحملت حذائها وبينما هي تستدير لترحل وقفت بمكانها وبذهول به بعض الفرحة هتفت :-
-آآآآ دي جت!!..
دلفت رقية علي أستحياء حامله حذائها في يدها وتسير بهدوء وهى توزع أنظارها هنا وهناك ليقع نظرها علي المنتقبه المجهولة، خمنت أنها هي من هذه العيون المبتسمة من خلف القطعة السوداء.. تنهدت وهي تطيل النظر لها بإرتباك وكانت سوف تستدير لترحل ولكن منعتها من ذالك يد “يمني” التي أسرعت لتمسك بها قائلة :-
-رايحه فين!! ينفع تيجي بيت ربنا وتمشي علي طول!!..
رمشت بعينها وهي تنظر لها قائلة بخفوت للغاية :-
-أنا كنت آآ جاية عش… آآ..
صمتت ولم تكمل فهي لاتعلم مالذي جاء بها الي هنا، فربما دافع داخلي قادها علي فعل هذا…
يمني بإبتسامة :-
-مش محتاجين نتكلم ونبرر أحنا ليه لاجئين لربنا!!..
أبتسمت وقد زالت منها بعض الرهبة وشعرت قليل من الإطمئنان، فأمسكت يدها يمني وسارت بها بعدما وضعت رقية حذائها وأعادت يمني حذائها أيضاً في موضعه!! فجلسا في زواية، ففركت رقية كفيها معاً بتوتر، ونظرت ليمني الذي ظنت أنها سوف ترفع نقابها الأن وترى وجهها ولم تكن على علم أن يمني أجلت هذا لحين أخر ..
يمني بنبرة هادئة :-
-أنا اسفه لو كنت ضايقتك لما كنا في العزا بس والله أنا ماكنتش أقصد حاجة!!..
رقية بإبتسامة باهتة :-
-عادي ولايهمك!! أنا تقريباً نسيت!!..
يمني وهي تضيق عينها بشك :-
-لو نسيتي فعلاً ماكنتيش افتكرتي الموضوع وجيتي النهاردة!!..
وقبل أن تشعر رقية بالحرج تحدثت يمني علي عجالة بسعادة حقيقية :-
-بس أنا مبسوطة اووي إنك جيتي!!..
أبتسمت رقية بهدوء ثم راقبت السيدات وهي تغادر المسجد، فهمت يمني وقالت بتنهيدة أسفه :-
_معلش بقاا الدرس لسه خلصان!!..
فأبتسمت قائلة :-
-بس متخافيش بعد كده أنا اللي هبلغك بالمواعيد وكمان مواعيد تحفيظ القرآن..
فتابعت بتسائل :-
-أكيد هتيجي مش كده!! وأكيد برضه هنكون صحاب؟!…
أومأت رقية رأسها بالإيجاب عدة مرات وعي تبتسم بلطف، كذلك يمني تبسمت بسعادة قائلة بجدية :-
-اه صحيح أنا لسه معرفتش أسمك!!..
أجابتها بهدوء وهي تنظر :-
-رقية أسمي رقية!!..
يمني أيضاً بإبتسامتها الهادئة من خلفها نقابها:-
-وأنا يمني!!..
رفعت رقية رأسها لتنظر لها وتجيبها ولكن صمتت واُذهلت عندما رأت يمني رافعة نقابها وكأنها تزيد من تعريفها لنفسها.. هزت رقية رأسها بعدم تصديق وهي تضع يدها علي فمها…
……………….
-علي متن باخرة..
كان جاسم سوف يفتك بمعتز الذي يرتشف مشروبه بتلذذ وغير مبالي بنظرات جاسم النارية..
فتحدثت تمارا النجدي ذات البدلة الكلاسيكية والحذاء ذو الكعب العالي وتلملم خصلات شعرها بتسريحة كلاسيكية ملائمة للاجواء العملية :-
-بتأسفلكم بس انا بحب دايماً اجتماعاتي تكون هناا !!..
إبتسم جاسم إبتسامة مجاملة دون أن يعقب فهو لم يرضي عن إتمام هذه الصفقة من الإساس…
فوضع معتز مشروبه على الطاولة قائل :-
-فعلاً معاكي حق اهو الواحد يبعد شويه عن جو المكاتب!!!..
إبتسمت ثم شبكت أصابعها معاً قائلة :-
-نتكلم في الشغل!!..
أومأ معتز برأسه قائل بجدية :-
-طبعا أومال أحنا جايين ليه؟!..
تنهدت تمارا قائلة بعملية :-
-اكيد إي شركة تتمنى تشارك وتشتغل مع مجموعة الراوي، بس هل جاسم بيه موافق عن إقتناع!!..
معتز بنبرة مرتبكة وهو ينظر لجاسم :-
-وهو آآ أيه اللي هيخليه يرفض!!..
تمارا بإبتسامة ذات مغزى :-
-مستر معتز في مجال البيزنس مفيش حاجة بتستخبي والكل يعرف إن جاسم الراوي مابيحبش الشريك..
معتز بجدية :-
-ممكن يكون ده صحيح، لكن المره دي غير الصفقة كبيرة ومحتاجه طرف تانى!!..
نظرت تمارا لجاسم قائلة بنبرة جادة :-
-بس الواضح إن جاسم بيه مش موافق علي الشريك ممكن اعرف هل بصفة عامة اوخاصة!!..
جاسم بنبرة جامدة :-
-تقدري تقولي كده مابعرفش أشتغل مع ستات!!..
تمارا بإستنكار :-
-ستات!!..
فإبتسمت بثقة قائلة :-
-أنت مش واخد بالك إن الستات اللى بتقول عليهم دوول عملوا طفرة في مجال البيزنس أخر أربع سنين!!
أبتسم جاسم بإستهزاء :-
-لا انا واخد بالي إنهم عاملين طفرة في الطلاق أخر أربع سنين!!..
تمارا بإستفزاز عندما علمت مايرمي إليه :-
-أربع مرات!!..
فوضعت ساق فوق الأخري قائلة ببرود :-
-أنا طلقت أربع مرة!! وبقول طلقت لاني أنا اللي خرجت الرجالة بره حياتي!!..
جاسم بنبرة بها تهكم وهو يرتشف من قهوته :-
-وده إثبات يعني بقدرتك في الطلاق!! علي العموم حاجة زي دي ماتخصنيش أنا مش جاي أتناقش في موضوعاتك الخاصة!!..
تمارا بثبات :-
-لا ده إثبات تفوقي علي الرجالة!! وإثبات نجاحي في حياة البيزنس مش مرتبط بأسم راجل جمبي!!
معتز محاول أن يهدي الإوضاع :-
-في أيه ياجماعة احنا جاين في شغل مش كده!!..
نهضت تمارا وهو يتغلق حاسوبها وتحمل حقيبتها قائلة بجمود :-
-l’m sorry تقدروا تعتبروا إني أنا اللي رفضت
وقبل أن تتحرك، تحدث جاسم وهو يبتسم قائل بمزح:-
-أعتبر أن ده 0/1 ليااا…
إستدارت له قائلة بجمود :-
-نعم!!..
فوضع ساق فوق الإخري قائل بتسلية :-
-أنسحابك قدامى يدل علي خوفك من الهزيمة!!..
تمارا وهي ترفع ذقنها بشموخ :-
-أنا معرفش حاجة إسمها إنسحاب أو هزيمة دي مسميات انت اخترعتها للمباراة أنت مشتركتش فيهاا!!..
ثم قالت بإستخفاف:-
-وجايز تكون خايف أن ست تنتصر عليك!!..
لمس في نبرة صوتها إعلان تحدي فغمز له بنصف عين وهو يؤمي برأسه :-
-جاسم الراوي قبل التحدي!!..
……………….
إنتهت يمني ورقية من صلاة العصر في المسجد فنهضت يمني قائلة :-
-يله بينا يارقية!!!..
رقية وهي تنهض أيضاً قائلة بتسائل :-
-هنروح فين!!..
يمني بإبتسامة :-
-هعرفك علي عيلتي الصغيرة!!..
تردد رقية في بداية الأمر ولكنها وجدت نفسها بلا وعي توافق وتذهب معها…
……………………
-في منزل يمني!!..
وقفت علي عتبة الغرفة وأسندت رأسها علي الباب تراقب الصغيران النائمان بجوار بعضهما بإبتسامة على ثغرها فصدق من قال إنهم ملائكة!!
جاءت من خلفها “يمني” وهي تحمل الصنية المعدنية عليها أكواب العصير وبعض من قطع الكيك قائلة :-
-اللعب بيهدهم طول النهار بقاا!!..
ثم تابعت بنبرة جادة :-
-تحبي أصحيهملك ؟!..
إستدارت لها قائلة بنفي :-
-لاحرام سبيهم نايمين!!..
ثم أبتسمت قائلة :-
_شكلهم حلو اوى بسم الله ماشاءالله، ربنا يخليهملك!!..
يمني بإبتسامة أيضاً :-
-ويخليكي ياحبيبتي!!..
ثم أشارت برأسها نحو الصالة قائلة :-
-يله بينا نقعد!!..
أومأت رقية برأسها ثم أغلقت الإضاءة والباب عليهما، وسارت مع “يمني”…
وضعت يمني الصنية علي الطاولة الصغيرة وجلست بجوارها فكانت رقية تتفحص الصور المعلقة علي الجدران فرأت صور زفاف خاصة بيمني وزوجها والغريب لدي رقية أن يمني تظهر في الصورة بوجه عادي هادئ جميل خالي من التشوهات وقبل أن تسأل، جاوبتها يمني بإبتسامة حزينة :-
-أنا حصلي كده بعد جوازي!!…
هزت رقية رأسها بفهم، فتابعت يمني بهدوء :-
-وعلي فكرة جوزي كمان كان بيروح وبيجي بيا عشان يعالجني، بس لو لقينا علاج أو كريمات بيكونوا غالين اووي وأنا جوزي موظف علي اد حاله!!..
تذكرت رقية “جاسم” ومحاولاته المستمرة في علاجها بعلمها وبدون علمها، فجاسم عاجز عن علاجها رغم إنه ثري، وزوج يمني عاجز لأنه فقير، فالمسألة لم ترتبط بفقر أوغناء المسألة هي عندما يريد الله يحدث كل شئ، ويزول الكرب..
فتحدثت رقية بخفوت :-
-وأنا كمان جوزي بيحاول كتير يعالجني..
يمني بدعاء :-
-ربنا يخليهولك ويخليلك آآآآ…
ثم تذكرت شئ فنظرت لأحشائها قائلة بتعجب :-
_انا كنت فاكرة إن بطنك كانت كبيرة انتي مش كنتِ حامل… والدتي؟ !!..
أبتسمت رقية قائلة بمرارة :-
-سقطت في نفس اليوم اللي شوفتيني فيه!!..
حزنت يمني عليها بشدة فشعرت أنها المتسببه في ذالك فقالت بتأسف :-
-أنا أسفه والله أسفه بجد!!…
ربتت رقية علي كفها قائلة :-
-ده نصيب!!..
يمني لتجاري الحديث هتفت وهي تبتسم :-
-كلميني عنك وعن جوزك بقاا!!..
تنهدت رقية وهي تسند رأسها علي كفها :-
-جوزي ده الحاجة الوحيدة الحلوة اللي حصلت في حياتي!!.
يمني بمشاكسة :-
_ياسلام ياسلام بتحبيه اوي كده!!..
رقية وهي تبتسم بحياء:-
-بحبه أوووووي دي كلمة حب قليلة عليه !!..
ثم تابعت بحزن :-
-بس ياخسارة عايش في عذاب بسببي!!…
يمني بجدية :-
-عذاب؟! ليه كده!!…
رقية بألم :-
-يعني أنتي مش عارفة؟! صعبانة عليا نفسي اووي وانا معاه وهو كمان صعبان عليا مع إنه وجعني الإيام اللي فاتت دي !!..
تنهدت يمني بصوت مسموع قائلة بنبرة جادة للغاية :-
-رقية حاولي تتعايشي!! بلاش تضيعي عمرك في الزعل علي نفسك، أنتي بتحبي جوزك وهو بيعشقك، ملكيش دعوة بحاجة وإرمي كله ورا ضهرك، عيشي عشان نفسك وعشانه وعشان اللي بيحبوكي واتمتعي بحياتك ، عيشي العمر بيجري بينا مضيعيش جوزك من إيديك أسعديه ومتعيه، طالما هو شايفك ست الستات يبقا خلاص ، اتغلبي علي إي ضعف واستمتعي مش هنفضل طول عمرنا بنبكي!!..
رقية بإنفعال :-
-مش سهل عليا وأنا مش ضعيفة أنا يمكن أكون أقوى منك علي لأقل مخبتش وداريت وشي ورا قماشه…
إبتسمت لها إبتسامة وجع مع إبتسامة معاتبة قائلة :-
-يمكن يكون معاكي حق!! لكن أنا لما خبيت وشي خبيته عشان اشتري سعادة نفسي عشان مسمعش كلمة تضايقني وتقفلي يومي!! خبيته عشان انا دنيتي كلها في الأربع حيطان دوول دنيتي مع جوزي وعيالي وأنا معاهم بكون مش مضطرة اخبي وشي لأنهم متقبليني بكل حب تقدري تقولي بخلق سعادة لياا في عالمي مش في عالمهم لاني مش فارق معايا أعيش في عالمهم..
شعرت رقية بالحرج وهي تزفر بضيق قائلة :-
-أنا أسفه سامحيني انا الايام دي بقيت دبش وبزعل حتي أقرب ناس لياا..
ثم إقتربت وقبلت رأسها، إبتسمت لها بصفاء قائلة :-
-محصلش حاجة يارقية!!..
فتابعت حديثها قائلة :-
-ماتستخريش جوزك في نفسك يارقية عشان ده عوض من ربنا…
نظرت لها بعدما لمعت عينها، فأومات يمني إيماءة بسيطة برأسها قائلة بجدية تامة :-
-متبصيش كده أيوة عوض!!..
ثم أشارت بسبابتها الي صور صغارها وزوجها قائلة :-
_ودوول كمان عوض، ربنا مش بياخد كل حاجة من عبده كل وجع بيبقى قصاده فرحة هو أبتلانا بكده ورزقنا بأزواج صالحين يتقوي ربنا فينا!! واصبري يارقية علي أبتلاء وحكم ربنا ده ربنا بشر الصابرين في كتابه …
فقرأت بصوت عذب :-
-“واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا ”
ربتت علي فخذيها قائلة بنبرة راضية :-. – بصي لجوزك علي أنه عوض مش واحد بيشفق عليكي لا ده رزق من ربنا وعوضه ..
فأرتسمت إبتسامة جميلة علي ثغرها قائلة :-
-ومفيش أجمل من عوض ربنا، ده عوض ربنا جميل أوووي!!..
وحديثها لمس قلب رقية فشعرت بقشعريرة تسري في جسدها فكان كالبلسم والدواء عندما يوضع علي الداء…
…………………….
-علي متن الباخرة..
معتز بضيق :-
-ينفع اللي أنت عملته ده يعني، بقاا دى تصرفات رجل أعمال!!!…
رمقه جاسم بجدية قائل :-
-أنا مش عارف أيه سر تمسكك بيها أصلاً!!..
معتز بضجر :-
-ياجاسم بقولك ملهاش حل!! دي ماكنه كده في السوق…
ثم تابع بهيام :-
-دي عندها مقومات تطلعها الفضاء!!
تهكم وجه جاسم وهو يهتف معترضاً بنزق:-
-مقومات من أنهى ناحية بالظبط!!..
انهي جملته ليضحك معتز بقوة ثم غمز له قائل :-
-من كل حته ياعم!! دي صاروخ أرض جو!!..
جاسم بإبتسامة بنصف نظره:-
-أيه بتفكر تكون طليقها الخامس ولا حاجه!!!
رفع معتز كفيه قائل بفزع مصطنع :-
-توبنا إلي الله وهو أنا حملها ولا ادها ياجدع!!..
وبينما هما يمازحان أصدر هاتف جاسم رنين معلن عن وصول رسالة من أحد رجاله المكلف بالمكوث أمام الفندق لحماية رقية ومراقبتها “جاسم بيه الهانم خرجت من الفندق لوحدها ودخلت مسجد وخرجت مع واحدة ودلوقتي هي موجودة في – – – – – – -“.
قرأ جاسم الرسالة بعينان يتطاير منهما الشر وبعدما أنتهى ألقي الهاتف بغضب على الطاولة فهي مصىره علي إستفزازه وعصيانة !!..
معتز بتسائل :-
-في أيه مالك!!..
لم يجيبه معتز بل نهض وجذب هاتفه ورحل كالقذيفة…
……………….
-في مقهى شعبي ..
كان محمود جالساً في داخل المقهى يرتشف الشاى الساخن ويراقب المارة من الداخل، يري الشباب الضائع وهو يتعرض لفتيات الحارة بالألفاظ الخارجة وأحياناً يحدث تطاول باليد، فغمغم مع نفسه بعدم رضا، وعندما اقترب بكوب الشاى من فمه رأي محبوبته “مني” وهي تتعرض للمعاكسة إوالتحرش الباذئ بالألفاظ من شاب منهم وهو يسير خلفها ، فجرت الدماء فعروقه ووضع كوب الشاي علي الطاولة وإنطلق للخارج…
لم يشعر بنفسه إلا هو يلكم الشاب في وجهه عدة مرات، فإلتفت لمني قائل بخوف حقيقي :-
-أمشي أنتي!!..
وقفت حائرة لاتعلم أين تفعل تذهب أم تبقى وفي الاخير اتخذت القرار وذهبت لمنزلها ..
أقترب منه الكثير من الشباب للدفاع عن زميلهما وكما يقولون الكثرة تغلب الشجاعة فأصبح يتلقى هو الضربات وسط الجموع المتفرج فحاول الدفاع عن نفسه فأخرج فرد منهم سلاح حاد من بنطاله ويضربها بقوة في باطن محمود الذي سقط على الإرض وهما يفروا هاربين….
……………
-في منزل يمني!!
نظرت رقية للساعة فقالت بجدية وهي تمسح دموعها :-
-أنا لازم أمشي أتأخرت أوووووي!!..
أمسكت بها قائلة برجاء :-
-خليكي شوية استني حتي العيال تصحى!!..
رقية وهي تبتسم :-
-هجلهم مخصوص المرة الجاية!!..
فنهضت رقية ويمني لتعانقها قائلة بحب :-
-أهو بيتي مفتوح في أي وقت تحبي تجي، بس بالله عليكي ماتقطعي وتيجي…
رقية بإيماءة بسيطة :-
-حاضر!!..
يمني بهدوء وهي تربت علي كفها :-
-لا إله إلا الله!!..
رقية بإبتسامة خفيفة :-
-محمداً رسول الله…
ثم سارت نحو الباب وسارت خلفها “يمني” لتقدمها للباب وهي تضع نقابها علي وجهها
أستعدت للرحيل من هذا المكان الذي جاءته دون علمه رغم تحذيره بعدم فعل ذالك.. سارت نحو الباب وعندما فتحته أتسعت عينها بصدمة وتصلبت مكانها وهي تراه أمامها بملامح تكاد تفتك بها، إبتلعت ريقها بصعوبة بالغة وتسارعات دقات قلبها وقبل أن تنطق بحرف خرج صوته الغاضب والذي يحمل قنبلة علي وشك الإنفجار :-
-قدامي ياااهانم!!…
شعرت بأنها كما يقولون “حفرت قبرها بإيديها” فقضي الأمر واقتربت النهاية فقد نفذ صبر العاشق وربما تكتب نهايتها بيدها، النهاية التي تقترب …
…. يتبع