لم أكن دميمة يوماً 2..بقلم \شيماء علي

الفصل الخامس والعشرون..”عودة الصديقة الغائبة.. تمارا النجدي”
إبتعد عن الباب مسافة لابأس بها ثم دفع الباب بجسده مرة واثنان حتى إنفتح ودلف بهلع للداخل ليجدها ممددة بداخل المغطس وتسند رأسها علي حافة المغطس وعبراتها الحارة تسقط في ماء المغطس وكإنها مغيبة عن الواقع.. اقترب من المغطس بذهول وهو يردد :-
-رقية!!..
ثم جثي علي ركبتيه بجوار المغطس وعدل من وضعية رأسها جيداً وهو يتحدث بقلق بالغ :-
مالك كده فيكِ أيه؟!..
نظرت له نظرة باهتة حاولت أن تنطق ولكن واجهت عجز في ذالك كما واجهت عجز في الحركة… فتحدث على عجالة :-
-طب انتي سامعاني!!
أومإت برأسها إيجاباً ببطء للغاية فساعدها علي الاعتدال وجذب منشفة قطنية كبيرة الحجم ليحيط بجسده كاملاً ، شعر بها تجاهد لتدفعه تشنجت ملامحها عندما اقتربب منها هكذا.. هل كلام الطبيبة صحيح هل خلق حاجز بينهما!! .. لف جسدها بعناية فحاوط خصرها بيده ووضع يده الأخرى أسفل ركبتيها ليحملها بحذر ويخرج بها من المرحاض..
وضعها علي الفرأش لترتخي رأسها علي الوسادة وتغلق جفينها مستسلمة لنوبة الإرهاق التي غزت جسدها، اعتدل في وقفته ووضع يده في جيب بنطاله الرياض ليخرج هاتفه ويهاتف موظفه في المزرعة قائل بلهجة أمر جامدة :-
-في دقيقة تجبلي الدكتورة هناا.. متسألش أخلص!!..
ثم القي الهاتف علي الكومود بدون أكتراث، وجلس بجوارها ليضع يده علي جبهتها يتحسس درجة حرارتها ليجدها باردة.. تنهد بصوت مسموع فهي منذ أن تقيأت علي بنطاله وهي مريضة، ولكنه تجاهل الأمر دون قصد منه، نظر لتلك المنشفة التي تغطي جسدها بعدم رضا، فجذب منامتها القطنية واقترب منها بشده ليحل المنشفة عن جسدها ولكنه تفاجئ بها تفتح عينها بهلع وهي تزيح يده، فحاول أن يطمنها قائل بجدية :-
-متخافيش مش هعملك حاجة!! هساعدك تلبسي هدومك..
هزت رأسها بالنفي وهي تتمسك بالمنشفة جيداً، رمقها بجمود ثم القي منامتها بغضب.. حضرت الطبيبة فنهض ليترك لها المجال لتجلس علي الفرأش وتقوم بفحصها، لاحظت تلك الكتل والخدوش في جسدها فتبدو لها إنها تعرضت لإغتصاب فرمقت جاسم بشك ليستقبل النظرة بملامح جامدة، ولاحظت أيضاً أن رقية تتحرك بجسدها وكأنها تريد تغطيته وقد ظهر عليها الرفض الكامل وهي تزيح يد الطبيبة بأعياء وتتمسك بمنشفتها عندما حاولت الطبيبة تضع سماعتها، بدا الشك يكثر بداخلها فوجهت حديثها لجاسم بجمود :-
-ممكن تفضل بره!!..
جاسم بنبرة شبه غاضبة :-
-أطلع بره!! دي تبقا مراتي..
نظرت لكدمات جسد رقية قائلة بتهكم :-
-ماهو واضح جداً إنها مراتك..
أحتدت ملامحه أكثر وهو يقترب منها قائل بتحذير :-
-ياريت تشوفي شغلك اللي انتي جايه عشانه!!..
هي بجمود :-
-اشوف شغلي ازاي دي رافضة انى اكشف عليها اصلاً، أنت مش شايف قدامك، وده يمكن عشان انت موجود فياريت تتفضل..
نظرة لها نظرة غاضبة وقد كور قبضة يده وغادر الغرفة.. لتزفر بأرتياح وهي تتابع محاولاتها مع رقية والتي استجابت قليلاً بعدما وجدته غادر، لم تجد لديها أي مرض عضوي بإستثناء ضغطها المنخفض الذي سبب لها نوبة الصداع وقلة الغذاء التي سببت لها ضعف ولكن مايتعبها حقاً ألم نفسي ، أنهت الكشف عليها وتبسمت لها وهي تضع عليها الغطاء ثم تأخذ حقيبتها العملية وتنهض وكثير من الشكوك جاءت برأسها فهل تزوج من هذه لتصبح وسيلة لتنفيذ رغباته فقد ظنت إنه سادي، عندما وجدت حالة رقية بهذه الشكل يتلذذ بوجعها وضعفها وربما هو الذي يمنع عن طعام ويتركها عارية بهذا الشكل بل يغلق عليها!! تراكمت الأسئلة في ذهنها ثم وقفت أمامه ومدت يدها بورقة قائلة بلهجة جادة :-
-ضغطها واطي وشكلها مش بتاكل، أنا كتبتلها علي محاليل وفيتامينات لازم تاخدهم..
خطف منها الورقة بغضب ثم قائل بجمود :-
-متشكرين!!.
زفرت بضيق قائلة بنبرة متهكمة :-
-ياريت تروح تعالج نفسك، وده مش عشانك ده عشان الغلبانه اللي جوه دي، كفايه اللي هي فيه مش ناقصك تتطلع عليها مرضك.. سبها واتجوزلك أي واحدة عاهرة ترضي تعمل اللي إنت عاوزه ده ومتخافش هتلاقي بفلوسك النوع ده كتير أوي..
رفع جاسم حاجبيه ثم نظر خلفه ليتأكد أنها توجه الحديث له قائل بنزق :-
-هو الكلام ده ليااا أناا!!..
جاوبته بإنفعال :-
-ايوة أنت كل حاجة كشفت وظهرت إنك واحد سادي!!..
نطق الكلمة بصدمة ممزوجة بسخرية :-
-سادي!!..
تقدر تنكر كده!! تقدر تقولي إنت ليه كنت قافل الأوضة عليها!! وسايبها كده من غير هدوم!! اهاا..
رمقها جاسم مطولاً ثم عبث في خصلات شعره ثم شاور لها بأن تقترب ليهمس بغل وغضب وهو يجز علي أسنانه :-
-ورحمة أبويا لو مختفيتي من وشي في ظرف ثواني لهندمك علي اليوم اللي فكرتي فيه تلبسي بالطو وهفرجك السادية شكلها ازاي!!.
ثم صاح فجأة :-
-أاااااامشيييي..
أرتعش جسدها ودب الخوف في أوصالها لتفر سريعاً وترحل..
وقف مع نفسه مذهولاً ومصدوماً من الذي سمعه وضرب كفاً علي كف ساخراً :-
-مره مغتصب ومره سادي المره الجايه هكون أيه بقاا!!..
ثم نظر للورقة التي في يده، وأعطاها لأحد من العمال ليقوم بجلب الدواء المراد..
……………………..
-في البناية..
كان فاطمة تشتعل غيظاً عندما علمت من “جيهان” أن جاسم أخذ رقية فجلست بجوار زوجها قائلة بسخط :-
-ياراجل إتصل بالجدع ده وشوفوا راح بالبت فين!! احسن يكون موتها ولاعمل فيها حاجة!!..
كان راضي علي العكس فشعر بالإرتياح عندما علم أن إبنته مع زوجها ، رغم شعوره بالخجل لأنه اخفي ذالك عليه ولكن سوف يشرح له كل شيء عندما يقابله..
فاطمة وهي ترمقه بتهكم:-
-ياراجل هو أنا بادن في مالطه ولا بكلم في نفسي رد عليا!!.
زفر بضيق قائل :-
_أنا كلمته يافاطمة وقالي أن البت معاه وبعدين محدش يقدر يتكلم معاه دي مراته يعمل فيها اللي هو عاوزة!!..
ضربت فاطمة علي صدرها بقوة قائلة :-
-أخس عليك ياراضي، عاوزنا نسيب البت كده!!..
راضي بنفاذ صبر :-
-صبرني يااارب!!..
………………..
-في منزل رباب..
جلست تطعم صغيرها علبة” الزبادي” علي الاريكة وهي تلهو معه،فتحدث زوجها محمد النائم علي الإريكة بجوارها فمنذ أن تعطل “التاكسى” الخاص به وأصبح دائما جالس في البيت :-
-قوليلي يارباب هو جوز أختك ده ماينفعش يدينا قرشين كده نمشي حالنا بيهم لحد مالعربية تتصلح..
توقفت عن إطعام صغيرها وهي تتنهد بصوت مسموع وإستدارت له قائلة بضيق :-
-حتي لو ينفع يامحمد انا هتكسف اطلب منهم حاجة زي دي…
محمد بتهكم :

_يابت تتكسفي أيه ده أنا سامع إن جوز اختك ده معاه ملايين!! وبعدين ده واجب اختك عليكي بدل ماهي اتجوزت كده ولاسألت فيكي انتي وعيالك مش المفروض كانت تفتكرك بحاجة انتي ولا العيال بدل ماهي متمرمغة في العز لوحدها..
رباب بنزق :-
-وهي تفتكر العيال ليه!! تكونش أبوهم ولاحاجة هي مش ملزمه منهم أصلا…
ثم تابعت بنبرة حزينة:-
-ده كفايه اللي هي فيه دي كانت خلاص هتطلقك، وأنا مكنتش معاها في ظروفها دي منه لله اللي كان السبب!!
قالت له ذالك وهي تنظر له نظرات ذات مغزى..
لم يتأثر بذلك فأشاح بوجه قائل :-
– طول عمرك وش فقر!!..
خرج طفلها الثاني من الغرفة وهو ينظر لفارغ الزبادي قائل :-
-أنا جعان!!..
ملست علي شعره بحنان قائل :-
-حاضر ياحبيبي هقوم أعمل أكل دلوقتي!!..
ثم نظرت لزوجها قائلة بجدية :-
-محمد قوم انزل هاتلنا جبنة وبيض وعيش عشان العيال تتغدا!!..
محمد بنبرة ساخرة :-
-منين إن شاء الله مانتي شايفاني مبلط جمبك في الخط، ده كل اللي في جيبي عشرة جنيه هقعد بيهم علي القهوة بالليل قومي اعمليلهم أي حاجة …
التوي فمها ساخراً :-
-اعملهم أيه دي التلاجة فاضية آخر حاجة كانت فيها علبه الزبادي اللي أكلها إبنك!!..
فتابع بدون أكتراث وهو يلوح بيده :-
-طب خديهم وروحي عند امي ولا أمك وهما اكيد هيشبطوا فيكم عشان تتغدوا..
اتسعت عينها بصدمة وهي تسمع رده مكرره :-
-أمي ولاأمك!!..
كان الصغير علي وشك البكاء وهو يجذب عباءتها قائل :-
-أنا جعان بقاا..
تنهدت بقلة حيلة وهي تضع يدها علي إذنها لتلمس القرط الذهبي ففكرت في شئ ما قائلة بخفوت :-
-حاضر ياحبيبي هننزل نجيب أكل!!..
……………..
-في المزرعة…
في وقت الغروب،كان يعتلي فرسه ويتجول به هنا وهناك أحياناً يسرع للغاية وأحياناً يبطئ وكأنه في صراع داخل نفسه، انتهي من جولته ليعيد فرسه إلي الأسطبل، هبط من فوق ظهر الفرس ليستلمه السائس منه، وقبل أن يغادر لاحظ وجود الطبيب البيطري بالداخل وقبل أن يسأل جاءته الإجابه من السائس سريعا :-
-الدكتور هنا عشان الفرسه رقية، ضعيفة كده من ساعة ماتولدت وهي رافضة الإكل..
تمتم بين نفسها بحزن :-
-زعلانه عشان خاطر صاحبتها زعلانه!!
السائس بتعجب :-
-بتقول حاجة يابيه!!
فاق جاسم لنفسه وربت علي كتف السائس قائل :-
-مفيش حاجة دخل انت جاسر بس..
السائس بطاعة :-
-أومرك ياجاسم بيه!!..
-أخذت دوائها وتناولت بعض اللقيمات، وترك لها الحرية في الغرفة وخرج في جولة مع “جاسر” وبعدها خلدت للنوم من تأثير الدواء، فأستيقظت والشمس راحلة إعتدلت وهي تصدر إنين منخفض ثم نزعت إبرة المحلول من يدها ونهصت بإعياء فلاحظت إن جسدها محاط بالمناشف، فزفرت بملل ثم نظرت بتفكير وهي تنظر نحو الخزانة ثم أقتنعت بالفكرة وسارت نحوها، فتحت الخزانة لتجد مجموعة من قمصان جاسم المنظمة فعضت علي شفتيها بحرج وهي تتفحصهم واحد تلو الاخر لتمسك يدها قميص ابيض اللون قصير نوعاً ما.. جذبته سريعاً من علقته
والقتها بداخل الخزانة… ثم حلت المناشف من علي جسدها لترتدي القميص الذي يصل إلى ماقبل ركبتيها .. وبينما هي تغلق أزراره فوجئت بالباب ينفتح ويدلف منه جاسم، تلعثمت وأصابها الحرج الشديد ولم تنتبه أنها أغلقت الأزرار بالخطأ.. وقف لبرهة يتأملها وهي تضع رأسها في الأرض وتحاول أن تخفي ساقيها.. وبينما هي ترفع رأسها بحذر لاحت في ذاكرتهما موقف مشابه لذلك وكأن التاريخ يعيد نفسه..
-فلاش باك…
في منزلهما أول حياتهم الزوجية، كان هو بالخرج يشاهد المباراة الرياضية عبر التلفاز، وهي بالداخل خرجت اللتو من المرحاض وتستر جسدها بمنشفة صغيرة وقفت أمام حقيبتها الذي جلبها أفراد الأمن من الجراج.. وفتحتها لتجد شئ مناسب لكي ترتديه أمامه دون حرج فكلها ثياب تكشف أكثر ماتستر وهما حتى لأن لم يقتربا من بعضهما كما وعدها جاسمها فزفرت بضيق وأغلقت الحقيبة، لتنطر الي الخزانة وقد لمعت فكرة في ذهنها فأطمئنت أن الباب مغلق، وسارت للخزانة لتختار قميص منه فأنتشلت واحداً وارتدائته سريعاً وبينما هي تغلق الزرار الإخير فُتح الباب علي غفلة ليدلف جاسم قائل بتسائل :-
-رقية ماشوفتي—-
قطع حديثه عندما رأها بهذا الشكل، اما هي تمنت أن الإرض تنفتح وتبتلعها الإن فقد تلونت وجنتيها بحمرة الخجل، سار نحوها ببطء وهو يبتسم بتسليية حتي حاصرها عند الخزانة قائل :-
-مش المفروض اللي بياخد حاجة يستأذن!!
أرتبكت قائلة :-
-ما أنا كنت آآهقولهلك!!..
جاسم وهو يرمقها بتسليية :-
-والله تقوليلي بعد مالبستيه!! وبعدين أفرضي أنا قولت لااا..
صمتت وهي تفرك كفيها ببعضهما، فتابع بجدية :-
-ردي عليا أفرضي ماوافقتش..
رفعت عينها قائلة بخفوت وحرج ونبره شبه حزينه :-
-كنت هقلعه!!!
أبتسم بقوة قائل بفرح :-
-حلو اووي اقلعه دي يله بقاا!!..
نظرت له بعدم فهم فتابع بخبث :-
-أيه مالك!! أنا مش موافق وعاوز قميصي بقاا يله أقلعي زي ماقولتي!!..
إبتلعت ريقها قائلة بحرج :-
-طب أطلع وأنا هقلعه!!..
جاسم بإصرار واضح في نبرته :-
-اخد حاجتي في أيدي معلش!!..
ثم تابع بجدية مصطنعة :-
-وبعدين القميص مكوي عشان البسه وأنا رايح الشركة!!..
ثم إقترب منها ليحل ازراه قائل علي عجالة :-
-يله بقا قبل مايتكرمش!!
إبتلعت ريقها مرة أخرى وعينها تترجاه أن يتركه لها قائلة :-
-ما أنت عندك كتير في الدولاب !! آآ سيبني إلبس ده بقاا..
هز رأسه بالنفي قائل بإصرار واضح في نبرته :-
-لا ماليش دعوة أنا عاوزة قميصي اللي انتي لبساه ده،إقلعيه!!
عضت علي شفتيها بحرج، فوجدت له تمددت لتفتح ازار القميص إزاحته سريعاً قائلة بنزق:-
-حبكت يعني تلبس ده النهاردة!!..
جاسم وهو يتصنع البرود :-
-مزاجي كده!! انا حر مش هدومي،وبعدين القميص ده بيبقا حلو عليا…
تملك الغيط منها فقالت بإندفاع :-
– كل هدومك بتبقا حلوه فيك، بطل بقاا..
لم تنتبه إنها تغزلت به دون قصد، أما هو إبتسم بخبث علي حديثها ، وأراد أن يتغزل بها ولكنه بطريق مباشرة فقال وهو يحدق بجسدها الذي لايستره سوا قميصه الذي يصل الي ماقبل ركبتيها، وساقيها العاريتين التي تضمهما معاً وتفرك قدميها بعضهما فعض على شفتيه برغبة:-
– إلا القميص ده بيخليني سكر، بيخليني عسل كده، يالهوي عليا وأنا لبسه !!!..
توردت وجنتيها بحمرة الخجل وأشاحت وجهها سريعاً، لتتسع عينها بصدمة وهي تشعر بأنفاسه قريبة منها قائل بنبرة جادة ويده تعبث في القميص :-
-حيث كده بقاا لازم أخد حاجتي بنفسي!!!..
فاستدارت له وهي تتمسك جيداً به قائل برجاء :-
-طب خلاص اعتبره سلف النهاردة !!..
فكر قليلاً قائل بنصف عين :-
-أمممم وهترجعيه!!!..
هزت رأسها سريعاً بالإيجاب، ليتنهد بعمق قائل أخيراً :-
-ماشي موافق بس بشرط…
وقبل أن تظهر الإبتسامة على ثغرها أختفت فتابع بنبرة لئيمة :-
-هترجعيلي معاه حاجة تانية!!..
قطبت مابين حاجبيها بتعجب :-
-آآ حاجة إيه دي أنا ماخدتش حاجة تانية..
إنهت جملتها لتتفإجي به ينحني ليلتقط شفتيها ويقبلهما بحب وهو يزيح خصلات شعرها المبتله وراء ظهرها، إبتعد عن شفتيها ببطء وابتسم قائل بصوت أقرب للهمس :-
-إنتي كده مديونه لياا بالقميص والبوسه ،يعني ترجعيهم مع بعض..
ثم تابع بمرح :-
-وياريت البوسه تبقي قبل القميص!!
ثم تعالت ضحكاته علي هيئتها المصدومة وغادر الغرفة…
بااااك…
أطلق تنهيدة عميقة من صميم قلبه، أما هي رمشت بعينها عدة مرات بعد تجمعت العبرات في مقلتيها، نظر للكومود فوجدها تناولت من الطعام ومن العصير الطازج واخذت أقراص من دوائها فأوما رأسه بإعجاب قائل بجدية :-
-كويس إنك أكلتي واخدتي العلاج!!..
ثم سار نحوها قائل :-
-بس قومتي ليه من السرير أنتي لسه تعبانه!!..
وقفت أمام المرأة لتمشط شعرها بهدوء تام، فرأي أنعكساس صورتها في المرأة ورأي الخطأ الموجود في غلق أزرار القميص فسار ليقف خلفها ويمد أنامله من الخلف وهو يسند برأسه علي كتفها، ألقت الفرشاة سريعاً وحاولت التملص منه ولكنه حاوط خصرها بيده قائل بلهجة أمر :-
-أششش أهدي!!..
لم تسكت حركتها وهي تتشنج بينما هدأت قليلاً وهو يغلق لها الأزرار جيداً، تعمد أن يستغرق وقت حتى يكون بجوارها لهذا الحد دون عنف أومقاومة، وتبدو إنها نست كل شئ وقررت الإستمتاع بقربه فأبعد أنامله وابعد شعرها للناحية الإخري ليجد شفتيه تتجول علي عنقها، أغمضت عينها بإستسلام وإستمتع وفجإة فاقت لنفسها لتبعد منه سريعاً وهي تحتضن نفسها وتهز رإسها برفض تااام، ثم صاحت بقوة :-
-أنا لسه مانسيتش اللي عملته فيااا!!!..
مسح علي شعره بضيق وصدره يعلي ويهبط بعنف لايعرف لماذا فعل هكذا فهل اشتاق لها لهذه الدرجة…
ثم تابعت بنبرة باكية :-
– جرحك لسه معلم وملمش، وياتري هتعتبر أن القميص سلف ومعاه بوسة في رقبتي كمان، وياتري هتستني إني اردلك دينك ولا هتربطني أنت في السرير وتاخده بنفسك هاااا!!!
حاول أن يسيطر على إنفعالاته ويقدر حالتها الصحية فأكتفي بنظرة جامدة وأستدار قائل بلهجة أمر :-
-جهزي نفسك بكره راجعين القاهرة!!!..
تحدثت بتهكم من بين دموعها :-
-أجهز نفسي يعني ألبس الملايه!!..
غادر الغرفة بهدوء ليعود مرة أخري وهو يحمل حقيبة ثيابها ويلقيها علي الفرأش بدون أكتراث… وزعت نظرها بين الحقيبة وبينه بهدوء لتقترب منها وتفتح سحاب الحقيبة، فلاحظ هو منامتها الملقاة بجوار الفراش فسار بهدوء وجبلها ليضعها أمامها علي الحقيبة.. أمسكتها بيدها وضحكت بتهكم وهي تنظر له قائلة :-
-تحب إلبسهالك!! ولا هتقطعها زي هدومي التانية!!.
لم يعد يحتمل أكثر من ذالك فقبض علي ذراعها بقوة قائل بحده :-
-اقسم بالله يارقية أنتي مش عارفة أنا مانع نفسي منك إزاي، أنا بحاول قد ما أقدر إن أمتص غضبي عشان مضركيش فبلاش تستفزيني!!..
ثم ازاحها بقوة وخرج….. وطوال الليل لم تستطع أن تغمض جفن تبكي وترى أحلام مزعجة وتنتفس بقوة، كان مستيقظ يشعر بها ويسمع بكائها ويشاء القدر أن التيار الكهربائي ينقطع لتتوقف عن البكاء وتنظر حولها برعب فلم ترى شئ في هذا السواد الحالك، أرادت أن توقظه ولاتعلم انه مستيقظ بالفعل ولكنها جاهدت حتي تتخلص من حالة الفزغ فلم تنجح وتعالي بكائها، فرق قلبه لها وإستدار لها وهو يمد ذراعه ليجذبها بقوة لترتطم في صدره ويحيطها بيده لتبقى في احضانه لم تصدر منها اي علامة رفض بل إنها راحت في سبات عميق بين أضلاعه…
………………………
-في الصباح موعد مع يوم جديد، تحركت السيارة بهما متجهه إلي القاهرة.. وعندما وصلا القاهرة توقفت سيارته عند إحدى الفنادق قائل بأمر :-
-يله أنزلي!!..
نظرت له بتعجب قائلة :-
-هنعمل أيه هناا!!..
نظر أمامه وهو يجيبها بهدوء :-
-هنتغدا اكيد جوعتي من الطريق وكمان عشان تاخدي الدوا بتاعك ..
هزت رأسها برفض قائلة بخفوت :-
-لا أنا مش جعانة انا ب آآآآ…
قاطعها بصرامة :-
-أنا مش باخد رأيك على فكرة!! أنا بأمرك!! ولما اقولك إنزلي يبقي تنزلي…
ثم رمقها بحده :-
-إنزلي!!..
إبتلعت ريقها وهي تمد يدها لتفتح باب السيارة وتهبط كما فعل هو…
-في الداخل…
دخل بها مكان فخم ليس مزدحم يبدو عليه الهدوء والنظام وعندما لاحظت الناس تبدأ تنظر إليها وضعت رإسها في الأرض وسارت معه سريعاً فوقف فجأة لينظر لها وبدون مقدمات وضع يده في يدها وكأنه يحدثها “أنا معاكي”.. فوزعت نظره بينه وبين يده ثم نظرت في إتجاه معين لتهتف بسعادة عندما رأت شخص :-
-سارة!!!…
ثم تركت يده وسارت لتركض سريعا وتلقي نفسها في أحضان رفيقتها الغالية الغائبة.. إحتضنتها سارة بشوق قائلة :-
-وحشتيني اووي ياروكاا!!!..
رقية بإشتياق :-
-وانتي كمان اووي وحشتيني جدا!!..
لاحظ جاسم ان الموقف لايسمح بوجوده فأقترب قائل بأبتسامة :-
-اسيبكم بقاا تشبعوا من بعض براحتكم، لازم اروح الشركة حالا…
سارة بامتنان :-
-بجد مش عارفة اشكرك ازاي علي المقابلة دي، ده أنا يدوبك نظرت من الطيارة لاقيت مكالمتك..
راقبتهما بذهول فهو المخطط لذلك وليس صدفة!!
جاسم بجدية وهو ينظر لرقية :-
-مفيش داعي للشكر كنت حاسس أنها محتاجاكي!!..
رمقته بصمت دون أن تتفوه بكلمه..
قرر الرحيل فهمس لها قبل أن يرحل بجمود :-
-اتبسطي النهاردة ،وخدي حريتك مع صحبتك.. أخر النهار هرجع اخدك من هناا ولو جيت ملقتكيش هتشوفي تصرف مش هيعجبك يارقية.. سلام !!…
راقبت طيفه وهو ينصرف ثم أخذتها رفيقتها لإحدى الطاولات…
جلست سارة في قبالتها رقية قائلة :-
-طمنيني عليكي يارقية!!..
رقية بنبرة باهتة :-
-مفيش جديد ماانا كنت بحكيلك كل حاجة في التليفون!!…
سارة بنبرة ذات مغزى :-
-كنت حاسه إنك مخبيه حاجة!!..
ثم تابعت بنبرة آسفه :-
-أنا اسفة يارقية..اسفة لأنك ملقتنيش جمبك في وجعك ملقتيش حد ترمي نفسك في حضنك وتشكيله!!..
رقية بإبتسامة :-
-مانتي كنتِ مع جوزك هتعمليلي ايه يعني.. بس انت مقولتليش إنك راجعة النهاردة!!..
سارة بجدية :-
-أنا أصلاً اتفاجئت برامز بيقولي جهزي نفسك راجعين مصر، بس بيني وبينك احسن اهي الدراسة قربت وكمان اعيش في شقتي شوية ده انا يدوبك رجعت من شهر العسل لاقيت نفسى في السعودية لأن أهل رامز عاوزين يشبعوا مننا شوية..
رقية بخفوت :-
-ربنا يسعدك ياحبيبتي!!.
فتابعت بلهجة مرحه :-
-طمنيني مفيش حاجة جايه في السكه!!!..
بدأ علي سارة التوتر قائلة بإبتسامة :-
-هااا تصدقي نسيت اقولك إن شاكه أني حامل!!!…
رمقتها رقية بذهول قائلة بصدمة وهي تأخذ نفسها :-
-سارة انتي خايفة أحسن أحسدك!!
سارة بصدمة :-
-اخس عليكي يارقية كده تظني فيا الظن ده انا يطلع مني كده!!..
صدمت سارة لأنها لم تريد تذكرها بموضوع سقوط جنيها ليس أكثر…
رقية بعدم إقتناع :-
-اصلك اتخدتي كده مره واحدة!..
ثم تابعت بعدم إهتمام وحزن :-
_هي جات عليكي يعني ومتتغيريش!!..
سارة بذهول :-
-أنا مش مصدقة إني بسمع منك كده!! إيه اللي حصلك يارقية، أنا سارة عارفة يعني ايه سارة!!..
ثوانى مرت عليهما لتهتف رقية وهي تنوي الرحيل فقد تذكرت مشواراً ما ولم تهتم لتهديد جاسم :-
-أنا لازم أروح مشوار!!..
سارة بتعجب :-
-رايحه فين!!!..
………………………..
-في شركة الراوي…
هتف جاسم بتسائل :-
-ومين الشريك ده؟!..
معتز بجدية :-
-قصدك شريكة تمارا النجدي بنت المرحوم رفعت النجدي…
جاسم بإنفعال :-
-انت اتجننت بقا عايزاني علي اخر الزمن أشارك واشتغل مع ستات !!!…
معتز بتهكم :-
-ماانت لو شوفتها مش هتقول كده!! دي بميت راجل مفيش صفقة إلا ولازم تكون من نصيب شركتهم…
جاسم بجمود وهو يغمز بعينه:-
-انسي الموضوع ده!!
وكإنه تذكر شئ فقال بتخمين :-
-مش دى اللي طليقها اتسجن بتهمة الاختلاس من البنك بعد مااعلن إفلاسه…
أومأ معتز برأسه إيجاباً فتابع جاسم ساخراً :-
-ونعمة الشريكة بجد!! انهي المهزلة دي يامعتز..
نهض معتز قائل بحذر :-
-ماينفعش اصل انا اتفقت معاهم واخدت ميعاد…
جاسم بحده :-
-اخلص من الموضوع ده يامعتز مش عاوز أسم شركتي يتحط جمب الناس دى!!!…
ثم تمتم بضجر بينه وبين نفسه :-
-ناقص أنا أصلي عشان أشارك واحدة ست…
معتز بإصرار :-
-بس أنا متأكد انها هتعجبك!!…
رمقه جاسم بحده من طرف عينه، فتنحنح معتز وهو يضيف :-
-احم احم مش قصدي تعجبك كواحدة ست ، قصدي تعجبك كسيدة أعمال شاطرة وكمان دماغ…
لم يتلقى رد فصمت معتز وقرر أن يجعلها مفاجأة له عندما تأتي له اليوم فربما تستطيع “تمارا النجدي” الاستحواذ علي “جاسم الراوي” فهي امرأة لاتقهر..

error: