لم أكن دميمة يوماً 2..بقلم \شيماء علي
الفصل الثاني والعشرون..مذاق قسوته
توقفت سيارته بالقرب من السيارة التابعة لنضال، وترجل سريعاً عندما تأكد من هويتها، كانت تنظر للناحية الأخري لذلك لم تلمحه أوتلمح سيارته وبدون إنذار تفاجئت بمن يمسك ذراعها بقوة قائل بصوت جمهوري :-
-بتعملي أيه هناا؟؟..
إلجمتها صدمة رؤيته شعرت إنها في مأزق طالعته بعدستها دون إن تتفوه بكلمة..
أمسكها بقوة وهو يعيد تسائله :-
-ردي أنا بكلمك بتعملي أيه هناا؟؟..
ثم نظر إلي السائق والسيارة وهو يتابع :-
-وعربية مين دي!! ومين ده؟!..
إبتلعت ريقها بصعوبة وتفوهت بخفوت مرتبك :-
-آآ أنا ر اجعه القاهرة!!
جاسم بتعجب قائل :-
-راجعة القاهرة!! أنتي كنتي فين أصلاً..
خفضت من نبرة صوتها وهي تجيبه :-
-عند نااس معرفة!!..
وقبل أن يعلق تدخل السائق في الحوار قائل بجدية :-
-في حاجة يابيه!! أنت عاوز منها أيه؟!..
رمقه جاسم بحده قائل :-
-أنت تسكت خالص ومتدخلش في اللي مالكش فيه..
السائق بلهجة غاضبة :-
-هو أيه اللي اسكت ده!! مالك ومال بنات الناس!!..
ترك جاسم ذراعها واقترب من السائق ليلكمه في فمه قائل بصرامة :-
-بنات الناس دي تبقي مراتي!! ومايصحش أنت تتدخل بين راجل ومراته مش كده!!..
تفاجئت رقية بفعلته ثم لمحت أنف السائق تنزف دماً وضعت يدها على فمها بصدمة، لتسمع صوت جاسم الحاد يوجه حديثه لها وهو يشير بعينه نحو سيارته :-
_أمشي قدامى علي العربية!!..
وكأن قدمها إلتصقت في الإرضي، فأبعدت يدها وهزت رأسها بالرفض، لم يستطع كبح غضبه أكثر من ذالك فأقترب منها وقبض علي رسغها ليحبرها علي السير معه حاولت التملص والتحرر من قبضته ولكن بدون جدوي فهتف معترضة :-
_أنت عاوز مني أيه مش خلاص طلقني، ملكش حق في كده!!.
مسح السائق دماء فمه وإتسعت عينه بهلع وهو يري جاسم يأخذ رقية، فإذا عاد لرب عمله”نضال” بدونها سوف يحدث له مالايتحمل عقباه.. فأسرع في خطواته ليلحق بهما وهتف بصوت لاهث مترجي :-
-يابيه متودنيش في داهية أبوس أيديك!! نضال بيه مش هيرحمني لو رجعت من غيرها..
ثم تابع بإستغطاف :-
_أنت بتقول انها مراتك، يبقي تروح تاخدها من المزرعة من قريبها نضال بيه انتو عيلة وهتتفهموا مع بعض، لكن أنا هيتقطع عيشي في حاجة زي دي ده قايلي رجلك على رجلها !!..
أتسعت عين جاسم من الغضب وكور قبضة يده حتي ظهرت عروقه بعدما سمع حديث السائق ووزع أنظاره بينها وبين السائق قائل ببركان على وشك الانفجار :-
-نضاااااااال!!!
……………..
في منزل يمني..
جلست علي الاريكة بجوار طفليها الذان يشاهدان الفيلم الكرتوني، تنهدت بإبتسامة وهي تملس علي شعر إبنتها وتحمد الله في سرها عليهما فهما كنزها الثمين في هذه الحياة، فربما الله أبتلاها بتشوه وجهها لينعم عليها بنعمة الإمومة،وأثناء شرودها دلف زوجها”جمال” بإمتعاض ظهر ذالك في طريقة غلقه للباب بعنف..
أنتفصت هي وطفليها من أثر ذالك، فنظر لها زوجها ووجدها تنطر له ثم دلف إلي غرفتهما..
إنتابها القلق لتنهض سريعاً وتدلف خلفه، وعندما دلفت الغرفة هتفت بتعجب :-
-مالك ياجمال!! إنت مش قولت هتتعشي مع حماتي إيه اللي حصل رجعك بدري كده!!..
جلس على الفرأش ووضع ساق فوق الإخري ليخلع حذائه قائل بإمتعاض :-
-مفيش رجعت عشان متقعدوش لوحدكم!!..
يمني بعدم إقتناع:-
-لا مش هو ده السبب الحقيقي!!..
إلقي حذائه وهو يقول بغضب :-
-يوووه يايمني أنا مش ناقص بقاا..
تنهدت بهدوء وهي تسير نحو الخزانة لتخرج له ملابسه المنزلية، ثم إقتربت منه لتعاونه في خلع ملابسه دون أن تتفوه فربما فهمت فوالدته تحدثت معه في شأنها فمنذ تشوه وجهها بواسطة الزيت الساخن وهي تطهي الطعام، وهي أصبحت لاتطيقها وتبغضها..
تنهد بصوت مسموع وهو يردف بخفوت :-
-عاوزه تجوزني المرة دي!!..
يمني بإبتسامة متهكمة :-
-ماهي من زمان عاوزه تجوزك أيه الجديد!!..
إرتبك قائل بحذر :-
_ ب آآ المره دى اختارتلي العروسة وراحت طلبتهالي!!..
لم تنكر إن قلبها تقطع وتمزق أشلاء أشلاء ولكن أبتعدت عنه وهي تتصنع الثبات قائلة بجدية :-
-اتجوز ياجمال!!..
جمال بلهجة شبه غاضبة :-
-أتجوز أنتي عبيطة ولا أيه، بطلي الكلام ده يايمني انا مكنتش راضي اقولك عشان كده!!..
يمني بتعجب :-
-عبط ليه؟! أنت هتعمل حاجة عيب ولا حرام مش ده حقك اللي ربنا أدهولك..
فتابعت بحزن :-
-وأنت راجل وليك حقوق، ويمكن أكون مقصره فيها غصب عني ولا حاجة!!..
أحتضنها جمال قائل بعتاب :-
-والله ازعل منك كده يايمني، بلاش كلامك ده، ده انتى ست الستات في نظري!!..
يمني وقد لمعت عينها بالدموع :-
-انت ملكش ذنب، إيه اللي يجبرك على كده!!..
جمال بجدية وهو يملس على شعرها :-
-االلي يجبرني إنك كنتي بتعملي الاكل ليا ولعيالي، وانا لو كنت مكانك عمرك ماكنتي هتسبيني مش كده!!..
أومأت برأسها إيجاباً قائلة علي عجالة :-
-بعد الشر عنك!!
حاوط خصرها بيده قائل بمراوغة :-
-طب أيه!!..
مسحت تلك الدمعة التي فرت من عينها وهي تبتسم بحياء :-
-أيه!!
جمال بإبتسامة ماكرة :-
-العيال ملهين في الكرتون وأنا عاوزة اقولك على موضوع سر الصراحة!!..
ضحكت بخفوت، ليأخذه زوجها إلي عالمها الخاص…
…………………
يقود سيارته بسرعة جنونية وهي بجواره بعدما علم أنها مكثت أيام في مزرعة نضال، فإذا هي صاحبة الاسم الذي أنتبه له!! جالسة منكمشة علي نفسها من القادم…
عادت سيارته مرة أخرى إلى مزرعته فهي أقرب من القاهرة ولايضمن ماذا يفعل بها طوال الطريق، مرت السيارة من الإبواب التي فتحت وقد تعجب الحراس من عودته مرة ثانية، اما مهجة سمعت صوت السيارة وإلتفتت لتجد سيارته لينشرح قلبها فرحاً قائلة :-
-جاسم بيه رجع تاني!!..
ولكن تلاشت الإبتسامة من علي وجهها عندما رأته يترجل من سيارته ثم يفتح الباب بقوة لزوجته ويجبرها علي الهبوط، ثم رأته يدلف بها لداخل المنزل..
هي تعرف هواية رقية من الجريدة عندما كان جاسم في المستشفي وكان العنوان الرئيسي للمجلدات والصحائف “الجميلة والوحش بنكهة جديدة الوسيم والدميمة”..
ظهر الكره علي وجه مهجة الذي تحدثت :-
-إيه اللي عاجبه فيها دي!!!..
_صعد بها الدرج وهو قابض علي رسغها بقوة حتي وصل أمام الغرفة ليدفع الباب ويدلف بها ثم يغلقه خلفهما بقوة، وأخيراً بالداخل حرر قيدها ونظر أمامه وهي خلفه لاتعلم رد فعله وماذا سيفعل بها ولكنها تحدثت بنبرة متهكمة رغم مابداخلها :-
-أنت ملكش حق دلوقتي تعمل اللي بتعمله ده، رجعني لأهلي أنا مش مسئولة منك..
إنهت جملتها ليلتفت لها ويهبط بكفه علي وجهها بكل قوة ثم تتوالى الصفعات علي وجهها دون رحمة فقد تحول بئر الحنان إلي شحنة من الغضب وكما قيل في الأزمان “اتقي شر الحليم إذا غضب”…
لم تستوعب ولم تستحمل أوجاع تلك الصفعات فصرخت بقوة بعدما أصبح لون وجهها شديد الاحمرار، ثم سقطت على الإرضية وهي تضع يدها علي وجهها..
ثم أنحني هو لمستواها وأصبحت المسافة بينهما لاتذكر مما زاد من إرتجافها وإرتباكها ودموعها بدإت في الهطول ،فتحدث بلهجة غاضبة :-
-ماهو الحق عليا أناا، لو كنت أديتك قلمين وحبست في أوضتك مكنتيش أتجرأتي وعملتي كده ،لكن أنا اللي أتهونت معاكي كتير ..
ثم تابع بحده :-
-أوعي تفتكري حنيتي معاكي ضعف، ولو ضعف فأنا كرهت ضعفي معاكي…
فصرخ بها :-
-انا قادر أقسى عليكي من زمان انا استحملت منك كتير لكن كنت ارجع واقول متبقاش إنت والزمن عليها كفايه اللي هي فيه…
فتابع بحيرة ممزوجة بغضب وهو ينظر حوله :-
-أنا عايز اعرف أنتى بتعاقييني علي أيه!! بتعاقييني عشان حبيتك!!..
نظرت له وهي تبكي وتشهق من البكاء وواضعه كفها علي موضع الصفعات تحدثت من بين شهقاتها :-
-آآ حبنا من الأول كان غلط!! آآ انت اختارت الإنسانه الغلط اللي تديها مشاعرك وأنا فكرت بكل أنانية.. جبت آآ لنفسك مسئولية جديدة، وكل حاجة كانت ضدنا إشارة لينا عشان مننفعش لبعض واخرهم كان موت إبننا وهو في بطني ، بس احنا مشينا ورا رغباتنا وإحتياجنا ..
اختلط دموعها بحديثها وهي تبتلع ريقها لتكمل :-
-أنا كنت بقنع نفسي إنك وحش عشان ابعد، عشان أنا مش انانية عايشة معاك تاخد ومتديش !!..
جاسم بصوت مرتفع :-
-انتي بعدتي عشان عقدة النقص اللي جواكي دي، بعدتي لإنك مش قادرة تتغلبي علي واقعك، مش قادرة تعيشي حياتك من غير ماتنكدي على نفسك …
سألت دموعها اكثر وهى تصرخ به :-
-ايوة عقدة نقص، انتو لو عيشتو اللي انا عايشاه مش هتلوموني عشان زعلانه علي نفسي، لو حد فيكم جرب يمشى في الشارع وسمع الضحك والتريقه عليه مش هيلومني، لكن هتحسوا بيا ازاي ماانتو مش في النار اللي انا فيها، النار اللي بتأكل فيا كل مابسمع واحدة مش هتخرج النهاردة عشان طلعلها حبه في وشها بتعصب عليا نفسي اووي يبقي انا احبس نفسي في بيتي وماخرجش بقاا طول عمري!!..
ثم ابتسمت بوجع :-
-ياأخي ده أنا كان أكبر حلم في حياتي اروح اشتري حاجة لنفسي زي ماكل العيال بتعمل!!..
هدأت قليلاً وهى تتحدث بصدق :-
-أنا عيشت طول عمري في ضلمه ماشوفتش النور غير لما أنت ظهرت في حياتي، متعتي كانت معاك في العالم بتاعك وبس، متعتي وسعادتي متمثله فيك وفي كل حاجه معاك، كنت بحس إني طايره وأنا معاك في السرير وانا في حضنك، لكن أول مابطلع من عالمك أقابل سكاكين بتقطع في لحمي اطلع للدنيا اللي رفضاني..
ودموعها علي وجنتها تحدثت بتعجب ممزوج بإنكسار :-
-مين يقدر يعيش في دنيا الكل فيها رافضه!! مين يقدر يعيش ويواجه نظرات الرفض من كل الناس..
هز رأسه بخيبة إمل قائل بجمود :-
-لو بتحبيني كان عالمي ده وانا هيبقي كل دنيتك..
ثم زفر بضيق قائل :-
-إنتي ناوية تفضلي كده كتير!! أنتي بجد بقيتي حاجه مقرفه!!..
فصمت لوهلة وتابع بنظرات قاسية :-
-رقية انتي عاوزة تتعالجي، وعاوزة تجربي قسوتي زي ماجربتي حنيتي، حنيتي اللي خليتك تتمردي، وانتي بترفضيني وانتي بتسمميني بكلامك في المستشفي، واخرتها تروحي بيت راجل غريب وتستغفليني، أنا زمان كنت بسكت عشان خايف عليكي من قسوتي لكن دلوقتي اكتشفت أن القسوة هي اللي هتنفع معاكي …
ثم همس لها بجوار إذنها بقسوة وهو يذكرها بحديثها :-
-مش انا ندل وبستغلك، أنا هستغلك في حاجة تانية بقاا، معلش انتى مانعاني منك بقالك فترة ولما جيت اخونك مقدرتش، وأنا عاوز متعتي دلوقتي ولازم تقدمهالي..
ظنت أنه قناع والأن سوف يخلعه الان سيعود جاسمها سوف يحتضنها ويغمرها بحنانه، سيلتهم شفتيها في قبلة يبث فيها شوقه وحنانه، ولكن تأتي الامواج بما لاتشتهي السفن..
فوجئت به يجذبها من الإرضية ويلقيها علي الفرأش بقوة، ثم بدأ في خلع سترته وإلقاها أرضاً ثم ساعته تليها قميصه، تراجعت للخلف عندما فهمت ماذا سيفعل هزت رأسها قائلة ببكاء :-
-لو آآ عملت كده ياجاسم هكرهك، هكرهك والله..
لم يعبأ بحديثها حيث جثي فوقها وهو يخلع لها حجابها ويلقيه أرضا، ثم مزق ملابسها بين صراخها الذي أبتلعه داخل فمه وهو يقبلها بقسوة ويضغط علي شفتيها بقوة حتي نزفت شعر بدماءها داخل فمه وأيضاً دموعها التي تسيل على وجهها، حاولت تحريك قدمها ولكن كانت كالمقيدة، دفعته في كتفه ولكن بدون جدوي حيث قيد ذراعيها معا ً، فإي وحش تحول هذا!! أين جاسم الذي يرويني بحنانه فقد أصبح يرويني بقسوته…
بعد مرور الوقت نهض من عليها، فإصبحت كالجثة الهامدة بدموعها التي طبعت علي الملاءة والوسادة إلتقط قميصه وإرتدائه قائل بصوت صارم :-
-علي فكره انا رديتك لعصمتي أحسن تفتكري إني اللي عملته معاكي حرام ولا حاجة!!!
….. يتبع