لم أكن دميمة يوماً 2..بقلم \شيماء علي
الفصل التاسع عشر..
صوب نضال نظراته الجامدة إلي شقيقته التي تجلس بإرتباك تحاول قدر الإمكان أن تبدو طبيعية، طرق نضال علي المكتب ببطء قائل :-
-جايباها هنا ليه ياجيهان!!..
إبتلعت ريقها وهي تجيبه بجدية مصطنعة :-
-جرا أيه يانضال ماأنا قولتلك البنت ظروفها وحشه يا أخي، وأهلها غاليين عليا عشان كده جبتها معايا..
نضال وهو يضيق عينه بشك :-
-والظروف دي ظروف أيه؟!..
تنهدت بصوت مسموع قائلة :-
-إتطلقت ياسيدي وكمان كانت حامل وسقطت ونفسيتها كانت وحشه!!
نضال وقد قطب مابين حاجبيه قائل بتسائل :-
-وإتطلقت ليه؟!.
نهضت جيهان وهي تغلق سترتها قائلة بإنفعال:-
-جرا أيه يانضال إيه الأسئلة دي كلها، وعلى العموم لو مش حاببب وجودها تقدر تطلع تمشيها ده برضه مكانك..
رمقها نضال بجمود لينهض هو يشعل سيجارته :-
-وده يصح برضه دي ضيفيتنا، ده حتي عيبه في حقك!!..
جيهان بنزق :-
-كويس انك عارف انها ضيفة، والمفروض ترحب بيها اكتر من كده..
نفث دخان سيجارته قائل بلهجة جامدة وهو يقترب منها :-
-ياريت أفهم سبب وجودها الإول، عشان أرحب ترحيب يليق بيها..
اشتطت جيهان غضباً قائلة :-
-يوووه يانضال أنت مش مصدق ليه ياأخي..
نضال بصرامة وتسائل :-
-البت دي هنا عشاني!!..
زفرت الهواء وهي تقول بنفاذ صبر :-
-للمرة المليون يانضال البت هنا عشان تتحسن ومفيش أي خطة من وجودها هناا..
أومأ نضال برأسه وهو يتجول في الغرفة ثم قائل بجدية :-
-تمام!! أطلعي عرفي الضيفة أوضتها، وعشان مايصحش تفضلي سايباها كده كتير!!..
ثم أخذ نفس طويلاً من سيجارته ونفثه في الهواء..
أقتربت منه لتملس علي شعره قائلة بحنان :-
-أنسي بقا ياحبيبي، وارجع عيش حياتك!!
رمقها بنظرة جانبية ثم تنهد قائل بجمود كإشارة منه بنهاية الحديث :-
-ماينفعش تتأخري علي الضيفه أكتر من كده!!.
تنهدت بخيبة أمل وهي تؤمي برأسها وترحل..
-في الإعلي..
فتحت جيهان ستائر الغرفة التي ستقيم فيها رقية وإلتفت لها قائلة بإبتسامة :-
-أيه رأيك بقاا،أظن مافيش أجمل من كده أوضه هواها بحري..
أومأت رقية برأسها وهي تدور ببصرها في الغرفة التي تتكون من فرأش متوسط الحجم، وبجواره كومود، وأمامه أريكة صغيرة الحجم، ويتواجد بداخل الغرفة مرحاض صغير وشرفة..
أقتربت منها جيهان قائلة بجدية :-
-إرتاحي أنتي بقاا لحد مايجهزوا الغدا..
توترت رقية وهي تتحدث بخفوت :-
-م آآ ممكن أسأل سؤال؟!..
أبتسمت بود قائلة :-
-طبعاً..
رقية بتلعثم :-
-آآ هي مراته فين مش المفروض تكون في أستقبالنا!!
ظهر الارتباك على وجهها وهي تشيح ببصرها :-
-م آآمراته ماتت!!
أتسعت عينها بذهول وهي تردف :-
_بس آآآ..
جيهان وهي تسير نحو الباب قائلة علي عجالة :-
-إرتاحي دلوقتي يارقية وبعدين نبقا نتكلم!!..
ثم غادرت الغرفة وأغلقت الباب خلفها، لتجلس. رقية علي الفرأش ببطء قائلة بصدمة:-
-طب ازاي آآ دي ياماما قالت أنه عايش مع مراته..
-في شركة الراوي..
دلف إلي مكتبه بوجه مرهق فقد قضي الليل في التجول في الشوارع بسيارته، حتي جاء الضوء فذهب لشقة زواجه عش الزوجية الخاص به هو ورقية وهناك استعاد ذكرياتهما معا، وكإنه وضع الملح علي جرحه، دلف الغرفة لكي يتسطح على فرأشهما ولكن لم يقدر صورتها وهي في أحضانه لم تفارق خياله، فلم يستطع البقاء ورحل ..
جلس علي مكتبه وهو يضع رأسه بين كفيه نادماً علي مابدر منه ليلة أمس، وفي هذا الحين دلف معتز وهو يرمقه بجمود فتحدث ساخراً :-
-صباحية مباركة ياعريس..
رفع جاسم عينه ونظر له بحده دون أن يتفوه بكلمة..
وضع معتز ملف أمامه علي المكتب قائل بإيجاز :-
-علي العموم الورق ده عاوز توقيعك..
تنهد وهو يعتدل ويمسك بقلمه الذهبي وتحدث وهو يوقع قائل بنبرة مرهقة :-
-خلي بسمة تحضر قاعة الأجتماعات وتبلغهم..
التوي فم معتز متهكماً وهو يشير للساعة :-
-لا ماهو أنا أجلت الاجتماع ده النهاردة ..
أغلق الملف وقد قطب مابين حاجبيه بتسائل..
فقال معتز بحنق :-
-الاجتماع ده المفروض كان من ساعتين، كنت عاوزني أقول للناس أيه؟؟فسخرت جملته قائل :-
-معلش أصل جاسم بيه نايم مع العميلة الأجنبية وملحقش يجي..
صرخ به جاسم بحده :-
-ممممممعتز!!..
ثم نظر له نظرات غاضبة وهو يهتف :-
-زودها كتير مش ملاحظ كده!!..
ظهر الأستياء علي معتز ثم مد يده وإلتقط الملف قائل بلهجة جامدة :-
-انت حر..
ثم سار نحو الباب وخرج وأغلقه خلفه..
نزع جاسم سترته والقاها علي المكتب وهو يزفر بغضب..
……………………………
تنهد معتز بضيق بعدما خرج ثم نظر لبسمة فوجدها تسند وجهها علي كفها وهي تدمع بصمت، شعر بالألم في قلبه وهو يقترب منها ببطء حتى وقف قبالة مكتبها قائل بخفوت ونبرة قلقه:-
-ب آآ بسمة!!..
رفعت رأسها لتلتقي عينهما هو نظرة قلق وهي نظرة عتاب…
مسحت دموعها سريعاً قائلة بتلعثم ونبرتها الباكية :-
-ف آآ في حاجة ياأستاذ معتز!!
علم هو مايحزنها لهذه درجة فقد أخبره بيبيرس من أيام ماضية أنه فسخ تلك الخطبة..
بسمة بنبرة باكية :-
-آآ عاوز حاجة ياأستاذ معتز!!..
إبتسم وهو ينحني ليلتقط بعض المناديل الورقية ويعطيهم لها قائل بإبتسامة :-
-أمسحي دموعك وإجري يله علي بيتكم، جهزي نفسك عشان العريس اللي جاي يزوركم النهاردة..
نظرت له بجمود، فتابع بمرح :-
-يابت هتتجوزك يله على بيتكم!!..
وقفت ودموعها علي وجنتيها قائلة بإمتعاض :-
-دلوقتي بس أتحركت لما عرفت إني هضيع منك أتحركت مش كده، وبعدين أنا بقالي كتير بسمع منك الجملة دي ومافيش حاجة..
معتز بتبرير :-
-يابسمة أنااااا..
بسمة بلهجة متهكمة :-
_أنت إيه اهاا أنت أيه، يعني لو بيبيرس مكنش عمل كده ماكنتش فكرت أصلاً فيا، اهو ربطني جمبك ومعشمني وخلاص ..
معتز بتسائل :-
-هو بيبيرس قالك حاجة!!..
بسمة ساخرة :-
-أستاذ بيبرس قالي علي كل حاجة من أول فترة خطوبتنا، كان دايماً يقوي حبي ليك ويقولي لو بتحبيه أعذريه، أستاذ بيبيرس عمل كده لما عرف إن في عريس مكلم أبويا، مفكرش وجه خطبني عشان يحفظني ليك..
معتز بغيرة :-
-طب بطلي تتكلمي عليه كده بدل مااروح أخنقه..
رمقته بتهكم ثم عقدت ساعديها أمام صدرها قائلة بجمود :-
-أنا بقا اللي مش عاوزاك دلوقتي.. وهعذبك زي ماعذبتني..
معتز بإبتسامة خبيثة :-
-يعني هتبعتيلي واحدة صاحبتك أخطبها يومين أنا موافق!!..
عضت علي شفتيها بغضب ثم تركت له المكتب ورحلت..
رمق طيفها بجدية ثم سار بخطوات أشبه للركض إلي غرفة البوفيه واقتحم الغرفة، حتي فزع من هيئته والد بسمة “رضا” قائل بتعجب :-
-في حاجة ياأستاذ معتز!!..
أومأ برأسه ثم تنهد قائل بجدية :-
-أيوة، أنا طالب منك أيد بسمة، قولت أيه!!..
…………………………….
-في مصحة الإدمان..
وبينما حازم جالس مع عهد كعادته اليومية في المصحة، لاحظت هي شروده فيبدو اليوم غير طبيعياً فتحدث بجدية :-
-مالك ياحازم ساكت كده ليه!!..
زفر حازم قائل بقلق :-
-مليش بس قلقان شويه!!..
عهد بتعجب :-
-قلقان من أيه؟!..
تحدث بجدية :-
-جاسم بقاله فترة مش بيجي، خايف ليكون حاصل معاه حاجة هو أو رقية..
عهد بتخمين :-
-رقية دي تبقا مراته!!..
أومأ حازم برأسه إيجاباً دون أن يتحدث..
فقالت هي له حتي يطمئن :-
-متقلقش يمكن مشغول وأنت قولتلي انه ماسك مجموعة شركاتم..
حازم بإمتعاض :-
-طب هو مشغول في الشركة، طب ورقية مالها مختفية ليه دي كمان؟!
لا تعرف بما تجاوبه، فأبتسم هو قائل بتعجب :-
-تعرفي انا لو كان حد قالي زمان إني ممكن يجي يوم واقلق علي رقية دي كنت ضحكت عليه ضحك!!…
قطبت مابين حاجبيها قائلة بتعجب :-.
-ليه يعنى كده!!..
حازم بنبرة شبه نادمه :-
-تقدري تقولي كانت عدوتي مع أنها عمرها ماعملتلي حاجه كانت في حالها، لكن أنا اللي كنت بأذيها واضيقها..
إبتسمت له قائلة بمواساة :-
-بإذن الله هيكونوا كويسين!!.
تمتم بخفوت قائل في نفسه :-
-ياااارب..
صمتت قبل إن تتابع بحذر :-
-هو ده بس اللي مضايقك!!
هز رأسه بالنفي وهو يطالعها بنظرات حزينه قائل :-
-وكمان عرفت إنك قربتي تخرجي!!..
تنهدت بحزن قائلة :-
-أنت زعلان إني هخرج!!
أجابها بتوتر :-
-آإ اصل انا اتعودت علي وجودك ياعهد، أنا عاوزك تخرجي والله وتبتدي من جديد، لكن في نفس الوقت عاوزك معايا، أنا معاكي حسيت بحاجات عمري في حياتي ماحسيتها، تقدري تقولي بتولد من جديد..
رغم نبرته الصداقة، إلا إنها شعرت بسيف يغزو قلبها، هي أطمئنت لوجوده أيضاً تمني تظل بجواره مدي الحياة، رغم قصر المدة التي قضاها الاثنان معاً، ولكن توالدت بينهما مشاعر لم يحصل أحد منهما عليها من قبل، أغمضت عينها بإلم ثم تصنعت المرح قائلة علي عجالة وهي تبتلع ريقها :-
-ومين قالك ياسيدي أني هسيبك، ليك عليا أول ماهخرج أرجع أشم تاني عشان أرجعلك..
لا أوعى تعملي كده!! أوعى ترجعي للسم ده تاني عشان خاطري..
رغم إنه يعلم أنها تمزح ولكن صاح بها بقوة، عهد لاتحصل علي لقب مدمنة مرة أخرى وكذالك هو!!..
أسبلت بعينها وهي تعيد خصلة شعرها للخلف…
تحدث حازم بتعجب وهو ينظر أمامه يري الأطباء علي مسافة بعيدة منهم :-تفتكري هما ليه سايبنا كده!! مش مفروض ده ممنوع!!..
أجابته، بإبتسامة بسيطة وإشفاق علي حالتهما :-
-عشان أحنا عدينا مرحلة الخطر، يعني عدينا مرحلة الصريخ والتشنجات بدأنا نستجيب للعلاج..
ثم تابعت بلهجة ذات مغزى :-
-يعني مافيش محاولات إنتحار مفيش هروب!!
بعد ثواني ضيقت عينها قائلة بتسائل :-
-هو أنت مش كنت رافض العلاج محاولتش تهرب..
تعمد البرود وهو يجيبها :-
-بصراحة فكرت في كده!!..
وايه اللي منعك؟! هتفت بها عهد، فإقترب منها قائل هامساً بدِف :-
-لكن ظهرتي أنتي ففضلت أهرب معاكي هنا..
توردت وجنتيها خجلاً ثم قالت بشفقة مصطنعة :-
-مسكين ضيعتك عليك فرصة الهروب عشان تفضل معايا بس انا اللى ههرب وأسيبك.. هههه
أبتسم بخفة قائل بجدية :-
-هتعملي أيه لما تخرجي؟! برضه هتعيشي لوحدك مش هتخافي!!..
أومأت برأسها وهي شاردة ثم قالت بوجع وقد لمعت عينها:-
-أخاف!!! أنا معنديش اللي أخاف عليه ياحازم!!..
إنهت جملتها وأسرعت من أمامه حتي لاتخونها دموعها وتكشف الماضى..
…………………………………
-في النادي الشهير..
خرج بيبيرس من صالة الألعاب الرياضية “الجيم” وسار في حديقة النادي وهو يحمل حقيبته علي ظهره ويمسك في يده زجاجة المياه..
وفي ذالك الوقت إنتهت حنين من جولة الركض الخاصة بها وعادت إلي طاولتها وهي تضع سماعات الأذن وتمسك هاتفها في يدها تراسل صديقته شيري عبر تطبيق الواتس أب فكتبت لها “أنا جبت ليكي الفلوس اللي أنتي محتاجها، هطلع من النادي واجيلك”
فمنذ سجن صافي فتتدهورت حالة شيري المادية وأصبحت دايماً تستلف المال من حنين…
وبينما تسير وهي تنظر للهاتف لم تشعر بنفسها إلا وهي تصطدم بجسد قوي، جثة طويلة القامة، قوية البنية من شدة الاصطدام كادت أن تقع هي وهاتفا فحافظت علي توازنها و أمسكت الهاتف جيداً ورفعت رأسها وهي تخرج السماعات من أذنها لتوبخ هذا الشخص قائلة بإنفعال :-
-مش تاخد بالك!!..
رفع بيبرس حاجبه بتعجب قائل بلهجة غاضبة وهو يلوح بيده :-
-أنا برضه اللي أخد بالي، هو أنا اللي ماشي باصص في التليفون..
حنين بإستفزاز :-
-ولما أنت شايف إني باصه في التليفون، مغيرتش أتجاهك ليه؟؟..
تمتم بداخلها “دي مجنونة ولا أيه ” ولكنه أومأ برأسه قائل بغيظ وهو يلتفت ويشير لشجرة خلفه :-
-تصدقي عندك حق كان المفروض أحوض شمال وأسيبك تمشي طوالي عشان تلزقي في الشجرة دي ومناخيرك تتطبق في وشك..
إنفرج فمها بدهشة قائل بغضب :-
-مناخيري أنا تتطبق في وشي!!
أومأ برأسه عدة مرات ببرود.. ،ثم نظر إلي قصر قامتها ففرق الطول بينهم شاسع، وجسدها النحيل الضعيف وجديلتها الموضوعة على كتفها، فهي تبدو كدمية مثل التي تلعب بها الصغار، شعرت بالحرج من زرقته التي تتفحصها فأشاحت بوجهها سريعاً ثم سمعته يقول بحنق وهو ينظر لطولها المحدودد :-
-تاني مرة ياشاطرة أبقي أمشي علي جمب أو أمشي مع حد كبير لأحسن حد يدوسك ولا حاجة..
أتسعت عينها بصدمة ثم عضت على شفتيها بغضب وهو تنظر لعدسته الزرقاء والتى لمعت بإنتصار ، ليرفع هو حاجبيه ويبتسم بإنتصار ثم يرحل..
دبت يقدمها في الأرض قائلة بغيظ :-
-مستفز!!..
………………………………….
-في شركة الراوي..
وهو جالس يتابع عمله رن هاتفه ليتوفف عما يفعل ثم يمد يده في جيب سترته وأخرج الهاتف نظر في الشاشة ليجد المتصل “سعيد” أحد عاملين المزرعة ضغط علي زر الأيجاب وقد قطب مابين حاجبيه بتعجب ثم وضع الهاتف علي أذنه قائل بصوت قائم :-
-الوووو..
أستمع إلي حديث الطرف الثاني بصمت حتي الانتهاء فهذه المحادثة الهاتفية تدعوه إلي القدوم الي المزرعة. بشأن تخليص أوراق أرض جديدة يريد شرائها..
هتف بإقتضاب هاتفياً :-
-ماينفعش أبعت المحامي لازم أجي بنفسي يعنى..
أستمع اللطرف الثانى ثم قال بإيجاز :-
-خلاص هشوف مواعيدي وممكن أكون عندك النهاردة..
ألقي الهاتف علي المكتب ثم ضغط الزر الموجود بجواره لتدلف له بسمة قائلة بتهذيب :-
-أومر ياجاسم بيه!!..
تنهد بصوت مسموع قائل بجدية :-
-الأمر لله وحده، قوليلي في مواعيد النهاردة حتاني بره أوجوه الشركة!! .
بسمة بنفي بلهجة تقرير :-
لا يافندم كان في ميعاد مع عميل بس أتلغي..
أومأ برأسه ونهض قائل وهو يرتدي :-
-طب كويس، أنا هسافر المزرعة أخلص شغل هناك وهاجي، وبكره الصبح بالكتير هكون هنا..
بسمة بنصف إبتسامة :-
-ترجع بالسلامة ياجاسم بيه..
أبتسم لها ثم لاحظ عينها وكأنها كانت تبكي فسألها بجدية :-
-انتي كنتِ بتعيطي ولا أيه!!.
بسمة بتلعثم :-
-لالا آإ ده بس حاجة دخلت في عيني..
وقف جاسم أمامها قائل بشك :-
-متأكدة..
أومأت برأسها بصمت..
فتابع جاسم بمرح وهو يضيق عينه :-
-يعني مارفضش معتز مش هو اللي مضايقك..
أبتسمت ابتسامة مصطنعة قائلة بخفوت :-
-لا يافندم مفيش حاجة..
جاسم بهدوء :-
-ماشي يابسمة علي راحتك، بس عاوزك تعرفي إني هنا مش مديرك أنا اخوكي عشان لو في أي حاجة..
بسمة بإمتنان :-
-متشكره ياجاسم بيه!!..
أبتسم أبتسامته الجذابة وقبل أن يرحل سألته بإرتباك :-
-آآ هو حضرتك بجد طلقت رقية!! ليه كده دي غلبانه والله، أنا اسفه إني بدخل ب – – – –
جاسم مقاطعا بصرامة وغموض :-
-رقية عاوزة كده، يمكن هي شايفه راحتها في البعد وانا ماينفعش أحرمها من راحتها لأنها تهمني اووي..
……………………………….
وصل إلى المزرعة بعد ساعات من القيادة، وعندما وصل سمع خبرين الأول بشارة هو قدوم فرس جديد في مزرعته والابوين هما “جاسر وحنه” والخبر الثاني تعثر شراء الأرض..
وقف أمام الأسطبل وهو يراقب حركات الفرس الصغيرة أو الفرسه لأنها مؤنثة تذكره بحبيبته الغائبة، يبدو عليها الانعزال وهي في صغره مثلها مثل رقية تتأخذ جانباً، راقبها بجمود أو ربما بإبتسامة داخلية لا يعلم ماحقيقة مشاعره الأن القي نظره سريعة ثم أستدار ليرحل، ليسير خلفه سعيد الذي هاتفه قائل :-
-هنسميها أيه يابيه ؟؟
وقف مأخوذاً لوهلة ثم تسللت الإبتسامة علي وجه فالإجابة معلومة فالأسم الذي حفر في القلب هو أول أسم يذكر فنطق لسانه بحب :-
-رقية هنسميها رقية!!..
قال الشاعر “أحب في الاسامي ماشابه أسمها ����”
هذا عند الشاعر ولكن عند جاسم “إذا ذكرت أوسئلت عن الاسامي كانت الإجابة أسمها ����”
إبتسم سعيد قائل بمرح :-
-تعيش وتسمي يابيه!!..
أبتسم له مجاملا ثم تابع بجدية وهو يسير :-
-المهم فين صاحب الأرضي دي، وأسمه إيه!!
سار سعيد بجواره ليخبره :-
-مزرعته مش بعيدة من هنا.. وأسمه نضال!!!
يتبع…