لم أكن دميمة يوماً 2..بقلم \شيماء علي
الفصل الثامن عشر…الجزء الأول
في إحدي الفنادق الشهيرة..
حيث إجتماع علي طاولة عشاء عمل بين مسئولي شركات الراوي والتي يترأسها “جاسم” مع وفد اجنبي جاء لأمضاء عقود احدي الصفقات بين الطرفين..
وكان من ضمن الوفد الأجنبي فتاة شقراء بملامح غربية وملابس تكاد تكون شبه عارية، طوال جلستها وهي تختلس النظر إلى جاسم بنطرات جريئة للغاية فقد أعجبت بذاك الوسيم الشرقي صاحب الشخصية الجادة والملامح الجذابة..
أرتشفت من كأس الخمر وهي مستمرة في النظر لجاسم، لاحظت زميلتها نظراتها فإقتربت من أذنها وتحدثت :-
-يبدو أن هذا الوسيم نال إعجابك وبشدة..
أومأت برأسها وهي تضع الكأس على الطاولة قائلة بهيام :-
-إنه رائع بكل ماتحمله الكلمة من معنى..
ابتسمت زميلتها قائلة بخبث :-
-كلا، هيا أخبريني ماذا سيكون مخططك لجذب إنتباه الوسيم..
ضحكت بصوت منخفض ثم أزاحت خصلاتها الذهبية للخلف قائلة بمرح :-
-سأتركها لمخيلتك!!
ابتسمت الأخري وهي تضيف بجدية :-
_ولكن يبدو عليه الصرامة والجدية، حتي إنه لايلتفت لنا طوال الجلسة وشارد في أمر ما…
ثم أمسكت بكأسها قائلة بالامبالة :-
-اري انها مهمة في غاية الصعوبة عليكِ..
تحدثت الشقراء بتحدي :-
-سأترين!!..
معتز يناقش، يبتسم، يجامل، يشرح، يتفق كلا هذا وصاحب المال شارد في أخر لقاء بينهما…
.. فلاش باك
إثناء عودتهم من عيادة الطبية النفسية، كان جاسم يشعر ببعض من السعادة فهو الأول مرة يري غيرتها عليه والتى تصر علي إنكارها، إختلس النظر عليها فوجدها تسند رأسها علي زجاج النافذة المغلق ودموعها تسيل علي وجنتييها بصمت..
تنهد بصوت مسموع قائل بنبرة حنان وهو يقود السيارة :-
-معلش!! أنا عارف أن النهاردة اول مرة تتحطي في موقف زي ده، لكن صدقيني هتبقي أحسن لما تطلعي كل اللى جواكي..
ثم لفت إنتباهه تلك المسافة التي بينهما فهي تعتبر تجلس علي طرف المقعد وتلتصق بالنافذة فأبتسم قائل بألم :-
-عمري ماتخيلت إني يجي يوم أشوف فيه مراتي خايفه مني!!..
كعادتها الأيام السابقة لم تجيبه وتكتفي بالصمت ودموعها، احتار هو في أمرها كيف لجأت إليه منذ ساعات وهي خائفة والان كأنها تنفر منه..
فتابع بجدية :-
-رقية لو موضوع إنك تروحي للدكتورة ده مضايقك بلاش منه ياحبيبتي، تقدري تتابعي جلساتك معاها في شقتنا اللي اتجوزنا فيها، هتبقي على راحتك وأحسن ليكي..
إلتفتت له هذه المره وهي تدمع قائلة بجمود :-
-متحاولش تخلق لنفسك مساحة في حياتي، إحنا خلاص اللى بينا أنتهي..
أوقف السيارة بصورة مفاجئة وهو يرمقها بجمود، فتابعت بلهجة متهكمة ساخرة من بين دموعها :-
-وعاوز تعالجني في الشقة اللي اتجوزنا فيها ياااه للدرجة دي بقيت قاسي، أتعالج في الشقة اللي شهددت علي حبك المزيف شهدت علي خداعك لياا، عاوزني أروح هناك عشان افتكر أجمل ليالي في حياتى اللي طلعت كدب..
ثم صرخت به قائلة:-
-أنت مش عاوز تعالجني إنت عاوز تدبحني..
ضرب علي عجلة القيادة بقوة وهو يصيح :-
-أنا ماكدبتش عليكي، أفهمي بقا الموضوع كله سوء تفاهم منك، ولا عاوزة تصدقيني ولا عاوزة تفهمي كأنك ماصدقتي…
رقية بتسائل وهي تبتلع ريقها بصعوبة خوفاً من الإجابة :-
-عاوزة أسمع منك الملف اللي أنا شوفته والكلام اللي جواه صح ولا غلط!!..
تنهد وهو يشيح بوجهه للجهة الأخري قائل بخفوت :-
-صح!!..
ثم تحدث علي عجالة بتبرير :_
-بس برضه انا ماكدبتش عليكي الملف ده كان آإ..
قاطعت حديثه وهي تنظر أمامها وعينها تذرف دمعاً قائل والصدمة علي وجهها :-
-آآ أتجوزتني عشان كده؟!..
هز رأسه سريعاً بالنفي وهو يمسك كفها :-
-أتجوزتك عشان بحبك والله العظيم بحبك…
رددت الكلمة بإستنكار :-
-بتحبني!!..
فأدارت وجهها ناحيته وهى تهز رأسها بعدم تصديق وذهول :-
-بتحبني أزاي؟؟ وازاي أنا مسألتش نفسي السؤال ده قبل كده، هاتحب فيا أيه!!..
ثم أبتسمت بوجع وهي تردف :-
-معقول يارقية حرمانك عماكي وغيبك للدرجة دي..
فنظرت لوجهها في مرأة السيارة وملست بيدها عليه وهي تتحدث ببكاء وألم :-
-نسيتي نفسك يارقية نسيتي إن عمر مافيه حد بص في وشك، ويجي هو ويحبك!!..
كما أشفق عليها وهو يرأها بهذة الحالة حاول إبعاد المرأة عنها فصرخت به :-
-سسسسيبها بتبعدها ليه!! سبني أفوق لنفسي، وبص أنت كمان عشان تعرف أنك بتكدب وأنت بتقول بتحبني بص عشان تبطل تكدب!!!
ثم أجهشت في البكاء وهي تقول :-
-بص عشان تبطل تكدب بص عشان متقولش إنك بتحبني…
أخفت وجهها بكفها وصوت بكائها يزداد..
مسح علي شعره بعصبية قائل :-
-ماتعمليش فيا كده!! حرام عليكي انا مقدرش أشيل تمن وجعك، متشيلنيش ذنبك!!
رفعت وجهها وهي تمسح دموعها قائلة بنبرة إنكسار :-
-لايابيه أوعى تشيل ذنبي وأوعي ضميرك يأنبك عشاني ده جرحك رغم قسوته كان أحن عليا من جروح كتير..
ثم قالت علي عجالة بنبرتها الباكية وهي تمسح دموعها مرة ثانية :-
-وأنا مش ببكي أهو مش ببكي علي اللي عملته فياا أنا بيكي عشان آآإ
نظرت حولها بحيرة قائلة بنبرة متألمة :-
-تصدق أنا مش عارفة أنا ببكي علي أيه!! انا بقيت عاملة زي واحد الكل بيضرب فيه ومن كتر وجعه بكي وهو مش عارف إيه اللى بيوجعه..
جاسم بقلب يتقطع ألماً :-
– آآآ رقية أنا معملتش كده فيكي خليني أفهمك بس، أذيكي أزاي وانتي روحي أنا بحبك بجد ..
هزت رقية رأسها بأيجاب ثم قالت بجدية :-
– ياريت ماشوفش وشك تاني..
ثم أبتسمت له بإمتنان وقلبها يشتعل وجعاً :-
-وً إنك سبتلي ذكريات حلوه أعيش عليها، ً علي كل أحساس حسيته معاك ..
نظرت له مطولاً ثم مدت يدها بتلقائية وملست على وجنته بحنان قائلة بوجع :-
_مع السلامه يا أجمل حلم في حياتي!!!
وقبل أن تستدير لكي تفتح السيارة وتهبط منها أمسك يدها سريعاً قائل بحده :-
-مش هسيبك تمشي قبل ما أفهمك وتسمعيني!!..
ثم هدأت نبرته قائل بنبرة شبه نادمة :-
– ماينفعش تمشي وأنتي فاكره إني جرحك بالشكل ده!!!..
رمقته بهدوء وهي تخلص يدها قائلة :-
-روح عيش حياتك ياجاسم وسبني لحياتي، روح اتجوز اللي تناسبك وواحدة مش بتتعالج عشان تعيش حياة طبيعية أتجوز واحدة من توبك وسبني أنا أفضل أتعالج شهر أوسنة او لحد ماموت سبني يابيه …
أنهت جملتها وهبطت سريعاً من السيارة وهي تركض وتضع يدها على فمها تمنع صوت بكائها وشهقاتها..
باك……..
“جاسم ياجاسم”..
نطق بها معتز بتعجب عندما لاحظ شرود رفيقه..
فاق جاسم من شروده وأنتبه لنفسه فتنحنح قائل بأسف :-
-أحم أحم معذرة!!..
همس له معتز قائل بجدية :-
-أيه مالك في حاجة أنت مش طبيعي من الصبح!!..
ربت جاسم علي كتفه رفيقه قائل :-
-لا مفيش حاجه متشغلش بالك..
تحدث العميل الإجنبي بلكنته الغربية :-
-هل يوجد مشاكل في إتمام الصفقة مستر جاسم!!..
جاسم بإبتسامة مصطنعة ويمسك بقلمه الذهبي :-
-مطلقاً ياعزيزي..
وعندما وقع علي العقود تحدث وهو يجاهد لصنع الإبتسامة :-
-صفقة رابحة!!..
لاحظ جاسم تلك العيون التي تراقبه فقابلها بجمود وهو يبعد نظره عنها، وعندما نهض معتز من جوار جاسم نهضت الفتاة الشقراء من مجلسها سريعاً لتجلس بجوار جاسم الذي ينظر في ساعته بملل ومن أسفل الطاولة خلعت الشقراء حذائها لتضع قدمها فوق حذائه وهي ترتشف من كأسها وترمقه بجرأة ثم تجولت بقدمها إلى أعلي، عندما شعر جاسم بقدمها نظر لها نظرات نارية وهو يبعد قدمه وبعد ثواني يدهس بحذائه علي قدمها حتي أطلقت صرخة مكتومة وهي تنظر له ليقابلها بنظرات باردة مستحقرة…
لم تيأس تلك الفتاة وظلت تحاول إثارته بشتى الطرق، وبينما جاسم شارد مرة ثانية في حديثه مع زوجته سابقاً شعر بالغضب منها هي دائماً تجعله يشعر بأنها لاتحبه لاتثق به لاتحاول سماعه وهو يدافع عن نفسه، رقية تركته وليس هو الذي تركها…
وفي هذة اللحظة أنتقلت عدسة عينه إلى الشقراء ليفكر قليلاً في شئ ما ثم يقترب منها هامساً:-
-ماذا تريدين!!..
تهللت أساريرها وهي ترمقه بجرأة شديدة وقد أسبلت عينها قائلة :-
-آآآ أريدك!!
نظر لها جاسم بنصف عين فهمست تلك الشقراء بجوار أذنه بلكنتها الغريبة ونبرتها الناعمة :-
-هل تقبل دعوتي إلي غرفة نومي!!..
رمقها بجدية قبل أن يبتسم بزاوية فمه قائل بمكر :-
-كان علي الموافقة إذا كانت دعوتك صريحة !!!..
قطبت مابين حاجبيها بعدم فهم.. ليهمس لها قائل بعبث :-
-ماذا لو كانت دعوة مباشرة لفرأشك؟!!..
ضحكت عالياً بميوعة وهي تهمس بصوت أنثوي مثير :-
-أجل، كما تريد تسميتها فالنهاية سوف أفوز بك!!..
تنهد وهو يهمس بغمزة :-
-سنجعلها دعوة لفرأشى، سوف أخبرك بموقع جناحي!!..
أومأت برأسها قائلة بسعادة :-
-سأكون في الإنتظار..
أبتسم لها ونهض ليرسل لها بعد قليل إحدى عاملين الفندق بمفتاح الجناح الذي قام بحجزه ليقضي ليلة مع الشقراء وهو عازم على كل نسيان رقية كما نسيته..
وضع يده في بنطاله وهو يقف في ساحة الفندق ليأتي له معتز قائل بسعادة :-
-أخيرا ياجاسم انت متصور صفقة زي دي هتضيف لمجموعتنا أيه؟!..
نظر له جاسم بزاوية عينه قائل بجمود :-
-وهما كمان ليهم الشرف أنهم يتعاملوا مع مجموعة الراوي..
معتز بمرح :-
-ماشي ياعم مش يله بينا بقاا! ؟..
جاسم وهو ينظر أمامه قائل بجدية :-
-روح أنت انا هبات هنا في الفندق!!.
معتز وقد قطب مابين حاجبيه بتعجب :-
-ليه!!..
تحدث جاسم بإبتسامة خبيثة :-
-تقدر تقول كده عندى أجتماع مغلق!!..
معتز بإستنكار :-
-اجتماع مغلق!!
أومأ جاسم برأسه ثم نظر في ساعته وتحدث علي عجالة :-
-ياااه ده أنا تأخرت اووي عليها..
معتز بتسائل :-
-هي مين دي!!..
غمز له جاسم قائل :-
-العميلة اللي هجري معاها الإجتماع المغلق..
خمن معتز مايتحدث عنه رفيقه فتحدث بإندهاش :-
-جاسم أنت طالع لواحدة ست!!..
أومأ جاسم برأسه لتتسع عين معتز لأنه يعلم أنها ليست من شيم رفيقه فتحدث بغضب:-
-انت اتجننت وأنت من امتا ليك في المواضيع دي اصلا..
جاسم بجمود محذراً :-
-خد بالك من كلامك يامعتز..
عزم جاسم علي السير فأمسك يده معتز
قائل بصرامة :-
-رايح فين ياصحبي، أحنا مش بتوع الكلام ده!!..
رمقه جاسم بسخرية، فتابع معتز بضيق :-
-أنا عارف أني فيا العبر لكن باجي عند الغريق واستوب أنا مش أد ذنب زي ده .
أزاح جاسم يده وهو يقول بحده :-
-أنا مسئول عن نفسي!!..
ثم سار ليصعد لها، وترك معتز في حيرته ودهشته من أمور رفيقه..
-في الأعلي..
طرق جاسم على الباب وهو يضع سترته علي يده لتفتح له وهي ترتدي منامة قصيرة للغاية عارية الظهر ومن الإمام تظهر مفاتنها بصورة مبالغة وتمسك بيدها منشفة قطنية تجفف خصلاتها الذهبية أبتسمت لجاسم الذي دلف واغلق الباب خلفه، ألقت نفسها في احضانه ليشعر بنيران تشتعل في صدره وكإن حضنه ملك لرقية فقط دون عن نساء العالم، ازاحها بحركة مفاجئة لتعقد حاجبيها بتعجب.. سار جاسم وجلس علي الفرأش بشرود تام لتسير خلفه وتضع قدمها المتورمة قليلاً بجواره على الفراش قائلة بميوعة وهي تشير إلى أناملها :-
-أيها المتوحش تعمدت إيذاء أناملي الصغيرة!!
لم يجاوبها واستمر في شروده، فالقت المنشقة القطنية وجلست بجواره ملتصقة به وضعت يدها على صدره المكشوف عن طريق الأزرار المفتوحة حتي المنتصف، داعبت صدره بأناملها الناعمة وهي تتحدث بهيام :-
-تعلم إنى سقطت في غرامك منذ رؤيتك..
ثم قامت بفك الأزرار الأخيرة وهى تقول بميوعة :-
_مابك ياوسيمي؟!..
“واسيمي” جملته جعلته ينتبه لها وينظر بتعجب لتضحك قائلة بغزة وهي تخلع قميصه :-
-لا تتعجب من ياء الملكية ياوسيمي، لأنك سوف تكون ملكي للأبد والليلة ليست ليلة عابرة كما تظن، بل ستكون ليلة من أروع الليالي..
ثم حاوطت عنقه بيدها ووضعت إصبعها علي شفتيه وهمست بجراءة :-
– ستكون لليلة تذكر في التاريخ!!..
إنهت جملتها واقتربت بشفتيها من شفتيه لتقابله، ليتجاوب هو ويحذبها من خصرها رويداً رويداً حتي يغرق معها..
.. يتبع