لم أكن دميمة يوماً 2..بقلم \شيماء علي
الفصل الرابع عشر.. الجزء الثاني
عاد جاسم إلي المستشفي مرة أخرى بعدما جاءه إتصال هاتفي من المستشفي يطلب منهم سرعة العودة مرة أخرى لأمر يخص زوجته!!! أي طليقته لم يعرف لماذا عاد فهو تحرر الأن منها ومن أي شء خاص بها ولكن شئ بداخله أصابه قلق عندما علم إن زوجته في أشد الأحتياج له!!…
-في غرفة كبير الأطباء المستشفي..
وعندما إستمع لحديثه ضرب علي
سطح المكتب بحده وهو يهتف :-
-يعني أيه تروح مصحة نفسية! أومال انتو بتعملوا أيه؟! ..
أجابه الطبيب بهدوء :-
-جاسم بيه مرات حضرتك محتاجة تتعالج نفسياً وأنت عارف كده كويس وكمان تكون تحت مراقبة علي 24ساعة عشان سلامتها…
فصمت للوهلة قبل أن يردف بحذر :-
-وعشان متعدش محاولة الإنتحار تاني!!..
أتسعت عين جاسم بصدمة وهو يتحدث بخفوت :-
-إنتحار!!..
أومأ الطبيب برأسه إيجاباً وتحدث بجدية :-
-بس الحمدلله جات سليمة المرة دي محدش عارف المرة الجاية هيحصل إيه!!..
ظل جاسم علي صدمته، فتنهد الطبيب قائل :-
-صدقني ده لمصلحتها بجد، ولو الأمر مكنش فى غاية الأهمية أنا ماكنتش إتصلت بيك في وقت متأخر زي ده، لأن وجودها ملهوش فايدة لأنها مش مريضة جسمانياً والدكاترة اللي بتجلها مابترضاش تتكلم معاهم، هناك هيقدروا يشيلوا الحاجز ده وهتبقي كويسة ..
نظر جاسم له بجمود ثم تحدث:-
_وهي دلوقتي عاملة أيه!!..
الطبيب بلهجة تقرير :-
-الجرح سطحي الممرضة دخلت في الوقت المناسب وصلحت الغلطة اللي أرتكبتها بأنها تدخل مع الأكل سكينة!!..
مسح جاسم علي شعره بغضب وهو ينظر أمامه بشرود هل كانت تنوي علي الإنتحار لأنه تخلي عنها في أصعب محناتها..
غادر المكان سريعاً ثم إستقل سيارته ورحل متجه نحو مكان ما….
………………….
-في قصر الراوي..
كانت مشيرة تحاول التحدث ولكنها لم تستطع حاولت الممرضة فهم ماتريده ولم تتوصل لشئ، فخمنت أنها تسأل عن شخص فتحدثت بتسائل :-
-عاوزاني أناديلك حد!!..
أومأت مشيرة برأسها ببطء فتابعت الممرضة قائلة :-
-عاوزة مين!!..
وفي هذه اللحظة دلفت هدي بعنجهية وهي توزع نظراتها بين الممرضة ومشيرة قائلة بإستفهام :-
-في أيه!!..
الممرضة بأدب :-
-كانت بتسأل على حد بس مش عارفه مين!!..
رمقتها هدي بحده وأقتربت من مشيرة قائلة :-
-بتسألي علي مين يامشيرة!!..
حاولت مشيرة مرة أخري التحدث ومحاولاتها باتت في الفشل، فخمنت هدي وهي تقول بخبث :-
-بتسألي علي مرات إبنك..
ظهرت علامات الأيجاب علي وجه مشيرة فقالت هدي بسعادة :-
-مشيت خلاص خلصتك منها، حقتلك اللي كنتِ بتحلمي بيه!!..
أتسعت عين مشيرة الباهتة وشحب لون بشرتها، فرفعت هدي حاجبها قائل بغضب كامن بداخلها :-
-أيه وشك أتغير كده ليه مش فرحانه!!..
رمقتها مشيرة بحدة مما أشعل غضب هدي بداخلها فتابعت بمكر :-
-علي العموم بكره تقومي وترجعي احسن من الإول عشان تختاري عروسة لإبنك تشرفنا..
ثم أبتسمت بخبث وغادرت الغرفة لتترك مشيرة بعدما زادت ألمها وشغلت عقلها بمصير زوجة إبنها!!
…………………….
عاد مرة أخري وهو يحمل في يده أشياء ودلف لغرفتها ليجدها نائمة وهي تحتضن نفسها بذراعيها وعلي وجهها أثر البكاء مماجعله يلوم نفسة علي هذه الجملة التي خرجت في وقت خاطئ، لايتخيل أنه أصبح ليس مسئول عنها وعن أي شئ خاص بها، أقترب منها وأخرج دمية من الأكياس الذي يحملها، فأبتسم وهو يبعد ذراعيها عن بعضهما وقام بوضع هذه الدمية في أحضانها وحاوطها بذراعيها، لم يعرف لماذا فعل هذه الحركة الصبيانية ولماذا جاء من الأساس وكإنه سمع الإجابة من قلبه وهو يدافع عن محبوبته “لازم نجلها دي رقية!!”..
فهتف جاسم بنبرة متألمة وصوت خافت :-
-دي رقية!!..
ثم أخرج كتاب الله ووضعه بجوارها على الوسادة، ثم وضع علي الإريكة زي للصلاة(الإسدال الخاص بالصلاة “ثم سجادة الصلاة… ثم أردف بداخله بإقناع تام :-
-هي محتاجة كده دلوقتي!!..
إلتفت إليها وتأمل فيها للمرة الأخيرة، وكأنه يحفر ملامحها بداخله ثم وضع الغطاء عليها بعناية، ندت منه إبتسامة حزينة وهو يتنهد قائل :-
-عارف إن ده مابقاش حقي دلوقتي!!
لكن لحد دلوقتي مش مصدق إني حقي فيكي رااح بسهولة كده!! ..
فتابع بجدية جامدة :-
-أنا ماشي بس هفضل جمبك، وزي ماقولتلك جايز مبقاش ليا حق فيكي، لكن ده مايمنعش إن أتخلي عن حقي في الإهتمام بيكي!!..
أنهى جملته وسار ببطء للخلف دون الإستداره وكأنه يودعها بعينه حتي وصل إلى الباب فألقي نظرة عليها وأغلق الإضاءة وأغلق خلفه ورحل من غرفتها وربما من حياتها..
تسللت أشعة الشمس إلي غرفتها من خلال النافذة ذات الستار الأبيض الشفاف، لتفتح رقية عينها ليقع بصرها سريعاً علي الدمية الصغيرة ذات الشعر الأسود الصناعى والفستان القصير والحذاء البلاستيكي عقدت مابين حاجبيها بتعجب وإعتدلت والدمية بين ذراعيها عبثت في شعرها بتعجب وهي تتفحصها وتبتسم تدريجياً وهي تتأمل في ملامحها البريئة وكأنها طفلة صغيرة ضمتها رقية لصدرها وهي تتنهد بوجع علي صغيره الذي أسقطته قبل أن تشبع غريزة الأمومة لديها، اغمضت عينها وتخيلت طفلها في أحضانها هكذا ولم تشعر بالدمعة التي سقطت على وجهها ألماً وبين هي تنقل بصرها وقعت عينها علي كتاب الله ثم سجادة الصلاة وإسدال الصلاة أيضاً، في هذه الحين دلفت الممرضة لها قائلة بأبتسامة :-
-صباح الخير.. الدكتور بيقول جاهزين!!..
لم تنكر شعور الهلع الذي أصابها والقشعريرة التي دبت في أوصلها تمسكت بالدمية جيداً ونقلت بصرها بين المصحف الشريف وبين سجادة الصلاة ثم قالت بخفوت :-
_ ه آآ هصلي الأول!!!..
يتبع..