لم أكن دميمة يوماً 2..بقلم \شيماء علي
الفصل الثالث والخمسون ….
تبادل الاثنان النظرات الغامضة والتي لم يفهما أحد سواهما !!..
تعجبت رقية من وقوفه المفأجي فهتفت بتعجب وهي تنظر في إتجاه بصره :-
-مالك ياجاسم ؟! وقفت كده ليه ؟!..
فاق من صدمته علي صوتها فجاهد للثبات وهو يتتمتم :-
-مفيش ياحبيبتي ،بس أستنيني هنا ثواني وهرجعلك !!..
ولم يمهلها فرصة للرد حيث سار بسرعه البرق نحو ذلك المجهول وبدون ان يتفوه بكلمة أخذه وولج به للداخل تحت أنظارها المندهشة !!
…………………
دلف معه المكتب وأغلاق الباب عليهما فجلس الرجل علي المقعد ووضع ساقه فوق الأخري وهو ينفث دخان سيجارته :-
-لازم أجيلك بنفسي يعني ؟!…
لم يجبيه جاسم فتابع الاخر وهو يهز رأسه :-
-مفيش مشكلة ، أنت برضه غالي عليا !!
فأكمل حديثه بتسأل صارم :-
-هااا هنرجع شغلنا أمتاااا .انا بقول كفايه عطله لحد كده ؟!..
زفر جاسم الهواء بضيق وبادر بالحديث فمنعه الأخير وهو يهتف بجمود:-
-هتقولي بطلت ؟! هقولك مش عايز أسمع الكلمة دي تاااني ده أكل عيشنا بقاله سنين ماينفعش نسيبه !!..
جاسم بجمود مماثل :-
-بس انا خلاص هسيب الشغل ده .ومش عاوز أكمل !!..
صرخ به الأخير محذرا بسبابته:-
-مش بمزاجك اللي يدخل وسطنا ماينفعش يخرج !!..
ثم أسوددت عيناه مكملا بلهجة عدائية :-
-ولو خرج بيخرج ميت !!..
صاح جاسم هذه المرة بغضب مكبوت:-
-انا مابقتش قادر أكمل زهقت من الشغل الوسخ ده ونفسي أنضف بقاااا !!…
فأنكمشت ملامحه وهو يتابع بإختناق وإشمئزاز من حاله :-
-تعبت من كتر التمثيل ومن كتر الكدب بوهم الناس إني ملاااك وأنا شيطان !!..
رفع ذلك الكائن المجهول كفيه معا وصفق وهو يؤمي برأسه إعجابا :-
-برااافو !!….
-اللي عيشت طول عمري خايف منه أهو حصل !!..
هز الأخير رأسه مستفسرا ليتابع الرجل بعدها:-
-الضمير اللي مات يرجع يصحي تاني !!…
فوقف أمامه مباشرة مشيرا لدبلة زواجه :-
-وكنت متأكد إني هي اللي هتصحيه !!..
ثم غمغم بإستنكار :-
-انا اصلا ماكنتش موافق علي وجودها في حياتك من الأول وأهو بتنهي حياتك عشانها !!..
حدق به جاسم بصلابة :-
-حياتي بدأت بيها وهتكمل بيها !!..
قهقهقه الرجل ساخرا ثم قال بعدما توقفت ضخكاته :-
-بلاش كلام الأفلام ده اللي مبيأكلش عيش !!…
فسار في الغرفة يتجول بها متحدثا بتعجب وملامح مقتضبه:-
-انت أيه اللي حصلك ياجاسم ؟! طول عمرك عاقل وعارف مصلحتك فين .ليه أتجننت فجأة كده !!..
هتف بتهكم وهو يرمقه شزرا :-
-وهو عشان عايز أنضف وأبقا بني أدم كويس أبقا أتجننت ؟!..
وقف فجأة وأستدر له بملامح غاضبه :-
-من مصلحتك تعقل وتحط عقلك في رأسك !!..
وأكمل حديثه وهو يسير نحوه بثبات شديد :-
-وانا لحد دلوقتي بتعامل معاك بلين .وعمال اقول بكره هيرجع عن اللي في دماغه لكن أنت كل يوم بتزيد عند أكتر من اليوم اللي قبله !!..
“أيه هي رامية السجن معلمتكش الأدب “.
…قالها وهو يضيق عيناه بخبث بعدما توقفت خطواته .فأحتقن وجه جاسم بالغضب ليتابع بعدم أهتمام وهو ينفث دخان سيجارته :-
-دي كانت مجرد قرصة ودن ليك عشان ترجع عن جنانك ده !!..
فرمقه بسخط وأردف :-
-بس للأسف شكلك ماتعلمتش الدرس ومصر تخاطر بحياتك !!..
دنا جاسم منه وقد تقلصت المسافة بينهما وتقابلا وجها لوجه :-
-مبقاش يهمني حاجه ومش هرجع أشتغل تاني ..عاوزين تدخلوني السجن تاني ؟! دخلوني وهيبقي عليا وعلي أعدائي !!..
“تؤتؤ بلاش تدخل بقلب جامد كده . ولو مش خايف علي نفسك ااااااا..
لم يتابع حديثه حيث نظر نحو النافذة المفتوح زجاجه والذي أظهر رقية وهي تصفق بسعادة غارمة فغمز له قبل أن يكمل حديثه :-
-خاف عليها !!..
وتصنع الشفقة وهو ينظر نحو النافذة قائل :-
-تفتكر هتعمل أيه لو عرفت إن جوزها حبيها بيخدعها المدة دي كلهااا ، وأن الراجل اللي عايشه معاه تحت سقف واحد يبقي اااااا
إلتفت يمينا ويسارا بحذر قبل أن يهمس بجوار أذنه :-
-تاجر مخدرات !!..
برزت عروق وجهه نتيجة غضبه الشديد فرفع سبابته مهددا إياااه:-
-لو رقية عرفت عني حاجه ؟! ساعتها البوليس هيعرف عنكم كل حاجه !!…
أبتسم الأخير بسخافة:-
-متخافش انا مش جاي أفرق بين عصفورين إلا كنت دخلت بالرجالة بتاعتي ، لكن أنا مش عاوز شواشرة !!…
“ومش جاي أخرب عليك لاسمع الله ده أنا جاي أعقلك واعرفك إنك طول ما أنت معانا محدش هيعرف عنك حاجه وعمر ماصورتك هتتهز وهتفضل قدامها وقدام الكل الرجل المثالي وهتعيشوا حياتكم وتفرحوا بإبنكم الجاي !!..
شددد علي جملته الأخيرة قاصد إخافته وتهديدهه فرفع حاجبه متسائل بلهجة ذات مغزي :-
-ولا أنت مش عاوز تفرح بإبنك ياجاسم ؟! …
فهم جاسم علي الفور أنه يهدده بطفله القادم، بجنينه الذي يكتمل الأن داخل أحشاء والدته فهتف بعينين يتطاير منهما الشر ونبرة حادة كالصقر :-
-محدش هيمس شعره من إبني ولامنها طول ما أنا علي وش الأرض !!..
رفع المجهول ذراعيه لأعلي بإستسلام مصطنع وهو يؤمي برأسه :-
-اوامرك محدش هيجي ناحيتهم لكن ده هيحصل طول ما انت معانا وفي وسطنا لكن لو حصل عكس كده اااااا
مط شفتيه للأمام وهو يرفع كتفيه للأعلي :-
-ماوعدكش !!..
راقب تعبيرات وجه جاسم والتي كادت تفتك به فأبتسم بإنتصار خفي فاللعب علي نقطة ضعف العدو إنتصار في حد ذاته !!…
فتنهد وأطفأ سيجارته ليربت علي كتفه بحنان زائف :-
-انت أبني ياجاسم بقا في أبن يعصي أبووه !!..
“ومش بس إبني ده أنت دراعي اليمين “..
فأظلمت عيناه ليخبره بتهديد واضح :-
-ودراعي لو وجعني ولافكر يمشي عكسي هقطعه !!..
أكتفي بذلك القدر من التهديدات فرمقه بجدية وهتف بنبرة صارمة تضرب بإعتراضاته عرض الحائط :-
-الشحنه الجديدة علي وصول هستني منك إتصال عشان تبلغني هدخلها ازاي !!..
وقبل أن يرحل القي عليه نظرة تحذره من عدم الإستجابة أو العصيان !!.
أنتهي حفل زفاف وأطفأت الأنوار ليسود الظلام ولم يتبقي سوي إضاءة القمر الذي ينير العالم بأكمله !!..
لم يغمض له جفن طوال الليل وهو شارد فيما حدث اليوم وقد تنبأ بإيام قادمة سوف تؤدي إلي هلاكه !!..
إستدار ناحيتها ليتطلع في وجهها النائم ولسان حاله يردد “ياتري هتعملي ايه لو عرفتي حقيقتي .حقيقتي اللي عيشت سنين مخبيها عن كل الناس ..ياتري هتسامحيني “….
وأثناء شروده فتحت عيناها لتجده علي تلك الحالة فأبتسمت وهي تعتدل :-
-أنت لسه صاحي !!..
لم يظهر أرتباكه وتصنع عدم الأهتمام:-
-مش جايلي نووم ، أنتي أيه اللي صحاكي ؟!.
تنههدت وهي ترفع كتفيها بهدوء :-
-مفيش قلقت فجأة !!..
ثم أبتسمت بخبث :-
-والحمد الله إني صحيت عشان أقفشك متلبس وأنت بتبص علياا !!..
ثم أمسك بوجنتيه وهو يتوبخه :-
-معندكش أخوات بنات !! ترضي حد يبص عليهم كده وهما نايمين !!..
أمسك كفها وإبتسم إبتسامة لم تصل لمقلتيه ولم يتفوه بكلمة فأردفت بجدية وهي عاقدة حاجبيها :-
-اه صحيح هو مين اللي جه الفرح النهاردة ودخلت معاه المكتب ؟!..
لم يرتبك وحافظ علي هدوئه حتي لايثير الشك :-
-هيكون مين يعني ده واحد من رجال الأعمال اللي بنشتغل معاهم !!..
فسألها بقلق :-
-بتسألي ليه ؟! ..
رقية :-
-اصل معرفتهوش وشكله غريب كده !!..
إلتوي ثغره ساخرا :-
-وده علي إساس إنك عارفه كل الناس وكل رجال الأعمال اللي كانت في الفرح ؟!
هزت رأسها بالسلب لتهتف بجدية :-
-لا ،بس حسيتك أتخطفت كده أول ماشوفته وكمان سبتني وسبت الفرح كله ودخلت معاه جوه !!..
صاح بها بإنفعال وغضب كتمه لفترة :-
-وايه اللي هيخليني أتخطف يكونش عامل عامله ولا قتلتله قتيل !!..
فزعت بشدة من هجومها عليها فتحدثت بخفوت :-
-في أيه ياجاسم انا مقصدش ب اااااا..
قاطعها بحده :-
-مش عاوز أسمع حاجه .ويلااا نامي انا عندي شغل الصبح !!.
هزت رأسها عدة مرات بإيجاب وقبل أن تضع رأسها علي الوسادة شعرت بجفاف حلقها فأعتدلت مرة أخري هامسه بحذر :-
-جااااسم ؟!…
نظر لها فرمشت بعينيها عدة مرات:-
-عطشانه !!…
زفر بضيق ثم أزاح الغطاء من عليه وإرتدي نعله وسار نحو الباب ليستوقفه صوتها :-
-أنت رايح فين ؟!..
إلتفت له بوجوم:-
-هنزل أجبلك مايه ؟!..
قطبت مابين حاجبيها بدهشه ثم نظرت نحو الكومود المجاور له وأشارت حيث إبريق المياه :-
-مالمايه أهي جمبك !!!…
وزع نظره بينها وبين الإبريق لتنهد بصوت مسموع وهو يمسح بكفه علي وجههه !!…
……….
كانت تطوي ملابس صغارها وهي تستمع لحديث رقية ثم هتفت بتعجب :-
-وهي شركة زي شركة جوزك دي هترضي تشغل واحدة زيي يدوبك دبلوم تجارة !!..
رقية :-
-متخافيش انا قولت لجاسم وهو قالي إنك تروحيله في أي وقت عشان تستسلمي شغلك !!..
هزت رأسها ثم تابعت عملها هاتفه :-
-قولي لجوزك مابنقبلش حسنه ولاشفقة من حد !!..
رقية بإندهاش :-
-شفقة ؟! ليه بتقولي كده ؟!..
رباب بنظرة جامدة:-
-ماهو لما يرضي يشغلني وانا مش معايا غير مؤهل يمتلكه اقل عامل نظافة عنده يبقي شفقة منه وانا مش هقبلها وهعرف أدور علي شغل وهصرف علي عيالي !!…
شعرت بالضيق من تفكير شقيقتها فقالت :-
-علي فكرة بقا انا اللي عرضت علي جاسم كده قولت اهي حاجه تخرجك من اللي انتي فيه ده ؟!..
رباب وهي تنظر للجهة الأخري :-
-ماتشغليش بالك بيا ،انا كويسه !!..
تنهدت رقية لتهتف :-
-لازم تخرجي يارباب من اللي انتي فيه ده لو مش عشانك يبقي عشان خاطر ولادك !!..
لمعت عيناها بالدموع هاتفه وهي تهز رأسها بألم :-
-مش قادرة أصدق اللي حصل حاسه إني في كابوس ومش ناويه أصحي منه .
فهبطت دمعة علي وجنتيها كانت تتصارع مع رفائقها :-
معقول محمد يروح كده ، معقول دي تكون نهايته وأتحرم منه بالشكل ده ؟!..
ثم أجهشت بالبكاء لتتحدث رقية بإندهاش :-
-معقول لسه بتحبيه بعد ده كله ؟!..
هزت رأسها بالسلب وهي تمسح دموعها التي تزدات :-
-لو كان علي الحب فاللي بيني وبين محمد مات من زمان بس اللي بيوجع اكتر العشرة وده كان جوزي ابو عيالي اللي نفسه في نفسي كل ليلة .معقول عاوزاني أستخسر فيه دموعي يارقية !..
احتضنتها رقية لتجهش في البكاء أكثر في أحضان شقيقتها !!..
وفي ذات اللحظة دلف ولدها الصغير والذي هتف بحزن :-
-ماما هو بابا لسه مرجعش من السفر ومش هيجي ياخدنا من هنا بقااا !!..
إبتعدت رباب عن أحضان شقيقتتها وهي ترمق صغيرها بوجع لاتعلم توأسيه أم توأسي حالها نهضت رقية بألم ونزلت لمستوي الصغير تملس علي شعره بإبتسامة :-
-زياد ياحبيي هو أنت ماشوفتش اللعب اللي أنا جبتهالك ؟!..
هز رأسه بإمتعاض :-
-شوفتها بس عاوز أخدها واروح بيها عند بابا عشان يلعب معايا !!..
اشاحت رباب وجهها سريعا حتي لايري إبنها دموعها التي تتساقطت بغزارة وكأنها سيول !!
رقية :-
-طب أيه رأيك أجي أنا العب معاك دلوقتي ! ..
الصغير :-
-ماشي بس لحد مابابا يرجع من السفر !!..
أومأت برأسها إيجابا ثم أردفت بنفس الإبتسامة:-
-طب روح جهز اللعب لحد ما أخلص مع ماما !!..
ركض الصغير للحارج لتتنهد هي بوجع ثم نهضت وجلست بجوار شقيقتها كما كانت تمسح لها عبراتها :-
-خليكي قوية عشان خاطر ولادك ماينفعش يشوفوكي بالمنظر ده هما ملهمش غيرك دلوقتي !!..
ثم قبلت وجنتيها ونهضت تلحق بالصغير لتقف عندما أستمعت نداء شقيقتها والتي تحدثت من بين دموعها بإبتسامة :-
-نسيت أقولك مبروووك علي نجاح عمليتك يارقية !!..
أبتسمت لها بإمتنان ثم غادرت الغرقة علي الفور !!!..
…………
كانت تطوي ملابس صغارها وهي تستمع لحديث رقية ثم هتفت بتعجب :-
-وهي شركة زي شركة جوزك دي هترضي تشغل واحدة زيي يدوبك دبلوم تجارة !!..
رقية :-
-متخافيش انا قولت لجاسم وهو قالي إنك تروحيله في أي وقت عشان تستسلمي شغلك !!..
هزت رأسها ثم تابعت عملها هاتفه :-
-قولي لجوزك مابنقبلش حسنه ولاشفقة من حد !!..
رقية بإندهاش :-
-شفقة ؟! ليه بتقولي كده ؟!..
رباب بنظرة جامدة:-
-ماهو لما يرضي يشغلني وانا مش معايا غير مؤهل يمتلكه اقل عامل نظافة عنده يبقي شفقة منه وانا مش هقبلها وهعرف أدور علي شغل وهصرف علي عيالي !!…
شعرت بالضيق من تفكير شقيقتها فقالت :-
-علي فكرة بقا انا اللي عرضت علي جاسم كده قولت اهي حاجه تخرجك من اللي انتي فيه ده ؟!..
رباب وهي تنظر للجهة الأخري :-
-ماتشغليش بالك بيا ،انا كويسه !!..
تنهدت رقية لتهتف :-
-لازم تخرجي يارباب من اللي انتي فيه ده لو مش عشانك يبقي عشان خاطر ولادك !!..
لمعت عيناها بالدموع هاتفه وهي تهز رأسها بألم :-
-مش قادرة أصدق اللي حصل حاسه إني في كابوس ومش ناويه أصحي منه .
فهبطت دمعة علي وجنتيها كانت تتصارع مع رفائقها :-
معقول محمد يروح كده ، معقول دي تكون نهايته وأتحرم منه بالشكل ده ؟!..
ثم أجهشت بالبكاء لتتحدث رقية بإندهاش :-
-معقول لسه بتحبيه بعد ده كله ؟!..
هزت رأسها بالسلب وهي تمسح دموعها التي تزدات :-
-لو كان علي الحب فاللي بيني وبين محمد مات من زمان بس اللي بيوجع اكتر العشرة وده كان جوزي ابو عيالي اللي نفسه في نفسي كل ليلة .معقول عاوزاني أستخسر فيه دموعي يارقية !..
احتضنتها رقية لتجهش في البكاء أكثر في أحضان شقيقتها !!..
وفي ذات اللحظة دلف ولدها الصغير والذي هتف بحزن :-
-ماما هو بابا لسه مرجعش من السفر ومش هيجي ياخدنا من هنا بقااا !!..
إبتعدت رباب عن أحضان شقيقتتها وهي ترمق صغيرها بوجع لاتعلم توأسيه أم توأسي حالها نهضت رقية بألم ونزلت لمستوي الصغير تملس علي شعره بإبتسامة :-
-زياد ياحبيي هو أنت ماشوفتش اللعب اللي أنا جبتهالك ؟!..
هز رأسه بإمتعاض :-
-شوفتها بس عاوز أخدها واروح بيها عند بابا عشان يلعب معايا !!..
اشاحت رباب وجهها سريعا حتي لايري إبنها دموعها التي تتساقطت بغزارة وكأنها سيول !!
رقية :-
-طب أيه رأيك أجي أنا العب معاك دلوقتي ! ..
الصغير :-
-ماشي بس لحد مابابا يرجع من السفر !!..
أومأت برأسها إيجابا ثم أردفت بنفس الإبتسامة:-
-طب روح جهز اللعب لحد ما أخلص مع ماما !!..
ركض الصغير للحارج لتتنهد هي بوجع ثم نهضت وجلست بجوار شقيقتها كما كانت تمسح لها عبراتها :-
-خليكي قوية عشان خاطر ولادك ماينفعش يشوفوكي بالمنظر ده هما ملهمش غيرك دلوقتي !!..
ثم قبلت وجنتيها ونهضت تلحق بالصغير لتقف عندما أستمعت نداء شقيقتها والتي تحدثت من بين دموعها بإبتسامة :-
-نسيت أقولك مبروووك علي نجاح عمليتك يارقية !!..
أبتسمت لها بإمتنان ثم غادرت الغرقة علي الفور !!!..
…….
ظلت تلهو مع الصغار تحت أنظار والدتها التي كانت تختلس لها النظر تريد أن تعانقها تمطر عليها بقبلاتها تعطيها حنان حرمته منها طوال حياتها .استمرت هكذا حتي ناما الطفليين بإنهاك فغفت هي قليلا بجوارهما فأقتربت منها والدتها توكزه بخفه فأستيقظت سريعا لتبادر فاطمة بالحديث وهي تبتسم بحنان :-
-قومي ياضنايا نامي جوه ماينفعش تنامي كده وخصوصا وانتي حامل !!..
رمقتها بعتاب دفين ثم نهضت من الأرضية هاتفه بإيجاز:-
-لا ،انا لازم أمشي !!..
فاطمة بحزن :-
-هو أنا كنت بصحكيكي عشان تمشي !!..
وقفت رقية ولم تتحرك لتتابع بإبتسامة :-
-ده انا حتي لسه مباركتلكيش علي عمليتك !!..
مدت يدها لتملس علي وجهها قائلة بفرحة :-
-طول عمرك زي القمر ياحبيتي .الحمد الله ربنا جبر بخاطرك !!..
رمقتها بإستخفاف ولكن لم تبالي بنظراتها وأكملت سريعا :-
-ده انا لما عرفت ان عمليتك نجحت الدنيا ماكنتش سيعاني كان هاين عليا أملا البيت كله زغاريط !!..
فنكست رأسها حرجا :-
-بس مكنش ينفع وأختك حزينة علي جوزها !!..
رقية بتتهكم ساخر :-
-ما انتي بتعرفي اهو تحافظي علي شعور الناس!! أومال كنتي بتسمميني بكلامك ليه ؟!..
فاطمة بندم :-
-ياريت لساني اتقطع قبل ماقولك حاجه تضايقك !!…
ثم سألتها بتوجس :-
-هو أنتي زعلانه مني بجد يارقية ؟!..
ضحكت بألم :-
-زعلانه ؟! يااااه ياماما كلمة قليلة اووي علي اللي جوايا.كنت دايما بقول ماينفعش ازعل منك انتي مهما كان أمي لكن انا بجد زعلانه وزعلانه اووووي كمان !!..
كادت ان تتحدث فقاطعتها رقية بدموع:-
-هتقولي أيه ؟! معندكيش اي كلام ممكن تواسيني بيه ومفيش كلام هيقدر ينسيني إهانتك ليه في الرايحه والجايه سخطك ليا وكأني شوهت نفسي بمزاجي !!.
تعالت شهقاتها وسالت دموعها بغزارة وجسدها يرتعش :-
-انا كنت صغيرة وكنت جعااانه أنا معملتش ذنب غير إني دخلت أكول. كنتي بتعاقبيني ليه ؟! بتعاقبيني عشان جوعت ؟!!!..
تسابقت دموع فاطمة مع دموعها لتكمل مبتسمة من بين دموعها :-
-كان نفسي لما حد يضايقني ارجع اترمي في حضنك تهوني عليا ..لكن حضنك كان سكاكين بتقطع في لحمي !!…
انهارت فاطمة بالبكاء فتابعت رقية وهي تضحك :-
-تعرفي إن قبل كده شكيت إني مش بنتك !! ..
اتسعت عينان والدتها من الصدمة فهزت رقية رأسها مؤيدة حديثها :-
-اااه ماتستغربيش ماهو ايه اللي يخلي ام تستعر من بنتها وتعايرها اكيد لأنها مش أمها مش كده ؟!..
فنظرت لإنعكاس صورتها في المرأه فكانت تشبه والدتها كثيرا وكأنها نسخه مصغره منها فقالت بأسف وهي تهز رأسها:-
-بس للأسف طلعت شبهك..وللأسف طلعتي أمي !!…
لم تحتمل اكثر من ذالك وإنهارت علي إحدي الأرأئك تبكي بقوة وقلبها كاد ان يتمزق علي فلذة كبدها التي حطمتها بيدها!!…
………
دلف سامر غرفة والدته فقد عاد بعدما تعافي بنسبة كبيرة من ذالك المرض اللعين الذي كاد ان ينهي عليه !!..
دلف ليجد والدتها جالسه علي الفرأش تضم صورة أخيه الراحل لصدرها وهي تبكي بقوة ..تنهد بصوت مسموع وجلس بجوارها علي الفرأش :-
-أيه ياست الكل مش كفايه كده بقا ؟!..
تحدثت والدته “عفاف “وهي تبكي بمرارة :-
-أخوك راااح ياسامر ،إبني راااح مني !!.
إستطاع السيطرة علي دموعه حتي لاتخونه وتسقط فأشاح بوجهه وهو يتمتم :-
-ربنا يرحمه !!.
ربتت علي فخذيه قائلة بلهفة :-
-قولي ياسامر أنت عارف حاجه ومخبيها عليا ؟! يعني تعرف أخوك أنتحر ليه ؟!..
هز رأسه بالسلب قائل بصدق :-
-والله ماعرف ياماما ورباب حالتها وحشه من ساعة ما مات وهي رافضة تتكلم !! .
عفاف بنبرة باكية :-
-أكيد هي عارفه حاجه ومخبياها !!..
أمسك كف والدته وقبله ثم ربت عليه بحنو :-
-ماتشغليش بالك ياحبيتي اهم حاجه إنتي تاخدي بالك من صحتك !!..
تسألت عفاف بتوجس :-
-سامر هو بجد أخوك مات كافر يعني ربنا مش هيسامحه ؟!..
سامر :-
-ربنا رحيم بكل عباده ياماما والله اعلم هو عمل كده ليه أدعيله بس انتي !!..
-داعيله وهفضل ادعيله لحد ما اروحله .ربنا يرحمه وينورله قبره !!..
-يااارب ..
عفاف بلهجة خافتة باكية :-
-وبعدين انا عاوزة أشوف ولاد أخوك ،دي الحاجه الوحيدة اللي من ريحته !!…
أبتسم بشحوب وهو يؤمي برأسه :-
-حاضر بكره هجبهملك ياخدوا اليوم كله معاكي ..!!.
هزت رأسها معترضة:-
-عاوزاهم معايا علي طول !..
سامر بدهشة :-
-علي طول ازاي بس ياماما وامهم ازاي هترضي بكده ؟!..
ابتلعت ريقها لتتحدث بجدية :-
-ما انا عاوزة أطلب منك طلب !!..
هز رأسه مستفهما لتتحدث بإرتباك وحذر بعدما هدأت دموعها :-
-عايزاك تتجوز رباب !!..
…يتبع