لم أكن دميمة يوماً 2..بقلم \شيماء علي
الفصل الثاني والخمسون ..حفل زفاف !!..
-بعد مرور فترة زمنية ..
خرجت من المرحاض وهي تحيط جسدها بمنشغة كبيرة ثم وقفت أمام المرأة تمشط خصلات شعرها المبتل فدنا منها ببطء فأبتسمت لإنعكاس صورته في المرأه أزاح خصلاتها جانبا ثم أسند ذقنه علي إحدي كتفيها فبادلها تلك الإبتسامة قبل أن يوزع قبلاته علي عنقها فتململت بخفة وهي تشعر بأنفاسه الحاره تلفح بشرتها !!..
وبعد دقائق توقف عما يفعله ثم جذب الفرشاة من يدها وبدأ في تمشيط شعرها الذي تجاوز خضرها !!..
وبعدما أنتهي بدأ يمرر يده علي شعرها من بدايته حتي نهايته فإلتفتت له تخبره بإبتسامة هادئة:-
-طول أوووي كنت بفكر أقصه ..
“أقطعلك أيدك لو فكرتي تعملي كده “..
ذمت شفتيها بإمتعاض فداعب وجههها بإبهامه وهو يتفحص ملامحها وكأنه يراها لأول مرة !!! ولم لا فهو بالفعل يراها لأول فمنذ عمليتها وهو دائم الشرود في ملامحها لم تختلف كثيرا عن الأول ولكنه شعر إنها إزدات جمالا علي جمالها !!..
أبتسمت بحيائها الدائم وتسألت :-
-بتبصلي كده ليه ؟!..
جاسم بتنهيدة حارة :-
-معجب !!..
تراقص قلبها فرحا وهي تنقل نظرها بينه وبين المرأه:-
-بجد ياجاسم يعني شكلي عجبك ؟!..
أمسك ذقنها هاتف بإنفاس حارة :-
-أنتي طول عمرك عجباني !!..
رقية بتنهيدة من صميم قلبها :-
من ساعة مارجعنا مصر وانا علي طول أبص لنفسي في المراية ساعات كتير ماكنتش بعرف نفسي مع إن ملامحي ماتغيرتش كتير عن الاول .بس اللي دايما كان قلقني إني معجبكش او إنك تكون رسملي صورة أحلي من اللي أنا فيها دلوقتي خصوصا إني مطلعتش فاتنة ولافائقة الجمال !!..
كانت تتحدث والإبتسامة تزين ثغرها فأمسك كتفتيها وجعلها تقف مباشرة أمام المرأه وهو خلفها فتحدث وهو يشير لهيئتها:-
-بقا الحلاوة دي كلها وتقوليلي مطلعتيش حلوة ؟!
هو انتي مش حاسه بنفسك ؟! ولا واخده بالك أنك عاوزة تتأكلي أكل ؟! ..
إستدار برأسها قاطبة حاجبيها بذهول :-
-اتأكل ؟! ..
أومأ برأسه إيجابا وهو يبتسم بخبث غامزا :-
-أيوة تتأكلي ولولا إني رايح الشغل كنت أوريكي هتتأكلي ازاي !!..
أبتسمت بخجل ثم أنكمشت ملامحها متسائلة:-
-هو أنت بجد رايح الشغل ؟! …
هز رأسه ببطء وهو يتحرك نحو الكومود يرتدي ساعته فسارت خلفه قائلة بجدية :-
-وده ينفع يعني ياجاسم !! شغل أيه والنهاردة فرح حازم وحنين !!..
أنتهي من إرتداء ساعته وهتف :-
-متقلقيش ياحبيبتي كلها ساعه هخلص ورق مهم وهكون عندكم !!..
تنهدت بصوت مسموع وبنفاذ صبر :-
-طيب بس حاول متتأخرش !!..
ثم عضت علي شفتيها بتوتر قبل أن تهتف بحذر :-
-طب بمناسبة الشغل وكده كنت عاوزة أكلمك في موضوع ؟!..
جذب سترته من علي الفرأش واعتدل في وقفته قائل بصرامة :-
-رقية موضوع إنك تشتغلي ده مرفوض نهائيا وياريت مسمعش سيرة الموضوع ده تاني !!..
هتفت علي عجالة :-
-لا أنت فهمت غلط انا مش بتكلم عليا !!.
عقد مابين حاجبيه بتعجب لتتابع بحرج بعد صمت دام لثوان :-
-انا كان قصدي علي رباب أختي اهي تلاقي حاجه تشغلها وتخرجها من الحالة اللي هي فيها دي .فكنت بقول يعني لو ينفع تشوفلها شغل عندك في الشركة …
فتابعت بلهجة إقناع سريعا :-
-هي صحيح معاها دبلوم تجارة لكن شاطرة وذكية جدا ومش هتندم والله لو شغلتها معاك !..
سمعها للاخر ثم إرتداء سترته قائل بخشونة :-
-طيب ياستي خليها تيجيلي الشركة في أي وقت تستلم شغلها !!..
أبتسمت بسعادة وهي تقبل عليه تحضتنه :-
-ربنا يخليك ليااا يااارب !..
ثم إبتعدت عنه قليلا ووضعت قبلة علي وجنتيه ليهتف بعدها بحب:-
-عنينا ليكي ولأي حد يجي من طرفك !!.
رقية بإستياء :-
-طب مش عايز تخليني أشتغل معاك ليه .ومتقولش عشان خاطر الحمل لاني لسه الاول وفاضل كتير علي ولادتي ؟!.
ثم أقتربت منه حد الالتصاق ومررت يدها علي صدره بإغراء أنثوي وهي تهتف بنبرة أذابة الجليد :-
-حد يكره إني مراته تبقا معاه في البيت وكمان في الشغل هااا !!..
فبدأت تفك أزرار قميصه قائلة بميوعه :-
-طب تخيل معايا كده إن مراتك حبيبتك تبقا معاك في البيت وكمان في الشركة !!..
حلت أزار قميصه بالكامل فحاوطت عنقه وبدأت تقبله ببطء لتشعل رغبته بها وهي تهمس بجوار أذنه :-
-هاااا تخيلت ياحبيبي !!.
كانت تتحدث بجرائة لايعتادها منها فهي أرادت اللعب علي غريزته الرجولية لكي ينفذ طلبها فقد حال في خاطرها جمله سمعتها من قبل “الرجل الذي لم يأتي باللين يأتي بالدلع “…..
فهمست لنفسها بضجر :-
-ما اديني بدلع اهو مفيش حاجه بتحصل ليه ؟!.
ظلت تقبل عنقه وهي تردد جملتها فأومأ برأسه إيجابا وهو يبتلع ريقه ويملس علي ظهرها ويلتهم عنقها :-
-أيوة تخيلت ياحبيتي !!..
إبتسمت لنجاح خطتها ولكن إصطدمت بحديثه التالي حيث قال ببرود وبلهاء :-
-تخيلت وبوليس الأداب جاي ياخدناااا !!…
أبتعدت عنه بغيظ :-
-كده ياجاسم !!..
أبتسم بصف إبتسامة وأراد أن يلاعبها أيضا ولكن بطريقته الخاصة فأقترب منها وهو متصنع الجدية :-
-هو أنتي بجد عاوزة تشتغلي عشان تبقي معايا ؟!..
هزت رأسها بأمل وأقتربت مرة أخري منه فنظر لشفتيها بمكر ورغبة فكبر الأمل بداخلها وتحفزت بشدة عندما وجدته ينحني برأسه ليلتهم شفتيها برغبة فتجاوبت معه وأحاطت عنقه وهي تغلق عيناها أستمرت قبلتهما لوقت طويل وأخيرا أبتعد عنها لاهثا ليجدها علي حالتها فهمس بجوار أذنها وهو عاقد مابين حاجبيها :-
– قولتيلي إنك عاوزة تشتغلي مش كده ؟! ..
أومأت برأسها مرات متتالية وهي تفتح عيناها ببطء فكرر همسه مرة أخري :-
-في المشمش !!..
اتسعت عيناها ليتابع بعدها وهو يبتسم بإستفزاز :-
-عاوزك تنسي الموضوع ده خالص ياحبيتي .وياريت سيرته ماتجيش علي لسانك تااني …
أتفقنا
ثم طبع قبلة خفيفة علي وجنتيها ورحل من أمامها ليتركها مذهولة مصدومة في مكانها !!..
فوقف أمام المرأة يعدل من ملابسه المبعثرة وليعيد هيئته كما كانت ولم يباالي بنظرات الغيظ التي ترسلها …عدل من هندامه وقبل أن يغادر الغرفة وقف ليذكرها بهدوء صارم :-
-ااااه بخصوص الفرح النهاردة مش عاوز أشوف اااا
لم يكمل حديثها فقاطعته بلهجة تقرير كالاله الناطقة :-
-الفستان مش هيبقي ضيق ونازل علي واسع والطرحة هتكون طويلة عشان تداري جسمي .ومش هحط روج فاقع زي بنات الليل والأحسن إني ماحطش أصلا والميكاب هيكون خفيف جدا ويستسحن لو يبقي كحل بس .مش هرقص في الفرح لأني مش رقاصة جاية تحيي الليلة لو زنقت معايا ممكن أقف أسقف !!!..
أنهت حديثها قائلة بنفاذ صبر :-
-ها كده تمام ولافي حاجه من تعليماتك نسيتها !!..
أومأ برأسه ثم فكر قليلا قبل ان يهتف بصرامة :-
-اااه ياريت لو ميبقاش في كحل أصلا !!….
أنفرج فمها بدهشة عقب حديثه فتابع بغيظ رجل شرقي:-
-وهي عينك ناقصة عشان تحطلها كحل يظهرها أكتر .ده من غير حاجه وانا عايز أفقعهم عشان محدش يتجرأ و يبص فيهم !!..
-بلا قلة أدب !!..
تمتم بذلك وهو يغادر الغرفة وعندما أختفي من أمامها ضحكت بشدة علي غيرته والتي أزدات أضعاف مضعفة بعد عمليتها فهو أصبح مهوس بها ولو بإمكانه لعزلها عن العالم بأكمله فلم يتخيل أحد ينظر لها فهو لم يقبل بذالك وهي دميمة فماذا بعدما تعالجت فسوف يجن جنانه وستشتعل غيرته أكثر وأكثر رغم أنها لم تكن ذات جمال خارق فهي تمتلك بشرة برونزية وعينان أشبه بقرع العسل لو أرتكزت الشمس بداخلهما لصمت العالم بأكمله لحرم جمالهما !!..
سارت لتقف أمام المرأة مرة أخري ولململت خصلاتها بيدها لتنهدت بفرحة داخلية وهي تري إنعكاس صورتها فبعد مرور سنوات أخيرا تخلصت من اللقب اللعين الذي كان دائما يلازمها “دميمة ” !! …
……………
“يعني أيه الكلام ده ياماما “..
نهضت مشيرة من الفرأش هاتفه :-
-زي ماسمعت أنا مش هحضر الفرح !!..
تنهد جاسم قائل :-
-وده ينفع يعني إنك ماتحضريش فرح إبنك !!..
مشيرة بغضب :-
-وهو إبني كان خد رأيي في الجوازة دي .ولا عملي أعتبار من الأساس دخل علينا بواحدة منعرفش اصلها من فصلها وعاوز يتجوزها !!..
ثم نظرت له بطرف عينيها هاتفه بنبرة ذات مغزي :-
-الظاهر إني مليش حظ في جوازات ولادي الاتنين !!.
كتم غضبه بداخله :-
-مش وقت إننا نتكلم في حاجه زي دي لأن الكلام مش هيفيد بحاجه احنا دلوقتي قدام أمر واقع وكلها دقايق وعهد هتبقا مراته قدام كل الناس !!..
عقدت مشيرة ساعديها أمام صدرها هاتفه بتحد سافر :-
-وانا مش هقبل بالامر الواقع ده ومش هحضر الفرح لاني أنا مش هيتلوي دراعي مرة تانية ياجاسم !!..
كاد أن يتحدث مرة أخري ولكنهما أستمعا إلي صوت طرقات خافته علي الباب وبعد قليل دلفت رقية وهي تمسك بفستانها الزهري فوزعت أنظارها بينهما قبل أن تهتف :-
– أنت هنا يا جاسم والمعازيم تحت بيسألوا عليك ؟!..
زفر الهواء بضيق :-
-حاضر هنزل اهو !!..
ثم نظر لها نظرة ذات معني فهمتها علي الفور وأومأت برأسها إيجابا فغادر هو بعدما القي نظرة خاطفه علي والدته !!..
أقتربت رقية منها وهي تبتسم :-
-انا عارفه إني ماينفعش أدخل بس برضه ماينفعش ان حضرتك ماتحضريش فرح حازم ده إبنك ومحتاج وجودك في يوم زي ده !!..
مشيرة بضيق بالغ :-
-ماينفعش يارقية حضوري للفرح معناه اني موافقة علي المهزلة اللي بتحصل دي وانا عكس كده خالص !!….
رقية وهي تحاول إقناعها :-
-بس ماينفعش أن دي تكون الطريقة التي تعلني بيها رفضك وفي الأول وفي الأخر أحنا قدام أمر واقع يعني ماتزعليش مني عدم حضورك للفرح لاهيقدم ولاهيأخر !!…
إندفعت مشيرة بحده :-
-يعني إيه مش من حقي أتعرض علي جوازات ولادي .المفروض أسلم بالأمر الواقع إن كل واحد فيهم جايبلي واحدة من الشارع وعايز يتجوزها !!..
حديثها كان مثل الخنجر الذي طعن رقية فأغمضت عيناها بألم .أدركت مشيرة أنها أخطأت بحديثها فزفرت بضيق :-
-رقية أنا مقصدش ماتزعليش مني ماخدتش بالي من كلام من كتر غضبي !!..
هزت رأسها نافية قائلة بخفوت:-
-أنا مش زعلانه وعارفة إنك أم وأي أم في الدنيا بتتمني تجوز ولادها لأحسن ناس ،بس صدقيني حازم بيحب البنت دي جدا واتغير عشانها واكيد حضرتك لاحظتي الفرق بين حازم المستهتر بتاع زمان وحازم بتاع دلوقتي وده طبعا من ساعة مالبنت دي دخلت حياته .سيبه المره دي جايز أختياره صح !!..
صمتت مشيرة وهي تفكر في حديثها فأبتسم رقية بهدوء :-
-أنا مش هضغط عليكي اكتر من كده وعارفه اني إبنك مش هيهون عليكي تسبيه في يوم زب ده وإنك هتاخدي القرار الصح !!..
ثم هتفت بأدب قبل أن ترحل :-
-عن إذنك !!..
غادرت الغرفة وتركت مشيرة مشتته بين حديثها وبين كبريائها وبين غريزتها الأمومية !!..
…………..
خرج من غرفة والدته بضجر وقبل ان يهبط الدرج تقابل مع أخيه الذي كان في كامل أناقته :-
-هااا عملت أيه ؟!..
وقف جاسم وتنهد بضيق :-
-مقدرتش عليها وأديني سايبها مع رقية جايز تقدر تقنعها !!..
لاحظ ملامح أخيه القلقه والذي تهجمت فور سماعه حديثه فأردف بمزاح ليخفف الموقف :-
-لابقولك أيه أجمد كده .أنت عريس النهاردة اأومال هتشرفنا أزاي !!..
ضحك حازم بقوة ثم هتف بثقة وهو يغمز :-
-لاماتخافش أخووك أسد !!..
جاسم بتأييد :-
-طبعا .لازم إبن الرواي يكون أسد أومال أيه !!..
تردد قبل أن يتفوه :-
-جاسم ياريت محدش يعرف حاجه عن عهد ا
او عن حياتها القديمة !!..
ثم تابع حديثه بضيق بالغ :-
-اديك شايف امك عملت أيه لمجرد أنها واحدة غريبة مابالك بقا لو عرفت موضوع إدمانها ولا آآآ !!.
هز رأسه بتفهم قبل أن يتابع أخيه باقي حديثه ثم هتف بنبرة رجولية :-
-متقلقش مفيش جنس مخلوق هيعرف حاجه من اللي انا عرفتها وتقدر تعتبر إني انا كمان معرفتش حاجه !!..
إبتسم حازم بإمتنان :-
-ربنا يخليك ليا يا أخويا انا مش عارف من غيرك كنت عملت أيه !!..
ربت علي كتفه بإبتسامه جادة :-
-طب يلاا روح شوف عروستك وانا هنزل أستقبل الضيوف !!..
حازم بإيجاب :-
-ماشي .
ثم تحرك علي الفور من أمامه وهبط جاسم بعدها لإسفل حيث الحفل المقام !!..
سار حازم في إتجاه غرفة عهد وطرق بخفه علي الباب ثم ولج بعدما سمح له بذلك ..
كانت جالسة تبكي وهي مرتديه فستان زفافها وقد أفسدت مكياجها فأقترب منها بقلق :-
-عهد !! مالك بتعيطي كده ليه ؟!…
أشاحت بوجهها للناحية الأخري وهي تمتم بنبرتها الباكية :-
-مفيش !!.
حازم :-
-يعني ايه مفيش أومال الدموع دي أيه !!
لم تجييبه بل إنفجرت في البكاء فأمسك كتفيها :-
-بالله عليكي ماتقلقنيش أكتر من كده قوليلي في أيه !!.
ثم ضيق عيناه :-
-في حد قالك كلمة ضايقتك ولاحاجه ؟!..
هزت رأسها نافيا ثم أخبرته بنبرة متقطعة وشهقات متتالية :-
-كان نفسي بابا وماما يبقوا معايا في يوم زي ده بس كالعادة مشغولين حتي عن فرح بنتهم الوحيدة !!..
هو بتنهيدة :-
-هو ده اللي مخليكي تعيطي بالشكل ده ؟!..
رمقته بعتاب ودموعها جارية علي وجنتيها :-
-وأنت شايف إنه عادي أهلي مايحضروش فرحي !!..
حازم بجدية :-
-أكيد مش حاجه سهله !!..
ثم أكمل بحنو :-
-بس انا معاكي أهو ياعهد ومن النهاردة أنا أهلك .قبل مااكون جوزك !!..
أبتلعت ريقها وهي تهمس بخفوت :-
-حازم أنت واثق من الخطوة دي يعني مش هبجي يوم وتندم إنك أتجوزتني !!..
نظر في عينيها مباشرة :-
-كنت هندم لو كنتي ضيعتي مني تاني الواحد مننا بيعيش طول عمره يدور علي نصه التاني ومش معقول يسيبه بعد ملقاه !!..
مسحت دموعها بيديها :-
-يعني مش هيجي اللي تعايرني فيه بماضيها وإني كنت مدمنة واااا ..
وضع إصبعها علي شفتيها ليمنعها من متابعة حديثها :-
-انا مش عايز أسمع كلام من ده تاني وبعدين أحنا مش أتفقنا هننسي كل حاجه ونبدأ من جديد !!..
أومأت برأسها إيجابا ثم أمسك كفيها معا :-
-يلااا بقا عاوزك تضحكي مش معقول نتعاتب ونكد علي نفسنا في يوم زي ده !!..
تزين ثغرها بإبتسامة فلثم كفيها قائلا :-
-يلااا أنا هسيبك تجهزي وتظبي وشك اللي باظ من كتر العياط ده ياهانم ..أنتي عاوزاهم يقولوا إنك مغصوبة علي الجوازة مني ولا أيه !!..
ضحكت بخفة وهي تؤمي برأسها إيجابا فنهض من جوارها وقبل ان يغادر الغرفة سمعها تهمس بخفوت :-
-حازم هي مامتك برضه مش هتحضر الفرح ؟!..
زفر بضيق وإلتفت نص إلتفاته :-
-ممكن ماتشغليش بالك بالكلام ده وتجهزي نفسك !!..
تنهدت بصوت مسموع وهي تهز رأسها بخيبة أمل فأستدار هو وغادر الغرفة …
………….
حل المساء وتزينت حديقة القصر بالإضاءات المختلفة والديكورات المختلفة حتي ظهرت في أبهي صورة تليق بعائلة الراوي !!..
وقف جاسم يستقبل ضيوفهم بترحاب فأقترب منه بيبيرس والذي هتف بضجر :-
-يعني أستخسرت فيا أكون نجم اليوم لوحدي وخليت أخوك يشاركني اللقب وكمان فرحتي !!.
ثم تابع بتهكم :-
-ولا قولت تجامل علي قفايا وتوفر !!..
وضع جاسم يديه في جيب بنطاله هاتف بسخرية :-
-أوفر ؟! هو محدش قالك إن الفرح ده هدية مني ولا أيه ؟!
ثم مط شفتيه للأمام :-
-عموما لو مش حابب الوضع تقدر تستني خمس او ست سنين نعملك فرح تكون إنت نجمه وعريسه لوحدك !!.
وأكمل حديثه بإستفزاز وهو يربت علي كتفه :-
-ونقدر نعتبرك النهاردة ضيف جاي تبارك وتاخد واجبك وتمشي !!..
بيبرس :-
-لا بقولك ايه انا مش همشي النهاردة غير وحنين معايا .حتي لو وصلت معايا إني أخطفها انا أستنيت كتير ومعنديش إستعداد أستني أكتر!!..
ضحك جاسم قائل :-
-ده أنت وقعت بقا .ياحسره علي الرجاله !!..
بيبيرس بنبرة متهكمة :-
-هو أنت خليت فيها رجالة بعمايلك دي ده أنت كنت عامل عليا حصار ولاحصار سيناء !!..
ضحك علي حديثه فشاركه بيبيرس الضحك وبينما هما منسجمين أنضم لهم معتز فتوقفا عن الضحك صافح معتز بيبرس مباركا :-
-الف مبروك يابيبرس !!..
بيبرس وهو يربت علي كفه :-
-الله يبارك فيك يامعتز وعقبال مانفرح بولادك !!.
تمتمتم بخفوت :-
-بإذن الله !!..
نقل معتز بصره الي جاسم ذو الملامح الجامدة المقتضبة فمد يده ليصافحه وهو يخشي من عدم إستجابته :-
-مبروووك ياجاسم !!..
نظر جاسم حوله ثم صافحه بإقتضاب !!..
إبتلع معتز ريقه وهتف بجدية :-
-انا عارف إني وجودي هنا هيضايقك بس انا حبيت أبارك لبيبرس ولو تحب تمشيني انا همشي علي طول !!…
زفى جاسم بضيق قائل بجمود :-
-أنت عارف إني معملهاش حتي لو وجودك هنا مش مرغوب فيه فأنت في الاول وفي الأخر ضيف وليك حق الضيافه !!..
ثم أشار بيده للداخل :-
-أتفضل !!..
أومأ معتز برأسه وولج للداخل وسط تنهيدة بيبيرس والذي كاد أن يتحدث ولكن أوقغه جاسم بحزم :-
-أطلع يلااااا هات عروستك الماذؤن جه !!.
هز رأسه إيجابا ورحل من جواره ليتركه يضع يده علي خصلات شعره بضيق !!…
……………..
توسط الماذؤن جاسم وبيبرس لكي يعقد قرأن “حنين وبيبرس “!!..
وبينما الماذؤن يطلب من جاسم أن يردد خلفه بصفته وكيل العروس هتف بيبرس سريعا برجاء :-
-والنبي يامولانا خليه يقول الكلام وراك بسرعه أحسن ده مايضمنش وممكن يرجع في كلامه !!..
فأكمل حديثه بإستعطاف :-
-وانا عاوز اتجوز قبل مامدة صلحيتي تنتهي !!..
ضحك الجميع بقوة وتم عقد الزواج كما تم عقد زواج “حازم وعهد ” أيضا وكانت المفاجئة أن وكيل العروس كان والدها الذي حضر علي الفور بصحبته زوجته عندما أرسل لهم جاسم وأكد عليهم الحضور من أجل إبنتهم ففرحت عهد وبشدة كما نظر حازم لأخيه بإمتنان شديد !!..
كما حضرت أيضا مشيرة والتي إنتصرت عليها عاطفة الأمومة وجعلها تهبط لتشارك إبنها فرحته حتي لو لم تكن راضية عن ذالك..
فوقفت بجوار هدي تستقبل معها ضيوفهن !!..
وأجتمع الجميع ليبدأ الزفاف حيث الرقص والموسيقي الصاخبة والفقرات الأستعرضية الخاصة بأشهر نجوم الغناء !!..
وبرغم كل ذالك لم ينشغل عنها ولم يشبح بصره عنها فظل يراقبها وهي تقف في ركن منعزل تصفق لهم وعندما سمحت له الفرصه أنسحب بهدوء من وسط الحضور وأتجه نحوها ثم أحتضنها من الخلف قائل :-
-مش كنا عملنا فرحنا معاهم بما أننا معملناش فرحنا !!..
أبتسمت وهي تضع يدها علي أحشائها المنتفخة قليلا هاتفه بعتاب :-
-كده برضه عاوز تعملي فرح وانا بطني قربت تبقا قدامي شبرين !!.
-أنت عاوز تضحك الناس عليا ولا أيه ؟!..
رفع حاجبه ليهتف بنبرة ذات مغزي :-
-ما انتي كنتي عاوزة تشتغلي وبطنك قدامك شبرين !!..
إبتسمت بخفوت وهي ترفع حاجبه مقلده إياااه:-
-وانت ماوفقتش يبقا كده خالصين !!..
ضحك الأثنين معا ثم أحتضنها بقوة فتململت بإنزعاج وهي تلتفت حولها :-
-بس ياجاسم أحسن حد يشوفناا !!..
غمز لها نافيا :-
-ماتقلقيش محدش فاضلنا كله مشغول مع العرسان !!..
ثم أشار بعينيه لأعلي قائل بمكر :-
-ماتيجي نستغل الفرصة دي ونطلع نقول كلمتين حلوويين فووق !!..
أبعد يديه عنها بتذمر وهزت رأسها نافية :-
-لا ياجاسم ماينفعش نسيب الفرح دلوقتي .وبعدين كلها شوية والبوفيه هيتفتح !!..
فأخفضت نبرتها قائلة بحرج وهي تضع يدها علي أحشائها :-
-وانا بصراحه جعانه اوووي !!…
ضعط علي أسنانه بقوة وأرداد أن يلكمها في وجهها وولكن سيطر علي حاله تسألت بحذر :-
-مالك ياجاسم بتبصلي كده ليه ؟!..
مسح علي خصلات شعره قائل بإبتسامة بلهاء مصطنعة :-
-لا ابدا ياحبيتي أنا بس كنت بفكر أخدك دلوقتي واخليهم يفتحولك البوفية اهو تنأنئي فيه لحد مايفتح وربنا يستر علي المعازيم اللي مش هتلاقي حاجه تأكلها دي !!..
هتفت بفرحة غارمة كادت أن تشله :-
-بجدددد !! دي فكرة حلوة اووي يلااا !!..
أمسكت ذراعه سريعا لتتحرك معه ولكن وقغ كالصنم وكأنه التصق في الأرضية وهو يري أخر شخص توقع رؤيته اليوم يدلف من البوابة !!..
إبتلع ريقه بصعوبة وقد أدرك أن الماضي الذي يتهرب منه سيظل ملاحق له حتي الممات !!..
….يتبع