لم أكن دميمة يوماً 2..بقلم \شيماء علي
الفصل الخامس والأربعون ..محاولة هروب
استغلت الوقت الذي يقضيه في شركته لإدراة عمله بإنها تحاول الهروب من تلك المعاملة القاسية التي لم تعتاد عليها من قبل !!..
فذهبت للمطبخ وأخرجت من إحدي الآدراج سكين حاد لتستخدمه في فتح الباب لعله يفتح !!..
ثم خرجت بلهفة من المطبخ وهي حامله السكين بيدها وقبل أن تقترب من الباب تفأجئت به يفتح بواسطة جاسم الذي عاد اللتو وكأنه علي علم بأنها ستفعل ذالك في هذا الوقت خصيصا لذلك عاد مبكرا !!..
ارتبكت وهي تحاول إخفاء السكين خلف ظهرها أغلق الباب وسار نحوها وقد خمن شئ !!.
إبتلعت ريقها بتوتر وتراجعت عدة خطوات للخلف عندما رأته مقبل عليها !!..
دنا منها وقبل أن تتراجع جذبها لتصتدم به رمقها بجمود وبإحترافيه مد يده خلف ظهرها ليسحب من يدها السكين ثم وزع نظره بينها وبين الباب هاتف بسخرية :-
-ايه كنتي عاوزة تهربي !!..
كانت منحنية الرأس فلم تنظر له ولم تجيبه !!..
فنظر لتلك الآله الحادة وهو يذم شفتيه :-
-عموما متحاوليش لإنك مش هتعرفي !!.
رفعت رأسها ونطرت له بتحدي ثم نقلت بصرها لتلك الشرفه والتي دائما منفتحه فهي الشئ الوحيد الذي لم يحكم جاسم سيطرته عليه !!..
وكأنه قد قرأ أفكارها فألقي السكين جانبا وبدأ في خلع سترته وتحدث بذات النبرة الساخره :-
-اممم بتفكري ترمي نفسك من الدور ال 12؟!
فتابع حديثه وهو يغمز لها نافيا ذالك :
-متفكريش لإنك مش هتقدري ؟!.. عارفة ليه ؟!..
تطلعت له بعينيها وكأنها تنتظر جواب للسؤال الذي طرحه هو بنفسه وجاءت الإجابة لتقلل من شأنها حيث قال بثقة :-
-لإنك أجبن من كده بكتير !!..
مازال علي موقفه مازال يسخر من ضعفها ويقلل من شأنها ولكن لا عتاب عليه فهي التي جعلت من نفسه دمية يلهو بها الناس !!..
أشتعلت من الغيظ والغضب ففكرت سريعا بأن تنفذ ماخطر في ذهنها فإندفعت نحو الشرفه بتحدي ولكنه كان الإسرع بالإمساك بها فظلت تتلوي لتتحرر من قبضته فصرخ بها بحده :-
-أنا مش عاوز جنان ومتخلنيش أضطر أقفلك الوسيلة الوحيدة اللي بدخلك هوا يعيشك !!.
هتفت به بشراسه :-
-أنا مش جبانه !!..
جاسم بنزق :-
-وهو لما ترمي نفسك من البلكونه هتثبتيلي إنك مش جبانه !!..
ثم رمقها بإستحقار متابع:-
– بالعكس ده انتي هتثبتيلي إنك فعلا غبيه !!..
فدفعها بيده لتترنج قليلا لكي تقف مرة أخري بثبات ثم تناول سترته الذي خلعها منذ قليل وأردف بلا مبالاه وهو يسير نحو الغرفه :-
-يالا أرمي نفسك !!..
أغمضت عيناها بقوة رافضة نوبة البكاء التي تراوضها منذ البداية مانعه دموعها من السقوط وهي تضغط بقوة علي شفتيها حتي أدمت !!..
…………….
عقاب جديد !!..
مع أذان الفجر كانت رقية تغلق إضاءة المكتب الخاص به فاليوم أنهي عمله مبكرا فسعدت لكونها لم تنتظر حتي شروق الفجر لكي يسترح جسدها فاليوم ستحظي علي مدة أطود ولكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن فأستدعائها قبل ان يغادر المكتب لتتفأجي بالهيئة المذرية التي عليها المكتب فالاوراق والملفات ملقاة علي الإرضية بعشوائية فناجين القهوة التي أرتشفها موضوعه علي المكتب بطريقه مائلة وبإهمال والكارثه الحقيقة بعض قطرات القهوة سقطت علي زجاج المكتب فتركت بصمتها عليه !!..
أتسعت عيناها علي الفور لتتلقي الصدمة التالية فهو يأمرها علي نظافة هذه المهزلة قبل شروق الشمس لكي يستطع ممارسه عمله الغد !!..
والأن أنتهت من تنظيف المكتب فجرجرت قدميها وسارت بإتجاه غرفتها وهي تثئاوب !!..
دلفت الغرفة لتتفأجي مرة أخري بقميص نوم أكثر إثاره من السابق تم وضعه علي الفرأش من قبل جاسم وكأنها إشاره منه ليخبرها برغبته في قضاء ليلة حميمة مرة أخري !!..
جزت علي أسنانها بغضب فهي ليست ساقطة لترتدي هذه الملابس الكاشفه وليست إمراة تزوجت من أجل المتعه فقط فهي بشر قبل أن تكون إمراة تعمل علي إثارة زوجها وخدمته فقط !!..
وعليه أن يعلم ذالك وعليها وضع حدود لتلك المسألة !!!..
تناولت القميص والقته أرضا بعدما مزقته ثم جلست علي الفرأش بغضب تام وهي تهز ساقيها بعصبية !!..
خرج من المرحاض وهو يجفف خصلات شعره المبتل ثم نظر لها ليجدها علي حالتها فهتف بجدية :-
-مجهزتيش ليه ؟!!…
رقية بلهجة غاضبه :-
-مش هاجهز ومش هلبس حاجه !!..
ألقي المنشفة ودنا من الفرأش وهو يهز رأسه بإستفهام :-
-يعني أيه !!.
وقفت ثم ازاحت القميص بقدميها ثم عقدت ساعديها أمام صدرها بتحدي :-
-يعني مش هلبس حاجه !!…
تجمدت ملامح جاسم وتحولت للشراسه لتتابع هي بإنزعاج جلي ملامحها :-.
مش هلبس لاني مش بنت ليل ولا عاهره جايبها لمتعتك وبس !!..
قبض علي رسغها بقوة ألمتها :-
-انتي بتتحديني !!..
رقية وهي تتأوه :-
-أنا بفوقك ..فوق ياجاسم
حتي لو غلطت مستاهلش عقابي يكون بالشكل ده !!
جاسم بصرامه :-
-أديكي قولتي غلطتي ومادام غلطتي يبقا لازم تتعاقبي وتتعاقبي بالطريقة اللي أنا شايفها صح !!..
رقية بإنفعال :-
-وهو صح انك تستحلي جسمي تخليني أحس بالرخص وانا في حضنك وهو صح إنك تخليني في النهار خدامه وبالليل آآآآآآ
بترت باقي جملتها لشعورها بالإشميئزاز لكونها أصبحت هكذا !!..
ثم تحشرج صوتها بالبكاء الذي منعت حالها منه فعاد يغزوها مجددا وهي تهتف بحده :-
– ” انا مش واحدة رخيصة جايبها تعيش تحت رجليك ، جسمي مش تحت رحمتك عشان تستغله وقت ما تعوز انا بني آدمـة فاهم يعني ايه بني آدمـة و لا نسيت ! مش معنى اني ضعيفة تيجي عليّا بالشكل ده .. انا جوايا قلب مش جسم بس .. ”
مازال علي حالته الجامده لم يتحرك وكأنه لم يسعي من قبل لتحقيق تلك الشجاعة التي تدفعها إلي التحدي والإصرار والرفض القاطع !!..
وعندما وجدته علي تلك الحالة الهادئه تابعت بشئ من الإستنكار :-
-ولا انا مبقاش فيا حاجه تنفعك غير جسم وبس ؟!.
كانت تننظر له متلهفة لإجابة تقضي علي ظنونها ولكن خاب ظنها فظل يرمقها بجمود دون أن يتحدث فصاحت ببكاء وهي تمزق ملابسها :-
-اذا كان كده فاهو جسمي ياجاسم أهو جسمي قدامك ،خد حقك اللي أنت بتذلني بيه مش هو ده اللي أنت عاوزه ؟!..
ظلت تبكي وتتحدث من بين شهقاتها وقد سقطت خصلة متمردة علي وجهها :-
-اوعي تفتكر إنك كده بتعاقبني لاااا أنت كده بترخصني وبتدبحني!!
ثم نظرت له بعينيها الللتان أغرقتهما الدموع قائلة بنبرة باكية :-
-لو كنت فعلا عاوز تعاقبني ابعدني عنك صدقني ده أقسي عقاب ممكن أتعاقبه !!..
فظلت تبكي وتشهق وهو كالأصم وكأن قلبه اصبح حجرا فلم يفعل شئ سوا انه تناول الغطاء من علي الفرأش ووضعه عليها ليستر جسدها الذي كشفته تلك الملابس الممزقة !!..
فعل ذالك وغادر الغرفه وكأنه كان كومبارس صامت في ذلك المشهد الذي كان من بطولتها !!..
…………………
تسلطت أشعه الشمس علي وجهها فحركت رأسها بإنزعاج وهي تضع كفها علي وجهها لعله يحجب ضوء الشمس عنها فأعتدلت بإرهاق وهي تحاول فتح عيناها المنفوختان من كثرة البكاء وأخيرا أستطاعت فتحهمهما ووضحت الرؤية لديه فرأته يقف امام المرأه يغلق أزار قميصه رمقته بجمود وهي تعيد خصلات شعرها خلف أذنها ثم أزاحت الغطاء من عليها لتهبط من الفرأش لتسمعه يهتف بحزم :-
-ورقة طلاقك هتوصلك عند أبوكي !!..
ثم تناول سترته ووضعها علي يده ثم وجهه حديثه لها وهو يلتفت لها :-
-عايز أرجع ملاقكيش في البيت !!..
انهي جملته وسار نحو الباب ليذهب إلي عمله ولكنه توقف فجأة وإستدارلها برأسه ليخبرها :-
– هتلاقي باب الشقة مفتوح وعلي فكره هو أغلب الوقت كان بيبقا مفتوح !!!.
ثم التوي ثغره بتهكم :-
-بس للأسف إنتي ماكنتيش بتحاولي تعرفي وإستسلمتي بسرعه !!..
فالقي جملته والقي عليها نظرة جامدة أخيرة ورحل !!..
كانت ساكنه في مكانها وكأنها التصقت في الفرأش لم تشعر بأي شعور يجتاحها لم تشعر بالحزن كما أنها لم تشعر بالسعادة أيضا وكأن جميع المشاعر قد ماتت بداخلها فهي اخبرته بطريقة العقاب التي تروق لها وهاهو الإن يمنحها إياها تنهد بألم دفين ثم تسطحت علي الفرأش تضم ركبتيها إليها لم تبكي بل تجمدت دموعها فيكفيها دموع قلبها !!..
ومنذ هذا اليوم وهي غادرت منزله وحملت لقبة مطلقة فلم تستطع البقاء بين أهلها مع ثرثرات فاطمة المعتادة فحملت نفسها ورحلت حيث المزرعة وتركت أمور الطلاق لإبيها ينهيها هو معه !!..
………….
باك..
أفاقت من ذكرياتها الاليمة مرددة بصوت مختنق من كثرة البكاء :-
-كنت قاسي معايا أووي اوووي ياجاسم !!
فتهالكت علي تلك الإريكة الجلدية وهي تتدفن وجهها في راحتيها !!..
تنهد بصوت مسموع ثم أقترب منها وهتف بجدية:-
-هيجي يووم وتعرفي إن كل حاجه عملتها كانت عشانك !!..
ثم ألقي عليها نظرة أخيرة وخرج ليتركها بمفردها تعبر عن أهاتها وأوجاعها فربما البكاء يجعلها تصفا له !!..
…………………..
حل الليل عليهم وهما مازالوا وسط المياه .فغفت هي علي الإريكة دون قصد منها فقد غلبها النعاس ولم تستطع مقاومته فإستلمت له !!..
دلف هو ليجدها علي تلك الحالة فأقترب منها يوقظها بهدوء فتحت عينها واعتدلت سريعا ليتتحدث هو بجدية :-
-خشي نامي جوا ..الجو هنا برد عليكي !!
رقية وهي تلتفت حولها :-
-هو احنا مش هنتحرك ولا أيه ؟!.
جاسم بهدوء بعدما جلس بجوارها علي الأريكة :-
-صعب أتحرك دلوقتي ..خلينا الصبح أمان أكتر !!.
أبتعدت سنتيمترات عنه وهي تفرك يديها بإرتباك واضح فأراد أن يطمئنها :-
-متخافيش انا هنام هنا ونامي أنتي جوه !!
رمشت بعيناها عدة مرات ثم تسألت بخفوت وهي تحتضن نفسها من شدة البرودة :-
-مش برد عليك ؟!..
أبتسم جاسم قائل :-
-ماتشغليش بالك بيا أنا تمام !!.
أنهي جملته وسحب سترته ليضعها علي كتفها محدثا إياها :-
-هدفيكي لحد ماتدخلي جوا !!..
أومأت برأسها إيجابا ونهضت وقبل أن تسير تذكرت شئ فإلتفتت له بعدما توقفت متسائلة بجدية :-
-هو أنت مش عندك شغل ؟!.
جاسم بعدما عقد حاجبيه :-
-أكيد عندي بس بتسألي ليه ؟!..
رقية بإرتباك :-
-آآآ أصل يعني بقالك كتير مشغول معايا في المستشفي فأكيد الشغل اتعطل أو أتأخرت عليهم !!.
فضيقيت عيناها :-
-ولا في حد بيدير الشغل مكانك ؟!
أبتسم بتلقائية عندما علم مرادها فهي لم تقصد عمله بل تمار فعاد بظهره للخلف :-
-صحيح انا أهملت الشغل اليومين اللي فاته بس متشغليش بالك !!
ثم تابع بخبث:-
وبعدين أنتي أهم عندي من مليون شغل !!..
إجابته لم ترضي فضولها فهو يلاعبها علي طريقته فأكتفت بأن تهز رأسها ثم سارت عدة خطوات !!..
لتتلتصق بمكانها عندما سمعت أسمها يخرج من بين شفتيه !!
كانت نبرته يظهر بها عتاب خفي حينما سألها بجمود :-
-انتي فعلاً ضربتي تمارا؟!..
كأنه يلومها أو غاضب بسبب تلك الحمقاء!! فجزت علي أسنانها بغضب كانت تحاول كبته وعدم إظهاره ولكنها فشلت فقالت بلهجة غيظ غاضبة بعدما أستدارت له :-
-ايوة ضربتها وكنت عاوزة اقطعها بسناني، وعارف كمان ماكنتش هخلي فيها حته سليمه تنفعك!!..
ثم تابعت بنبرة عتاب حزينة :-
-لو كانت عجباك يعني!!..
أنهت جملتها واستدارت لترحل ولكنها تفاجئت به يمسك يدها يمنعها عن الرحيل فإصبحت تتنفس بقوه وهي تجاهد لتبدو طبيعية وكيف ذلك وغيرتها قد كشفتها، فإقترب منها أكثر حتي أصبح ملاصق لظهرها فبدأ صدرها يعلو ويهبط وهي تغلق عيناها فسمعت صوته يهمس بجوار أذنها بإبتسامة لم تراها هي ولكنها لمستها في نبرته :-
جدعة !!..
فتحتتهما ببطء ورمشت عدة مرات وهي تلتفت برأسها لتنظر في ملامح وجهه هل جاد أم يسخر منها فلم يعطيها فرصة أكبر للدهشة فعدل سترته التي سقطت قليلا من علي كتفيها قائل بجدية :-
-يالا خشي الجو برد أووي !!..
أبتلعت ريقها وأومأت برأسها إيجابا وهي ترحل
عنه بعدما تكونت علي ثغرها تلك الإبتسامه الهادئه !!..
أما هو وقف ووضح يديه في جيبه وهو يراقب خطواتها بإبتسامه علي ثغره ويمني نفسه فالعل القادم أجمل !!..
……….
لم تستطع النوم في تلك الغرفه وهو في الخارج حيث البرودة القارصه !!..
كان يوجد غطاء سميك علي الفرأش فأخذته دون تردد وخرجت له فالغرفه تبدو دافئة مقارنة بالخارج !!..
خرجت له لتجده متسطح علي الإريكه وهو فاتح أزارر قميصه وتارك صدره مكشوف ولم يعبأ بتلك البرودة !!.
عضت علي شفتيها بغيظ من تصرفاته الطائشه واقتربت منه بحذر تضع الغطاء عليه ولم تعلم أنه مستيقظ ففتح عيناه وأعتدل وهو قاطب مابين حاجبيه :-
-بتعملي أيه ؟!.
رقية بتننهيدة :-
-هكون بعمل أيه يعني !!بغطيك انت مش حاسس بالبرد ولا أيه !!.
إزاح الغطاء من عليه ليخبرها بجدية :-
-متقلقيش أنا تمام !!..
وأمسك بالغطاء قائل بمرح:-
-وبعدين بلاش التضحية دي مفيش غير غطا واحد بس في الاوضه وعلي اليخت كله !!..
ابتسمت هي :-
-ماهو جوه دافئ شويه !!..
ثم دنت منه لتضع الغطاء عليه مرة أخري وتابعت :-
-فخليها معاك عشان تدفيك أحسن الجو هنا برد أووي !!..
رمقها مطولا بإشتياق حتي خجلت من نظراته وكادت أن تبتعد ولكنه أمسك بيديها ليجعلها تجلس بجواره فتحدث وهو ممسك بيديها يحتضنهما بكفه:-
-وهو أنا لو بردان مفيش غير الغطا اللي هيدفيني ؟!..
قطبت مابين حاجبيها بإستفهام فجذبها لإحضانه بحركة مفاجئة فأتسعت عيناها من الصدمة لتسمعه يهمس :-
-ينفع يبقي في دفئ غير حضنك !!
تجمدت بين أحضانه ولم تصدر أي رد فعل سوا فأكتفت بالصمت فالصدمة الجمت لسانها !!..
كان يحتضنها بقوة وإشتياق يحتضنها بقدر كل ثانية كانت بها بعيدة عنه وعندما وجدته يقبل عنقها دفعته بيديها ونهضت سريعا وصدرها يعلو ويهبط ثم هزت رأسها بعنف :-
-ماينفعش ماينفعش !!..
ثم ركضت للداخل لتهبط حيث الغرفة دلفت واغلقت الباب خلفها وهي تفرك كفيها بتوتر فوجودها معه بمفردهما سوف يدفعها إلي السقوط وبينما هي علي حالتها تفأجئت به يقتحم الغرفه عليها وأغلق الباب خلفه ولم يمهلها فرصة للصدور أي رد فعل فجذبها له فدفعته هي :-
-جاسم أنت بتعمل أيه ماينفعش كده !!..
حاوط خصرها بيديه وهمس لها بحرارة :-
-وحشتيني !! أيه ماوحشتكيش !!..
أبتلعت ريقها بصعوبة وهي تشعر بسخونه تلفح بشرتها فهي في موقف لاتحسد عليه فماذا تفعل تعبر عن أشتياقها البالغ وتترك مشاعرها تقودها أم تضع حدا لتلك المشاعر !!..
أجابها هو حيث التقط شفتيها في قبلة عميقة وكانت القيادة عندما وجدها تتجاوب معه بعد جولة من التمرد !!
فدفعها برفق لتسقط علي الفرأش ثم جثي فوقها يوزع قبلاته علي عنقها ويده تعبث في ازارر كنزتها محاولاً فتحها!! كانت تتأوه بخفوت مستمتعه بقربه الشديد منها!!…
كان يقبلها بحب وأحيانا يقبلها بنهم شديد فلم يكن قاسياً ولم يكن عطوفاً
فكل الذي يعرفه أنه اشتاق لها وأشتاق للقائهما معا!!..
وبينما هي غارقة معه فاقت لنفسها سريعاً وأدركت أنها ليست زوجته والذي يحدث بينهما الان لايحل!!.
فدفعته في صدره العاري تحذره بخفوت :-
-آآ جاسم ماينفعش اااا أبعد!!.
لم يستمع لها فكان يغمرها بقبلاته فأصبحت تتلوي بإنزعاج من أسفله وهي تردد بصوت منبوح :-
-حرام، اللي بيحصل ده حرام!!.
كل محاولاتها في لفت إنتباهه أصيبت بالفشل فلم تستطع إبعاده وهو لم يبتعد ولم يسمح لها أن تبعده وتفسد عليه الأجواء التي أشتاق لها!!..
بعد مرور الوقت…
اعتدلت جاذبة الملاءة عليها قائلة بصدمة :-
-آآآآ حرام اللى آآآ حصل ده حرام!!..
ثم نظرت إلى جاسم والذي لم يبدو عليه أي تأثر فتحدثت تعاتبه بنبرتها الباكية :-
-مكنش ينفع يحصل كده آآآآ
ثم أجهشت بالبكاء أكثر !!
اقترب جاسم منها مره اخرى بهدوء وحاوطها بيده قائلاً :-
-ممكن تهدي كده مفيش حاجة حصلت لكل ده!!.
قطبت مابين حاجبيها هاتفه بذهول :-
-مفيش حاجة حصلت؟! انت عارف اللي حصل بينا دلوقتي ده معناه أيه ؟!..
جاسم بنبرة عادية غير مكترثه :-
-اللي حصل عادي بيحصل بين أي راجل ومراته!!..
انفعلت رقيه عليه :-
-ده لو انا مراتك فعلاً لكن أنا طليقت – – –
قاطعها بجدية وهو يلقى لها كلمة تشبه الصاعقة :-
-رقية أنا مطلقتكيش أصلاً..
ا………………..
أعدت الحقائب وأستعددت للرحيل فليس لبقائها اي جدوي فكيف تبقي مع زوج ألقي نفسه في أحضان إمرأة تجاوزت الاربعين من عمرها من أجل المال .تلك المرأة التي تستغل الشباب جنسيا ومهنيا فهي تعمل في تجارة المخدارات فتستغلهم في توزيع بضاعتها بمقابل مادي وجسد مغري !!..
فكانت تستغل ظروفهم المادية وحوجتهم للمال في تتفيذ رغباتها القذرة فلذلك أجتمع به محمد ولم يعلم أن نهايته ستكون هكذا ..
مسحت دموعها بكفها وحملت حقيبتها غير عابئة بتوسلاته :-
-متسبنيش يارباب متحرمنيش منك ومن عيالي في أخر أيامي خليكم معايا
مش عايز أموت وأعفن ومحدش يحس بيا !!
رمقته بإشميزار قائلة :-
-وهو أنت كنت فكرت فينا عشان نفكر فيك ولا حتي يبقي قلبنا عليك !!.
كاد أن يتحدث فقاطعته بإنفعال :-
-أوعي تقول إنك عملت كده عشانا انت عملت كده عشان انت نجس !!..
ثم تابعت بتهكم :-
-وبتقولي كنت بتعمل كده عشان تجيب فلوس لعيالك يعني عذر اقبح من ذنب !!..
أنحني برأسه لأسفل فلم يمتلك حق الرد فتحدثت وهي ترحل :-
-انا في بيت ابويا وورقة طلاقي توصلي هناك !!..
ثم تحدثت بنبرة باكية :-
-انا عارفه انك هتموت لكن مش عاوزة أفضل علي ذمتك ثانية واحدة بعد النهاردة !!
فصرخت بكل ذرة ألم قد سببها لها :-
-مش عايزة أشيل حتي أسمك بعد موتك !!..
اقترب منها باكيا :-
-طب علي الاقل سامحيني مش عايزة اموت وانتي شايله مني !!..
ضحكت من بين دموعها :-
-أسامحك بالسهولة دي ؟! طب وانت عملتلي أيه حلو يخليني أسامحك ..
فسخرت نبرتها الباكية المتألمة :-
-ده انا ياشيخ من ساعة ما اتجوزتك مافتكرش لحظة حلوة عيشتها معاك. ماشوفتش منك حاجة حلوة تشفعلك عندي !!
-ماكنتش بشوف منك غير الضرب والإهانه وبعد ده كله تقولي أسامحك ؟!
هزت رأسها بالنفي هاتفة :-
-عمري ماهقدر أسامحك !!.
تنتهدت رباب ثم مسحت دموعها مرة أخري :-
-انا ماشية يامحمد وانت بقا ربنا يبقا يتولاك برحمته !!..
أنهت جملتها وغادرت علي الفور بعدما أخذت طفليها معا ليتهالك هو علي الارضية يبكي وكأنه طفل صغير تاركته أمه وضل الطريق ولكن مافائدة ذلك فقد فات الأوان وعليها أن يرضا بقضاء ربه وينتظر ساعته فهو كالذي حكم عليه بالإعدام ويجلس ينتظر ساعة التتفيذ !!..
…يتبع