لم أكن دميمة يوماً 2..بقلم \شيماء علي
الفصل الثامن والثلاثون…الجزء الأول
أتسعت عيناه بذهول وهو يسمع حديث أبيه فشحب وجه وهو يحرك عدسة عينه بعيداً عن أبيه :-
-واتجوزها ازاي ياحاج انت ناسي أني علي ذمتي واحدة!!.
والده بنبرة ساخرة :-
-هو أنت مش راجل تتجوز واحدة واتنين وتالته وأربعة لو حكمت يعني!!..
عصام بتوتر :-
-آآآآ أيوة بس حنان ماترضاش إن يبجلها ضره!!..
والده بصرامة :-
-والأصول ماترضاش إننا مانسترش عرضنا!!.
ثم تابع بلهجة متهكمة :-
-وبعدين هي فين حنان دي مش هي اللي سبتك عشان شاكه ومش واثقه فيك وانتو لسه مكملتوش شهرين متجوزين !!..
عصام بإمتعاض :-
-هترجع يابوي هترجع ده شيطان بيدخل بين أي اتنين متجوزين!!..
والده بنبرة مستفزة للغاية :-
-واالله محدش ضامن أنها هترجع ولالا خصوصاً أن أبوها كلمني وكان شايط علي الآخر برضه الراجل مايرضاش إن بنته تغضب من اول شهرين كده الناس تقول أيه؟!..
شحب وجهه أكثر وأكثر فلا يتخيل أن زوجته وحب عمره تتخلى عنه هكذا ابتلع ريقه الجاف ومد يده وتناول كأس المياه واأرتشف القليل منه وهو يتحاشى النظر إلي أبيه الذي أعلن الحرب عليه!!..
دلفت والدة عصام في هذا الحين وهي تحمل صنية معدنية تحتوي علي قدح القهوة ثم وزعت أنظارها بين زوجها وولده هاتفه :-
-خير أجتماع سري ده ولا أيه؟!..
عصام وقد وجد المنقذ :-
-تعالي يا أمي شوفي أبوي عاوز يجوزني شهد عايز يجامل عمي علي حسابي!!..
ذهلت ملامحه بشدة فنظرت لزوجها بغضب وأردفت :-
-صحيح الكلام ده يا أبو عصام؟!..
والده بصرامة :-
-ملكيش دعوة بالكلام ده، ده كلام رجالة مايصحش الحريم تدخل فيه!!.
والدة عصام وهي تلوح بيدها :-
-لا مادام فيها أبني يبقى لازم أدخل أيه أبني ناقص رجل ولا أيد عشان يتجوز واحدة زي دي لا شكل عدل وكمان بطنها شايله !!..
نظر والده له بإستحقار وأردف موجهه حديثه لزوجته :-
-لا إبنك ناقص ربايه، عشان بيتحامي فيكِ !!..
شعر عصام بالحرج الشديد فأندفع قائل :-
-ماهي امي عندها حق ياحاج يعني اتجوزها ازاي دي ازاى بس هنام جمبها في فرشه واحده وأنا مطايقش ابص في خلقتها!!
والد عصام بجدية :-
-مقولتلكش أتجوزها عشان تملي عينك من جمالها هتتجوز لغرض إنك تستر عليها وبس !!.
ثم نظر لها نظرة ذات معني :-
-وبعدين لو نفسك راحت للستات هيبقا عندك مراتك التانية أبقا رجعها وقتها!!..
وجد نفسه في مأزق صعب الفرار منه لم يستطيع تخيل أن تلك الدميمة ستكون زوجته!!..
نهض والده وعدل من جلبابه وأردف بنبرة غير قابلة للنقاش :-
-أول ماشهد تشد حيلها هتكتب عليها!!.
ثم تركهما ورحل ليسير عصام نحو والدته قائل بهلع :-
-هنعمل أيه ياما؟!..
أتجوزها ياعصام !!..
ثم نظرت أمامها وعيناها تلمع ببريق شر :-
-ساعتها تبقا تحت أيدك تعمل فيها اللي أنت عاوزه!!..
……………………
-مع أذان الفجر!!..
وقفت سيارة نقل فى تلك المنطقة المهجورة فهبط سائق السيارة منها ليقضي حاجاته في تلك المنطقة المجردة من الناس فوقف خلف شجرة وبينما هو يحل حزامه عن خصره لفت إنتباهه طيف إمرأة ملقاة علي الأرض غارقة في دمائها!!..
عقد مابين حاجبيه وسار بحذر نحوها حتي وقف أمامها فأتسعت عيناه بذهول ثم صرخ منادياً علي مساعده :-
-محمود يامحمود!!..
هبط مساعده من السيارة سريعاً وهو وركض وهو يسمع صياح رب عمله، حتي وصل إليه :-
-في أيه يا آآآآ !!..
قطع جملته فجأة وهو يري الجسد الملقي علي الأرضية وكأنه خالي من الروح!!..
محمود وهو متسع العينين :-
– دي واحدة آآآآ ست شكلها مقتولة!!..
أومأ الأسطي رمضان برأسه عدة مرات ثم هتف بهلع وهو يتراجع للخلف :-
-يله بينا قبل مانروح في حديد!!..
محمود وهو يقترب منها :-
-طب مانشوفها ليكون فيها الروح نساعدها..
الأسطي بغضب وهو يسحبه :-
-يله بينا يا أبن الناس أنت عاوز تودينا في داهية احنا مالنا احنا فيها الروح ولا لا؟!
لم يستمع له محمود وازاح يده وجثي علي ركبتيه بجوارها واضعاً يده أسفل عنقها حتي يرى نبضها فهتف مرة واحدة :-
-دي لسه فيها الروح ياسطي!!..
الأسطي رمضان صارخاً :-
-قوم يامحمود ماتوديش نفسك في داهية !!.
محمود بإنزعاج :-
-يا اسطي بقولك فيها الروح بلاش نشيل ذنبها!!..
ومش يمكن يكون ربنا بعتنا ليها مخصوص!!..
الأسطي رمضان بصراخ وهو يجذبه من ذراعه :-
-يامحمود متودناش في داهية قووم سبها لقدرها !!..
أزاح يده هذه المره بعنف وقام بحمل رقية علي يده ثم أعتدل واقفاً والأخير يصرخ :-
-هتعمل أيه يامجنون!!..
محمود وعيناه مثبته علي وجهها المشوه الممتلئ بالدماء :-
-هوديها مستشفى!!..
الأسطي رمضان محذراً بغضب :-
-مش هتركب العربية وانت معاك المصيبة دي!!..
محمود بنبرة مرتفعة وهو حاملها علي يده :-
-يا أخي حرام دي بتموت خلينا نلحقها!!..
الأسطي رمضان بهدوء متناقض مع الموقف :-
-محمود مستشفى يعني سين وجيم واحنا غلابة يابني هنروح في الرجلين!!..
نظره له محمود نظرة ثابته وأردف بصرامة وتصميم:-
-وادينا لأقرب مستشفي وسبنا وأمشي ملكش دعوة بحاجة أنت!!..
…..…………………..
اوصلهما علي مضض بجوار أقرب مستشفى حكومية فهبط محمود من الخلف وهو يحملها فصاح به الأسطي رمضان :-
-افتكر أني حذرتك!!..
لم يلتفت له محمود بل أسرع في خطواته حتي دلف المستشفى وهو يصرخ :-
-حد يساعدني بتموت فين الدكاترة!!..
ركض طاقم من التمريض وهم يدفعون الترولي فوضع محمود رقية عليه ودفعها معهم، أقترب منهم أحد الأطباء وامسك بيد رقية يتحسس نبضها ثم صرخ فيهم :-
-جهزوا العمليات بسرعة!!..
……………………
-ومع إشراقة يوم الشمس، كانت “تمارا” في صالة الألعاب الخاصة بها فلم تذوق طعم النوم منذ أمس تنتظر خبر ما!!..
وبينما هي تمارس رياضتها دلفت إحدي الخادمات وكانت تحمل ظرفاً فوقفت بجوار ربة عملها قائلة بهدوء :-
-في واحد سابلك الظرف ده ومشى ياهانم!!..
تمارا بعنجهية دون الالتفات :-
-سبيىه عندك!!..
أومأت الخادمة برأسها إيجاباً ثم وضعته علي الطاولة الصغيرة وخرجت!!..
نهضت تمارا من الأرضية وهي تتصبب عرقاً ثم إلتقطت إحدي المناشف القطنية ومسحت بها وجهها!!..
ثم إلتقطت الظرف وفتحته لتجد هاتف رقية وبعض الأموال ثم دبلة ذهبية كانت تضئ في يدها وبحوذتهم ورقية صغيرة مدون عليها “كله تمام يامدام تمارا” !!..
أمسكت الدبلة ورفعتها قليلاً لكي تتمكن من رؤية الأسماء بداخلها فأردفت بسخرية وهي تقرأ :-
-جاسم & رقية!!!
ثم أبتسمت بإنتصار وهي تغلق كفها على الدبلة :-
-خروج الدبلة دي من أيدك معناه خروجك من حياتي أنا وجاسم يارقية!!..
………………..
لم يرحل محمود فقد انتظر أمام غرفة العمليات يراقب عقرب الساعة ىأهتمام وكأن التي بداخل فرداً من أفراد عائلته!!..
فلم يهتم بالمسئولية التي تقع على عاتقه وفي هذا اللحظة أنفتح باب غرفة العمليات وخرجت منه الممرضة بشكل يثير القلق وبوجه لايبشر بالخير مطلقاً..
… يتبع
الجزء صغير جداً عشان النور قطع والفون هيفصل شحن فقولت انزلكم اللي كتبته مؤقتاً وعشان الناس اللي مستنية!!