لم أكن دميمة يوماً 2..بقلم \شيماء علي
معتز بضجر :-
-ياسلام زيارتي مملة عشان خايف عليك المفروض اجي احكيلك حواديت وروايات ايه جاسم أنت مستغني عن نفسك ببلاش كده!!..
حك جاسم طرف ذقنه قائل :-
-أخبار الشغل ايه؟!..
كاد أن يجن جنونه من برود رفيقه المتناهي :-
-أنت شكل السجن لحسلك عقلك!!.
الشغل كويس بس عاوز صاحبه يطلع من السجن عشان يديره!!..
ربت علي كتف رفيقه :-
-أنت أدها يامعتز!!..
فنظر له نظرة ذات مغزى وتابع :-
– بس مقولتليش يعني أن رقية جات الشركة قبل الجلسة بتاعتي !!..
معتز بذهول :-
-وأنت عرفت منين؟!..
جاسم مضيقاً عينه :-
-يعني هي فعلاً جات!!..
زفر معتز بضيق :-
-ايوة جات ومش بس كده دي ضربت تمارا كمان!!..
إذا لم يلتقي بها منذ يومين لظن أن رفيقه يمزح معه فرقية عادت بقوة من أجل الدفاع عنه رغم ذالك لم يمنع نفسه من الذهول..
جاسم بتسائل :-
-وتمارا سكتت على كده!!..
إرتبك معتز لوهلة ثم تصنع الجدية :-
-اهي بعبعت بكلمتين فاضيين هتعمل ايه يعني!!..
أومأ جاسم برأسه ولكن بدون اقتناع فتمارا ليست المرأة التي تصمت أو تستسلم أو تمر ذالك الأمر مرور الكرام !!..
نظر لمعتز نظرات غريبة جامدة محذرة أشبه بنظرة الصقر الحاد!!
فأراد أن يرسله لها رسالة تحذير من مجرد الاقتراب منها!!.
وكأنه يكشر على أنيابه فنبرة حادة تحمل تهديد ووعيد:-
– لو سمعت أو عرفت أن رقية ضفرها أتكسر أو اتجرج أنت المسئول قدامي يامعتز!!..
معتز بإرتباك فشل في إخفائه :-
-ايه اللي أنت بتقوله ده ياجاسم، وهي هيحصلها أيه آآآآ يعني؟!..
نظر له نظرة ذات معنى وأردف بجمود :-
-اديني بعرفك وياريت تعرف تمارا عشان اللي هيغلط أو الشيطان هيلعب في دماغه يعرف أن جاسم مش هيرحمه!!..
…. مفهوم!!.
…………………
جلس في غرفة من غرف الدار يدخن بشراهه حتى إمتلأت الغرفة بالدخان!!.
دلف والده فإطفي السيجارة سريعاً..فجلس والده علي الأريكة المقابلة له :-
-عامل إيه ياعصام!!.
عصام وهو يتحاشى النظر إليه :-
-بخير يا أبوي بخير!!.
نظر له نظرة ذات معني وأردف :-
-ايه مش زعلان علي إبنك اللي كان هيروح النهاردة!!.
نهض كالذي لدغته حيه :-
-يابوي مش أنا أبو اللي في بطنها صدقني!!..
والده ببرود :-
-اهي كلها كام شهر ونعرف مين الصادق ومين الكادب!!.
تنهد بصوت مسموع :-
-لإخر مرة هسألك ياعصام انت ابو الطفل ده ريحني يابني ولو انت استر علي بنت عمك من دلوقتي بدل مانستني تولد ومنعرفش نلم كلام الناس ؟!..
نظرت عصام لوالده بإرتباك ولكنه صاح :-.
مش انا، مش انا، هفضل اقولها لحد يوم القيامة ولا أيه ياحاج!!..
والده وهو ينهض :-
-اديني حاولت معاك يابني عشان لو طلعت انت ساعتها مش هحوش عمك إنه يقتلك ويبقي معاه الحق!!..
أمسك عصام بيده :-
-ياحج صدقني انا أبنك!!..
هز والده رأسه بحيرة :-
-أبني لكن مش صريح معايا، ولو فعلاً أنت برئ زي مابتقول يبقي تثبت حسن نيتك!!..
عصام وهو عاقد حاجبيه :-
-اثبت حسن نيتي يعني أعمل أيه؟!..
جلس والده مرة أخرى علي الأريكة وتحدث بصرامة :-
-يعني من بكره تكتب علي بنت عمك لحد ماتولد وتسترها قدام الناس!!..
وضيق عينه قائل :-
-وده مفروض واجب عليك إنك تستر بنت عمك حتي لو طلعت مش متهم!!!.
………………
-في أحدي النوادي الشهيرة!!..
كان بيبرس جالس مع حنين بعد إلحاحه الشديد عليها بالخروج لتحسين حالتها النفسية!!..
وبينما هما يتناولان الطعام لاحظ بيبرس انها لم تأكل معه فترك شوكته قائل بتنهيدة :-
-جرا أيه ياحنين هو أنا جايبك عشان أكل لوحدي!!..
التفت له حنين بملامحها الشاحبة :-
– معلش يابيبرس مليش نفس !!..
بيبرس بعتاب مزيف :-
-اوعي اكون أنا اللي ساداد نفسك!!..
هزت رأسها بالنفي وتنهدت بحزن :-
-أنت عارف إيه اللي ساداد نفسي كويس!!..
مد يده وأمسك كفها فأحمر وجهها وحاولت تحرير يدها ولكنها فشلت فقد احكم قبضته عليها قائلاً بحنو :-
-مش عاوز اشوفك متوترة وخايفه كده طول ما انا معاكي،ممكن!!..
ثم تابع بجدية :-
-أنا مقدر خوفك على جاسم كويس لكن بلاش تقلقي نفسك كده عشان خاطري!!..
حنين بنبرة حزن :-
-مش قادرة يابيبرس اتخيل جاسم وهو في السجن خايفه عليه ده حتي مش راضي اننا نشوفه!!..
بيبرس بعقلانية :-
-جاسم مش عايزاكم بس تشوفوه وهو في السجن مش عايز يظهر قدامكم بالصورة دي !!..
حنين بتسأل:-
-هو أنت بتشوفه؟!..
بيبرس بإبتسامة :-
-بشوفه وزي الفل بلاش قلق بقا!!..
ثم تابع بضيق مزيف :_
-وبعدين هو أنا صدقت خرجتك عشان نتكلم على جاسم ولا أيه ؟! يعني هو كاتم علي نفسى حتي وهو مسجون!!..
ضحكت بخفه علي حديثه فتابع بحب :-
-أيوة كده اضحكي خلي الشمس تشرق!!…
توردت وجنتيها خجلاً أكثر ، فأشار بعينه نحو الطعام :-
-يله بقا كُلي ولحد ماتخلصي أكل اكون طلبتلك عصير فراولة!!..
حنين بتوجس :-
-ما بلاش فراولة خلينا حبايب أحسن! !..
ضحك هو بقوة وأردف :-
-معلش نسيت أن ليكي سبقه معاها، خلاص خليها مانجا!!..
ثم أقترب منها هامساً:-
-مع إن أنا نفسى اشكر الفراولة اللي عرفتني عليكي!!..
أصبح وجهها يتوهج إحمرار فشغلت نفسها بالطعام وانقضت ساعات بين مزاحه واستطاع أن يخرجها من تلك الحالة!!!..
وأثناء جلستهما رن هاتفه فضغط علي زر الإيجاب ووضعه علي أذنه :-
-ايوة يامتر ،إيه الأخبار طمني!!..
ثم صمت لوهله ليجيبه الطرف الآخر فأتسعت عيناه بذهول وهو يردد :-
-بجد يعني هو اعترف بكده،ده احلي خبر سمعته النهاردة طبعا لازم هبلغهم وهجيلك المكتب عشان نكمل كلامنا.. سلام !!!..
أغلق الهاتف ونظر لحنين وهتف بسعادة :-
– مبروك ياحنين وصلوا لدليل براءة جاسم ياوش السعد!!…
يتبع….