رواية عهد جديد للكاتبة ياسمين عادل

^^ عـهـد جـديـد ^^

(( الفـصل الخامس ))

_ ترك ” قاسم ” سيجارتهُ المشتعلة على المنفضة، ثم قال بجدية شديدة:
– عادي، هنحتفل بعيد ميلاد ياسمين هناك

ارتفع حاجبي ” حور ” وهي تكرر :
– عيد ميلاد ياسمين؟ في المزرعة!!
” أنس ” :
– مش هتوافق، ياسمين بتحب تلم صحباتها، ومحدش فيهم هييجي المزرعة

أشار ” قاسم ” نحو شخص ” أنس ” وردد :
– أنت هتخليها توافق
– إزاي وانا نفسي مش موافق
– أفندم؟

أنس وهو يخفض بصرهُ :
– في النهاية هيحصل اللي انت عايزهُ
فأكد ” قاسم ” قبيل أن يخرج ويتركهم :
– بالظبط كدا، تصبحوا على خير

وما أن خرج حتى تسائل ” أنس ” حول هذا الأمر الذي علق برأسه :
– مين رهف دي ياحور ؟
– صاحبة ياسمين من أيام ثانوي، ليه؟
– حـــــور!

كان ذلك صوتهُ الذي نادى عليها عقب أن اكتشف إنها لا تخلفهُ.. فـ قضمت شفتها السفلى وهي تردد :
– هروح أشوف خالك، تصبح على خير

غادرت الحجرة، وتعقبها هو عقب أن سحب أحد الملفات عن المكتب وصعد بها حيث غرفتهُ.. ليقضي أمسية مرهقة بالعمل لإنهاءهُ.
……………………………………………………………

وبما أن ” قاسم ” سينشغل بالذهاب إلى المزرعة مع عائلتهُ الصغيرة، فقرر ” أنس ” البقاء في العاصمة حتى ينهي بعض الأعمال قبل أن يسافر يوم الإحتفال.
لا يحب طقوس الوداع الحـار، فإنهُ يذكرهُ بمرارة الفراق وإن كان مؤقتًا.. ولذلك استيقظ باكرًا وغادر بقعة المنزل ليكون بعيدًا أثناء مغادرتها.. لم تنظر ” ياسمين ” للأمر بهذا المنظور، بل إنها حملتهُ بمحمل التجاهل وعدم الاهتمام برؤيتها، أصبح تفكيرها مشتتًا ما بين هل يحبها أم لا.. منذ نعومة أظافرها وقد ترعرعت بين يديه، لم يعترف يومًا بإعتراف گهذا.. فـ كيف لها أن تعد ذلك حبًا.

_ مـر ” أنس ” على العديد من الأقسام في طريقهُ، ضمن هذه الأقسام الذي قام بزيارتها كان قسم ” العلاقات العامة ” .. والذي شهد حالة من الفوضى التي وصل صخبها حتى الخارج بعدة أمتار، تقلص وجه ” أنس ” وبدا عليه الإمتعاض وهو يخطو أول خطوة بداخل القسم.. وجاب الجميع بنظرات محتدمة، الكل جلس على مقعدهُ بعجلة.. حتى سكن المكان سكونًا مريبًا، والجميع في انتظار ما سيقولهُ..
حتى تفوه بـ :
– خصم عشر أيام لكل واحد فيكم، وكلمة زيادة هيبقى خصم الشهر كلهُ

بدأت الهمهمات تظهر في الوسط، والجميع أظهر وجهًا متبرمًا عقب هذا العقاب القاسي.. ولكنهُ لم يهتم لكل ذلك، وبرح مكانهُ راضيًا عما أوقعهُ بهم.. فـ هذا مكان للعمل وليست نزهه ترفيهية لكي يصدر عنهم كل تلك الجلبة..
نهضت ” سامية ” عن مقعدها، وراحت تقول بنبرة مسموعة لصديقتها في القسم ” نهى ” :

  • شايفة البتاع بتاعك؟ خصم ١٠ أيام لكل واحد مننا! يرضي مين دا

توترت ” نهى ” وهي تنظر حولها بإرتباك، ثم قالت بنبرة خفيضة :
– بس الله يخرب بيتك، المكتب كلهُ سمعك
توسطت خصرها بإنزعاج وتشدقت بـ :
– ما يسمع اللي يسمع، ميهمنيش غير اللي عملهُ معانا

ثم انحنت لتقول بصوت منخفض :
– ما تكلميه يانهى
– هـا!

طرقت سكرتيرة ” قاسم ” الباب، ثم دلفت وهي تقول :
– آنسه نهى، هاتي ملف مشروع التغذية لمكتب مستر أنس حالًا
– حاضر

راحت تبحث بإرتباك ملحوظ عن المستند المطلوب بين الأدراج، بينما ابتسمت ” سامية ” بمكر ورددت :
– دي فرصة حلوة تكلميه، يمكن يسحب الخصم

تذمرت ” نهى ” وهي تقف عن وضعيتها، وأردفت :
– حد قالك إني مراتهُ ولا ليا سلطة عليه !
فغمزت لها ” سامية ” :
– لأ، بس هتكوني ان شاء الله

خرجت ” نهى ” بخطوات متعجلة نحو الطابق العلوي، يجلو بخاطرها ما سيقع بها إن أكتشف أحد ما كذبتها بشأن وجود علاقة مقربة مع مديرها بالعمل ” أنس ” حتى أن كذبتها تمادت لتصل إلى حد الزواج.. أوهمت صديقتها إنه وعدها بالزواج، وإنه سقط أسيرًا لحبها، بينما هو لم ينظر لوجهها ولم يحفظ ملامحها بالأساس..
قرعت على الباب، فسمح لها بالدخول..
كان واقفًا يتحدث بهاتفهُ، موليها ظهرهُ وهو يقول :

  • حاضر، قبل عيد الميلاد هكون عندك.. وكفاية دلع يابرنسيس

أختنق داخلها وهي تسمعهُ يحدث إحداهن دون أن تعلم هويتها، أطرقت رأسها بضيق من حالها.. فهي أحبت حُبًا مستحيل، من طرف واحد وجانب واحد.. إنه ليس حبًا بالأساس، بل مشقة لروحها وعناء تواجهه كل يوم.
أنهى ” أنس ” مكالمتهُ، والتفت ليقول بحزم :
– سيبي الملف واخرجي

كانت هائمة في عالم آخر، لم تستمع إليهِ.. فقط بصرها عالقًا به.. فـ احتد صوتهُ وهو يقول :
– إنتي مش بتسمعي كويس ولا حاجة !
– هـه ؟

أنتبهت أخيرًا له، نفضت هذه الأفكار عن رأسها.. واقتربت من المكتب لتضع هذا المستند على سطحهُ.. ثم همست :
– أي أوامر تانية؟
– على مكتبك ياآنسه

أومأت رأسها قبل أن تغادر.. بينما تناسى هو الأمر وجلس يفحص هذا الملف بدقة عقب أوامر خالهُ.

……………………………………………………………

تجولت ” ياسمين ” وسط هذا المحيط الأخضر الفسيح.. فهذه البقعة تعد أضعاف مساحة حديقتها الصغيرة في التجمع السكني بالقاهرة..
تغيرت معالم الحديقة قليلًا عقب أن قام والدها بإضافة التجديدات، وإقامة أسطبل كامل للخيول.. انتقلت بخطاها نحوهُ، راقبت هذا الحيوان الأصيل.. وتحسست ملمسهُ المخملي اللطيف وشرعت بفتح الباب القصير القامة لتسحبهُ بهدوء نحو الخارج.. كان الخيل يسير مع جذبها بـ طواعيه وكأنه يعرفها، اجتهدت لتمطاطهُ.. باءت محاولاتها الأولى بالفشل، ولكنها أزمعت حتى فعلتها وأصبحت على ظهرهُ.. سار بها نحو بوابة القصر وكأنه يدري أين الطريق، وعندما رآها حارس البوابة ذا الحُلة الرسمية، فتح لها البوابة لتمرق منها، دون أن يخطر بذهنهُ ضرورة إستئذان سيدهُ ورب عملهُ ” قاسم ”..
وفجأة، ركض بها الخيل لتكون هي گالفراشة التي يرتطم بها الهواء، كانت مستمتعة بذلك للغاية.. حتى إنها لم تشعر بقدر المسافة التي تخطاها الخيل ليكون بها خارج حدود قرية” رسلان ”.. نظرت” ياسمين ” حولها فـ استشعرت بالخطر المحدق بها، جذبت لجام الخيل كي يتوقف.. فـ انصاع لها ووقف بمحلهُ نظرت حولها، وذمتّ على شفتيها بحنق وهي تردف :

  • بابا لو عرف إني بعدت أوي كدا هيبهدل الدنيا

وجهت لجام الخيل أقصى اليسار كي تلتفت للعودة، ولكنها توقفت عندما لمحت هذا الضخم يقترب منها خلسة.. شهقت مذعورة واضطربت انفاسها في تبادل ما بين الشهيق والزفير، كان يأكل من جسدها الممشوق بعينيهِ.. كاد يسيل لعابهُ إشتهاءًا لها، تأمل نظراتها المذعورة وهو يردد :

  • انتي تايهة ياآنسه؟ شكلك مش من هنا

وعاد ينظر مرة أخرى لثيابها التي أكدت شكوكهُ.. بنطال رياضي قصير يكاد يصل لركبيتها، بجانب كنزة تصل أكمامها لمنتصف عضدها.. ذات فتحة صدر دائرية واسعة، ثم استطرد :

  • انتي بنت مين؟

كانت ملامحهُ مألوفة إلى حد ما، هي رأتهُ من قبل ولكنها لا تعلم أين.. عصرت ذهنها تفكيرًا، حتى تذكرت للتو..
إنه ذلك الفظ الذي كاد يختلق المشكلات مع ” أنس ” منذ يومان.. رمقتهُ بنظرات محتدة قبل أن تهتف :
– وسع من فضلك
– طب قوليلي انتي بنت مين وانا اسيبك تعدي

وجدت أنها تحتاج لأسم والدها الذي يزلزل عرش هذه العائلة حتى الآن.. رفعت رأسها بغرور، وأردفت :
– أنا بنت قاسم رسلان، خلاص عرفت

وما أن وقعت حروف أسم ” قاسم ” على مسامعهُ.. حتى اشتط، تبدلت ملامحهُ كليًا لتتجهم.. أفسح الطريق أمامها وهو يردد :
– نورتي السلمانية

رفعت حاجبيها بعدم فهم وهي تقول :
– نعم!

أبتسم ابتسامة باهتة وهو يتابع :
– باين عليكي سرحتي في الطريق، انتي هنا في أرضنا.. مش أرض أبوكي

أمسك بلجام الخيل وتابع :
– هخرجك من هنا وانتي كملي طريقك
– لأ مش عايزة، أنا هخرج لوحدي

لم يهتم لحديثها، واستمر في اقتياد الخيل نحو الخط الفاصل بين قريتي ” السلمانية، رسلان ”.. تذمرت بفعل تجاهله لها، وصاحت فيه :

  • أنت يااسمك إيه انت! بقولك سيب الحصان وانا خارجة لوحدي

أستفزهُ أسلوبها الذي اعتبرهُ بمثابة إهانة لشخصهُ.. فتوقف عن السير.. راح يمسح على جلد الخيل وهو يرد بفتور مزعج :
– على فكرة ممكن مسيبكيش تخرجي

فكانت نبرتها أشبه للوعيد وهي تذكرهُ بوالدها :
– على أساس إن بابا هيسيبك في حالك!
خلي يومك يعدي بخير ووسع من طريقي، عايزة أمشي

كانت سيارة ” قاسم ” تقترب منهم.. فقد خرج گالمجنون للبحث عنها عقب أن علم إنها أمتطت الخيل وركض بها للخارج.. كان يعلم وجهة الخيل، فهو ليس گبقية الخيول، تعود أصولهُ لعائلة السلمانية.. ولذلك هو حافظ للطريق حفظًا عن ظهر قلب، وأول ما افتعلهُ ” قاسم ” هو الدخول لقرية ” السلمانية ” متيقنًا من وجود ابنتهُ فيها.. وما أن لمحها حتى تأجج صدرهُ بنيران مستعرة، أوقف سيارتهُ فجأة وترجل عنها مندفعًا.. كافح من أجل ألا يُظهر غضبهُ، ولكنهُ طفى على سطح وجهه ليكون بارزًا حتى بين حدقتيهِ..
وقف شامخًا، يقول بلهجة حازمة :
– واقف مع بنتي ليه يابن السلمانية؟

نظر ” سراج ” حولهُ مستعجبًا ، ثم هز كتفيه بإستياء وهو يستنكر سؤال ” قاسم ” :
– أنتوا في أرضنا، بنتك ضيفتنا ياعمي، متخافش عليها أوي كدا.. دي في أمان عندنا

لم ينظر ” قاسم ” حيال ابنتهُ قط، وقال والشرر تطير من عينيه :
– أنزلي واركبي العربية ياياسمين

راقب ” سراج ” هذه النظرات التي كادت تأكلهُ، ثم هتف :
– ما لسه بدري ياعمي! مش تاخدوا واجبكم الأول

ابتسم ” قاسم ” بجفاء وردد :
– مفيش بينا واجبات، ابقى سلملي على الغالي أبوك

أستدار ليعود حيث سيارتهُ، ولكنه توقف فجأة وقال :
– على فكرة، الحصان دا هدية مني.. ماهو كل واحد بيرجع لأصلهُ

ثم برح مكانهُ بدون أن يفسر حديثهُ.. راقبهُ ” سراج ” ومازالت عيناه عالقتان بـ تلك الفاتنة التي جذبت انتباههُ.. فلم يراها من قبل بهذا الوضوح، إنها ليست ككل النساء اللاتي قابلهن بحياتهُ.. لقد سافر للتعليم بالقاهرة وقضى أغلب سنوات شبابهُ هناك.. ولكنهُ لم يجد مثيلتها، وإذ بسيارة ” قاسم ” تختفي من الوسط دون أن يشعر، فقد غاب عقلهُ بضع دقائق.

لم يكف ” قاسم ” عن توبيخ ابنتهُ ودس سم كلماتهُ العنيفة في أذنيها عقب فعلتها المتهورة الغير مدروسة.. ولم تتوقف هي عن تبرير موقفها لوالدها :

  • والله يابابا مكنتش اعرف، أنا لقيتني فجأة في مكان مش عرفاه
  • وانتي تخــرجي لوحدك ليـه أصلًا فاكرة نفسك في مصر! أنتي مش هتعقلي بقى وتبطلي جنان!

أخفضت رأسها بخزي ، بينما تابع هو بجأر :
– الناس دي كان في بيني وبينهم بحور دم، مش عايز افتح موضوعهم تاني.. أول وآخر مرة هسمحلك فيها تعملي كدا، أنتي سامعـة؟
– حاضر

قالتها بصوت منخفض، وظلت منكسة رأسها للأسفل طوال الطريق.. حتى وصل بها لداخل محيط القصر، وأمرها بـ :
– متقوليش حاجة لأمك، عشان لو عرفت هتقوم قيامتك
– حاضر

ترجلت عن السيارة، وسارت نحو الداخل، لتتفاجأ بإستقبال والدتها المفزوعة عليها :
– ياســـمين! كنتي فين ياحببتي قلقتيني عليكي؟

فأجاب ” قاسم ” :
– كانت بتتمشى وتاهت، حتى الحصان جرى منها وهرب

اتسعت عينا ” حور ” بذهول :
– هرب! معقولة؟
– عادي، عندنا غيره كتير.. فداها

كانت ردودهُ مقتضبة، وفي الأخير تركهن وولج للداخل.. لاحظت ” حور ” حالتهُ المزاجية المنفعلة، فتسائلت :
– في حاجة حصلت في الطريق ياياسمين؟

توترت وهي تجيب :
– هـه! لأ مفيش

تأكدت من وجود شئ ما يخفيه كلاهما، فتلوت شفتيها بإستهجان وقالت :
– أنا هعرف بطريقتي، المهم دلوقتي روحي كلمي أنس زي مااتفقنا.. خليه يجيب رهف صحبتك من القاهرة وهو جاي عشان تقعد معاكي يومين وتحضر عيد ميلادك
– حاضر، هطلع اكلمهُ دلوقتي

وبالفعل تركتها وصعدت للأعلى حيث غرفتها.. وظلت ” حور ” بمكانها، تحاول أن تعقد خيوط الأمر .. فقد كان ” قاسم ” معتدل المزاج قبل خروجه، حتى إنه كان يغازلها بكلماتهُ اللطيفة.. ولكنهُ غاب وعاد بوجه آخر، إذًا فقد وقع أمرًا، تنهدت وهي تستعد لهذه المواجهة.. ثم صعدت لتعرف ماذا حدث له.

……………………………………………………………

جمع ” أنس ” بعض المعلومات الهامة التي تخص هذا الشريك الجديد.. وكان ضمنها بعض الأخبار المنشورة عنهُ على أحد المواقع الأجنبية برفقة زوجتهُ، حدق ” أنس ” بذهول في شاشة الحاسوب وهو يردد بين خلجات نفسهُ :

  • أوبـــا! دي مراتهُ ؟؟ والله افتكرتها بنتهُ!

حك طرف ذقنهُ واستطرد :
– تقريبًا حور لو عرفت ان الحكاية كدا مش هتعدي عشاء العمل على خير

وقبل أن ينتقل لخبر آخر.. وجد هاتفهُ يهتز إهتزازه مصحوبة برنين صاخب، فأجاب متعجلًا :
– أيوة ياياسمين

أستمع لها حتى أنهت حديثها، فـ انكمشت المساحة ما بين حاجبيه وهو يردد :
– صحبتك! ودي انا أجيبها ليه؟ ما نبعتلها أي عربية تاخدها

ولجت السكرتيرة المسؤلة عن مكتب ” قاسم ” عقب أن طرقت الباب، فأشار لها لتتقدم و :
– خلاص ماشي، أقفلي دلوقتي وهرجع اكلمك.. باي

ترك هاتفهُ، ثم رفع نظره إليها وهو يتسائل :
– في حاجة؟

فركت السكرتيرة كفيها سويًا بإرتباك، وكأنها تفكر من أين البدء.. فضاقت عيني ” أنس ” وسأل بضجر :
– هتقولي في إيه ولا تخرجي ؟

ابتلعت ريقها وهي تردد :
– في حاجة سمعتها ولازم سيادتك تعرف بيها
– اللي هي؟
– آ.. أشاعة يعني بتقول آ….

توقفت العبارة على لسانها من شدة ثقلها.. ضرب ” أنس ” على سطح المكتب وهو يهتف :
– وبعدين يعني! هستنى للصبح

أستجمعت رباطة جأشها وقالت دفعة واحدة :
– أشاعة طلعت على حضرتك، يعني موظفين بيقولو إن في علاقة بين حضرتك وبين واحدة من موظفات الشركة

نهض عن وضعيتهُ، ومازال محدقًا فيها غير مصدق ما قيل للتو.. وأخيرًا قال :
– قولتـي إيــــه ؟؟!

……………………………………………………………

ألقى ” سلمان ” بالنرجيلة خاصتهُ وهو يصيح :
– وه! يعني رد الحصان؟

فرد ” سراج ” :
– آه ياعمي

تقوست شفتي ” سلمان ”، ثم نظر لذراعهُ المبتورة.. تذكر فعلة ”قاسم ” بحقهُ عندما أطلق الرصاصات على ذراعهُ بلا رحمة.. فـ تسبب بـ بتر ذراعهُ ليكون من ذوى العاهات المستديمة واضطر لإستخدام ذراع صناعية..
تأفف ” سلمان ” بإنزعاج وقال :
– السيرة المهببة دي بتعكر مزاچي، غيرها

مسح ” سراج ” على شفتهُ السفلى بلسانهُ، وقال :
– ليه ياعمي، دا انا حتى فكرت نكون نسايب

بُهت ” سلمان ” وهو يحدجهُ بنظرات مطولة قبل أن يسأل :
– مش فاهم!
– بنت قاسم حتة من القمر ياعمي
– بتجول إيه ياواد المحروج ( المحروق) انت؟

ابتسم بحماسة وهو يردد :
– بقول عايز أتـــجوز …………………………………….

error: