رواية عهد جديد للكاتبة ياسمين عادل

^^ عـهد جديد ^^

(( الفصل الثاني والعشرين ))

وقف “أنس” على مقربة من غرفتها، مترددًا هل يكون بجانبها أم ينصرف عنها قليلًا عقب تهورها.. الجميع في موقف لا يُحسد عليهِ، خطى خطوة سمحت لهُ برؤية إنعاكسها في المرآه وهي تتخذ الأرضية موضعًا لجلوسها، خفق قلبهُ متمنيًا مجاورتها.. ولكنهُ حتى لم يكمل التفكير، فقد داهمهُ” قاسم” قبل أن يدخل إليها وأمرهُ بلهجتهُ العنيفة :
– أنــــس! أمشي من هنـا

طأطأ رأسهُ بحزن شديد، ثم مضى بطريق غرفتهُ تنفيذًا لأمر “قاسم”.. في حين كان “قاسم” قد تجلدت مشاعرهُ تمامًا في اللحظة التي استمع فيها إهانة زوجتهُ المصون التي حفظت أمانتهُ.. عاد بالزمن للخلف قليلًا يسترجع من بين صفحات عقلهُ ذكرى حمل “صفوة” وكيف قابلها بالجنون والإندفاع حتى كاد يقتل ابنتهُ قبل تكوينها في رحم والدتها.. ثم ولادتها وموتها الذي أعقب الولادة مباشرة، ثم تسميتها بأسم “حور”..
سحب نفسهُ وعاد لغرفتهُ، ليجدها منزوية على نفسها في الفراش.. تواري دمعتين أنسلتا من طرفيها، تنهد وهو يقترب منها بخطى حسيسة، ثم جلس جوارها وهو يردف :
– متزعليش ياحور

كفكفت دموعها وقالت بنبرة معترضة :
– مكنش ينفع تتعامل معاها بالقسوة دي بعد ما اعترفت لها بالحقيقة
– ومكنش ينفع حاجة تستخبى بعد ما هي شكت، اللي عملتهُ عملته عشان الموضوع ميطورش.. النهاردة لسانها طول، بكرة تصرفاتها كمان هتتطور.. في لحظات يلزمها ردع من نوع تاني غير الطبطبة والدلع

اعتدلت في جلستها لتكون في مواجهتهُ، ثم قالت متبرمة منهُ :
– معاها عذرها، بنت أكتشفت إن أمها مش أمها و…..
– أنتـــي أمـــــهـا

صاح فيها بصوت منفعل وأصر على تأكيد المعلومة مرة أخرى :
– أنتي اللي ربتيها لوحدك، حتى أنا مملكش حق فيها أدك

ثم أصرف بصرهُ عنها ونظر بالفراغ ، حتى إنه فقد الإشتهاء لكل شئ في هذه اللحظة، بالرغم من مزاجهُ المعتدل على مدار اليوم.. إلا إنهُ فسد فجأة..
هذا الحال كان لدى “أفنان” أيضًا، التي تفاجئت بحقيقة مُرّه كانت تجهلها وليتها ما علمت، لن يتغير في الأمر شيئًا فهن أخوات من نفس الأب ويحملن نفس الكنية، ولكن ثمة فجوة خُلقت بينهن بدون سبب.. تطلعت “أفنان” لشقيقها الصغير وهو نائم، وحمدت الله إنهُ كان غافيًا في تلك الأثناء.. وإلا كان الأمر تدهور أكثر بأسئلتهُ الفضولية الكثيرة وتطلعهُ لمعرفة كل شئ.

من المفترض إنها لحظة مميزة لديها، هذه اللحظة التي ستستعد فيها للذهاب إلى الحرم الجامعي گطالبة ضمن هذا الكيان العظيم.. ولكنها فقدت الشعور بلذة هذه اللحظة، أرتدت ثوبها ببطء صاحبهُ خمود في الحركة.. ولملمت شعرها للخلف بدون اهتمام، ثم سحبت حقيبتها الصغيرة وكادت تخرج عن حجرتها..
ولكنها توقفت عقب قرعات خفيفة على الباب أعقبها دخول “أنس”.. شملها بنظرات متفحصة، ثم نظر لساعة اليد خاصتهُ وأردف :
– يلا بينا عشان هوصلك في طريقي

مضت في طريقها دون أن تتحدث كلمة واحدة، وسار في أعقابها صامتًا.
بنفس الآن.. كان” قاسم ” مستعدًا لمغادرة المنزل، ولكنهُ انتظر لحين إنصراف ابنتهُ، رغبت”حور” في مشاركتها هذه اللحظات.. ولكنهُ منعها من ذلك و :
– أنس هيوصلها، خليكي انتي في مكانك

زفرت أنفاسها بثقل وهي تقول :
– ياقاسم مينفعش كدا، سيبني أروح اطمن عليها
– لأ، خليها تحس بالحرمان منك.. يمكن تعرف قيمتك

طوال طريق الذهاب، كُل منهم محتفظ بحديث طويل بداخلهُ.. ولكن لم يجرؤ أحدهم على البدء، حتى توقف “أنس” أمام بوابات الجامعه الرئيسية.. وإذ بـ حشد عظيم يتسارع في الدخول، نظر إليها مليًا قبل أن يردد :
– خلي بالك من نفسك، لما تعرفي جدولك إبعتيه على الواتساب عشان أعرف هاجي أخدك أمتى
– ماشي

صوتها ضعيفًا منكسرًا لأول مرة في حياتها.. يشعر بضرورة التنازل عن عقابها، تحتاج ليدهُ تشتبك بأصابعها وليس نهرها وعتابها..
بسط ذراعهُ ناحيتها ليمسك بأصابعها بإحتضان دافئ، ثم قال بنبرة هادئة :
– ياسمين، أنسي أي حاجة حصلت وفكري بس في المستقبل الجديد اللي انتي داخله عليه

ابتسمت بإستخفاف وهي تسألهُ :
– أنت كُنت عارف ! .. أكيد كنت تعرف
– حقيقة واحدة بس اللي أعرفها، إن طنط حور كانت أحن عليكي من أي حد.. لو أمك نفسها كانت عايشة مكنتش هتحبك زيها

شغفًا ملأ صدرها وهي تسأل :
– شكلها كان عامل إزاي؟

مط شفتيهِ للأمام، وردد :
– مش فاكر، انتي واخده كتير أوي من شكلها.. إنما طباعك وجمال روحك كله طنط حور

لم تعقب، فأستكمل هو :
– أنتي اتسرعتي ياياسمين

رفعت حقيبتها على كتفها وقالت :
– أنا هنزل عشان ألحق أول محاضرة، سلام

ثم ترجلت وسارت بإتجاه البوابة بعجالة.. بينما راقبها هو حتى اختفت بين هذه الجموع، شمل الشباب الصغير الذي يدلف من بوابات الجامعة، وذمّ شفتيهِ بإزدراء وهو يتطلع لهيئتهم التي لم تروق لهُ وغمغم بـ :
– أنا مش قلقان غير من الإختلاط بالأشكال دي

ثم أدار المحرك وقاد سيارتهُ للأمام وفي عقلهُ مئات الأشياء.
……………………..……………………..……………..
وعقب أن اجتمع المحامون ومجلس الإدارة وفريق عمل المشروع الموقوف من أجل إلغاء العقود في حضور “إستيڨان” وفريقهُ.. أعتذر الأخير في اللحظات الأخيرة، ولم يقدم مبررًا لإعتذارهُ.. بينما نظر “قاسم” للأمر على إنه إهانة لهُ، فلم يتحكم في رغبتهُ الجامحة بالصياح :
– واحد **** زي دا يقعدني أنا نص ساعة مستنيه وفي الآخر ميجيش! دا معناه إيـه يارائف؟

اجتهد “رائف” ليهدئ من روعهُ ولكن كانت مجهوداتهُ سدى :
– المعاد أتأجل لبكرة بس ياقاسم خلينا نصبر يوم واحد كمان

فتابع “قاسم” صياحهُ قائلًا :
– هو بكرة بس، وبعد كدا هخليهِ يزحف ورايا عشان يطول جنيه من الشرط الجزائي ومش هيطوله
– اللي يريحك وقتها اعمله، وانا هروح اعتذر للمحامين وأبلغهم بالمعاد الجديد

خرج “رائف” من نفس الباب الذي ولج منهُ “أنس”.. اقترب من خالهُ أثناء تحدث “قاسم” بـ :
– أنا متأكد إن حكاية التأجيل دي مش صدفة

وضع “أنس” المستند على سطح المكتب وقال :
– ولا انا مطمن، بس مفيش قدامنا غير الصبر لبكرة

أشار للملف وقال :
– دي العقود الجديدة مع الموزعين الجدد اللي هيوردوا للمصنع محاصيل جديدة، لما توافق عليها هنبدأ في التنفيذ على طول

ثم تردد وهو يقول :
– آ.. خالي كنت عايز أقولك على حاجة

فقطع عليهِ الطريق و:
– لو تخص ياسمين مش عايز اعرفها

وعندما صمت كان الجواب واضحًا، زفر “قاسم” بإختناق ثم سأل :
– وصلتها الجامعة؟
– آه، وهاخدها الساعة ٢ بعد الضهر

لم يستطع يكون أقسى من ذلك، فـ أوصاه بـ :
– أنس، تعالى أقعد

جلس قبالتهُ، ليسترسل “قاسم” في حديثهُ :
– خلي بالك منها الفترة الجاية، ياسمين أمانة عندك

حمحم “أنس” قبل أن يقول :
– ليه بتقول كدا ياخالي!
– عشان هي هتحتاجك الفترة الجاية، خصوصًا لما ابقى أنا بعيد شوية
– خالي مينفعش كدا، ياسمين كانت تحت تأثير صدمة من المفاجأة مش أكتر
– عارف، عشان كدا لازم تحس إن اللي عملتهُ كان في مصلحتها وتقول دا بنفسها

وقف عن جلستهُ وهو ينظر لساعتهُ، ثم قال :
– قوم شوف وراك إيه قبل ما تمشي، ومتنساش اللي قولتهُ

……………………..……………………..……………

وعند عودة “حور” للمنزل من عملها بالمدرسة، كانت “ياسمين” قد عادت من أول يوم جامعي لها.. ونامت بعمق أيضا دون تبديل ملابسها من فرط الإرهاق الذي عانت منهُ طوال اليوم..
وما لبثت أن بدلت “حور” ثيابها واستعدت لإعداد الغداء، حتى وجدت “أفنان” قد عادت من دروسها الخصوصية أيضًا.. لتقتحم المطبخ وتسأل مباشرة وبدون مقدمات :

  • ماما، هو إيه اللي حصل امبارح دا؟!

فبترت “حور” إمكانية المناقشة في هذا الأمر بقولها :
– أسمعي ياأفنان ، انتي وياسمين أخوات.. دي الحقيقة الوحيدة اللي المفروض تعرفيها.. ومتفكريش في حاجة تاني ولا عايزة منك أي ردود فعل سلبية، ولما ياسمين تصحى تروحي تطمني عليها وتسأليها عملت إيه في الجامعة النهاردة وكأن محصلش أي حاجة، سمعاني؟

أومأت “أفنان” رأسها بتفهم و :
– حاضر ياماما

مضت ساعات عديدة و”ياسمين” مستغرقة في النوم.. تعافر في كابوس مزعج وتحاول أن تستيقظ، ولكنهُ أقسم ألا يتركها إلا في نهايتهُ.. زاد معدل تنفسها وهي تصارع بداخل حلمها القاسي، حتى انتفضت من نومها أخيرًا وقد انتشرت قطرات العرق على جبهتها، مسحت على وجهها وهي تنهج بشكل غير طبيعي.. ثم نهضت راكضة للخارج، تبحث عن والدتها في كُل مكان وهي تنادي :
– مــامـا ! يامــامـا

خرجت “حور” من غرفة صغيرها “آسر” على أثر صوتها وهي ترتدي نظارة القراءة وتمسك بأحد كتب الصغير لتساعدهُ على المذاكرة.. وتابعت إقترابها بأنفاس لاهثة منها وهي تقول بتخوف :

  • في إيــه ياياسمين؟

أحتضنتها “ياسمين” بعمق شديد وهي تقول بشئ من الراحة :
– أنتي كويسة ياماما صح؟

ابتعدت عنها قليلاً وتابعت :
– أنا كنت خايفة عليكي أوي

ثم عادت تحتضنها بشكل أقوى، لتقول “حور” بقلق :
– بسم الله الرحمن الرحيم، أهدي ياحببتي أنتي كنتي بتحلمي، أهدي

مسحت على ظهرها بحنو ذهابًا وإيابًا لتُخلصها من توترها ورجفتها، ثم تابعت :
– خلاص أهدي، روحي غيري هدومك واغسلي وشك وتعالي

شعرت “ياسمين” بالخزي من تصرفاتها حيال “حور” بالأمس، فـ أجفلت بصرها منها بخجل وهي تقول :
– أنا أسفه ياماما، أنا مقصدتش أزعلك مني امبارح.. سامحيني

ابتسمت “حور” بوداعة وقالت :
– عارفه، أنسي اللي حصل
– طب و… بابا!

تفهمت مقصدها بذكر والدها، فـ أسرعت بقول :
– بابا بيحبك ومش هيقدر يزعل منك انتي بالذات، لما ييجي اتكلمي معاه وانا متأكدة إنهُ هيفهمك

عادت تعانقها من جديد، وخجلت من نفسها أكثر أمام عاطفة تلك السيدة الحنون التي أشبعتها حُبًا.. ثم ابتعدت عنها نحو غرفتها وقد استشعرت بعض الراحة.. في حين أن ثقلًا قد انزاح عن “حور” عقب أن عادت ابنتها الغالية لعقلها سريعًا وقد ظنت إنها ستستغرق الكثير لتتناسى ما حدث، تُرى ماذا رأت في حُلمها جعلها ترتد بهذه السرعة عن الضلال الذي أوشكت على السقوط فيهِ.. لا تعلم، ولكن الأهم إنها عادت.
جلست في غرفتها تنتظر حضور والدها الذي تأخر عن موعدهُ المعتاد.. وملأت فراغها بمراجعة ما حصلت عليهِ اليوم من معلومات مبدأية عن كُليتها، واستذكار أولى محاضراتها الجامعية، حتى ولجت إليها “أفنان” وهي تحمل صحن كبير من ذرة الفشار.. اتجهت نحوها بحماسة وهي تقول :
– في فيلم أجنبي هيبدأ دلوقتي تعالي نشوقه ياياسو.. أنا زهقت من المذاكرة

جلست على الأريكة وقامت بتشغيل التلفاز، ثم بدأت تأكل بشهية مفتوحة.. إلى أن لحقت بها “ياسمين” واختطفت منها الصحن وهي تقول :
– طب ليه جايبة طبق واحد

فعادت “أفنان” تستردهُ منها وهي تصيح :
– إيه دا! أنا اللي عملتهُ وانتي كلي منه، لكن أنا اللي همسكهُ

اقتحم “آسر” الغرفة ودنى منهن وهو ينظر لهذا الصحن الممتلئ.. ثم بدأ يأكل منهُ بشراهة وهو يقول :
– ياسمين، أنا عايز توم وچيري

“أفنان” :
– لأ هنشوف الفيلم الأجنبي

عبس الصغير وهو يقول :
– لأ أنا عايز توم وچيري

أبعدتهُ “أفنان” قليلًا وهي تردد :
– وسع كدا يابابا، وبعدين براحة على الفشار خلصت ربع الطبق في دقيقتين

فنظر “آسر” لأخته الكبرى يستنجد بها و :
– ياســمين، دي عايزة تاكل فشار لوحدها الطفسة

دلفت “حور” في هذه اللحظة، وهي تحمل صحنين من ذرة الفشار.. وابتسمت ابتسامة عريضة وهي تقول :
– أنا جبتلك أهو ياآسر، بس خلي بالك فاضل أقل من ساعة على معاد نومك عشان المدرسة بكرة

ناولتهُ صحنًا لهُ بمفردهُ، ثم ناولت الآخر للفتيات وقالت :
– ياسمين، هاتيلهُ الكرتون شوية الأول وبعدين كملو الفيلم

كانت “ياسمين” مندمجة مع مقدمة الفيلم المشوقة للغاية.. فلم تشعر بكل هذا الحديث الدائر، فلم تسحبها “حور” من تركيزها، بل إن الصغير قد اندمج أيضًا مع بداية الفيلم رغم إنه لم يستطع قراءة الترجمة.. إلا أن الكائنات الضخمة والخارقة التي بدأ بها الفيلم قد جذبت إنتباههُ وجعلتهُ ينسى رغبتهُ الأصلية، وشاركهن المشاهدة بإستمتاع.. ولم تخلو الجلسة من استفساراتهُ الكثيرة وأسئلتهُ التي لا تُعد ولا تُحصى.

مر تقريبًا ساعة أخرى، وتلاها ساعة ثانية.. ولم يعود “قاسم” للمنزل، وعيناها تتردد على ساعة الحائط كل بضع دقائق.. وما أن شعرت بالإرتياب، قررت محادثة “أنس” علهم سويًا الآن.. ليجيبها بإجابة لم تهدئ من قلقها :

  • أنا كنت بخلص شغل برا الشركة ياياسمين ولسه في طريقي.. تقريباً خالي لسه هناك مستنيني

أخفت قلقها عنهُ و :
– طب لما توصل عرفني من فضلك ياأنس
– حاضر

ثم أغلق الهاتف، دقيقتين وكان يصف سيارتهُ أمام بوابة الشركة.. ليجد “قاسم” واقفًا بإنتظارهُ للمرة الأولى بالخارج، ترجل “أنس” واقترب منهُ وهو يقول :
– واقف كدا ليه؟
– الأمن بيجيبلي عربيتي وانا مستنيهم، خلصت؟
– آه خلصت

طالت مناقشتهم حول هذه المهمة التي كُلف “أنس” بها.. حتى حضر فرد الأمن قائدًا السيارة، توقف بها أمام البوابة وترجل عن السيارة وهو يردد برسمية :
– العربية اتغسلت وبقت زي الفُل ياقاسم بيه
– سيبها انت

ثم تابع الحديث مع “أنس” و :
– خلاص أركب وروح وانا وراك بالعربية

في هذه اللحظة تحديدًا، انتبه “قاسم” لنقطة من شعاع الليزر تتحرك على صدر “أنس”.. أحدهم مترصدًا لهُ ويحاول إقتناصهُ عن بُعد، اضطرب” قاسم” وهو ينطق أسمهُ بتوتر :
– أنس، متتحركش

تنغض جبين “أنس” بإستغراب وهو يقول :
– في إيه ياخـ……

لم يتمم عبارتهُ، حيث اجتذبهُ “قاسم” بإنفعال شديد ليكون مختبئًا بين أحضانهُ وبقى هو ظهرهُ مكشوفًا ليتلقى رصاصتين في ظهرهُ بغتة.. تشنجت عضلات وجهه وأحمرّ فجأة دون أن يصدر صوتًا، ولكن صوت آلة القنص كان واضحًا وبشدة.. سكن العالم من حولهُ، وأصبح لا يستمع شيئًا.. وحتى الضجيج الذي ثار حولهُ لم يصل إليهِ و……..
……………………..……………………..……….
……………………..………………….

error: