رواية عهد جديد للكاتبة ياسمين عادل

^^ عـهد جـديد ^^

(( الفـصل السابع والعشرين ))

وضع النادل أفضل الأطباق وأشهرها على الطاولة المربعة بتذهيب وتأنِ.. ثم ابتسم وهو يقول بالإنجليزية :

– Do you need anything else sir?
( هل تحتاج شئ آخر سيدي)
– Nothing, thank you
( لا شئ، شكرًا)

انسحب النادل بهدوء ليتركهم سويًا وسط أجواء موسيقية هادئة.. لا تستمع لضجيج الأحاديث الجانبية لرواد المطعم، فقط صوت خفيف لأصطكاك الملعقة بالصحن أو ما شابه.
نظرت “ياسمين” للطعام بإشتهاء قبل أن تبدأ بتناولهُ، ولم يفرق حالهُ عنها.. فلم يتذوق طعمًا للزاد منذ الأمس مما جعل معدتهُ تشتاق للطعام، وما بين الحين والآخر يتطلع إليها.. بالرغم من عشقهُ لشعرها الطويل الذي كان يقوم بتضفيرهُ بنفسهُ، إلا أن الشعر القصير قد أضفى عليها جمالًا أضعاف جمالها.. وقد راق لهُ عقب أن استهجن فعلتها، لاحظت تركيز نظراتهُ عليها، فـ أسرعت بمضغ الطعام وإبتلعتهُ لتتمكن من الحديث :
– مالك ياأنس، مش بتاكل ليه؟

فأجاب بتلقائية على غير المعتاد :
– شعرك بقى أحلى
– بــجد!

ثم راحت تتخلل خصلاتهُ بأصابعها لأول مرة بسعادة منذ أن اقتصتهُ، مما جعلها محط أنظار البعض ومصدر إنفعال له وهو يعنفها :
– في إيـه ياياسمين، ما تقعدي عدل الناس بتبص عليكي

انتبهت لذلك، فتنحنحت وهي تنظر للطعام مرة أخرى، وأثناء ذلك قالت :
– متعرفش هنقعد هنا قد إيه؟
– لحد ما خالي يقف على رجلهُ ويرجع أحسن من الأول، ولحد ما دا يخلص هتفضلو هنا

تتغض جبينها بتشكك مما فهمتهُ وراحت تسأله :
– هنفضل!! هو انت مش هتفضل معانا؟

دس الشوكة في فمهُ، ثم قال بإجابة مختصرة :
– لأ

تركت الشوكة فجأة وهي تحدق فيه، بينما استطرد هو :
– في حجات كتير في مصر لازم اخلصها بنفسي
– خلاص هنزل مصر معاك

نظرة طويلة لها قبل أن يحزم قرارهُ :
– لأ هتفضلي هنا، أنا مش هكون فاضي اخلي بالي منك

فردت بتعند أشد :
– وانا مش هسيبك لوحدك، ومش هينفع أغيب عن الجامعة بتاعتي كل دا

أحتد صوتهُ قليلًا :
– يـاسـمين!
– بـرضو هـاجي ياأنـس ، ريح نفسك

أطبق جفنيهِ بإنفعال ثم عاد ينظر إليها ليجدها تتناول طعامها بلامبالاه جليّة.. مما جعلهُ يلتزم الصمت لئلا يخرب مزاجهُ عقب أن اعتدل قليلًا بعد ليالي شديدة السـوء.

……………………..……………………..……………..
منذ الباكر، وقد تجمع فريق من الأطباء الجهابزة في المشفى الألماني الشهير بغرفة “قاسم” لتقييم الحالة ومتابعتها.. ثم غادر الجميع وبقى الطبيب “هـيكتور” المتابع للحالة :
– Do you speak English?
( هل تتحدث اللغة الإنجليزية)

أومأ “قاسم” رأسهُ بحركة خفيفة وهو ينطق بصوت ضعيف :
– Yeah ( نعم )

فـ ربت “هيكتور” على ذراعهُ وقال :
– good ( جيد)
If you shook my hand ( إذًا صافحني بيدك )

وبسط كفهُ بالقرب من يد “قاسم” منتظرًا رد الفعل.. كان أمرًا مؤلمًا بحق يجتاح مفصل المرفق والمعصم وأصابع اليد، ولكنهُ أزمع على فعلها.. وأمسك بكفهُ مسكة خفيفة، فقال “هيكتور :

-Please grab my hand
( رجاء أقبض على يدي )

تحركت أصابع “قاسم”.. ولكنهُ لم يقوَ على فعلها، فـ هز الطبيب رأسهُ متفهمًا وقال :
-All right, just now ( لا بأس، نكتفي الآن بهذا القدر)

خرج تاركًا إياه، ليتصادف بـ”حور” تتقدم منهُ بصحبة “عصام” و “أنس”.. ركضت إليه، وقبيل أن تتحدث بادر هو بـ :
– There is a problem with the movement of the legs, but the treatment success rate is very large
( هناك مشكلة في حركة الساقين، ولكن نسبة نجاح العلاج كبيرة جدًا)

قام” أنس” بترجمة الحديث لـ “حور”، ثم سأل الطبيب :
– Can we reassure him
( هل يمكن لنا الإطمئنان عليه)
– of course ( بالتأكيد )

لم تنتظر “حور” أكثر من ذلك، انطلقت تطير على الأرض لتراه.. وقفت لحظات على باب الغرفة تستجمع نفسها، ثم ولجت للداخل تفيض نفسها بالفرحة لعودتهُ عقب غيبة طويلة.. زاد معدل تنفسها وتعالت ضربات قلبها حتى وقفت على بعد مسافة تكاد منعدمة، لمست وجههُ بإشتياق حقيقي.. ثم قالت بصوت رنان :
– حمـدالله على السـلامة

فتح قبضة يدهُ لها، فـ ابتسمت بحبور وهي تضع أصابعها في راحتهُ.. وفجأة قبض على أصابعها برسالة ضمنية تحمل شوقهُ لها، جلست بوضع القرفصاء لتوازيه.. ثم قالت :
– استنيتك كتير أوي، وحشـتني

شملتهُ بنظرة خاطفة قبل أن تسألهُ :
– حاسس بحاجة؟

أومأ رأسهُ بالسلب وقال :
– لأ، مش حاسس بأي حاجة

تقريبًا استشف تشخيص حالتهُ الصحية، ولذلك سألها بشجاعة :
– الدكتور قال إيه؟ جالي شلل؟

أنقبض قلبها فجأة وهي ترمش عدة مرات قبل أن ترد بـ :
– ليه بتقول كدا؟، الدكاترة قالوا إن حالتك قابلة للعلاج بنسبة كبيرة
– أمال ليه مش حاسس بنص بجسمي؟

تماسكت وهي تشرح لهُ الوضع قائلة :
– أنت خرجت من عملية كبيرة أوي ياقاسم، وطبيعي جدًا يكون جسمك تعبان بعدها.. ارتاح دلوقتي وكل حاجة هتتحسن

شعر بظمأ شديد.. حتى أن حلقهُ جافًا بشكل ملحوظ، فقال وهو ينظر للغرفة من حولهُ :
– أنا عايز اشرب

انتفضت من مكانها وهي تلبي رغبتهُ :
– حالًا

وأسرعت نحو الخارج لترى “أنس” منتظرًا إياها بتوتر.. تتملكهُ رغبة في رؤيتهُ ولكنهُ مترددًا، فسألها بسرعة :
– طمنيني عليه ياطنط

دفعتهُ للدخول و :
– أدخل شوفهُ وانا هجيب ميا وارجع
“عصام” :
– وانا جاي معاكي ياطنط

كانت فرصة جيدة ليطمئن عليه بمفردهُ، خجولًا من مواجهتهُ عقب أن دفع بحياتهُ فداءًا له.. وما الذي يملكهُ ليعطيهِ إياه.. لا شئ.
لحظات مرت عليه وهو يقف أمام الباب مترددًا في مواجهتهً، ولكن تصادم العينان أجبرهُ على التحرك نحو الداخل وهو يزييف إبتسامتهُ..
وقف أمام فراشهُ وقال بنبرة منخفضة :
– ألف سلامة عليك ياخالي

فتح “قاسم” قبضتهُ ليصافحهُ، ولكنهُ تفاجأ به ينحني فجأة لـ يُقبل كفهُ قُبلة عميقة استشعر فيها “قاسم” إرتفاع حرارة جسدهُ.. ثم اعتدل منتصبًا واستطرد :
– مرتاح كدا ولا أخليهم يرفعوا السرير

هز “قاسم” رأسهُ رافضًا و :
– لأ مش عايز، بس عايز اعرف هخرج من هنا أمتى

استشف “أنس” إنهُ ربما لم يعلم بعد إنه خارج الأراضي المصرية.. ارتفع حاجبيه بإندهاش وقال :
– لسه بدري ياخالي! وبعدين انت عايز تخرج ليه ؟

فردد بسأم وهو يشيح وجههُ للإتجاه الآخر :
– مش بحب الرقدة دي ولا بطيق ريحة المستشفيات، عايز أروح البيت واكمل علاج هناك
– أنت مش بتاع علاج في البيت ياخالي، دا انت لو تطول تخرج دلوقتي هتخرج انا عارف

تنحنح “أنس” وهو ينتقل نحو النافذة، أزال عنها الستارة القاتمة السميكة، ليضئ الصباح الغرفة بأكملها.. ثم تابع بتوجس انتابه :
– عايز أقولك حاجة ياخالي، إحنا مش في مصر

عاد ينظر إليه وتابع :
– إحنا في ألمانيا
– إيــــه!

تشنج جسدهُ وضغط على عضلاتهُ فجأة وهو يحاول أن يعتدل في جلستهُ، لتهاجمهُ آلام شديدة القوة في ظهرهُ جعلتهُ يسترخي ثانية وهو يأن :
– آآه

هرول إليه “أنس” يساعدهُ في الإرتياح، ثم نطق مستنكرًا :
– أهدا ياخالي مش كدا

استجمع “قاسم” عقلهُ الذي مازال مشتتًا.. فوجد حقًا إنه ليس في مصر، حتى طبيبهُ بدا أجنبيًا من الدرجة الأولى.. عبس وجه “قاسم” وهو ينظر له أثناء القول :
– ألمانيا ! وكلكوا سايبين كل حاجة وجايين هنا معايا
– ياخالي انت أهم من أي حاجة
– لأ

قالها بتعند، ثم تابع :
– أنت مكانك مش هنا، مكانك هناك في الشركة.. بدالـي

تفهم “أنس” لما يرمي إليه، فرغب بأن يطمئنهُ :
– أنا مجهز كل حاجة ياخالي متقلقش، حقك هيرجع تالت متلت

عادت “حور” تحمل زجاجة المياه المغلفة وكوبين فارغين.. ولجت عليهم لتلاحظ تحدثهم بسرية تامة، مما جعلها تتشكك في الأمر ولكنها لم تُظهر ذلك :
– جبتلك ميا ياقاسم

دلفت الممرضة الألمانية ذات الرداء الرسمي القصير.. وعلى محياها ابتسامة سعيدة وهي تقول :
– همد الله ألا السلامة ( حمدالله على السلامة)

ثم اقتربت من الفراش لتقوم برفع مستواه قليلًا، ومن ثم حاولت مساعدة “قاسم” ليعتدل على وسادتهُ.. ولكنها جابهت غيرة “حور” التي صاحت فيها لتبتعد :
– خلاص أنا هتصرف في الباقي

فـ ابتعدت الممرضة تلقائيًا غير عابئة بأسلوب “حور” معها.. ثم تحركت للخارج لينفجر “عصام” ضاحكًا وهو يقول :
– هو انتي لسه شوفتي حاجة ياطنط؟

امتعض وجهها وهي تسكب المياه لتسقيهِ، حينما كان “قاسم” ينظر بإتجاه “أنس” قبيل أن يردف :
– أعمل اللي قولتلك عليه ياأنس، حالًا
– حاضر

شملتهم “حور” بغرابة قبل أن تتسائل :
– في إيه ياقاسم؟

فأجاب بإقتضاب :
– شغل ياحور، شغل

خرج “أنس” ومن خلفهُ “عصام”، ليسأله بفضول :
– في إيه ياأنس، رايح فين؟
– هحجز أول طيارة رايحة مصر، لازم أرجع بأسرع وقت

استوقفهُ” عصام” ونظر متعمقًا في عينيه قبل أن يخمن :
– حاجة تخص اليهود الـ **** دول!

فأومأ “أنس” رأسه بالإيجاب و :
– بالظبط، الحوار دا لازم نخلص منهُ للأبد

لم تتركهُ “ياسمين” بإلحاحها المستمر منذ أن علمت بإنهُ سيستعد للسفر، أقامت المأتم وكأنها فقدت غاليًا عليها.. وأصرت بإلحاح شديد على مرافقتهُ مُدعيه إنها تلتزم بدراستها الجامعية، كان إقناعهُ أمرًا في غاية الصعوبة، ولكنها فعلت أخيرًا وتم الحجز لها لمغادرة ألمانيا.
وفي هذا الصباح الذي قررت فيهِ العودة للوطن، زارت والدها أولًا.. كانت غافيًا عقب عناء الليل بطولهُ من الألم، اسندت رأسها الخفيفة على صدرهُ.. وقالت بصوت منخفض :

– مكنتش أعرف إنك حيـاه كاملة بالنسبالي مش مجرد أب، لو كان جرالك حاجة كنت هموت بعديك.. سامحـني يابابا

لم تكن تتوقع تفاعل “قاسم” معها، حيث انغرزت أصابعهُ بين خصلاتها المتمردة ليتنعش جسمها فجأة وهي ترفع رأسها نحوهُ :
– انت صاحي يابابا؟

لاحظ على الفور شعرها الذي أقتُص، فقطب جبينهُ وهو يقول :
– ليه عملتي كدا؟

ذمّت شفتيها بتحرج وردت بـ :
– من غير سبب، المهم انت دلوقتي

شملتهُ بنظرة خاطفة قبل أن تتابع :
– حاسس بتحسن؟
– الحمد لله

أسبلت جفونها بخجل منهُ وسألت :
– لسه زعلان مني!

فتح ذراعهُ لها ليندفن جسدها النحيف بين أحضانهُ، ثم قبّل رأسها قبيل أن يقول :
– أنا كنت زعلان عشانك أكتر ما زعلان منك، بس عزائي الوحيد إني عملت كدا عشان مصلحتك ياياسمين
– عارفه

اشتاق لهذا الصغير المشاغب، وتلقائيًا ابتسم وهو يقول :
– أنا مشوفتش آسر، هو مش معاكو

ابتعدت “ياسمين” عنهُ ثم قالت :
– هييجي بالليل مع عصام وأفنان

ثم نظرت في ساعة يدها وتوترت قليلًا قبل أن تقول :
– أنا هشوف وماما قبل ماامشي، عايز مني حاجة

نظرات أبوية عاطفية قبل أن ينطق بصوت متحشرج :
– لأ مش عايز

……………………..……………………..……………..

أمر إقناع “حور” بسفر “ياسمين” بدون علم والدها كان أمرًا جمّ صعب، ولكنهُ تم بالفعل.. لم يرتاح أحد لهذه الفكرة ، ولكنها تمت بالفعل.
حطت الطائرة على أرض مطار القاهرة الدولي في تمام الساعة العاشرة صباحًا.. حيث استمتعت “ياسمين” برحلتها معهُ رغم جفاف الأجواء گعادتها، ولكنها اكتفت بوجودهما سويًا.. وكأنها تعيش لحظات رومانسية بالرغم من هذه الظروف العصيبة التي تمر بها العائلة، تأمل “أنس” إنشراح صدرها وابتسامة وجهها وهو يتسائل :
– انتي كويسة ياياسمين؟

هزت رأسها بسعادة ووضعت كفها على كفهُ الذي يمسك بالمقود وقالت :
– كويسة جدًا، بابا بقى كويس، وانت معايا.. مش عايزة حاجة تانية

أجبرتهُ بلطافتها أن يمسك كفها ويُقبلهُ قُبلة هامشية جعلتها تشعر بأنوثتها معهُ أخيرًا.. ابتهجت أكثر وأكثر وهي تتشبث بأصابعهُ، حتى فاجئها بـ :
– وصلنا، يلا انزلي وانا هجيب الشنط واحصلك

ترجلت عن السيارة وسارت لداخل المنزل ومنهُ إلى غرفتها.. في حين ترك هو الحقائب وغادر على عجلة من أمرهُ قبل حتى أن يخبرها..
لم يعلم أحدًا برجوعهُ لمصر سوى “رائف” الذي كان في انتظارهُ على أحر من الجمر عقب زيارات “إستيڨان” الهجومية على الشركة..
وما لبث أن دخل غرفة مكتب “قاسم” حتى علم بوجود هذا اليهودي في صرح الشركة بالأسفل ويستأذنون “أنس” بالدخول له..
جلس واثقًا بنفسهُ، محتل حضن المقعد بإرتياح شديد.. يحسب الوقت حتى يلقاه، يتخيل إنهُ سينفجر ضاحكًا ما أن تقع عيناه عليهِ، ولكنهُ يكبح هذه الرغبة.. انفتح الباب، وتأهبت عيناه لرؤيتهُ.. حتى وجد وجهًا ساخطًا وكأن غضب اللّه عليه، احمرت بشرتهُ البيضاء ليظهر شيب لحيتهُ أكثر.. وتقدم منهم بخطى ثابتة حتى أصبح قبالتهم و :

– أنتظرت عودتك لمصر طويلًا، أتمنى أن يكون الوضع جيدًا للبدء في العمل

مط “أنس” شفتيه للأمام وهو يسأل بفتور :
– عمل! عمـل إيه؟ إحنا مفيش بينا عمل

اشتط “إستيڨان” بوضوح وهو ينطق :
– ماذا تقصد؟
– أقصد غيرت رأيي، مفيش مشروع ومفيش شغل ومفيش شراكة.. بـح، يعني خلصت

فـ صاح “إستيڨان” صياحًا مدويًا :
– إذًا انت الفاعل، انتم سارقي العقود

ابتسم بسخافة وهو يرد عليه :
– آه أنا

رفع سبابتهُ يتوعده بقولهُ وقد صدقت عيناه الوعيد :
– سأنال منك، سأنال منك نيلًا رخيصًا أيها المصري الأحمق

ثم سار للخلف ومازال يهذي بـ :
– سأقضي عليك لتأتي حيث عُقر داري ترجوني أن أكون شريكًا لك.. وسترى

لم تكن تهديدات عادية.. بل إنها زحزحتهُ عن ثقتهُ بنفسهُ وجعلتهُ يرتاب ، ليس لحالهُ.. بل لإنهُ صحب معهُ “ياسمين” ولم يتركها بجوار والديها، استخدم “أنس” هاتفهُ بعجلة من أمره ليحدثها.. فآتاه ردها :

– انت فين ياأنس بكلمك من بدري؟
– جهزي نفسك ومتفضيش الشنط، هعدي عشان أخدك على المزرعة
……………………..……………………..……………

 

error: