رواية عهد جديد للكاتبة ياسمين عادل

^^ عهد جديد ^^

(( الفصل الثاني والثلاثين ))

وفي نهاية المطاف.. أدرك أن ليس لها ملجئًا سوى منزل جدتهُ المتوفاة “وجيدة” ، قاد سيارتهُ نحوها حتى وصل أسفل العقار.. ترجل أولًا وراح يساعدها في الهبوط عن مقعدها، ولكنها قالت بإعياء شديد :

  • مش قادرة أحط رجلي على الأرض ياأنس، مش قادرة

أسرع بحملها بين ذراعيهِ برفق وحرص شديدين، ثم صفع باب السيارة بقدمهُ وانتقل للداخل.. صعد الدرج حتى الطابق الأول، تركها تقف لحظات حتى فتح الباب.. ثم عاد يحملها للداخل من جديد، وضعها على فراش جدتهُ لتسترخي بالكامل، ثم خرج ليجدهم واقفين أمام المنزل، فدعاهم للدخول و :
– تعالى ياسراج انت واللي معاك

دخلوا بهدوء وأغلق أخر فرد منهم الباب.. وجلسوا على الأرائك والمقاعد لحين انتهاء “أنس” من مكالمتهُ :

  • أيوة يارائف، أنا في بيت نينة.. تعالى على هناك وهات اللي طلبتهُ معاك، سلام

بادر “سراج” بسؤالهُ :
– هتعمل إيه دلوقتي؟ هترجعها برا مصر تاني

فرك ذقنه بتحير وهو يجيب :
– مينفعش، مفيش وقت قدامي ولا هقدر اسيبها تروح لوحدها

فكان الحل الوحيد في نظرهُ :
– هاتها عندنا، القرية كلها هتشيلها فوق راسها

تلاشت علامات الإستفهام عن وجههُ وحلّ محلها الوجوم وهو ينطق مستنكرًا :
– عندكوا ؟!

لم يكترث “سراج” بتلميحاتهُ، وأكد على رأيهُ :
– آه عندنا، إحنا أئمن مكان ممكن تسيبها فيه.. مش عشان عندنا رجالتنا بس، عشان كمان احنا بعيد عن العين

فكان جوابهُ قاطعًا :
– مقدرش اسيبها في مكان أنا مش فيه
– بلاش، هسيبلك اتنين يقفوا هنا قدام الباب من برا يحرسوها لحد ما تتمم مهمتك مع الـ *****

فكر لحظات ثم قال :
– الأفضل منلفتش النظر..هسيب اتنين حوالين البيت من برا، أنا بشكرك على وقفتك معايا النهاردة

ابتسم “سراج” إبتسامة مجرد أن ظهرت على ثغره.. ثم قال:
– دا واجب يابن الأصول.. والحمد لله إنها رجعت حضنكم من تاني

وقف “سراج” عن جلستهُ ليقف تابعيهِ أيضًا.. ثم ردد :
– أستأذن انا

تعجل “أنس” بالوقوف و :
– تستأذن إيه دا الأكل جاي في الطريق
– أعذرنا عندنا سكة سفر طويلة

تشدد “أنس” على رأيهُ و :
– لأ مينفعش، بعد الأكل تسافروا براحتكم

ولكنهُ واجه تمسكًا بالرأي من قبلهُ أيضًا :
– معلش سامحنا، مرة تانية.. ولو في حاجة تانية إحنا في الخدمة .. سلام عليكم

صافحهم جميعًا واحدًا تلو الآخر، ثم انصرف الجميع.. ليدخل إليها مسرعًا وقد ظن إنها غاصت بالنوم، ولكنها كانت ممدة لجسدها تبكي بصمت.. لو أنهم انتزعوا قلبهُ من موضعهُ لكان أهون من شعورهُ الآن، تقدم من الفراش وجلس جوارها مباشرة.. مسح على وجهها وهو يسألها بتخوف :
– حصل إيه ياياسمين احكيلي؟!.. حد جه جمبك؟ حد اتعرضلك؟

هزت رأسها بالنفي، اعتدلت في جلستها وتعلقت برقبتهُ.. أحضانهُ مسكنها الآمن الوحيد، ولكنها لم تهدأ، تعالى صوتها بالبكاء وهي تردد :
– كنت خايفة أوي متلحقنيش

ربت على ظهرها كي تهدأ وهو يعتذر منها :
– سامحيني، مكنش لازم تنزلي معايا مصر أنا غلطان.. قوليلي عايزه أعملك فيهم إيه وانا هدفنهم لو دا يريحك

شهقت شهقه تحاول بها استنشاق أنفاسها المضطربة، ثم قالت بصوت منخفض :
– أحضني وانا هبقى كويسة

تلقائيًا شدد ذراعيه عليها لتكون أقرب.. استغرقت وقتًا حتى انتظمت أنفاسها، حتى تذكرت شعورها بالجوع.. عضت على شفتيها وهي تقول :
– أنا جعانة أوي دلوقتي، مفيش حاجة هنا تتاكل

ضغط على فكيهِ وهو يبتعد عنها ليرى وجهها، ثم قال :
– الأكل في الطريق، معلش لو اتأخر شوية

توًا أصدر الجرس رنينهُ.. فنهض وخرج ليفتح الباب، فإذا بـ “رائف” يدلف ويضع الكثير من الحقائب على الطاولة وهو يقول :
– الأكل والعصاير واللبس وكل حاجة هنا، معرفش الهدوم هتيجي على مقاسها ولا لأ.. بس تقريبًا هتيجي

فتح “أنس” حقائب الطعام ليجد ما لذ وطاب من اللحوم والدجاج المشوية بجانب طاقم من المقبلات والسلطات والخبز الطازج.. لحظات وكانت مائدة الطعام جاهزة، تناول حقائب الملابس ودلف إليها.. تركهم حتى ترتدي ثيابًا جديدة وخرج، كان هاتفهُ يصدر إهتزازات متتالية لا تتوقف، وعندما نظر إليه وجد “قاسم” يتصل به، ذمّ شفتيهِ بإنزعاج ثم ناول الهاتف لـ “رائف” و :
– رد على خالي وقوله إني في مشوار يارائف

قطب “رائف” جبينهُ وسأل مندهشًا :
– وانت مش عايز ترد عليهِ ليه؟

تهرب من الإجابة و :
– عشان هروح اغسل وشي قبل ما ناكل

ثم انصرف.. رد “رائف” عليه و :
– أيوة ياقاسم، معاك رائف

لم يندهش “قاسم” من عدم رد “أنس” عليه.. ورغم ذلك تسائل :
– فين أنس يارائف؟

أخفض صوتهُ وهو يجيب :
– تقريبًا كدا أنس محرج منك، سابلي التليفون عشان ارد مكانهُ

فكان سؤاله التالي أكثر لهفة :
– وياسمين، ياسمين فين عايز اسمع صوتها؟
– متقلقش ياقاسم البنت كويسة والله.. هي بس بتغير هدومها و…..

خرجت “ياسمين” بخطوات بطيئة وكأنها تسيير ساقيها عنوة، ليقول “رائف” :
– أهي خلصت، ثواني

وناولها الهاتف وهو يقول :
– قاسم هيتجنن عليكي ياياسمين

اختطفت الهاتف منهُ وحدثتهُ بصوت يكاد يبكي :
– بابا، وحشتني أوي يابابا انت كويس

فكان صوتهُ أكثر لهفة منها :
– انتي اللي كويسة؟ عملوا فيكي إيه ولاد الـ ***** الـ ***** دول
– متقلقش يابابا أنا كويسة، بس كنت هموت من الخوف

تراجع “قاسم” عن موقفهُ الحنون وتذكر خطأها بالسفر دون أن تستأذنهُ.. وسرعان ما تبدلت نبرة صوتهُ ليقول بحزم :
– لما اشوفك لينا حساب تاني ياياسمين، كويس إنها عدت المرة دي على خير ثم أغلق الهاتف فجأة وناولهُ لـ “أفنان”.. حيث قالت لهُ :
– عشان خاطري يابابا متزعلش منها، كفاية اليومين اللي غابت فيهم.. أكيد نفسيتها وحشة

أرخى ظهرهُ على الوسادة ثم قال :
– أفنان، عايز أقوم أقف.. شيلي الغطا دا من عليا

كادت “حور” تُسرع بتلبية حاجتهُ، لكنهُ أحرجها بقولهُ :
– قولت أفنـان

رمشت “حور” بإحراج وهي تبتعد، بينما عضتّ “أفنان” على شفتيها بضيق لأجل والدتها.. وشرعت بتنفيذ مطلب والدها، كاد تحرك ساقيهِ.. ولكنهُ منعها من ذلك و :
– لأ ، هقوم لوحدي

كان الأمر شاقًا بالنسبة إليه.. ولكنهُ عاند نفسهُ من جديد، ألقى الحمل على ذراعيهِ معتمدًا عليهما كي ينهض عن الفراش، وبالفعل نجح ووقف متصلبًا.. ناولتهُ “أفنان” عكاز طبي يستند عليهِ، فتناولهُ منها وسار متأدًا.. خطوة واحدة خلال خمسين ثانية تقريبًا، ثم خطوة ثانية خلال أربعين ثانية.. واستمر على هذا المنوال حتى وصل للنافذة، أزاح الستائر القاتمة لتتبين لهُ ملامح العاصمة الألمانية برلين.. فتح الزجاح، ووقف يستنشق هواءًا جديدًا.. في هذه اللحظة ولج الطبيب المختص بمتابعتهُ، ليجد هذا المشهد.. ابتسم بتفاخر وهو يردد :

-Congratulations, stay a little and get back to Cairo soon
( مبروك ، تبقى القليل وستعود للقاهرة في أقرب وقت)

فقال بإقتضاب :
– Thank you ( شكرًا لك )
-The nurse will come to accompany you to a physiotherapy session
( ستأتي الممرضة كي ترافقك لعمل جلسة العلاج الطبيعي)
– I want to continue treatment in Egypt
( أنا أرغب في متابعة العلاج بمصر)

تقوست شفتي “هيكتور” قبل أن يردد :
– I will introduce the order to my medical team and you will be considered in your health condition .. Can you go back now or wait for some time
( سوف أعرض الأمر على فريقي الطبي وسيتم النظر في حالتك الصحية.. هل يمكن العودة حاليًا أم تنتظر لبعض الوقت)

ثم استأذنهم و :
– Excuse me ( عن أذنكم )

ترغب بشدة في معانقتهُ، مشاركتهُ أولى لحظات عودتهُ سالمًا.. ولكنهُ سلبها حتى حق التحدث إليه، أشارت بعينيها لـ “أفنان” كي تتركهم بمفردهم.. وبالفعل استجابت لرغبتها..
اقتربت “حور” بخطوات حسيسة حتى أصبحت بالقرب منهُ، ثم وضعت كفها على ساعدهُ وقالت :
– كفاية كدا ياقاسم و……

قاطعها بتصرفهُ.. حيث ابتعد خطوة للخلف وحرك ذراعهُ ليكون بعيدًا عنها، رمقها بنظرات مزدرية قبل أن يهتف :
– أبعدي عني، أنا عارف مصلحتي فين

تألم قلبها لجفاء معاملتهُ، شعرت بأن كل ما عاشتهُ من قهر وحزن لغيابهُ ذهب هباءًا.. هي لم تخطئ لهذا الحد، ولكن بمنظورهُ ليس هناك أقوى من كذبها عليهِ.. تراجعت للخلف واختارت أن لا تتفاعل معهُ حاليًا علهُ يهدأ.

خرجت “أفنان” من غرفة والدها لتجد “عصام” يقف برفقة تلك الألمانية الجميلة.. ذات الجسد النحيف المتناسق، ضاقت نظراتها وهي ترمقهم بغرابة.. وآكلها فضولها لتتعرف على ماهية الحديث الذي يتحدثان عنهُ، ولكنها لم تلتقط سوى صوت ضحكة منها جعلت نيران الغيرة تتأجج بداخلها أكثر.. وفجأة تركتهُ الفتاة وعبرت بمحاذاه منها كي تدخل لغرفة “قاسم”.. واقترب هو منها يسألها :
– عمي عامل إيه بعد خبر رجوع ياسمين؟

فأجابت بإقتضاب وهي تبعد ناظريها عنه :
– كويس
– طيب، أنا مسيبتش آسر غير لما نام خالص.. بس لازم ارجعك الفندق دلوقتي عشان لو صحي ملقاش حد هيخاف

لاحظ إنها لا تنظر لهُ أثناء الحديث گعادتها.. فقطب جبينه بإستغراب وسألها :
– مالك؟
– ماليش

ثم تجاوزتهُ كي تنصرف، ولكنهُ استوقفها وسألها بجدية :
– أفنان، مبحبش التقلبات المزاجية دي.. قولي مالك على طول!

عقدت ذراعيها أمام صدرها و :
– قولت مفيش، روح كمل كلام وهزار مع الممرضة الألمانية.. أكيد وحشتك البنات الألمان

قهقه بصوت مرتفع فور علمهُ بغيرتها عليهُ.. وارتفعت ضحكتهُ أكثر وأكثر حتى أصابها بالغيظ منهُ، انتظرت حتى أنهى نوبة طويلة من الضحك، ثم قالت :
– خلصت ضحك!

حمحم وقال :
– آه
– عن أذنك

ثم سارت بمفردها، تخيلت أن يتعرض لطريقها ولا يتركها.. ولكنهُ سار من خلفها بدون أن يتحدث، مما جعلها تحنق عليه أكثر، حتى أتم مهمة توصيلها بنجاح.

……………………………………………………………
تقريبًا لم يبقى شيئًا من الطعام.. التهمت ما أمامها بشراهة لم يراها عليها من قبل، ثم أفرغت كأس مشروبها وأراحت ظهرها للخلف وهي تقول :
– الحـمد للّه

كانت عيناه عالقة بها، يراقب كيف تأكل وكيف تبتلع الطعام.. حتى انتبهت إنهُ لم يتناول شيئًا قطّ، فسألته :
– أنت مش بتاكل ليه ياأنس؟

نظر للأطباق الفارغة فنظرت هي الأخرى، قضمت شفتيها بحرج ورددت :
– أنا أسفه كنت جعانة جدًا

أمسك بكفها وابتسم لها بوداعة وهو يقول :
– بألف هنا يابرنسيس

أملى عيناه برؤيتها ثم قال بصدق :
– وحــشتيني ياياسمين

ارتفع حاجبيها بإندهاش ولم تعقب.. بينما تابع وهو يطبق أصابعهُ على يدها :
– مكنتش اعرف إنك غالية عندي أوي كدا غير لما حسيت إني هفقدك، عارفه ليـه؟

بديهيًا سألتهُ :
– ليه؟

فقال والحُب يُزين لمعان عيناه :
– عشان بـحـبك

أخــيـرًا قالـها، تناست الألم الجسدي والنفسي.. تناست كل ما مرّ عليها من ذعر وهواجس مخيفة بالأيام الماضية، وبقيت في هذه اللحظة فقط.. مع هذا الإعتراف الذي انتظرتهُ طويلًا ولكنهُ أتى في موعد لم تحسبهُ أبدًا.. ارتفع منسوب الأدرينالين في دمائها، وقفزت من مجلسها لتحتضنهُ بسعادة لم تشعر بها قط من قبل.. زفرت زفيرًا عميقًا أعقبتهُ بـ :
– وانا بــحــبـك أوي

……………………………………………………………

لم يبقى سوى مهمة وحيدة، وقد جاء موعدها.. انتظر “أنس” حتى الصباح الباكر، ثم تركها غافية وأغلق الباب وأوصدهُ عليها.. كما ترك حراسة كافية حول المنزل بشكل عشوائي غير مثير للإنتباه.

وضع “أنس” حقيبة جلدية على المنضدة وهو يقول :
– دول ٢٠٠ ألف جنية، المبلغ اللي وعدتكم بيه

جلس قبالتهم وتابع :
– ودلوقتي هتتصل بالراجل اللي بتتواصلوا معاه وتقول اللي اتفقنا عليه
– أمرك

قام الخاطف الفعلي بالإتصال على الرقم الذي يتواصل معهُ دائمًا “سائق إستيڨان”، وتصنع لهجة مرتبكة متوترة وهو يقول :
– الحقنا يابيه، في ناس هجموا علينا ومعاهم سلاح.. واحنا يدوب خدنا البت وروحنا بيها مكان تاني

انتظر حتى آتاه الرد، ثم قال :
– يعني إيه، مش هتيجوا تستلموا البت دي ؟ دي شكلها بتطلع في الروح وهنروح في داهية كلنا

أغلق الطرف الثاني الهاتف فجأة، فنظر الخاطف لهاتفهُ بإستغراب و :
– قفل التليفون في وشي يابيه

فكر “أنس” قليلًا، ثم خمن :
– يمكن هيبلغ إستيڨان عشان يديلهُ الأوامر

رن هاتف “أنس” برقم مميز غير معروف، أجاب عليه و :
– ألو
– مش قولنا لسيادتك متتصرفش قبل ما ترجع لينا

أدرك إنهُ أخطأ خطئًا جسيمًا.. خاصة بعدم إطلاع جهة المخابرات بإستعادته “ياسمين” بهذا الشكل الغير قانوني.. ولكنهُ لم يطيق صبرًا، فبرر قائلًا :
– أنا كنت عايز أساعد حضراتكم.. سيبولي شوية وقت وانا هسلمكم الناس دي بنفسي

فكان الجواب رسمي.. صريح.. وواضح :
– دا مش إختصاصك، أنت هتقولينا كُل التفاصيل اللي كونتها والطريقة اللي وصلت ليهم بيها.. وتنسحب من الموضوع دا فورًا، حفاظًا على سلامتك

اضطر “أنس” للخضوع إليهم، فهذه ليست بسلطة هينة يجوز
إعتراض أوامرها، زفر بإحتقان وهو يردد :
– حاضر يافندم

أغلق الهاتف ثم وجه ناظريهِ لـ أولئك البغضاء وقال على غير رضى :
– خليكم في مكانكم ولو حد كلمكم بلغوني، وانا هبلغكم بالخطوة الجاية

ثم غادر هذا المنزل القديم.. استقل سيارتهُ، ثم استخدم هاتفهُ للإتصال و :
– أيوة يافندم، أنا هقولك على مكان الناس اللي كانوا خاطفينها، والفندق اللي مقيم فيه إستيڨان وزوجتهُ

…………………………………………………………..

مـرّ أسبوعًا على هذا الحادث.. ومازال “آنس” هاربًا من مواجهة “قاسم”، لا يرد على إتصالاتهُ.. يأبى التحدث إليه.. كيف يواجههُ وهو من افتعل أمرًا بدون توجيه منهُ وقام بالإخفاء عنهُ أيضًا، هو من تسبب في اختطاف أميرتهُ الصغيرة..
انهمك في الأعمال، واهتم بترميم المصنع الذي راح ضحية إنتقام عنصري أحمق وتسبب في خسارة الملايين، وأشغل وقتهُ بإثبات وجودهُ وبدء مشروعات جديدة كان قد تم التصديق عليها من قبل “قاسم”.. هو لم ينجز الكثير ولكنهُ ترك بصمتهُ.

هُنا.. في غرفة الإجتماعات، عقب إنتهاء إجتماع هيئة الشئون الإدارية لمناقشة بعض التفاصيل المهمة.. جلس” أنس” أمام جهاز الحاسوب يتفقد بعض الرسائل الإلكترونية الهامة، حينما انفتح الباب.. ليظهر منهُ “عصام” وهو يصيح :
– surprise ( مفاجأة)

التفت “أنس” أثر صوتهُ.. وانتفض بالقيام وقد اتسع مبسمة بإبتسامة مسرورة :
– عـصام! أنت جيت مـصر أمتى.. وازاي تسيب الجماعة هناك لوحدهم!

عانقهُ عناقًا مشتاقًا وهو يربت بعنف على ظهرهُ، ثم قال وهو يبتعد عنهُ :
– بصراحة مش انا المفاجأة

سحبهُ حيث الباب، ليجد “قاسم” يقترب منهُ متكئًا على عكازهُ يسير ببطء تجاههُ، ابتلع ريقهُ مصدومًا وهو يقول :

  • خــــــالــي!! …………………………
    ………………………………………………………

 

 

error: