رواية عهد جديد للكاتبة ياسمين عادل

^^ عـهد جديد ^^

(( الفصل الرابع والعشرين ))

ياللـهول، لا يستجيب حتى لهذا الجهاز الكهربي الصاعق، حالة من الفوضى اللاشعورية نشبت في غرفة العناية المركزة وهم يجاهدون لئلا يفقدون المريض.. بينما ساقي “حور” لم تعد تحملاها وفي أول فرصة لها ستسقط فاقدة وعيها، صرخت وهي تناديهِ وتستغيث، ترجوه ليبقى.. ليعيش، فهو رجائها من الدنيا، حاولن الممرضات أن يبعدن بها عن هذا المحيط لعدم إحداث ضجيج أكثر من ذلك، ولكنها لم تستسلم وأزمعت على الإستقرار أمام زجاج الغرفة .. حتى بدأ النبض يعود لطبيعتهُ شيئًا فشيئًا، گالذي عاد للحياه مرة أخرى عقب أن كان على شفى حفرة من الموت.. تنفس الطبيب بأريحية أخيرًا وهو يقول :

  • هاتي حُقنة ****** بسرعة

قامت بتحضير إبرة طبية عبارة عن مزج أكثر من نوع محلول سويًا.. ثم ناولتهُ إياها ليضخها في المحاليل المعلقة بجوار الفراش، كي تتسرب عبر الأنبوب لأوردتهُ مباشرة..
وبدأ الجميع بالخروج واحدًا يليهِ الآخر، حتى خرج الطبيب ليرى حالة “حور” المنهارة :
– الحمدلله لحقناه في آخر وقت

ترنحت بجسدها عقب عبارتهُ وكادت تسقط أرضًا عقب أن ارتاح قلبها عليهِ، ولكنهُ أمسك بها سريعًا وصاح على إحداهن لتلحق بها :
– تعالي بسرعة يا nurse

أمسكت بها الممرضة بينما قال الطبيب :
– خديها الطوارئ بسرعة خليهم يشوفوا ضغطها ويشربوها حاجة أحسن تهبط مننا

…………………………………………………………..

اقتحمت “ياسمين” حجرتهُ فجأة لتصرخ فيه بلا هوادة :
– بابا جراله إيه ياأنس ، مخبي إيه عني

تلك الصدمة الثانية التي تلقاها بيوم واحد.. فاجعة جديدة حلّت على رأس عائلتهُ، فقد جدتهُ العجوز التي كانت تعاني من المرض وقد وافتها المنية منذ قليل.. ولم يبقى لهُ من عائلة والدهُ سوى إبن العم الذي وطأ مصر قريبًا..
لم تشعر “ياسمين” بسوء حالتهُ، بل إنها تمادت وهي تسأل بفزع :
– بابا فـــين؟

فأجاب بخفوت شديد :
– في مستشفى (….)

ركضت للخارج بخطى متعثرة كادت تسقطها.. فلحق بها وهو يقول :
– رايحة فين، أســـتني ياياســمين

عاد لحجرتهُ ليسحب سترتهُ وبطاقة إئتمانهُ ثم راح يخرج بسرعة البرق ليلحق بها.. وإذ بها تخرج بسيارتها الخاصة التي ابتاعها لها والدها گهدية من البوابة معتقدة إنها ستفلح بالقيادة الإحترافية عقب بضع دروس تعلمتها من “أنس” ومن سائق العائلة.. شهق “أنس” مفزوعًا وهو ينادي عليها :
– ياســـمين ، أنتي لسه مش بتعرفي تـسوقي.. استني

ولكنها مرقت گالريح بسرعة.. فأستقل سيارتهُ ليتعقبها مسرعًا ، عسى أن يلحق بالأمر قبيل تفاقمهُ.. اتصل بهاتفها لأكثر من مرة، ولكنها لا تجيب، فتقدم بسيارتهُ ليكون موازيًا لها گقضبان القطار وصاح فيها وهو يشير لها لتتوقف :
– أقفـي على جنب وانا هاخدك عندهُ، أقفي ياياســــمين

دقق في كيفية قيادتها للسيارة، فلاحظ إنها تُهدئ تارة وتسرع تارة أخرى.. تتمايل تارة وتنحني للجانب الآخر تارة أخرى، حتى جعلت السيارات التي تخلفها تصدر أبواقًا مزعجة للفت إنتباهها ولكنها لا تشعر، فقط تبكي بمرارة شديدة.. ولم تستمع حتى لصرخاتهُ :

  • طب هدي الســرعة وحاســبي الطريق، حـاسبي

تفقد الطريق من الخلف وتابع :
– ياسمين تعالي يمين طيب، أمــشي على جنب أبوس إيدك.. ياســـمين

وفجأة أسرعت لتكون في مقدمتهُ ليعجز عن السير في موازتها.. لا تدري كيف فعلت، ولكنها انحنت فجأة لتصطدم بالرصيف المرتفع وتنقلب السيارة على جانبها و :

  • حـــاســــبي!

هدأ سرعتهُ حتى توقف، وترجل مهرولًا.. وقد بدأت الجموع تتكون حول السيارة التي تقودها هذه الفتاه الصغيرة، شق طريقهم وهو يصرخ فيهم :
– وســعوا

بقى سقف السيارة على الأرضية وهي ملقاه بداخلها وقد فقدت وعيها جراء إنقلاب السيارة.. تجمع الناس لفتح الباب حتى فتحها أحدهم، وأسرع “أنس” بإجتذابها من الداخل بصعوبة شديدة ولكنهُ فعلها في النهاية.. حملها نحو سيارتهُ راكضًا وقد فتح أحدهم الباب لهُ ليضعها بالخلف، ثم ترك كل شئ وسار بها بأقصى سرعة نحو المشفى التي يرقد فيها والدها.

أنهت “حور” المحلول الذي تم توصيلهُ بوريدها، ومن ثم استطاعت تنهض وقد اكتسبت بعض الطاقة للتحرك عقب أن فقدت قواها كاملة.. مضت لتخرج من قسم الطوارئ بنفس الآن الذي كان فيه “أنس” يحاول الوصول بها وهو يحملها للقسم، شهقت بتخوف وهي تدنو منهُ وتسأل بفزع :

  • ياسمين مالها ياأنس، إيه اللي حصلها

لم يجيبها كي لا تفزع أكثر فور علمها بأنها تعرضت لحادث سير نتيجة تهورها.. ألتقطها منهُ الأطباء وبدأ فحصها، رفض بتاتًا تركها والخروج؛ بل ظل واقفًا يتابع الكشف الدقيق عليها.. حينما كانت “حور” تلح عليهِ في السؤال :

  • رد عليا ياأنس؟

زفر زفيرًا محتقنًا وقد نفذ صبرهُ وهو يرد بـ :
– لما عرفت جريت ركبت عربيتها وخرجت بيها عشان تيجي هنا، وعملت حادثة في الطريق بس هي كويسة متقلقيش

انتبه لـ خالهُ وسرعان ما قال :
– خالي عامل إيه؟

خفق قلبها ولمعت عيناها عقب ذكر أسمهُ، ثم أجابت بصوت ضعيف تملكهُ الحزن :
– كان هيموت لولا الدكاترة اتدخلوا والحمد لله

اقترب الطبيب منهما ليقول :
– مفيش حاجه تقلق ياجماعة، شوية كدمات وخدوش بسيطة وهتتعالج حالًا.. دقايق وتقدروا تاخدوها وتمشوا

أسبل “أنس” جفونهُ حين تذكر وفاة جدتهُ العجوز البالغة من عمرها ثلاثة وثمانون عامًا.. غادرت الدنيا في وقت حرج للغاية، توقيتًا كان عليهِ أن يهتم بمن الغادر الذي فعل بهم ذلك.. بدأت “ياسمين” تستفيق وتشعر بما حولها، ارتكزت
أنظارها على السقف قليلًا حتى أدركت حجم الكارثة.. وعلى حين غرة هبت من مكانها وهي تصرخ :
– بــابــا!

دنى منها “أنس” وضغط على كتفيها برفق وهو ينطق بـ :
– أهدي، خالي كويس

فسألها الطبيب :
– حاسه بإيه ياآنسه، في اي آلام في مكان معين في الجسم

استشعرت آلامًا عظيمة في مختلف أنحاء جسدها وكأنها تلقت ضربًا مبرحًا للتو.. ولكنها أنكرت ذلك و :
– أنا كويسة، وديني عند بابا ياأنس

ووقفت وهي تتغلب على آلام قدميها.. استندت عليه وسارت خطوتين بتعرج، فـ استوقفها الطبيب قائلًا :
– طب استني نربطلك رجلك برباط ضاغط، أكيد فيها التواء
– لأ مش عايزة

أجبرها “أنس” على الجلوس أعلى الفراش مرة أخرى وحدث الطبيب بـ :
– شوف رجليها من فضلك

لمح هذا التورم المُحمر في جبهتها، فأشار نحوهُ وقال :
– وياريت تشوف دماغها بالمرة

التفت “أنس” ينظر لـ “حور” فلم يجدها.. علم على الفور إنها عادت لـ “قاسم” من جديد، ثقلت رأسهُ وكأنها حجرًا ثقيلًا على جسدهُ.. ولكنهُ لم يبالي وأظهر الثبات والجمود.

كانت الممرضة تخرج من غرفتهُ وهي ترتدي ثيابها المعقمة، استوقفتها “حور” وهي تتوسلها أن تساعدها بالدخول إليه و :
– دخليني خمس دقايق بس أرجوكي

ضمت الممرضة شفتيها وهي تردد :
– يامدام ممنوع، انتي كدا هتعمليلي مشكلة
– متقلقيش خمس دقايق بس والله

نظرت الممرضة حولها وهي تراقب الردهة، ثم رددت :
– طب تعالي معايا

سارت معها لترتدي ثوبًا معقمًا وغطاء للرأس والقدمين حتى تتمكن من الدخول الآمن إليه.. فتحت لها الباب وتركتها تنفرد بهِ دقائق معدودة، اقتربت “حور” منهُ قليلًا لتتبين لها ملامح الأعياء الظاهرة على وجههُ، وبشرتهُ الشاحبة.. وتكوين طبقة من الهالات السوداء أسفل عينيهِ، ارتجفت أوصالها وعادت خطوتين للوراء وهي تكتم صوت بكائها الذي انفجر في لحظة واحدة حينما رأتهُ.. شهقت بصوت مكتوم، وغالبت دموعها وهي تتقدم منهُ ثانية، لمست بشرتهُ بأطراف أناملها.. فإذ بها باردة گالثلج مما جعلها تقشعر على الفور وتسحب كفها فجأة.. مسحت على أناملهُ وهي مستمرة في بكائها الذي لم يتوقف منذ دخولها لهذا المكان.. انحنت بجسدها عليه، لتُقبل كفهِ الملثم بشريط اللاصق الطبي لتغطية الأبرة الطبية التي توصل لهُ المحاليل.. ثم اعتدلت وجلست بوضع القرفصاء وهي تتحدث إليهِ :
– لو هتمشي خدني معاك ياقاسم

نزحت دموعها التي أغرقت كفها وتابعت بصوت خالجهُ النشيج :
– أنا مش هقدر أعيش وانت مش معايا.. خليك عشان خاطري

لوحت لها الممرضة من الخارج وهي تهمس بـ :
– يلا يامدام الله يخليكي

وقفت عن جلستها، حضنت وجههُ بكفيها وانحنت لتضع قُبلة طويلة على ناصيتهُ، ثم همست بجوار أذنيهِ :
– أنا هرجعلك تاني

ثم ابتعدت رغمًا عنها لولا رغبتها الجامحة في مرافقتهُ وعدم المغادرة، وبرحت الغرفة وعيناها عالقتين عليهِ.. حتى وجدت “ياسمين، أنس” يقتربون منها، وقفت “ياسمين” أمام الحائل الزجاجي لرؤيتهُ.. لم تكن تتخيل إنها ستراه بهذه الحالة أبدًا، حبست صوتها وهي تتطلع لهُ وهتفت :
– هو دا اللي بتقولي عليه بقى كويس ياأنس ؟
– وطي صوتك ياياسمين

نظرت لـ “حور” وهي تشحذها قائلة :
– ماما خليهم يدخلوني عندهُ، هشوفهُ واخرج على طول
– ممنوع ياياسمين، أنا دخلت بالعافية دقيقتين

عادت تنظر إليه والدموع تنسدل من طرفيها وهي تقول :
– إزاي يحصلهُ كدا؟ مين عمل كدا؟

أضاء عقل “حور” للحظة وسألت هي الأخرى :
– مين ياأنس؟

أطرق رأسهُ بخزي منهما وقال :
– لسه مفيش خبر، حتى اللي عمل كدا منعرفهوش

ابتعد عنهما قليلًا وقال :
– أنا هعدي على الحسابات وارجع تاني

ومضى بعيدًا عنهم، ماذا إن اكتشفن إنهُ كان فداءًا لهُ، سيكرهونهُ لا محاله إن أصابهُ مكروه.. لا يستطيع حتى الإعتراف لحالهُ بهذه الحقيقة المُره، إنه لا يستحق كُل هذا التكريم منهُ.. هل لو انقلبت الآيه كان افتداه بحياتهُ دون أدنى تفكير!؟
ما هذا الحُب الذي يدفعهُ لذلك؟
هذا إثبات إنهُ كان صادقًا عندما قال لهُ ” إبني”.

……………………………………………………………

  • إنك أخــرق، حيوان يعيش وسط عالم البشر.. أيها الغبي الأحمق، كيف لك أن تُصيب الشخص الخطأ!؟

قالها “إستيڨان” وهو يوبخ القاتل المأجور الذي كُلف بقتل “أنس”، وما لبث أن أجابهُ حتى قطع” إستيڨان” حديثهُ قائلًا :
– أستعد، إن مات ستلحق بهِ

ثم أغلق الهاتف وقذف بهِ وهو يصيح :
– كُنت سأجلس على طاولة الإجتماع رافع الرأس مستعدًا لمباشرة المشروع إن أصاب هذا اللعين الهدف الصحيح!

دعس سيجارتهُ بالمنفضة وتابع :
– الآن وقد أصيب قاسم وأصبحت حياتهُ ضمن دائرة الخطر.. ماذا سنفعل بدون وجودهُ!

ثم صاح بإنفعال شديد :
– اللـــعنة! كدت أنتصر لولا هذا الخطأ

تركت “زرين” زجاجة طلاء الأظافر من يديها وقالت بلهجة عقلانية :
– لا شئ، سينتقل الإتفاق لـ ولي العهد.. وسيؤمن لك أنس تنفيذ المشروع مقابل حياة عائلة قاسم جميعًا

تفهم مقصدها، وراقت له الفكرة كثيرًا وهو يثني عليها :
– إنكِ رائعة زرين، ولكن ماذا إن كانت رأسهُ متعندة أيضًا؟

نفخت في أصابعها ليجف طلاء أظافرها، ثم ابتسمت بعبث وهي تردد :
– كل شئ لهُ حل ياعزيزي، ولكن دعنا لا نستبق الأحداث

ثم غمزت لهُ وتابعت :
– أنا لجانبك، لا تقلق

استند بظهرهُ للخلف وقد تسللت إليه بعض الراحة عقب اقتراحها بتبديل الدفه إتجاه “أنس”.. فهو الأصغر خبرة مما جعلهُ يعتقد سهولة السيطرة عليهِ، تُرى هل هو مُحق؟

…………………………………………………………

تم إعلان حالة الحداد المُقدم في أفرع شركات آل رسلان وخاصة الفرع الرئيسي، الجميع في حالة صدمة مما حدث.. لم يسمح “رائف” بإضطراب وضع الشركات بل إنهُ قرر سدّ مكانتهُ حتى يعود، كان متيقنًا من عودتهُ رافضًا لهذا الواقع الذي قد يسلبهم إياه بين لحظة وأخرى.. فهو رفيق عمرهُ وليس ربّ عملهُ فقط، في حين لازمت “حور” المشفى ولم تفارقها، هذا اليوم الثاني على التوالي.. لم تحظى حتى بدقائق من النوم، بل ظلت أغلب وقتها أمام غرفتهُ تراقب سكونهُ المريب، فلم يعطي أدنى أشارة منذ أن خرج سالمًا من غرفة العمليات مما أضعف إمكانية وضع إحتمالات لحالتهُ..
وقف “أنس” مستقيمًا أمام هذا اللوح الزجاجي الذي يفصل بينهُ وبين أعز الناس إليهِ، مرتديًا حُله سوداء قاتمة وقميصًا من نفس اللون.. متأهبًا لحضور عزاء الفقيدة “جدتهُ” التي فارقت الحياه، تأمل وجه “قاسم” الذي بدأ يظهر عليه الإعياء أكثر وأكثر، ثم همس :

  • أوعى تكسرني ياخالي، أنت أقوى من كدا.. وانا أضعف من إني أعيش من غيرك

وقفت “أفنان” بجواره تمنع نفسها من البكاء، ثم رددت بنبرة آسفه :
– البقاء لله في جدتك ياأنس، أنا لسه عارفه دلوقتي

فأجاب :
– ونعم بالله

ثم وجه نظراتهُ ناحيتها وتابع :
– أنا لازم أمشي عشان أحضر العزا، هتابع معاكي علي التليفون لو حصل حاجه بلغيني فورًا
– حاضر
– ياسمين فين؟
– ماما أجبرتها تروح عشان آسر، متنساش إنه ميعرفش حاجه وكل شويه يسأل عن بابا وماما

مسح على وجههُ وهو يزفر زفيرًا مختنقًا، ثم قال :
– أنا ماشي

ثم ألقى نظرة أخيرة عليهِ قبل أن يغادر المشفى.

أُقيم عزاء “وجيدة” في إحدى دور المناسبات المتخصصة بإقامة مراسم العزاء.. واصطف الجميع على مقاعدهم في حالة من الحزن والسكون مستمعين لتلاوة القرآن الكريم، حينما كان “أنس” يجلس بالقرب من باب الدخول وبجوارهِ “عصام” الذي كان منهارًا بالفعل، فهي كانت آخر أفراد عائلتهُ، وقد حضر خصيصًا لمصر عقب إلحاح شديد منها.. ولكنهُ لم يكتفي منها أو يقضي الكثير معها، رأسهُ منكسة لأسفل لم يرفعها قط.. غائبًا عن الحضور، فقط جسدهُ معهم، أما “أنس” فقد كانت حالتهُ مزرية.. هل يفكر في الفقيدة التي اختطفها الموت أم خالهُ الذي يكاد يفارق الحياه بشهادة جميع الأطباء الذي باشروا حالتهُ ورجحوا موتهِ خلال أيام قلائل.. وإن نجى سيكون الشلل من نصيبهُ.

(( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )).

استعد الحضور لتقديم العزاء ثم الإنصراف، فنهض “أنس” وتلاه “عصام” لتلقي الواجب أمام باب الدار بنفس مقهورة.. حتى بدأ العدد يقل رويدًا رويدًا، وهنا أصدر هاتف “أنس” رنينًا مهتزًا ليخرجهُ من جيبهُ.. قام برفض المكالمة وتابع تلقي العزاء، حتى لمح طيفًا يقترب من الخارج، فـ التفتت رأسهُ تلقائيًا ليرى ما لم يتوقع رؤيتهُ..
حضور “إستيڨان” بكامل أناقتهُ لتقديم العزاء، مما أوجد الشكوك بداخلهُ وأضاء لهُ هاله من النور عقب عتمة شديدة الظلام.. هنا فقط إستطاع تخمين من الفاعل، ومـاذا سيفـعـل بـهِ.
…………………………………………………………………………………………………………

error: