رواية عهد جديد للكاتبة ياسمين عادل

^^ عـهد جـديـد ^^

(( الفصل الثاني ))

ركضت للخارج مهرولة، ولكنها توقفت فجأة وعادت للداخل مرة أخرى..
وقفت أمام منضدة الزينة تضبط خصلات شعرها الفوضوي.. حيث سبلتهُ للخلف ولملمت تلك القصقوصات القصيرة لتكون خلف أذنيها، نثرت كثيرًا من عطرها الفرنسي الذي أرسلهُ لها خصيصًا..
ثم خرجت لتعدو درجات السلم الرخامية حتى وصلت للأسفل وقلبها يخفق بخفقات عالية، نظرت حولها فلم تجد أيًا منهم ..
اختفت بسمتها عن محياها واتجهت نحو الباب مسرعة لتجد ” أفنان ” تلج منهُ بوجهها العابس، فـ صاحت بها ” ياسمين ” مُعنفة أياها :
– يعني كنتي بتكذبي عليـا؟

تلوت شفتي ” أفنان ” وقالت :
– لأ طبعًا، ياريتني ما طلعت أقولك.. نزلت لقيته مشي

توسطت خصرها بكلتا كفيها، وضاقت عيناها بعبث وكأنها لم تقتنع، فبادرت ” أفنان ” بالقول :
– والله جه وشوفته بعيني

ثم أشارت نحو أقصى اليمين وتابعت :
– حتى الشنط بتاعتهُ أهي هناك

حانت التفاتهُ من رأسها لتقع عيناها على حقائبهُ، فارتفع حاجبيها وهي تنطلق نحوهم بعجالة.. تفحصتهم وفشلت في فتح إحداهن، حيث كان نظام الرقم السري غالب عليهن.. امتعض وجهها وكتفت ساعديها وهي تقول :

  • إزاي ييجي ويخرج من غير ما يشوفني؟ ولا حتى يسأل عني!
    أفنان وهي تحملق بالسقفية :
    -يمكن رايح لبابا الشركة

أخفضت ” أفنان ” بصرها فوجدت ” ياسمين ” استبقتها لأعلى غير عابئة بها.. فقد تغير مزاجها للأسوأ عقب فعلتهُ تلك، جلست على طرف الفراش وأخذت تهز ساقيها بإنفعال تجلى على ملامحها.. تفكر في سبب واضح جعلهُ يتجاهلها بهذا الشكل، فطنت بإنهُ أحب غيرها أو إن ظروف غيابهُ عنها جعلتهُ ينظر لجنس النساء دونها..
فتأجج داخلها بغيظ مستعر، ونهضت لتتوجه نحو خزانتها.. انتقت ما يناسب هذا الصباح الصيفي الحار، وارتدتهُ على عجالة منتوية زيارة صرح والدها العظيم، لمواجهة هذا الـ ” أنــس ”.

…………………………………………………………..

في هذه الساعة الظهرية المتوهجة، وطأ ” أنس ” بقدميه صرح شركات ” آل رسلان ”.. أندهش الجميع لرؤيتهُ عقب فترة غياب طويلة لم يعلم أحدًا سرها، أطل بطلتهُ المهيبة عليهم.. فأثار الأعجاب والإستعجاب.
رمقتهُ إحداهن من رأسهُ وحتى أخمص قدميهِ، ثم ابتسمت بحماسة، وراحت تسرع في خطاها نحو قسم العلاقات العامة الذي تتبع له..
انحنت بجسدها على إحدى المكاتب الخشبية وبدأت تثرثر لتلك الراقدة خلفهُ :

  • بت يانهى، أنس رجع مصر

شهقت ” نهى ” بعدم تصديق، ثم تداركت الأمر في الأخير وهي تنظر لزملائها العاملين في نفس القسم.. وعادت تنظر لصديقتها وهي تقول :
– مين قالك؟
– لسه شيفاه بعيني، كان داخل الأسانسير.. شكله طالع لقاسم باشا

أسبلت ” سامية ” جفونها بهيام ، ثم ابتسمت قبيل أن تردف بـ :
– بس شكلهُ إيـــه!
– ماله ، ما تكلمي على طول ياسامية؟

عضت على شفتيها السُفلى واستطردت :
– أحلو أبن الإيه! شكله أتغير بعد ما ربى دقنهُ.. ياخراشي على حلاوته

لكزتها ” نهى ” بعدوانية وهمست لـ :
– ما تلمي نفسك ياسامية، الله!

كركرت ” سامية ” قبيل أن تتابع :
– خلاص متزعليش أوي كدا، بس قوليلي مش هتفاتحيهِ في موضوع الجواز!؟
نهى وهي ترمش بأهدابها عدة مرات :
– هـه! أفاتحهُ!! على طول كدا من قبل ما يرتاح من السفر
عنفتها سامية قائلة :
– يرتاح إيه! أنتي عايزة واحدة غيرك تلطشهُ.. دا لقطة يابنتي.. وطالما وعدك بالجواز يبقى هينفذ
نهى وهي تستند بمرفقها على سطح المكتب :
– ياريت، دا حلم عـمري كلهُ.
……………………………………………………….

مسافة ساعة على الأغلب، وحضرت نجلة صاحب الشركة ” ياسمين ”.. حتى بدأ الجميع يرتاب من حضورها الغير متوقع وعلى غير العادة..
ومازاد من حيرة البعض هي تعابير وجهها المتجهم والتي لا توحي بالخير أبدًا، صعدت مباشرة لغرفة مكتب والدها.. فـ استقبلتها السكرتيرة بترحاب شديد واستأذنتها بالإنتظار، حتى تفاجئت” ياسمين ” بخروج ” قاسم ” بنفسهُ لاستقبالها، وقد ارتعد داخلهُ لوجودها الغير مبرر هنا.. اقترب منها متلهفًا وتسائل :

  • ياسميـن! إيه اللي جابك هنا في حاجة حصلت؟؟

أجبرت نفسها على رسم بسمة طفيفة على ثغرها وهي تقول :
– مفيش حاجة يابابا، جاية عشان اشوفك

أشار ” قاسم ” نحو السكرتيرة و :
– هاتيلها ليمون وانا الشاي بتاعي

ثم سحب صغيرتهُ المدللة للداخل وهو يتسائل :
– أكيد في سبب لزيارتك النهاردة، أنتي عمرك ما جيتي الشركة لوحدك
– آ…..

نظرت حولها وكأنها تنتظر أن تقع أبصارها على ” أنس ” ولكن خاب ظنها ولم يكن موجودًا، ترددت كثيرًا في إختلاق سببًا مقنعًا لوالدها، ولكنها تعلم جيدًا إنه لن يقتنع.. تعمق” قاسم” النظر لعينيها منتظرًا كذبتها حتى يسير على نهجها، بينما أردفت هي :
– أنا غيرت رأيي مش عايزة لاب توب هدية لنجاحي

ابتسم ” قاسم ” وهو يُجلسها على الأريكة التي تأخذ زاوية الغرفة، ثم جلس بالقرب منها وردد :
– وأميرة أبوها عايزة إيه بدل الـ لاب توب الجديد!
– عربية

ارتفع حاجبيه بذهول وهو يكرر :
– عربيــة! كـدا مرة واحـدة ؟

أجفلت بصرها بإستحياء من نظرات والدها الفاضحة لأمرها ثم تابعت :
– أه، خلاص أنا هدخل جامعة ونفسي يبقى ليا عربية لوحدي
– بس كدا! عنيا.. هجيبلك عربية بالسواق بتاعها كمان
– لأ، عايزة انا اسوقها

بدأ لين وجهه يضمحل حتى تلاشى، ثم ردد بجدية :
– معنديش بنات تسوق عربيات ياياسمينا، هتجيلك العربية اللي تشاوري عليها لكن مش انتي اللي هتسوقي
ياسمين وهي تعقد ساعديها بتبرم :
– يابابا نفسي اتعلم السواقة واسوق أنا
– تتعلمي السواقة مفيش مانع، لكن لما تخلصي جامعة أبقى سوقي براحتك

تنهد قبل أن يهتف :
– وكمان لقيت حد ثقة ينفع يعلمك الفترة بتاعت الأجازة

رمقها بعبث وهو يستطرد :
– أنس مثلًا

تحفزت حواسها، ورمشت عدة مرات.. فقد تأكدت بإنهُ مُحالًا كشف أمرها وسبب مجيئها هنا فجأة ، ذمّت شفتيها بحرج واصطنعت الجهل برجوعهُ :
– أنس! هو هيرجع؟
– رجع خلاص، مش هـ يرجع

لم تكن الإجابة مريحة لها أبدًا، بل إنها أزعجتها أكثر.. إنه على أرض مصر ولم يقم بمجرد محاولة للإتصال بها، تقلصت تعابير وجهها وتسائلت ببعض الجمود :
– هو رجع أمتى؟
– لسه النهاردة الصبح

ولجت السكرتيرة عقب أن قرعت الباب.. اقتربت لتضع حامل الأكواب أعلى الطاولة الصغيرة، ثم تحدثت برسمية :
– مستر قاسم، فاضل ١٣ دقيقة على الإجتماع

نظر ” قاسم ” لساعة يدهُ وقال :
– ماشي، حضري كل حاجة وانا جاي

انصرفت فـ التفت ” قاسم ” لابنتهُ و :
– إنتي جيتي هنا ازاي؟
– عم محمد وصلني
– ماما عارفه؟

والآن أدركت مدى حماقة تصرفها المتسرع، فقد غادرت منزلهم قبيل الإستئذان من والدتها أو ترك خبر لها.. طال صمتها فـ وصلت الإجابة لـ ” قاسم ” الذي اشتط وهو يتسائل بحزم :
– إنتي مقولتيش لأمك إنك خارجة؟؟
– آ… نسيت
– نعـم!! نسيتي ؟

أخفضت بصرها وهي تردد بأسف :
– متزعلش يابابا آخر مرة، دلوقتي هكلمها أقولها وهمشي على طول

وقف مستقيمًا أمامها وجأر بـ :
– أول وآخر مرة تعملي حركة زي دي؟ انتي سامعة؟

نهضت ومازال بصرها محنيًا، فأشار لها قاسم بـ :
– أتفضلي أطلعي من هنا على البيت، فـورًا.. ولما توصلي تبلغيني
– حاضر

برحت مكانها إلى السيارة مباشرة ومنها لمنزلها، عسى أن تجدهُ قد عاد مرة أخرى عقب أن غادر الشركة.
قاسيًا.. حنونًا، حازمًا ولكنهُ لينًـا..
يفقه أصول التعامل مع فتياتهُ الصغار، متى يرخي المعاملة ومتى يحزمها.. إنها مُقبلة على التاسعة عشر من عمرها.. ولكنها ما زالت صغيرة في عينيه.
……………………………………………………………

أنتهى إجتماع مجلس الإدارة الذي استمر لأكثر من ساعة ونصف.. الجميع برحوا أماكنهم عدا ” رائف ”، ظل قابعًا بمكانهُ حتى خروج آخر شخص.
شحذ أبصارهُ على” قاسم ” و :

  • عارف عرض زي دا هيفيد مجموعتنا قد إيه؟؟

طرد ” قاسم ” بقايا النيكوتين العالق بصدرهُ دفعة واحدة ثم أجاب بـ :
– وعارف لو الصفقة متمتش إحنا علينا شرط جزائي كام؟

أشار قاسم بأصابع كفاه الأثنين :
– عشرة مليون دولار، يعني مش بس هنفلس! دا خراب بيوت مستعجل

نهض عقب أن دهس عُقب السيجارة في المنفضة، ثم سحب قدح المشروب الخاص به ” الشاي الأخضر ” وسار بإتجاه الأريكة.. تعقبهُ ” رائف ” :

  • هنستنى إيه ياقاسم منهم غير كدا ! دي واحدة من أهم عشر شركات في واشنطن.. مجرد إن الشريك الأجنبي دا يكون معانا ونعمل بيزنس سوا يعني هنكسب ٣٠٠ في الميا
    قاسم وهو يسند القدح على الطاولة:
  • بص يارائف، أتناقش معاهم في موضوع الشرط الجزائي.. لو وافقوا ينزلو أنا هوافق

حضر بذهنهُ الآن وجود ” أنس ” بمصر، فعاد ليتابع:
– وكمان حضر دراسة بالمشروع واعرضها على أنس.. هو المسؤل عن الشؤون القانونية والمالية هنا في الشركة، ودراستهُ هتنفعنا
– خلاص اللي تشوفهُ
……………………………………………………………

كانت أُمسية مزعجة بالنسبة لها.. طوال اليوم تنتظر هذا الغائب منذ عامين، وما أن وصل حتى طارت أقدامهُ إلى ” خالهُ ”.. وتنساها تمامًا، ضاق صدرها من تصرفهُ المتعالي معها، وشعرت بهوانها عليه..
وحتى والدتها تجاهلت وجودها ولم تستمع لما يؤرقها ويجيش بصدرها، عقب أن خرجت اليوم بدون أن تعيرها اهتمامًا.. فقررت أن تعاقبها بالتجاهل، وكان لعقابها تأثيرًا قويًا عليها..
طيلة اليوم تستجديها لئلا تحزن منها ولكن دون جدوى :

  • ياماما بقى عشان خاطري متزعليش، أنا أسفه

التفتت ” حور ” بجسدها لتبتعد عنها وهي تتمعن بقراءة هذا الكتاب، فـ التفتت ” ياسمين ” أيضًا دون سأم أو ملل :
– ماما بليز بلاش كدا، أنتي عارفه إني مش بقدر على زعلك

نظرت ” حور ” بإتجاهها وقالت بسخرية:
– عشان كدا خرجتي من غير حتى ما تستأذني مني! هي دي القواعد اللي متربين عليها؟
ياسمين وهي تهز رأسها بالسلب :
– لأ، خلاص متزعليش

ثم وقفت لتميل عليها وتُقبل ناصيتها، ربتت ” حور ” على ظهرها وقالت :
– خلاص هعديها

ثم ضاقت عيناها وتهكمت بـ :
– واديكي روحتي وملقيتيش أنس برضو! معبركيش حتى بتليفون

ياسمين بزمجرة :
– ولا استنى يسلم عليا حتى!

جذبتها ” حور ” لتجلس جوارها، ثم :
– قولتلك قبل كدا مليون مرة متبقيش مدلوقة كدا، يعني هو الراجل وهو اللي تقلان عليكي.. تيجي ازاي دي؟

تلوت ” ياسمين ” بشفتيها وكأنها اقتنعت :
– صح، أنا اللي مغفلة.. المفروض اتعامل وكأنهُ مش موجود
– لأ برضو، الشئ لما يزيد عن حدهُ ينقلب ضدهُ.. خليكي في النص، الراجل بيكره البنت اللي تجري وراه.. وبيجري ورا اللي بتطلع عينهُ وتعذبهُ ببعدها، فهمتي

أومأت ” ياسمين ” رأسها بتفهم، ثم نهضت وهي تقول :
– عندك حق، أنا هعمل كدا.. تصبحي على خير

ثم ذهبت حيث غرفتها..
نهضت ” حور ” عن جلستها وتأهبت للذهاب إلى حجرة نومها، وأثناء ذلك داهمتها ذكريات قديمة، تذكرت لقائها الأول بـ ” قاسم ” في هذا المنزل القديم الذي أستأجرتهُ في قرية ” رسلان ”.. وكيف كانت تسير الأمور بعدائية بينهما، مضاهاه بذكرى حُبه لها.. ابتسمت بهدوء وهي تصعد الدرج متجهة نحو غرفتها، واختلت بنفسها.. ابنتها على شفا حفرة من حكائة عشق ستكون مختلفة قليلًا عن حكائتها، فـ ” أنس ” النسخة المصغرة من ” قاسم ”.. لم تستطع حور التفريق بينهما أو إبعاد” أنس ” لئلا يكتسب صفات خالهِ.. ولكنها قد تأخرت، فإنهُ اكتسبها بالفعل.
أرتدت منامتها واستعدت للخلود إلى النوم، ولكن دخول ” قاسم ” المفاجئ جعلها تتراجع عن الفكرة وتتقدم منهُ :

  • جيت بدري يعني ياقاسم؟
    قاسم وهو ينظر لساعة يدهُ :
  • مكنش ورايا حاجة

رفع بصرهُ ليتفاجأ بهذه المنامة الوردية التي لاقت بها كثيرًا، فـ ابتسم مغازلًا وهو يقول :
– إيه القمر دا!

نظرت لحالها، ثم رفعت بصرها المستحي إليه وتسائلت كأنها تود سماعها مرة أخرى:
– بجد؟
– بجد

تأمل هذه الحُمرة التي تسربت لوجنتيها، واقترب يلمس أسيل خدها وهو يهتف بإطراء :
– لسه بتتكسفي مني ياحورية

مازال تأثيرهُ طاغي عليها رغم كل تلك السنون، وكأن لمستهُ صعقة كهربية.. تصيبها بالقشعريرة، بسمتها كفيلة بسحبهُ لعالمها، فينغمز فيهِ ليثمل.
قبـّل جانب شفتيها، تلك المنطقة الحيوية التي تثيرها.. ثم همس :

  • وحشتينــي

طوقت عنقهُ وراحت تتذكر ليلة صيفية كهذه مر عليها سنوات عدة، في أول لقاء جمع بين روحيهما.. وقفت على أطراف قدميها، وقبل أن تستسلم لـ لهيب عواطفهُ الجامحة.. خنتمت بـ :
– أنـت أكــتـر

وهنا أعلن عليها الحـرب.. حربًا هو المهزوم فيها لا محالة، ولكنهُ ارتضى الخسارة مادامت أمامها.

……………………………………………………………

حديث والدتها آزرها، وجعل داخلها يشتد.. قررت أن تستمع لنصيحتها، فهي الأجدر بالنصح في مثل تلك الأمور العاطفية.
شعرت بأن الجو اشتدت برودتهُ، فقامت بخفض مُبرد الهواء ” التكييف ” ونهضت لتستنشق هواءًا نقيًا.. فتحت النافذة ونظرت عبرها، لتصطدم بدخول سيارة ” أنس ” لحديقة المنزل..
سرعان ما تناست كُل شئ، وزقزق قلبها فرحًا.. خرجت سريعًا وهبطت عدة درجات لتكون بالطابق السفلي، ومنهُ إلى الخارج..
اختفت بسمتها وتبدلت لملامح غاضبة، ما أن رأت السيارة فارغة.. شملت المكان بناظريها ولكنها لم تجدهُ، ولجت للداخل، جابت المكان يمينًا ويسارًا فلم يكن له أثر..
ضربت الأرضية بقدميها وهي تردد :

  • أنا إيه اللي نزلني؟ المفروض اسمع كلام ماما .. والله أنا غلطانة اني اتحركت من مكاني

ثم صعدت بعجالة لتختلي بحجرتها وما زالت تغمغم ساخطة عليه :
– هو فاكر نفسه مين؟ تـوم كروز!

أغلقت باب غرفتها، وفجأة وجدت من يُلثم فمها ويشـلّ حركتها كليًا لتصرخ بصوت مكتوم :
– هاااااااااا!! ……………………………………….

error: