رواية..(عندما يعشق الرجل)

الفصل الثانى والاربعون والاخير
“لكن جدتي..”
قالتها وعيناها تعبر عن فرحها بعد ان ابتعدت قليلا عن حضنه ابتسم وهو يمرر أصابعه على وجهها قائلا « لقد كانت تتلاعب بي وبد .. انا ..لن .. اتركك « قالها مؤكدا وهو يشتد على كل كلمة يقولها .. مقتربا منها وعيناه على شفتيها جعلت إثارة لذيذة تنتشر في شرايينه ملتقطا شفتيها بجوع وعشق مؤبد
ابعدها عنه بشق الأنفس بعد ان التفتت بذراعيها حول رقبته رافضة ابتعاده .. فهو مثلها يشتاق إليها
ابتسم قائلا بصوت متهدج ملئ بالإثارة
من الأفضل أن نذهب إلى منزلنا بدلا من ان تمسك بنا جدتك متلبسان وحينها سأقوم بفعل فاضح في منزل جدة زوجتي ١ا

اروى هل ستاتين معي الآن ام لا؟إ هتف بها سيف مزمجرا أ لا أ
ردت بعنال. وهى تستدير تعطيه ظهرها .. شهقت بقوة وهى تجد جسدها قد ارتفع عاليا .. ووضعها على كتفه كجوال من البطاطا.. ضربت ظهره بيديهاللخلاص منه لكنه كان يتحرك بها مسرعا كابحا جماحها عمتي اهتمي بابني جيدا
هتف بها سيفا بصوتا عالي وهو يتوجه إلى باب منزل عمته للخروج
سألته عمته بعد ان شهقت بقوة وهى تجد ابنتها محمولة على كتف زوجها وكأنها لا تزن شيئا « سأعلم ابنتك كيف تحترم زوجها « اجاب بصوتا عالي وهو يغلق باب المنزل وراءه بقوة « انزلني يا سيف «

صرخت أروى.. لكنه لم يهتم لصراخها .. فتح باب السيارة ثم وضعها داخلها وهى تحاول بشتى الطرق الخلاص والهرب منه .. لكنه قيد حركتها وأغلق باب السيارة والتف حول السيارة و جلس على مقعد السائق منطثقا بالسيارة بسرعة
جلست في مقعدها منكمشة وهى تسترق النظر إليه بينما هو موجها نظراته للطريق أمامه .. فضلت الصمت حتى تعلم إلى اين سينهب بها « هل أكلت القطة لسانك ؟!» هتف سيف بسخرية
زمت شفتيها وعيناها تومض غضبا .. اشاحت بوجهها بعيدا عنه ونظرت إلى النافذة متجاهلة نظراته..
ابتسم سيف لتصرفها.. ثم وجه نظره للطريق أمامه توقفت السيارة أمام أحد البنايات السكنية الكبيرة .. نات طراز حديث فتح باب السيارة وقال وهو يترجل منها اخرجي
أمرها وقف بجوار باب السيارة منتظرا خروجها لكنها لم تفعل ففتح الباب لها وهو يقول بغضب ٠ا لماذا تحبين أن تستفنينني ؟!»
١ا انا لا أفعل .. قالت ببراءة ثم تابعت بنزق .. لكن من الذوق ان تفتح باب
السيارةليا٠
اكفهر وجه سيف .. وحدق بها بعد أن ارخى فكه الذي كان مشدودا وهو يراقب ترجلها من السيارة .. وهى تطوى ذراعيها على صدرها .. اقترب منهما حارس البناية وهو يقول لهما بترحيب ١ا مرحبا .. سيد سيف ..السيد ماجد يخبرك انه أعد كل شيء ..وهذا هو
المفتاح « ثم نأوله المفتاح
أخذه سيف منه .. ثم أمسك بيد زوجته بهدوء .. فاضطر إلى ان يشتد بقبضته على رسغها عندما لاحظ محاولاتها للخلاص منه .. توجه بها ناحية المصعد .. ضغط على زر الصعود .. ووقف بجسد متصلبا أمام
الباب .. بينما هي وقفت في ركن قصى من المصعد .. وهى تنظر إلى ظهره بتذمر..
توقف بالمصعد وخرج وهو ينظر اليها بنصف عين لتتبعه فنظرت إليه رافضة الخروج .. فامسك بيديها وسحبها خلفه .. فتح .. الباب وهو ما زال ممسكا بيديها .. دخل بها لشقة كبيرة نات طراز حديث لم تستطع ملاحظة اثاثها جيدا .. بسبب جره لها خلفه .. حتى وصل بها إلى غرفة نوم شاسعة .. وجدت نفسها في لحظة ملقى على السرير .. فخفق قلبها
بجنون لفعلته وهى تنظر إليه برعب .. خائفة مما سيفعله لها تاليا.. بلعت ريقها وهى تراقب تحركه في الغرفة خالعا سترة بذلته التي ألقاها بإهمال كعادته على أرضية الغرفة
بلعت ريقها و هي غير قادرة على قراءة تعابير وجهه التي لا تعبر إلا
عن انتصاره
هل تعلمين ماذا كانوا يفعلون قديما مع المرأة التي لا تستمع إلى كلمات
زوجها ؟؟؟» قالها وهو يسحب حزام بنطاله الأسود .. صمتت ومعيناها تهتزان برعب حقيقي ..جعلت أوصالها ترتجف لقد كانوا يقومون بضربهن
همس وهو يلف الحزام حول أصابعه .. فأشاحت بوجهها بعيدا وهى تتراجع بجسدها للخلف ساندة على ساعديها
ثم تابع ومعيناه تومضان بمرح لكن فمه المتجهم ووجهه أخفى ذلك
٠ا وعندما ترفض الزوجة العودة مع زوجها .. يقوم بطلبها في بيت ٠لطاءة ..
هز رأسه متابعا
لكن للأسف لم يعد هذا موجودا .. لذا أعدت لك بيتا مخصوصا لأقوم
بتاًديبك « قالها ثم مال نحوها وما زال يحمل الحزام بين يديه .. فصرخت بقوة وهى تنتفض في مكانها مبتعدة عن مكانها تحاول الابتعاد عنه .. وهى تتنكر ما كانت تشاهده في الأفلام وما كان يقوم به البطل مع البطلة من ضرب وإهانة فاهتز قلبها رعبا .. لكنه أمسك بخصرها يمنعها التحرك فصرخت من دون توقف وهى تضرب صدره .. وضع يده على فمها
يمنعها الصراخ..
ونظر إلى عيناها يحأول تهدئتها وهو يرى دموعها تنساب من عيناها « اهدئي .. ماذا بك « أمرها بنبرة ناعمة متلامعبة « ستقوم بضربي. سأصرخ «

ثم قربها من صدره قائلا بحنان وهو يطبع قبلات دافئة قرب فمها وعلى أرنبة أنفها ..
١١ أيتها المجنونة .. لم يكن بعد من سيلمس شعرة من رأسك ١١ ١١ اشتقت إليك يا اروى وأريد البقاء معك من دون شجار أو صراخ .. ١١ تمتم وهو يقبلها بشوق و عيناه تلمعان بحب حقيقي.. فابعدها عنه وابتسم وهى تنظر إليه بتعجب و بقايا دموعها على خديها ١١ تحركي .. ستجدين فستانا داخل الخزانة ارتديه وانتظرينى ١١ قالها وهو يبتعد عن السرير
تابع وهو يلتقط سترته سأنهب لإحضار شيئا ما وسآتي بسرعة
تبع كلماته وهو يرسل إليها قبلة هوائية .. جعلتها تنظر على اعقابه
بذهول ..
وبسرعة ابتعدت عن السرير راكضة نحو الخزانة التي فتحتها بفضول و وجدت فستانا من اللون الأخضر
مرفقا ببطاقة عليها
« كونى عروسي اليوم.. فأنا انتظرك بشوق «

سيف سليم السيوفي
عقدت حاجبيها عندما قرأت اسمه الذي كتب كاملا سيف سليم السيوفي .. بدلا من سيف السيوفي الذي كان يوقع به كعادته
بعد ما يقارب النصف ساعة وقفت اروى إمام المرآة .. وهى تنظر إلى انعكاس صورتها بها .. مرتدية الفستان الذي اختاره بنفسه .. فستان باللون الأخضر احتضن جسدها كجلد ثاني لها قصير يصل إلى ما بعد الركبة وضيق من فوق إلى نهايته .. ذو حمالات رفيعة للغاية
عندما اشتريته .. أخبرتني العاملة انه فستان .. رغم أنني أره قميص للنوم وبجد١رةاا اجفلت اروى من الصوت الذي أتى خلفها .. فاستدارت إليه وعلى وجهها ابتسامة تحاول إخفائها..
هل تعلمين ؟!.. هذا تماما ما كان في مخيلتي.. ضيق ومثير
هتف بشقأوة وهو يغمز لها
اقترب منها حتى وقف خلفها مباشرة يقبل عنقها بحرارة مما جعلها تغمحش عيناها من أنفاسه التي أرسلت قشعريرة على طول عمودها فتحت اروى عيناها فجأة عندما شعرت بشيء بارد يطوق عنقها تلمست تلك القلادة الصفيرة وهى تنظر إلى نفسها عبر المرأة وجدتها قلادة صغيرة معلق بها فراشة لامعة .. التمعت عيناها من جمالها
شبكتك يا عروس .. لنبدأ حياة سعيدة مع بدايات جديدة .. حتى لا تحمل زوجتي أي ضفينة لي بسبب ما فعلته معها سابقا ا٠
قال سيف وهو يديرها نحوه لينظر إلى عيناها مباشرة .. فنظرت له بارتباك
أمسك بيدها اليسرى بدفء قائلا بغرام و اعين لامعة تلك القيادة من والدتي .. لكن الاسوارة منى انا .. صنعت خصيصا لك أردف وهو يضع حول رسغها أسوارة من الذهب الأبيض يتدلى منها ثلاث فراشات صفار يماثلن في الشكل الفراسة التي بالقلادة ..
« والدتك ٠ا رددت بحزن
فهز رأسه مؤكدا
لقد تركتها مع صديقة لها .. وصديقتها تلك اعطتها لي أخبرتني ان والدتي كانت نثمنى أن تعطيها للمرأة التي سأتزوجها ا٠
همس بنبرة منخفضة
نظرت له اروى بحب وابتسمت .. فاستقرت عينا سيف على غمازتيها فمد يده يتلمس مكانهما .. فمال برأسه يطبع قبلة على مكان كل واحدة من تلك الغمازات وقال بصوت متهدج « هل سليم يملك مثل هاتان الغمازتان « ضحكت اروى بقوة وهى تضع يديها على كتفه قائلة االا..اذهيشبهوالده « فلوى فمه بتذمر قائلا « للاءسف .. «
فارتفع حاجب اروى .. وقالت « ما زلت تتنكر .. «
انها محفورة في قلبي « اجاب
« هل تعلم لماذا قلت هذا؟! ا٠ سألته
فهز رأسه نفيا محاولا التقاط شفتيها لأن الناس يقولون أن ولد الطفل شبه والده فهذا معناه أنني أعشقك قالت وهى تقف على أطراف أصابعها وتلف ذراعيها حول رقبته اردفت بغنج
« وهذا كان تصريح .. جعلني أشعر بالحزن « هز رأسه بأسى وقال بمكر « إذا لنعمل على أن يكون القادم يشبه والدته ا٠ التمعت عيناها وابتعدت قليلا ناظرة إليه باستغراب « ما معنى هذ١؟!اا سألته معناه أنني أحبك .. وأريد للفتاة القادمة ان تشبه والدتها
قالها وهو يحملها بين ذراعيه .. يضعها على السرير ..
خلع سترته والقاها بعيدا ثم فك أزرار قميصه وهو يخلعه على عجل ملقيا به بجوار السترة
« للأسف كان هناك خطط كثيرة تمنيت أن احققها اليوم لكن لأسف الأن وقت التحلية ولا رغبة لدى في الأكل « قالها وهو يميل عليها يقبلها بحرارة …
فعانقته اروى وهى تشعر بسعادة غامرة .. و ستعيش ايامها القادمة مع حبيبها وزوجها الذي نطق اخيرا بحبه لها .. وضمها إليه بشوق متجدد بعد غيوم الحزن التي كادت أن تطفئ سعادتهما قبل سيف يد٠ اروى التي احتوت على الاسوارة التي صنعها خصيصا لها .. وهو يراقب عيناها المفلقة براحة وابتسامة واسعة نرين ثغرها جعلت غمازتيها ظاهرتان.. ثم مرر أصابعه على عنقها المرمري الملتف حوله قلادة والدته التي أعطته إياها السيدة روز المرأة التي لم تدخر جهدا لمساعدته .. وهى تخبره أنها شيء عزيز على والدته .. ولطالما حلمت أن تعطيها لزوجة ابنها ..

حدقت به اروى وهى تقول بخفوت ١١ اما زلت لن تخبرني .. أين نهبت بعدما أنهيت أعمالك ؟!١١ تشدق فمه بابتسامة وقال وهو يطبع قبلة على جبينها ١١ هناك أشياء من الأفضل ان تبقى سرا .. حتى يحين وقت الإفصاح عنها.. لكن كل ما أريدك أن تطميه.. أنني لم أبقى هناك إلا لأمر
ضروري «
تابع وهو يضمها أكثر إلى صدره
١١ كل ما فعلته كان من أجلك ومن أجل طفلنا.. الذي أريده ان يجد كل ما هو مريح .. حتى يكبر ويساندني. . الوحدة مريعة يا اروى .. و خصوصا
عندما تجد نفسك يتيما للأم و أب غير موجود عندما احتجت إليه حأولت مقاطعته لكنه منعها وهو يضع اصبعا على فمها يمنعها التكلم سأقول لك شيئا واحدا لن أعيده مرة أخرى .. انا لم أكره يوما والدى لكنني أيضا أكره الظروف التي جعلتني وحيدا .. لذلك لم استطع ان
احبه .. لأنه لم يعطيني شيء أستطيع به ان ابادله بالحب .. ولم يكن بيننا أوقات.. لأتنكرها . . كيف اقترب من شخص لم يكن يوما قريبا منى الأمر صعب جدا على .. ولكنني سأحأول من أجل ابنى ا٠ وعد بصدق .. فضمته إليها راغبة في امانه أكثر وقف بقلب مكلوم و جسد متصلب وهو يراقب وضع الثرى على جثمان أخيه .. بعد أن أتم الإجراءات وعال. به إلى أرض الوطن .. سنوات اغترب فيها أخيه بعيدا عن بلده .. رفض ان يدخلها واقفا على قدمه فعانده القدر وجعله يعود محمولا بجسده المنكوب رسم الكثير من الأماني والأحلام التي تمنى تحقيقها بمساندة أخيه
عاد وقد فرقه الموت عمن يجرى في عروقه كمجرى الدم
عن أخيه الذي أراد دائما ان يكون سنده في الحياة بعد أن أصبحا يتيمان الأب .. مطمع لخالهما الذي أراد أن يحصل على أي شيء قد تطاله يديه منهم .. مستغلا ضعف والدتهما بعد موت زوجها الرجل الذي كانت تستند عليه كجدار قوى يحميها من صعوبات الحياة
أغلق عيناه يمنع دموعه من الانسياب وهو يتنكر صرخة والدته المدوية ما ان علمت بما حدث لغلذة كبدها الذي حرمت من ضمه في لحظاته الأخيرة. .. وقد عاد به محمولا على الأكتاف ..
نظر إلى المعزيين النين قرروا تعزيته على قبر أخيه.. وكلا منهم يدعو
لأخيه بالمغفرة وإن برزقه الله الجنة .. والبعض يشد على ازره يدعون له بالصبر والسلوان.. يظهرون حزنهم على فقدانه لأخيه ..
تم إقامة سرادق العزاء طيلة الثلاثة ايام .. لم يتوقف الناس على الوفود
وتعزيته..
ومع رحيل آخر شخص دلف خالد إلى المنزل .. سعل بقوة لينبه النساء على دخوله و التي وضعت كلا منهن شالها بسرعة على رأسها .. ثم توجه مباشرة إلى غرفة والدته .. التي سقطت حزنا على موت ابنها وازداد مرضها على فراقه .. ورحيله قبل ان تتكحل عيناها برؤيته سعل بقوة لينبه من بالدخل على دخوله .. فتحركت نور بسرعة مبتعدة عن السرير بعد أن اطعمت عمتها القليل من كسرات الخبز الجاف .. غير راغبة باي شيء..
دنا من والدته وانحنى بجسده الضخم يقبل يديها الاثنتان و يفعل المثل مع
راسها وجبهتها..
يطلب منها بصمت ان تمده بالقوة « كيف حالك يا أمي؟؟ « سأل خالد بحنو بالغ
ربتت على كتفه بحنان وتعب .. وهمست بإرهاق « بخير.. بخير.. فليحفظك الله لي يا هن بقى لي في هذه الحياة «
ومن ثم امتلات عيناها بالدموع وهى تتنكر ابنها الذي حرمت من رؤياه..
جلس بجوارها يحأول رسم ابتسامة على وجهه
انه قدر الله يا أمي .. عمره ولا يستطيع أحد ان يفعل شيء .. فلندعو ان يرحمه الله .. لا أريدك أن تعنبيه ببكائك أرجولي «
توسل بخفوت .. فهو ان رأى والدته ضعيفة وبهذه الهشاشة هو لن يستطيع ان يقف على قدميه مرة أخرى
نعم يا عمتي انها أرادة الله .. الم تقولي لي ان أدعو لوالدي كلما تذكرته .. ضبكائي والدى لن يرتاح بقبره «
قالت نور بخفوت وقد تألم قلبها لما حدث لابن عمتها الذي لا تكاد تتنكر ملامحه أو شكله
هزت الحاجة هيام رأسها بضعف وهى تحبس دموعها بشق الأنفس ربتت على يد ابنها..
فابتسم لها و تنأول من نور الصينية التي تراصت عليها عدد من الأطباق .. وبدأ بإطعامها .. قطع كسرة من الخبز و قام بغمسها ليقربها من فمها .. فتشيح بوجهها بعيدا فينظر إليها برجاء وحزن قائلا بتوسل « هل سترفضين يدى يا أمي؟! «
فتلتهم ما بين أصابعه صامتة وهى تشعر بهذه اللقيمات الواحدة تلو
الاخرى كأنها قطع حجارة تنزل في جوفها ..
انتبهت نور في وقفتها على زوجها الذي ينادى باسمها .. ودلوفه إلى الغرفة .. اطمأن على عمتها .. ومن ثم أخبرها بأمر رحيله
هيا يا نور يجب ان نذهب الوقت تأخر والطريق لن تكون جيدة في هذا الوقت .. «
قال حازم بهدوء
نظرت إلى عمتها غير راغبة بتركها .. لكن الأخيرة نظرت إليها تخبرها ان تنهب مع زوجها قائلة
« لا تئقي على لقد أصبحت بخير .. يكفى بقاءك معي .. يجب ان ترافقي
زوجك «
مالت نور مقبلة عمتها وهى تضمها بقوة .. وتخبرها ببعض الكلمات
حتى تكون بخير .. و أن تحافظ على صحتها .. فهزت عمتها رأسها موافقة
سحبت حقيبتها .. ومعطفها.. وخرجت من الغرفة وراء حازم وخالد يتتبعها ليوصلهما كما طلبت منه والدته حيث السيارة .. وأيضا لشكر حازم على وقوفه معه طوال ثلاثة ايام العزاء صعدت نور إلى السيارة منتظرة حازم حتى ينتهى من الكلام مع خالد « شكرا لك أيها المحامي على مساندتك لي « شكره خالد بهدوء وامتنان
« ما هذا الذي تقوله؟ .. انا فعلت كل هذا من أجل أخي وليد لم يكن مجرد صديق بالنسبة لي بل كان الأخ .. رغم ان الخبر كان مفاجأ لي ..
تمتم حازم وهو يمرر يديه على جبهته يحأول تخفيف الألم .. وعقله لم يستوعب ما حدث .. فقد أتى وفاة وليد فجأة بالنسبة له
هز خالد رأسه قائلا بخفوت لله ما أعطى وك ما أخذ .. كل نفس ذائقة الموت .. ولا يعلم أي منا متى سيموت « ثم تابع وهو يربت بقوة على كتفه شكرا مرة أخرى .. انا لم اخطى عندما زوجتك لابنة خالي .. حافظ عليها .. وليرزقكما الله السعادة والذرية الصالحة ١ا
دعا خالل. له وضمه بقوة إلى صدره شاكرا إياه مرة أخرى
توجه خالد حيث حديقة المنزل .. ليودع الباقين .. كاسر الذي لم يتركه للحظة منذ ان اخبره ان ينتظره بالمطار .. وكذلك سيف ومالك و ماجد وأسامة الذي قطع شهر عسله ما ان علم بما حدث وحضر للوقوف
بجواره كالباقين..

« أن احتجت إلى أي شيء يا خالد أخبرنا فنحن اخوتك أيضا ا٠
قال سيف بهدوء..
فهز خالد رأسه وقال بامتنان
« شكرا لكم جميعا .. أنتم فعلا إخوتي ١ا ابتسم كاسر وقال مؤكدا على كلام سيف ا٠ نحن أخوة كما قال سيف .. لذا الأخوة لا يشكر بعضهم بعضا ابدا « يكفيك وقوفا على قدميك .. سنقوم بترتيب كل شيء لذا لا تقلق واذهب لتستريح .. نحن على وشك الانتهاء .. وسنذهب « قال أسامة باتزان
« يا الله لا أعرف كيف أرد لكم ما فعلته معي .. ومعك يا أسامة خجلي منك كبير .. بعد تركك لزوجتك في أول ايامكما. . و مجيئك إلى هنا
سيظل دين في رقبتي وعرفان لن يزول « هتف خالد بنبرة ضعيفة إياك ان تقول هذا نحن أخوة قال أسامة بهدوء وهو يربت على كتف خالل. .. بينما هز الجميع رؤوسهم يؤيدون كلامهم..
دلف خالد إلى غرفته بعد ان اطمأن على والدته وتأكد انها نائمة وبعد رحيل أصدقاءه .. فهو لن يتركهم إلا عندما يتأكد .. بذهاب كلا منهم خلع خالد عباءته السوداء .. ثم ألقى بجسده على السرير بتعب وانهاك.. تصارعت نكريات الأيام الفائتة في عقله وهو يتقلب يمينا ويسارا على السرير بغير هدى .. أغلق عيناه محاولا النوم .. ومن دون ان يشعر
سرح عقله بما حدثا سابقا
دلف خالل. إلى المشفى بخطوات متعثرة وشبه راكضة وهو يستمع إلى صوت انفاسه المتلاحقة والغير منتظمة وضربات قلبه التي تصم أذنيه من خفقانها الشديد .. منذ ان استمع إلى كلمات ضابط الشرطة الذي أخبره أن أخاه في المشفى بعد تعرضه لحادث أودى بحياته لسقوطه من أعلى جرف عالي .. ويجب أن يأتي ليتأكد من جثمانه وأيضا لأخذه وقف محاولا أخذ انفاسه ..ما ان رأى ضابط الشرطة يقف أمام أحد الغرف .. دنا منه خالد ببط ..
وبلغة انجليزية ركيكة حأول جمع جملة مفيدة ليسأل بها الضابط عن
أضه
سار خلف الضابط إلى أن دخل به إلى أحد الغرف الباردة التي جعلت بدنه يقشعر ويجف الدم في عروقه .. غرفة بيضاء شاحبة .. تجعل الخوف يدب بين أوصال أعتى الرجال وقف وقد تصلب جسده وتقلصت معدته ما ان رأى الضابط قد وقف أمام أحد الأسرة المعدنية .. وسحب الملاءة البيضاء من على وجه ذلك الجسد المسجى أمامه

أحتاج للحظات حتى يستطيع ان يأخذ انفاسه مرة أخرى وقد كتمت شهقاته ما ان ابعد الضابط الملاءة وكشف عن وجه ذلك الراقد على السرير .. الذي لم يكن غير أخيه .. اتسعت عيناه من شدة الصدمة .. وقد شعر وكأن الأرض تميد به تمنى في تلك اللحظة لو ينغمس في الظلام ليهرب من ذلك الشيء المؤلم الذي يجعله يشعر وكأن هناك جبل على صدره يمنعه التنفس
بيد مهتزة وشبه خائفة قرب يده لوجه أخيه وكأنه يخبر نفسه انه يجب ان يتأكد من ذلك الجسد الذي أمامه .. حأول لمس وجه أخيه لكن شجاعته خانته ولم يستطع فسقطت يده إلى جانبه .. تحجرت عيناه من الدموع وهو غير قادر على اخراجها أو الصراخ بما يعتمل في صدره من الم
استيقظ من أفكاره على حركة الضابط الذي أعاد تلك الملاءة ليغطي بها وجه أخيه مرة أخرى
خرج من الغرفة وقدماه لا تستطيعان حمله من الثقل الذي اعتمل صدره .. شعر كشخص تائه في صحراء واسعة لا يستطيع ان يصل إلى أولها أو آخرها .. أنهى إجراءات إخراج أخيه من المشفى .. وأمر أيضا نقله إلى الطائرة بمساعدة كاسر الذي لم يتوانى في مساعدته .. وانتظره في المطار .. فكان كالعصا التي يستند عليها مما حدث له تمنعه السقوط .. فكان نعم الأخ والصديق بالنسبة له فتح خالد عيناه بعد ان اضناه الحزن والتعب .. هم نصف جالس على السرير .. وهو يشعر بثقل على صدره .. لو يستطيع البكاء أو الصراخ لكان ارتاح.. لكنه لا يقدر..
تنهد خالد بقوة .. وتحرك مبتعدا عن السرير متوجها ناحية باب الحمام أخذ حماما باردا ليهدا به روحه وجسده ثم خرج .. وهو يرتدى عباءته البيضاء التي تريحه في نومه..
أخرج منها أشياء محفظة بعضى
جلس على طرف السرير .. وفتح درج الكومول. أخيه الخاصة التي أعطاه له الضابط .. هاتف
الأوراق..
يجب عليه تان يسافر ليعلم ما الذي يجب ان يفعله بممتلكات أخيه في لندن .. بينما يحمل خالل. الهاتف .. فتحه يتفحص ما به .. وجد العديد من الرسائل التي تنبهه لوجود رسائل صوتية على هاتفه
استمع إلى الرسالة الوحيدة التي كانت موجودة بدون اهتمام .. حتى استمع ما جعل عيناه تتسعان
ا وليد .. مرحبا .. قال الصوت الأنثوي ثم صمتت قليلا وتابعت انا لم أكن أريد أن أخبرك .. لكن أيضا انا لا أستطيع أن أظلم ابنى واحرمه من والده
صمتت المرأة مرة أخرى وقالت ببكاء وصوت مبحوح. .. وليد انا
حامل.. «
ومن ثم انتهت المكالمة .. تسمر خالد في مكانه .. وهو يحدق في أللا شيء .. و عاد يستمع إلى تلك الرسالة مرات لعله اخطاء في فهمها لكنها لم تكن تؤدى الا لمعنى واحد .. ان لأخيه ابن
……………………...
دلف إلى المنزل بصمت .. ليجدها تجلس هي و والدته يشاهدان التلفاز بسعادة .. ابتسم أسامة لما يراه .. فأخيرا قد أصبحت معشوقته زوجته و
في منزله..
اقترب منهما بهدوء ألقى عليهما تحية المساء .. ثم قبل رأس والدته التي همت مبتعدة عن كرسيها لتذهب إلى النوم نثاءبت نوال بخفوت وهى تمتم ٠ا حسنا ما دام أسامة قد أتى تصبحان على خير .. ا٠ تمتمت ثم تركتهما متوجهة نحو غرفتها ما ان ابتعدت والدته حتى تعلقت دينا برقبته تطبع قبلات دافئة على وجهه تعبر عن اشتياقها له .. فهي لم نزه منذ ثلاثة ايام .. بسبب سفره بعد ان قطع شهر عسلهما الذي كان يخططان له بسبب ما حدث لأخ صديقه اسف
تمتم أسامة باعتذار وهو ينظر اليها عقدت ما بين حاجبيها وقالت بابتسامة ٠ا لماذا تعتذر؟ !»

٠ا لم تهنئ بشهر العسل الذي كنا نخطط له ١ا
هزت رأسها وقالت بهمس قرب فمه
إياك أن تعتذر فأنا لن انزعج يوما عندما أرى زوجي قريب هكذا من اصدقاءه ..
}}]
تابعت وهى تنظر إليه وتقبل أرنبة أنفه احسدك على هذه الصداقة التي تجمعك بهؤلاء الرجال زك الآخر في الوقت الذي أحتاج إليه به .. أحسد قربكم بعضكم .. حقا أتمنى لو كان لدى صديقات تجمعني بهن علاقة مثل علاقتكم أنتم الرجال «
مال برأسه ملتقطا شفتاه قائلا من بين قبلاته اعتبرينى .. صديقتك.. وزوجك وحبيبلى .. وكل شيء لد في هذا العالم ا١
ابعدته بيديها قليلا عنها قائلة بضحك
« حسنا يمكنني أن اعتبرك هكذا .. لكن الست جائع «
رأسه ومال حاملا إياها هاتفا وهو يتوجه بها نحو غرفتهما في الطابق الأعلى في منزل والدته .. التي أعدتها لهما لحين عودة أسامة
انا جائع لكن لشيء أخر ارتفع صوت ضحكاتها. . حتى وصل بها إلى الغرفة فاتحا بابها بقدميه ودنا من السرير وهو يضعها عليه بهدوء وهو يعانقها بشغف قد حرم منه
لسنوات قبل هذا بأيام تم زفافهما .. بعد ان اكتشفت أن نوال هي والدة أسامة .. لم تنزعج دينا من الأمر .. بل سعدت كثيرا لأنها سيكون لها حماة مثل نوال .. فهي تحبها من قبل ان تعرف ان أسامة هو ابنها .. أقيم حفل زفاف رائع رغم بساطته اجتمع فيه الأصدقاء و بعض أقارب أسامة فقط .. وما ان انتهى الزفاف حتى انطلق بها أسامة لقضاء شهر عسلهما .. لكنه قطع. بسبب وفاة أخ صديقه .. فعاد بها إلى منزل والدته.. وبقيت فيه نتتظره إلى أن أتى إليها اليوم..
أسامة ما رأيك ان نبقى مع والدتك ونجلس معها هنا ؟؟.. انها وحيدة وأنا أحبها ا٠
همست دينا وهى تداعب بأصابعها صدر زوجها العاري و تضع رأسها على ذراعه..
لم يرد عليها وهو يراقبها فتابعت برجاء أرجوك ..هي لم طلب منى .. لكنى أشعر بوحدتها وليس من الجيد ان
نترك والدتك وحيدة و نعيش بعيدين عنها « ابتسم لها وطبع قبلة حانية على جبهتها قائلا
« لكى ما تريدين « تابع وهو يقربها إلى صدره أكثر
« ما رأيك برحلة إلى باريس بدلا من شهر العسل الذي لم يكتمل ؟!»
« حقأ ٠ا
هتفت بسعادة .. فهز رأسه مؤكدا بابتسامة
انا أحبك همست بعشق
فربت على ظهرها وضمها إليه بحنان قائلا وهو يقبل رأسها ا٠ و انا أعشقك .. يا حبيبة قلبي .. و يا سيدة مملكتي وفؤادي ا؛
قالها وهو يعانقها بقوة ليأخذها إلى عالم لن يوجد به غيرهما .. سعيدان ومتحابان. . ليستعدا ما ضاع من سنوات وهما بعيدان عن بعضهما
دلفا كلا من نور وحازم إلى غرفتهما .. نظرت إلى زوجهابإشفاق وهى ترى تعبه و ارهاقه الظاهر .. فهو لم يتوانى عن مساعدة خالد طوال فترة العزاء .. جلست نور بجواره بعد ان بدل كلا منهما ملابسه .. وبهدوء وضعت رأسه على ركبتها.. وبدأت تمرر أصابعها على جبهته و رأسه في حركات دائرية .. أصدر حازم صوتا معبرا عن راحته
هل كنت تعرف ابن عمتي؟!
سألته نور بخفوت أ نعم.. كنا أصدقاء مقربين ا١ اجاب بنبرة ضعيفة
صمتت وهى غير راغبة بالحديث أكثر عن وليد عندما لاحظت انزعا
زوجها..
« نور .. انا أفكر بالسفر خلال يومان ١ا همس حازم ..
« لا هشكلة « ردت بهدوء
« نور هناك شيء آخر أريد أن أخبرك به «
قالها وهو يعتدل في جلسته ناظرا إليها باهتمام .. فابتسمت بحنان
تابع ..بعد أن ضمها إليه أولا..
« نور .. هل تطمين أي شيء عن والدتك؟ ! « بلعت ريقها تحدق إليه وهى مستغربة من سؤاله فقالت بخفوت « لا .. والدى لم يتحدث عنها يوما .. لا أعرف عنها أي شيء غير ان والدى كان يعشقها «

همست وقد ١متلأت عيناها بالدموع .. فمسح دموعها بحنان وهو يحأول ان يهيئ لها الأمر ليخبرها بوالدتها ..
تابعت وهى ترغب أكثر في الحديث عن والدها « لقد كان يحبها للغاية .. كنت أراه وهو يحمل صورتها ثم يخفيها عنى بسرعة حتى لا أراها .. وعندما يتحدث عنها كان يتحدث بالقليل .. حتى أنني لا أعلم أن كانت على قيد الحياة .. ام ..مي ….
بترت عبارتها و هي تشعر بغصة مؤلمة في حنجرتها .. ثم دفنت رأسها في عنقه راغبة بأن يحتويها .. فضمها إليه وهو يقبل رأسها ٠ا هل تتمنين أن تكون ما زالت على قيد الحياة ؟.اسألها فنظرت إليه من بين دموعها بتساؤل للحظات ثم فتحت عيناها هامسة
ا٠ماذا تعنى؟! « والدتك ما زالت على قيد الحياة .. وهى شنى رؤيتك .. انها تحبك للغاية .. ومشتاقة لضمك «
قال حازم وهو يجدها تبتعد عنه
تهتف بدون تصديق
« والدتي ما زالت على قيد حياة .. إذا لماذا لم تأتى؟ أ..و « لم تستطع ان تكمل عبارتها .. وهى تجلس بانكسار على طرف السرير
تجهش في البكاء..
ضمها حازم اليه لتهدئتها لم تكن تعلم بوجودك .. عندما ستقابلينها ستخبرك بكل شيء « لماذا لم تأتى إذا ؟!»
سألته من بين دموعها « انها تعيش في لندن والدتك ليست عربية يا نور .. انها مشتاقة لرؤيتك واخبارك بكل شيء. . انا أعلم كل شيء لكنى أفضل ان تتحدث هي معك أولا..
ابعدها عن صدره قائلا بنعومة
« زوجتي الجميلة ستواجه الأمر أولا بشجاعة .. و بعد ذلك ستحكم وتعرف هل حقا تحتاج إلى والدتها ام لا .. ستعرف أن كانت والدتها تحبها .. ستعرف انها لم تبتعد عنها إلا مرغمة أليس كذلك « فهزت رأسها .. ثم لجأت إلى صدره مرة أخرى ليضمها قائلة بخفوت
« ستكون معي « هز رأسه مؤكدا وقال ٠ا لن اتركك لحظة «
قالها وهو يطبع قبلة دافئة على شفتيها ثم تابع بمكر وعيناه تتجول في الغرفة « اينميشو؟؟ا٠ ابدسامت قائلة
« هل أحببته ياحازم؟! .. سأنادى عليه.. وتبعت عبارتها بصوت
جهوري .. ميشو .. ٠ا
فأتى القط في لحفلة ملبيا نداء صاحبته.. جالسا على قدميها.. يحتك بها
لتملس على فروه الأبيض..
ضرب حازم على جبهته .. ونظر إلى القط بشر .. الذي بادله بنظرات
مستفزة فحدق به حازم بشر في نفسه
١١ فالتشبع بها يا سيد ميشو .. لأنه يومان فقط .. وسألقى بك على قارعة الطريق .. لتنهشك كلاب السكك .. ١١
« تصبحين على خير «
هتف حازم بغضب مكتوم وهو يضع الوسادة على رأسه .. يندب حظه الذي أوقعه مع خصم كميشو ١١ حازم ..هل ستنام؟! ١١ سألته بخفوت
« لا سأكل في نفسى .. و انتبهي أنق إلى ميشو «
اجاب مغتاظا

ضحكت بخفوت و مالت عليه قائلة بدلال لإغاظته أكثر وهى تضم شفتيها
كالأطفال ٠ا ما هذا هل تشعر بالغيرة من ميشو ١ا « لا ..حاشى لله.. من هذا الذي يفير من ميشو؟إ .. « اجاب بكذب
فقرصت وجنته قائلة وهى تطبع قبلة خغيفة على فمه « حبيبي العاقل .. هكذا أريدك دائما « قالتها وهى تحاول كتم ضحكتها التي تهدد بالخروج .. وهى ترى نظراته التي تكاد تحرقها هي وقطها. .

النهاية

error: