رواية..(عندما يعشق الرجل)

الفصل الحادى عشر (الجزء الأول )
قبلها بشوق جارف …لم يبعدها عنه الاطلبا للهواء ….
-اشتقت إليك… قالها أسامة بانفاس لاهثة وهو يبعد شفتيه عنها ….
نظرت دينا إليه بصدمة وذعر حتى ان مقلتيها كادتا ان تخرجان من مكانهما من صدمتها …..
ظل ينظر إلى عيناها بهيام وعشق كم عشقها وسيظل عاشق لها إلى آخر نفس فى عمره فيكفيه بعدا عنها …… اما هى فكانت نظراتها مرتجفة مصدومة …… صدمتها جعلت لسانها يشل وبسرعة ابعدته عنها بيدين مضطربتان مرتجفة ……وركضت بسرعة وهى تلهث جراء المشاعر التى أشعلت جسدها الخامد منذ زمن طويل …..ركبت سيارتها وانطلقت بأقصى سرعة لديها
نظر إلى آثارها بأعين حزينة ….وذهب وهو مطاطا الرأس
*******************************************************************
وقف أمام شرفة غرفته المفتوحة وهو ينفث دخان سيجارته ….خالعا سترة البذلة وقام بفتح نصف أزرار القميص الأبيض الذى يرتديه ……عيناه كانت جامدة …..يعلم انها عنيدة لكن لم يتوقع اسلوبها الفظ ولا طريقتها ….كم احزنه ذلك ….ولماذا هى ترفضه ….وهل هو شخص يرفض ….لقد قابل الكثير والكثير من الفتيات وكلا منهن كانت تتمنى نظرة واحدة منه ….لقد كان دائما الرجل الذى تتمناه اى فتاة …وسيم ….طويل القامة وصاحب جسد رياضى دائم الاهتمام بنفسه …..عيناه خضراء …..وفوق كل هذا ثرى ومن عائلة السيوفى …..كل هذا كان كفيلا بأن يجعل اى فتاة تركع تحت اقدامه……لكن هو رغم كل هذا لم يهتم باى امراة لم يحب اى واحدة من مما كانت أمامه…..قابل الكثير لكنه لم يشعر مع اى واحدة منهن بشئ رغم سنواته الثلاثون ….حتى هو اعتقد بأنه لن يحب يوما ولن توجد امراة تجعل مالك السيوفى يحبها …….حتى انه لم يعرف ما معنى الحب هذا واعتقد بانه شى لا وجود له …..هو لم يكن ناسكا ولم يكن منعزلا عن الجنس الآخر ولا ينكر بأنه قد قام ببعض العلاقات العابرة …..لكن عندما راءها تغير كل شى ….احب كل شى بها ….عنادها عجرفتها حتى لسانها الطويل الذى لا يرحم …..قطع أفكاره دقات خفيفة على باب الغرفة تبعها دخول الحاجة فيريال …..توجهت نحو السرير الذى يتوسط الغرفة بخطوات بطيئة وجلست عليه …..نظرت إلى حفيدها وقالت …..لقد رأيت أنوار الغرفة مضاءة لذلك قلت انه من الأفضل أن أخبرك اليوم بدلا من الغد
فنظر إليها باهتمام يحثها على المتابعة فقالت وهى تضع كف على كف ……لقد اتصلت الحاجة زينب منذ دقائق واخبرتنا ردها ….فنظر إليها بلهفة وانتظار متابعتها …..
فقالت بخفوت ……لقد وافقوا على الخطوبة وبعد عدة ايام سنقوم بتحديد كل شى
التف بجسده نحو النافذة ونظر إلى السماء والنجوم …..فأطلق تنهيدة طويلة ….لم يكن خائفا من عدم موافقتها ….لأنهم شاءوا او أبو لن يستطيعوا الرفض ….يعلم ان جدتها اعجبت به كثيرا وأن جدتها هى الموافقة …..يعلم انها ربما تكون مجبرة لكنها شاءت او أبت لن تكون لغيره هذا البحر الهائج لن يكون لأحد غيره
قالت جدته بهدوء ……حسنا لقد ابلغونا بردهم…..إذا ما هو قرارك وكيف ستسير الأمور ….
فالتف إليها ونظر إليها بجمود …..ستعرفين كل شى فى وقته
**********************************************************************
ايقظتها نسمات الهواء الباردة فى الليل تملمت فى مكانها وهبت جالسة على طرف السرير وابتعدت بسرعة عندما تذكرت طفلتها المريضة ….. وخرجت من الغرفة مسرعة تدعو الله بالا يصيبها شئ فقد نامت بعد خروج حسام من الغرفة غاضبا ومشاجرتهما مع بعضهما ونسيت تماما طفلتها المريضة ……دلفت إلى الغرفة أضاءت أنوار الغرفة …..وهالها ما رأت ووضعت أصابع يديها على فمها بذهول…….لقد كان حسام ناءم بجوار الطفلة وهو يحتضنها إليه بشدة على السرير الصغير ….لم يفعلها يوما لم يكن قريبا يوما من الطفلة …..بكت بصمت مما رأت هذه اول مرة تراه هكذا بقرب ابنته …هل حن قلبه عليها ؟…..حتى عندما أنجبت ميا لم يحتضنها او حتى يحملهابين يديه كاى اب يحمل طفلته ….ما الذى حدث الآن …..من دون ان تشعر كانت دموعها تنساب ….هل هو بسبب السعادة لقربه من ميا ام هو حزن لأنه حرم طفلته من قربه …..اقتربت من السرير ببط ووقفت عند جانب السرير ناحية الطفلة …..نظرت إلى يديه الكبيرة التى تحتضن يد الطفلة التى لا تكاد تظهر بين يديه ……نظرت إلى ملامحهما رغم أن ميا كانت تشبهها إلا انها كانت تحمل ملامح كثيرة من والدها …..كانا الاثنان مغمضا العينان…..وميا تزم شفتاها بشدة مثل والدها تماما ….ملامحهما هادئة …..جلست على طرف السرير بهدوء لكى لا تيقظ اى منهما ووضعت أطراف أصابعها على جبين الطفلة تتحسس حرارتها ….حمدت الله لانخفاض الحرارة تماما حتى ان تنفسها أصبح منتظما وأفضل …. نظرت إلى ملامحه لقد كانت دافئة وهادئة …..حسام صاحب ملامح محببة شعر اسود وبشرة خمرية وعينان بنيتان طويل القامة رغم انه لا يمارس الرياضة وقليلا جدا كانت تراه عندما يتمشى على مشاية الركض الآلية عندما يكون غاضبا او به شى إلا أن جسده متناسق ……لا تنكر بانه كان جيدا معها عند بداية الزواج ولكنه انقلب فجأة بعد زواجهما بفترة ….احيانا كثيرةكانت تشعر بحبه وربما عندما كان يقترب منها كانت تشعر بدف قلبه ….قليلا جدا ما كان يكون قاسيا عند علاقتهما ……تعلم انه شخص متقلب المزاج لكن الفترة الأخيرة أصبح يقوم بضربها ونعتها داءما بابنة عاهرة حزنت من ظلمه لها تحملت من أجل ميا ودعت الله بأن يصلح حاله لقد كانت تفكر دائما فى الطلاق لكن لم تكن تحمل الشجاعة لنطقها لكن اليوم لم تستطع الكتمان أكثر عندما كادت ابنتها تموت بين يديها ……دهشت من تمسكه بها اليوم حتى انها احيانا كانت تلاحظ غيرته من ماهر …..جحظت عيناها وقالت فى نفسها …..هل حقا يحبنى ام انه مجرد امتلاك …..انه احمق لم يشعر يوما بحبها له لا يعلم بأنها عندما تتركه ستكون أكثر شخص محطم فى هذا الانفصال …..لكن لو فقط يصبح أكثر هدوءا وتفهما لو ينسى تماما من تكون والدتها ولا يفكر غير بها وبالطفلة لو يشعر بحبها ….حينها سيعيشوا هم الثلاثة بسعادة بعيدا عن اى شى …..هى لا تريد غير الاستقرار وزوج محب ….منذ أن أنجبت ميا وهى كانت تدعو ربها بالا يكون حظ الطفلة مثلها والا تحرم من والدها مثلها ….ارادت وتمنت دائما ان يكون حسام قريبا من ميا ويشعرها بحبه. …حقا سيكون أبا رائعا. ….لكن فقط لو يعطى لنفسه فرصة …..مالت بجسدها قليلا على السرير وقربت أصابع يديها على وجهه وكادت ان تلمسه لكن عندما شعرت بأنفاسه وحركته التى تدل على انه سيستيقظ أبعدت يديها بسرعة وأغلقت عيناها بشدة مدعية النوم ….فتح عيناه ببطء وتثاب بتعب نظر إلى طفلته الصغيرة الناءمة بابتسامة عذبة وهى تمسك بيديها الصغيرة إصبع يديه …… نظر الى الساعة على حائط الغرفة الوردى وجدها العاشرة مساء …..لقد نام لأكثر من ثلاث ساعات …..رأى بثينة نائمة حدق إليها وابتسم فهو متأكد بأنها تدعى النوم …….فالذى ايقظه هو رائحة عطرها وقربها منه …..أبعد يد الطفلة الممسكة باصبعه ببط وقام بسحب الغطاء ودثرها جيدا ….ثم ابتعد عن السرير وتحرك نحو النافذة الكبيرة واغلقها عليه …..وأخرج سيجارة واشعلها أخذ نفسا عميقا منها ……بعد مشاجرته مع بثينة خرج من الغرفة غاضبا وأثناء سيره فى الممر سمع بكاء الطفلة التى استيقظت بسبب صراخهما……فى البداية كان سيذهب لأخبار بثينة لكى تحمل الطفلة لكنه دخل الغرفة وبدون ان يشعر حملها بين يديه لأول مرة شعر بشعور غريب لم يشعره يوما أخذ يهدهدها ويقبلها إلى ان نامت ونام هو أيضا بجوارها ……..مشاعر غريبة تخلخلت قلبه عندما حملها بين يديه أراد أن يشعرها بالأمان والدف. …….لم يكن يتوقع أن زواجه من بثينة سيثمر لإنجاب طفلة ……..فى البداية تزوج من بثينة فقط من أجل ان يعزز مكانته وثروته بين شركات عائلة السيوفى ……لكن من اول يوم فى زواجهم وهو شعر بانها أصبحت ملكه هو فقط …..حاول أن يمنع نفسه بالا يحبها ولكنه وقع فى عشقها فى النهاية منذ ان أصبحت ملكه وجسدها أصبح له وهو لم يعد يقترب من اى امراة اعتزل جميع الناس فلا واحدة منهن كانت تحمل رائحة عطرها …
مجرد نطقها اليوم بكلمة الطلاق جعلته يجن جنونه …..بهذه السهولة تريد أن تتركه وتذهب إليه ….ابدا لن يحدث لن يتركها …..اطفى سيجارته بحذائه…..ثم خرج من المنزل …..فتحت عيناها عندما سمعت صوت إغلاق الباب معلنا عن خروجه …….أمسكت الهاتف بايدى مرتجفة ضغطت بعض الأرقام وانتظرت الرد
*******************************************************************
وصلا الاثنان إلى المنزل وكعادته ترجل من السيارة ولم يفتح لها باب السيارة ….ترجلت هى الأخرى وتبعته داخل المنزل ….صعد السلالم وتوجه مباشرة إلى غرفته ……دلفت إلى الغرفة وجلست على طرف السرير بتعب …..رغم صمته إلا انها شعرت بغضبه العاصف الذى لم يظهره منذ ان خرجا من منزل أخت جده الحاجة زينب …..و كان وجهه مكفهر أرادت سواله لكنها لم تجرؤ ……اخرجها من شرودها رنين الهاتف فاجبت بخفوت
– بثينة….مرحبا كيف حالك ….
-أجابت عليها بسرعة …..لست بخير … لقد طلبت الطلاق من حسام اليوم
-فردت أروى بذعر. …..ماذا ….كيف ….ما الذى حدث -لقد كادت ميا تموت منى لولا مشيئة الله أولا ….وتلك الطبيبة ثانيا …..ارتعبت وخفت من ان يحدث شئ لابنتى
-حسنا …..أهدءى …..ماذا كان رده
-رفض ….وقال اياكى بأن تنطقى هذه الكلمة مرة اخرى
-حسنا …..ماذا ستفعلى
-ردت بخوف وبكاء ……لا اعلم انا خائفة للغاية ….حسام ليس سهلا
-ارجوكى كونى قوية من أجل ميا …..وسافكر بشئ واخبرك…..وتابعت بتشجيع …..كونى قوية
-حسنا ….إلى اللقاء الآن ميا استيقظت ثم تابعت بسرعة …….سأتصل بكى غدا
فأجابت بهدوء ….حسنا سأنتظرك
أغلقت الهاتف وهى تأخذ نفسا عميقا ثم ذفرته بقوة …..حزينة لما يحدث لبثينة ولا يوجد أحد بجوارها حقا انها مسكينة
قطع شرودها صوت دقات على الباب تبعه دخول سيف بجسده القوى وهو مازال مرتديا تلك البذلة ……فنظرت إليه بغضب وقالت ……ألم يكن يجب أن تدخل بعد ان ااذن لك
فرد عليها ببرود وهو رافع أحدحاجبيه …. انه منزلى أدخل متى أشاء …..قال كلمته وهو مصر على اغضابها ثم دلف مباشرة إلى غرفة تبديل الملابس
تاففت بغضب …..هل سيظل هكذا معها ….بطريقته الباردة تلك ….حقا لقد تعبت منه
تأخر خروجه من تلك الغرفة …..وسمعت صوت تدفق المياه فعلمت انه يأخذ حماما
خرج من الحمام وهو يرتدى سروال فضفاض من القطن وتى شيرت باكمام طويلة لونه ابيض ويجفف شعره بمنشفةعلى رأسه ……رفعت نصف عيناها إليه تحاول أن تتجنب النظر إليه ……فنظر إليها بجرأة ولم يبعد عيناه عنها …..فابعدت نظرها عنه بسرعة ونظرت بتعالى للجهة الأخرى …..فابتسم لفعلتها. …فألقى المنشفة على كرسى طاولة الزينة واقترب من الطاولة يلعب بيديه ما يوجد على الطاولة من مستحضرات تجميل …..ثم أمسك مشط صغير وقام بتمشيط شعره المبلل…….تعجبت من وقفته الطويلة تلك ….فيبدو وكأنه يريد قول شئ ولكنه لا يعرف كيف …..
فألقى المشط بقوة على الطاولة جعلتها ترفع نظرها إليه بجمود ……والتف بجسده ينظر إليها متفحصا
فقال وهو يضع يديه فى جيبى بنطاله بتعالى ……يبدو أنك ومالك أصدقاء
رفعت رأسها إليه باستغراب من سواله فقالت بتحدى. …..نعم وأكثر من أصدقاء ….مالك شخص رائع…..اى امراة تتمناه
فرفع أحد حاجبيه بوجه مكفهر غاضب من ردها الجرى ذلك فقال وهو يصتك على أسنانه ……اى امراة تتمناه …وتابع باستهجان. …..وهل كانت زوجتى العزيزة أيضا تتمناه
جحظت عيناها من سواله …كيف يقول هذا فقالت وهى تحاول ان تستجمع قوتها ……مالك بالنسبة لى مجرد أخ وصديق لا أكثر ولا شأن لى بتفكيرك ذاك
فقال بعد ان هدأت ملامحه …..إذا مع من كنتى تتحدثين منذ دقائق
اتسعت حدقتا عيناها أكثر ….هل أصبح يتنصت عليها …..فقالت بغضب …..كيف تتجرأ وتتجسس على
فقال بابتسامة باردة …..يبدو انكى تريديننى ان أعيد عليكى كلامى مرة اخرى ….فأشار بيديه بغضب …..انتى زوجتى …وهذا منزلى ….أفعل ما أريده
فهمت واقفة من على السرير وقالت بهدوء منافيا تماما لغضبها ….. ولكن لدرجة التنصت على …..وقالت بصوت عالى ….تبا انا لست زوجتك ….لذلك لا تنطقه مرة أخرى
فقال ببروده المعتاد …… يمكنكى ان تذهبى وتسالى الجميع ان كنتى زوجتى ام لا هل هناك إثبات أكثر من ذلك بانكى زوجتى …..ام انكى تريدين إثبات آخر
ذعرت من كلمته الأخيرة …..ما الذى يقصده بذلك
رأته يقترب منها كالاسد بكل رشاقة حتى وقف أمامها وشعرت بانفاسه لدرجة انها لم تستطع التنغس جيدا وتحولتا عيناها الذهبية إلى لون غامق من الرعب …..وضع يديه خلف ظهرها وقربها منه بتملك حتى ان جسدها اللين اصطدم بجسده الصلب …..وأمسك بذقنها ورفعه إليه ونظر إلى عيناها المرتعبة فابتسم لخوفها. ….انزل رأسه حتى التقط شفتاها الوردية بفمه…….شعرت بأنها بدون إرادة وهو ما يدير كل شى …قبلته كانت عنيفة ثم بعد ذلك أصبحت أكثر رقة …..ولكنه أصبح
أكثر تطلبا. …..أصبح يمرر بيديه على جسدها حتى ان يديه وصلت لسحاب فستانها ….ارتعبت من لمساته وابعدته عنها بقوة لا تعرف كيف وصلت إليها ….والتفت بجسدها بسرعة محاولة إخفاء اضطرابها ومشاعرها الجامحة التى انتشرت فى أنحاء جسدها ……انتغض جسدها جرا غلقه العنيف للباب وخروجه
*********************
 

error: