رواية..(عندما يعشق الرجل)

الفصل الثامن عشر (الجزء الأول )

أغلق أزرار القميص العلوية ثم أزرار كمى القميص …..وارتدى سترة بذلته السوداء ….وتجولت عيناه للمرة الأخيرة فى غرفته يتأكد من عدم نسيانه لأى شئ … بعد أن قامت الخادمة بإنزال حقائبه…..ثم خرج من غرفته واتجه حيث غرفة والديه سيودع والدته ويرحل ….وجدها تجلس على السرير مستندة بيديها على الفراش ….رغم أنها استنشقت رائحة عطره إلا أنها لم ترفع عيناها إليه ….ابتسم شبه ابتسامة ثم اقترب منها وهو ينحنى يقبل مقدمة رأسها ويديها وهو يقول بعتاب ….ألن تودعينى يا أمى سأسافر …..
نظرت إليه بانكسار ومقلتيها لم تذق طعم النوم منذ أن أخبرها بقرار سفره ….لاحظ شحوب وجهها وتعبها لكنه حقا يحتاج للسفر والابتعاد هذه المرة لن يستطيع البقاء يجب أن ينسى وإلا سيتألم وهو يرى من دق لها قلبه مع رجل آخر غيره ……نظر إليها برجاء لكى تتكلم لكنها ظلت صامتة فوضع يديه على وجهها وهو يقول بألم ….هل هذا هو عقابك لى يا أمى ؟….هل تحرمينى من سماع صوتك قبل أن أسافر !!….ألن تشتاقى إلى !….سقطت دمعة على خديها كيف ستتحمل فراقه وبعده عنها وهى من تحملت من أجله الكثير والكثير ….حتى لا يبتعد عنها ولكنه ما أن كبر حتى رحل عنها …..
-أمى ….أمى …أمى انظرى إلى أرجوك …ظل يرددها حازم أملًا من ان تلتفت إليه ….نظر إلى ساعته فقبلها قبلة أخيرة ونظر إلى عيناها لثوانى. ..وابتعد وما أن ابتعد بضع خطوات ….حتى نادته بصوت مبحوح
– حازم ….لم تستطع أن تكون صلبة او قوية من دون أن تأخذه بين أحضانها قبل رحيله عنها ….ارتمى بين أحضانها كالغريق الذى وجد أخيرا مرساه…..ظلت تقبله قبلات عديدة على وجهه وقلبها يبكى ألما من فراقه ….فضمها إليه أكثر وهو يقسم بقلبه قبل فمه ….سأعود اقسم هذه المرة لن أطيل البقاء وسأعود ….سأتصل بكى كل يوم
فقالت بنحيب وبكاء وهى تضرب بقبضة يديها على ظهره برفق….لقد قلت هذا عندما سافرت آخر مرة ….قلت أنك ستذهب للدراسة فقط …ولم تعد لم أرك مرة أخرى يا حازم ….حرمتنى منك يا بنى ….خائفة من أن أموت ولا أجدك بجوارى وأنا الفظ انفاسى الأخيرة ….
جلس القرفصاء عند قدميها وقال وهو يقبل يديها الاثنتان قبلات عديدة …..أقسم سأعود …لكن يجب أن أذهب…..لا تجعلينى أتألم من فراقك ….سأتصل بكى كل يوم ….قبل وجنتيها وقال وهو يبتعد عنها …يجب أن أذهب سأتأخر على الطائرة ….قالها وخرج وهى ارتمت على السرير تبكى من رحيل وحيدها…..
قبل والده ثم رحل ….يحاول أن يبقى علي عزمه حتى لا يضعف أمام دموعها …..
دلف إلى الغرفة وجدها ملقية بجسدها على السرير وهى ما زالت تبكى ….فجلس بجوارها وبدأ يربت على ظهرها قائلاً بحنان …..نورا ….وما ان نطق اسمها حتى ارتمت بين ذراعيه وهو أخذها فى عناق قوى وهى تقول بألم ……مراد …ابنى رحل بعيداً عنى مرة أخرى …..
……………………..…………………
جلس على مقعده فى الطائرة يلوم نفسه ما كان يجب عليه أن يعود ….فعودته وبقائه فى مصر سبب له جروح لا يعلم أن كانت ستندمل وتشفى فى يوما من الأيام أم لا ! …سيسافر لكى ينساها ….نعم يجب أن ينساها ….فهو لم يكن يوما عاشقًا لامرأة ….
******************************************************
استيقظت مبكراً ارتدت ملابسها ثم توجهت إلى غرفة والدها وجدته ما زال جالساً على السرير ….فاقتربت منه وعانقته ثم قالت بابتسامة ….صباح الخير سيدى المستشار ….أرى أنك كسولاً وما زالت لم تتحرك من السرير حتى الآن !….فظهرت شبه ابتسامة على وجهه وقال بتعب ….سأبقى اليوم فى المنزل أشعر ببعض التعب ….
فعبست ملامحها بسرعة وجلست بجواره وهى تمرر يديها على وجهه وقالت بقلقٍ وخوفٍ ….ماذا بك ؟!…ما الذى تشعر به ….لن أذهب إلى العمل سأبقى معك اليوم ….سأتصل بالطبيب حالاً ….فنهرها بقوة وهو يقول بخفوت ….لا تقلقى أنه بعض الإرهاق فقط ….سأرتاح وسأكون بخير
فتطلعت إليه بخوف وقالت ….هل أنت متأكد !!….
فضحك بخفوت وقال مؤكدًا . …نعم متأكد …وهيا أذهبي إلى عملك …أصدقائى سيأتون الآن لرؤيتى …هيا بسرعة
فنظرت إليه بلؤم وهتفت بدلال وانزعاج ….إذاً أنت تريد البقاء مع أصدقائك …لكن نور لا تريد البقاء معها ….حسناً حسناً سيدى المستشار ….أنا حقاً غاضبة منك ….قالتها وخرجت من الغرفة …وهو يضحك على تصرفات ابنته التى ستظل طفلة فى نظره ….تنهد طويلاً ثم أسند ظهره على السرير …..
ما أن فتحت الباب حتى رأت أمامها السيد سليم يقف بطوله الفاره أمام الباب وما أن رأها حتى ابتسم ببشاشة …..فقالت نور بابتسامة مماثلة ….مرحبا سيد سليم …كيف حالك ….تفضل
دلف سليم إلى المنزل ورد بوقار. ….بخير ….كيف حالك أنتِ يا صغيرتى
فردت بسرعة وهى تستعد من الخروج …..بخير …سأتركك مع والدى …إلى اللقاء ….قالتها وأغلقت الباب خلفها ….
………………….
سارت فى رواق الشركة وهى تستمع إلى همسات الموظفين عن رحيل ابن صاحب الشركة المفاجئ ….دارت فى رأس نور كثير من التساؤلات عن سبب رحيله ….دلفت إلى غرفة مكتبها ولكن سرعان ما أتى الساعى يخبرها بأن السيد مراد يريدها ……دلفت إلى المكتب فرأته يجلس نفس جلسة ابنه وتعمقه وحتى نظراته إلى الأوراق التى بين يديه …..وضعت يديها على صدرها ما أن شعرت بنغزة غريبة بها …..اقتربت منه ….فرفع السيد مراد رأسه إليها قائلاً بابتسامة ……صباح الخير يا آنسة ….من اليوم سيكون التعامل معى وإذا احتجتى أي شئ أخبريني….
أومأت برأسها متفهمة وهى تصارع نفسها لكى لا تسأله عن سبب سفر ابنه المفاجئ …..خرجت من المكتب وهى شاردة ولكنها سرعان ما نفضت تساؤلاتها عن رأسها ….
***************************************
– إلى أين أنتِ ذاهبة يا أمى ؟! سألها أسامة وهو يرى والدته تتسلل كالصوص ومستعدة للخروج وهو يقف خلفها …..فتصلب جسدها وبلعت ريقها وقالت وهى تلتفت بجسدها وعلى وجهها ابتسامة ….سأذهب لرؤية إحدى صديقاتي القدامة
-حسناً …لكن …..وقبل أن يفتح أسامة فمه ببنت شفة ….عقد حاجبيه وهو يرى والدته ترسل له قبلة فى الهواء وهى تسرع فى الخروج …..عقد حاجبيه فى شك ….وهو متأكد بأن والدته تخطط لشئ ما فتصرفاتها غريبة منذ مدة ….
أخذ نفسا عميقا ثم زفره بقوة وهو يخبر نفسه ….بأن والدته تحتاج حقاً أن تخرج وتقابل صديقاتها فما رأته وما ذاقته من تعب ومرارة لم يكن سهلاً لأى امرأة ….وهى ترى زوجها وحبيبها يموت أمامها ببطء …….تنهد بقوة وهو يفكر بحبيبته التى أخرجته من حياتها منذ أن تركها متألمة ووحيدة …لم يعد يجرأ على الاقتراب منها خوفاً من نفورها ونظراتها التى أصبحت تؤلمه وتحرقه وهو يرى عذابها فهى تحبه حتى وإن كانت تنكر ذلك …….
………………..
-لماذا تأخرت هكذا ؟!قالتها دينا وهى تنظر إلى ساعة يدها الذهبية
-لا تقلقى ستأتي …..رد بها ماجد الجالس بجوارها فى نفس المطعم الذى تقابلا فيه أمس
-أشعر بأن الأمر غريبا كيف سأقابل امرأة أول مرة أراها بها وأيضا سأشاركها ….حقاً يبدو غريباً!! …..هتفت بها دينا بارتباك
فضحك ماجد بقوة وهو يضيف فى نفسه …..وأيضاً والدة حبيبك …..
– ها هيا قد أتت ….نطق بها ماجد وهو يراقب اقتراب السيدة نوال منهما
فنظرت دينا حيث ينظر ماجد ….رأت إمراة متوسطة الطول وملامحها وضحت لها ماأن وقفت أمامها وجهها بشوش وبشرتها خمرية وجسدها ممتلئ بعض الشئ لكنها يبدو عليها الأناقة من ملابسها وحقيبتها غالية الثمن ….حيتها بأدب ثم جلست …..
سار بينهم صمت لعدة ثوانى حتى نطقت المرأة أخيراً وعيناها لم ترفعها عن دينا بنظرات مبهمة بالنسبة لها …….
-سعيدة بمقابلتك ….قالتها نوال بلباقة
-شكرا لكِ …..نطقتها دينا بخجل
استأذن ماجد منهن بأدب وانصرف …..تطلعت نوال إلى دينا بنفس النظرات …..
-أنتِ جميلة ….قالتها نوال وهى تنظر إلى دينا بابتسامة جعلت عينا المرأة تلمعان. ….رفعت دينا رأسها وبدأت حمرت الخجل تظهر على خديها وقالت بخفوت
-شكرا لكى
– حسنًا ما رأيك أن نتمشى ونتحدث أفضل من الجلوس ؟!…قالتها السيدة نوال وهى تستعد للوقوف ….نظرت إليها بتعجب وردت بارتباك واستغراب لم تستطع اخفائه …..نعم بالطبع ….لا مشكلة
خرجتا من المطعم وبدأتا فى السير ودينا تراقب المرأة التى لم تختفى ابتسامتها منذ أن تحركتا……
جلست بجوارها وهى تراها تتوقف وتجلس على أحد المقاعد الخشبية الموجودة على الرصيف الكبير …..
-حسنا أخبريني ما هو عملك ….ما هو مشروعك ….قالتها السيدة نوال وهى تلتفت ناحية دينا تحدثها وجها لوجه ….
-الحقيقة لا أعرف لكن أنا كان لدى محل للملابس ولكنى تركته منذ مدة
– حسناً لا مشكلة …لكن هل تفكرين فى فتح آخر …او هل تفكرين فى شئ مختلف ….سألتها نوال حتى من دون أن تسالها عن سبب تركها لعملها
– لا أعلم …لكننى عملت فى هذا المجال لأنه كان أمامى ….
ابتسمت السيدة نوال بخفوت ….حسناً ما رأيك ان تفكرى قليلا فى المجال الذى تحبين أن تبدأ به ….و أنا معك فى أي شئ
عقد حاجبى دينا بشدة متعجبة من تلك المرأة التى أمامها …..
………………….
أغلقت دينا باب الشقة ببطء ما ان دلفت إلى الشقة تفكر فى حديث تلك المرأة التى تتحدث بعفوية وكأنها تعرفها منذ زمن …..لم ترى أشخاص مثل تلك المرأة منذ وقت طويل طويل للغاية …..ألقت الحقيبة بعنف على الأريكة وهى تغلق عيناها بقوة وتتنهد بصوت مسموع وألم …..لقد اشتاقت إليه ….نعم لا تستطيع أن تقول أنها لا تحبه بعده عنها سبب لها الألم لقد كانت تحتاجه ولم تجده لا تستطيع ان تنسى ذلك …لكن ماذا ستفعل هل ستقدر على بعده عنها بعد ان رأته مرة أخرى ….هل ستستطيع أن تنساه …بدلت ملابسها والأفكار تدور فى رأسها بدون توقف ….لماذا لم يأتي مرة أخرى إليها …..هل يدرب قلبه على نسيانها ….وهل سيستطيع …..تأففت بغضب وهى تدلف إلى الغرفة التى تقضى فيها وقتها …..تطلعت فى أرجاء الغرفة الممتلئة باللوحات وأدوات الرسم ….لم تدخل إلى هذه الغرفة منذ وقت طويلٍ طويلٍ جدااااً…..نعم منذ أن أتى سيف إليها آخر مرة عندما نام على فخذيها ورحل وبعدها عرفت بأمر زواجه ….نعم منذ ذلك اليوم يبدو أن ذاكرتها ترفض نسيان ما كان سبب ألمها وعذابها…..تنهدت بضعف وعيناها تنظر إلى الشخص المرسوم على تلك اللوحة التى تتوسط الغرفة…. وستائر النافذة البيضاء تتحرك بغير هدى فى الغرفة تعلن عن بدأ رياح الشتاء العنيفة ….تحركت ببطء وأغلقت النافذة بقوة كبيرة رغم شدة الرياح إلا أنها تمكنت من إغلاقها …..عيناها التقطت مرة أخرى تلك الصورة لمن كان سبب فى عذابها هذا إلى من كان من الممكن أن يكون أمانها…..هى من رسمت تلك اللوحة له وهى تنتظر قدومه لكنه لم يأتي وعندما أتى يطلب منها السماح ….لكنها بشر كيف تستطيع السماح كيف …..
*******************************************************
نزلت درجات السلم الحديدى بعد أن انتهت من تنظيف تلك اللوحة المعلقة على الحائط فى غرفة الصالون الكبير فاليوم هو يوم التنظيف بالنسبة لها فى كل أسبوع رغم أن هناك خادمة تأتى إليها كل أسبوع لمساعدتها فى كل شئ إلا أن هناك بعض الأمور والأشياء فى المنزل تحتاج إلى عنايتها وتنظيفها بنفسها …..وأصبح الأمر أكثر صعوبة منذ أن أنجبت ميا التى لا تكف عن البكاء فقد اعتادت منذ أن ولدت على حملها باستمرار وازداد الأمر سوء بتعلقها بحسام لا تنام إلا بعد أن يهدهدها والدها وأحيانًا يغنى لها أحد الأغانى بصوته الشاذ والعجيب أنها تنام بعد كل هذا ……مسحت حبيبات العرق بظهر يدها وهى تتأفف من التعب فالمنزل كبير يحتاج لأكثر من اثنان لتنظيفه رغم أنها تحدثت مع حسام أكثر من مرة منذ زواجهم ان ينتقلوا من هذا المنزل ويسكنوا فى منزل متوسط ويكون فى نفس الوقت مناسب لهم إلا أنه رفض هذا الأمر وبشدة …..رغم أن هذا المنزل لم تطأه قدم أى منهم إليه إلا عندما تزوجا فقد اشتراه حسام ما أن وافقت على الزواج به ….إلا أنه يرفض وبشدة فكرة ترك هذا المنزل والتنقل إلى اى منزل آخر …..سمعت صوت جرس الباب فعقدت حاجبيها بتعجب من من الممكن أن يكون الطارق …..فحسام يعلم أنها فى هذا اليوم بالتحديد تقوم بالتنظيف لذلك لا يأتي إلا عندما تتصل به فهو لا يحب ان يكون موجودًا فى هذا اليوم بالذات ….ما أن سمعت صوت إغلاق الخادمة للباب حتى وقفت فى مكانها منتظرة ان تأتى الخادمة إليها ….أتت الخادمة وناولتها أحد الأظرف وهى تقول ……أن هذا الظرف قد أحضره ساعي البريد باسم السيدة بثينة …..تناولت منها المظروف وحاجبيها منعقدان بشدة …وبعد ذلك طلبت منها الذهاب إلى غرفة ميا وتفقدها…..جلست على أحد الكراسى وهى تبحث عن من من الممكن أن يكون قد أرسل هذا؟!!! …….فبدأت بفتحه وجدت مجموعة من الصور …..نظرت إليهم بصدمة وهى تضع أحد يديها على فمها وتمنع نفسها عن البكاء من هول ما رأت ….انزلقوا من يديها وعيناها غائمتان من الدموع أغلقت عيناها بشدة فتساقطت الدموع حارة على عيناها فبدأت شهقاتها تعلو وانفجرت باكية وهى تضع يديها على وجهها من الألم …..نظرت بطرف عيناها إلى الصور مرة أخرى وهى ترى زوجها ….زوجها الذى اعتقدت أنه أصبح حقاً مخلصاً لها ….يعانق فتاة ما ويضمها إليه ….وأخرى وهو يقبلها …وغيرها وهو يضع يده أسفل خصرها. ….صرخت بقوة وهى تضرب بقبضة يدها على فخذها من الألم فالألم والغدر والخيانة التى تشعر بها الآن أكثر ألما من أي شئ …..لماذا يحدث لها هذا؟؟ ….إلا يحق لها السعادة ؟؟….لماذا؟؟!! ….ظلت ترددها بحزن ….
ظلت جالسة فى مكانها كالصنم لدقائق إلى أن أتت الخادمة وهى تحمل ميا ….ظلت الخادمة تردد كلمات لم تسمعها بثينة فهى تشعر بأنها لم تعد قادرة لا على ان تستمع ولا ان تتحدث ….إلا أن ايقظتها صوت بكاء ميا المستمر وصراخها فتحركت بتثاقل وهى غير شاعرة بقدميها ….وأخذت منها الطفلة وأمرتها بالرحيل ….بدأت إطعام الطفلة رغم شرودها وصراخ طفلتها المستمر وهى تنتظر الملعقة لكى تقترب من فمها ووالدتها شاردة فى عالم آخر ….اطعمتها وجعلتها تنام بصعوبة فعليها أن تفعل شئ ….وضعت طفلتها على السرير فى غرفتها وتوجهت حيث الصالون مباشرة وبدأت فى جمع تلك الصور وهى تحبس دموعها …..وبعد ذلك عادت إلى الغرفة مرة أخرى وسحبت الحقيبتان من جانب الدولاب وبدأت فى إخراج ملابسها بعنف ….انتهت من جمع ملابسها وملابس ميا ….وبعد ذلك توجهت حيث الحمام بدلت ملابسها وجلست على الأريكة وهى فى انتظار مجيئه ……..
بعد ساعتان من جلوسها
أدار مفتاح الباب بتعب فاليوم كان متعباً بالنسبة له ….يفكر فى أخذ أجازة طويلة والذهاب فى رحلة هو وبثينة وميا فقط ….سيحاول فى تلك الفترة أن يقترب منها ويعلمها حقاً أنه يحبها ….فظهرت ابتسامة على ثغره وهو يفكر ً أن هذا الأمر سيكون حقاً رائعاً ……دلف مباشرة ًإلى المنزل فوجد بثينة جالسة على الأريكة ووجهها لا يوحى بأي تعبير…..ابتسم بخفوت وهو يقول وهو يقترب منها …..
-لماذا لم تتصلى بى اليوم عندما انتهيتى مثل كل مرة من التنظيف ….
لم يجد منها إجابة فاقترب منها أكثر وانحنى وهو يحاول تقبيلها لكنها منعته بيديها فعقد حاجبيه ….ولكنه قال بدلال وهو يقترب منها هامساً فى أذنيها ….أنا متعب احتاج للراحة ….أغلقت عيناها بشدة وأنفاسه الحارة تلفح جانب عنقها وابتعدت عنه وهى تقول بخفوت وعيناها مسلطة على أصابع يديها باهتمام وارتباك واضح …..سأترك المنزل لعدة ايام وأخذ ميا معى …..
تطلع بها بنصف عين وقد وصل به التعب والملل لعدم قدرته على المشاجرة أو المجادلة معها …فألتفت إليهايطلب منها أن تعيد ما قالته مرة اخرى ….
-فلتكررى ما قلتيه ….قالها وصبره أوشك على النفاذ فردت بقوة ثابتة …..سأترك المنزل لفترة …أحتاج إلى الابتعاد
فرد هو بكل برود ….لماذا حبيبتى تريدين الابتعاد …هل هناك شئ ؟؟!!….
فهتفت غاضبة وهى تقول بألم …..لقد تعبت …أحتاج ان أجمع شتات نفسى …أحتاج أن أجد نفسى ….لذلك أرجوك اتركنى لمدة
-أن كنتى مريضة ابقى فى منزلى لكن لن تخرجى من هنا أبداً….هتف بها برود وتحرك بضع خطوات وتوقف وهو يلف عنقه ناظراً إليها بألم …..
تهاوت جالسة على الأريكة وهى تمرر أصابع يدها المرتجفةعلى وجهها من التعب والألم …..هل تبقى معه بعد أن رأت خيانته …..بقيت جالسة فى مكانها تفكر فى حل لما هى فيه …..تحركت بعد نصف ساعة وهى تتأوه من آلام ظهرها ورأسها من الصداع الشديد …..دلفت إلى الغرفة وجدته مستلقيا على السرير وهو يداعب ميا بأصابع يده بشرود …..تأفتت ثم اقتربت من السرير وما كادت تضع يدها لتحمل الطفلة حتى نهرها بخفوت …..لا اتركيها ….أريدها أن تنام بجوارى اليوم …..
نامت الطفلة بصعوبة بعد ساعات من لعبها مع حسام …….هو أخذ الطفلة بين أحضانه وأغلق عيناه وهى بدلت ملابسها ونامت على طرف السرير معطية ظهرها له …..
فاقترب منها وهو يضع يديه على خصرها ضاماً ظهرها إليه بشدة يحتويها وهى تشعر بضربات قلبه قرب جسدها فبدأ بالهمس قرب أذنها
– هل تشعرين بالتعب من شئ ما !!!….ماذا بكى حبيبتى ؟…..هل تنظيف المنزل يجعلكى متعبة أستطيع أن أحضر خادمة أخرى تقوم بالتنظيف الكامل للمنزل تعلمين إننى أستطيع ذلك!! …..ولا أعلم سبب اصرارك على ترتيب بعض الأشياء بنفسك! ….وأيضا إن اردتى أستطيع أن أحضر مربية لمايا ….أصبح مستوانا أفضل منذ أن …..بتر عبارته وهو لا يريد أن يكمل جملته ….بمنذ أن شارك والدها ….نعم فهو منذ أن شارك سليم السيوفى وقد أصبح حاله أفضل من السابق بكثير ….أصبح لديه حساب كبير فى البنك وسيارة جديدة الطراز ومنزل كبير ….لم يكن حتى يحلم بأنه سيصل لكل هذا ……
ابتعد عنها وهو لا يجد أي ردة فعل منها بعدأن اقترب منها وعقد ذراعيه خلف رأسه ناظراً إلى سقف الغرفة بعد أن عاد إلى مكانه على طرف السرير وطفلتهما فى المنتصف بينهما
انكمشت بجسدها أكثر وعينيها ترفض نسيان ما رأته من صور ……هل تنسى وتتغاطى عن كل شئ أم …أم ترحل وتأخذ ابنتها وتبتعد ….لكن أين ؟؟؟؟….
*************************************************
تأفف بغضب وهو يغلق باب الغرفة ويراها نائمة على السرير ….منذ أن نطقت بكلماتها تلك ….وبعد ذلك اليوم الذى تركته فيه غاضباً وذهبت للنوم ….وهو يراها كل يوم نائمة عند عودته وكأنها تتجنبه بنومها هذا …..خلع سترته وألقاها بعنف على السرير هاتفاً بحدة فهذه المرة لن يجعلها تتهنى بنومها أبدًا …هو رجل ويحتاج إلى اهتمام زوجته …..
أروى ….أروي
أدارت جسدها للجهة الأخرى ….فتنهد بصوت مسموع وهو يلعن بقوة …..صارخاً بعنف
-تباً لك لماذا أنتِ نائمة حتى الآن!!!!!! ….
فنهضت جالسة على السرير بتعب و فزع وهى تتأفف من صوته العالى الذى أقلق نومها …..
-لماذا تصرخ بهذه الطريقة !؟؟….ماذا هناك قالتها؟؟!! بخفوت
سخر بقوة قائلاً بغضب واستنكار …..ماذا !….ماذا هناك؟!! ….هناك انكِ نائمة دائماً ….وأنا مثل أي رجل أحتاج لأهتمام زوجتى ….
-وكيف تريدني أن أهتم بك هل أطعمك مثلاً ….قالتها بسخرية
-أروى تأدبي ….قالها وعيناه تنذر بالشر ….
بلعت نظراته بخفوت ثم قالت بهدوء ……حسناً ما الذى تريده سيدى
أغلق عيناه وهو يصتك على أسنانه وهو يستمع لسخريتها الواضحة ….فنظر إليها بقوة وهو يأكلها بنظراته قائلاً بخفوت
– أحتاج أن أتى وأرى زوجتى فى انتظارى مثل أي رجل ….وأشعر باهتمامها بى ….
ما أن ابتعدت عن السرير وحاولت الوقوف حتى شعرت بدوار عنيف جعلها تجلس مرة أخرى على السرير وهى تضع يديها على جبينها تحاول فتح عيناها الزائغتان…..لاحظ تراجعها على السرير ويديها التى تضعها على جبينها …..فقال باهتمام حاول اخفائه …..ماذا بكى هل أنتِ بخير !!
فردت بخفوت …..أشعر ببعض التعب ….ثم تابعت وهى تنظر إليه مبتسمة …..لا تقلق أنا بخير
فضم يديه إلى صدره قائلاً بتعالى …..ولماذ أقلق ….أنا غير مهتم ….لكن أرجو أن تتحركى وتعدى لى العشاء أن كنتى لا تمانعين
تألمت من كلماته بشدة بقدر ألمها الذى تشعر به فى جسدها ….وتحاملت على نفسها وابتعدت عن السرير وخرجت من الغرفة
تنهد بصوت مسموع وهو يقول فى نفسه ويبرر طريقته ….بأنها هى من أدته إلى فعل ذلك ….هى من اضطرته لمعاملتها بقسوة خصوصاً بعد كلماتها تلك له آخر مرة وأيضا تجنبها المستمر لها ولا يعلم أن كان مقصوداً أو غير مقصود منها …..
تأففت بغضب بعد أن سقط الطبق من يديها وهى تعد الطعام فى الأطباق ….وما كادت تنخفض بجسدها لجمع أشلاء الطبق المكسور ….حتى أتت إليها الخادمة مسرعة وهى تساعدها فى الوقوف قائلة …..اتركيه سيدتى سأقوم أنا بجمعه ….ووضعت يديها على ظهرها تساعدها فى الجلوس على كرسى طاولة المطبخ ……ووضعت الخادمة بعض الحليب فى كوب وناولته لأروى التى رفضته بشدة متقززة من رائحته لكن الخادمة أصرت على تناوله فأخذته أروى على مضض …..فقالت الخادمة بعتاب ……لماذا لم توقظينى سيدتى وكنت سأقوم أنا بتحضير العشاء للسيد….لكن ماذا بكى سيدتى أراكي متعبة منذ مدة
فقالت أروى بخفوت ….لا أعلم أشعر بالتعب ….وأصبحت أنام كثيراً أكثر من المعتاد ودائماً جسدى متعب
فقالت الخادمة بابتسامة وصلت لعيناها وفرحة ……سيدتى أنتِ حامل
سعلت أروى بشدة ما أن سمعت كلمات الخادمة حتى أحمرت وجنتيها فقالت بعد هدأت وهى تنهرها بخفوت ……اصمتى ما هذه التخاريف وهل كل امرأة متزوجة تتعب بعض الشئ تكون حاملاً
فزمت الخادمة فمها وهى تقول بامتعاض وتأكيد …..لا سيدتى ….لكن ما تصفينه الآن هى أعراض حمل وأنا أعرف أكثر منكِ لأننى امرأة متزوجة وأيضا أم لثلاثة أطفال
شهقت أروى وفتحت فاها وهى متعجبة كيف تكون فتاة تبدو حتى أنها أصغر منها ومتزوجة وأيضًا أم لثلاثة أطفال …..فقالت بلطف محاولة منها تغير مجرى الحديث وتعجب …..أنتِ متزوجة وأم!! …..
فضحكت الخادمة بقوة ….وبدأت تثرثر وتقص عليها كيف تزوجت بمن أحبته وأنجبت منه وهى تضع الطعام فى الأطباق وما كادت تحمل الصينية ….حتى رفضت الخادمة بشدة وهى تصرخ وقالت أنها هى من ستقوم بنفسها بتوصيل الطعام للسيد وهى لا يجب عليها أن تتعب نفسها فيبدو من أعراضها هذه أن حملها لن يكون سهلاً بل متعب …..حتى أنها أمرتها بأن تأكل مع زوجها ولا تظل هكذا فهى لم تذق الطعام منذ الصباح …..ابتسمت أروى من كلمات تلك المرأة التى تشعر وكأنها والدتها أو إحدى صديقاتها من كلامها المستمر دون توقف …..لكنها سرعان ما تغيرت ملامحها وهى تفكر فى كلماتها هل ممكن فعلاً أن تكون حاملاً ….صعدتا درجات السلم والخادمة تحمل صينية الطعام حتى وصلتا للغرفة فتحت أروى الباب لها ودلفا ووضعت المرأة الصينية وما أن استدارت حتى شهقت بقوة وهى ترى سيدها يخرج من الحمام عارى الصدر خرجت من الغرفة بخطوات متعثرة وهى تضع يديها على وجهها من الخجل ….أحمرت وجنتا أروى خجلاً وارتباكاً من وقوفه اللامبالي هكذا فأدارت جسدها وأعطته ظهرها تحاول إخفاء خجلها. …..فضحك بخفوت وهو يراقب خروج الخادمة المتعثر وزوجته التى أصبح وجهها مثل حبة البندورة …..فجلس على الكرسى أمام طاولة القهوة الموضوع عليها صينية الطعام وبدأ فى تناول الطعام …..
جلست أمامه تحول تجنب النظر إليه وهو ينظر إليها بابتسامة ماكرة ….أكلت بعض اللقيمات وما أن دخلت جوفها حتى اضطربت معدتها ووضعت يديها على فمها مسرعة إلى الحمام ….ما أن وصلت إليه حتى افرغت كل ما فى جوفها وجبينها تنزل منه حبيبات العرق و أصبح شاحباً ….تنفست بصعوبة وقدمها أصبحت كالهلام لم تعد تستطيع التحرك بها او حملها فجلست على أرضية الحمام الرخامية وعيناها غائرتان خوفاً من أن يكون كلمات تلك المرأة صحيحا وتكون حقاً حاملاً …..رجعت بيديها الاثنان شعرها للخلف بتعب وهى تحاول التذكر متى آخر مرة كانت دورتها الشهرية ….
– هل أنتِ بخير …هتف بها سيف وهو ينظر لجسدها الملقى على الأرض وتعبها الواضح على وجهها ….انتفض جسدها وهى تستمع لكلماته وعيناها محمرتان …..رأها تحاول رفع يدها و الاستناد على الحوض فاقترب منها بسرعة ووضع إحدى يديه أسفل ظهرها والأخرى أسفل قدميها وحملها خارجا من الحمام …..سارت قشعريرة على طول عمودها الفقرى وشعرت بارتباك ويديها تلامس
صدره وظهره العاريان حتى وضعها على السرير برفق ….ودثرها بالغطاء …..بلعت ريقها وهو يضع إحدى يديه على جبهتها يتفحص درجة حرارتها …فعبس وجهه وهو يقول بغضب …..جسدك دافئ ….منذ متى وأنتِ هكذا ….ثم أضاف بحدة ….ووجهك شاحب أيضاً ….لماذا تهملين نفسك هكذا؟؟!!! …..انكمش جسدها وهى تستمع لنبرته تلك حتى أن بعض الدموع ظهرت بين مقلتيها …..
شتم بخفوت قائلاً بتأسف. ….آسف ….لكن أنتِ من تضطرينى إلى ذلك ….ولماذا لم تذهبى إلى الطبيب طالما أنتِ مريضة …..وأبتعد عنها وهو يقول ….حسناً سأتصل بماهر حتى يأتي لفحصك
– لا ….قالتها بسرعة مما جعله يعقد حاجبيه فى شك
فقالت بخفوت ….لا تقلق سأكون بخير ….لا أريد أن يقلق ماهر أو والدى علي ….سأنام جيداً اليوم …وإن لم أتحسن غداً سأذهب إلى الطبيب لا تقلق
ضم شفتاه مفكراً ثم عاد ونام بجوارها …..وعيناه تنظر إليها باهتمام وحيرة كبيران ….انتفض جسدها وهو يحتضن يدها بيديه قائلاً بصوت منخفض …..يدكى باردة ….هل تشعرين بالبرد
فردت بخفوت وهى تنظر لعيناه المسلطة عليها وقلبها تزداد خفقاته…..نعم قليلاً …..قالتها وبلعت ريقها
ومن دون أن ينطق ببنت شفه جذبها إلى صدره وحاوط خصرها بيديه وثبت رأسها على صدره الدافى ……وهى تشعر بسخونة جسده فقبل جبينها وهو يقول بحشرجة ….هذا أفضل لكى تكونى دافئة ….وتتحسنى…..قالها وهو يقبل عيناها المغلقتان من هول مشاعرها المتأججة وهى تلامس جسده العارى …..محتويا إياها بدفء وحنان …..
***********************************************************
تدقيق ….
أ : وسام ممدوح

error: