رواية..(عندما يعشق الرجل)

الفصل الرابع عشر (جزء 2)
وقف مستندا بجسده على سيارته السوداء كحال كل شئ فى حياته ضاما كلتا يديه إلى صدره ينظر إلى باب المراب متاهبا ….فاليوم سيقوم بإنهاء كل شئ ….حتى لا يبقى ذلك ال مازن له ذكرى فى حياتها إلى الأبد ….اليوم هو يوم عودته إلى العمل بعد ان أنهى مدة اجازته لقضاء شهر عسله السعيد ….علم من الموظفين انه سياتى اليوم ….لذلك هو لم يتحمل الإنتظار فى المكتب الخاص به حتى ياتى …فاليوم هو سيقوم بمحو ذلك ال مازن نهائيا حتى لا يفكر حتى من الاقتراب من نور …وهو بطبيعته لن يتحمل أن يبقيه وهو يعلم أن المرأة التى يحبها كانت تكن له مشاعر …او ربما ما تزال هناك مشاعر نحوه ….تنهد بقوة يشعر لأول مرة فى حياته بألم كهذا الألم فى صدره يقبض على روحه ….لقد احبها منذ ان راءها اول مرة وسرقت عقله وقلبه منه ….اراد ان يستغل عدم حضورها اليوم بسبب حفلة خطوبة صديقتها تلك …وحمد الله انها لن تكن موجودة لرؤية مازن للمرة الأخيرة ….اعتدل فى وقفته ما ان رأى سيارة مازن تتوقف فى مكانها ….فترجل منها ذلك الأخير وعلى وجهه السعادة ….وأغلق بابها وقبل أن يتوجه حيث المصعد اوقفه حازم باستهزاء. ….مبارك لك الزواج ….وكتهنئة انا لا اريد ان ارى وجهك فى شركتى
فرد مازن بارتباك ….لماذا سيد حازم ما الذى فعلته …
فنظر إليه حازم بازدراء والتف بجسده مستعدا للرحيل …لاننى لا احب ان ابقى فى شركتى شخص قذر مثلك
فقال مازن بمكر ….حسنا سيدى …أهنئك ستكون اخيرا بقربها …فلا أخفى عليك فأنا قد لاحظت نظراتك لها ….ثم تابع باسف مصطنع …..لكن احب فقط ان اقول لك شيئا لكى لا تخدع ….فمثلما كان قلبها لى كان كذلك جسدها
تسمر حازم فى مكانه ما ان سمع آخر ما نطقه مازن
-مثلما كان قلبها لى كان كذلك جسدها
تخشب حازم فى مكانه وهو يستمع لذلك القذر الذى يحاول أن يلوث براءة شخص كنور بقذارته
فالتفت بجسده إليه وضم يديه اليمنى فى قبضة كانت تشتد أكثر ….وعيناه تحمر كالنار المستعرة من ما سمعه ….فقال بحغيف ينذر بالخطر …..إياك ان تنطق بكلمة أخرى ….فأنت اقذر مما توقعت …
فقال مازن كثعلب ماكر. ….أن كنت لا تصدقني اذهب واسالها او أقول لك اذهب وتأكد بنفسك ….لماذا تعتقد انها بكت بحرقة عندما تزوجت ….ماكاد ينطق كلمته حتى انقض عليه حازم يلكمه بقوة جعلته يتراجع للخلف وسأل دماء فمه
فابتسم بمكر وانتصار وكأنه حقق ما يريده وقال …..لقد قلت لك انك لا تصدقنى اذهب واسالها …نور…
فهتف حازم بغضب وهو يمسك الأخير بياقة قميصه …..اياك ان تنطق اسمها على فمك ….انك اقذر من أن تلوثها بفمك
وبدء يلكمه بقوة…ولم يتركه إلا بعد ان خدلتا يديه وتنفسه ازداد …..فوقع الآخر و عظام فكه محطمة وعيناه وفمه تملاها الدماء …فقال حازم وصدره يعلو ويهبط من هول غضبه المتاجج ….إياك ان أرى وجهك مرة أخرى فى هذه الشركة هل فهمت ….ثم هتف محذرا إياه بأعين سوداء …..أقسم إننى ان رأيتك أمامى مرة أخرى سانسفك من على وجه الأرض واجعلك تندم على اليوم الذى قابلتنى به ….او حتى عرفتنى. …وإياك ثم إياك ان تنطق اسمها على فمك ….ثم بصق عليه بقرف وصعد سيارته مصدرا صريرا عاليا منطلقا بسرعة ومن هول سرعته أثناء خروجه ضرب أحد السيارات التى تحطمت مراتها …..
مسح بيديه دماء فمه وعلى ثغره ابتسامة مكر وهو يحاول الوقوف ……لا يعلم كيف نطق بهذه الكلمة ….ما الذى جعله يدنث شرفها بهذا الكلام ….لكنه يعلم جيدا انه بابتعاده سيقترب حازم من نور ….لكن كل ما هو متأكد منه ان حازم لن يفكر مجرد تفكير فى نور وهو يعلم أن هناك رجل آخر قد لمسه قبله …..منذ ان أتى حازم إلى الشركة وهو قد لمح نظراته لنور الذى هو بخبرته وكرجل عرف معناها انها نظرات عاشق لامرأة ….لكنه على الاقل إستطاع أن يزرع بذور الشك فى قلبه الذى سيجعله يبتعد عنها تماما ….حتى يستطيع هو ترك زوجته والعودة إلى نور مرة أخرى ….فرغم انه كان على علاقة مع هايدى إلا أنه لم يعد يشعر بشئ من ناحيتها وندم أشد الندم على تركه لملاك كنور والزواج من هايدى التى لم ولن تصلح إلا أن تكون ليست أكثر من عشيقة ….امرأة لرغباته فقط …..صعد سيارته وهو يسب ويلعن حازم بغضب فقد تكسرت عظامه ألما …..انطلق بعد ان بخ سمه القذر وذهب ……..
اشتدت قبضتا يده على المقود وصدره يعلو ويهبط من الغضب والأفكار تتقاذف إلى رأسه ….لا …لا يمكن ان يكون كلامه صحيحا ….نور أنقى وأكثر براءة من أن تعطى لشخص كهذا جسدها ….لا لا يمكن أن يكون صحيحا …ظل يرددها حازم فى الم …
*****************
جلست على كرسى المرآة وهى تنظر لانعكاس صورتها بها بحزن وهى تتذكر ما حدث عند مقابلتها لوالدتها…..هل يوجد ام بهذه القسوة …لقد شعرت بجفاء والدتها ….هل والدتها تكرهها لأنها من الرجل الذى عاشت معه أسوء ايام حياتها …لكن ما ذنبي انا سألت نفسها فردت بتهكم …..ذنبك انكى ابنته …..سمعت صوت الباب يفتح ووالدها يقف بجسده الصلب الذى لم يغيره الزمن رغم سنواته التى تخطت الخمسين عند الباب …كان يرتسم على وجهه ابتسامة ….فاقترب منها وقال بهدوء …..انا سعيد لانكى أخيرا وافقتى على الارتباط والزواج ….ثم اقترب منها أكثر قائلا بحنان …..ريم كل ما اتمناه لكى عزيزتى هى السعادة ….وأيضا لقد حدثتنى جدتك عن مالك واخبرتنى انه شخصا رائع. …وأنا أيضا قد تحريت وبحثت عنه …..وكان كل شى فى صالحه ….وسيم ومهندس كبير فكما يقولون لا تشوبه شائبة ….فانخفض بجسده إليها وامسك بيديها فغرقت عيناها بالدموع فشدها إلى أحضانها وقال بنبرة دافئة. ….ريم انتى أغلى ما عندى فى هذا العالم ….مبارك لكى حبيبتى ….اتمنى لكى السعادة دائما. ….
ثم ابعدها عنه وهو ينظر إليها ثم خرج من الغرفة ….تعلم ان والدها حنون رغم صلابته ….لكنه من الأشخاص الذين لا يحبون أن يظهروا ضعفهم ….رغم بعده عنها إلا أنه كان يعرف ويتابع كل شى يخصها من خلال الهاتف من جدتها …ولكن ما كان يشغل تفكيرها دائما سبب عدم زواجه مرة أخرى منذ ان انفصل عن والدتها ….لكن حقا هى سعيدة بهذا فعلى الأقل لم يجلب لها زوجة أب لتعاملها معاملة سيئة
خرجت من أفكارها على صوت رنين الهاتف معلنا وصول رسالة فتحتها فوجدت الآتى “اياكى ان تضعى اى شئ على وجهك والا ..واياكى ان تتحركى من مكانك عند عقد القرآن انا ساتى بنفسى هل فهمتى ”
فتاففت بغضب وهى تسبه وماكادت تفعل حتى وصلت رسالة أخرى “لقد عرفت انكى قمتى بالسب والشتم ….ألم أقل لكى سابقا .. لا تفسدي أنوثتك بالشتائم فمهما فعلتى ستكونين غاية فى الأنوثة “ثم وضع وجه بقبلة. ….فقالت بغضب …. قليل التهذيب ….فأرسلت رسالة أخرى فتحتها “انا سأكون زوجك خلال دقائق. ..إذا يحق لى هل فهمتى “ثم وضع وجه غاضب ….
دلفت كلا من أروى ونور إلى الغرفة قائلة الأولى بفرح …..أخيرا ريم ستتزوج حقا انا لا أصدق ….بالتأكيد انا احلم …لقد تركت ريم حياة العزوبية أخيرا …
فقالت نور بسرور بالغ ….انا أيضا سعيدة من أجلك ….لانكى وجدتى أخيرا الحب
فردت ريم بسرعة وحدة ….انظروا إلى تلك الغبية ما زالت تقول حب ….نور لقد أخبرتك سابقا لا يوجد شئ يدعى الحب الرجل سيتزوجك وبعد ذلك سينسى كل شئ ….ولكى تكونى سعيدة عليكى ان تتبعى الاتى ….ثم تابعت كلامها رافعة سبابتها ….القاعدة الاولى …كفى عن البحث عن الحب …ثم رفعت اصبعها الثانى متابعة ….ثانيا توقفى عن الجرى وراء الأحلام المستحيلة فمن الموكد ان هناك أمورا أهم فى حياة ….ثم ابتعدت عن الكرسى وهى تقترب منها قاءلة بحنان ….هل تعلمين ما هو الأهم …فرفعت نور اهدابها وعيناها تترقرق بهما الدموع فقالت ريم بحنان ….انتى …انتى يا نور أغلى من أن تكونى ملكا لشخص مثل مازن ذاك ….أرى الدموع فى عيناكى من أجله …اياكى ان تحزنى لتركه لكى ….فتشجعت وقالت …..انا أريدك أن تكونى قوية ….لا أريدك هشة يا نور
خفضت نور اهدابها بألم ….فقالت أروى بمرح حتى تنهى هذا الجو الكئيب …..حقا أنتما الاثنتان تستحقان الضرب الآن ….هل هذا وقت الكلام عن مازن ….ثم أشارت إلى ريم قاءلة بغضب ….ما هذا يا انسة انتى لم تجهزى نفسك بعد …حقا تستحقين الضرب على رأسك ….
فنظرت إليها ريم بغضب فنهرتها الأخرى وهى تقول بلهجة آمرة ونبرة تحذير …..هيا أمامى ….واياكى ان تعترضى. ……
……………………
تم تجهيز حديقة المنزل ليجلس الرجال بها والنساء داخل المنزل ….وضع عد من الكراسى فى الحديقة لان الحفل لم يكن كبيرا حضر فقط من عائلة السيوفى ….الحاج رشاد ومعه زوجته وابنته وزوج ابنته عادل وماهر وابن أخيه مراد وزوجته وابنه الآخر سليم …الذى ما ان راءه سيف حتى جلس فى مكان بعيد عن عائلة السيوفى بأكملها ….أما عائلة الحسينى فقد كان موجود الحاج سليمان ووالد ريم وكاسر ابن عم ريم ….وماجد وأسامة حضرا وعدد قليل من أصدقاء مالك المقربين ….
نظر سيف بعيناه حيث مكان دخول أروى ….وهو يقسم فى نفسه انه لولاها لما أتى ابدا ولما حضر شى يخص عائلة السيوفى …لكن هى من أصبحت تربطه بهم …..ظهر الانزعاج على وجهه وهو يفكر بأنه من الممكن أن يدخل بقدماه أحد منازل عائلة السيوفى …..لمحها عندما راءها تقف عند باب المنزل وهى تبحث عن أحد وما كاد يقف حتى لمح والده يقترب منها فاحتضنته إليها بسرعة ووقفت تتحدث معه قليلا ….فارتسم العبوس على وجهه واشتدت قبضة يده حتى ابيضت عروقه ……فاصتك على أسنانه وهو يقول …..حسابى معك سيكون فى المنزل ……
………….
هنأ الجميع مالك بعد ان أتم المازون عقد القرآن ..فاقترب سيف من مالك بثبات قائلا….مبارك يا مالك
-شكرا لك قالها مالك بفرح
-أخيرا مالك السيوفى سيتزوج ونرى حربه مع ريم هناءه كاسر وهما يتعانقان ….فضحك مالك وقال …..عندك حق يبدو انه قد بدأت الحرب …ابنة عمك ليست سهلة
ثم قال كاسر موكدا وهما يبتعدان عن بعضهما …..لا يوجد امراة فى عائلة الحسينى سهلة …لذلك حقا أقول لك فاليكون الله فى عونك
فضحكا الاثنان بسعادة
……………
جلست ريم على أريكة الصالون فى الغرفة الكبيرة التى يجلسن فيها النساء …..وهى تفكر فى حياتها التى ستبدأ مع مالك …..فهى الان أصبحت زوجته فعلا ….لكن كيف سيكون معاملته لها حقا لقد أصبحت تشعر بالخوف الذى بدء يتغلغل إلى اوصالها…..
كانت تجلس أروى بجوار ريم على الأريكة ….لا يشغل تفكيرها غير نظرة سيف لها الغاضبة فتنهدت بقوة قائلة فى نفسها ….اتمنى ان يمر هذا اليوم على خير
أما نور فقد اندمجت مع الجميع بسرعة وأخذت تتبادل معهم أطراف الحديث حتى انها جلست بجوار نورا والدة حازم ….التى ضمتها بشدة إليها ما ان رأتها وظلاتا تتحدثان عن أمور شتى …شعرت خلال كلامها بعفويتها وحنانها وهى تتحدث بتلقائية بالغة ….
…………………
-هيا يا كوثر اذهبى وقبلى الفتاة وباركى لها …..قالتها فريدة الجالسة بجوار كوثر والدة مالك
فردت كوثر بغضب …..انا من اذهب لابارك لها …ألم يكن من المفترض أن تأتى هى إلى
فقالت فريدة بتعقل ….اذهبى انتى ……حتى من أجل مالك ولكى لا يحزن …وتكسرى سعادته
فردت بتافف …..لا أعلم ما الذى يراه فى تلك الفتاة ولا يراها فى ابنة أختى ….انها حتى ليست بجميلة للغاية
فنهرتها فريدة بقوة …..اتقى الله يا كوثر ….ابنك قد تزوج من اجمل فتاة فى عائلة الحسينى ….ثم تابعت بحدة ….ومن تكون ابنة أختك هذه لكى تتزوج بمالك. …انتى كنتى تحلمين مالك لن ينظر إليها يوما ….وماذا أيضا ….انتى تقارنين بين ريم وابنة أختك تلك …حقا لقد قمتى برفع ضغطى….لذلك تحركى بهدوء واذهبى وباركى للفتاة من أجل مالك
ثم وقفت فريدة فوقفت كوثر هى الأخرى على مضض متجهتان حيث العروس …….
حيتها ريم بأدب لا تعرف كيف فعلتها رغم شعورها بانزعاج والدة العريس العتيدة التى باركت لها أيضا ……..
دلف سيف إلى المنزل وهو يبحث بعيناه عن أروى حتى دخل إلى الصالون الكبير و هنأ ريم ثم نظر إلى أروى مشيرا لها ان تتبعه …..اوقفته عمته فريدة والدة أروى وعانقته بحرارة وهى تتمنى لهما حياة سعيدة ….
إلى أين سنذهب …..قالتها أروى وهى تتبع سيف أثناء خروجهما من المنزل
فقال ببرود ….سنعود إلى المنزل
-اذهب أنت انا أريد البقاء مع ريم قليلا ….قالتها بعدم مبالاة
فاصتك على أسنانه وهو يفتح باب السيارة غاضبا ….قلت لكى هيا يااروى ….قبل ان احملك واضعك فى السيارة …
صعدت السيارة على مضض وظلا صامتان حتى وصلا للمنزل ….فترجلت من السيارة بسرعة وانتظرته حتى فتح الباب ودلفت وهى تتافف. …..فهتف بحدة بصوتا عالى …..هذا الثوب اياكى ان ترتديه مرة أخرى ….أما خروجك من المنزل ونحن هناك فإذا تكرر لن تعرفى ما الذى سافعله
فردت بتحدى. …وما الذى ستفعله
فقال بمكر ….ساريكى ما الذى سافعله الآن وركض نحوها …..فركضت بسرعة حيث الدرج وصعدت إلى الغرفة ….فتبعها حتى وصل الى الغرفة …..فقال وهو يراها تدلف إلى الحمام …..نعم اذهبى وغيرى ملابسك لكن ارتدى شيئا مثل الثوب الذى ترتدينه الآن ……او أقول لكى نامى به على الأقل سيكون أرحم من البيحامة التى ترتدينها وانتى ناءمة بجوارى ….ضحكت بخفوت وهى تغلق باب الحمام وهى تستمع لشكواه…..ارتدت بيجامة فضفاضة وفوقها روب من القطن ثم جمعت شعرها فى عقدة محكمة وخرجت من الحمام …..نظرت فى ارجاء المكان وعلى السرير لم تجده ….فاتجهت نحو السرير وفردت جسدها عليه ….فرأته يدخل وهو يرتدى ملابسه البيتية…..نام بجوارها ثم حملق بها وهو يهتف بغضب مكتوم …..ما هذا الذى ترتديه …..فقالت ببراءة …..ماذا به ما ارتديه انه محتشم …..
فشخر بقوة قائلا. ….محتشم ….تنامين بجوارى بملابس محتشمة …ثم ضرب بيديه وهو يهتف غاضبا …..هل جننتى …..ثم تابع وهو يضع يديه حول خصرها بتملك يقربها منه ….أن كنتى تعتقدين أن هذه الملابس ستمنعكى منى فانتى مخطئة ….ثم قربها من جسده أكثر ونام بظهره على السرير ووضع رأسها على صدره …..بدأ جسدها يرتجف من قربه منها ….وحاولت ابعاده عنها او حتى التخلص من قبضته على خصرها لكنها فشلت فحاولت مرة أخرى ابعاده بيديها لكنه امسكهما بقبضة يده وقال وهو ينهرها بشدة ….اياكى ان تتحركى والا ….لن تعرفى ما الذى سافعله بكى ….لذلك كونى هادئة ونامى…..فأنا أريد الاستيقاظ مبكرا …..
نامت وراسها على صدره تشعر بتنفسه ودقات قلبه المنتظمة …وهى يكاد قلبها يخرج من مكانه من توترها بقربه هكذا منها
وجسدها يكاد يشتعل نارا من يديه التى تلتف حول خصرها النحيل يمنعها التحرك ….بعد دقائق من الهدوء وشعورها بأنه قد نام … رفعت وجهها إلى وجهه تتامله ومن دون أن تشعر مررت إصبع سبابتها على وجنتيه مرورا بانفه ثم على شفتيه الغليظة فضحكت بسعادة وهى تتذكر قبلته لها ….لم تكن يوما تحلم بنصف هذا لقد كان دائما كالحلم الذى لن يتحقق بالنسبة لها …لكن هاهو يتحقق حلمها وتصبح بين يديه وبين احضانه ايضا ….فوضعت يديها هى أيضا على خصره واحتضنته بقوة واغمضت عيناها بسعادة وهناء فاليوم هى لا تريد التفكير فى اى شئ فقط ستنام بين احضانه حتى لو كان لمرة واحدة …..فتح عيناه بعد ان شعر بنومها ثم ضحك بخفوت وهو يتذكر لمساتها له على وجهه….حقا انها حمقاء لم تكن تعلم انه مستيقظ ويشعر بكل حركاتها ….فضمها هو الآخر إليها بتملك ….وهو يقول فى نفسه ….ربما تكون هى المراة التى انتظرها وسيفتح لها قلبى اخيرا …..نعم فأنا أشعر بانجزاب غريب لها لا أعرف ما هو ….لكن كل ما أصبحت أعرفه الآن اننى لن أتحمل ابتعادها عنى بعد ابدا ………
*************
دلفت ريم إلى غرفة الجلوس الصغيرة ومعها جدتها التى تمسك بيديها تجرها ورائها. …فرأت مالك يجلس على الأريكة وما ان رأى دخولها حتى وقف مبتسما ….فقالت جدتها بلهجة آمر ة …..اجلسى يا ريم مع زوجك وانا سأذهب لاحضر لكما طعاما لتاكلا ….وابعدت يد ريم المتمسكة بها بشدة وخرجت من الغرفة وهى ترمقها بنظرات تحذيرية …..والأخرى تاففت غاضبة ما ان خرجت الحاجة زينب …..صمتا قليلا وكان يراقبها وهى واقفة تنظر بعيدا عنه ….فتنحنح قائلا. ….مبارك لنا زوجتى …..ثم تابع وهو يقترب منها ….انا لن اناديكى زوجتى بل سأقول لكى حبيبتى ….لانكى من ملكت قلبى ….
فنظرت إليه بغضب وعيناها تكاد ترسلان له شرارت ملتهبة ….فتابع وهو يمسك بوجهها بين يديه بهيام …..اخيرا هذه العينان فقط ستكون ملكى….هذه الفتنة ستكون بين احضانى اخيرا ….ثم قرب فمه من اذناها قائلا بصوت متحشرج وقلب مضطرب …..انتى الآن ملكى لى انا وفقط ….امراتى انا ….
فابتعدت عنه وقالت بعنفوان وحدة ….انا لست ملك أحد ….هل فهمت
فابتسم بمشاكسة وقال ….أعلم يا معذبتى
قاطعتهم دخول الحاجة زينب تتبعها الفتاة التى ساعدتها اليوم فى الحفل تحمل صينية كبيرة ممتلئة باشهى أنواع الطعام فقالت الحاجة زينب لمالك والفتاة تضع الطعام على طاولة القهوة …..استمتع بتناول الطعام …اتمنى ان يعجبك …أن احتجت لأى شى اخبرنى …
فاقترب منها ولثم يديها فى قبلة قائلا بدف. …سلمت يداكى. ..حتى من قبل ان آكله ….فأنا متأكد انه سيكون مذاقه رائع
فردت الحاجة زينب بخجل وإعجاب ….يا الله لقد قلت انك حقا رائع وانا لم اخطى
ثم تابعت حديثها نحو ريم قاءلة بصرامة ….احرصي ان يتناول كل هذا الطعام حتى وإن اطعمتيه بنفسك ….الفتى لم يأكل شئ منذ الصباح فهو من ساعدنى فى ترتيب كل شى ….ثم قالت لمالك وهى تخرج من الغرفة مغلقة بابها ….بالهناء والشفاء يا نور عينى
فقالت ريم بسخرية وتهكم. …نور عينك …تبا لتلك العجوز ….فالتفت لها مالك قائلا ببرود ….هيا لكى تتطعمينى فأنا لم أتناول شئ منذ الصباح ….هيا قبل ان أخبر جدتك ….فجلست على أحد الكراسى وهى تتافف مديرة وجهها بعيدا عنه ….فقال مشيرا إلى الأريكة ….هيا حبيبتى تعالى إلى جوارى …أعلم انكى خجولة لذلك لا تكونى خجلة فأنا أصبحت زوجك الآن ….فنظرت إليه بقوة…..فتابع بمكر ….هل ستاتين ام أتى انا ولا يوجد من اجمل من أن اجلسك على حجرى وانتى تطعمينى …لذا هل ستاتين ام أتى انا ….وما كاد يتحرك عن الأريكة ….حتى تحركت مبتعدة عن كرسيها وجلست بجواره …فنظر إليها ببراءة ….فقالت باستفهام …..ماذا …لماذا تنظر إلى هكذا
فقال بدلال ….اطعمينى
فهتفت غاضبة ….لماذا هل شلت يدك ….
فتافف بحدة وقال ….حقا انتى لستى وجها للرومانسية إطلاقا
وأمسك بالشوكة وقربها منها قائلا بطفولية ….هيا حبيبتى تناولى الطعام ….هيا لكى أجرى وراك …فابعدت الشوكة عنها بحدة قاءلة ….ما هذه الأفعال الطفولية التى تفعلها ….انا لن أتناول شئ. ..لذلك ان كنت جاءعا حقا تناول طعامك وأذهب …لأنى أريد النوم عندى عمل غدا …..
فتغيرت ملامح وجهه إلى عبوس وقال وهو يضع الشوكة فى الطبق ….حسنا انا أيضا لا أريد ان آكل ….ثم نظر إلى يديها فقال بغضب مكتوم ….أين الخاتم
فردت بارتباك ….انه….انه فى غرفتى ….
فقال ببرود …..حسنا اذهبى واحضريه
فردت وهى تبلع ريقها. …الحقيقة …انا ….انا
فقاطعها بحزن ….انتى قمتى برميه فى القمامة ….أليس كذلك ….
فرفعت رأسها إليه قائلة بصدق بعد ان شعرت بفداحة ما فعلته….انا …انا آسفة ….
فقال وهو يزفر بقوة ….لماذا تتاسفين …انتى حقا قد وضعتى حدا لعلاقتنا. …تخبرينى بطريقتك انكى لا تريدينى. …ثم تابع بإصرار ……
لذلك ساثبت لكى حبى من خلال افعالى ….ساجعلك تحبيننى مهما كان الثمن ….ثم اقترب وهو يجلس على ركبته عند الأريكة قائلا بتعهد. …. أتعهد أن أجعلك تُحبيننى. …اتعهد بأننى ساحبك دائما وابدأ …..لكن فقط لا تبعدينى عنكى يا ريم
فردت بصوت متحشرج ….انا ….انا آسفة
فقاطعها قائلا. ….هش اياكى ان تتاسفى مرة أخرى …..ثم أخرج علبة مخملية حمراء وفتحها …فظهرت بها خاتمها الذهبى الذى اشتراه لها والذى قامت بالقاءه بنفسها فى سلة القمامة الكبيرة الموجودة بالشارع فى اليوم التالى عند خروجها من المنزل ….لكن هل يمكن انه قد شاهدها عندما القته ….شعرت بالحزن فى عيناه عندما سألها عن الخاتم …يبدو انها هذه المرة قد اذته فعلا ….فامسك بيديها ووضع الخاتم وهو يقول برجاء ….لا أريد اسفك…لكن فقط عدينى انكى لن تخرجيه من اصبعك ابدا …..فقط اعطينى فرصة بأن اجعلك تحبيننى …..
فنظرت إلى يديه التى تحتضن يديها فى تملك وهى تفكر ….هل حقا ان تبدأ من جديد …هل تستطيع ان تنسى ما مرت به من الم ….هل يمكن حقا أن يدق قلبها من أجل الحب ….انها خاءفة من الحياة وخاءفة من الحب ….لا تريد ان تضعف فالحب ضعف وإهانة بالنسبة لها
****************
نهاية الفصل الرابع عشر
error: