رواية..(عندما يعشق الرجل)

الفصل الثالث عشر (الجزء الثانى )
عندما يعشق الرجل
اوصلهاإلى منزلها بعد أن رأى غضبها الذى كان يتطاير من عيناها وهو يضع لها خاتم الخطبة الذى يثبت ملكيته لها ..وهى لم تستطع أن تفتح فمها لكى لا تحرج نفسها أمام باءع المجوهرات الذى قام بتهناتهما بخطبتهم متمنيا لهما حياة سعيدة …..وبعد ذلك توجه حيث منزله ودلف مباشرة إلى غرفة جدته يبحث عنها …فراها جالسة كعادتها على أحد الكراسى تحمل بين يديها المصحف الشريف تتلوا منه آيات القرآن ….فوقف منتظرا ان تتوقف ما ان صدقت حتى هتف بغضب مكتوم ….جدتى ارجوكى اتصلى بالحاجة زينب او السيد سليمان …لكى نقوم بتحديد موعد الخطبة وأيضا فلتقولى لهم اننى أريد عقد القران مع حفلة الخطوبة
فضحكت بصوتا منخفض وقالت ….ما بك أيها النمر …ما الذى فعلته معك تلك النمرة جعلتك هكذا
فوضع يديه على وجهه وقال بألم ….لقد تعبت انها لا تشعر بى ودائما ما تفعل الأشياء التى تغضبنى …لا اعلم لماذا هى تكرهنى هكذا !!….هل انا سيئ إلى هذه الدرجة يا جدتى ..؟..هل انا سيئ لدرجة إننى لا أستحق فتاة مثلها ؟…ثم تابع وهو يعطيها ظهره قائلا بخفوت وصوت مبحوح …..لقد تعبت
تألمت الجدة لحزن حفيدها وقالت بمكر ….هل أنت مستعد لتركها ..فكما أرى انك لم تعرف كيفية ترويضها لكى تحبك ….!!
فهتف بغضب ….ماذا أتركها على جثتى ان تكون لغيرى فقالت تشجعه ….إذا تحمل وستكون لك …اجعلها تحبك مثلما أنت تحبها ….لا تستسلم
فابتسم شبه ابتسامة وقال …..حسنا لن استسلم …لكن افعلى ما طلبته منك ولتتصلى بالحاجة زينب واجعلى جدى يحدد موعد مع السيد سليمان
فردت بحنو ….ما تريده سيحدث ….فاقترب منها يقبل رأسها ويديها داعيا الله الا يحرمه منها ابدا …
*****************
جلست أمامه على الأريكة التى تتوسط مكتبه تنظر اليه وهو ينظر إلى أوراق القضية باهتمام ….ظلت تنظر إليه وهى مستغربة من معرفته عن مكان وجودها وهى متأكدة انها لم تخبر أحد انها ستذهب إلى ذلك المطعم …وما هى متأكدة منه أيضا انه لم يذكر أنهما سيناقشان القضية مرة أخرى ….هل صدمتها وما فعله مازن معها جعلها تنسى ولا تتذكر ما قاله لها ……تبا حقا عقلها تعب من التفكير
عيناه فى الأوراق التى بين يديه لكن عقله معها ….يفكر لولا مجى سيف فى البداية وأخذ تلك الفتاة لما عرف ما ستكون ردة فعله ربما كان سيقوم بضربه حتى تتكسر عظامه ….لكن هل هى زوجته …فقد أخبره والده بأمر زواج سيف …وبعد ذلك مالك الذى أخذ الفتاة الأخرى ..انعقد حاجبيه بشك وهو يقول ….اظن انها نفس الفتاة التى راءها معه ….حقا هناك أمور يجب ان يقوم بفهمها…..لكن أهم شى الآن ان تلك المقابلة قد فشلت لذلك فليبدا من التقرب منها فهو لن يسمح لها بالابتعاد انش واحد عنه ……
تكلم عندما شعر بالصمت الطويل الذى مر بهما فقال بهدوء وهو مازال ينظر للملف ……هل قابلتى والدة الطفلة مرة أخرى منذ آخر مقابلة …..
فردت …..لا لم أفعل …ولكننى أخطط للذهاب إليها ….ثم تابعت بتردد….لكن ….لكن هناك شئ شعرت به عندما تحدثت معها
فقال يحثها على المتابعة وهو يرفع رأسه إليها ….تابعى
فقالت بثقة …..شعرت أن الأم لا تريد ان تقوم برفع القضية وأيضا ….كأن هناك شخصا ما يهددها…..كلامها كان متناقضا
رجع بظهره على الكرسى ووضع قدم فوق الأخرى وقال بتركيز …..إذا ما الذى تخططين لفعله. …ثم تابع بتساؤل. ….وهل ستتركين حقا القضية ان رفضت الأم! !
فقالت هى بإصرار وتأكيد …..ابدا. …كيف أترك حق طفلة ….من شخص أقل ما يقال عنه قذر لم يرحم ! طفولتها ….أما ما الذى سافعله هو إننى سأذهب لوالدة الطفلة مرة أخرى واقنعها بأن لا تترك حق طفلتها مهما كان ….فهذا أقل ما نستطيع أن نفعله لتلك الطفلة …..ثم تابعت بتردد فقد كان إكمال الكلمة ثقيل على لسانها. …المغتصبة
طفلة بريئة انتهت طفولتها على يد رجل لم يرحمها ولم يرحم عمرها الصغير ….
ظهرت فى عيناه لمعة فخر بها ….حقا لقد أصبح يعجب بها أكثر من تصميمها المتناهى …رغم انها تظهر هشة من الخارج إلا انها أقوى مما يتصور اى أحد من الداخل …..
فقالت مقاطعة شروده…..هل هناك اى شئ آخر تريد أن نتحدث عنه
فقال ببرود…..لا …يمكنك أن تذهبى ….ثم أعاد نظره إلى ملف آخر على الطاولة الصغيرة ….نظرت إليه وهى متعجبة من بروده هذا وكأنه يتعمده جمعت أوراقها ….وخرجت من المكتب بهدوء ….رفع نظره وزفر بقوة عندما سمع صوت إغلاق الباب …..ووقف مبتعدا عن كرسيه خالعا سترة بذلته وقال فى نفسه ….ماذا يا حازم …هل سيظل حبك لها صامت ومن بعيد هكذا ….سأنتظر قليلا فقط إلى ان تنسى مازن نهائيا …فأنا لا أريد ان أكون مجرد بديل أريد ان أشعر بحبها لى قبل ان اقترب منها ….فنهر نفسه بقوة ….ماذا تنتظر …انظر إلى انتظارك هذا !….ماذا فعل …لقد كانت على وشك ان تكون لغيرك اليوم …تبا حقا لم اعد أعرف ماذا أفعل ..!
خرج من تفكيره على صوت رنين الهاتف …..فامسك هاتفه المحمول وابتسم نصف ابتسامة ما ان رأى اسم المتصل ….فصغط زر الإجابة وقال بفرح …..مرحبا أسامة كيف حالك الآن ….
فضحك أسامة بخفوت وقال ….أفضل منك
فبادله حازم الضحك وقال ….حقا يبدو أن بقاءك مع سيف جعل لسانك طويل مثله
فرد الآخر بهدوء ….بالحديث عن سيف ….لماذا لا تأتى وتجلس معنا بعض الوقت ….أراد حازم الاعتراض لكن أسامة بادره بسرعة ….لا اعتراض سأنتظرك الساعة ال 9مساء فى مقهى …..ثم تابع ….لا تتأخر سأنتظرك ….إلى اللقاء ….واغلق أسامة الهاتف قبل ان يستمع لرد حازم …..فضحك حازم من تصرف أسامة …..وأمسك سترة بذلته وخرج من المكتب أمامه ساعتان حتى ذلك الموعد …..صعد سيارته منطلقا بسرعة …….
…………
كانت العلاقة بين حازم وأسامة مجرد علاقة سطحية …فعندما كان حازم فى المرحلة الثانوية كان يرى دائما أسامة مع سيف فى المدرسة وفى النادى…..لكن علاقتهما أصبحت أكثر ترابطا عند لقائهما ببعضهما صدفة فى لندن …أسامة من الأشخاص العفويين الودودين يحب ان يكون الصداقات مع من حوله …فعندما رأى حازم فى لندن لم يتجاهل رؤيته بل وقف وحياه حتى انه أخذ رقم هاتفه وأصبح يتصل به بشكل مستمر واصبحا يتقابلان….حتى أن حازم أخبره بأمر عودته إلى مصر وأنه سيبقى لفترة قصيرة حتى ينهى اعمال والده ….وتفاجأ عندما اتصل به أسامة يخبره بأنه يخطط للعودة إلى مصر هو الاخر لكنها ستكون دائمة ….ومنذ ان عاد أسامة وحازم لم يقابله لم يحدث بينهم إلا عدد قليل من المكالمات للسوال عن حاله …..
****************
-حسنا …هكذا كل شى اصبح بخير ….قالها سيف بتركيز وهو يترأس طاولة الاجتماع الكبيرة ….ثم تابع ناظرا إلى موظفيه …..أريد لكل شئ ان يكون على أكمل وجه ..وتابعوا جيدا حتى وصول الشحنات ….ثم أغلق الملف الذى كان بين يديه وقال برسمية شديدة ….حسنا يمكنكم الانصراف الآن ….
فابتعد كل موظف عن كرسيه ملقيا التحية عليه ومن ثم خرجوا …..ما ان خرج جميع الموظفين حتى دفن سيف وجهه بين يديه مغمضا عيناه يشعر بضيق شديد فوق صدره …لا يعرف مصدره ….حتى دلف إليه أسامة بوجه بشوش وقال وهو يجلس على أحد كراسى الطاولة الكبيرة ….جيد انك قد انتهيت …هل أنت متفرغ …للمرح قليلا
فرفع سيف وجهه إليه قائلا وإحدى حاجبيه مرفوع ….يبدو انك منذ ان عدت واراك متفرغا وبلا عمل …هل قام والدك بطردك
فضحك أسامة وقال ….لا لم يطردنى ولكنى أنهيت عملى بسرعة واتيت إليك
فقال سيف بتردد ….أسامة ….هل سمعت ما قالته دينا عندما أتت!
فرد أسامة بسرعة وجمود. …نعم …ولا تقلق
فقال سيف بسرعة ….أسامة ….أنت تعلم جيدا ما مرت به دينا اجعلها تفهم انك لم تتركهاوأنك ما زلت تحبها ….اجعلها تفهم ظروفك
فقال أسامة بتركيز ….لا تقلق من هذا الشأن …انا اعرف كيف ساعيدها إلى ….لكن ماذا عنك؟
فابتعد سيف عن كرسيه بملل ….ماذا بى. …!!
فرد أسامة بتركيز ….أنت تعرف جيدا ماذا بك …ثم تابع وهو يقف أمامه ….أما زلت على موقفك منها …اما زال يوجد فتور بينكم !
فقال سيف بارتباك ….لم يكن من ناحيتها اى فتور لكن ……فوضع يديه على جبهته وقال ….لكن …انا بالنسبة لى فكرة الزواج من فتاة اختارها لى جدى …جعلتني أشعر وكاننى مجبر ولست مخير …يجب أن أفعل ما يريده جدى ….وما زادنى جنونا هى فكرة اننى ساتزوج من فتاة من العائلة التى لم تحاول التقرب منى يوما …..
-سيف حاول التقرب منهم ….وانسى الماضى …فحتى الآن هم لم يكونوا سيءين معك ….لذلك أعطى لنفسك فرصة وحاول التقرب منها
لو يعرف صديقه ان هناك فعلا انجذاب شديد نحوها وأنها كلما أصبحت بقربه أراد اقترابها أكثر منه ….لو يعلم بما يشعر به ….
فرد سيف بابتسامة ماكرة على وجهه وقال من بين أسنانه ….لا تقلق من هذا الشأن ساصلح ما افسدته سابقا بطريقتى الخاصة
فقال أسامة بعدم فهم ….ماذا ؟؟؟
-لا تأخذ فى بالك ….اخبرنى ما هو المرح الذى ستقدمه لى اليوم ….
فضحك أسامة وقال ….تعالى معى وساخبرك
فرفع الآخر أحد حاجبيه مستفهما …..
جلس على طاولة كبيرة فى مقهى راقى تصميمه عصرى يبعث الراحة والهدوء بالموسيقى التى تنتشر فى المكان ….يجلس أمامه كلا من أسامة وماهر الذى تفاجئ بحضوره فيبدو أن أسامة طلب منه الحضور أيضا …..أمسك كوب العصير الذى أمامه وارتشف منه القليل …فقال بتهكم وهو ينظر إلى أسامة….هل هذا هو المرح !!
فضحك أسامة وقال بخفوت ….لا تقلق سترى المرح الآن ….فقطع عليه تكملة ما سيقوله مجى حازم وجلوسه على المقعد بجوار ماهر بعد ان حيا كلا من أسامة وماهر وألقى نظرة جليدية إلى سيف …الذى بادره بنظرة نارية متملمة ثم وجه نظره إلى أسامة بغضب ….فحاول أسامة كتم ضحكته ….فهو يعلم جيدا بالعلاقة السيئة بين سيف وحازم منذ ان كانا فى المرحلة الثانوية بسبب الشجار الذى نشأ بينهم ………عم الصمت بين الأربعة وماهر ينظر إلى أسامة بشدة …يلومه كيف يضع النار بجوار البنزين فالاثنان لا يطيق كلا منهم الآخر …وها هى قد اكتملت أتى مالك ….نظر إلى الجميع بابتسامة وهو يضع مفتاح سيارته وهاتفه على الطاولة وجلس بجوار اسامة وقال بمرح…..مرحبا …كيف حالكم جميعا …لم أتوقع أن أرى الجميع …
فحاول سيف الوقوف مبتعدا عن مقعده لكن أسامة اوقفه قائلا بمكر ….لا يجب عليك أن تترك المكان انت من أتيت أولا ….من يريد ان يذهب فليذهب
رفع سيف أحد حاجبيه وسكن فى مكانه بعد ان فكر فى كلمات أسامة وعرف انه على حق ….زفر أسامة الصعداء وقال بهدوء ….انا سعيد بتجمعنا ….ثم نظر إليهم جميعا وتابع ….من العار ان نكون أقارب وأصدقاء وكلا منا لا يطيق الآخر ….لذلك فالنفتح صفحة جديدة …..فرفع ماهر كتفيه وقال انا ليس لدى عداوة مع أحد ..لذا انا موافق على كل مايقوله أسامة ……جميعهم يعلمون أن أسامة قصد بكلامه هذا سيف وحازم فقط ….يرجع سبب العداء الذى بينهم لمشاجرة حدثت بينهما فى المرحلة الثانوية انتهت بإصابة سيف فى رأسه ووقوف جد سيف رشاد السيوفى مع حازم وشهادة الجميع بأن سيف هو المخطئ رغم إصابته وتم معاقبته من قبل جده سليمان ….ومنذ ذلك اليوم وسيف لم ينسى ما حدث وأقسم بأنه سيقوم بفتح رأسه رغم أنهما تصالحابعد ذلك إلا أن سيف مازال يضمر شرا لحازم ….وسبحان من جعله هادئا هكذا رغم أن اسامة يكاد يقسم ان سيف يشتعل نارا فى مكانه او على وشك ان ينفث نارا من أنفه وفمه لكى يحرقهم جميعا أحياء…….اقترب مالك من أسامة مقتربا من أذنه هامسا …..انظر من يوجد على الطاولة المقابلة
فنظر أسامة حيث يشير مالك فقال بتهكم…..انها تلك الافعى
فرد مالك بسخرية …..لا تعلم بأنها تلتف حول سكين حاد ستؤدى إلى تقطيعها إلى قطع
كانت علا هى من تجلس على الطاولة ومعها أحد أقارب سيف من عائلة الحسينى
لمحتهم فاستاذنت من الجالس معها وتحركت مقتربة منهم قائلة بمرح …..ما هذا يبدو أن اليوم يوم سعدى …..جميعكم مجتمعين ….ثم نظرت إلى سيف بدلال ….وماذا أيضا سيف …حقا لقد اشتقت إليك لم أرك منذ وقت طويل ….ثم تابعت بمكر ….اظن أن الجميع يعلم من الذى أجلس معه ….
فأتى الشخص الذى كان يجلس معها مقتربا منهم بخطى ثابتة عندما أشار إليه مالك للمجى. ..فجلس مقابل سيف قائلا بقوة وصوتا خشن…..ما هذا يبدو أن عائلة السيوفى مجتمعة …إلى ماذا تخططون
فضحك مالك وأشار إلى الشخص قائلا بمرح …..اعرفكم كاسر السيوفى قريب سيف وابن عم خطيبتى
كاسر إمام عبد العزيز الحسينى ابن عم ريم …..والابن الأكبر لإمام السيوفى …..يشبه فى جسده سيف لكنه يتميز ببشرة سمراء وعينان حادة ووجه خشن ……
نظر الجميع إليه ….فكل منهم سمع بشئ ما عنه …فهو أشهر من النار ….يملك مصنعا كبيرا للغزل والنسيج …بعيدا تماما عن شركات ومصانع عائلة الحسينى …..
فجلست علا بجواره وضمت يديه إليها بتملك…..وكأنها تخبر سيف بأنها وجدت من هو أفضل منه
فقال كاسر بهدوء …..كيف حالكم جميعا ….والتف بوجهه إلى مالك قائلا…..حسنا فلتعيد ما قلته مرة أخرى خطيب من ……
فضحك مالك وقال ….ألم تعرف بأننا سنصبح أقارب فى وقت قريب ….ساتزوج ابنة عمك ….ثم نظر إلى الجميع مبتسما ….وبالتأكيد جميعكم مدعون إلى حفل الزفاف …
فرد عليه كاسر بمكر ….يبدو ان التقارب بين هذان العاءلتان سيصبح أقوى وخصوصا بعد زواج سيف من ابنة عمته …..ثم تابع ناظرا إلى سيف ….أوه حقا لقد نسيت ان اقول لك مبارك على الزواج ….لم أعرف إلا بعد الزفاف …فكما تعلم كنت مسافرا
فرد عليه بهدوء متفاديا تماما نظرات علا المسلطة عليه ….لا مشكلة كأنك أتيت ..وكيف حال أخاك الآن
رد كاسر بحزن ….بخير
فاستاذن سيف منهم عدة دقائق ….فبدأ كاسر فى الحديث مع حازم مبتسما ….كيف حالك يا حازم
رد حازم ببروده المعتاد ….بخير
فابتسم كاسربهدوء فهو يعلم جيدا شخصية حازم …الباردة مع الجميع …..
شخص قليل الكلام ….غير مبالى بما حوله فكل ما يهمه هو عمله وقضاياه فقط …..
فنظر إليه مالك وقال بهدوء بعد ان لاحظ تسلل علا من بينهم لتتبع سيف ……كاسر …كيف تعرفت على علا …وكيف سمحت لها بالتقرب منك انها افعى ….انها تتقرب منك لغرض ما
فظهر التجهم على وجه كاسر وقال بهدوء …..لقد قابلتها منذ عدة ايام فى أحد المدن الساحلية ….أما بالنسبة لاستخدامى فلا تقلق على ….انا اتسلى فقط
-ماذا عن زوجتك هل حقا انفصلتما ….سأله أسامة
-نعم انفصلنا منذ أكثر من أربعة أعوام ….أجابه بحزن
-كيف وصلت الأمور بينكما هكذا ….ولماذا سأله مالك
نظر إليه كاسر بغضب وقال ببرود …..لم يعد يفيد الكلام
كاسر معروف عنه انه زير نساء …لكن منذ ان تزوج قريبته وعلاقته مع النساء انتهت جميعا ….كان الجميع يعلم بأنه احبها حقا حتى أنهم سمعوا منذ عدة سنوات قبل انفصالهما انها حامل لكنه لم يدم فقد مات الطفل قبل أن يولد ….وبعد ذلك بعدة أشهر تم إعلان انفصالهما التام الذى لم يعرف أحد حتى المقربين منهم سببه ….لكن انتشرت الشائعات …انها ربما رأته مع إحدى عشيقاته فتركته ….والبعض يقول انه بعد ان فشل حملها سبب لهما شرخا فى علاقتهما فتركها …..حتى الآن انتشر كثير من القيل والقال عن سبب الانفصال لكن لم يستطع أحد الوصول إلى السبب الحقيقى حتى الآن …..
………….
وقف فى الحديقة التى التفت حول المقهى الراقى يستنشق بعضا من الهواء….فهو لم يطيق البقاء معها فى مكان واحد …..يعلم نواياها جيدا ويعلم أيضا ان قربها من كاسر له سبب ….ومتاكد أيضا انها تنوى لشيئا ما لذا عليه ان يكون مستعدا ….شعر بيد شخص ما على ظهره …فالتفت بجسده راءها تنظر إليه وتلامسه بإثارة فابعدها عنه بنفور وقرف وهو يشتم بفظاعة. ….فقالت وهى تحاول التقرب منه مرة اخرى ….انا أحبك انت تعلم ذلك ….سيف أرجوك لا تكن قاسيا معى ….سأقبل وأرضى باى شى حتى لو كنت مجرد عشيقة …لكن لا تعاملنى هكذا
فرد باشمئزاز ….الا تخجلين من نفسك لقد اصبحتى اكثر قذارة من ذى قبل ….كيف تحومين نحو كاسر هكذا …لكنك حمقاء فليس كاسر من يتلاعب به…انكى أضعف من أن تتلاعبى بالنار …فهو ليس سهلا ان كنتى تعتقدين هذا ….أن شعر مرة واحدة بأنك تخونيه او حتى تتلاعبين به فسوف يقتلك بدم بارد ….لذلك نصيحة منى ان كنتى حقا تخافين على حياتك ابتعدى عن كاسر …..ثم تحرك من أمامها بضع خطوات حتى توقف وقال ……انا لست الرجل الذى يخون زوجته …..فانتى أدنى واقذر من أقوم بخيانة زوجتى من أجل واحدة مثلك ..فدموعها عندى أغلى من امثالك ……وتركها وعيناها تلتهب شرا ومكرا وهى تقسم بأن تجعله ياتى إليها راكعا ……
كان يتابع المشهد من بعيد بعيناه …يلاحظ تعابير وجهها التى تتغير….وعيناها التى التهبت شرا ما ان ابتعد سيف عنها ….يعلم جيدا أكثر من غيره انها تضمر شيئا وأن مقابلته لها فى ذلك المنتجع لم يكن صدفة …لكن كخبير فى تعامله مع نساء من أمثالها سينتظر حتى يكشف جميع أوراقها المخفية …مع انه متأكد ان ضربتها القادمة ستكون متجهة نحو سيف ….اقترب منها بهدوء وهو يضع يديه فى جيبى بنطاله فقال ….علا ….ما أن نطق اسمها حتى تغيرت تعابير وجهها ونظرت إليه مبتسمة …فقال فى نفسه … حقا انها ماكرة انها أقل ما يقال عليها افعى كبيرة …..
فقالت بدلال وهى تقترب منه ….حبى ما رأيك ان نذهب إلى المنزل …
فقال بمكر ….بالطبع حبيبتى
……………………
استأذن من الجميع للرحيل ….وصعد سيارته وانطلق نحو المنزل …..
وقف بسيارته امام المنزل ….ثم أسند رأسه على كرسى السيارة وهو يفكر مبتسما ….هل حقا ستنفذ ما قلته يا سيف هل تريد الحصول عليها هكذا ….وقبل كل هذا هل احببتها….فرد فى نفسه بسرعة ….لا أعلم …ولكنها لها تأثير خاص …أشعر بشئ نحوها مختلف عن جميع من قابلتهم …ولكن قبل كل هذا هل هى حقا تريدنى وتحبنى ….ام انها قد غصبت على هذا الزواج مثلى …نهر نفسه بقوة قائلا. …وهل هناك فتاة تغصب على الزواج هذه الأيام !!….فابتسم بمكر قائلا. ….حسنا فلنرى كيف ستكون زوجتى العزيزة مستعدة لهذا اليوم الفريد ….فترجل من السيارة متوجها حيث الباب مباشرة فتحه ودخل وهو يطلق صفيرا عاليا ….حتى تسمر مكانه وعيناه جحظتا مما راءه …….فرفع أحد حاجبيه فقال وهو يصتك على أسنانه غاضبا …..ما الذى تفعلينه فى منزلى يا ريم ….
التفتت بجسدها إليه وهى تقطم باسنانها من التفاح الذى تقوم بتقطيعه على الطبق الذى فى حجرها وهى تجلس على الأريكة …..فردت بانزعاج مصطنع ….هل هذه هى مرحبا يا ريم بكى فى منزلى
فرد بغضب ….قلت ما الذى تفعلينه فى منزلى يا ريم فى هذا الوقت
فردت ببرود لا تعرف كيف وصلت إليه ….منزلى ….منزلى …انه منزل جدى إذا هو منزلى ….لذا سابيت عندكم اليوم
فرد بغضب وعيناه تضيقان بشدة ….ماذا؟؟ ….س ماذا !…هيا اذهبى إلى منزلك ….والا لن تعرفى ما الذى سافعله بك
فردت بحزن. …تقوم بطردى من منزلك …هل هذه هى معاملتك لى يا سيف ….
فاصتك بشدة على أسنانه ونفرت عروق رقبته فى غضب فقال من بين أسنانه ….أين أروى
فاشارت بيديها حيث المطبخ
فركضت أروى بسرعة نحو المطبخ بعد ان كانت مختبءة وراء العمود الذى يوجد فى الردهة الصغيرة التى تفصل المطبخ عن باقى المنزل …..وهى تضحك بخفوت ….فهذا ما استطاعت التفكير به عندما ذهب وهو يهددها بأنها ستكون زوجته اليوم ….فاتصلت بسرعة بريم. ..تخبرها بأن تأتى إليها بسرعة ….وهى لم تخيب أملها فقد أتت قبل مجى سيف ….دلفت إلى المطبخ الكبير وامسكت بأحد السكاكين بيد وباليد الأخرى حبة من الطماطم تحاول تقطيعها بهدوء …حتى شعرت بقدميه ….وهو يقترب من اذناها وانفاسه تلحف خدها جعلتها تشعر بقشعريرة تسرى فى أنحاء جسدها وجسده قريب من جسدها للغاية ….فقال بغضب مكتوم …ما الذى أتى بريم إلى منزلى
فردت بحزن مصطنع …لقد أتت ماذا أفعل ….ثم تابعت بحزن ….هل أقوم بطردها
فرد بتهجم. …هل انتى متأكدة بأن ريم هى من أتت من تلقاء نفسها
فقالت بانزعاج كاذب وهى تؤم براسها ……أجل
لوى فكه بتهكم وقال وهو يغمض عيناه ….حسنا
وابتعد عدة خطوات عنها …فقالت هى بسرعة …ألن تأكل
فرد بابتسامة شيطانية ….لا ….زوجتى العزيزة …ساكل لكن ليس الآن ….وتركها وهى تكاد تطير فرحا حتى انها قامت بالدوران حول نفسها من السعادة …فقد استطاعت إفشال خطته
فقال بتهكم وهو يظهر فجأة ….يبدو أن ريم قد أتت حقا من تلقاء نفسها ….وأرى أيضا انكى منزعجة …لذلك لا تقلقى زوجتى العزيزة لقد أقسمت انكى ستكونين بين احضانى اليوم …ثم تابع بمكر ….وهذا حقا ماسيحدث
لطمة وجهها بخفة وهى تلعن تسرعها لما فعلته ….لكنها سرعان ما ثبتت فى مكانها تقول بتشجيع ….لا تقلقى …يا أروى لن يستطيع فعل شئ ….فامسكت السكين وتابعت تقطيع الخضروات
………………
صعد درجات السلم وهو ينظر لريم ببرود ولؤم. …حتى توقف أمام غرفته أدار مقبض الباب ودخل ….وقف أمام الشرفة ….وهو يقسم ان ما يريده سيحدث اليوم …لقد تصرفت بذكاء فهى تعلم بأنه لن يستطيع التقرب منها أمام ريم وهى لا ترغب فى ذلك …حقا انها ليست سهلة ….
…………..
جلستا الاثنتان على طاولة الطعام الصغيرة فى المطبخ يتناولان الطعام الذى أعدته أروى
فقالت ريم بغضب ….لماذا فعلتى هذا لقد احرجتينى أمام سيف
فقالت أروى بعدم مبالاة ….لا تهتمى ….ثم تابعت بتركيز ….انتى لم تخبرينى بما حدث مع نور بالتفصيل
….وكيف عرفت نور مكان قاعة الحفل طالما هى قد نسيت الدعوة …وأيضا كيف وصل إليها مالك وكيف …
فقالت ريم مقاطعة لها بهدوء …. ساخبرك بكل شى لقد أخبرتها المنحوسة هايدى وهى تعطيها الدعوة بمكان الحفل ….ذهبت نور إلى الحفل بعد ان تجهزت. …وبعد أن ذهبت بدأت انا فى ترتيب الغرفة …فوجدت الدعوة فتحتها بهدوء فرأيت اسم عريس الغفلة مازن ….وبعد ذلك اتصلت باخاكى على امل ان يذهب قبلها ويمنعها من الدخول او حتى ياتى بها قبل ان تنهار ….ولكن بدلا من ان يرد ماهر …رد مالك ….الذى تحدث معى يخبرنى بانه سيذهب اليها ويحضرها إلى بشرط الا اتحرك من مكانى …..
فقاطعتها أروى بسرعة …..وانتى بالطبع لم تستطيعى البقاء وذهبتى انتى الأخرى إلى الحفل
فقالت ريم بتأكيد وغضب …..نعم بالتأكيد ذهبت ….كيف أترك صديقتى وانا أعلم انها لن تكون بخير .
ثم تابعت وهى تأكل من طبق السلطة الذى أمامها ….ذهبت وفعلت ما أخبرتك به …..خرجت من القاعة على امل ان أجدهما او المحهما ….لكنى وجدت مالك يتصل بى يخبرنى ان نور بخير وهما سيصلان خلال دقائق وطلب منى ان انتظرهما أمام باب منزلى ….
فأخبرته بسرعة اننى أمام قاعة الحفل ….فاغلق الهاتف فى وجهى ….ثم صمتت ريم….فهي بالتأكيد لن تخبر أروى بأن مالك كان ينتظرها أمام المنزل غاضبا وقام باخراجها من السيارة وهو يصرخ بها بغضب
فقالت أروى بتركيز ….ثم ماذا حدث
فقالت ريم وهى تبعد عيناها عن اروى لكى لا تفضح أمرها ….لقد شبعت أريد النوم ….
قاما بجمع الأطباق وغسلهم ثم صعدتا. …إلى غرفة أروى ……
……………
أبعد سيف هاتفه عن اذناه وهو يضحك ضحكة شيطانية ….وهو يقسم بأن مالك سياتى فى خلال دقائق او أقل …وأنه ان كان يستطيع ان ياتى بطائرة نفاثة لكان فعل ….فيبدو أن زوج المستقبل لم يكن يعلم أن خطيبته فى منزلى وستبيت عندى …..فقد شعر بغضب مالك عندما كان يتحدث معه ……فزفر بقوة وهو يقول بمكر …..ليس سيف من يتراجع عن قسم اقسمه يا زوجتى العزيزة …..وريم من هذه التى ستمنعنى عنك اليوم ……
………
استيقظت على صوت رنين الهاتف المستمر ….فردت بخفوت ….مرحبا
فاتاها الصوت غاضبا ….أين انتى..؟؟
فاغمضت عيناها عندما علمت من المتصل فزفرت بملل وقالت ….وهل اتصلت بى فى هذا الوقت لتسالنى أين انا !!
فاعاد مالك سواله بنفاذ صبر ….قلت لكى أين انتى ؟ لذلك اجيبى. …صمتت قليلا فقال بغضب مكتوم ….ريم هل انتى فى منزل سيف !
نهضت من سريرها بارتباك وقالت بتاتة. ….أ…أن…انا …انا
فقال هو بصوت عالى ….انتى سترتدين ملابسك وفى خلال خمس دقائق. …اراكى امامى ….انا أمام المنزل …ثم تابع بتحذير ….أقسم أن لم تأتى سادخل انا واخذك مهما كان الثمن ….أغلق الهاتف بعد ان سمعت آخر ما قاله ….فتحركت بسرعة مبتعدة عن السرير وقلبها يدق بخوف شديد من صوته العالى الذى جعل شعررأسها يقف خوفا ….
فقالت أروى بهدوء بعد ان شعرت بتحركها. ….ما الذى تفعلينه
قالت ريم بسرعة وهى ترتدى فستانها الطويل ….سأذهب
فقالت أروى بتعجب ….ماذا !….الآن !…ولماذا؟؟ …
فردت ريم وهى تلف حجابها حول رأسها ….سأخبرك غدا ….إلى اللقاء وارتدت حذاءها ذو الكعب المنخفض وخرجت من الغرفة
فقالت أروى بذعر. …ما الذى سافعله الآن …يا ربى …
وابتعدت بسرعة من على السرير وفتحت درج الكومود وأخرجت منه مفتاح الغرفة وأغلقت عليها الغرفة …ومن ثم وضعت المفتاح على الكومود بهدوء مرة أخرى …فهى هكذا ستضمن انه لن يستطيع الدخول …..
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بارتياح …وتدثرت جيدا وهى قريرة العين ……
*************
ترجلت من السيارة بهدوء محاولة ان تبث القوة فى نفسها …..فقد رأت شياطينه الغاضبة لأول مرة عندما وجدته واقفا أمام السيارة وفتح لها بابها بهدوء مخالف تمام لما يرتسم فى وجهه ….حمدت الله انه طوال الطريق لم يتحدث بشئ لكنه لم يتوقف عن التافف بغضب وكأنه يحاول تهدئة نفسه …..حتى وصلا الى منزل جدتها ….فترجلت من السيارة بسرعة متوجهة حيث بوابة المنزل ….فقال وهو يمسك بيديها ويشدها إليه بقوة ويصتك على أسنانه …..ما فعلتيه اليوم …اقسم انه ان حدث مرة اخرى لن تعرفى ما الذى سافعله معك
شعرت بقشعريرة تنتشر على عمودها الفقرى وضربات قلبها تتزايد ….فقالت بغضب تحاول تمثيله ….فهى لن تكون يوما ضعيفة أمام أحد ….أبعد يديك عنى واياكى ان تلمسنى بهذه الطريقة ….فأنت ليس لديك حق بأن تحاسبنى حتى
فقال وهو يعقد حاجبيه بقوة ….انا خطيبك …لذلك اياكى ان تتحدثى معى هكذا مرة اخرى ….وأيضا فى مشكلة الحق هذه …فلا تقلقى قريبا جدا سيكون لى كل الحق لذا لا تقلقى ….ثم تابع ببرود ….اذهبى الآن …واياكى ان تفعلى شيئا يغضبنى مرة اخرى …
أبعدت يديه عنها …ومن ثم ركضت إلى منزلها ثم إلى غرفتها ….التى ما ان دخلتها حتى تبعتها جدتها تقول لها ….بأن الأسبوع القادم سيكون حفل خطبتها وخرجت ….وسرعان ما تذكرت امر الخاتم الذى يزين يديها …حاولت سحبه بغضب لكنها فشلت حتى نجحت أخيرا والقته بإهمال فى أحد زواية الغرفة تقسم بأنه لن يحدث ابدا ….ولن يطال منها شعرة واحدة حتى …..
**************
سمعت صوت الباب الذى يفتح معلنا عن وصول والدها إلى المنزل ….فاسرعت إليه تضمه إليها بشدة قاءلة بفرح ….لماذا تأخرت هكذا
فقال بابتسامة ….لقد كنت انهى بعض الأعمال المهمة …لكن لا تقلقى من هذه اللحظة انا متفرغ لكى تماما …لكن اذهبى أولا وضعى الطعام لكى نأكل انا وانتى …فأنا لم أجلس معكى منذ مدة …وأيضا أريد ان أتحدث معكى يا نور
فقالت وهى تضع يديها نحو رأسها …إشارة إلى الموافقة العسكرية ….حسنا أيها المستشار …دقائق وسيكون الطعام جاهز …كما أمرت سيادتك
ومن ثم لفت جسدها منطلقة نحو المطبخ …..
ضحك بخفوت على حركات طفلته المشاكسة ومن ثم تحولت نظرته إلى حزن ….دلف إلى مكتبه بعد أن وضع حقيبته التى يضع بها الأوراق على المكتب وجلس على كرسيه واضعا رأسه بين يديه فى الم يعتمل فى صدره …..وهو يقول فى نفسه …هل ما فعله فى الماضى بحرمان روز من نور جريمة فى حق الاثنتان ….لكنه كان يحمى ابنته …كانوا سيقتلونها إذا بقى مع روز …..كانت ابنته ستدفع ثمن كل شى …..ثم اعتدل فى جلسته قائلا بتصميم ….لا كان يجب ان أفعل هذا ….فتابع بحزن ارتسم على وجهه ….إذا هل ما فعلته سابقا و ما ستفعله الآن سيجعل ابنتك فى أمان و بخير وبعيدة عن كل من يضمرون لها شرا ….هل بقيامك بكتابة جزء كبير من قطعة الأرض التى فى الصعيد لاخوتك ستجعلهم هكذا يبعدون نظرهم عنها ولا يطمعون بما ستتركه لها إذا مت او حدث لك شيئا……ما الذى ستفعله يا ياسين …خوفك على ابنتك يزداد يوما بعد يوم ….هل أخبرها بأمر والدتها ….لكن ربما يعلمون انها على قيد الحياة فيقتلوها وحينها سينتهي كل ما فعلته طوال تلك السنوات …..
…….
جلسا فى فى غرفة المكتب بعد ان انتهيا من تناول الطعام وبعد أن أحضرت كوب القهوة أمام والدها على الطاولة الصغيرة …..فقال بحنو وهو بقربها منه ويضع رأسها على صدره ….اراكى حزينة منذ ان أتيت ….ماذا بك صغيرتي
يبدو انها لم تستطع ان تخفى حزنها والامها بعيدا عن والدها ….لذلك ما ان سمعت ماذا بكى صغيرتى ….حتى اجهشت بالبكاء قاءلة بألم ….انا لست بخير أبى …..لست بخير ابدا. …انا أتألم للغاية
فربت على ظهرها بحنان وهو يمرر يديه على شعرها وظهرها …..اهدءى صغيرتى ….لا أتحمل بكاءك ….اخبرينى بما حدث لك
هدأت تشنجاتها وبكاءها قليلا ….وبدأت فى قص كل شى على والدها
فقال بلوم بعد ان سمع ما قالته ……كيف يحدث لكى كل هذا يا نور ولم تتصلى بى…..وفوق هذا عندما أتيت لم تتحدثى بما كان يحزنك صغيرتى على الفور
فقالت وهى تضمه….لم أرد ازعاجك
ضمها إليه بشدة قائلا بحنو بالغ …..منذ متى وكان بينى وبين صغيرتى شى إسمه إزعاج …..فحاول تغير الموضوع بأن قال بسرور ….هل أخبرك سر
فابتعدت عنه تنظر إليه وحاجبيها معقدان فى تساول
فقال بخفوت …..هل تعلمى ….انا لم أحب ذلك ال مازن ابدا. …وجيد انه ابتعد …فحتى وأن كان أتى لخطبتك لما وافقت عليه ابدا
فضحكت بهستيرية لردة فعل والدها ….وضحك هو الآخر معها محاولة منه ان ينسى خوفه عليها
توقفت عن الضحك وقال لها بهدوء …..نور احضرى لى الملف الموجود على المكتب
فتحركت واحضرت له ما طلب وجلست بجواره ….ففتح الملف وأمسك بقلم يقربه منها قائلا. …وقعى على تلك الأوراق
فقالت بتساول. …لماذا ….
فرد بهدوء …فقط افعلى ما أطلبه منك
انتهت من توقيع الأوراق …فتنفس الصعداء فهى هكذا ستكون فى مأمن ….حقا عليه شكر مراد على إعطاءه تلك الفكرة بأن يقوم بتحويل كل شى باسمها فهكذا سيحميها وتكون بعيدة عن اى طامع بما تملك ……لم يقم بكتابة أشياء كثيرة باسمها مجرد تلك الشقة ومبلغ فى البنك باسمها لكى تستطيع ان تكون بخير إذا حدث له اى شئ ……..
**************
شعرت بشئ يتحرك فى الغرفة ويقترب من السرير ببط حتى ان يدان وضعت تحت جسدها واحدة تحت قدميها والأخرى على ظهرها ورفعها من فوق السرير ….صرخت بقوة وهى تضرب بقدميها ويديها حتى تفلت من قبضته ….فقال بهمس محاولا تهدءتها ….اهدءى انه انا زوجتى العزيزة
فرفعت عيناها تبحث عن ملامحه فى الظلام الذى يعم الغرفة حتى التقت عيناها بعيناه الحادة …..فشعرت بكهرباء وذبذبات فى جسدها جراء لمسه لجسدها فلغباءها الشديد …كانت ترتدى قميص بحمالة رفيعة وطويل ….ومفتوح من جانب واحد من اول فخذيها حتى نهايته ….فنظرت إليه بشك مستغربة كيف استطاع الدخول رغم أنها قامت بنفسها بإغلاق الباب بيديها هاتان …..فقال وكأنه قراء أفكارها ….انه منزلى. ..هل تعتقدين بأننى لا أستطيع ان أدخل اى غرفة انا أريدها حتى لو كانت مغلقة بماءة مفتاح ….ثم اقترب من اذناها هامسا لقد أقسمت انكى ستكونين اليوم بين احضانى. ..وهذا ما سيحدث …..شعرت بأنها يكاد يغمى عليها بين يديه من كلاماته من همساته لها …..أشعل نار الشوق له ….أشعل حب كان يكبر فى قلبها يوما بعد يوم …حب لم تستطع هى نفسها فهمه …..هل هو مجرد حب حقا ام انه تعدى كل هذا وأصبح عشق ….عشق أبدى له ….
خرج من الغرفة …وهو يقول هامسا لها بمكر ….هل هذا ما كنتى تجهزينه لى …فبدلا من أن تكونى كاى زوجة اصيلة تجهز عشاء رومانسيا لزوجها وتضع الشموع والورود فى كل مكان لاستقباله لتعبر له عن حبها ….ثم نظر إليها بإثارة واقترب أكثر من وجهها حتى طبع قبلة دافئة على وجنتها وهمس فى اذناها جعل جسدها بأكمله يقشعر ….وترتدي لى قميص نوم مثير …..فبدلا عن كل هذا وجدت ريم فى وجهى بدلا من زوجتى ….لم تشعر باى شئ عندما كان يهمس فى اذناها إلا عندما وضعها على السرير برفق وكأنها أغلى ما يملك وقف بجوار السرير واستند بيديه على الوسادة التى وضع رأسها عليها محاصرا اياها بيديه …..فاخفض رأسه إليها ملتقطا شفتاها بكل رقة وحنان حتى ابتعد عنها وقام بخلع قميص بذلته التى أتى بها ولم يقم حتى بتغيرها…..ثم اقترب منها بجسده جعلها تشعر بسخونة تسرى فى جسدها ودماءها….فوضعت يديها تلقائيا بحماية على صدرها …فابعد يديها برفق وقال بإثارة وشوق هو نفسه لم يعرف كيف وصل إليه …..لا تخافى منى ….
واقترب منها يعلمها كيف ان سيف لا يتراجع يوما عن ما أقسم انه سيحصل عليه ويريده ….وهى أرادها بشدة كما لم يريد اى امرأة أخرى ……
أبعد وجهها قليلا عن صدره العارى وهو يتأمل كل شبر بها وعلى وجهه ابتسامة عذبة زادته وسامة. ….لم يكن يخطط لفعل كل هذا كان سيجعلها تنام فقط بين احضانه لكى يستطيع ان يشعر بحبها وقبل كل هذا يتأكد حقا من مشاعره ….لكنه متأكد بعد هذا اليوم هو لن يستطيع ان يمنع نفسه عنها لقد حطمت حصونه وومملكته العالية البعيدة عن اى امرأة …..لكن هى بها شئ مختلف عن الجميع ….كان يقترب منها وكأنه كان أكثر شوقا منها لهذه اللحظة بأن تكون ملكه وبين يديه ….
***************
وقفت فى المطبخ تعد العشاء وذاكرتها تسترجع ما قالته لها جدتها فيريال اليوم ….بعد أن سمح لها بالذهاب إليها وفك أسرها الذى استمر منذ ان مرضت ميا ….لكن بشرط إلا تتأخر وهو سياتى لاخذها بنفسه …لقد أصبح حسام شخصا غريبا ومختلف عما تعرفه …أصبح أكثر قربا من ميا بطريقة هى لم تعد تفهمها ياتى من عمله مبكرا لم يعد يخرج لسهراته المعتادة كما فى السابق ….أصبح كل وقته يقضيه فقط مع ميا ….يعلمها المشى …وحتى الكلام …حتى انها فى مرة دخلت عليه وهو يحثها لنطق …بابا ….هناك شئ مختلف …ماذا وما الذى جعله يتغير هكذا ….هل مرض ميا هو ما غيره ام انه شيئا آخر ….حقا لم تعد تعلم
ركزت فى ما أمامها وهى تعد الطعام …وذاكرتها تسترجع ما قالته لها جدتها عندما ذهبت إليها ….قالت لها بدون اى مقدمات حتى من دون ان تعلم ماذا بها او ما الذى يحدث ….لا تتركى زوجك بسهولة لأى امرأة أخرى ….
هل يمكن ان تكون سمعت عن علاقات حسام لهذا تحدثت هكذا ….نفضت هذه الفكرة عن رأسها بسرعة …فهى تعلم جيدا ان حسام قد يكون مع علاقة مع امراة ….لكن ليس لدرجة أن ينتشر الأمر ويعلم الجميع …..
وضعت طعام الصغيرة فى طبقها وذهبت إلى غرفتها حيث يجلس حسام معها ….توقفت فجأة إثر اصطدامها بجسده الصلب وتراجعها قليلا للوراء قائلا بهمس وهو يضع سبابته على فمه ….لا تصدرى صوتا ….تعجبت من همسه ومن وقفته على إطار الباب ….فامسك بمعصمها بيديه يقربه منه قائلا بسرور….انظرى ما الذى تفعله الشقية ….
فقالت بصدمة بسرعه
error: