رواية..(عندما يعشق الرجل)

الفصل الحادى عشر (الجزء الثانى )
هل نستطيع أن نعيد حلقة الماضى لكى نصلح ما افسدناه سابقا …..هل يفيد الندم بعد انتهاء كل شى ….حتى البكاء لم يعد يجدى……كلمة ياليت لا تفيد الحاضر ولا المستقبل
-لا تتركنى. ….أرجوك ….لا تتركنى وتذهب
صوت نحيبها كان يعلو أكثر مع رجاءها…….انتفض من نومه مذعورا وحبات العرق تملئ وجهه وقلبه يعلو وينخفض بسرعة …..استعاذ بالله من الشيطان الرجيم …..وهو ينطق الشهادتين …..فتحرك وجلس على السرير ثم قرب يديه من جانب السرير وأمسك بعصاه واستند عليها ثم تحرك مبتعدا من على السرير ….خرج من الغرفة وهو يمسح حبات العرق بمنديل من القماش …..ثم توجه مباشرة نحو المطبخ فتح الثلاجة أخرج منها زجاجة من المياه الباردة ….قربها من فمه وشربها على دفعة واحدة ابعدها عنه ثم وضعها على الطاولة التى تتوسط المطبخ …..خرج من المطبخ وجلس على اول كرسى قابله فى الصالون الكبير الذى يتوسط المنزل ……استند برأسه التى تملاها الشعيرات الرمادية على عصاه …..وهو يقول بندم واعين تكاد تنزل دموعها …..ياليتنى لم اتركك……ياليتنى لم اتركك …..ظل يرددها بألم
رجع بذاكرته لأكثر من ثلاثين عاما
استقبلته وهى ترتدى قميص باللون الأحمر عارى الظهر وفتحة الصدر كبيرة على شكل دائرة…..نظرت إليه مبتسمة ثم ساعدته فى خلع سترة بذلته …..حتى قربت من أذنه وقالت بهمس …..اشتقت إليك
ضحك بصوت عالى وقال…..فيروز تتدلل على إذا هناك شئ …..رغم إننى أكثر اشتياقا منها لرؤيتها
فقالت بغنج وهى تهم بفتح ازرار قميصه العلوية ……وهل هناك سبب لافعل كل هذا
فابتسم وقربها إليه بشدة وهو ينظر إلى عيناها الزرقاء …..لا ….ولكن أرى بعيناكى الكثير
فابعدت يديه عن ظهرها العارى وقالت بدلال …..حسنا …فلتاكل أولا وبعد ذلك سنتحدث
نظر إلى طاولة الطعام بشهية كبيرة فهى قد حضرت له ما لذ وطاب من الطعام …..اكل بنهم لقد كانت ابنة سليمان محترفة فى صنع الطعام رغم أنها دائما كانت مدللة والدها ….انهى طعامه ….ثم تحرك مبتعدا عن الطاولة فانخفض إليها ووضع احدى يديه أسفل قدمها وأخرى خلف ظهرها وحملها
فقالت بانزعاج وهى تضم شفتاها إليها بقوة …..ما هذا هل أنهيت طعامك هكذا بسرعة ….ألم يعجبك طعامى
فقال وهو يقطب حاجبيه إليه بشدة …..ابدا …ثم حرك حاجبه الأيمن بابتسامة ….لقد كدت اكل اصابعى من مذاق الطعام الشهى
فقالت بدلالها الذى لا يليق على أحد غيرها ….ألن تتناول التحلية إذا …لقد أعددت الكثير
فقال بأعين تلتهب عشقا …..امامى الحلو كله …وأذهب لأكل تحلية ….امامى المهلبية بالقشطة وأبحث عن غيرها ….ثم تابع وهو ينظر إليها بمكر …..أريد أن أتناول التحلية فوق ما رأيك
دفنت رأسها بين عنقه من الخجل ثم انطلق هو بها إلى غرفتهما…….يعلمها معنى العشق
تحركت مبتعدة عن السرير ….ثم دلفت إلى الحمام أخذت حماما باردا ثم خرجت ….رأته مستندا على ظهر السرير عارى الصدر وينظر إليها بهيام
فقالت بخجل ….لماذا تنظر إلى هكذا
فقال مبتسما ….هل تعتقدي بأننى قد شبعت من الحلوى بعد
فقالت وهى تحاول أن تبدو صارمة …..سليم يكفى …لقد أصبحت كسولاللغاية حتى عندما ذهبت إلى الشركة اليوم ذهبت بعد عناء لكى اوقظك
فقال بحنان …..كيف يكون أمامى القمر واتركه ….ثم فرد زراعيه يقول بدلال …..تعالى إلى يا بطة
فقالت بملل …..ياالله يا سليم الا يمكنك أن تكون جادا ابدا ….أريد أن أتحدث معك
فقال بجدية مصطنعة …..حسنا انا استمع إليك
فقالت وهى تنظر إلى أصابع يديها بارتباك …..أريد أن أخبرك بشئ لكن عدنى بالا تنزعج وقبل كل هذا وتابعت وهى تنظر إليه بخوف …..لا تتركني
تغيرت ملامحه ونظر إليها بتركيز وصمت يحثها على المتابعة
فقالت بارتباك …..سليم …..انا حامل
تحاولت نظرته الحنون إلى وجه مكفهر وقال بهدوء كاذب …..كيف حدث ذلك
انزعجت من كلمته حتى ان دموعها كادت أن تسقط …..ورددت كلماته بألم …..كيف حدث ذلك ….نحن متزوجان انا زوجتك لذا من الطبيعى ان أكون حاملا
فنهص من على السرير وأمسك بسرواله الملقى على الأرض وقال وهو يرتديه …….أعلم …لكننا لم نتفق على ذلك ….لم نتفق على الانجاب الآن
فقالت بدموع ….لكننى أريد ان أكون أما
فقال بقلب جامد …..يجب أن ينزل هذا الطفل …..وكيف حدث هذا انا وانتى كنا ناخذ احتياطتنا جيدا
فقالت بألم وصوت ضعيف …..لن اجهضه. …انا أريده ….وأيضا لم يعد ينفع فنظر إليها بغضب وتابعت رغم نظراته …..انا فى الشهر الثالث لم يعد ينفع
فقال بغضب عاصف وصوت عالى …..ماذا …..إذا انتى كنتى تعلمين ….كنتى تخدعينى يا فيروز ….ماذا أكون انا أمامك
فقالت وهى تقترب منه وتبكى بشدة….أنت ….أنت أغلى شيئا عندى …لكنى أريد ان أكون أما …..
فقال وهو يبتعد عنها …..انتى لم تفكرى إلا بنفسك ….انتى أنانية ….ثم التقط قميصه وخرج من الغرفه غاضبا
فتبعته بضعف بدء يظهر على وجهها وتنفسها بدء يضطرب وقالت بصوت عالى …..انا لست أنانية انا أريد ان أكون أما
فرد عليها بوجه مكفهر وهو ينزل درجات السلم …..إذا اجعليه ينفعك
فقالت بشهقات وبكاء …..سليم لا تتركنى وتذهب ….لقد وعدتنى…..لا تفعل أرجوك
وضعت يديها على قلبها تحاول التنفس وهى تقول برجاء …..أرجوك ….لا تتركنى …..لا تتركنى ….وتذهب
عودة للحاضر
وضع يديه على وجهه ويقول بألم وحسرة على ما مضى …..ياليتنى لم اتركك ….يا عمرى وحياتى. …ياليتنى لم اتركك يا فيروز …..لقد خسرتك وخسرت ابنى ….ياليتنى لم اتركك …..مسح دموعه الخائنة بسرعة …..فلم يعد ينفع الندم ….لقد انتهى كل شى ……لقد خسر ماضيه منذ ان ماتت وخسر حاضره ومستقبله مع ابنه …..بسبب هروبه
************************************************************************************
نظرت إلى القلادة الذهبية التى كانت بين يديها لقد كانت على شكل فراشة صغيرة …..وضعتها فى صندوق المجوهرات بين مجوهراتها الثمينة …..وقالت وهى تبتعد عن كرسيها ….هل حان الوقت هل أعود إلى مصر واعطيها له …..ام انه لم يحن الوقت بعد …..
فقالت بحنين واعين حزينة …..ياالله يا فيروز ثلاث وثلاثون عاما على موتك ….حقا لقد كنتى من الأشخاص القليلين الجيدين فى هذا العالم ….لقد ساعدتينى كثيرا….. ولكن هل لو كنتى مازلتى على قيد الحياة كان سيحدث هذا كله لى
رجعت بذاكرتها إلى ذلك اليوم المشئوم منذ ان بدء يظهر عليها المرض وحالتها تصبح أكثر تدهورا …….منذ أكثر من ثلاثين عاما اتصلت بها فيروز ببكاء وهى تستنجدها وتطلب منها المجى
-روز ….تعالى ارجوكى إلى بسرعة ….سليم ترك المنزل ….وأبى ليس هنا ….انا خائفة من ان يحدث شئ لى
هداتها ثم أغلقت معها الهاتف الأرضى …..وما هى إلا دقائق حتى دخلت إلى المنزل الذى كان بابه مفتوحا ….وجدتها نائمة على الأرض وآثار الدموع على وجهها وعيناها حمراء من البكاء …..ساندتها حتى اوصلتها إلى غرفة النوم ….وضعتها على السرير ببط
فقالت فيروز ببكاء ….لقد تركنى عندما علم اننى حامل ….
فقالت روز بذعر……ماذا ….حامل كيف هذا ….انتى ….انتى مريضة …جسدك لن يتحمل الحمل ولا تعب الولادة
فقالت بنحيب وهى تدفن وجهها فى الوسادة ….ماذا أفعل ….فأنا لن اشفى من مرضى ابدا اعلم اننى سأموت رغم كل شئ …..لآخر مرة أريد ان أشعر بطفل يتحرك فى رحمى أريد ان أشعر بالامومة حتى لو كانت لمدة أشهر …..كما اننى وحيدة والدى ما الذى سيحدث له أن مت سيبقى وحيدا وساتركه ….لكن هكذا هو لن يبقى وحيدا ….لكن لا أريد ان اخسر سليم …..فازدادت شهقاتها وبكاءها …..سليم سيتركنى. …لم يلتفت إلى ….انه غاضب منى وبشدة …..اضطرب تتفسها……وقالت وهى تحاول استنشاق الهواء …..انا …انا لست أنانية قالتها وغرقت فى ظلام دامس …..أسرعت إليها روز تحاول ان تويقظها لكى لا يحدث لها شى لكنها فشلت …..فامسكت بسرعة سماعة الهاتف وضغطت بعض الارقام …….
ما هى إلا دقائق إلا وقد وصلت فريدة أخت سليم ومعها زوجها الطبيب عادل ……
فحصها عادل جيدا ….وجعلها تفيق ….فنظر إليها بعتاب ولوم. ……لماذا يا فيروز ….لماذا فعلتى هذا …ألم نتفق ان ننتظر قليلا حتى تتحسن حالتك
فنظرت إليه فريدة باستفهام. …فقال ….فيروز حامل يافريدة
شهقت فريدة بقوة وقالت بذعر ……ماذا ….أليس هذا خطيرا ….كيف ….انتى
فقاطعتها فيروز بسرعة وهى تقول بالم …..لم يعد يفيد اى شى ….لقد انتهى الامر وانا حامل بابن اخيكى يا فريدة …..وتابعت وهى تحاول النهوض فساعدتها روز على الاستناد على ظهر السرير …..وأنا لن اجهضه …لذلك إياكم ان تنطقوا تلك الكلمة ….شئت ام أبيت انا مريضة وساموت فى اى وقت ….سواء أصبحت حاملا ام لا ….على الأقل سأترك ذكرى منى …..
فقال عادل بحزن …..فيروز قلبك لن يتحمل ألم الحمل ولا الولادة ….ولقد اتفقت معك قبل أن تتزوجى بسليم ان ننتظر قليلا
فقالت ببكاء ….أعلم ….لكنى …لكنى …أشعر بأننى سأموت فى اى وقت ….لذلك أريد ان أنجب من سليم قبل موتى انا احبه ….حالتى تسوء ….ولا تتحسن ….فقالت بصراخ. ….لذلك أرجوكم ارحمونى. ….ثم نظرت الى عادل برجاء واعين منتفخة حمراء وقالت …..أرجوك أبحث عنه …..أخبره بأننى أحتاجه ….أكثر من اى وقت
نظر إليها الجميع بشفقة فالكل يعلم بحالتها التى تتدهور أكثر ……..
عادت بذاكرتها إلى الحاضر
دلفت ايملى إلى الغرفة ….واقتربت من روز ببط ……وهى تقول ….اشتقت اليكى أيتها الجميلة
فالتفتت إليها روز بابتسامة عريضة …..حبيبتى اشتقت اليكى أيضا ….متى اتيتى
فقالت بابتسامة مماثلة …….منذ دقائق. ….واخبرونى انكى تجلسين فى غرفتك
فقالت وهى تنظر إلى صندوق المجوهرات المفتوح …..نعم لقد كنت أقوم بتنظيف بعض الأشياء
فاتجهت نظر ايملى إلى الصندوق وقالت بانبهار وهى تمسك بالقلادة. …..ياالله انها جميلة للغاية ….هل هى لكى
فقالت روز بهدوء بابتسامة صغيرة …..لا انها ليست لى ….انها لصديقة لى ….ثم تابعت بشرود. ….لكن لا أعلم هل حان وقت إعادتها ام لا
فردت ايملى باستغراب وهى تضم حاجبيها. …..صديقة لكن هل رأيتها سابقا معك
فقالت روز بخفوت …..لا لم تريها. …لقد ماتت منذ زمن طويل
فقالت ايملى …..إذا إلى من ستعيدينها
فامسكت روز يد ايملى واجلستها على الاريكة الصغيرة التى تتوسط الغرفة وجلست هى امامها على أحد الكراسى وقالت بابتسامة محاولة تغير الموضوع …….انسى امر تلك القلادة ….واخبرينى كيف حالك …..وماذا عن ذلك الوسيم هل مازال مختفيا. …
فقالت ايملى بحزن وهى تضع اهتمامها فى أصابع يديها …..لا لم أره منذ ذلك اليوم …..لم ياتى كعادته
فربتت روز على يديها وهى تقول بابتسامة …..ما رأيك ان تذهبى انتى إليه ….أن كنتى حقا تشعرين بشئ تجاهه
فهبت ايملى واقفة وقالت بارتباك …..كيف ….لا …وماذا عن كبرياءى كيف اذهب إليه هكذا …ربما هو لا يريد الاقتراب انا اعرف وليد شخص لعوب وربما كنت أحد نزواته وعندما لم يرى منى اى استجابة رحل
فقالت روز وهى تضع يديها على كتف ايملى ……هل تعتقدين ذلك ….حقا
فنظرت ايملى للفراغ بأعين حائرة …..فهى لم تعد تعرف اى شئ منذ ان قابلت ذلك ال وليد
******************************************************************************************
ظل يتقلب على السرير بغير هدى ….فهو لم يغمض له جفن منذ ان قام بتقبيلها لقد أراد ورغب بالمزيد …..ما ان قربها إليه ليلة أمس حتى اشتعلت النار فى جسده نار حارقة تاججت فى قلبه وجسده ….لكنها قامت بصده بسرعة ….لماذا أليست زوجتى ويحق لى بالمزيد كاى رجل متزوج ….فجلس على السرير مستندا على ظهره واضعا يديه خلف رأسه ……هل يمكن انها مازالت تفكر فى ليلة الزفاف وتركى لها لكنى كنت ساعوضها ليلة أمس …….هب جالسا على طرف السرير …..وقال وهو ينفض تلك الأفكار عن رأسه وينهر نفسه بقوة ……انسى يا سيف …..أنت لم تكن تريد تلك الزيجة منذ البداية ما الذى حدث هل أعجبتك الفتاة …..الحقيقة نعم انها جميلة كما أيضا هناك شى يخبرنى انى اعرفها حتى قبلتى لها تخبرنى انها لم تكن الأولى بالنسبة لى معها ……أقسم أنى اعرفها رائحتها ليست غريبة على لقد قابلتها من قبل لكن …..أين ومتى انا لا أتذكر …..تحرك مبتعدا عن السرير وخرج من الغرفة دق مرة واحدة على باب غرفة نوم أروى ثم دلف مباشرة ……كانت تهب من الخروج من الحمام وهى مرتدية قميص بحمالات وطويل لكنه أظهر مفاتنها …..تراجعت للخلف فزعة ما ان رأته أمامها وهى تبرقه بنظرات غاضبة ……نظر إلى جسدها الممشوق بجرأة …..فاشتعلت نيرانه أكثر ….فخرج من الغرفة صافعا بابها بقوة …..ويقول بتافف وصوتاغاضب …..ياالله …..ما الذى تريده تلك المرأة منى ……
أخذت نفسا طويلا ثم زفرته بقوة …..فرفعت أحد حاجبيها وهى تضع يديها على خصرها وقالت ساريك …وقفت أمام باب غرفته ودقت دقات خفيفة وانتظرت قليلا ففتح لها الباب ينظر إليها باهتمام ….فانخفضت قليلا بجسدها وامسكت بيد الحقيبة الكبيرة التى كانت بجوارها وقالت بنفس لاهث من ثقل الحقيبة …..ابتعد لكى اضعها لك فى الداخل ….فافسح لها المجال للعبور والدخول وهو يتبعها بنظره بتعجب …وضعت الحقيبة فى أحد أركان الغرفة ووقفت وهى تقول مبتسمة …أولا هذه هى آداب الدخول عندما تريد أن تدخل لغرفة شخصا ما عليك أن تطرق الباب أولا حتى تدخل بعد أن يسمح لك
فرفع أحد حاجبيه باستهجان وتهكم ….فتابعت هى بقوة وهى تشير إلى الحقيبة ….ثانيا هذه الحقيبة بها ملابسك ….سأقوم بترتيبها لك عندما تخرج لكى لا تتعب نفسك بالدخول المستمر إلى غرفتى
فشخر بقوة وهو يكرر كلمتها بتهكم…..غرفتك
فقالت بتأكيد وغرور ….نعم غرفتى ….سأبقى بها طوال فترة بقاءى هنا وانت من اخترت هذه الغرفة لك منذ البداية إذا الأخرى لى
فقال بمرح. ….لكن الغرفة التى تجلسين بها هى لكلينا. ….فأشار لها وله وقال ….لى ولك الستى زوجتى
فاكفهر وجهها بقوة وانتصب جسدها فى مكانه وقالت …….ماذا وقبل ان تنطق اى كلمة اخرى تصاعد رنين الهاتف خلفها …..فنظرت اليه ثم توجهت نحو الهاتف امسكته بيديها وهى تنظر الى رقم المتصل بحيرة …..كل هذا وهو يتتبع حركاتها بعيناه …..أستغرب من تأخرها فى الرد على الهاتف فاكفهر وجهه وهو يتسال من يمكن ان يكون المتصل …..فاقترب منها وأخذ منها الهاتف من بين يديها على حين غرة فانتفضت مفزوعة ……أمسك الهاتف وفتح زر التشغيل وقام بتشغيل مكبر الصوت منتظر الرد …..فرد صوت انثوى …..أروى ….لماذا تاخرتى فى الاتصال على …لقد كنت أنتظرك …..أروى هل تسمعينى. ….فأخذت منه الهاتف بقوة ووضعته على اذنها وقالت وهى تنظر إليه بشمئزاز…..يبدو أن هناك عطل فى الاتصال ….دقائق وسأتصل بك مرة أخرى …..أغلقت الهاتف وهى ترمقه بقوة
فقال بهدوء ….من هذه التى اتصلت
فقالت ببرود ….وهل يهمك
فقال ببرود مماثل وابتسامة على ثغره …..نعم ….فتابع بتهكم…..الستى زوجتى
غضبت من ترديده المستمر لتلك الكلمة فقالت …..لا اظن انه يهمك
غضب من طريقتها فتوجه نحو الحمام وما كاد يفتحه..حتى اوقفته وهى تقول بشجاعة…..هل تعلم ان لديك أخت من والدك اسمها بثينة
فالتف بوجهه نحوها وقال ببرود تام …..ليس لدى أخوة والدتى لم تنجب غيرى وبعدها ماتت ……ثم دلف إلى الحمام مغلقا بابه بقوة …..جعلها تنتفض
**************************************************************************
دخلت كافترية المشفى ….وهى تبحث بعيناها عنه حتى وجدته يجلس على طاولة ما يرتشف قهوته ….فاقتربت منه ووقفت أمامه مباشرة وهى ترمقه بغضب ووعيد وقالت وهى تضع يديها على الطاولة …..حقا لقد كان يوما اسود عندما قابلتك وتعرفت على أختك
غضبها الذى ظهر فى عيناها جعله يسعل بشدة فقال ببراءة …..لماذا ….ما الذى فعلته أروى ….وفوق كل هذا ما الذى فعلته انا …..انا لم أقترب منك
فجلست على الكرسى الذى بجواره وقالت بهدوء كاذب ……ماهر ….تعالى انظر فى عيناى واخبرنى أنك لم تكن تعلم ان قريبك هذا هو العريس
فقال بارتباك …حسنا ….انا حقا لم أكن أعلم انه هو العريس
فرمقته بقوة جعلت عيناها الزرقاء رغم جمالها مرعبة لمن ينظر إليها ….فقال متراجعا بخوف ……حسنا لم أعلم غير البارحة أقسم لك
فقالت بهدوء وهى تصتك على أسنانها …..حسنا يا ماهر ….عليك ان تثبت لى أننا حقا أصدقاء
فقال ببلاهة واستفهام. ….كيف ؟؟
فابتسمت وقالت وهى تقترب منه حتى أصبح وجهها قريبا من أذنيه ……كما تعلم جدتى عنيدة وهى تريد أن تزوجنى
فقال مؤكدا …..نعم أعلم
فتابعت هى بخبث …..لذلك جدتى أخبرتهم بموافقتنا على الخطوبة ليلة أمس بعد ذهابهم …..لذلك انا لم يعد بيدى شئ
فقال بتركيز…..إذا ما المطلوب
فابتسمت أكثر وقالت ……المطلوب ان تقنع عريس الغفلة ان يقول انه غير موافق ….ويستطيع ان يقول الأسباب التى يريدها
فقهقه ماهر عاليا حتى انه هم واقفا من كثرة الضحك ….وقد كانت جميع الأعين عليهما بسبب صوت ضحكاته العالية …..فنظرت اليه ريم بغضب …..فقال وهو يحاول تهدءة نفسه ويحاول اخذ نفسه ……هل تعتقدين ان الأمر بهذه السهولة …..فنظرت اليه باستفهام
فاقترب منها وقال …هل تعتقدين أن مالك سيتركك …..ريم لقد انتهى الامر ….ريم انتى لن تكونى الا لمالك …لقد اصبحتى فى رأسه …..أن كنتى تعتقدين أن سيف عنيد وهمجى كما تقولين …..فمالك رغم هدوءه أكثر عنادا من سيف نفسه وحينها سترين الهمجية بعينها
فهمت واقفة وهى تضع يديها فى سترتها الطبية وقالت بوجه غاضب …..ماذا …….انا لن أتزوج به هل فهمت ثم تابعت بتحذير ..أخبر صديقك إلا أراه أمامى والا
لن يعرف ما سافعله به ….قالت كلماتها وذهبت مبتعدة
فامسك كوب القهوة وقال …..فليعينك الله يا مالك
……………………..………
ترجل من سيارته …..فتحرك مبتعدا وهو يغلق ازرار سترة بذلته الزرقاء …..وقام بتعديل نظارته الشمسية حول عينيه …..وهو يقول بابتسامة تكاد تصل إلى أذنيه ……لقد بدأت الحرب
فدلف إلى المشفى بخطى واثقة وغرور وكعادته شكله وهالته التى تنتشر حوله كانت تجذب الأنظار إليه ……
دخل الى رواق المشفى بخطى سريعة وهاله ما رأى ……ريم تمسك بتلابيب الرجل بيديها بقوة حتى انها قامت بصفعه وهى تلقى عليه ابشع الألقاب ……وصدم كل من كان يلتفت نحوهم ويتابع المشهد وهى تقوم بامساك رجل وصفعه فتحول وجه الرجل الى اللون الاحمر من الغضب ….فاندفع هو بسرعة بين الحشود المتجمعين الذين يشاهدون ذلك المشهد …..رفع الرجل يديه ليرد إليها الصفعة إلا أنه اندفع و امسك بيديه بقوة وهو يضغط على معصم الرجل حتى كاد أن يكسرها وقال بغضب عاصف…….إياك ان تفكر ان تفعل هذا …..فترك يد الرجل بقوة …..ثم امسك بيديها ….فنظرت اليه بعيناها الزرقاء ….فقال بهدوء كاذب وهو يصتك على أسنانه …..اياكى ان تفتحى فمك بكلمة …..ارشدينى إلى مكتبك ……توجها حيث المكتب وادخلها بهدوء بعد أن أبعدت يديه عنها بقوة وقالت بغضب لا يليق ابدا مع تلك الأنوثة المتفجرة ……كيف تسمح لنفسك بالتدخل هكذا ……من تكون
فقال بابتسامة ماكرة …..انا خطيبك وقريبا جدا سأكون زوجك
فضربت بقدميها الأرض بقوة وهى تقول …..تبا …تبا ….انا حقا أكرهك
ظهر العبوس على وجهه وكاد ان يهم بالكلام إلا أنه قاطعه دخول ماهر المفاجئ وهو يقول بلهفة …..ما الذى حدث هل تشاجرتى مع الرجل ….انه يريد تقديم شكوى. …هل قمتى بضربه يا ريم
فقالت بازدراء ظهر على وجهها ……نعم ….ولو كنت أستطيع لقمت بقطع رأسه أيضا
فقال ماهر بهدوء …..وما الذى جعلك تفعلين هذا ….ما الذى فعله الرجل
قالت ريم بسرعة …..لقد قام بضرب زوجته ….انه همجى كيف يفعل هذا ….المراة فى حالة خطرة ….فقلت له بأننى سأقوم بعمل محضر له ….لكنه رفع صوته على …..اعتقد بأننى ساخاف منه ….لكنه لا يعلم جيدا من تكون هى ريم …..ثم تابعت بتهكم …..وماذا أيضا يريد تقديم شكوى ….بل انا من سأقوم برفع قضية عليه …..
كل هذا وكان مالك يستمع لكلامهما بهدوء …..لكن ان يجرؤ الرجل على رفع صوته عليها فهذا غير مسموح به ابدا …..فخرج من الغرفة بسرعة صافعا بابها بقوة
جعل كلا من ريم وماهر ينتبهان إلى خروجه ….فقال ماهر وهو يمرر يديه على وجهه بغضب …..تبا لك يا ريم …..ما الذى سيفعله ذلك الأحمق أيضا …..فخرج ماهر خلف مالك بسرعة …..
*************
error: