رواية..(عندما يعشق الرجل)

الفصل التاسع والعشرون (الجزء الأول )
……………………..……………………..……………………..
يا خلي القلب .. يا حبيبي
لو فى قلبك قد قلبي حب .. يا حبيبي
لو بتكوي النار نهارك .. لو بتسهر زي ليلي
لو صحيح بتحب .. كنا نحضن حبنا ونبعد بعيد
عن عيون الدنيا عن كل العيون
لو في قلبك قد قلبى حب
كنا نمشي الف ليله وليله ليل ونهار
لما نوصل نجمه ما لهاش اي جار
والا نسكن لؤلؤه فى ابعد بحار يا حبيبي
……………………..………..
شعرت ريم وكأن برقا ضربها وهى فى مكانها تراقب زوجها ملتفا حوله مجموعة من النساء الجذابات والانيقات وكل واحدة منهن تحاول جذب انتباهه نحوها … لثانية تلاقت اعينهما وهو ينظر اليها بغموض لكنها حاولت رسم عدم المبالاة على وجهها واشاحته بعيدا … اضطربت وهى تشعر بارتجافة يدها و دقات قلبها السريعة … ضيق .. انزعاج … قلق … وربما غيرة كل هذه مشاعر اجتاحتها ما ان رأت زوجها محاط بالفتيات من كل جانب … أرادت الصراخ بأنه زوجها … وهو لها وحدها لكن كبرياءها منعها … افاقت من مشاعرها المضطربة تلك على صوت أروى الجالسة بجوارها قائلة بعتاب أقرب منه نصيحة
” اذهبى إلى زوجك قبل أن تخطفه فتاة ما منك وحينها ستبكين على حظك المنحوس ”
رفعت إحدى حاجبيها وهى تقول من بين أسنانها بعدم مبالاة …
” من هذه التى ستنظر إليه!! … فلتخطفه …تابعت وهى تحرك كتفيها بكبرياء وبصوت منخفض ..انا لا أريده ”
فغرت أروى فاها وقالت بتأنيب
“حمقاء زوجك وسيم .. وما أن تتركيه هكذا ستركض خلفه آلاف الفتيات … مالك لا يعوض أيتها المخبولة ”
حدقت بها ريم بقوة وهى تزم شفتيها و تقول بانزعاج
” زوجى وسيم … وهل انا قبيحة أمامك ؟!!… ثم نظرت نحوه بطرف عيناها قائلة بعدم اهتمام …انا لن أركض وراء أحد ”
قالت كلماتها باقتضاب ثم حاولت اشاحت وجهها بعيدا عن اروى ومن دون ان تقصد عيناها استقرتا على بطن اروى المنتفخة…. شعرت بنغزة قوية فى قلبها و بلعت ريقها بحزن … تتمنى حقا لو كانت مثل صديقتها … التمعت عيناها بالدموع وهى ترى ابتسامة اروى العذبة ما ان اقتربت منها والدتها وهى تطبع قبلة حانية على جبهتها وتضع يدها على بطنها و اقتربت من أذن اروى تهمس لها ببعض النصائح وتبتسم لها …
اعتصرت ريم عيناها وهى تحاول عدم البكاء وهى تنهر نفسها بقوة … فهى لن تكره السعادة لصديقتها … ولكنها حقا تمنت لو كانت مثلها … متزوجة برجل تحبه بل تكاد تكون عاشقة له … وهى الآن حامل بطفل منه هل يوجد ما هو أجمل وأروع من هذا ..حدثت ريم نفسها بهذا … وهى تدعو فى نفسها .. بأن يرزق الله صديقتها الذرية الصالحة .. وأن تكون بخير هى وطفلها دائما. ..فهى لن تكره الخير يوما للصديقة التى اعتبرتها اختا لها …
” يارب ارزقنى بطفل ” قالتها فى نفسها برجاء ودعاء خرج من قلبها … تتمنى حقا ان يرزقها الله بطفل … تحبه وتحميه تعطيه وتمنحه ما فقدته هى … لكن …هى بغباءها أبعدت مالك عنها بدلا من ان تقربه … لكنه يستحق … هتفت بها فى نفسها بانزعاج .. لقد تركها ولم يحاول حتى الاقتراب منها كما كان دائما يفعل … لقد كانت تشعر سابقا وكأنه ظلا لها … ام الآن فهو لم يعد كما كان … هل هو مل منها ولم يعد يريد الاقتراب … أفكار وأفكار دارت فى عقل ريم من دون ان تتركها بسلام … فالطالما كانت عدم الثقة و الوحدة مرافقان لها ….
لم يستطع أن يبعد عيناه عنها وهى تجلس بعيدة عنه يراقبها بطرف عيناه … يريد أن يقترب .. لكن كلما يتذكر ما تفعله معه … جفافها… عنفوانها الحاجز الذى يمنعها عنه .. يتراجع … يشعر بخوفها ما ان يقترب منها لكن مما هى خائفة؟!!… لماذا كلما يقترب منها ميلا تبعده هى عنه آلاف من الأميال؟ !!… منذ ان قابلها أول مرة وهو على يقين ان الاقتراب منها ليس سهلا وأنه كلما سيقترب منها كلما ستبعده هى عنها لكنه لم يعتقد انه سيأخذ كل هذا الوقت…حتى يستطيع الاقتراب و تملك قلبها وروحها … منذ ان رآها وهناك رغبة واحدة تجتاحه و سلبته النوم ..ان تكون له.. زوجة …و بين يديه … عنفوانها هذا اراده له فقط رغم انه الحاجز الأكبر بينهما إلا انه يعشق تمردها… يعشق دلالها عليه الغير مقصود … يعشق كل شى تفعله و تصدره … طريقتها التى يعتقدها البعض غرور وتكبر وسماجة… إلا أنها لم يكن تعاملها الجاف مع من حولها إلا قشرة صلبة فقط حتى تستطيع حماية نفسها مما هى خائفة من خوضه … زوجته طفلة صغيرة تفتقر إلى الأمان … لكن لا يعلم ماذا يفعل حتى يشعرها حقا بحبه؟؟! … آفاق مالك من شروده على صوت إحدى الفتيات الملتفات حوله أخذ نفسا عميقا … ثم لم يعد يتحمل أكثر البقاء معهن وتحرك مبتعدا عنهن .. ما ان راء سماءه تتجاوزه غير ابه به تتحرك بقدها الممشوق وهى رافعة رأسها بتعالى وعنفوان وكأنها اوزة تتهادى فى مشيتها بكسل … رغم أنها ترتدى فستان فضفاض وطويل إلا أنها ما زالت جميلة ومغرية فى نظره … فملابسها المحتشمة تلك لم تستطع إخفاء أنوثتها … تحرك هو الآخر مبتعدا عن هؤلاء الفتيات وتوجه نحو مجموعة الشباب …المكونة من كاسر وخالد وسيف وأصدقاء سيف الاثنان ماجد وأسامة …
وقف وأخذ يتبادل معهم الحديث …
…………………..
وقف بين أصدقاءه بشموخ وهو يضع يديه فى جيبى بنطاله يستمع إلى احاديثهم التى لا تنتهى عن الأعمال … أذنه كانت معهم … لكن عيناه كانت عليها هى فقط … يراقب كل حركة منها صغيرة او كبيرة … وضع جسده موضع الاستعداد للركض إذا لاحظ فقط ابتعادها عن كرسيها…لم يكن يريد أن ياتى ولا حتى ان يحضرها … لكنه لم يستطع الرفض وهو يرى اهتمامها وحرصها الشديد على حضور زفاف صديقتها … منذ سقوطها ورؤيته لها غارقة بدماءها ذلك اليوم وهو لا يريد منها ان تفعل اى شى وخصوصا بعدما أخبره الطبيب ان اى حركة غير صحيحة ربما سيفقدا بها الطفل … فاهتم فقط بأمر راحتها حتى طعامها كان حريصا ومهتما به … خلال الأيام السابقة كان يشعر بنظراتها المؤنبة التى تخبره انه فقط لا يهتم بها إلا من أجل الطفل وليس لشئ آخر … نعم هو يهتم للجنين الذى تحمله بين احشاءها … يهتم به فقط من أجلها … من أجلها فقط … دموعها وهى بين يديه ترجوه حرقت قلبه … كل ما فكر به فى هذا الوقت هى … رغم انه كان سيحزن لفقدانه أول طفل له … لكن أن يرى انهيارها ودموعها تسقط من مقلتيها كان سيصبح الامر أكثر إيلاما له … ظهرت شبه ابتسامة على وجهه وهو يتذكر لياليه السابقة التى كانت توقيظه طلبا لأحد الأطعمة التى تشعر وكأن رائحتها فى أنفها …
أخبرهم الطبيب منذ يومان ان حالتها شبه مستقرة وأنها ما ان تتجاوز الشهر الرابع حتى نستطيع أن نقول أن كل شى أصبح بخير … ابتعد بنظره عنها وهو يوجه كل حواسه للاستماع لاحديث كاسر … ولكنه لم يتحمل أبعاد نظره عنها أكثر .. وتوجه بنظره نحوها …
غامت ملامحه بالسواد وهو يراها تبتعد عن كرسيها وتتحرك بخلاء مع رجلا ما …وتحرك نحوها بخطوات سريعة …
شهقت اروى بقوة وهى تشعر بيديه تقبض على رسغها … وقربها منه بتملك واضح … وأكد على ملكيته لها وهو يضع يديه حول خصرها …وكأنه يخبر ذلك الغريب بتحذير… إياك ان تقترب انها ملكى …
طبع قبلة حانية على جبهتها فاحمر وجهها خجلا و زميلها ينظر إليهما باستغراب ودهشة وقليل من الخجل وهو يلاحظ تلك الحميمية بينهما … وكأن سيف فهم نظراته …
وقال بنبرة رقيقة جعلت أروى يتسع فمها وتنظر إليه ببلاهة …
” عرفينى …. عرفينى …ألن تعرفينى به ” كررها وهو يلاحظ نظراتها المستغربة ويحرك جسدها برفق حتى تنتبه له …. فتنحنحت بهدوء وقالت بنبرة هادئة
” تامر … صديق وزميل قديم ايام الدراسة … ثم تابعت وهى تنظر إلى زميلها لكن سيف منعها وهو يقربها أكثر إليه حتى يحتكر كل النظرات له هو فقط وقاطعها بنبرة لا تخلو من الحدة وقال
…. سيف السيوفى زوجها ووالد طفلها ”
تشدقت بابتسامة جانبية وهى تنظر له باستغراب
” أهلا … أهلا سيد سيف وهل يخفى القمر سيادتك شهرتك وسمعتك سابقة لك ” ومد بيديه لكن سيف
ضحك بقوة وقال بتكبر وغرور ونظرة ازدراء موجهة نحو ذلك التامر..وربما غيرة
” أهلا ”
تراجع الآخر بيده وابتسم بخفوت وانسحب بعيدا عنهم ووجهه يكسوه الحرج …. وما كاد أن يبتعد حتى قرب سيف فمه نحو أذن اروى قائلا بغضب مكتوم
” هل تحاولين استفزازى زوجتى العزيزة ؟!!”
فنظرت إليه بتساؤل…. فتابع وعيناه ترسل شرارات من الغضب نحوها
” كيف تتحركين من مكانك هكذا ؟!!… وفوق كل هذا تقفين مع رجل … لقد تماديتى ”
” ماذا؟!! ” هتفت بها بحدة وتابعت ” تماديت بماذا؟؟!”
ونظرت له بشر وابعدت يديه عن خصرها بحركة سريعة عبرت بها عن غضبها …وتحركت مبتعدة … شعرت بنظراته التى اخترقت ظهرها … وحركته نحوها … فسارت بخطى سريعة بين المدعوين حتى وصلت حيث تقبع والدتها … وجلست بجوارها لعلها تحتمى بها من غضبه المحتم….
أخذ سيف نفسا عميقا ثم زفره بقوة…وهو يمرر يديه على شعره بهدوء … وعاد ناحية أصدقاءه … وهو ينهر نفسه عن تسرعه فى الغضب هكذا منها …
” ما رأيك .. ان نذهب للعب الاسكواش بعد الزفاف ” سأل كاسر سيف الذى كان شاردا ورد عليه بخفوت
” نعم … حسنا ” وعيناه تتجه حيث تقبع أروى
*******************************************
راقب الأربعة رجال سقوط روز … ولثواتى ظلوا ينظرون إلى جسدها المسجى على الأرض بهدوء … حتى تحرك عادل اخيرا نحوها وأثنى ركبتيه وهو يصفعها على وجنتيها بهدوء يحاول افاقتها …
” هل ماتت ؟!!”
ساله محمود بوجه متجهم
فرد عليه عادل بهدوء وهو يحرك رأسه
” لا .. اغمى عليها فقط .. يبدو انها لم تحتمل الصدمة ”
” يا ليتها تموت ونرتاح منها ومن أخيها ” هتف بها مراد بحدة
تنهد سليم براحة ثم قال بنبرة حادة
” مراد ..نحن لا نريد مشاكل .. ثم وجه الكلام نحو عادل قائلا… أحملها وادخلها إلى المنزل بسرعة ..حتى تفيق ”
” ماذا ؟!!” هتف بها مراد مستنكرا
” لا .. لا لن تدخل منزلى ”
” إذا ماذا سنفعل هل نحملها ونخرج بها هكذا حتى يراها الناس!!؟ … وحينها ما حاولنا اخفاءه لسنين سيكشف اليوم … سندخلها للمنزل حتى تفيق وبعد ذلك سنخرجها مثلما ادخلنها ” هتف بها سليم
فاوما الثلاثة رؤوسهم موافقين… وبالفعل حملها عادل وادخلها إلى المنزل …
وضعها عادل على السرير فى الغرفة التى دخولها كأنهم لصوص حتى لا يشعر أحد بشئ …
بعد محاولات عادل فى ايقاظها …رفرفت روز برموشها اخيرا …فظهرت الراحة جلية على وجه كلا منهم … راقبوها باعين حذرة وثاقبة وهى تتململ فى مكانها وتضع يديها على رأسها تتاوه بخفوت من الألم والصداع الذى داهمها الآن فقط وهى تشعر براسها ثقيلة غير قادرة على تحريكها ….لدقيقة كانت هكذا …حتى امتلأت الدموع فى عيناها وهى تتذكر آخر ما سمعته … كذبت عقلها واذنيها… فتحت عيناها ورأت الأربعة رجال حولها …
” ياسين ” قالتها بنبرة ضعيفة متالمة
ثم تابعت بنبرة تقطر حزنا والما على ما مضى وهى تتذكر ما سمعته منهم وبصوت متحشرج
” أنتم كاذبون هو لم يمت … ثم تابعت باعين غاضبة وهى تمسك بياقة قميص عادل … هو لم يمت …هذا بالتأكيد لعبة من العيبكم حتى ترحموه منى ومما سافعله به وبكم … جميعكم كاذبون … ابتعدت من السرير بسرعة وهى تقول بصوت هستيرى غاضب رغم شعورها بالدوار إلا أنها تحاملت ووقفت بثبات كأنها نار متتاججة … مهما فعلتم او اخبرتمونى سآخذ ابنتى وأذهب هل فهمتم …لن يمنعنى أحد ”
و للمرة الثانية خارت قواها وسقطت جاثية على الأرض وهى تبكى وتراقب صمتهم المميت بالنسبة لها … نظرت إلى سليم تستجديه ان يكذب ما سمعته … لكن لم تجد فى عيناه غير الحزن والألم … نظراته لا تعبر إلا عن ان ما سمعته صحيح … أن ياسين مات … مات … قبل ان تصرخ به وتنتقم مما فعله بها …
جثى مراد على ركبته واقترب منها قائلا بصوت حاد وحفيف وهو يمسك بذراعها بقبضة شديدة قوية المتها
” لماذا سنكذب عليكى … روز اذهبى … ارحلى وانسى ان لديك فتاة … ياسين فعل كل هذا فقط من أجل نور .. ضحى بكل شئ من أجلها … و لحمايتها … وانتى ان اقتربتى منها ..ساقف انا لكى بالمرصد … هل فهتمى ”
عيناها غامتا بالدموع زمت فمها بقوة وهى تكتم شهقة قوية تهددها بالخروج … وهى تشعر بنبرة التهديد فى صوته … تترك ابنتها … كيف
اجفل الأربعة رجال عندما استمعوا لصوت تكسر شيئا ما … فادارو رؤوسهم نحو الباب … واتسعت اعيناهم عندما شاهدوا نورا تقف عند الباب … عيناها متستعا من الصدمة … جسدها متصلب و أصابعها على فمها
وهى تقول ببحة من الصدمة وصوت متحشرج
” روز !!!!”
وجهت روز نحو الصوت الذى نادى باسمها …وردت عليها بصوت ضعيف يماثل صدمتها
” نورا!!!! ”
بلع مراد ريقه وهو يراقب تعابير وجه زوجته المصدومة من رؤية من كانت تعتقد انها ماتت …
” انتى …انتى …ألم .. ألم تمو…ت ؟؟!!” همست بها نورا بصوت ضعيف ودهشة لم تستطع اخفاءها
شخرت روز وظهرت شبه ابتسامة على وجهها تعبر عن ألمها وسخريت القدر منها وهى تنظر إلى الأربعة رجال باشمءزاز
” اخبروك إننى مت … يا لهم من وحوش … قتلونى بالحياة وأخذوا منى ابنتى … ثم نفضت ذراعها وهى تبعد يد مراد عنها بقوة و وقفت بشموخ … وكأنها نمرة لا يستطيع أعتى الرجال الوقوف أمامها … عكست ضعفها بقوة ظهرت فى لحظة واحدة فقط …
وهتفت بصوت عالى غاضب وهى تحرك باصبعها نحوهم جميعا وعيناها تلتمع شرا
“أقسم أن انتقم منكم… ساحرق قلوبكم أنتم الأربعة مثلما احرقتوا قلبى … ساريكم غضب الأم بحق .. ساجعلكم تندمون على اليوم الذى فكرتم فيه بخداعى فقط … صديقكم الخامس ورئيس عصابتكم رحمه الموت منى و مما كنت سافعله به … صمتت لثوانى وهتفت وهى تكشر عن انيابها … لكن أنتم لن يرحمكم أحد منى … وقبل كل هذا ساخذ ابنتى منكم ”
هتفت بكلماتها وصدرها يعلو وينخفض من أوج مشاعرها وغضبها … وجهت نظرها حيث تقف نورا …التى ركضت بأقصى سرعة لديها وزوجها يلحق بها …
استطاع مراد جعل خطواته سريعة أكثر وأمسك برسغها وهو يدير جسدها نحوه … لكنها نفضت يده عنها
فقال برجاء ” أرجوك اسمعيني… اعطينى فرصة لكى أشرح لك”
نظرت له بقوة وقالت بصوت عميق و هو يراقب اهتزازة مقلتيها من الغضب …
” لا تخف سنتحدث … لا تقلق …عاجلا او آجلا سنتحدث … وتابعت من بين أسنانها … بعد زفاف ابنى … ابنى الوحيد .. بعد زفافه الذى لن أسمح لأحد بتخريبه او أن يكسر سعادته … هل فهمت … لن أسمح لأحد ” نطقت بكلماتها وابتعدت عنه وهى ترسم ابتسامة على وجهها .. فهى لن تسمح بأخطاء زوجها الذى تكتشفها شيئا فشيئا ان يكسر فرحة ابنها … الذى اخيرا قد وجد حبه …
استدار مراد بجسده نحو الغرفة …. دلف إلى الغرفة رفع حاجبيه وقال بحدة وصوت عالى وهو يمسك بيد روز
” هل تريدين أن ترى ابنتك ؟!… حسنا تعالى وساوريكى إياها ” قال كلماته ثم جذبها خلفه … حتى توقفا أمام أحد نوافذ المنزل الكبيرة المطلة على الحديقة الكبيرة حيث الزفاف
” انظرى… انظرى جيدا ” هتف بها بشراسة
وجهت روز نظرها إلى ما يشير إليه مراد … أول ما استقرتا عليه عيناها … كانت فتاة بثوب ابيض رقيق … فوجهت نظرها إليه مرة أخرى باستغراب
فتابع من بين أسنانه
” هل تعلمين من هى العروس؟؟! … هل تعلمين زفاف من هذا؟؟! ”
بلعت ريقها … وهى تحاول تجميع الكلمات حتى تستطيع النطق لكن عقلها خانها وتوقف عن التفكير … راقب صمتها ببرود
حتى همس نحو اذنيها بخشونة
“زفاف ابنى الوحيد حازم .. أظن انك شهدتى مولده .. لكن هل تعلمين من هى العروس … اسمها … نور … نور ياسين المنشاوي ”
اهتزتا حدقتا روز وفمها مفتوح عاجز عن النطق … أرادت الصراخ ونعته بالكذب لكنها لم تستطع وهو يدير بجسدها أكثر حتى تستطيع النظر إلى تلك الفتاة. ..
وأخيرا همست بضعف وصوت مختنق
” كاذب ”
قالتها ونظرت إلى الفتاة … دقات قلبها تسارعت وهى تلمح وجه تلك الفتاة ذات الوجه البرئ … عضت فمها من الداخل حتى لا تبكى وتصرخ من القهر وهى تجد أمامها نسخة مصغرة منها …
لكنها رغم هذا همست مرة أخرى بصوت أكثر قوة
” كاذب …كاذب …كاذب يا مراد ”
أدار جسدها نحوه ويده تقبض على ذراعيها بقوة جعلتها تتلوى من الألم …
” من اليوم يا روز نور هى ابنتى وزوجة ابنى. .. لن أسمح لكى ان تدميرى سعادتها او حياتها بسبب حضورك هذا … انسى أمر نور … نور عانت أثناء موت ياسين … ولن أسمح لأى شخص فى هذا العالم ان يؤلمها … هل فهمتى” نطق كلمته الأخيرة بتحذير … جعلتها ترتجف … ترتجف من القهر …وحتى وابنتها أمامها الآن هى لا تستطيع احتضانها او لمسها حتى …
” أن كنتى تحبينها حقا ابتعدى عنها يا روز … ابتعدى واثبتى لى حقا انك ام كل ما يهمها هو مصلحت ابنتها … ابتعدى يا روز اجعليها تعيش بسلام … بعيدا عن حياتك ” هتف بها بصوت عميق متزن …
تترك طفلتها … وهى من كانت تتألم لأكثر من خمس وعشرين عاما لمجرد انها لم تستطع احتضانها ورؤيتها أمامها وتقبيلها و تفريغ بها امومتها التى احتفظت بها من أجلها هى فقط … رمز حبها وعشقها لياسين…. ابنتها ..ستظل بعيدة عنها … ستظل دائما سراب حلم لن تستطيع لمسه. .. ابنتها … ابنتها … نور … نور … التى لم تعرف اسمها إلا منذ مدة … ابنتها التى كبرت بعيدا عن عيناها … نور … آه يا نور …. ام آه يا روز لقد كتب عليكى فراق من احببتيها…. كتب عليك الوحدة والتعاسة طيلة عمرك … منبوذة حتى من قبل الأشخاص الذين اعتقدتى أنهم أخوة لكى … خانوكى … لكن الآن هل ستركضين إليها وتحضنيها وتخبرينها انك والدتها … ام ستقفين هكذا تشاهدينها من بعيد …
” روز … لا تكونى أنانية أرجوك … ابنتك مرت بظروف صعبة الفترة الأخيرة وأخذت وقتا طويلا حتى تستطيع التعافى من موت ياسين ” قالها مراد بصوت خشن وهو يراقب دموع روز التى سقطت على وجنتيها
” أنانية!!! .. ياليتنى كنت أنانية … ما كان سيحدث لى كل هذا …همست بها بحزن وألم تابعت وهى تمسح دموعها بهدوء … سأذهب … لكنى ساعود … سأعود لن أبقى طيلة عمرى الام المتوفى بالنسبة لابنتى ”
قالتها وتحركت بخطوات متعبة مترنحة وهى تحاول غرز كعب حذاءها العالى فى الأرض حتى لا تسقط … وتبعها سليم حتى يستطيع إخراجها مثلما أدخلها … ما ان ابتعدت روز حتى تنفس مراد الصعداء ….
*******************************************
لم يتحركا من على كرسيهما منذ ان اتيا إلا فقط … وهما يستقبلان تهنئة المدعون والمهنءين بابتسامة فاترة … منذ ان وصلا وحازم يراقب كل ردة فعل تصدرها نور بهدوء تام … عيناها على الأرض ترسم شبه ابتسامة على ثغرها ما ان يقترب منهما أحد تختفى باختفاء الشخص الذى كان يهناها …تشدق بابتسامة وهو يفكر بأن زوجته ممثلة بارعة … زوجته … نور زوجته … رنت تلك الكلمة فى عقله وهو يتمنى الصراخ بها حتى يستطيع الاستمتاع بتذوق تلك الكلمة … لكن حقا هل ستكون زوجته فى تلك الليلة ام انها سيحتاج للوقت حتى يستطيع فقط الاقتراب …. او ربما سيفشل فى الوصول إليها …
” حسنا … لقد انتهى الأمر يكفى جلوسا هكذا … سيأخذ عروسه وسيذهب. .. ضحك فى داخله … وهو يهتف فى نفسه … هل أنت مستعجل حقا لما سيحدث بعد ذلك فى هذا اليوم … ام انك تحاول الهروب حتى تخبر المدعوين ان عروستك لم تغصب على الزواج بك … وأنت تلاحظ نظراتهم نحوك المتساءلة والهمسات التى تصدر من بعض النسوة عن أسباب هذا الزواج السريع … وبعضهن ذهبت خيالتهن إلى ان زوجته خلاصة حق … والبعض قال تزوجها … لأن والدها هو صديق والده … لذلك فالصديق أراد أن يزوج ابنة صديقه من ابنه الوحيد … والبعض علل زواجه منها انها مجرد صفقة حتى يستطيع الوصول إلى أموالها فهى ابنة أبيها الوحيدة وقد ترك لها الكثير … ثرثرن بالكثير والكثير … لكن ولا واحدة منهن قد توصلت إلى انه تزوجها لحمايتها وفوق كل هذا لانه يحبها …أخذ حازم نفسا عميقا ثم زفره بقوة … وتحرك مبتعدا عن كرسيه وهو يغلق أزرار بذلته الامامية …
نظر إلى أحد العازفين القربين منه … بإشارة فهمها الرجل فقط الذى اؤما برأسه وبدأ فى تنفيذ ما أمر به … فعندما أتى أخبر حازم الرجل .. بأنه ما ان ينظر إليه حتى يقوم بإيقاف الموسيقى ويبدأ بتشغيل تلك التى تعبر عن انتهاء الحفل وانصراف العروسان…
قرب يده منها وأمسك بيدها التى شعر ببرودتها وتشنجها المفاجئ ما ان امسك بها
” هيا يجب ان نذهب ” قالها حازم بهدوء وهو يحاول بث الطمأنينة إلى نفسها … ألمه قلبه عندما وجدها ترفع وجهها إليه تنظر إليه بخوف …
لكنه حثها مرة أخرى على التحرك …حتى استجابت اخيرا ووقفت بقدم وجسد يرتجف خوفا …
وقف المدعون ما ان وجدوا العروسان مستعدان للرحيل … حتى استطعا الخروج والابتعاد عن انظارهما … اصعدها للسيارة وأغلق بابها ووقف ما ان رأى والدته تقترب منه …
” مازال الوقت مبكرا ” قالتها نورا وهى تحتضن حازم بقوة … وتقبله على وجنته… فابتسم هو بخفوت وطبع قبلة على جبهتها وقال بهدوء
“تعلمين إننى لا أحب هذه الأجواء ”
قاطعته والدته وربتت على كتفه بحنان وقالت بسعادة
” أتمنى لك يا نور عين نورا حياة سعيدة دائما… خالية من الآلام….
همست بجملتها الأخيرة التى لم يستمع إليها حازم وهو يفتح باب السيارة وجلس بجوار عروسه بهدوء ….وودعته وهى تراقب ابتعاد السيارة إلى حيث الفندق الذى سيقضى به حازم ليلته مع عروسه ….
وكالعادة ما ان يرحل العروسان حتى يبدأ المدعون بالرحيل متمنين للعروسان الحياة السعيدة والذرية الصالحة …
*****************************************
بحثت بثينة بعيناها عن والدها لكنها لم تجده …فقررت الخروج والبحث عنه بالخارج فربما كان فى السيارة مع تلك المرأة …وما كادت تخرج من منزل مراد السيوفى حتى وجدت ماهر أمامها … يعرض عليها ايصالها فوالدها بالداخل ولن يذهب الآن وربما يتأخر … وهو بنفسه طلب منه ان يوصلها … أرادت الاعتراض ولكنها لم تستطع أمام إصرار ماهر …فتحركا نحو السيارة وما كاد يفتح ماهر لها الباب حتى تسمرت فى مكانها …
” بثينة ”
بلعت ريقها وهى تستمع لذلك الصوت الذى تحفظه عن ظهر قلب ….
التفتت بجسدها وهى تحمل طفلتها بين يديها ما ان استمعت لصوته بأعين متسعة ذاهلة تحاول تكذيب اذنيها وقلبها تزداد ضرباته حتى كاد أن يصمها و يديها تضغط بشدة على جسد طفلتها التى شعرت بتململها الواضح ما ان رأت والدها أمامها … وهو وقف وكأنه صنم ووجه يكسوه الغضب … ذقنه الغير حليقة وهياته المتشردة والتى تظهره وكأنه طفل ابتعدت عنه والدته التى كانت تهتم به ….
… اشتاق إليهما … اشتاق إلى أخذ حبيبته وطفلته بين يديه واشباعهما بحبه … اشتاق … واشتاق… وهل تصف تلك الكلمة ما به من لوعة…
“با..”
نظرت بثينة لابنتها ذاهلة متفاجاة هل تبكى فرحا ام حزنا … هل تبكى لسعادتها فابنتها ها هى للمرة الثانية تحاول أن تنطق اسم والدها … تعبر له عن اشتياقها وحاجتها لحضنه فى هذا الوقت …
وقف ولا يفصل بينهما غير القليل من السنتيمترات ولكنه شعر كأنها أميال بينهما … حدقت به وهى تحاول بلع ريقها … رؤيتها له اليوم كانت مفاجأة بالنسبة لها… كيف أتى وعلم بحضورها …
حمد الله فى نفسه لمجيءه فى الوقت المناسب … لولا الصدفة التى استمع فيها بحديث أحد موظفيه يتحدث عن زواج المحامى حازم السيوفى اليوم … لما كان سيستطيع الوصول إليها بعد ان اخذها والدها بعيدا عنه … اقترب منهما ببط حتى وقف أمامهما مباشرة مد يده واخذ منها ميا منها …التى تهللت اساريرها ما ان حملها والدها وظلت تردد وتنطق ببعض الاشياء التى لم يفهمها ….
تنحنحت بثينة فى مكانها ونظرت حيث يقف ماهر الذى وقف فى مكانه بجسد متصلب ويراقبهما بملامح غامضة …
” هيا ”
التفتت براسها نحو حسام … وهى تلاحظ نظراته ولهجته التى تعبر عن غضبه المكتوم
وقفت فى مكانها ولم تتحرك رغم انه تحرك بعض الخطوات نحو سيارته ولكنها لم تتحرك … هل ترفض وحينها سيعلم ماهر انها هى وزوجها على خلاف ومنها من الممكن أن تحدث مشاجرة بين ماهر وحسام … وستكون هى الخاسرة … فهى تعلم جيدا وتشعر بغيرة حسام نحو ماهر الغريبة ولا تفهم سببها رغم أنها منذ ان كانت صغيرة وهى تعتبر ماهر أخا لها …
ام تذهب معه بهدوء … لكنها غير مستعدة حتى الان باى مواجهة بينهما … هى اشتاقت إليه …ولكنها كلما تتذكر تلك الصور يتألم قلبها وتشعر بالخيانة والغدر من الشخص الذى تحملت منه كل شى … لكن خيانته كانت بالنسبة لها كالقشة التى قسمت ظهرها …
وبخطوات هادئة اقتربت منه … فتح لها باب السيارة جلست وأعطاها ميا … ثم دار للجهة الاخرى و فتح باب السيارة … وقبل أن يصعد داخلها … نظر إلى ماهر نظرة سوداء حادة عبر بها عن غضبه وكرهه … صعد للسيارة وأغلق بابها بقوة وانطلق بسيارته بأقصى سرعة لديه …
لم تطأ قدميها هذا المنزل منذ ما يقرب الاسبوعان… ارتعاشة خفيفة سارت فى جسدها … ورهبة ألمت قلبها ما ان وصلت رائحة هذا المنزل الممتزجة برائحته هو فقط لانفها … رغم بقائها فى منزل والدها و هناك وجدت كل سبل الرائحة لها ولميا… إلا أنها لم تجد الطمأنينة والراحة إلا فى هذا المنزل … الذى عاشت فيه أجمل ايام حياتها رغم ما بها من ايام وجدت فيه نفسها تبتعد او بالأحرى يبتعد هو عنها شيئا فشيئا… هل حان وقت المواجهة بينها وبينه اخيرا ؟؟!… هل ستنهى كل شئ بينكما يا بثينة … هل ستتخلى عن كل شئ؟!!… وماذا عن أحلامك التى حلمتى بها ما ان وطات قدمك لهذا المنزل أول مرة وانتى عروس بفستانك الأبيض ؟!!… ألم تحلمى بحياة سعيدة وزوج محب وطفل يملأ هذا المنزل بضحكاته!!…. ألم تحلمى بعاءلة !!… نعم تمنيتى ان يكون لك عائلة… اردتى وطنا … ولكن هل هو وطنك … هو هو من تستطيعين أن تحتمى به … هل هو حقا يستحق أن يكون أبا لاطفالك؟!!… نعم … نعم يستحق … صرخت بها بثينة فى نفسها … انه افضل اب لابنتك الان ..نعم … رغم انه لم يكن يلتفت او يهتم بها عندما ولدت … ولكنه منذ ان بدأ يقترب منها وهو أصبح ملاصقا لها … رغم أنها لم تكن تفهم سبب ابتعاده عن الصغيرة فى البداية إلا أنه عوضها عن بعده عنها بطريقة مختلفة … عندما كان يتصل بها كل يوم كانت معظم المكالمة يستمع بها فقط إلى صوت صغيرته… حتى الان يحملها بين يديه بحرص شديد وهو يقبل كل انشا بها عيناها جبهتها وجنتيها وشفتاها… وهى تضحك ببراءة من قبلاته التى تدغدغها … توقف ونظر إلى طفلته بسعادة واعين دامعة… المت قلبها وهى ترى صغيرتها تنظر إلى والدها بحب وسعادة تماثل سعادته وكأنها افتقدته وافتقدت صوته … دمعت عيناها وهى ترى هذا المشهد هل أخطأت فى الابتعاد وحرمان صغيرتها من دف واحضان والدها التى لطالما حلمت هى بها …
” فلنتحدث”
اجفلت عندما استمعت إلى صوته الاجش …
“نعم فلنتحدث ” همست بها باختناق
للحظات ظل ينظر اليها بطريقة مبهمة وكأنه يبحث عن الكلمات … شعرت به وهو يأخذ نفسا عميقا ثم زفره بقوة محاولا تهدئة نفسه … او ربما يحاول استعادة رباطة جاشه …
“لماذا هكذا فجأة ؟!! …هل اذيتك؟؟ ” سألها بنبرة اربكتها
أغمضت عيناها بقوة محاولة منها للتفكير حتى لو لثوانى حتى تستطيع الكلام …هل تخبره بمعرفتها لخيانته لها … هل تصرخ فى وجهه من ألمها … تخبره أنها لم تعد تستطيع التحمل والثبات أكثر … ام تصمت وهى ترى انتقامها منه ظاهرا على وجهه …هياته …وحرمانه من ميا لعدة ايام … هل يكفيها معرفتها انه كان يبحث عنها كالمجنون فى كل مكان … هل تكتفى بهذا كتحذير له … ام تتكلم وحينها ستكون النهاية … هل تعطيه فرصة أخرى وتصمت… تصمت فقط من أجل ميا التى أصبحت اخيرا تنعم باحضان والدها الدافئة … ام تطلب الابتعاد وحينها ابنتها ستتربى مثلما هى تربت .. بعيدة عن دف و احضان والدها …وحينها سيكون فراقهما مؤبدا …هل تعطيه فرصة أخرى … ظللت ترددها فى رأسها. ..
وفى لحظة انتصر القلب على العقل … واقتربت منه وهى تلاحظ نظراته المشتاقة إليها … عيناه تكاد تطبق على جسدها بين جفنيه… ونطقت اخيرا بنبرة ناعمة مهتزة
” كنت بحاجة فقط إلى الابتعاد ”
تنهد بضعف وهو يحدق بها بسخط … أخذت منه ميا وعلى وجهها ابتسامة غامضة … ووضعتها على الأرض …والتفت بذراعيها حول رقبته وهى تقول بحميمية
وتلمس أنفها بانفه وهو وقف كالصنم مكانه وهى تقربه بذراعيها نحوه أكثر
وقالت باغراء ونبرة غامضة
” فلنبدأ من جديد ”
ظهرت شبه ابتسامة على وجهها وهى تشعر بتردده فى وضع يديه حول خصرها …
” بثينة … انا يجب ان ….”
لكنها منعته وهى تضع اصبعها على شفتيه تمنعه من المتابعة ….
وتابعت وهى تطبع قبلة على وجنته قائلة بنعومة
” سامحنى… سامح طيشى … فلنبدأ من جديد ”
نبرتها وقربها أسقط كل دفاعته… حطم كل غضبه الذى كان كالمرجل المشتعل … ثورته التى كان سيطلقها فى وجهها … كل هذا اخمدته…
احتضنها وعانقها بقوة المتها….
لكنها ستسامح من أجل طفلتها … او ربما من أجل نفسها ….
********************************************
error: