رواية..(عندما يعشق الرجل)


*الفصل الثالث والثلاثون الجزء الرابع

” انا لست خائفة من أن أنجب الآن .. لكننى حزينة انه لن يكون بجوارى .. لكى يمسك بيدى ويخبرنى إننى سأكون بخير .. تمنيت أن يكون بجوارى فى تلك اللحظات ”
بكت اروى وهى تقول تلك الكلمات .. وقالت بشهقات وخوف
” انا لا أعلم عنه شئ منذ ان سافر .. تأخر ولم يتصل بى حتى وكأنه قد تناسانى واخرجنى من حياته ..
ثم تابعت وجسدها يهتز خوفا ..
“لقد علمت أن فيروز قد أنجبت سيف أيضا فى الشهر السابع .. خائفة من أموت والا أراه .. ”
ربتت كلا من ريم ونور على ظهرها .. والأخيرة تطمانها بكلمات هادئة … بينما ريم تنهرها عن تفكيرها التشاؤمى هذا ..
“أيتها الحمقاء لو هو حقا قد نسيك عليك ألا تبكى على فراقه ”
نهرتها ريم بقوة
فردت اروى ببلاهة من بين دموعها
” اذا ما الذى تريدنى ان أفعله وزوجى ليس معى ”
” حمقاء البكاء للنساء العاديات .. أما الجميلات فيذهبن إلى التسوق .. ونحن يكفينا بكاء سنذهب للتسوق من أجل أول مولود بيننا .. ”
قالتها ريم بغمزة لنور .. التى فهمت مقصد صديقتها .. وايدت كلامها .. فهذه هى أنسب طريقة لتنسى صديقتهما حزنها وخوفها هذا ..
صعدن الثلاثة نساء إلى السيارة التى قادتها ريم ..
و بعد ان اخبرت نور حماتها عن ذهابها مع صديقتيها..
نظرت ريم بقلق ورعب إلى مرآة السيارة .. وهى تلاحظ سيارة سوداء .. تكاد تجزم انها شاهدتها وراءهم عدة مرات .. انتابها الخوف .. لكنه سرعان ما تلاشى ما ان وصلن إلى مركز التسوق الكبير ..
قضا الثلاثة نساء وقت ممتع بين محلات المختصة لحاجات الأطفال حديثى الولادة .. واشترين كل ما يحتاجه الطفل وأكثر من ملابس واحذية وألعاب ..
طوال فترة تنقلهم بين المحلات واروى تشعر بانقباض يزداد شدته وقوته مع مرور الوقت .. حاولت تناسى الأمر مثلما أخبرتها نور .. وهما ينتظران ريم التى ذهبت لجلب شئ ما ..
لكن الألم ازداد أكثر هذه المرة وهى لا تستطيع تحمله أكثر .. وضعت يدها على بطنها وهى تصرخ بقوة ..
أتى على صراخها أربعة من الثيران .. جعلها تصرخ أكثر من شكلهم .. ونور .. تريد الصراخ ولكن كأن لسانها قد الجم
” من أنتم؟؟؟!! ……”
صرخت بها اروى بقوة ما ان حاول الرجال اسنادها ومنع سقوطها ..
” سيدتى نحن حراس السيد سيف ”
قالها أحد الرجال لطمانتها
لكنها صرخت أكثر بقوة من شدة الألم وقالت بصراخ
” فليذهب سيف إلى الجحيم .. بدلا من أن يبقى معى .. ابقى حراسه.. أريد ريم قبل ان أقوم بقتلكم ”
أتت ريم راكضة وهى ترمق الرجال بشر .. ولم تسمح لواحدا منهم من لمسها ..
تم نقل اروى إلى أقرب مشفى ..
فى الغرفة التى بها اروى
ظلت تصرخ بهستيرية… حتى أتت والدتها وبقيت بجوارها ..
ظلت ريم تمسد على رأسها وهى تخبرها انها لن تتركها وستجهز نفسها لتدخل معها إلى غرفة العمليات لكن الاخرى صرخت فى وجهها وهى تقول بجنون
” انا لا أريدك .. انا اريد سيف ..اخبريه .. أن لم ياتى الآن أقسم إننى لن أدعه يرى ابنه .. حتى لو أكل تراب الأرض .. هل تفهمين …”
صرخت وهى تحارب موجة من الألم تجتاح جسدها .. والانقبضات تزداد عليها أكثر وأكثر وكان من تحملت لأجله أشهر يأبى أن يقبع داخل رحمها أكثر .. عيناها انتفخت من كثرة بكاءها.. وصوتها أصبح مبحوح من كثرة الصراخ المستمر وكان روحها تغادر جسدها ..
تشبثت بقوة وعيناها تذرف دموعها بدون توقف بيد والدتها .. تتمنى لو كان بجوارها ويضمها إليه ويخبرها انها ستكون بخير هو وطفلهما .. لكنه ليس موجودا .. ليس بجوارها
صرخت بقوة وهى تقول بألم
” انا لست خائفة من الموت .. انا خائفة من ان أموت وهو ليس بجوارى .. وهو ليس أول واخر شخص تراه عينى .. تمنيت أن يكون بجوارى ”
***********************************************
نهاية الفصل الثالث والثلاثون

error: