رواية..(عندما يعشق الرجل)

الفصل العاشر (الجزء الثانى )
دلفت أروى إلى غرفة ريم مباشرة وبهتت ملامحها وجحظتا عيناها حتى انها وضعت يديها على شفتها من الصدمة ……ونور جالسة على السرير واضعة يديها على خدها بقلة حيلة
فقالت أروى بصدمة وعتاب …..ما هذا الذى ترتديه يا ريم
فقالت ريم بعدم فهم كاذب …….ما به ما ارتديه. ….هل هو سيئ
فالتف الجميع حيث الحاجة زينب التى شهقت بقوة حتى انها ضربت بيديها على صدرها ……ما هذا الذى ترتديه يا حظى الأسود …..
فقالت ريم وهى تقوم بتثبيت لفة طرحتها جيدا ……لما تفاجئ الجميع بما ارتديه …..ماذا به انه محتشم وواسع
فقالت أروى بهدوء …….ونحن لم نعترض على اتساعه. ….ارتدى اى شى غير الأسود يا ريم وليس بتلك الطريقة …..وانتى ستقابلين شخصا اول مرة …..عليكى ان ترتدى شئ جيد ولونه حتى مفرح
فقالت ريم بعصبية زائدة …..من لن يتقبلنى باى شكل من الأشكال ….إذا فأنا لا أريده
فردت جدتها محاولة تهدئة نفسها ومسايرة حفيدتها ذات الرأس اليابس ……حبيبتى يجب ان ترتدى شى جميل وليس اسود يا ريم ….وقالت بنبرة تحذيرية وغضب لذلك ارتدى اى شى مما ترتدينه ….انا لم اطلب منك ان ترتدى شيئا خاصا …..لكن ارتدى على الاقل شى مما يوجد فى دولابك وليست ملابسى ….
فقالت ريم بتحدى وهى تضع يديها على خصرها………حاجة زينب هكذا ساقابل العريس وبملابسك …..وإذا رفضتى اعلمى اننى لن أخرج من هنا ولن أقابل السيد المبجل الذى سياتى خلال دقائق ولا عائلته …..
……………………..……………………..……………………..…………..
جلس سيف مع جده بدون بنت شفه……..حتى أن جده كان مستغربا من حضوره المفاجئ ……كان يعلم أن أروى ستاتى لكن لم يتوقع أن ياتى سيف معها ….لكنه شعر بالسعادوة لمجيءه مع أروى…… ربما يستطيع مع الوقت التقرب من الفتاة والشعور بحبها له ….فهو يعلم جيدا بما حدث ليلة الزفاف وخروجه من المنزل انزعج من هذا …..لكنه يتمنى حقا أن يحدث شى بينهما خلال فترة بقاءهما مع بعضهما …….
وفى خلال دقائق حضر مالك ومعه والديه وجديه……قابل الحاج سليمان الجميع بحبور…..فرح الجميع برؤية سيف حتى ان جده الحاج رشاد ضمه إليه بشدة عندما راءه وسعدوا جميعابحضوره وهو قابلهم بابتسامة ….تفاجئ سيف بل صدم عندما علم ان مالك هو من سيقوم بخطبة ريم ….لكن كيف تعرف عليها سأل سيف نفسه ……وبعدها بلحظات دخلت الحاجة زينب ورحبت بهم …….دخلن الفتيات الثلاثة حيث يجلس الجميع ……وشهق الجميع حتى أنهم بهتت ملامحهم عندما شاهدوا العروس ترتدى عباءة سوداء واسعة تبدو انها لجدتهاوالطرحة من نفس اللون ووجهها رغم جماله إلا أنه مكفهر وغاضب …….حاول الجميع تمالك نفسه وعدم إظهار اى شى
لكن والدة العريس كوثر قالت بامتعاض وتريقة ظاهرة ……..اسود ….تقابلنا بالأسود ….أن كانت لا تريدنا ان ناتى وترفضنا كانت تستطيعى يا حاجة زينب أخبارنا
فنظرت ريم إليها بقوة واستهزاء …..فيبدو أن حماتها العتيد لم تعجب بالعروس …..فيبدو ذلك ال مالك ابن والدته هو الآخر
فنظر مالك برجاء لجدته ووالده لكى يستطيعا تدارك الأمر
فقالت الجدة بابتسامة …..ريم جميلة مهما ارتدت ستكون فى غاية الجمال …..ويبدو انها تختبرنا لكى تعرف إذا كنا اتينا من أجل أخلاقها ام ان أجل جمالها ….ولكننا لا نهتم لأى شئ ترتديه أهم شى هى الأخلاق ….فاوم الجميع على كلامها مبتسما
فتنفس مالك الصعداء ….فهو لا يريد لوالدته ان تظهر اعتراضها على هذا الزواج ….فهى كانت تريده ان يتزوج من ابنة أختها …لكن عندما أخبرتها جدته انها قد وجدت له عروس وأنها موافقة عليها لم تستطع والدته من قول اى شى او حتى الاعتراض …….
حاولت أروى ونور كتم ضحكاتهم بسبب نظرات ريم ووالدة مالك لبعضهما لو كانت النظرات تقتل لسقتطا الاثنتان…….ظلوا يتحدثون جميعا قليلا عن بعض الأمور الهامة فى العمل والسياسة وكان سيف يرد باقتضاب على محادثتهم وعيناه لم ترفع من على أروى الجالسة وهو يراها تبتسم وتلك الغمازتان تزيدانها جمالا …….
فقالت الحاجة زينب بابتسامة ……ما رأيكم ان نترك العروسان يتحدثان مع بعضهما قليلا
فرح الجميع بذلك وتحركت نور وأخذت ريم وذهبت وبعد ذلك أشارت أروى إلى مالك ان يتبعها ….وسارخلفها. …..رفع سيف أحد حاجبيه من تصرفها هذا حتى انها ابتسمت وغمزت له أيضا ……كان يرغب بتتبعهما لكنه تمالك نفسه …….دخلا الاثنان ورأت ريم الجالسة وكانت نور واقفة ….فاجلست أروى مالك بهدوء وغمزت له مرة أخرى وامسكت يد نور وخرجتا بعد ان تركاباب غرفة الصالون مفتوحا …………
جلست ريم ضاما كلتا يديها إلى حجرها ليست من التوتر او الخجل بل من الغضب ونفاذ الصبر
فنظر إليها بجرأة وهو يتأمل ملامحها وعيناها المنخفضة فقال فى نفسه هل يمكن ان تكون تشعر بالخجل فظهرت ابتسامة على ثغره وهو يعلم جيدا انها ليست خجلةبل انها تكاد تشتعل غضبا فقال بهدوء ……هل تعلمين أنك اجمل من رأيت يرتدى الأسود ……فتابع بجرأة …..وكما قالت جدتى مهما ارتديتى فستكونين فى غاية الجمال
فرفعت عيناها إليه بغضب …..وقال …حقا انا لا أكذب
فقالت بنفاذ صبر وبدون مقدمات …..سيد مالك لماذا أتيت إلى خطبتى رغم أنك تعلم اننى لا اطيقك واننى سارفضك
بقدر ما كان يشعر بنفورها بقدر ما المته جملتها تلك …..فقال بأعين جامدة …..هل يمكنك أخبارى لماذا سترفضينى. …هل يمكنك أن تقولى السبب
فقالت ببرود ….هكذا وهل يجب ان أوضح
فقال بسرعة نعم…. بالتأكيد هناك سبب لرفضى
فوقفت من على الكرسى وقالت بتعالى. …..سيد مالك طلبك مرفوض وارجو إلا أراك باى مكان انا به …..قالت كلماتها ورحلت
دفن وجهه بين يديه وهو يتألم من كلاماتها وأسلوبها الجاف معه هل هو سى لهذه الدرجة لهذا ترفضه …..فخرج بعدها بدقائق من الغرفة …..ودلف إلى غرفة الصالون الكبيرة حيث يجلس الجميع …..وقال موجها كلامه إلى الحاجة زينب …..سيدتى اظن انكى تعرفينى جيدا ….لذلك ارجو ان تخبرينا برأيك والا تتاخرى وتابع بحدة ….واعلمى إذا كان بشئ غير القبول فهذا لن يكون جيدا لأحد …..نظر الجميع إليه باستغراب لكن سرعان ما تحركت والدته تتبعه عند خروجه وبعد ذلك تبعه الباقين………التقى حاجبى أروى باستغراب فقليلا جدا ما كانت ترى مالك بهذا الانزعاج اوطريقته فى الكلام تلك ……..
فقال سليمان وهو يقترب من أخته …..ما الذى فعلته حفيدتك
فقالت بعد ان اخفضت كتفيها بجهل …..لا أعلم ….سأذهب إليها تلك الشقية ….فخرجت وتبعتها كلا من أروى ونور
دخلن الثلاثة إلى غرفة ريم وقالت جدتها بحدة ……ما الذى قلتيه للفتى لكى يخرج منزعجاهكذا
فقالت وهى تجلس على السرير …..لقد اعلمته بقرارى وهو الرفض
فردت جدتها بغضب …..لماذا ….فنظرت ريم إلى جدتها بقوة واستفهام. ….فتابعت الجدة …..ماذا به مالك لكى نرفضه
فقالت ريم بهدوء مخالف لغضبها …..ألم تقولى أنك تريدين أن تزوجينى لطبيب ….وهو ليس طبيبا
فقالت الجدة بهدوء مصطنع …..لا مشكلة لا يوجد فرق انه مهندس …..
فقالت ريم باستفهام. ….ماذا …..لكن انا لا أريده وأنا غير موافقة
فقالت الجدة ببرود قاتل ….انه يعجبنى
فظهر الغضب على ريم واتسعتا عيناها بشدة…..ونور واروى اللذان كانا يتابعان المشهد بصمت حاولا كتم ضحكتهم من مما قالته الحاجة زينب
فقالت ريم باستنكار. ….لكنى لا أريده ….وأنا أرفض
فردت عليها ببرود. ….وأنا سأقبل وأقول لهم أننا موافقين مالك لا يرفض ومهما بحثت لن أجد من هو أفضل منه ….وتابعت بتحدى. …كما اننى لن أخبرهم بالموافقة غدا او خلال ايام بل ساخبرهم الآن ….وخرجت من الغرفة بعد أن أصبح جسد ريم كالموات من الصدمة مماقالته جدتها …..وخرجتا الاثنتان أيضا من بعدها فهما يعلمان ان ريم بطبيعتها لن تقبل اى كلام فى الوقت الحالى …….
وما ان خرجت أروى من غرفة ريم حتى رأت سيف أمامها يخبرها بذهابهما ……
……………………..……………………..……………………..……………………..……………………..…………………
حمدت الله لانخفاض حرارة الطفلة ….فهى كادت أن تموت رعبا من ان يحدث لها شئ …..ابتعدت عن السرير الذى تنام عليه ميا ببط بعد ان تأكدت انها بخير ……ونزلت السلالم بعد ان شعرت بمجى حسام …..فدخلت إلى غرفة المكتب وراته جالسا عليه بشرود. …..فقالت بهدوء …..حسام اعتقد ان الحياة بيننا أصبحت مستحيلة …..لذلك فالننفصل فهذا أفضل لى ولك …..طلقني
نظر إليها باستغراب وقال ……بثينة اذهبى ونامى انا متعب ولا أريد الاستماع إلى تفاهتك اليوم
فقالت بغضب ….حسام طلقنى واليوم انا لن أبقى معك ولا لثانية واحدة
فهم مبتعدا عن كرسى المكتب واقترب منها وقال بوجه مكفهر ……هل جننتى يابثينة
فقالت بصوت عالى …..لا لم اجن. ….انا لم أكن عاقلة مثلما انا اليوم ….ابنتى كادت ان تموت منى اليوم بانانيتك ….وأنا لن أتحمل هذا …..أقسم لو كان حدث لها شى ما كان يكفينى موتك
ارتعب من شكلها وعصبيتها التى لم يرها يوما عليها واقترب منها وقال …..ماذا بها ميا
فقالت باستهزاء. ….ماذا بها ميا ….وهل أنت تهتم حتى بابنتك …أنت لا يهمك غير نفسك ….وتابعت وهى تحاول أخذ نفس عميق محاولة تهدئة نفسها ….انا سآخذ ابنتى وأذهب …..لذلك ارجو ان ترسل لى ورقة طلاقى. …وخرجت من المكتب وصعدت السلالم ودخلت الغرفة واتجهت فورا إلى الخزانة فتحتها وأخرجت منها حقيبتان وبدأت فى وضع ملابسها بعصبية
دخل عليها وقال ببرود…….. ماذا تفعلين بحق السماء
فردت بانفعال ….لقد طفح الكيل….لقد تعبت من العيش معك ….أنت انانى لا تفكر غير فى نفسك وانا سآخذ ابنتى وأذهب ….لقد كادت تموت منى اليوم لولا ستر الله
أمسك بيديها قائلا باتقاد …..هكذا بسهولة هل تعتقدين بأننى ساتركك او أترك ابنتى
أبعدت يديه عنها ….فالصقها بالخزانة بغضب شديد …..لن تخرجى ابدا من هذا المنزل إلا على جثتى يابثينة هل فهمتى ….
قالت بصراخ. …..لا أريدك …..لم أعد اتحمل بقاءى معك …لم يعد لدى طاقة للتحمل
قال وعيناه تشتعل غضبا حتى كادت ان تنفث نارا …..إلى أين تريدين الذهاب إلى والدتك التى تركتك ام إلى والدك الذى لا يهتم لامرك …..ام إلى ماهر
جحظتا عيناها لذكره لماهر وقالت بغضب …….هل جننت ….ما شأن ماهر ….وأيضا انا حرة اذهب إلى اى مكان أريده لا شأن لك
أمسك ذقنها……حرة ….فاصتك على أسنانه …..لقد قلتها وساقولها مرة أخرى انتى لن تخرجى من هذا المنزل إلا على جثتى وخرج من الغرفة صافعا بابها بقوة
……………………..……………………....

ابتسمت وهى تنظر إلى محتوى البطاقة المكتوب عليها بخط راقى وجميل (البن فى عينيك اجمل من الأزرق الذى يخطف أنفاسهم )…..وضعت البطاقة كالعادة فى حقيبتها قبل خروجها فهى ستضعها بجوار البطاقات الأخرى فى شقتها ……خرجت من عملها ….ركبت المصعد ونزلت حيث جراج السيارات …..خرجت منه وتوجهت حيث السيارة وقبل ان تهم بفتحها …..شعرت بيد قوية تجذبها إليها فى الظلام وقبل ان تصرخ اسكتها بشفتيه التى اطبقت على فمها وهو يقبلها بشوق ونهم. فجحظت عيناها وهى تشعر بأنفاسه الملتهبة ……لم يبتعد عنها إلا طالبا للهواء ووضع جبهته على جبهتها مغمضا عيناه ……وقال بشوق جارف …….اشتقت اليكى …..
error: