رواية..(عندما يعشق الرجل)

فصل الثالث عشر ج3

عندما رأت ميا تحاول النزول من على السرير ….حسام …أرجوك ستقع امسكها….
فقال بصوت منخفض وهو يوقفها لكى لا تذهب إليها …..اهدءى وانظرى ما الذى ستفعله صغيرتى
ظلا يراقبان محاولة ميا للنزول وهى تقوم …بإنزال قدمها شيئا فشى وما ان تقترب للنزول حتى ترفع جسدها مرة أخرى وتجلس على السرير فتضرب على رأسها بيديها ثم تقوم بإعادة المحاولة مرة أخرى لكنها كل مرة تتراجع فى اللحظة التى تكاد تصل فيها ….فعقدت بثينة حاجبيها إليها بشدة ومن ثم انفجرت ضاحكة تبعها ضحكات حسام ….فاقترب من السرير ….وما ان رأت ميا والدها حتى رفعت يديها إليه تطلب منه حملها فحملها بسرعة بين يديه وهو يضمها ويقبلها ويدغدغها….ما ان رات بثينة هذا المشهد حتى منعت شهقاتها من الخروج ….فاقتربت منهما وقالت ناظرة لحسام ….اعطينى اياها ….لكى اطعمها
فقال باسما. ..ساطعمها انا اعطينى فقط الطبق
فجلس على الأرض ووضع ميا على قدميه ….فجلست هى الأخرى أمامه ووضعت الصينية التى عليها الطبق ….امسك الملعقة الصغيرة وبدأ فى اطعامها. …ووجهه يملاءه السرور ….اطعمها ثم جلس يهدهدها حتى نامت ……ظلت تنظر إليه فهى لم تعد تعرفه …من هذا الشخص الذى أمامها بالتأكيد هو ليس زوجها ….كيف تغير هكذا كيف أصبح بهذه الحنية والاحتواء. …يا الله ما الذى حدث وغيره هكذا…..هل هذا حسام الذى لم يحمل طفلته عندما ولدت …توقف ببط ثم وضع الصغيرة فى سريرها ….ووقف مشيرا إليها هل حضرتى طعاما ….ام اتصل بخدمة التوصيل …..فوقفت بسرعة تقول بصراخ. ….الطعام ….ركضت إلى المطبخ لعلها تلحق بالطعام قبل أن يحترق ….فاغلقت النار تحت الاوانى بسرعة …ولسرعتها أمسكت بغطاءها فحرقت يديها وصرخت باكية ….ركض إليها وضمها إليه وهى مازالت تبكى ….فقال يهداءها. …حسنا …حسنا لا تحزنى …سأتصل بخدمة التوصيل ….
فقالت ببكاء ….يدى ….فابعدها عنه وقال بسرعة …ماذا بها يدك ….فنظر الى يديها التى أصابها الحرق ….وامسكها ووضعها أسفل صنبور المياه …حتى تهدأ قليلا ….ومن ثم أخرج مرهما ووضعه على يديها التى أصابها الحرق ….واخذها حيث غرفة نومهما وجعلها تستلقى ثم دثرها جيدا …فقالت بدموع ….آسفة
انزعج من كلمتها تلك فقال ….اياكى ان تتاسفى على شئ ابدا ….انا الأسف لأننى جعلتك تركضين هكذا ….ثم أبتسم وقال وهو يقترب من وجهها …أما بالنسبة للطعام فلا تقلقى فهو لم يحترق كاملا …لذلك ساكله
…….
وضع بعض من الارز على قطع من اللحم الشبه محروق وتوجه حيث غرفتهما فراءها تغط فى نوم عميق …..ظل يتاملها وهو يقترب منها وقال فى نفسه وهو يمرر يديه على وجهها ….هل لو أقسمت إننى لم ألمس امراة قبلك او بعدك ستصدقين. …هل لو أقسمت انكى اول امرأة يدق لها قلبى ستصدقين …..هل لو أقسمت إننى لا أعرف كيف او متى او حتى أين احببتك ستصدقين ….هل لو قلت ان قلبى ينهش قبل عقلى عندما فقط أفكر بأنك يمكن أن يلمسك شخصا غيرى
لا أنكر إننى تزوجتك فقط لكى أستطيع أن يكون لى اسم فى عالم رجال الأعمال الكبير ….حاولت أن أكرهك …حاولت أن اؤذيكى لا ان أحبك ….لكن الغيرة نهشت قلبى ولم أستطع التفكير إلا فى التقرب منك ….سامحينى يا بثينة على ما فعلته معكى ….هل ستفعلى ام انك ستبتعدين عنى مثلما فعل الجميع ….
لكنى أقسم أن أفعل اى شى لكى تحبينى مثل السابق وان اعوض ميا عن كل شى …لقد اصبحتما جزء منى ….انتما العائلة التى بحثت عنها ….عندما علمت ماهية والدتك خفت ان تكونى مثلها لكنكى اثبتى العكس ….
……………………
احيانا كثيرة لا نشعر بقيمة من نحب إلا إذا شعرنا بأنه على وشك الابتعاد عنا …..وأنه فى لحظة ما سيتركنا وسينتهى كل شى بسهولة ….
************
وقف أمام الشقة عازما على التحدث معها وعدم تركها ….فدق الجرس منتظرا منها ان تفتح الباب …..وقفت أمامه ….ظلا صامتان وكلا منهما ينظر إلى الآخر حتى قالت بخفوت وصوت مبحوح بالكاد يخرج منها ……أسامة ….
**********
دخلا إلى الشقة وهو يقبلها بحرارة فابعدت سترة بذلته عنه ومن ثم وضعت يديها على صدره تحاول فك أزرار قميصه فابعدها عنه بسرعة وهو يضع يديه على جبهته قائلا بتركيز ….هذا يكفى يا علا يمكنك الذهاب
ماذا …هتفت بها غاضبة
فقال يعيد كلامه وهو يصتك على أسنانه …..قلت يكفى يمكنك الذهاب ….نظرت بشر إليه ومن ثم خرجت ……فضرب كاسر بقوة على الحائط يقول بألم ….تبا لك يا قمر لم أعد أستطيع أن اقترب من امرأة غيرك …..أحاول ان أرى اى امرأة بك
لكننى لم أجد ….تبا لك يا عذابى. …تركتينى محطما هكذا وذهبتى. …تركتينى بعد ان حرمتينى من أغلى شئ تمنيته فى هذا العالم ….لماذا فعلتى بى هذا ورحلتى …..
وقف امام الشرفة الكبيرة وهو يتذكر همسها له اخر مرة فى اذناه وهى تقول ……
حتى وإن احتضنت جميع النساء من بعدى
لا الهمس همسى. …ولا العطر عطرى
ولا الأمان حضنى. …..فأنا قمر
فقال موكدا بحزن وألم وهو ينظر إلى القمر الذى يعلو ويضى عتمة الليل ….نعم انتى قمر …..
………………..
نهاية الفصل الثالث عشر
………
وشكرا …………

error: