رواية..(عندما يعشق الرجل)

الفصل السادس عشر ج2

-أحمر ….. هتف بها سيف وهو يرى أروى ترتدى فستان أحمر جرى يبرز تفاصيل جسدها من أول خصرها النحيل حتى وركيها الممتلان …..كان طويلا على شكل سمكة ضيق من فوق حتى الركبة ومن بعده واسع …..باكمام ضيقة و عنقه عارى أبرز عظمتا عنقها المرمرية البيضاء …..وفوق كل هذا تضع أحمر شفاه جرى واهتمت للغاية بإبراز لون عيناها الذهبية بلون كحل اسود ….وأطلقت العنان لشعرها الغجرى على ظهرها …..ما ان رأته لم تلتفت له بل تبعت ريم ومالك وهى ترحب بكل شخص تقابله حتى أن بعضهم ما ان رأوها حتى قاموا بلثم يديها بقبلة رقيقة وهى بادلتهم بابتسامة أظهرت غمازتيها …..وقف سيف فى منتصف القاعة وهو يشتد على قبضة يديه حتى برزتا عروقهما حتى ان جديه لاحظا الأمر وتمنا ان يمر هذا الزفاف على خير …..
بدأ المدعون بجلوس كلا منهم على مقعده …..وتوجه هو حيث الطاولة التى كان يجلس عليها جده الحاج سليمان وأخته الحاجة زينب وابنها السيد كمال ….فجلس وهو يراقبها بعيناه وهى تقف بجوار ريم ….حتى أنها رحبت ببعض ممن كان يهنئ مالك …..هل يخرج عن طور أدبه ويظهر الحيوان الهمجى الذى بداخله ويذهب إليها ويمسكها من شعرها او يضعها على ظهره ويخرج من هذه القاعة….حسنا سيهدا هناك شئ إسمه منزل يا سيف …..منزل شخر بها بقوة وهو يبتعد عن كرسيه متوجها نحوها
ظلت تختلس النظرات إليه وهى تلمح نظراته إليها وكلما كانت تتذكر نظراته إليها كانت تزداد ابتسامتها اتساعا ….لا تستطيع ان تنكر أنه ما زال يخطف أنفاسها ما ان تراه لقد كان وسيما جدا وانيقاجدا ببذلته السوداء وقميصه الاسود التى هى متاكده منه انه اختاره بعشواءية هذه المرة فهو غاضب منذ ليلة أمس ….وتعلم أنها أخطأت بما فعلته فهى باتت عند ريم من دون علمه هى أخبرته أنها ستقضى مع ريم اليوم بأكمله لكنها لم تقل بأنها ستنام معها وتفاجا عندما أتى إليها ليصطحبها ولم تأتى ….حقا تقسم بأنه كان يكاد ان يقوم بضربها لولا مجى جده الحاج سليمان فى الوقت المناسب واستطاع التدخل وتهدئة الخلاف بينهما …..لا تعرف حقا ما الذى سيفعله بها الآن ولكنها سعيدة للغاية بغضبه هذا فربما كان يحبها او على الأقل بدأت بعض المشاعر تتسلل إلى قلبه …..وعلى غفلة منها اقترب منهم بخطى ثابتة وهنا ريم ومالك وهو يحاوط خصرها بقوة قائلا بمرح كاذب …..سآخذ زوجتى الآن …فأظن انكما لا تحتجان إليها وتحتجان الى بعض الخصوصية …..قالها ثم سحبها وابتعدا عن ريم ومالك وهما يتجهان إلى أحد أبواب القاعة الكبيرة
أبتسم مالك فهو حقا يحتاج ان يكون بمفرده معها مثلما قال سيف فامسك بيدها التى بجانب يديه …..وجدها باردة فنظر إليها وجد الخوف بعيناها الزرقاء خوف لا يستطيع غيره ان يعرفه ….لو غيره نظر إليها لقال أنها قاسية ….لكنها حقا خائفة. …فسحبت يدها ببط ثم وضعت كلتا يديها فى حجرها بتوتر …..ففضل الصمت حتى تحين لحظة بقاءهما بمفردهما فالقادم أكثر بكثير من ما مضى فهو وحده القادر على إثبات حبه بل عشقه لها ……..
خرجا من القاعة وهو ما زال يحاوط خصرها بيديه حتى خرجا من القاعة تماما ووقفا خلفها وقال بغضب عاصف ….ما هذا الذى ترتدينه ألم نتفق مثل هذه الاثواب ارتدائها ممنوع
فردت ببراءة ….ماذا به ثوبى ما الذى تريده منى ان ارتديه……
فقال وهو يقترب منها ويضع إصبعه على شفتها يحاول ان يمسح بها أحمر الشفاه من على شفتاها ….وما هذا الذى تضعينه ….فالتقى حاجبيه فى غضب وهو يراه لا يمسح …..فحاول مرة واثنان لكنه فشل
فقالت بسرعة عندما شعرت بقسوة إصبعه وألم شفتاها …..يكفى انه لا يمسح ….
-ماذا كيف ….شخر بها بقوة
فردت بهدوء ….قلت انه لا يمسح
-قومى بازالته يا أروى او سأقوم أنا بازالته هتف بها غاضبا
فقالت بتحدى. ….انه ثابت لا يمسح
فنظر إليه وعيناه تضيقان بشدة …..اذا انا سازيله بطريقتى واقترب منها وكاد يلتقط شفتاها حتى منعته بيديها وقالت مستنكرة …..نحن فى الشارع هل جننت ….فبلع ريقه وسعل بهدوء يحاول ضبط نفسه ….حتى قال بمكر …..حسنا عندك حق لنا بيت يا زوجتى العزيزة وهناك ساحاسبك ..
دلف إلى القاعة بكل هدوء وخطى واثقة مثله وكل من يراه يفسح المجال له للعبور وهو يبحث بعيناه عنها حتى راءها واقفة بجوار والدها الجالس على الطاولة التى يجلس عليها والده مراد السيوفى ووالدته والسيد محمود وزوجته والطبيب عادل وزوجته والسيد سليم وجميعهم يتحدثون معها ويتضاحكون حتى اقترب منهم فقال والده وهو يجلس بجوار والدته …..لم أعتقد انك ستاتى الحفل ….رحب بأصدقاء والده وهو يسترق إليها النظرات ….ثم قال المستشار بفرحة …..أنا سعيد بكسب القضية ….وشكرا لمساعدتك حقا يا حازم
انتبه حازم له وقال برزانة …..الآنسة نور أيضا كانت مجتهدة ولم تتوانى فى الوصول إلى خيوط القضية ….وكانت مرافعتها أيضا عظيمة
فتسالت نور بسرعة …..لماذا هل حضرت المحاكمة ….لا أظن أنى رأيتك
فتنحنح حازم وقال بسرعة …..
لقد قرأت عنها فى الصحف…..فاومات نور متفهمة. …واستاذنت منهم وتركتهم متجهة حيث صديقتيها …..لم يستطع أن يمنع عيناه من متابعة حركاتها وهى تبتعد عنهم ……وهو يلعن فى سره مما ترتديه كانت ترتدى فستان قصير إلى الركبة اسود اللون أظهر كم أن ساقيها ممشوقتان عارى الأكتاف ….لم يخفى على والدته الجالسة بجواره نظراته لنور فجعلها تعقد حاجبيها لكن سرعان ما ظهرت ابتسامة على ثغرها …….استأذن منهم هو الآخر وتوجه نحو الطاولة التى يجلس عليه أسامة وماجد وماهر وسيف الذى دلف هو وزوجته و تركها مع صديقتها ثم جلس معهم
-أنه شخصا رائع من صنع الاثواب القصيرة ….قالها ماجد مبتسما وهو ينظر إلى كل أنثى تعبر أمامه
-حقا أتمنى لو كنت أستطيع أن اقتلع عيناه قبل أن يفكر فى صنعها …..قالها حازم بصوت خفيض ومتافف
-بماذا كان يفكر عندما قام بصنعها. …..سألها ماجد
-ماجد يكفى …..نهره أسامة
-ماذا بك ….هل نبحث لك عن عروس هنا …..قالها ماهر مبتسما
-ماذا أتزوج ….وتكون معى امرأة تسألني فقط متى ستاتى. …لماذا تأخرت …..ثم رفع يديه عاليا وتابع …..هكذا أنا أفضل بدون امرأة
…………..
دلفت إلى القاعة الكبيرة وهى تتباطا ذراعه سعيدة للغاية بقربه منها رغم قساوته إلا أنها تعشقه…..تبدلت أحواله وتصرفاته الفترة الأخيرة ولا تعرف السبب أصبحت غيرته ظاهرة للغاية ولم يعد يخفيها مثلما كان يفعل سابقا أو حتى إنكارها حتى أنه قالها بلسانه وهى تخرج ثوبا لارتداءه …….
أخرجت فى البداية ثوبا لونه اسود عارى الظهر وتوجد به ربطةتلتف حول الرقبه مطرزة بفصوص فضية
-لا ….قالها بسرعة وهو يحمل ميا وهو يراها على وشك ارتداء الثوب …..هذا الثوب لا الا ترين كم هو سيكون عاريا
-وما المشكلة فى ان ارتديه أنا لن اذهب الى حفل بسيط بل على العكس حفل كبير وسيكون الجميع يرتدون ملابس انيقة ….قالتها متاففة
فاقترب من الدولاب وهو يبحث بيديه الأخرى عن ثوب مناسب وهو يقول بهدوء …..الاناقة ليست شرط بأن تكون عارية حبيبتى …..ثم وضع أمام عيناها ثوب قرمزى اللون باكمام قصيرة واسع من فوق وينسدل باتساع على طوله ……أنه جميل ….رغم إننى اعترض على لونه …..فضايقت عيناها وهى تقول ….وماذا به الثوب الآخر ….ما المشكلة
فرد عليها ببرود …..المشكلة إننى شخص غيور للغاية حبيبتى هيا لكى لا نتاخر…….ارتدت ما اختاره رغم أنها لاحظت الامتعاض على وجهه ……ارتدا هو بذلة زرقاء انيقة وقميص ابيض …..وخرجا بعد أن تاكدا ان ميا نامت وأكدت على مربيتها الا تغفل عنها لحين عودتهما. …….
نظرت إليه وعلى وجهها العديد من الأسئلة فى رأسها عنه ……وأهمها كيف ولماذا تغير هكذا ؟
سلمت على جديها وعلى والدها الذى عانقها بشدة ثم ذهبت نحو أروى التى قامت بتعريفها على نور وريم واندمجت معهم بسرعة ….
-لماذ سيادتكن هنا ….لماذا كل واحدة منكن لا تذهب إلى والدها أو إلى زوجها ….أنا لا أستطيع التنفس منكن …..قالها مالك متاففا
فضحكن جميعا وقالت أروى بفرح …..ما المشكلة أن نبقى معك ….حقا أنت ناكر للجميل هل ….
فنظر إليها بشدة يمعنها من إكمال كلامها ….فضحكت بشدة وهى تضع يديها على فمها علامة الكتمان …..فقالت نور بسرعة وطفولية …..ما هى المفاجئ يا مالك متى ستظهر
-دقائق و…..وماكاد ينطق بالباقى حتى وجد كل من فى الحفل يتهامس بخفوت…..وينظرون إلى أحد أبواب القاعة …..فنظر إلى حيث ينظرون فنهض واقفا وهو يسب بخفوت …..تبا لك قالها مالك فجعل الفتيات يلتفتن حيث ينظر …..كان يقف كاسر بكل غرور وعنجهية وتتباطا ذراعه علا التى شعرت أخيرا بانتصارها…..لم تعتقد أن كاسر ساذج هكذا ليوافق على مجياها للحفل معه بهذه السهولة ….وها هى تدخل إلى القاعة بكل سهولة وهى تتباطا ذراعى من لا يستطيع أحد رفع عيناه إليه من لن يجرو أحدا منهم على حتى الاقتراب منها انشا طالما هى معه ….ولا يستطيع أحد من عائلة الحسينى فى الوقوف أمامه……
شعرت أروى وكان أنفاسها تسحب منها وهى ترى علا تدلف إلى القاعة …..فها هى غريمتها تدخل إلى القاعة…..المرأة التى كانت على علاقة بزوجها وانتشرت صورهما فى الصحف والمجلات …..لماذا أتت ….قالتها بألم فى نفسها …..
خطفت الأنظار ما أن دخلت ليست فقط بسبب علاقتها السابقة مع حفيد سليمان الحسينى ولا لأنها أصبحت فى علاقة جديدة مع أحد أفراد نفس العائلة ….ولكن لأنها فوق كل هذا كانت جميلة لديها قدرة هائلة على لفت الأنظار إليها …..ارتدت ثوب قصير للغاية كشف عن مفاتنها بمهارة ……
اقترب كاسر ومعه علا نحو مالك وقرب يده منه قائلا بابتسامة …..مبارك ….
-فاقترب مالك منه وهو يقول بتحذير شديد …..أقسم يا كاسر أن خرب زفافى لن تربطنى بك أية علاقة …هل فهمت ….
فضحك كاسر قائلا بهدوء ….لا تخف سأكون هادئا ….حتى إننى سارقص فى زفافك ….
أما فى الجهة الأخرى كان الفتيات يتاكلن علا بنظراتهن. …
كانت أروى على وشك الانسحاب عندما اقتربت علا منهم ولكن ريم امسكت بمعصمها بشدة وهى تقول بتحذير …..اياكى أن تتحركى…..تحاملت على نفسها ووقفت تحاول ألا تخونها قدميها و تتهاوى على الأرض ……
-مبارك يا ريم قالها كاسر مبتسما
-شكرا لك ….قالتها وهى تنظر إلى علا
-ما هذا لم أتوقع أن ياتى كاسر …..قالها سيف وهو يقترب منهم بخطى واثقة ووجهه لا يحمل أى تعبير
فضحك كاسر وقال ….لماذا الم تكن تريد منى المجى لحفل زفاف ابنة عمى وصديقى أم ماذا
-كيف حالك يا سيف ….قالتها علا وهى ترمقه بإعجاب لم تستطع اخفاءه
فضحك سيف ولم يبالى بالرد عليها بل اقترب من أروى ووضع يديه حول خصرهابتملك واضح وقال هامسا قرب اذناها. ….انتى جميلة للغاية ….ما رأيك أن ترقصى معى …..
كلماته جعلتها تشعر وكأنها ريشة فى الهواء طائرة بغير هدى ….فنظرت إليه بقوة فبادلها نظرها بابتسامة عذبة …..جعل الجميع يلاحظون نظراتهما إلى بعضهما …..ثم شدها إليها وقال وهو ينظر إلى مالك …..ألن تفتتح حلبة الرقص أيها العريس ….ام أقوم بافتتاحها أنا بنفسى قالها وهو ينظر إلى أروى …
فضحك مالك بخفوت ….ونظر إلى أروى فبادلته النظر بابتسامة جعل الجميع ينظر إليهما مستغربا فاشارت بيديها إلى الرجلان اللذان يقفان عند أحد الأبواب وفتحهما فور اشارتها. …فامسك مالك بيد ريم وقال بحنان ….هيا بنا ….شدها إليها ومن ثم دخلا إلى حيث الباب المفتوح ….فنظر الجميع إليهم باستفهام…..فضحكت أروى وقالت لنور وبثينة….. هيا بنا وابعدت يد سيف عنها فجعلته يتافف غاضبا ……فنظرت إليه بدلال وابتعدت عنه ……
شهقت ريم ما ان رأت القاعة الأخرى الكبيرة المزينة بطريقة رائعة وهناك موسيقة هادئة منتشرة بها ….فقربها إليه واخذها حيث حلبة الرقص ….وقال لها بصوتا عذب …..أردت الرقص معكى بشدة …بعيدا عن اعين اى رجل ….لذلك لم أستطع إلا التفكير فى انكى ستكونين بين يدى اليوم ….فنظرت إليه وعيناها مفتوحتان باستغراب فقال بابتسامة …..لقد خططت لكل هذا …..واروى هى من ساعدتنى فى التجهيز ….حقا احسدك على امتلاكك صديقة مثلها …..صمتت فشفتاها لم تسعفها فى النطق على اى كلمة مما قالها …..فقربها إليه أكثر ووضع رأسها على كتفيه …..فزفرت بقوة فهى لم تعد تعرف ماذا تفعل …….
ثم دخلن الفتيات والنساء فقط والتفن حولهما وبعضهم يتمنى لو كانت مكانها ……وفجأة دخلت فتاة ما تقول بصراخ. ….هناك مشاجرة بالخارج
فتوقفت الموسيقى وبدأوا يسمعون صوت اتا من الخارج …….
صمت مالك وهو يستمع بانصات حتى ترك ريم ….وخرج من القاعة مسرعا …..فبدأ جميع النساء بالتهامس عن ماذا سيكون مصدر هذا الصوت …..دلف إلى القاعة الرئيسية لم يجد بها أصدقاءه ولا حتى سيف …..فنظر إلى والده فخرج متتبعا الصوت وخلفه والده وجده وعائلة السيوفى ……خرجوا من القاعة واقترب من مكان الازدحام الممتلئ ببعض المتطفلين الذين يشاهدون باستمتاع ما يحدث …….
-تبا ….كنت أعلم أن عائلة الحسينى ستجعل حفل زفافى معركة دامية بينهم …..هتف بها مالك بصوتا عالى غاضب …….
……………………..……………

error: