رواية..(عندما يعشق الرجل)

الفصل الحادى عشر (الجزء الثالث)
ركض ماهر وراء مالك ….حتى استطاع اللحاق به وايقافه
فقال ماهر بهدوء وهو يمسك معصم مالك…..إلى أين انت ذاهب …..فاوقفه أمامه
فقال مالك بوجه مكفهر غاضب …..كيف يتجرا ذلك الحقير على رفع صوته عليها ….وفوق هذا حاول صفعها أمام عينى
فاجلسه ماهر وهو يقول ……حسنا اهدئ انا ساتصرف …..ثم قال بابتسامة محاولا تغير الموضوع وتهدئة مالك فهو يعرفه تمام المعرفة عندما يغضب لن يهمه للمكان ولا الزمان …….ما هذا هل ريم جعلتك عصبيا. …يبدو أنك قد وقعت ولم يسمى عليك أحد
فأخذ مالك نفسا طويلا وزفره بقوة وهو يقول …..يبدو أن تلك الفتاة ستجعلنى اجن ….
فجلس ماهر بجواره وهو يربت على ظهره ……ريم فتاة جيدة ….لكنها تخاف فقط من الحب ….من خلال معرفتي بها وقربى منها خلال تلك السنين …..عرفت انها أضعف مما يظنها الجميع ……ثم تابع بتأكيد …..وأنا متأكد بأنك أكثر شخص مناسب لها ….لكن عليك ان تكون هادئا
عبس مالك لهذه الكلمات حتى وان كان يسانده ……فهو لا يريد لأحد أن يتحدث عنها حتى لو كان هذا الشخص هو ماهر ….رغم ان كلامه معقول فهو فعلا يشعر بضعفها الذى تحاول أن تخفيه أمام الجميع بصراخها وعنادها……لكنه سيكسر كل تلك الحواجز التى تقف بينهما واوله عنادها ……
**************************************************************************
ترجلت من سيارتها ووقفت مباشرة أمام معرض كبير للسيارات يحتوى على سيارات من الطراز الحديث و القديم …..لا تعرف كيف واتتها الشجاعة وجعلتها تأتى هكذا ….أين كبرياءها الذى تحدثت عنه ليلة أمس ……منذ أن أختفى فجأة وهى لا تعلم عنه شيئا……لقد نجح وليد فى جعلها لا تستطيع الابتعاد عنه …..لقد كان مثل ظلها لا يفارقها……بعد ان قبلها وتعدى على عذرية شفتاها واختفى ….. كيف يسمح لنفسه بأن يختفى هكذا …..لا تعرف ماذا ستقول عندما تقابله او ماذا حتى ستفعل …..ياالله لم تتوقع يوما بأنها ستضع فى موقف كهذا يوما …..دخلت المعرض بخطى بطيئة مرتجفة قابلها رجل فى منتصف العمر يسألها ان كانت تبحث عن سيارة معينة
فقالت بارتباك …..انا أريد مقابلة السيد وليد شخصيا
ذهب الرجل …..انتظرت حتى أتى مرة اخرى يخبرها …..بأن السيد وليد ينتظرها …..تبعته حتى وقفت أمام مكتبه ….فتح لها ثم دخلت …..رأته جالسا خلف مكتبه بكل عنفوان وكبرياء حتى رفع نظره إليها …..وهو يشبع عيناه منها لقد اشتاق إليها ….لكن هذا أفضل له ولها …..فهو لن يسمح بقلبه اللعين ذاك بالحب او حتى التفكير بها بطريقة مختلفة عن من سبقوها. …..اقترب منها ولم يكن يعلم انه سيتالم عندما يبتعد عنها هكذا …..نظرت إليه بكبرياء منافى تماما لشوقها وتوقها الشديد له لو تستطيع الركض إلى احضانه وتخبره كم هى تحبه وكم تألمت لبعده عنها …..لو تستطيع ان تقول انها اشتاقت لقربه…….ظلت اعينهما تتحدث لدقائق فهو رغم ما كان يدور فى رأسه وقلبه من مشاعر إلا أنه كان جامد وقاسى وهو يمرر عيناه عليها بنهم …. ترتدى بذلة عملية رمادية اللون ….إلا انها كانت فاتنة جدا ومثيرة جدا ….لو تعلم انها مهما ارتدت ستظل المرأة التى يرغب بها اى رجل حتى هو نفسه رغبها عندما راءها اول مرة لقد كانت بالنسبة له مجرد تجربة ….مجرد امرأة صعبة المنال صدته بقوة ومنعته عنها …..لكن طبيعته الرجولية المغرورة المتكبرة لم تسمح بذلك فكيف لامرأة ان تقف أمامه ولا تهيم عشقا به …….اقترب منها ليوقعها فى شباكه وبعد ذلك سيتركها ….لكنه لم يعلم انه هو من سيقع …..لذلك قرر الانسحاب بهدوء قبل ان يوذيها……
فهو قد شعر بانجذابها نحوه ….وهى لن تقبل بأقل من الزواج ….وهو ليس الشخص المناسب للزواج وتكوين عائلة ….. فهو ليس المسؤول ولا الجاد من أجل هذه الحياة ….لقد عاش حرا من دون قيود طيلة عمره …وهذا أحد الأسباب لبقاءه فى هذه البلد ….ورفضه الشديد لكى يعود إلى مصر رغم انه أصبح أكثر قوة وأكثر ثراء من ذى قبل …..قطعت هى الصمت التام فى هذه الغرفة وهى مازالت واقفة فى مكانها منذ دخولها …فهو لم يطلب منها حتى ان تجلس …..وقالت بهدوء تام منافى تماما لتوقها له فاجلت حنجرتها …..كيف حالك ….لم أرك منذ عدة ايام
فقال هو بغرور بصوته الخشن …..لقد كانت لدى أعمال ….ثم أمسك بقلمه الذهبى وتابع بعدم مبالاة …..هل تحتاجين إلى شئ
نظرت إليه تحاول كتم دموعها ….تحتاجين إلى شئ …هذا كل ما استطاع قوله
فنظر إليها ببرود منتظرا منها الكلام …..فاجلت حنجرتها وهى تبلع ريقها بصعوبة …..لا ….لكن ….لكن كنت فقط ….صمتت قليلا وهى تلعن نفسها على مجياها إليه هكذا …ما الذى جعلها تأتى ….وما الذى ستقوله الآن
تبا ……
فرد عليها هو بعد ان شعر بارتباكها وصمتها وهو يلعب بقلمه الذهبى الذى بين يديه …..أعلم انكى ربما احتجتى إلى ….واننى قصرت فى مساعدتك ….كما اوصانى حازم …..لكن حقا كنت مشغولا قالها باسف
فردت عليه بقوة وهى تضغط على الحقيبة التى بين يديها …..لا داعى للأسف ….انا ممتنة لك حقا وأن احتجت لك فى اى شى سأخبرك …..قالتها ثم ذهبت بسرعة ….تحاول كبت دموعها حتى تستطيع الخروج من هذا المكان وبعد ذلك ستطلق العنان لها
ما ان خرجت حتى أسند رأسه وظهره على ظهر كرسى مكتبه بضعف …..لقد ابعدتها هذا أفضل لك ولها يا وليد ….هى لا تستحق الألم الذى ستحصل عليه من قربك منها ….لكنه ما زال يشعر بالحزن والضيق ….يشعر وكان صخور الكون بأكمله فوق صدره وهو لا يستطيع تحريكها ……
دلفت إلى سيارتها وهى تلقى الحقيبة التى كانت بين يديها فى السيارة بغضب ….وهى تبكى وتلعن نفسها على غباءها لمجياها إليه هكذا ….صرخت بقوة وهى تضرب على مقود السيارة …..وهى تقول …..ما الذى فعلتيه بنفسك يا ايملى ….فقالت بشهقات ….لقد أحببته ماذا أفعل
***************************************************************************************
نظرت إلى انعكاس صورتها فى المرآة برضا …..فهى ستذهب الآن إلى حفل زفاف هايدى صديقتها رغم أنها احيانا لم تكن تطيقها إلا انها ستذهب فأكيد مازن سياتى إلى حفل الزفاف اليوم …..
نظرت بابتسامة عذبة إلى ريم التى تجلس خلفها وتراقبها…….فنور ستبقى مع ريم لعدة ايام لحين عودة والدها من سفره أراد أخذها معه ولكنها رفضت. …وهو لم يوافق إلا عندما أخبرته انها ستبقى مع ريم فى منزل جدتها …..
التفتت نور إلى ريم وقالت بخجل وهى تضع يداها على وجهها …..كيف أبدو ….
فابتسمت ريم وقالت بتأكيد ….غاية فى الجمال ….لا اظن انه يوجد من هى اجمل منكى
فجلست بجوار ريم وتقول وهى تعض على شفتيها من التوتر والخجل ….هل تعتقدى اننى ساعجبه. ..او ربما سيطلب يدى اليوم ….فتابعت وهى تقفز على السرير بصراخ……..ياالله …..انا احبه
عبست ريم بشدة فهى لا تعلم هناك شعور غريب يعتملها فى صدرها بأن هناك شئ سيحدث اليوم …..دعت فى صمت بأن يكون شعورها هذا خطأ والا يحدث شئ …….
هداتها ريم وهى تمسك بين يديها حذاء بالون الأحمر الصارخ عالى الكعب وهى تقول …..حسنا انزلى واكملى تانقك أيتها الجميلة …..ارتدت نور الحذاء ونظرت إلى ريم بحب ……انا أحبك يا ريم انتى رائعة حقا
فقالت ريم بضحك وغرور كاذب …..أعلم
وما كادت تخرج نور من الغرفة حتى اوقفتها ريم …..انتظرى. ….انتظرى نسيت شئ
فقالت نور باستفهام. ….ماذا …؟؟؟
فاقتربت ريم منها وهل ترفع يديها التى تحمل آل ماشاء الله …..هذه
فقالت نور بسرعة …..لا …لا …انا ارتدى هذه وهى تشير إلى قلادتها الصغيرة التى تزين عنقها
فقالت ريم ….لماذا لا تخلعيها وترتدى هذه انها جميلة
فقالت نور باسف ….لن أستطيع لقد وعدت والدى بالا اخلعها ابدا …..وذهبت وهى تودع ريم ….بعد ان قابلت الحاجة زينب التى كعادتها وضعت يديها المزينة بعدد من الاساور الذهبية من جمال نور التى كانت تخفيه خلف نظارتها وبنطالها القماش التى كانت ترتديه …….وهى تقول ….ماشاء الله …..ما هذا الجمال أين كان يختفى …..
فضحكت ريم ونور بشدة …..والأخيرة ركضت من أجل الزفاف
……………………..……………………..……………………....
أخذ الغرفة ذهابا وايابا وهو يضع يديه فى جيب بنطاله …..لا يعلم هل يذهب إلى ذلك الزفاف ام لا ….هل علمت انه هو العريس ام لا ….كيف هو حالها الآن ….الكثير والكثير من الأسئلة كانت تدور فى رأسه وجميعها ستجعله يجن……..لم يومن يوما بالحب من اول نظرة لكن عندما راءها أمن به ….وأصبح عاشقا لها …..حسم أمره أخيرا وهو يقول ….لقد انتهى الأمر سأذهب وليحدث ما يحدث …..سحب بذلة سوداء من الدولاب ارتداها بسرعة وخرج ……
……………………..……………………..……
دلف إلى القاعة الكبيرة للحفل …..لقد أعدت باهتمام شديد ….بحث بعيناه عنها لكنه لم يجدها بين الموجودين ……يدعوالله إلا تأتى لكى لا تصدم او يحدث لها شى ……… اقترب منه العروسان ذلك الأحمق الكاذب وتلك الأفعى التى تسمى صديقة …..قاما بالترحيب به بشدة …..فهو فخر لأى شخص بان ياتى حازم مراد السيوفى لحفلة زفافه …….ابتعدا عنه وهما يعتذران من أجل استقبال باقى الضيوف ….وهو بادلهم بالنظر إليهم باشمءزاز وقرف. ……جلس على أحد الطاولات ينظر إلى الباب بلهفة ……حتى دلفت فراشته الصغيرة الحالمة ….بفستانها الأسود الطويل عارى الكتف …..جمالها جعله يقف ينظر إليها بعشق ابدى لا يعتقد بأنه سيزول يوما …..لم يكن هو وحده من سرقت أنفاسه بل كان هناك غيره كثير ينظرون إليها بهيام حتى ان البعض منهم فرغ فاهه …..لقد كانت جميلة جميلة للغاية وتلك الابتسامة التى تظهر أسنانها زادتها جمالا وخجلا…..
……………………..……………………..………..
بعد خروج نور بدأت ريم بتنظيف غرفتها وتجميع الملابس التى القتها نور بإهمال …..حتى وقع نظرها على بطاقة الدعوة وهى تقول ……ياالله تلك المهملة نسيت بطاقة الدعوة فقالت بفضول. ….فالنفتحها لنعرف من هو عريس الغفلة الذى يقبل بهايدى زوجة له …..أقسم أن والدته كانت تدعو عليه
فشهقت بقوة وجحظتا عيناها وهى ترى اسم ذلك المنحوس ….مازن ….فجلست على الكرسى بثقل وهى تقول بخوف…… انه العريس ….ياالله ماذا أفعل ……ماذا أفعل …..ماذا أفعل ….ماالذى سيحدث لنور الآن …..يارب ….يارب ….ماذا أفعل
ومن دون ان تشعر أمسكت هاتفها وضغطت بعض الأزرار …انتظرت حتى أتاها الصوت فقالت بسرعة …..ماهر ….أرجوك تعالى إلى احتاجك …..
فرد عليها الصوت بغضب ……ما الذى تريديه من ماهر فقالت بشدة …..من أنت وأين ماهر
فقال الصوت بغضب لم يقل ……انا مالك ماذا هناك ….هل بكى شى
-تبا ….هذا ليس وقتك ….قالتها بتافف
فرد عليها بصوت عالى …..ريم ….قلت لكى ماذا هناك تحدثى
فقالت وهى تلوم نفسها ان الوقت ليس وقت الشجار ولا الصراخ …..فقالت بهدوء …..هل تستطيع ان تساعدنى
وبدأت تقص عليه كل شئ …..فأخذ منها العنوان وذهب حيث أخبرته …..وهو يعدها بأنه سيحضر نور إليها سالمة ……….
……………………..……………………..……………………..……………………..……………………..
نهاية الفصل الحادى عشر
 

error: