رواية..(عندما يعشق الرجل)

الفصل الخامس والعشرون ج2

…لكنى أحتاج إلى التكلم مع أحدا ما أرجوك يا ماهر ”
” يا الله لماذا تبكين الآن …هل تعاملك زوجة خالى كوثر معاملة سيئة ” قالها وهو يناولها منديلا
مسحت دموعها بالمنديل وهى تهز رأسها ب لا …رغم أن أحد سبب ضيقها هو السيدة كوثر فعلا …لكن ليس هذا فقط
” حسنا …حسنا يمكنك الذهاب ”
رفعت اهدابها إليه وهى تبتسم بخجل
” شكرا لك ”
نظر إلى ساعته وقال بتنهيدة
” لا داعى للشكر …لطالما اعتبرتك مثل أروى يا ريم” قالها وابتعد عنها قاءلا ” سأذهب انا الآن لدى عمل …فأنا ليس لدى أحد لينوب عنى ”
ابتسمت وهى تراقب ابتعاده
وابتعدت هى الأخرى بدلت ملابسها ….وصعدت سيارتها وانطلقت بها إلى أروى ….
……………………..……………………..……………..
ما ان دلفت إلى منزل سيف حتى تفاجأت بذلك الضيف الجالس فى الصالون الكبير ….
” كاسر ” قالتها ريم باستغراب
ضحك كاسر على تعابير وجهها وقال بهدوء
” ماذا ..لماذا تفاجاتى هكذا ”
هزت رأسها وهى تقول ” لم أقصد ولكنى علمت انك قد سافرت ”
حرك يديه وهو يقول ” سافرت وها انا قد عدت …وقبل أن تسالى لماذا انا هنا …سأخبرك اتيت من أجل سؤال سيف بعض الأشياء ”
حركت كتفيها بقلة اهتمام ….ثم راقبت دنو سيف منهما وهو يحمل كوبان من الشاى بين يديه ناول كاسر واحدا ثم جلس على أحد الاراءك ناظرا إلى ريم و قبل أن تنبس ببنت شفه. ..
قال بسرعة ” أروى فوق ومعها عمتى …هل اصنع لك كوب شاى قبل ان تصعدى ” سألها وهو يرتشف من كوبه
نظرت إليه ببلاهة. ..
ضحك كاسر بقوة وقال بمكر ” لا تقلقى يجيد صنعه …أظن انه تحسن فى صنع الشاى ”
فنظر إليه سيف بطرف عيناه …فابتسمت بهدوء قائلة
” كاسر ..يا الله أما زلت تتذكر ..حقا قلبك اسود ”
أصدر كاسر ضحكة عالية قائلا ” ومن هذا الذى ينسى مذاق أول كوب شاى صنعه سيف كاد يصيبنا بالغثيان ….فنظر إلى سيف وهو يقول ….ولا يعلم احد حتى الان كيف قام بصنعه ”
بادله سيف النظرات وهو يقول ببرود ” ولا تسألني حتى الان كيف صنعته …لأنى انا الآخر لا أعلم كيف صنعته ”
” لا أعتقد انه كان شايا ” قالتها ريم
تنهد سيف بضعف وهو يقول بتحذير ” تبا لكما هل سأكون سخريتكما لهذا اليوم …ريم اصعدى إلى فوق هيا بسرعة …قبل ان اطرد كلا منكما الآن ”
لوت فمها بامتعاض وصعدت درجات السلم ….
فالتفت كاسر إلى سيف قائلا
” آسف ان كنت أتيت فى هذا الوقت …لكن أردت مقابلة جدك وأعلم انك تستطيع الحديث معه …لكى يقابلنى ”
” ألا تعلم ما حدث…متى اتيت من سفرك ”
رفع كاسر عيناه إليه باستفهام فقال بهدوء ” اتيت اليوم صباحا ….فهز رأسه قائلا. ..ولكن ما الذى لا أعرفه ”
“جدى سافر منذ عدة ايام ولا أعلم أين هو ”
” ماذا ” هتف بها كاسر بغضب وهو يهم واقفا
تنهد سيف ….فتابع كاسر بصوتا اجش
” سافر …هكذا …أين …هل يمكن أن يكون قد ذهب إلى أخيه عزت …هل تعتقد انه يعلم أين هو عزت الحسينى ”
هز سيف كتفيه بجهل ” حقا لا أعلم …ولكن سفره جعلنى تاءها ”
“تبا” قالها كاسر وهو يمرر يده على وجهه بغضب
” أما زلت لم تستطع الوصول إليها حتى الان ” سأله سيف
لاحظ الحزن جلى على وجه كاسر فقال بألم
” لا لم اجدها …بحثت ..وبحثت ولكنى لم اجدها …لا أعلم أين هى… تركتنى وذهبت ك الطائر الوحيد ”
” كاسر …سياتى يوما ويعود الجميع …لن تبقى طيلة عمرها مختفية …هى ستعود ..بنفسها فى يوما ما ”
” يوما ما …متى …لطالما سألت نفسى إلى متى …ولم أجد جوابا حتى الان له ” نطق بكلماته بضعف
” سأذهب ” قالها كاسر وهو يبتعد عن كرسيه
فنهره سيف بسرعة قائلا
” لا ..لا أبقى …فلتجلس معى قليلا لم نجلس مع بعضنا منذ فترة طويلة ”
جلس بقنوط …وهو يحاول سيف جذبه للحديث معه رغم شروده وحزنه الظاهر على وجهه …..
اجفلا الاثنان عندما سمعا صوت جرس الباب ….فتحرك سيف مبتعدا عن كرسيه ….وضيق عيناه وهو ينظر إلى ذلك الزائر الذى لم يعتقد يوما انه سيدق بابه
” لقد حان وقت تسديد الديون ”
……………………..……………………..…………………
نهاية الفصل الخامس والعشرون

error: