رواية..(عندما يعشق الرجل)

الفصل السادس عشرج3
اقترب منهما مالك وسيف بسرعة وهما يبعدانهما عن بعضهما ….وكاسر يمسك بتلابيب قميص أدهم وهو يهتف بانفاس لاهثة ووجه محمر من الغضب …..أين هى قمر يا أدهم ….قلت لك أين هى
عدل أدهم من هياته بهدوء ….قلت لك سابقا أنسى أمر أختى نهائيا …فلم يعد يربط بينكما اى شئ
فركض مسرعا كاسر إليه مرة أخرى يحاول أن يمسك رقبته بين يديه لولا وقوف سيف أمامه وهو يصرخ بهما بقوة …..يكفى
-توقفا أنتما الاثنان …..صرخ بها الحاج سليمان بغضب
وهو يضيق حاجبيه بشدة …..ثم أتت من خلفه أخته وعلى وجهها ألف سوال وما كادت تنطق حتى نهرها سليمان بعينيه يمنعها الكلام ……عم صمتا رنان فى المكان والجميع يتبادلون النظرات المتساءلة……
فنظر سليمان إلى سيف ففهم الأخير نظراته فنظر إلى حراس الأمن الذين اتوا فور استدعاؤهم يقول بصرامة …..لا أريد أن أرى أحدا هنا …
فبداو بصرف المتجمعين ……
-أخبر جدك حتى أن ذهبتوا بها إلى الجحيم ساجدها. ….قالها كاسر بصوتا عالى غاضب وحاجبيه معقودان بشدة وأخذ سترة بذلته التى كانت ملقاة على الأرض …..وتركهم وذهب كثورا كان فى حلبة للقتال ……
فقال سليمان وملامحه تلين وهو ينظر إلى أخته وإلى عائلة السيوفى الذين يبادلونه النظر بدهشة …..هيا لم يحدث شئ …..ثم تابع بابتسامة …..أنهما هكذا دائما هيا لنتابع الزفاف ….وعلى العريس أن يأخذ عروسته ويذهب …..
استمع الجميع لكلامه ودلفوا للقاعة …..دلف مالك إلى الحفل متاففا فوجد ريم أمامه فنظر إليه بحدة رغم أنه لم يقصدها ثم اقترب منها وهو يقول بهدوء …..هيا يجب علينا أن نذهب وإلا أفراد عائلة الحسينى سيحولون زفافى إلى معركة دامية بينهم
دخل الجميع إلا سليمان وادهم فقال الأخير بحزن …..لم أكن أريد أن يحدث كل هذا لكنك تعلم كاسر جيدا عندما يغضب …..
فقال سليمان بهدوء …..هيا بنا للداخل وبعد الزفاف سنتحدث أنا وأنت
تم تغطية الأمر بسرعة بفضل سيف الذى بدء يدير الحفل بنفسه يرحب بجميع المدعوين بنبرة سعيدة رغم أنها حملت بعض التهديد لكل من سيفكر بتسريب أو نشر ما حدث اليوم وساعده فى ذلك أيضا أصدقاءه أسامة وماجد وماهر ……انتهى الزفاف على خير ما أراد سيف ……وبعد ذلك أخذ العريس عروسته وذهب ……
******************
بعد انتهاء الزفاف أخذ سيف أروى إلى منزل الحاجة زينب كما أمر جده …..اجتمع كلا من الحاج سليمان وأخته وسيف وادهم فى أحد غرف المنزل الكبيرة ….الجد يجلس على كرسى الصالون الكبير وامامه أخته وسيف واقفا بجواره واضعا يديه فى جيبى بنطاله. ……وادهم يجلس على الأريكة أمامهم والعيون الثلاثة تنظر إليه بشك وكلا منهم وجهه يحمل تعبير مختلف عن الآخر…..تحركت شفتا جدته وكادت أن تنطق بشئ إلا أن اخاها أوقف كلماتها وقال بنبرة هادئة……ما سبب عودتك الآن …..ومتى وصلت ….
فظهرت ضحكة تهكمية على ثغر أدهم وقال بنبرة ناعمة …..أتيت لإنهاء بعض الأعمال ….وأنا هنا منذ يومان
فنظرت الحاجة زينب بسرعة إلى أخيها بشك وكأنها تتهمه بمعرفته بوجود أدهم فى القاهرة …..فابعد نظره عنها وقال وهو يزفر بقوة لادهم. ….لم يخبرنى عزت بأنك ستاتى …..
-لقد أتيت فجأة فهناك أعمال هنا يجب أن أقوم أنا بالإشراف عليها بنفسى ثم صمت قليلا وتابع. …لذا عندما علمت بالزفاف أتيت ….
فتنهدت الحاجة زينب تنهيدة طويلة تعبر عن قلة صبرها وهى تتحرك من مقعدها ….فقال ادهم بابتسامة تظهر على ثغره لكن نبرته كانت تحمل بعض التهكم …..ألن تقولى لى مرحبا يا جدتى
فظهر بعض من اللين على وجهها وقالت بنبرة حاولت أن تكون قاسية ….سيكون مرحبا بك حقا يا ادهم …عندما تبتعدوا جميعا عن كاسر ….فيكفى ما فعلته به سابقا …..قالت كلماتها وخرجت …..
-ادهم ….إياك أن تخسر كاسر لا تدع المشاكل وما حدث سابقا يدمر صداقتكما أيا كان ما فعله جدك سابقا …..قالها ناصحا
فرد بسرعة …..بالطبع يا جدى لا تقلق ساصلح ما حدث
-حسناتصبحان على خير …..قالها وخرج هو الاخر
فجلس سيف مكان جده وقال ….لماذا تشجرتما وكيف تقابلتما …؟؟؟
فضحك ادهم بقوة ثم قال …..كنت على وشك دخول الحفل فرايته. …وقبل دخولى طلب منى الحديث وافقته وتتبعته ….وكالعادة سألني أين هى قمر فلم اجبه….فقام بضربى كما رأيت ….قالهابتاوه وهو يضع يده اليمنى على مكان الألم ….
-أين تمكث …..
-فى فندق ….سانتهى من اعمالى بسرعة وبعد ذلك سأعود من حيث أتيت
– أتمنى حقا بألا تفسد العلاقة بينك وبين كاسر قالها بنبرة رخيمة وهو يتحرك مبتعدا عن كرسيه متوجها حيث الباب ….
-لا تقلق ….قالها موكدا
……………….
فى غرفة أخرى فى نفس المنزل ….
– ما هذا الذى فعلتيه يا زينب ….منذ متى كان يوجد شئ بيننا اسمه حفيدك وحفيدى ….هتف بها سليمان غاضبا
– سامحني يا أخى لكنى لم أستطع كبت كلماتى وأنا أتذكر ما فعله أخى بحفيدى…..قالتها بحدة
– زينب ما بين ادهم وكاسر اياكى ان تتدخلى بينهما
الاثنان سيظلان أصدقاء رغم ما حدث …..فاومات برأسها موكدة وهى تدعو ربها بأن تستقر الأمور بينهما حقا ……
*****************
دلفا إلى الغرفة ما ان وصلا للمنزل مباشرة ….. وهى كانت تتحرك برشاقة بفستانها الأحمر وهو يراقبها بعينان صقر يراقب فريسته ….لقد كانت جميلة اليوم ومغرية جدا …فنفض هذا بسرعة عن رأسه وتغيرت ملامح ووجهه حاول أن تكون حادة وقاسية بقدر ما يستطيع فيجب أن بضع حدا واليوم لملابسها تلك وبالأخص لذلك الفستان الذى كان من الممكن أن يجعله يقوم بقتل أحدهم اليوم وحينها حقا كان سيقلب هذا الزفاف على رأس مالك وعائلة مالك لكن سبحان من جعله هادئا حتى وصلا إلى هنا …..فتوجهت نحو الحمام وهى تختلس النظرات إليه فقد شعرت بتغير تعابير وملامح وجهه ربما شعرت بالخوف لكنها يجب أن تكون قوية ….يجب ان تبدأ بإشعال بعض النار فى قلبه …..
فقال وهو يعترض طريقها بنصف عين …..إلى أين انتى ذاهبة
رفعت احد حاجبيها بشك وقالت …..إلى الحمام كما ترى
فلوى فمه بتهكم قائلا …..ألم نتفق على عدم ارتداء مثل هذه الاثواب سابقا يا زوجتى
شعرت بتهكمه وقالت بسرعة …..ما المشكلة أنا ارتدى هذه الاثواب دائما ….هذه هى طريقتى وهذا ذوقى لذلك لن أقبل ان أغير من طريقتى من أجل أحد ….قالتها بحدة
-لكنك متزوجة ….ولى حق ان أخبرك إلا ترتدى ما لا اربد منكى ارتدائه …..لذلك اقترب من اذناها قائلا بتحذير. ….اى شئ سترتدينه لاحقا ….أريد رؤيته قبل أن يراه غيرى وحينها سأخبرك ان كان مناسبا أم لا ….هل فهمتى قالها بحدة ….
شعرت بكهرباء تسرى فى جسدها من أنفاسه التى تلفح بشرة وجهها ومن قربه منها …هل يشعر بالغيرة تساءلت فى نفسها ….لا …سيف يغير …معقول ….
-هل تشعر بالغيرة قالتها هذه المرة بصوت مرتفع سمعه ….ولكنها سرعان ما نهرت نفسها بقوة ….وهى ترى وجهه المتصلب وعيناه الحادة …..
صمت تام أطبق عليهما وكلا منهم ينظر إلى الأخرى ….كان صمته هو بالذات كالنار المستعرة فى جسدها هل سوالها صعب لهذه الدرجة له ….هل هو لا يحبها ….ما ان طالت فترة صمته وهى تنتظر إجابته حتى جرت قدمها بهدوء وتابعت طريقها نحو الحمام ….دلفت إلى الحمام بحزن متالمة من حبها له الذى يبدو انه سيكون من طرف واحد دائما ….ابدلت ملابسها واخذت حماما لعله يطفى نارها ثم خرجت وهى تراه يحتل السرير بجسده واضعا يديه خلف رأسه ينظر إليها نظرات هى نفسها لم تفهمها …لم تهتم له ثم اقتربت من السرير ونامت فى مكانها المعتاد معطية ظهرها له ….رمش بعيناه وهو يرى تجاهلها له فاغلق عيناه بشدة وهو يلعن نفسه على عدم إجابته لها …..فاقترب منها وفمه قرب اذنها. ….هل انزعجتى ….هل حزنتى لأننى لم أقل إننى أشعر بالغيرة …..ظهرت ابتسامة على وجهه منتظرا ما سيكون ردها …..فهو يريد ان يلاعبها قليلا ويشعر بدلالها عليه
شعرت بقشعريرة فى جسدها وقالت بهدوء رغم ألمها …..لماذا أحزن انه حقك ….مشاعرك ملكك وليست ملك أحد ….ولكنى أريد أن أخبرك بشئ لم تعلمهااعلم أنك غصبت على هذا الزواج وأنا أيضا لقد غصبت على هذا الزواج مثلك ….قالتها بتلقائية بسبب مشاعرها التى شعرت بانها جرحت ….أرادت حماية نفسها ان تثبت لنفسها قبله أنها ستنساه ولن تحبه مثلما هو كذلك لا يحبها فيكفيها أنها أحبته وفوق كل هذا يكفيها ألما وبقاءا على شخص لم يحبها …..تراجع بجسده وعيناه جاحظتان من كلماتها
***************
جلست على السرير بفستانها الأبيض وهى تفرك فى يديها المتعرقتان بتوتر وارتباك واضح على محياها. …انتفض جسدها ما ان شعرت بمقبض الباب يتحرك معلنا عن دخوله وعلى وجهه ابتسامة عريضة وصلت لعيناه لمحتها ما ان رفعت رأسها إليه ولكنها سرعان ما اخفضتهما….فاقترب منها بخطوات بطيئة ورأت حذائه الأسود على مرمى بصرها المنخفض …..فبلعت ريقها بصعوبة وهى تشعر بأنها على وشك البكاء تتمنى لو تستطيع الركض والخروج من هذا المكان ….فقرب يده منها وأمسك بذقنها برقة بالغة بأطراف أصابعه وهو يقول بعاطفة شديدة …..مبارك لنا حبيبتى …..شعرت بذبذبات عنيفة تنتشر على طول عمودها الفقرى لا تعلم ان كانت سببها الخوف أم الخجل منه …..تغيرت ملامحه السعيدة ما ان رأى مقلتيها اللتان تهتزان بخوف واضح …..فجلس بجوارها على السرير وهو يراقب فركها المستمر ليديها فقرب يديه منها ولامس جلد يديها وما كاد يفعل حتى شهقت بقوة وانتفضت فى مكانها ووقفت مبتعدة عن السرير ….فراقبها بهدوء رغم انه انزعج من فعلتها الا انه قال بهدوء وهو يقترب منها ….ريم هل انتى خاءفة منى
فردت بارتباك حاولت أن تخفيه ….لا …لا ولكن …أنا فقط أشعر ببعض التعب ….
فابتسم بهدوء وقال وهو يقترب أكثر ….حسنا ما رأيك ان تقومى بتبديل ملابسك و…..وما كاد ينطق حتى قالت هى بسرعة ….نعم نعم ….سابدل ملابسى. ..قالتها وهى تتجه حيث الحمام …..فضحك من تصرفاتها وبدء هو الاخر فى خلع ملابسه ……
أخذت الحمام ذهابا وايابا حتى توقفت امام المرآة الكبيرة تنظر الى انعكاس صورتها وفمها يرتجف ذعرا ومن دون ان تشعربدأت دموعها فى السقوط ….
نظر إلى ساعة يده بملل وهو يراقب باب الحمام لعلها تخرج ….فهى بالداخل لأكثر من نصف ساعة حتى شعر بالقلق عليها فحالتها كانت تبدو سيئة للغاية …..فحسم أمره وتوجه حيث الباب وأمسك مقبض الباب بيد واليد الأخرى بدء بدق دقات خفيفة على الباب وقرب اذناه لعله يستمع لشى ….فضيق عيناه وهو لا يسمع اى ردا منها فبدأ الخوف والقلق يتسلل إليه ….فحسم امره نهائيا وفتح الباب وعيناه تدران فى المكان حتى وجد جسدها على الأرض وهى تستند على حافة حوض الاستحمام ….ذعر من ان يكون قد أصابها شى ….فهبط إليها وبدأ فى تمرير يديه على جبهتها وتأكد من انتظام أنفاسها فعلم أنها تغط فى النوم …..فوضع يديه أسفل ساقيها وأخرى أسفل ظهرها وحملها …ووضعها برفق على السرير ….وبدأ فى خلع حذاءها العالى ….ثم جلس على طرف السرير وهو يتأمل نومها الهادئ فيبدو أنها لا تبدو مسالمة إلا عندما تكون ناءمةفقط ظهرت ابتسامة على وجهه ثم بدأ بعد ذلك فى خلع حجابها …..يالله….نارية ….. نطق بها مالك بذهول وهو يرى ويتامل شعرها المنسدل على وسائد السرير …..كان شعرها أحمر طويل ….فبلع ريقه وعيناه ما زالت تحمل نفس التعبير وهو يقول بخفوت ……حقا لو كانت فيروز تشبهك فله حق عمى ان يجن عندما ماتت ….نام بجوارها وهو يضع يد أسفل رأسها لتكون وسادتها واليد الأخرى حول خصرها وهو يقربها إليه أكثر يحتضنها بقوة ويستنشق عبيرها. …شعر بدقات قلبه التى تكاد ان تخرج من مكانها بقربه منها …..عيناه بدأت تنظر إلى ملامح وجهها بجوع شديد ….يشعر وكأنه كان يركض فى صحراء بغير هدى ويتمنى الارتواء الآن وحالا…..
وفجأة شعر بانتفاضة جسدها بقوة وهى بين يديه نائمة فشهقت بضعف ورفعت نظرها اليه وعيناها غارقتان بالدموع تهتزان بغير هدى وجبينها يتساقط منه حبات العرق …….ذعر من شكلها وهى ترمقه بعينيها الزرقاوان بخوف جعله يشعر بألم كأن عظامه بأكملها قد كسرت …..فقالت بشفاه مرتجفة وبصوت مبحوح وكأنها كانت تبكى ليوما كامل ……أنا خائفة ….قالتها وعيناها تهتزان فدفن وجهها فى صدره وقربها إليه أكثر لعله يمنحها الأمان …..ارتجف جسده ما ان قربها منه فهذه أول مرة تكون بقربه لهذه الدرجة حتى هى ارتجفت مثله. ….فقربها إليه أكثر وهو يدفن أنفه فى تجويفة عنقها يشم رائحة عطرها …..هذه أول مرة يشعر بضعفها ….فيبدو أنها رأت كابوسا جعلها تستيقظ بهذا الخوف …..فقرب إحدى يديه على جبينها يمسح حبات العرق وقلبه يبكى على حزنها …..لو يستطيع أن يقتحم أسوار أحلامها ويقتل من جعلها هكذا لفعل …..لكن ماذا يفعل ان كان هو سبب خوفها
*****************
وقف ينظر إلى القمر الذى يتوسط السماء وإلى الأمواج التى تتلاطم بقوة أمامه …..ظل يتحرك بسيارته لأكثر من ثلاث ساعات كالتائه الذى يبجث عن ملجا يحتمى به ….يعلم انه اخطى فى بداية علاقتهما لكنه احبها ….احبها بقلبه ….كل شئ به اشتاق إليها ….همسها. .عطرها وقربها منه ….لقد أصبح مدمنا عليها كالمدمن على الخمر …تذكر ما حدث منذ أكثر من خمسة أعوام …..
-طلقها بإحسان يا كاسر ….قالها جده وهو يقرب إليه أحد الأوراق نظر إليه وهو يقول بغضب مكتوم …..أنا لا اقبل أن يلقى أحدهم على باوامره…..وستبقى زوجتى لاخر نبضة بقلبى …..
-كاسر ….وقع على الأوراق هذا أفضل لكلما. ….
-على جثتي ….لن أطلقها ….صرخ بها بقوة جعل كل من فى المنزل ترتجف اوصاله من صوته العالى الذى كاد أن يجعل جدران المنزل تهتز …..
-اربد أن أراها ….قالها وجسده يتهاوى على الكرسى بتعب عيناه لم تذق طعم النوم منذ أن تركت المنزل تركها عدة ايام لعلها تهدء لكنه وجدها تطلب الطلاق …..
كاسر أنا أفعل ما هو أفضل لكليكما. ….قمر لن تكون بخير معك …..نطق بها عزت بهدوء
قمر لن تكون بخير معك ….وقعت على مسامعه وكأنها سيف يخترق ضلوعه دون شفقة وينتزع قلبه من مكانه …..فقال بأعين حزينة لم تذق طعم النوم منذ ايام …..أريد أن أراها
-قمر ليست هنا ….
-ماذا ….هتف بها غاضبا
-كاسر….إياك أن ترفع صوتك مرة أخرى فى منزلى …..قالها عزت بنبرة شديدة محذرة ثم تابع ….وقع الأوراق بهدوء
-ماذا أن لم أفعل ….قالها كاسر متحديا به جده
-أن لم تفعل إذا ….أحب أن أخبرك حينها ستكون العواقب وخيمة قالها عزت بنبرة بها تهديد
-أنا لا اهدد ….قالها وهو يستعد للخروج متجاهلا جميع الأعين المرتعبة مما سيحدث بينهما …..
فعلا بعد ذلك اليوم بدأت المشاكل والخلافات بين كاسر وجده عزت ….فقد استعمل عزت جميع الطرق المشروعة وغير المشروعة لإجبار كاسر على الطلاق وبالفعل تم ما أراد …..بعد ما حدث بفترة تم الطلاق بعد مشاحنات وتدخل والده واقنعه فعلا بالانفصال …..ومنذ اليوم الذى خرجت فيه قمر من منزله وهو لم يرها لم يلمح حتى طيفها ….كان يتمنى أن يعيدها إلى عصمته مرة أخرى لكنها سافرت ما ان انتهت فترة عدتها ……
-اااااااه ……صرخ بها بقوة …..فاشتد تلاطم الأمواج أكثر وكأنه يشاركه حزنه …….
******************
لندن ….
فى أحد المطاعم الراقية المشهورة فى لندن جلست على كورسيها بتوتر لا تعرف كيف استطاعت الموافقة على طلبه لمرافقته للعشاء
ارتشف القليل من كاسه ثم وضعه على الطاولة المناسبة لهما فقط وهو يراقب عيناها التى تتجول فى المكان فقال بهدوء …..أنا سعيد لمرافقتك لى للعشاء آنسة ايملى قالها بحب …..
فرفعت نظرها إليه وقالت بابتسامة ….لا أبدأ سيد نزار أنا فى خدمتك ….ثم ضحكت بخجل وهى تمرر أصابعها على شعرها الأشقر ….أظن انه مكان جيد للعمل ….
فتنحنح وقال بهيام وهو يضع يده اليمنى على يدها ….ايملى …أنا أعجبت بك منذ أن رأيتك ….واتمنى حقا أن تبادلينى نفس الشعور
ارتبكت من كلماته وفتح فمها لكنها لم تنطق فقال بسرعة …..لا تجيبى الآن ….فكرى ولكى ما تريدين من وقت أنا غير متعجل ….سأنتظر ردك …..سأنتظر ……
بلعت ريقها ثم قالت بحزن واهدابها منخفضة ….لن ينفع الانتظار …..فرفع نظره إليها بألم وقال …..هل تحبينه ….نظرت إليه بدهشة وأكمل وهو يحرك الكأس الذى بيده ….أنا رجل واعرف جيدا ما هى نظرات الرجل لامرأة ….وأيضا انتى تحبينه رغم انكى تحاولين عدم إظهار ذلك ….لكنكى حقا تحبينه
اخفضت اهدابها مرة أخرى وقالت بحزن …..نعم احبه ….أحببته من دون أن أشعر لا أعلم متى وأين ولكنى أحببته ….لكن هو لا يحبنى ولن يفعل …..
فتح فمه وكاد ان ينطق بشئ لكنها منعته قاءلة بسرعة وابتسامة كاذبة شعر هو بها …..شكرا لك حقا على هذا العشاء ….انه مكان راقى وأيضا غالى الثمن …حقا شكرا لك قالتها بخفوت. ….نظر إليها بألم ثم تابع بهدوء تناول طعامه وهو ينظر إليها يحسد وليد على امرأة مثلها …..
كل هذا وزوج من الأعين تراقبهما بغضب ….حتى اقترب منهما بخطوات أسد ….ووضع يديه على الطاولة جعلهما يرفعان نظرهما نحو الشخص الواقف امامهما وعلى وجه كلا منهما تعبير وجه مختلف فقال بسخرية واضحة فى صوته …..ما هذا الآنسة ايملى ….
******************
نهاية الفصل السادس عشر
error: