روايه بنت السيل
بالمستشفى
مناف قاعد على كراسي الانتظار وعيونه على رعد الي يدور بقلق قدام غرفه العمليات
مناف : بس خلاص اهجد انحولت عيوني
رعد : اسكت بالله!
مناف : ترى اسيل مو معاهم!
لف له رعد بصدمه : اييش
تذكر مناف
” سحبها مناف بقوه ودخلها للملحق وصرخ فيها : وين على الله؟؟؟
اسيل ببكاء : بروووح مع امي وابوي ابععععد
ثبتها مناف ع السرير : لا مافي طلعه
اسيل وهي تحاول تفلت من يديه : لا لا لا امانه اتركني امانه لا
مناف ابتعد عنها بسرعه وطلع من الملحق وسكر عليها الباب بالمفتاح من برا.”
مناف : م خليتها تروح حبستها بالملحق
رعد جلس جنبه بصدمه : قول والله احلف؟
مناف : والله!
رعد بدون شعور ضمه : كنت خايف افقدها مره ثانيه!
مناف : ان شاء الله يقومون اهلك بالسلامه.
صد مناف وصد رعد وكل واحد همه مكفيه على جيّت طلال وياسر
طلال : رعد
قام رعد وهو يناظرهم بصمت
ياسر : كيف صار الحادث!
رعد : ابوي كان مسرع و تفاجئ ب نقطه تفتيش “سكت مو قادر يكمل”
مناف : م قدر يهدي ولا قدر يعديها لف لليمين وانقلبت فيه السياره
طلال بلع ريقه وببطىء قال : لا يكون قصدك السياره الي احترقت ع المخرج الشمالي؟
ياسر لف ل طلال بخوف ورجع ناظر رعد الي صد عنهم.
طلال : قولو؟
مناف تناهد وقام : ايه هي
رعد لف له : وين؟
مناف حك حاجبه : بكلم ابوي وبرجع
رعد مسكه من يده : لا خلك معاي
مناف قرب منه وهمس له : سسيب يدي وش فيك انت تقول بزر متعلق بامه!
قبل يرد رعد خرج الدكتور وتقدم مناف مع رعد وطلال وياسر ل الدكتور الي ملامحه م كانت تطمن ابداً.
طلال : ايش حصل ي دكتور؟
تناهد الدكتور وهو ينزل القفازات الي ع يديه : حاولنا لكن الله م كتب لهم عمر ثاني البقيه بحياتكم!
لا ارادي صد رعد عن طلال وياسر.
ياسر بصدمه : سمّعت ؟
طلال كان يناظر مكان الدكتور الي مشى ويرمش بصدمه وجمود.
ياسر جلس ع الارض معاد تحمله رجوله من الصدمه اما طلال ف لف لرعد وقال : اكيد فيه شيء غلط؟ رعد تكفى انا اول مره اطلبك رح تفاهم معهم.!
قرب منه رعد وضمه بقوه وبدون شعور طلال بكى بحضنه.
مناف نزل لمستوى ياسر وهمس له : كلنا ماشين على هالطريق ي اخوك لا يكون ايمانك بالله ضعيف
ياسر بهمس وصوته مبحوح : لا حول ولا قوة الا بالله لا حول ولا قوة الا بالله
سحبه من يده مناف وقومه : تعال المصلى صَّل ركعتين عشان تهدا
مشى معاه ياسر وهو ساكت لانه لسى م استوعب انه فقد اعز اثنين بيوم واحد.
ابتعد طلال عن رعد وهو يمسح دموعه : برجع للبيت عند البنات انتبه لياسر!
رعد : لا تعلمهم لين اجي بخلص اجراءات الاستلام حق بكرا وبلحقك!!
هزَّ طلال راسه بالايجاب وابتعد عن رعد طالع من المستشفى.
.
.
الساعه الواحده والنصف صباحاً.
دخل رعد ومن وراه ياسر للبيت وبالصاله كانوا جالسين سيلين ورسيل الي فزّت بسرعه لهم : طمنونا شصار؟
تلفت حوله رعد : وين طلال؟
رسيل : م جاء ليش مو معاكم ؟
ياسر وطلال ناظروا بعض وبسرعه قال رعد : سيارته برا؟
ياسر : هو جاي معاي بالهونداي؟!
رعد : حتى الهونداي برا!
سيلين : ممكن بالمجلس
تناهد رعد وهو توه يركز : ايه ممكن
رسيل : رعد شفيك ليش م جاوبتني؟
رعد بهدوء : الدنيا حياة وموت ي رسيل والي عليك انك تدعين لهم بالرحمه
رسيل بصدمه : لا تقول؟!
رعد : الله يرحمهم
سيلين : ابوي؟
رعد هز راسه بايه
سيلين : امي طيب؟
رعد هزّ راسه ب ايه.
رسيل جلست ع الكنب بصدمه اما ياسر ف تقدم من سيلين الي واقفه بجمود وضمها : حبيبي انتي كبيره وفاهمه ان كلنا ماشين على هالطريق ادعي لهم بالرحمه هذا كل الي يبونه منك الحين.!
سيلين : الله يرحمهم ويغفر لهم
رسيل ناظرة رعد : واسيل؟
رعد عقد حواجبه وتذكر انها عند مناف بالملحق وبسرعه طلع متوجهه للملحق و شاف مناف مستند ع الجدار وبيده الجوال يطقطق فيه.
رعد : مناف؟
مناف لف له بدون م يقول شيء
رعد : اسيل وين؟!
مناف : جوا دخلت وحصلتها نايمه وطلعت؟!
رعد تناهد : وش الوضع الحين ؟ كيف بعلمها!
مناف : انا خرجني من هالموضوع م اقوى اشوفها تبكي!
رعد ناظره شوي ثم قال : تحبها؟
مناف : لا ماحبيتها”سكت شوي ورعد يطالعه” انا مت من حبي.
رعد تناهد : الظاهر ي مناف انا وانت حتى بحظوظنا نتشابه!
مناف رفع راسه ل السما وتناهد : لو نختار ي رعد البدايه بس “سكت شوي ثم كمل” كان م صار لنا كل ذا “لف لرعد” ابغى اعرف ليش دايم الواجب علينا نختار النهايه ؟ ليش م نكون مخيرين بالبدايه بعد؟
رعد : دايم قدام بدايتنا نظل مكتفين “لف لمناف ” وعلى فكره ترى حتى البدايه فيها اختيار لكن مشكلتنا نوثق بالقدر بزياده ونتركه يختار لنا.
مناف : م كان لازم نوثق فيه؟
رعد : ابداً.
ظلوا ساكتين شوي وكل واحد يفكر قطع هالسكوت سؤال مناف : وش بيصير الحين؟
هز رعد كتوفه بمعنى مادري وقال : نظل متكتفين قدام البدايه زي م تعرف!
مناف : لكن هذي مو بدايه ي رعد “ناظره رعد” ترى وصلنا ل النهايه!
رعد : مادري كانت خططي بان بعد م احصل اسيل ونحل قضيتك ارجع لأوروبا بس الوضع الحين اختلف عشان كذا تعتبر بدايه!
مناف : صح.
وبرضوا رجعوا سكتوا وهالمره م قطع هالسكوت غير لما انفتح باب الملحق وطلعت اسيل : رعد ؟ مناف؟
ناظروا بعض ورجعوا ناظروها بدون م يقولون شيء!
اسيل : ليش بهتت ملامحكم كذا ؟ وش صار ؟
رعد ومناف لازالوا ساكتين وكل واحد يناظر الثاني عشان يقول هو.
اسيل : تكلموا ايش صار؟
رعد همس لمناف : مناف قول
مناف بصدمه همس له : وش دخلني انا!
رعد : انت زوجها
مناف : لا تكفى مو قبل كم يوم تقولي انت تعتبر طليقها!
رعد : لسى م صرت طليقها يالله قولها!
مناف : والله م اقول وبعدين انت اخوها اقرب لها.
اسيل بقهر ورجفه : ليش تتهامسون قولوا وش فيه؟
رعد اقترب منها وحاوط كتفها بيده وهمس لمناف : كل زق “ناظر اسيل” تعالي ندخل واعلمك.
ناظرة مناف وهي رايحه وتعلقت عيونها فيه وهو كذالك لما غابت عيونه عنها ودخلت لجوا.
سحبها معاه رعد ل المجلس وكانو فيه طلال وياسر وسيلين الي رفعوا عيونهم ل رعد واسيل بمجرد م دخلوا.
عقد رعد حواجبه هو يناظر لياسر وياسر فهم قصده بان اسيل مو فاهمه.
جلس رعد واسيل بجمبه وياسر من يسارها.
رعد : اسيل
ناظرتهه وناظرة ياسر : وش صاير؟
ياسر قرب منها وحاوط وجهها بيديه : ابوي انتي ي اسيل
اسيل : قول لا توترني
طلال بهدوء : امي وابوي يطلبونك الحّل.
بدون شعور قامت وهي تناظرهم بصدمه بدون م تقول شيء
قرب منها ياسر بيضمها ودفعته وقالت برجفه : كذابين صح ؟ تمزحون ؟ امانه تمزحون ؟ “طاحت ع الارض بأنهيار وهي تبكي بقوه”
نزلوا لها ياسر ورعد لكنها منعتهم من انهم يقربونها وهي تبكي بقوه وتهمس بحكي غير مفهوم.
رعد ناظر ياسر : وش نسوي البنت تنهار؟
ياسر صد عن رعد وهو يمسح وجهه بقوه.
طلال نزل لمستواها : اسيل حرام الي قاعده تسويه؟ مو كذا تحزنين قولي انا لله وانا اليه راجعون.
شهقت بقوه وهمست بالي قاله لها طلال وناظرة رعد ودموعها ماليه وجهها : قولوا انها مزحه سخيفه تكفون
ضموها رعد وياسر بحركة وحده وكل واحد من جهه..
بالجنوب.
مستند مهند ع الشباك وعيونه على شباكها المسكر ومبتسم.
دقايق وانفتح الشباك وطلّت امل وهي ساكته
همس : تاخرتي.
امل : ايش تبغى تقول؟
مهند : احبك
رفعت عيونها له وبسرعه نزلتها وقلبها يدق بقوه.
مهند : يقولون السكوت علامة الرضا وانا على هالمثل بخطبك!
امل : لا “سكتت شوي”
مهند رفع حاجبه : وش لا؟
امل : يعني انا لسى صغيره حتى الثانوي م تخرجت منها!!
مهند : عادي بخطبك ونتزوج بالوقت الي يعجبك المهم اكون متاكد انك مو لحد غيري.
ابتسمت امل : لهدرجه؟
مهند : واكثر
امل حاولت تكون جريئه وتناظر بعيونه لكن خجلها غلبها.
ضحك مهند : دقيقه “ودخل لجوا”
تناهدت امل وهي تحس الدنيا حّر من قو حياها
شوّي وجاء وبيده كيس جلس ع حواف الشباك ومدّه لها : تفضلي
اخذت منه بحيا وقالت : وشذا؟
مهند : افتحيها.
فتحت الكيس بهدوء وشهقت وناظرة له وضحكت : هذي الساعات الي تهاوشنا عليها بالمحل بنهاية الاجازه؟!
مهند : ايه م كتب ربي اعطيك ايها الا بعد شهرين وعليها!
امل وهي معقده حواجبها بحب : شكررراااا
مهند : لا عيب تقولين شكرا ل حبيبك وخطيبك وزوجك ان شاء الله
امل تناظر الساعات : احب الساعات مرّه
مهند : ترى اغار
امل : تغار من وش؟
مهند : لا تحبين الا انا.
ابتسمت امل بحيا وم ردت عليه.
مهند : او لا تكونين م تحبيني اصلا؟
امل بدون شعور قالت : الا “وسكتت”
مهند بضحكه : صدّتك تحبيني
امل ابتعدت عن الشباك : يلا بنام تصبح على خير
مهند : لا لا دقيقه
امل ناظرته بمعنى قول
مهند : قولي احبك نفسي احس اني اطير
امل ابتسمت له وسكرة الشباك وكالعاده يدها على قلبها الي يدق بقوه.
اما مهند ف عض شفايفه بقهر وهمس : عوبا.
.
.
الساعه 2 صباحاً بعد م مرّت اسوأ ثلاث ايام على رعد واخوانه خصيصاً اسيل الي كانت تعاني من تأنيب الضمير لانها فقدت امها قبل تتسامح منها وقبل تضمها وتشبع من ريحتها وفقدت ابوها قبل توضح له كلشيء وقبل تشوف ابتسامته الراضيه عنها ولانها برضوا كانت تعاني بهالثلاث ايام من قسوة كلام الناس ومن شتمهم وقذفهم لها ومن السؤال الي تكرر بهالثلاث ايام عليها كثير وهو “كيف رجعت عاشت وهي ميته من ثلاث اسنين؟”
.