روايه بنت السيل

عند مهند قفل من امل وناظر نجلاء الي واقفه وراه وواضح انها كانت تسمع حكيه لأمل.
مهند : يلا خلينا نوقع خروج ونمشي اصلا م عندنا شغل هنا.
نجلاء بقهر : طيب يلا.
توجهه هو وياها للاستقبال وقع انهاء لدوامه ومد لها الملف بجمود وبمجرد م اخذته قال : بنتظرك بالسياره.
راقبته عيونها بقهر لما طلع من المستشفى ووقعت حتى هي وقبل تخرج جاها صوت سامر الضاحك : اوووه تطورات صايرين تدخلون وتخرجون مع بعض.
نجلاء ابتسمت بحيا مصتنع : يقال انه يغار “ضحكت” يلا اشوفك بكرا.
سامر : مع السلامه.
طلعت ورى مهند بسرعه وراحت لسيارته فتحت الباب وركبت بجنبه قدام.
رفع حاجبه مهند بدون م يقول شيء.
نجلاء : كأنك تضايقت؟ ترى عادي برجع ورى اذا متضايق.
مهند : لا عادي
نجلاء : اوه م شاء الله حلوه سيارتك.
مهند بجمود : تسلمين.
نجلاء رفعت عيونها للمرايه بتفكير ورجعت ناظرة مهند : ممكن تزود ع المكيف؟
مهند زوده : تبين اوصلك بيتكم ولا المستشفى؟
نجلاء : المستشفى!
مهند تناهد ولا علق على حكيها.
بحركه سريعه نجلاء فكت حجابها وانتثر شعرها العسلي الطويل ع اكتافها وهمست بدلع : اففف مره حر.
رفع حاجبه مهند ووقف بدون شعور ع جنب ولف لها : خير ؟
نجلاء : وش خير؟
مهند : ليش تفكي حجابك؟
نجلاء : انت مو شخص غريب عادي.
مهند : الا انا غريب ولاني من محارمك ولا يحق لي اشوفك كذا.
نجلاء ببرود : غض بصرك اذا م ودك تناظر.
مهند بصراخ : مجنوووونه؟؟؟؟
عقدة حواجبها ودمعت عيونها : لا تصارخ عليّ
مهند بصراخ اقوى : لا بصارخ لان هذي قلة ادب
رفعت كفوفها وغطت ع عيونها وهي تبكي بقوه وبصوت عالي.
يناظرها مهند بجمود وصدمه من بكائها.
مرّت تقريباً خمس دقايق وهي لازالت تبكي ومهند يناظرها بصدمه واستغراب.
بعدت يديها عن وجهها ورفعت حجابها لشعرها وهي تبكي وبرجفه اخذت شنطتها وفتحت باب السياره بتنزل.
بدون شعور مهند مسك يدها : وين؟
لفت تناظره وهي تبكي : بإنزل وباخذ تاكسي
مهند : لا انا بوصلك!
حاولت تسحب يدها من يده وهي تبكي وتهمس : م ابغى سيييبني
مهند رفع نفسه جهتها ومد يده وسكر الباب ورجع لجهته وهمس : بوصلك لبيتكم.
سحبت يدها من يده وهي تشاهق : عديم احساس فوق انك تدري اني احبك وميته عليك ومتجاهلني تجي تصارخ علي مو ناقص غير تضربني.
مهند تناهد : انا اسف مقدرت اتقبل حبك لان عندي حبي وانتي بنت حلوه وان شاء الله بتحصلين لنفسك الشخص المناسب الي احسن مني.
نجلاء ببكاء : عندك حبك؟
مهند همس : اي.
نجلاء بقهر وهي تتوعدهم بداخلها : يهنيكم ببعض.
استغرب مهند لكن م علق ع حكيها ابداً وظلوا ساكتين لما وقف عند بيتها نزلها ومشى للمستشفى.
.
.
عند رعد طلع من مطار ابها بسرعه ووقف بالشارع العام وبأقل من دقيقه وقف قدامه تاكسي.
رعد : ع المستشفى العام.
وبقلق ظل يناظر الساعه وكل م قرب من المستشفى قلبه يدق بقوه.
لما وقف التاكسي امام المستشفى حاسبه رعد ونزل وهو يجري ومن دخل المستشفى بسرعه راح للاستقبال ونطق : مناف العبدالله؟ شصار عليه؟
عقد حواجبه الموظف : نعم اخوي؟
رعد بشبه صراخ : مناف العبدالله جاكم اليوم الصباح
الموظف : دقيقه طيب اشوف…
قاطعه صوت مهند : فاضل شفلي حالة مناف العبدالله بسرعه
لف ناظره رعد وقال : مهند؟
مهند : هلا رعد ؟
ونطقوا مع بعض : شصار على مناف؟
رعد : ااففف مدري توي جاي
مهند : وانا بعد
الموظف مد لهم ورقه : هذي غرفته دكتور
رعد : غرفته يعني سليم؟
الموظف ببرود : غيبوبه
رعد بدون شعور سجد وهمس : يارب الحمد لله يارب الحمد لله غيبوبه ولا موت يارب لك الحمد.
مهند : رعد بروح اشوفه تجي معاي.؟
رعد قام : معاك
مشوا سوا وتوجهوا لغرفته وقبل يدخلون كان الدكتور توه طالع.
مهند : دكتور طمنا؟
الدكتور تناهد : غيبوبه “سكت شوي” الهروب من الواقع.
عقد حواجبه مهند وهو يناظر الدكتور.
رعد : وش؟
مهند لف له وبهمس : ذا نوع من امراض الاكتئاب يعني ينام الشخص عشان يهرب من واقعه.
رعد مسك راسه بهمس : اخخخ ي مناف.
مهند : بندخل نشوفه يصير؟
الدكتور : مسموح!
دخلوا مهند ورعد وكل واحد جلس من جهه وبدون شعور رعد مد يده ومسك يد مناف وضمها بين كفوفه وهو يتناهد.
مهند قرب من رعد وحط يده على كتفه وهمس : يقوم بالسلامه.
رعد بهمس وعيونه على مناف : ان شاء الله
مهند : لا تخاف مو خطير واصلا هالنوم م يسبب له ولا اذى لكن”سكت شوي” ممكن يطّول على م يقوم!
رعد : اهمشيء انه م مات لو م يقوم غير وانا شايب اهمشيء انه حيّ.
مهند ابتسم : بطلع اشوف مرضاي وارجع.
هزَّ راسه رعد بأيه وعيونه على مناف بسرحان وطلع مهند ورعد لازال يناظر مناف بسرحان ومعقد حواجبه.
انفتح الباب ورفع رعد عيونه ل الشايب الواقف يناظره بصدمه.
استوعب رعد وقام له وحبَّ راسه : ي عم انا الي حاكيتك الصباح.
ابومناف وهو يناظره : حياك اجلس تفضل.!
رعد جلس وهو مو قادر يرفع عيونه ويناظر لابو مناف ولأول مره يحس نفسه مستحي.
ابومناف : م قلت لي شسمك؟
رعد : رعد.
ابومناف : ابوك وجدك مين هم؟
رعد تناهد وباختصار : اخو زوجة ولدك؟!
ابومناف : قصدك نغم!
رعد : ايه اسيل.
ابومناف : م قالي مناف عن اسمها او عائلتها حتى.
رعد بقل صبر : وش بتستفيد لو عرفت اسم ابوي وجدي يعني لو كنت مثلاً مجهول الاصل بتطردني وتقولي ابتعد عن مناف؟!
ابومناف : لا طبعاً
رعد : خلاص اجل.
وعمَّ عليهم السكوت ورجع كل منهم يفكر بمناف وبحالته وبوضعه المجهول.
.
.
عند امل منسدحه وعيونها بالسقف ووجوالها ع صدرها تنتظر مكالمه مهند الي ي بتكون تطمنها ي بتكسر قلبها.
فزّة على صوت نغمه الاتصال وبسرعه ردّت : الو؟
مهند : تطمني حبيبي
امل بتردد : م مات؟
مهند : لا
امل ببكاء : طب شفيه بالصباح نصحيه ولا يرد حتى عروقه م كانت تنبض
مهند تناهد : اموله مناف بغيبوبه بسبب الاكتئاب والاكتئاب هو الي جعل نبضه ينخفض ل الدرجه المش محسوسه.!
امل بنبره باكيه : بغيبوبه؟!
مهند : قولي لا حول ولا قوه الا بالله اصبري وخلي ايمانك بالله قوي.!
امل ببكاء : متى طيب بيصحى؟
مهند تناهد : العلم عند الله ي روحي
امل بغصه : ونعم بالله
مهند : يالله حبيبي سيبي الجوال ونامي طيب ؟
امل وهي تشاهق : اوك
مهند همس لها : احبك
امل : وانا احبك بعد!!
مهند بهمس ذايب : باي
سكرة منه امل وهي تمسح دموعها وقامت تتوضى وتصلي شكر لله!
.
.
اليوم التالي صباحاً
بشقه رعد.
جلس بقهر ع السرير وهو م خلا درج م فتحه ولا مكان م دور فيه للملف لكن م حصله تناهد وهو يهمس : الله يلعن عدوينك ي مناف ويشفيك وين حطيت هالملف!!!
تناهد بقهر وهو معقد حواجبه ويفكر وين ممكن مناف يترك له الملف!
فجأه فز : اكيييد بالمركز ي غبي ي رعد كيف راح عن بالك!!!
اخذ جوالاته وطلع وظل دقايق واقف بالشارع الى ان توقف قدامه تاكسي وطلع معاه.
دقايق من الارتباك والانفاس المتسارعه والقلق وصّل للمركز
رعد : انتظرني هنا
بعد م قال جملته الاخيره نزل وهو يركض ومتجاهل جميع من يقف بوجهه او يحاول يتكلم معاه.
دخل للمكتب وانفاسه متسارعه وبدا بالبحث بأدراجه وبكل مكان فيه الا ان قاطعه صوت سعود : رعد ؟
رفع شعوه الي طاح على وجهه وقال : هلا سعود “تناهد” ادور ملف قضية عصام بعد اعترافاته الجديده تعرف وينه؟
سعود : اخذه مناف معاه خارج المركز!
بلع ريقه رعد وبقهر ضرب الطاوله : م تعرف طيب لوين؟
سعود : لا
تجاوزه رعد بسرعه وطلع متوجهه ل التاكسي : المستشفى العام.
تناهد بقهر ولف ل الشباك وهو يفكر وين مناف ممكن يتركه وايش ممكن يحصل له لو م حصل الملف خصوصا انه قبل يجي للجنوب قدّم اوراق اخته ل الاحوال!
صحاه من سرحانه صوت راعي التاكسي : وصلت!
رعد حاسبه بدون م يقول شيء ونزل وهو يتناهد وبخيبه دخل للمستشفى وصار يمشي بأتجاه غرفه مناف الا ان وقف بوجهه الحارس حق الغرف : مو وقت زياره!
رفع اصابعه لكتفه مشيراً الا رتبته ثم من بعدها نزل اصابعه واشار على اسمه المكتوب على صدره ورفع حاجبه.
تنحى من امامه حارس الامن بسرعه وكمل طريقه رعد لغرفه مناف ، فتح الباب وتقدم من مناف وجلس جنبه ومسك يده بقوه وهو يتناهد بقهر : بالله هذي سواه تسويها فيني ؟ خويك بيروح فيها ي مناف وانت الله اعلّم وين حاط هالملف “تناهد وسكت شوي ” اكتئاب ها؟ ذبحك حبها لين اكتأبت ؟ يلعن ابو الكبّر الي فيكم ي شيخ انت تموت بالجنوب وهي تموت بالشمال “تناهد من جديد” والله اعلم متى بتقوم انت.!
استند ع الكرسي وهو يفكر بالورطه الي طاح فيها ويفكر وين ممكن مناف يسيب له الملف.
قطع تفكيره صوت جواله رفعه ورد : هلا ياسر
جاه صوتها الهامس : انا اسيل!
رعد تنحنح : شبغيتي؟
اسيل : صدق انت بالجنوب؟
رعد : ايه
اسيل بغصه : رحت لمناف؟
رعد : انا عنده!
بصوت باكي نطقت : كيفه؟
رعد ابتسم بأستهزاء ونطق بكل قسوه : تسأليني كيفه؟ متأكده تبين تعرفين؟
انقبض قلبها وقالت : فيه شيء ؟
رعد : بغيبوبه مكتأب يحاول يهرب من الواقع بالنوم؟ وهذا كله بفضل مين؟بفضلك ي انسه وبفضل تكتمك ع الي صار معاك والي اجبرك تصيري جاسوسه عليه هذا اذا كان فيه شيء اجبرك!!!!
اسيل بغصه نطقت : غيبوبه؟
رعد بكل قسوه : ايه.!
انقطع الاتصال فجأه ومعاد سمع صوتها رعد واستغرب ودق من جديد.
ثواني وجاه صوت ياسر : الو؟
رعد : شفيها؟
ياسر : رمت الجوال وطلعت لغرفتها تبكي!
رعد : الحقوها لا تسوي بنفسها شيء بسرعه!!!
ياسر : طيب “وسكر”
رعد بقهر وندم مسح بيده على وجهه وقام وهو يتناهد وانثنى وطبع على جبين مناف بوسه ولف للباب لكن قبل يفتحه ويخرج انفتح.
رعد بلع ريقه بارتباك : اهلا ي عم!!
ابومناف : شتسوي هنا ممنوع الزياره الحين!
رعد : دخلت بالقوه وانت شتسوي هنا ممنوع الزياره الحين؟
ابومناف ضحك من مراوغته وقال : مرافق معاه انا!!
رعد تناهد : الا ي عم بسالك؟
ابومناف : اسال
رعد : مناف وين يحط قضاياه ؟ دورت ع ملف لقضيتنا بالمركز ولا حصلته!
ابومناف : ب “وسكت بصدمه وهو يناظر لرعد”
رعد : وين؟
ابومناف لازال يناظره بصدمه ودهشه بالوقت نفسه!
رعد بلع رقه : ي عم؟؟؟
ابومناف برجفه واضحه بصوته : ا ا ا نت ولد مشعل “وبصعوبه نطق” الحمدان؟
رعد : ايه!
ابومناف : مين امك؟
رعد بقهر ورجفه م يدري وش سببها : مالك في امي!!!
ابومناف : ولد الهنوف انت؟
بلع ريقه رعد بصدمه ومايدري وش هالاحساس الغريب الي هاجمه لكنه احساس يقوله اهرب قبل تنصدم بشيء م تتوقعه.
لف وكان بيطلع لو م ابومناف مسكه من يده ولفه له وضمه بقوه.
رعد كان في حاله صدمه وجمود واحساس متلخبط ومشاعر متضاربه.!
ابومناف بهمس : ي سعد عيني وياهناها بشوفتك!
رعد وقلبه بيطلع من مكانه من الصدمه والخوف الي م يدري وش سببه!
ابومناف ابعد عنه ومسكه وحضن وجهه بين كفوفه : ي بعد عيني ي هالشبه “ورجع ضمه”
رعد بصعوبه نطق : ممكن افهم وش صاير؟
ابومناف ضمه وهو يستنشق ريحته : ي بعد عيني ويابعد قلبي!!!
رعد وهو على حافه الاستسلام لخوفه : لوسمحت فهمني؟
ابتعد عنه ابومناف وهو لازال يحضن وجهه بين كفوفه : انت ولد اخوي وحبيبي وعيوني مشعل “تناهد” واااه ي مشعل ان كان فرقتنا السنين وجمعتني بولدك!
رعد بصدمه : كيييف؟
ابومناف : اخوي من الرضاع واخوي “اشر على يده” دمه بعروقي!
رعد : مو فاهم شيء ارجوك فهمني!!!
ابومناف ضمه : مو سايعني الحكي من فرحتي!!
رعد : وانا مو سايعني اتنفس من صدمتي الله يخليك لا تخليني زي الغبي ؟
ابتعد عنه ابورعد وقام : امش ننزل للكفتيريا وراح احكي لك كلشيء هناك.
قام معاه رعد وانفاسه كل مالها تضيق اكثر : طيب.
.

error: