روايه بنت السيل

وقفت عند المرايه ورفعت شعرها ذيل حصان ونزلة قصتها على وجهها وتأملت نفسها بعدم رضا ومن ثم رجعت فكت شعرها وبرمته من البدايه ورجعت سوته ذيل حصان وبانة ملامحها اللي كانت تغطيها قصتها ” حفتها ” ووضح وسع عيونها وسوادها القاتم وبياض بشرتها وشفايفها المليانه ابتسمت برضى واخذت الروج الوردي وحطت منه ولو انها تدري بأنها ماسحته بالمدرسه غصب عنها.
ابتعدت عن التسريحه وراحت ل جهة الدولاب وفتحته وطلعت مريولها .
لفت انتباهها صوت شباك غرفته اللي انفتح وصارت تناظره وهو يبعد الستاير ويتأمل الجو ” طبعاً هي صاده عنه وواقفه بنهاية الغرفه وتشوفه من فتحات الشباك الجانبيه ”
ابتسم مهند وتكئ ع الشباك : ي زين العيون ي ناس
شهقت بخوف كيف شافها وهي بأخر الغرفه و ورى الشباك.
مهند : ي روحي بسم الله عليك ناسيه بأن المرايه امامك ؟!
ناظرة ف المرايه وكانت فعلاً واضحه ل مهند بكل تفاصيلها .
مهند : فدوه ل القصيره انا.
امل ابتعدت من مكانها وصارت ورى الشباك : انت م تحس انك مصختها ي قليل الادب
مهند : من عرفتك صرت كثير الأدب وشاعر
امل ارتبكت : كل زق وثاني مره اذا شفت شباكي مفتوح سكر شباكك بلا.
وسكرة الشباك بوجهه بقوه.
.
.
دخلت للحمام ” وانتو بكرامه” ووقفت عند المرايه وطلعت البودره من شنطتها وصارت تحط منها بشكل كبير لعلها تخفي تعبها.
جاها صوت من وراها : رسيل ؟
لفت لها وصافحتها : هلا غرام
غرام : وش فيك ليش تكثرين البودرا م ينفع؟!
رسيل م ردت عليها
غرام : عيونك مورمه كنتي تبكين ؟؟
رسيل : ايه
غرام : اش فيك من مبكيك ؟!
رسيل وهالشيء من صالحها : رعد.
غرام دق قلبها لطاريه : رعد مبكيك ليش وكيف ومتى ؟
رسيل : امس كلمني ب الجوال يهاوش ويهدد ويقول اني السبب ببعدك عنه.
ابتسمت غرام بسخريه : ماله حق يهاوشك حتى لو انتي السبب ؟!
رسيل : هددني ي غرام يقول بيذبحني وانتي تعرفين رعد مجنون.
غرام : كله كلام م في حد بيذبح اخته بعدين هو قال كذا من غبنه اني تركته.
رسيل : م همني انه هددني بس ليش يتهمني بأني مفرقه بينكم؟!
غرام : وانتي تنكرين ؟!
رسيل انصدمت بس تداركت صدمتها وبخبث قالت : عشاني علمتك ب حقيقه رعد صرت مفرقه بينكم شوفي حبيبتي انا م قلت لك اتركيه انا عشاني احبك واخاف عليك علمتك بحقيقته ولا اجبرتك تسيبينه انتي من حالك تركتيه.
غرام : انتي سويتي كل ذا عشان م تتزوجين عمار وقلتي لي حقيقه رعد عشان اسيبه وانتي تنجين من جحيم عمار الموضوع كله يخص مصلحتك الخاصه ولا مافي اخت تشوه سمعت اخوها.؟!
رسيل لمت اغراضها المتناثره بقهر : انا الغبيه اللي فكرة بمصلحتك وعلمتك ب حقيقه رعد والا لو تركتك تتزوجينه وتغرقين ب النار كان ازين ” كانت بتطلع ورجعت لفت لها ” وعمار اسيل هي اللي رفضته وانا م عندي مشكله اتزوجه.
غرام ببرود : م عندك مشكله تتزوجين عشيق اختك ؟!
رسيل بقهر : لعنت الله عليك وعليه اسيل م كانت تحبه ولو كانت عشيقته زي م قلتي م كان تركت حايل بكبرها له وهربت ل الرياض وتزوجت غيره.
غرام : بينما عمار كان ميت بحب اسيل انتي كنتي تموتين لانه عشق اختك صح او لا.
وانفتح جرح رسيل وحمر وجهها وامتلت عيونها دموع وبقهر صرخت فيها : تخسين انتي واخوك م حبيته ولا عمري فكرة فيه.
قالت حكيها وطلعت بسرعه.
.
.
قبل المغرب ب ساعه صحى مناف وتوضى وصلى وبدل ملابسه وكان البيت هدوء استغرب لكن عيونه كانت تبحث عنها يعرف انها مستحيل تطلع بدون شوره اما اهله فيعرف انهم يوم الخميس يتجمعون مع الجيران بيت احد منهم.
طاحت عيونه ع اللي جالسه ع الكنب ولامه نفسها وجهها شاحب وملابسها وشكلها مبهذل .
حاول مناف يتجاهلها ولا يهتم فيها بما انها م تبيه يتدخل تعداها ودخل للمطبخ وكان فاضي ورجع طلع ل الصاله .
مناف : وين الاهل ؟
دلال بدون نفس : راحو للجيران
مناف : نغم معاهم ؟!
دلال : ايه امي اخذتها غصب
مناف همس : ليتهم خذوك بعد بدال هالنفسيه الزق اللي انتي فيها ” تناهد ” كويس اجل انا طالع احتمال ارجع ع الفجر قولي لامي لا تخاف انا بخير.
انقبض قلب دلال ولفت له بسرعه وهي تعرف حكي مناف وراه مقصد.
لكن مناف م ترك لها فرصه تسأله عن شيء خرج وسكر الباب وتوجه ل سيارته وهو يرفع جواله لاذنه.
شوّي وجاه صوتها الناعم : الو
مناف : مين سمح لك تطلعين ؟
ضحكت بخفيف : والله خذوني غصب ولا انت تعرفني م اخطي خطوه بدون اذنك.
مناف : اذني ولا خشمي ؟!
ضحكت نغم وبهمس: فديت السامج انا.
مناف : طيب انا اسيبك اللحين واستانسي هاه وخذي راحتك لاني مو راجع غير ع الفجر.
نغم : اوك مع السلامه
مناف : بمان الله.
سكر منها وحرك السياره وهو يفكر فيها م يدري ليش تطري بباله هالفتره كثير يمكن لانه حس ب الذنب وتأنيب الضمير تجاهها او يمكن لانه حاس ب احساس ثاني م يعرف وشهو.
وقف سيارته امام المركز ونزل بكل ثقه ودخل ل مكتبه.
كان بوجهه رعد المتنرفز : ي هلا كان تأخرت اكثر ؟!
مناف رفع يده وناظر الساعه : تصدق فيه وقت خلاص اجل برجع .
رعد : لع## عليك ي طوووط
مناف جلس جنبه ورفع انظاره ل الشباب : جاهزين كل واحد حافظ دوره ومكانه ؟!
الشباب ردو بردود مختلفه.
رعد بفخر : واثق بأننا بننجح الليله.
مناف : ان شاء الله
سكتو شوّي ولف مناف لرعد : تصدق حجمك بذا الملابس طالع صغير ؟!
رعد : ي فاضي قوم البس الواقي من الرصاص وخلنا نبدا
مناف : باقي باقي الشاحنه واصله بعد المغرب.
رعد : لا تكفى ترى باقي ع المغرب يوم كامل ” صرخ فيه ” ترى كلها ساعه
مناف قام واخذ واقي الرصاص : كل زق
فسخ تيشيرته العسكري وبذلته الداخليه ولبس واقي الرصاص ورجع لبس ملابسه من جديد: ماله داعي والله.
رعد : كلزق والبس اللي ع الركب
مناف انثنى يلبسه ورفع راسه ل الشباب : فاهمين الخطه زين ؟!
رعد : اذبحك ولا اذبحك كم مره سألت هالسؤال ياخي خلاص كل زق وتوكل على الله.
قام مناف وهو يتناهد : توكلنا على الله.
.
.
بعد المغرب وبأحد الاماكن المهجوره كانو متواجدين مناف ورعد وكل واحد على بعد ومسافه من الثاني لكن كانو امام بعض ويتبادلون النظرات والاشارات كل لحضه وكل م تسمح لهم الفرصه.
رفع نظراته مناف لرعد وتعلقت عيونه عليه بينما رعد كان يأشر له ع الشاحنه اللي وصلت ل التو.
رعد كان يأشر لمناف بقهر وغضب من مناف اللي عيونه ثابته على رعد وكأنه مصدوم.
همس رعد لمناف بدون صوت وكأنه يقول ” انتبه ل قدام لعنت الله عليك”
وعى من سرحانه مناف ورجع لف ل قدام ووركز ع الشاحنه اللي توقفت ونزل منها شخصين واتجهو ل الشنطه ” خلفية السياره ” شالو الكيس اللي يغطيها ورموا كل الحمله الفوقيه منها وطلعت الاكياس اللي تحت .
بهالحضه ابتسم رعد ل مناف بثقه ودليل على ان حكيي صح بينما مناف رفع حاجبه بسخريه وهو يأشر ل رعد ينتبه معاهم.
رجع ناظرهم رعد وهم يشيلون الاكياس اللي نزلوها ويدخلونها للأستراحه المهجوره ، انتظروهم لين دخلوا الاكياس اللي معاهم ل الاستراحه وراحوا يوقفون الشاحنه بعيد عن الاستراحه بحيث ان الشك م ينحدر تجاههم وينكشفون اشر رعد اشاره ل الشباب بعد م شافهم ابتعدوا وانطلقوا ل جوه يترأسهم مناف ومن وراه رعد دخلوا بسرعه وبهدوء انتشرو ب المكان وتفرقو وكل واحد مسك زاويه بحيث محد ينتبه لهم تقدم رعد على مناف وهو يهمس له : عيب تتعدى الكبار
مناف بهمس : مو وقتك يافاضي
تقدم رعد ل احد الغرف وفتحها بقوه وكانت فاضيه حتى اثاث م فيها ضحك رعد وهمس ل مناف اللي وراه : ناظرني وتعلم
تقدم ل فتحت المكيف اللي كانت مغطاه بخشب دليل على ان مافيه مكيف وكسرها وهنا انطلقت ضحكت مناف : هههههههههههههههههههههههه اتعلم اجل ؟؟
رعد : كلزق اهمشيء محاوله.
مناف تناهد وتقدم من الغرفه الثانيه وفتحها لكن للأسف كانت مسكره ولف ل رعد : مسكره ؟!
رعد وهو يفتش الدولاب اللي بصاله وبدون م يناظره : اكسره
مناف : حديد ياخي
لف رعد بقهر : م لقيت شيء
مناف : قلت لك المكان غلط لكن الغبي غبي.
رعد مسك شنبه : هالشنب مو على رجال اذا م كانت خطوتنا هذي صحيحه ؟!!
ابتسم مناف ب استهزاء وقبل يتكلم قاطعه سعود بقهر : كملوا تهاوشوا لين يرجعون ملاعين الجدف ويلاقونا قدامهم.؟!!!
رعد تقدم للباب حاول يفتحه بس كان من الحديد اللي صعب ينكسر تناهد رعد : نرجع له اخر شي
وتقدمو من الغرفه اللي بعدها واللي بعدها لكن للأسف كلها كانت فاضيه وبدون لا اثاث ولا شيء.
ابتسم مناف لرعد : قلت لك بأنك غبي من قبل ؟
رعد : لا تنسى الغرفه المسكره ي الحبيب
مناف ناظر الساعه : بيرجعون ي رعد م بقى غير عشر دقايق لازم نطلع.
رعد رفع كتوفه بعدم مبالاه : م داموا م عندهم شيء زي م تقول انت ليش نطلع بسرعه خلهم يجون واذا جو يعني ؟!
تركه مناف : كل زق .
سعود : الغرفه المسكره وش بتسوون فيها
مناف بذكاء : فتحت المكيف ؟!
رعد ابتسم : حسبتك غبي والله
مناف : نتشابه ايه بس هذا م يعني اني غبي مثلك .
وبخطوات واثقه طلعوا من المكان ولفوا من ورى الاستراحه وفتحات المكيفات حقت الغرف اللي دخلوها كلها كسروها ف كانت الغرفه الوحيده اللي م دخلوها مميزه بأن شباكها سليم.
كان ماشيء مناف و وراه رعد اللي لاحظ شيء ع الارض زي المويا ف كان مهتم يعرف وصار يمشيء ورى اثار المويه لما قادته ل غرفه او صاله كبيره مكسره وقديمه ” عقد حواجبه ” لاحظ بأن المكان اللي انتهت فيه المويا يهتز اذا داس عليه بقوه ” الارضيه مش ثابته ” وبذكاء ابتعد وانثنى وصار يبعد الحجاره والتراب لما وضح المستور وبان الخافي ابتسم رعد وهو يبعد الخشب ومن ثم الحديد بكل قوه : عيال الكلب مسوين لهم مقر تحت الارض اجل ؟!!!
قام ونقز ل جوه وهو يطلع مسدسه احتياطاً : اذكياء اذكياء م شاء الله عليهم.
وصار يمشيء بحذر وخفه بمكان زي السيب الطويل وضيق ومكتوم.
فتح عيونه بصدمه من اللي شافه واتخبى ورى الجدار وهو يتنفس وبباله يقول ” صناعة خمر اجل هين اوريكم.”
بكل خفه تسلل من ورى الشخص الوقف ومسكه من رقبته بسرعه وثبت المسدس براسه : ولا كلمه ي ابن الكلب
هز هالشخص راسه بخوف ولا تكلم.
رعد : معاك احد ؟
هز راسه بلا وهو بيموت من خوفه .
سحب رعد حبل كان معلق ب القرب منه وثبت فيه ايدين هالشخص وهو يقول : والله لا العن خير من جابك ي ابن الكلب.
ابتعد عنه وسحب قطعه قماش سكر فيها فمه : ان م كسرت سنونك ذي ماني ولد مشعل ب اصبر لي خلني افتش المكان اللحين واعرف مصايبكم كلها وبعدين يصير خير.
ابتعد عنه وتقدم للغرفه اللي كان بابها خشبي مُتهالك وفتحه بكل قسوه وطاحت عينه على اللي لامه نفسها وجالسه بزاويه الغرفه فتح عيونه بصدمه مو مصدق ان اللي قدامه ادميه اصلاً مستغرب وش يجيبها مكان تصنيع خمور ومخدرات ومع مجرمين.
تقدم لكن م امداه يتقدم الا و حس بأن الدنيا قاعده تدور فيه من الظربه اللي جاته براسه طاح ع الارض بقوه وهو يقاوم الالم ويحاول يتمالك نفسه اما هي بمجرد م طاح ع الارض فزت وهربت من جنبه تاركه وراها شخص يقام الحياه وطفل بريئ ذنبه الوحيد انها امه سكر عيونه رعد بيأس لما حس فيها تعدي من جنبه رايحه مع شخصين واحد اللي كان مكتفه قبل شوي.

error: