روايه بنت السيل
بالجنوب.
عند هند دقت الباب بتوتر ودخلت : بابا فاضي ؟
رفع نظراته لها بهدوء وابتسم : افضى لك ي عيوني
بلعت ريقها وقتربة من مكتبه وجلست امامه.
ابوها : ها هند وش عندك؟
رفعت عيونها له وبسرعه نزلتها بتوتر وقالت : انا بس كنت
ابتسم : ادخلي ب صلب الموضوع نفداك
هند بلعت ريقها : انا فكرة واستخرت و”سكتت م قدرت تكمل”
ابوها وهو مبتسم : ايه؟
هند همست بغصه : م ارتحت.
بلحضه اختفت ابتسامة ابوها وركز نظراته فيها بحّده : ايش؟
هند على حافة البكاء : استخرت وم ارتحت!!!
ابوها : كيف كذا ي هند وانا عطيت الرجال كلمه.
رفعت نظراتها له ووجهها احمر : بتجبرني يعني؟
ابوها : لا وانا ابوك م يصير الا الي تبين لكن فكري زين واستخيري من جديد
هند بدموع : بس انا م ابيه
ابوها : هند بصراحه مارتحتي ولا مانتي حابته؟!
هند بغصه : الاثنين
ابوها : فكري زين ي ابوك والله سامي رجال والنعم
هند :لكـ…
م قدرة تكمل لان ابوها طلع وتركها ، طاحت دمعتها وصدّت بقهر.
.
.
عند رعد مسك طلال من ياقته وجلسه بقوه ع الكنب : بتسمعني وانت زق فاهم؟
طلال دفع يد رعد بقوه : ابببعععددد عني؟
رعد : واذا تركتك بتروح تقتلها مثلا وش بتسوي علمني؟
طلال صرخ بوجهه : ايه بقتلها
رعد : مجنون تقتل اختك ليش ؟
طلال : انت غبي انت م تفهم وش نقول ل الناس اختنا الميته من كم سنه رجعت “بسخريه” لا ورجعت معاها واحد نسخت اخوها
رعد كان يناظر فيه بتعّجب يبيه يخلص كلامه عشان يكفخه.
طلال مستّمر : وانت اصلا وش عرفك بالشرف والحّميه ؟ طول عمرك ساكن ب بلد الكفار وعايش ع التفتح والله اعلم بعد لا يكون مخك مغسول.
ضحك رعد بقهر ومسكه من ياقته بقوه : طايل لسانك واجد ي البزر ذا المره م يبي لك قص لسان بس يبي لك كسرة راس
كان ع الكنب المقابل لهم جالس ابوهم”مشعل” حاط يده على خده ويناظرهم بصمت ولأول مره يتهاوشون ولا يوقفهم كانت صدمته بعّودة اسيل الي بتفكيره ميته من ثلاث سنين اكبر من انه يتكلم ويبذل مجهود على هوشه تافهه.
طلال : اكون بزر بس م اكون #### مثلك
تركه رعد وصد عنه وبحركة سريعه رجع لف عليه وضربه كف بقوه وشده من ياقته لين وقف : اقسم بالله العلي العظيم ان اربيك من جديد ي كلب
طلال صرخ بوجهه : اببععععد انت ابععععددد ابعععددد مالك مكان فارق انقلع اسيل ورجعتها خلاص انقلع فارق مانبيك كلنا كلنا محد هنا يبيك
رعد : هه انا الي ميت عليكم مره م اقدر على بعدكم!!!!
ياسر اقترب منهم وابعدهم عن بعض : متى بنفتك من هوشاتكم هذي ؟ حرام عليكككمم حتى اسيل انفجعت “اشر عليها” شوفوا حتى سكتت م عادت تبكي
لف لها رعد هو وطلال بنفس اللحضه وكانت تناظرهم بخوف وعيونها مليانه دموع.
طلال نزل عيونه وانكسر خاطره عليها وترك رعد وجلس.
رعد : رسيل خذيها!!!
ابوهم : وين امها؟
ابتسم بسخريه رعد بدون م يقول شيء.
سيلين : راحت غرفتها م قدرة تتحمل الي صار
اظهر رعد ملامح الدهشهه الساخره على وجهه برضوا بدون م يقول شيء.
ابوهم : خلاص طيب اطلعوا لغرفتكم انتو خذوا اسيل معاكم.
هزّت رسيل راسها وسحبت اسيل معاها وطلعت.
ابوهم لف لرعد وملامحه جامده “تحت تأثير الصدمه للحين” : رعد
جلس رعد مقابل طلال ورماه بنظره حاده ولف لابوه : خير؟
ابوهم : م فهمت شيء من الي قاله النقيب
رعد : خساره ي حظرة الرائد عندك بطئ استيعاب شكله؟
طلال : احترم نفسك
رعد : تعال علمني الاحترام
ياسر : خلاص انت وياه لا تبدون
رعد اعتدل بجلسته : انا بعيد الي قاله مناف عشان تستوعب انت “اشر على طلال” وعشان الثور ذا يفهم الوضع
ابوهم : قول
رعد : اولاً ببدأ بعصام! الي قبل ثلاث سنوات ونص جاء قبل ملكتي وملكة اسيل ب اسبوع وظل عندنا وصباح الملكة اختفى واختفت اسيل معاه وبعد اختفائهم باسبوع وصلتنا جثه متفحمه وقيل بأنها جثة اسيل الي هربت باحد السيارات ومع عصام وانقلبوا واحترقت السياره وكانت اسيل فيها!!! وبرضوا بعد هالحادثه اختفى عصام والكل قال بانه مات مع اسيل والي قال مين “حط عيونه بعيونهم” نادين “اشر على ابوه” زوجتك “ناظر اخوانه” امكم
ابوه : ايه؟
رعد : وبعدها اخذت الجثه انا للبحث الجنائي وقلت لكم اتضح بانها ل اسيل
طلال رمى عليه علبة المويه : وشفت وين ودانا كذبك؟
رعد رجع رماها عليه : كل زق واسمع
ابوه : كمل رعد
تناهد رعد : الجثه كانت ل المفقوده غند بنت جيراننا القداما الاردنيه.!
ياسر : وش دخلها وكيف يرسلون جثتها ومين رسلها؟
رعد : تبغى تعرف مين ؟ عصام خالك هو الي خذاها مع اسيل واذا مو مصدقني شوف اسيل فوق رح اسألها قل لها لما هربتي هربت معاكم غند ولا لا وشوف وش بتقول
طلال : كيف تهرب معاها وهي ايش لها دخل باسيل؟
رعد : خويت خالك عصام وصديقت اختك اسيل.
ابوهم : كمل رعد وبعدين؟
طلال : قبل يكمل هو وش دخله ومين عطاه الحق يكذب علينا ويقول الجثه لاسيل
رعد بقهر : تبيني احرق قلبك عليها واقولك هي لسى عايشه بس ضايعه هي لسى موجوده لكن مو بيننا هذا الي بغيته؟
ياسر بهدوء : يعني حق تحرق قلبك لوحدك ؟ حتى م خليتنا نشاركك هالهم ؟ شلت همها لوحدك.
ابتسم بسخريه رعد وكمل متجاهل حكي ياسر : عصام خدع البنت اخذها معاه وعشان يلهينا عن اسيل قتلها وحرقها مفكرنا اغبياء للأسف
ابوه : عشان كذا فتحت قضية بحث عن عصام واسيل الي اتهمته ب اختطافها ؟
رعد : بالضبط بينما انا كنت ادور عليها وحتى ادور على ادله بس انتو كنتو تقوولون علي مجنون قاعد يدور عن ميت
طلال : وش تبينا نقول يعني نصفق لك ؟ انت فعلا مجنون تقول لنا بلسانك ان الجثه لاسيل ثم بعد فترة ننصدم فيك انك فاتح قضيه بحث عنها!!!
ضحك رعد بقهر واشر ع المزهريه الي جمبه : ترى اهفك فيها؟؟؟!!!
ابوه : وبعد م فتحت القضيه وظلت ب يديك ثلاث سنوات بدون ادله كافيه وواضحه واصلا بدون م تحصل الخاطف ؟
رعد كمل عنه : زي م تعرف قبل ثلاث شهور طلبوا مني اخذ قضية النقيب مناف وهو ياخذ قضيتي واجتمعنا بالاخير سوا على حل القضيتنين ورحت له الجنوب…
قاطعه ابوه باستنكار : وين ؟
رعد لف له : الجنوب م سمعتني يعني ؟
ابوه بهتت ملامح وجهه : الجنووب؟
رعد : ليه خفت ايه الجنوب ؟ تخفي عنا شيء م نعرفه انت؟
ابوه : وش بخفي عنك ي رعد مثلا؟
رعد : مادري عنك اسرارك كثير ؟ رجاءاً قول ليش انقلب وجهك ؟
ابوه : رعد مهبول انت وش تبيني اقول يعني انا انصدمت لان المسافه بعيده هذا قصدي بس!!
رعد : متاكد هذا قصدك؟
ابوه : لا قصدي اني اخذتك من الجنوب وقصدي ان م انت ولدي.
الصدمه كانت بوجيه الموجودين واضحه الي اولهم رعد
ابوه : تبيني اقول كذا عشان ترتاح وتريح تفكيرك الغبي ؟ رعد انت متى بتقتنع ان حن اهلك واني ابوك وبتبطل هبال
تتناهد طلال : فجعتني
ابوه : لا تلومني جننّي ذا الاهبل
رعد : تعرف ان حكيك ذا تحاسب عليه قانونياً؟
ضحك ابوه : رعد اعقل تكفى لا تزود همي
رعد قام : مزحك ثقيل وغبي
طلال : اقعد دقيقه
رعد بنفخه : وش تبي ؟
طلال : ذا الي يشبهك منهو وليش اسيل تبكي عليه
رعد : زوجها مناف وصديقي بالعمل ياسر احكي له الي قاله مناف مافيني اشرح له
طلال شهق : زوجها ؟
رعد : ياسر احكي له
ياسر : وش بنقول ل الناس
طلال : هذا الي خايف منه الناس بتاكل وجيهنا
رعد بقهر : وش بتستفيدون من كلام الناس بيجيكم فلوس مثلا الحين الناس عندكم اهم من اختكم
طلال وياسر ناظروا ببعض وسكتوا
رعد : زوج اسيل بالملحق اتمنى م تزعجونه!!!
ابوه : ليش م راح؟
رعد : انا اصريت عليه!!!
ابوه قام : غرفكم يالله.
تابعته نظرات رعد لما دخل للمكتب وسكر الباب بوجيههم
.
.
بالملحق
منسدح مناف وعيونه ع السقف ويفكر عيا النوم يطب بعيونه احساسه ملخبط قلبه يألمه وتفكيره مشوش يفكر لو انه طنش هذاك اليوم وم راح المزرعه لو انه سلمها للمستشفى بدون م يسحبه فضوله ورى قصتها لو انه طنش حكي ابوه ولا تزوجها لو انه صبر وترك لها بيتهم وسكن مع الشباب ممكن م كان هذا حاله قد ايش مقهور لانه حبها قد ايش مقهور لانه يفكر فيها الحين ، تناهد وجلس ومسك جواله شاف رساله من امل محتواها “وينكم ياخي” ابتسم بسخريه وهو متاكد لو انها درّت بالي يصير بتسوي له مُشكله رفع عيونه للباب الي انفتح ودخل رعد : م نمت؟
هز راسه بمعنى لا
رعد جلس جنبه : مناف ماني قادر استوعب
مناف : ولا انا
ابتسم رعد : معقوله الحياه اكشن لذي الدرجه “لف له مناف بدون م يقول شيء ورعد كمل” يعني القدر لهالدرجه خطير ؟ جابك من الجنوب وجابني من اوروبا
ابتسم مناف بدون م يقول شيء
رعد تناهد وانسدح وكمل : الدنيا عجيبه صدقني جرتّنا من اقصى شمال المملكة الى جنوبها عشان كل ذا يصير “لف لمناف” انت مستوعب محاسن الصدف؟
مناف : ماني مستوعب مساؤىء الصدف
رعد : لا فكر فيها انا جيتك للجنوب وكنت قريب كل القرب من اختي المفقوده لمده ثلاث شهور ومع ذالك م كتب ربي اني اشوفها غير هالوقت ياخي سبحان الله!!!
مناف ساكت ويناظره
رعد وعيونه ع السقف : حتى يوم كانت بالمستشفى تذك…
قطع كلامه فجأه وفز : ايا الحيوان دفعت اختي من ع الدرج؟
مناف ناظره بصدمه : انا دفعتها مين قال ؟ هي طاحت بلا كذب
رعد : اصلا انت ليش تزعلها ها وتستفزها ي كلب؟
مناف ضحك : بالله كل زق ماني رايق لك
رعد مرّر يده بشعره : عاد تدري اني قد شفتها ببيتكم بس م عرفتها لان قبل كان جسمها رويآن وشعرها قصير لما شفتها م جاء ببالي ولا واحد بالميه انها اختي
مناف : تف عليك فصلتها تفصيل
رعد : تراها اختي
مناف : م كانت اختك هذاك اليوم المفروض تغض البصر
رعد انسدح وتلحف : كل زق بس وسكر النور
مناف : قم غرفتك؟
رعد : ملحقنا وانا حر ياخي
مناف : طيب قم جبلي بندول نايت
رعد تأفف وقام بعد م رفس مناف
.
.
بغرفة اسيل.
منسدحه ب سريرها الي فقدته من ثلاث سنوات هذي هي اليوم ترجع له وتدفن نفسها بأحضانه ، شهقت ببكاء وكل تفكيرها بان مناف راح وانتهى للابد.
مغبونه من نفسها لان كانت بكلمه وحده ممكن تخلي مناف يتراجع عن قراره وياخذها معاه من جديد لكن خوفها منعها ، منعها من اكثر شيء حبته بحياتها.
قامت من السرير وسحبت فاين ومسحت دموعها وتوجهه ل الشباك وابتسمت من بين شهقاتها وهي تتامل حديقه بيتهم وبيوت الجيران والشارع والملعب والسوبرماركت وكلشيء.
رجعت على ورى وكانت بتبعد عن الشباك لين شافت رعد داخل للملحق ولابس بجامه استغربت وابتعدت عن الشباك وتوجهه للباب فتحته وطلعت وبهدوء نزلة من الدرج وقبل تروح للباب جاها صوت من وراها : اسيل؟
اسيل لفت له وناظرته بصمت وهو كذالك صامت ويناظرها.
اقتربت منه بهدوء وضمته وتعلقت برقبته وهمست : احبك ياسر
شد عليها : انا اكثر ي عيون ياسر
ظلت ثواني متعلقه بياسر لما سمعت صوت من وراها : وانا؟
ابتعده عن ياسر لفت ل طلال وضمته وهو شد عليها بقوه وهمس بصوت مهزوز : ي عيوني ي عيون اخوك قد ايش فقدتك اسيل انا اسف اسف
اسيل : انا الي اسفه طلال انا
شد عليها : ودي ادخلك بصدري م اقوى على فرقاك مره ثانيه
بكت بحضنه : وعد م ياخذني منكم الا الموت.
ياسر بتردد : حتى مناف؟
اسيل : مناف “سكتت شوّي” م ورى روحاته رجوع “سكتت شوي” مثل السنين مايرجع!!!
طلال ابعدها عنه : اصلا حاصل له اسيل عشان يرفضها؟
اسيل هزت راسها ب مادري وعيونها مليانه دموع
جلس طلال وجلسها بحضنه : اسيل وانا اعرفك واتمنى هالثلاث سنوات م غيرتك لا توقفين حياتك عشان مناف ولا عشان غيره “ركز عيونه بعيونها” ما نتبع المقفين.
ياسر : م نتمسك بالي م يبينا صح؟
هزّت راسها بأيه وعيونها مليانه دموع قرب منها طلال وباس راسها وهي رمت حالها بحضنه ودموعها تنزل بصمت.
فاجئهم صوت رعد : م شاء الله وانا م اشتقتي لي
شهقت وكانها اول مره تشوفه وقامت بسرعه ضمته وتعلقت فيه.
رعد وهو يضحك : ادري اشتقتي لي م يحتاج.
.